أشكرك أخي نائل، كونك اخترت أن تكون عينا من عيون الله، تشهد على الناس، وأحسبك ستكون من أهل الشهادة يوم الشاهد والمشهود، وأقول بإختصار، أن الله عز وجل قال (لكم دينكم ولي دين)، بمعنى أن الرسالة إذا وصلت للطرف الثاني، ورفضها، فهو حر كونه إختار النار، ولكم دينكم بمعنى لكم كفركم، ولي دينن بمعنى لي الإسلام، فالدين عند الله الإسلام، ومن يبتغي غير الإسلام دينأ، فلن يقبل منه، فإن نحن قبلنا (حرية الأديان)، فهذا يكون فقط إن تحقق مطلب الإسلام، بأن تكون حرية الوصول لكل شخص على وجه الأرض متوفرة بأن ندعوه للإسلام ونفهمه إياه، ثم يقرر هذا الإنسان طريقه إما للجنة أو النار، هذا ما نقبله بلفظة حرية الأديان، أما ما يقصدونه هم أن لا نتدخل فيهم ولا ندعوهم ونتركم لديانتهم اليهودية أو النصرانية بذريعة (حرية الأديان)، فهذه هي الدكتاتورية وهذا هو الغش وهذا هو الخداع بعينه. أما بالنسبة لعبارة (حب الإنسان لأخيه الإنسان)، أتساءل، ما الذي يدفع الإنسان المسلم أن يخاطر بروحه وعمره كي يوصل كلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) لغيره من الناس، غير حبه لهذا الإنسان، فمحبتنا للناس، هي التي تدفعنا أن نبحث لهم عن الخير، ونرشدهم لطريق الصواب، ومحبتنا هي التي تجعلنا نخاطر بأرواحنا وأنفسنا، ومحبتنا هي التي تجعلنا نضحي بأموالنا وما يعز علينا فداء إيصال الإسلام لهم. وما هو المقابل؟ ما نراه في المقابل الكره والتعنت والتعصب، كره للإسلام والمسلمين، كره لكل ما هو إسلامي، كره له إبتداء وليس له إنتهاء. ونرى هذا الغل الشديد بوضوح في حروبهم المستمرة والمتصلة عبر حلقة التاريخ ضد كل ما هو إسلامي، وضد كل من قال لا إله إلا الله محمدا رسول الله، إنظر حولك في إي إتجاه أردت، ماذا سترى، سترى المجازر والحروب والتقتيل والتجويع والحصار بحق المسلمين، وكله بادعاء (حرية الأديان) والحق أنها الحرب على الإسلام. فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.