أمٌّ يكيدُ لها من نَسْلِها العَقِبُ | ولا نقيصةَ إلاَّ ما جنَى النَّسَبُ |
كانتْ لهم سببًا في كلِّ مكرمةٍ | وهمْ لنكبتها من دهرِها سببُ |
لا عيبَ في العَربِ العَرْباء إنْ نَطَقوا | بين الأعاجمِ إلاَّ أَنَّهُم عَرَبُ |
والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما | عند الغراب يُزَكَّى البُلبلُ الطَّرِبُ |
أتى عليها طَوال الدهرِ ناصعةً | كطلعةِ الشمس لم تَعْلَقْ بها الرِّيَبُ |
ثم استفاضتْ دَياجٍ في جَوانِبِها | كالبدرِ قد طَمَسَتْ مِن نورِهِ السحبُ |
ثم استضاءَتْ، فقالوا: الفجرُ يَعْقِبُهُ | صبحٌ، فكانَ ولكنْ فجرُها كَذِبُ |
ثم اختفتْ وعلينا الشمسً شاهدةٌ | كأنَّها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ |
سَلُوا الكواكبَ كم جيلٍ تَدَاولَها | ولم تَزَلْ نَيِّراتٍ هذه الشهبُ |
وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ | قديمةٍ جدَّدت من زهوها الحِقَبُ؟ |
ونحنُ في عَجَبٍٍ يلهُو الزمانُ بنا | لم نَعْتَبِرْ ولَبِئْسَ الشيمةُ العَجَبُ! |
إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها | فكيف تبقى إذا طلاَّبُها العَجَبُ! |
إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها | فكيف تبقى إذا طلاَّبُها ذَهبوا؟ |
كانَ الزمانُ لنا واللِّسْنُ جامعةٌ | فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلِبُ |
وكانَ مَن قَبْلَنا يرجوننا خَلَفًا | فاليومَ لو نَظَرُوا من بعدهمْ نَدَبُوا |