عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 06-04-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: من منتدى المسجد الأقصى الى منتدى المسجد النبوي .


بعض الأماكن الفاضلة
سوى المسجد النبوي بالمدينة النبوية
1- مسجد قباء:

مسجد قباء فاضل شريف، نوه القرآن بشأنه وشأن أهله فقال: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .

وسن الرسول صلوات الله وسلامه عليه زيارته بالفعل والقول، فقد كان يزوره صلى الله عليه وسلم ماشيا وراكبا، وكذا بعض أصحابه، وقال: من تطهر في بيته وأحسن الطهور، ثم أتى مسجد قباء لا يريد إلا الصلاة فيه كان له كأجر عمرة

وبناء على هذا فمن أكرمه الحق جل وعلا من المسلمين بزيارة المسجد النبوي، وشرفه بالسلام من قرب على نبيه صلى الله عليه وسلم ، وحل بالمدينة الفاضلة يتمتع ببركاتها، وينعم برؤية آثارها، فلا يحرمن نفسه من زيارة هذا المسجد الفاضل للحصول على الأجر الموعود على زيارته والصلاة فيه بقوله صلى الله عليه وسلم كان له كأجر عمرة في الحديث الآنف الذكر.

أما أن يأتيه استقلالا ويشد لزيارته من بلده رحالا فليس بالأمر المشروع، بل هو من الممنوع بحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ولم يكن مسجد قباء من بينها فليسعنا ما شرع، وليغننا عما منع ولا ندهش لهذا أو ننفعل، فإن كثيرا من الفرائض تأخرنا عن أدائها، وإن عظيما من المستحبات والفضائل لم نقم بفعلها ولا بالقليل منها، وإذا كنا كذلك فلم نتشوف إلى فعل ما لم ننتدب لفعله، أم أحب شيء إلى الإنسان ما منع؟

2- الشهداء:

إن زيارة شهداء أحد رضي الله عنهم وعلى رأسهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة مسنونة مشروعة، فقد أخرج أبو داود في سننه عن ربيعة قال: ما سمعت طلحة بن عبيد الله يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط غير حديث واحد قال: قلت وما هو؟ قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قبور الشهداء حتى إذا أشرفنا على حرة وأقم فلما تدلينا منها وإذا بقبور بمحنية قال: قلنا يا رسول الله أقبور إخواننا هذه؟ قال: قبور أصحابنا، فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور إخواننا وبعد كل هذا فأي حرج، أو أي بأس في أن يخرج المدني أو زائر المسجد النبوي في ساعات أيامه بقصد زيارة الشهداء فيسلم عليهم ويدعو لهم اقتداء بفعل رسول الله، وطلبا للأجر من الله جزاء ما خطا من خطوات، وما قام به من دعوات، مع ما يعود به من الذكرى، وما يحدث له من الفكرة، لأن زيارة القبور عللت بأنها تذكر الآخرة، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: قد نهيتكم عن زيارة القبور فأذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم الآخرة

ومعلوم أن من ذكر الآخرة رق طبعه، وصفا قلبه، وصلح فكره، ومات حب المال في قلبه، وتلطفت حدة الشهوة في نفسه، وإذا كانت زيارة القبور تكسب هذا الذي عجزت عن تحقيقه مدارس اليوم وكلياته وقوانين تربيته فلم لا يبيح الرسول صلى الله عليه وسلم زيارتها، بل لم لا يدعو إليها وهو المربي الكبير، والمعلم القدير صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم السلام الكثير.

3- أحد:

من الأماكن الفاضلة بالمدينة سوى ما ذكر (أحد) ذلك الجبل الأشم الذي ينكشف من شمالها إلى شرقها فيكسوها هيبة وجلالا، ويزيدها بهجة وجمالا، وأحد ذلك الجبل المشتق من الوحدانية، الذي يبشر الزائر بقرب الوصول، ويهنئ المتيم إذا بدا له بقرب غاية المأمول. أحد ذلك الجبل الذي اهتز فرحا وهاج وماج طربا لما علاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثة من خلفائه ووزرائه أبي بكر وعمر وعثمان، فهدأ الرسول صلى الله عليه وسلم من اهتزازاته، وخفف من اضطراباته حين ضربه برجله وقال: اسكن يا جبل فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان

أحد جبل قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه مالك في موطئه أن أنسا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلع له أحد قال: هذا جبل يحبنا ونحبه وفي رواية يحبنا ونحبه وهو جبل من جبال الجنة وفي أخرى: أحد ركن من أركان الجنة

فجبل هذه خصائصه ومزاياه لا مانع من أن يقف الزائر دونه يجيل فيه البصر و يجني من ربوضه وطول جثومه العبر، بيد أنه للأسف قل من يقصد أحدا لهذا، وإنما يقصد للاستشفاع به والدعاء عنده ولطلب الحاجات بجاهه، ومتى كان للجبل جاه؟ حتى صار كغيره من كثير من الآثار الإسلامية فتنة للتوحيد وشركا للشيطان يوقع فيه أهل الإيمان، فيسلبهم روح الإيمان، وينتزع منهم حقيقة الإسلام وعصب الإخلاص والإحسان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

4- مقبرة البقيع:

هل علينا شيء بعد أن آمنا أن قبور المؤمنين الصالحين تحول عليهم روضة من رياض الجنة إن نحن قلنا كما يقول الكثير من أهل المدينة (البقيع جنة الدنيا) ما أسماها عبارة! وما أصدقه تعبيرا !

البقيع هي تلك المقبرة التي ضمت تربتها أكثر من عشرة آلاف صحابي، وأمثال هذا العدد من التابعين، وعشرات أمثاله من السابقين الأولين، والصالحين الآخرين، فمن ذا الذي يرغب عن زيارة هذا المستودع البشري الهائل الذي جمع سادات الأمة وأشرافها الصالحين. إن جل أهل البقيع من أولياء الله وأحبائه الذين قرر الله موالاتهم، وأوجب محبتهم.

إن من أحب الله ووالاه، أحب أولياءه ووالاهم، وعلامة ذلك الاهتداء بهديهم والسير في منازلهم، واتباع آثارهم، وزيارة قبورهم للترضي والترحم عنهم والاستغفار لهم، والسلام عليهم، وليس من شك في أن هذه الزيارة الشرعية غير البدعية ستعود على الزائر العارف بكثير من الأجور، لأنه ما أحب إلا في الله وما زار إلا له، فكيف يضيع عمله، والله يقول: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا

وخلاصة القول: إن زيارة أهل البقيع مستحبة فاضلة لمن كان مقيما بالمدينة وسواء أتاها زائرا، أو سكنها مهاجرا ما دام الزائر يعرف آداب الزيارة وشروطها، أما إذا كان بذلك جاهلا، فخير له أن يلزم مكانه، وأن يغض بصره، ويصون لسانه، فإن زيارة الجهلاء كسب آثام، وقل ما تخلو من الشرك الحرام، فإنهم بدل ما يدعون للأموات يدعونهم، وبدل ما يرجون لهم يرجونهم، وبدل ما يجعلون مشيتهم وسلامهم وترحمهم وسيلة إلى رضا الله يجعلون ذلك وسيلة إلى رضا الأموات لتقضي بجاههم الحاجات، وهذه- والعياذ بالله تعالى- شر الزيارات وأعظم المنكرات.

غفرانك اللهم للأحياء والأموات.
رد مع اقتباس