منتدى المسجد الأقصى المبارك

منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/index.php)
-   منتدى الفقه وعلومه (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   الآية والمعجزة (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=688)

admin 05-31-2009 12:14 PM

الآية والمعجزة
 
الآية والمعجزة
الآية، هي كل ما يُذًكِرُنا بالله عز وجل، ويدلنا على عظمته، وعلى بديع صنعته، وآيات الله جميعها معجزة للإنسان، يعجز الإنسان أن يأتي بمثلها، أو يصنع ما هو قريب منها، ولننظر للكون من حولنا، أو لما يدور بالجوار منا، أو حتى لأنفسنا، أو داخل أنفسنا، لننظر، للشمس، للقمر، لليل، للنهار، لنقطة الماء، أو لذرة الهواء، أو حبة التراب، أو ورقة الشجر، أو لجناح البعوضة، لنأخذ أي أمر من أمور الدنيا حولنا، لننظر لقدرتنا على البصر، أو السمع، أو النطق، أو المشي، أو تحريك اصبع من أصابعنا، لننظر إلى دقات القلب، أو إنتقال المعلومات من أطرافنا لدماغنا، للدم الذي يجري في عروقنا ويحمل الهواء والغذاء، ويعود بالفضلات، لننظر إلى أي شيء، ودعونا نفكر بأبسطها على الإطلاق، لنحضر نقطة ماء ونضعها أمامنا، ثم لنقوم بجمع كافة علماء الأرض، من أقصاها إلى أقصاها، من أولهم لأخرهم، ولنحشر معهم جميع العلماء الذي قضوا من زمن آدم حتى يوم القيامة، ولنقل لهم، تعاونوا وأصنعوا لنا نقطة ماء، فماذا سيقولون، وإلى ماذا سيصلون، من المؤكد أنهم سيقولون جميعا، لا قدرة لنا على صنع مثل هذه النقطة، وأنهم سيقفوا جميعا عاجزين عن صنع نقطة الماء، فكل ما في الدنيا معجز للإنسان، يقف الإنسان عاجزاً بشكل تام أمامه، وكل ما في الحياة هو آية من آيات الله، وبإختصار، يمكن أن نقول أن كل خلق لله هو آية، وأن الإنسان يقف عاجزا أمام كل آية، فالآية تذكره بالله، ووحدانيته، وتدبيره، وقدرته وعلو شأنه. ومع أن الله جعل حول الإنسان الآيات الكثيرة والعديدة، ومع أن هذه الآيات جميعها معجز للإنسان، ومع أن هذه الآيات تذكر الإنسان بالله وبعظمته وقدرته، إلا أن الإنسان صار يمر عن آيات الله دون أن يتذكر الله، ودون أن يتذكر عظمته سبحانه وتعالى، ودون أن تكون هذه الآيات دالة له، تدله على هذه القدرة وعلى هذه العظمة، فصار الإنسان يشرب الماء، دون أن يسمي الله ودون أن يشكره ويحمده، صار يتناول الطعام، دون أن يلتفت لبديع صنعة الله في طعامه، صار يمشي على الأرض دون أن ينتبه لعظيم خلق الله في نفسه، وهكذا صار في جميع شؤونه. ومع هذا فلم يقم سبحانه وتعالى بإستبدالنا بخلق جديد، فهو الرحمن الرحيم، بل أخذ يذكرنا بنفسه، وهو الغني الذي لا يحتاج لنا، فأرسل لنا الرسل، رسولٌ يليه رسول، وكان كل رسول يذكر الناس بالله الواحد القهار، كي نعود له، نقدسه ونعبده، نطيعه ونطلب عونه، ولكن معظم الناس، كفرت بالرسل وكذبتها، ورفضت الهداية، وبقيت قابعة في الظلمات والضلال، فماذا فعل سبحانه وتعالى رداً على هذا التصرف؟ ماذا فعل الرحمن الرحيم؟ هل قام بتعذيبنا؟ هل أرسل علينا الملائكة لتمحونا عن وجه الأرض؟ لا لم يفعل هذا، إنما أيد رسله بالآيات الكبرى، لتكون برهاناً للإنسان، على وجود الله وعلى عظمته وقدرته، فقد أيد سيدنا صالح بالناقة، وأيد سيدنا موسى بالعصى، وبالنور الذي يخرج من يده، وأيد سيدنا عيسى أن جعله ينطق في المهد، ويشفي الأعمى والأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، وما لا شك فيه أن أعظم الآيات الكبرى التي أيد الله بها رسله، كانت آية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقد أيده عز وجل بالقرآن الكريم، حتى أننا نطلق على كل مجموعة من الكلمات في القرآن (آية)، لشده وضوح عظمة الله وقدرته فيها.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.