طالما أن هذا الشركة عملها في بيع الخمر، فإن المال الذي ستقوم بدفعه لهذا الشخص هو من ربح هذه التجارة الممنوعة في الإسلام، وطالما أن الشخص يعلم هذه الحقيقة يصبح حرام عليه شرعا أكل هذا المال أو إستخدامه أم حتى التبرع به، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ولو أننا تفكرنا لحظة، وسألنا أنفسنا بماذا سيتغر رزقنا لو أننا أدخلنا عليه (حرام) هل سيزيد هذا الرزق، أو هل سينقص رزقنا إن نحن إمتنعنا عن إدخال الحرام له؟ والجواب من كلام الله عز وجل (وفي السماء رزقكم وما توعدون) ومن قسم الرسول عليه الصلاة والسلام (لا تموت نفس حتى تستفي رزقها)، فعند التفكر قليلا في كلام الله ورسوله، سنجد أن السائل إذا قبل هذه المهمة وهو يعلم أنها حرام إنما يقوم بإستبدال جزء من رزقه الذي وعده الله به، من صورته الحلال ليغيره ليصبح حرام، وإن هو إمتنع عن هذا العمل، فإن الله سيرسل له نفس المبلغ بصورة أخرى حلال، فماذا برأيك يجب أن نختار، أعتقد لو أن قلوبنا تيقنت من هذه الحقيقة، لما كذب أحد على أخر، ولما غش أحد آخر، ولما إحتال أحد على أخر، ولما سرق أحد آخر، ولما قتل أحد آخر طمعا في ماله، فكل هذه الأفعال لن تغير في قسم الرسول عليه الصلاة والسلام (لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها).