من فقه القرآن : "كره الله انبعاثهم"
من فقه القرآن "كره الله انبعاثهم" الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي خطيب المسجد الأقصى المبارك عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قال الله تعالى:"ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكم كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين"سورة التوبة آية:46 المسألة الأولى: "لو" تأتي على وجوه: الأول:حرف مصدري،يصاغ منه ومما بعده مصدر مؤول نحو:يود أحدهم لو يعمر ألف سنة:أي يود أحدهم التعمير. الثاني:حرف تقليل،نحو:"التمس ولو خاتما من حديد". الثالث:حرف للعرض،وللتمني،نحو:"لو تنزل عندنا فتصيب خيرا"و"لو تأتيني فتحدثني"،ويتلوها فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية. الرابع:حرف وصل"يؤتى به لتقوية المعنى،ووصل بعض الكلام ببعض"،نحو قوله تعالى:"والله متم نوره ولو كره الكافرون"،وقوله:"وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى." الخامس:حرف شرط،غير جازم.ولا بد له- كسائر أدوات الشرط- من شرط وجواب المسألة الثانية:والمعنى في الآية:أن المنافقين لم يريدوا الخروج مع الرسول صلى الله عليه وسلم بحجة أنهم لو يتهيأوا للغزو. المسألة الثالثة:"العدة"بضم العين وهي كل ما يحتاج إليه المحارب كالسلاح والمسافر كالمال والزاد.وهي مشتقة من الإعداد وهو التهيئة. المسألة الرابعة:قوله تعالى"ولكن كره الله انبعاثهم:استدراك على ما دل عليه شرط "لو"والمعنى كره الله خروجهم معك. المسألة الخامسة:"فثبطهم"أي خذلهم وحبسهم عنك والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم حيث قالوا:إن لم يؤذن لنا في الجلوس أفسدنا وحرضنا على المؤمنين . المسألة السادسة:"وقيل اقعدوا مع القاعدين فيه أقوال: الأول:أنه قول بعضهم لبعض. الثاني:قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو إذنه لهم بالتخلف عن الغزو. الثالث: قيل هذا عبارة عن الخذلان أي أوقع الله في قلوبهم القعود. المسألة السابعة:قوله تعالى:"مع القاعدين"أي مع النسوان والصبيان والعميان وأولي الضرر الذين لا يستطيعون قتالا. المسألة الثامنة:هذه الآية الكريمة ذكرت بعض صفات المنافقين وهي: الصفة الأولى:تخلفهم عن شهود مشاهد الخير مع المسلمين وبخاصة الخروج للغزو. الصفة الثانية:كذبهم واختلاقهم الأعذار للتخلف. الصفة الثالثة:ادعاؤهم أن عدم شهودهم مشاهد الخير مع المسلمين هو لصالح المسلمين لأن خروجهم كلهم فيه ضرر عليهم أي على المسلمين. الصفة الرابعة:أنهم خوالف"لا يرجى منهم النفع. الصفة الخامسة:قلوبهم مريضة بالنفاق الأكبر وهو الكفر الذي يخفونه في صدورهم وكراهيتهم للإسلام والمسلمين،فظاهرهم يخالف باطنهم ولهذا وجب الحذر منهم وعدم تصديقهم. المسألة التاسعة:وفيما سبق من معان ودلالات فوائد عديدة منها: أولا:على المسلم أن يراقب قلبه وإيمانه وأن يطهره من كل أنواع النفاق ثانيا:المسلم يبغض النفاق والمنافقين لأن الله تعالى يبغضهم. ثالثا:المسلم يحرص على شهود مشاهد الخير مع المسلمين فإذا تقاعس عنها مع قدرته عليها يخشى عليه من النفاق ومن الأمثلة على هذا ما يلي: 1-التقاعس عن الصلاة في المسجد الأقصى مع القدرة على ذلك . 2-التقاعس عن صلاة الجماعة أو أداء الصلوات الخمس. 3-التقاعس عن صلة الرحم مع القدرة والفراغ. 4-التقاعس عن طلب العلم الشرعي في المساجد خاصة والإكتفاء بالصلاة. 5-التقاعس عن بر الوالدين وحفظ الجوار . المسألة العاشرة :هذه أمثلة والباقي عندك أخي المسلم،فإذا تقاعست + شهود مشاهد الخير وأنت قادر،فاحذر أن تكون من الذين كره الله انبعاثهم للخير فبعثهم وقيل اقعدوا مع القاعدين. نسأل الله السلامة من النفاق والحمدلله رب العالمين |
رد: من فقه القرآن : "كره الله انبعاثهم"
الأحد 28 شوال 1435
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.