فائدة في قوله تعالى "ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود"
قال الله تعالى : ﴿ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴾ السؤال: لما خَصَّ الله سبحانه وتعالى قوم ثمود بالذكر هنا،عن بد الاقوام الاخرين ؟ الجواب : قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : " وكانوا جيرانهم قريبًا منهم في الدار، وشبيهًا بهم في الكفر وقَطْع الطريق، وكانوا عرَبا مثلهم " وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره : " وأما قوله : { كما بَعدت ثمود } فهو تشبيه البعد الذي هو انقراض مدين بانقراض ثمود . ووجه الشبه التّماثل في سبب عقابهم بالاستئصال ، وهو عذاب الصيحة ، ويجوز أن يكون المقصود من التّشبيه الاستطراد بذمّ ثمود لأنهم كانوا أشدّ جرأة في مناواة رسل الله ، فلمّا تهيأ المقام لاختتام الكلام في قصص الأمم البائدة ناسب أن يعاد ذكر أشدّها كفراً وعناداً فَشُبّهَ هلك مدين بهلكهم . والاستطراد فَنّ من البديع . ومنه قول حسّان في الاستطراد بالهجاء بالحارث أخي أبي جهل : إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجَى الحارث بن هشام ترك الأحبّة أن يقاتل دُونهم ... ونَجا برأس طمرّة ولجام " وقال أبوحيان الأندلسي رحمه الله : " وقال أهل علم البيان : لم يرد في القرآن استطراد إلا هذا الموضع ، والاستطراد قالوا : هو أن تمدح شيئاً أو تذمه ، ثم تأتي في آخر الكلام بشيء هو غرضك في أوله |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.