منتدى المسجد الأقصى المبارك

منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/index.php)
-   منتدى الفرق الإسلامية (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/forumdisplay.php?f=44)
-   -   مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) . (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=13141)

نائل أبو محمد 10-08-2011 03:22 PM

مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
السبت 11 ذو القعدة 1432

الجزء السابق رقم ( 3 )
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/show...t=12846&page=6

والآن الجزء الرابع .....

طالب عوض الله 10-11-2011 10:42 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 




نفاق الحكومات الغربية تجاه المسلمين
يمثل أهم ما يُستخلص من دروس الانتفاضات الشعبية (ولكن ماذا يجب عليهم حياله؟)

صالح عبد الرحيم – الجزائر

يجد المراقب لما يحدث هذه الأيام في مختلف أقطار البلاد العربية أن الناس الذين خرجوا بمئات الألوف وبالملايين في وجه الحكام إلى الشارع ساخطين ومحتجين ومطالبين من خلال الاعتصام وإقامة التجمعات وتنظيم المسيرات، يجد في الظاهر كأنهم اتفقوا جميعاً على عدم إدراج مسألة تطبيق الإسلام ضمن مطالبهم. فهل هو الإعلام الغربي (المنافق) والعربي التابع له يعتِّم ويوجه، أم أنها خطة متعمدة من المنتفضين تنطوي على كثير من الدهاء والحكمة والحنكة المستخلصة من تجارب سابقة في بلدان مختلفة؟ أم أنه تدبير من جهات خارجية مؤثرة تهدف إلى إحداث التغيير الذي تريد بعدما تيقنت أن المنطقة وصلت إلى درجة الغليان، وأنها مقبلة على مرحلة جديدة تمامًا فلا بد من فعل شيء ما؟ إلا أن اللافت في كل هذا الحراك هو مواقف الدول الغربية الكبرى المؤثرة بشكل مباشر في المنطقة وسياساتُها المنافقة الماكرة إزاء تطلعات أهل المنطقة، وهذا ما يجب أن يعيه المسلمون قبل غيرهم. فمن تونس إلى مصر وما بعدها... إلى اليمن وسوريا وغيرها... وكانت الشعارات في معظمها تبدأ بـ «الشعب يريد» وتنتهي بجزئيات ما يريده هذا الشعب أو ذاك حسب البلد: من إسقاط النظام، إلى محاسبة الحكام، إلى تطهير البلاد، إلى إنهاء الانقسام، إلى العودة إلى فلسطين (كما رأينا في إحياء ذكرى يوم نكبة 48 في 15/05/2011م).

رغم أن نظام الإسلام وشريعته يكفل ويحقق محتوى جميع ما في لائحة المطالب لدى جميع الشعوب المنتفِضة، ورغم أن أهل هذه البلدان مسلمون، إلا أن رافعي بل واضعي الشعارات من منظمين وقادة حرصوا على ألا يُطلب كل ذلك من خلال الصدع بما تريده الأمة حقيقةً، وهو دون شك الإسلام في حياتها هويةً ودولةً ومجتمعاً بوصفه الحق من عند الله عقيدةً ونظاماً، إنما حرصوا على أن يُطلب من خلال إرادة الشعوب المستضعفة كحقوق تكفُلها الديمقراطية وتصدقها المواثيق الدولية كميثاق حقوق الإنسان وغيره. وبالتالي فهي في نظر كل العالم مطالب مشروعة، ولن يسع حكوماتِ الغرب -التي يحسبون لها ألف حساب - ولا شعوبَها إلا أن تقول إنها مشروعة! وقد قيل.
فمن يستطيع الوقوف في وجه من ينتفض ضد الديكتاتورية والظلم والقمع والاستبداد ويطالب بالكرامة والعدالة والحرية ورحيل الحكام الفاسدين المستبدين؟! وقد سمعنا ساسة الغرب عند أول شرر الانتفاضات - بل حكام البلاد العربية العملاء – يؤكدون على حق كل هذه الشعوب دون استثناء في الحرية والكرامة والرفعة والعيش الكريم! وأنْ لا رئاسة مدى الحياة! مع أن هؤلاء الحكام كانوا ظالمين لشعوبهم لعشرات السنين.
وبما أن الشعوب المنتفضة شعوبٌ إسلامية، فلن يكون - في نظر قادة الانتفاضات - ما يتحقق على أرض الواقع جراء هذه المطالب سوى ما يريده الإسلام وما تريده الأمة. فكأنهم خرجوا مطالبين بالإسلام بالمعنى لا باللفظ! أسلوب يبدو ذكياً يراه بعض منظمي ومسيري المسيرات في الميادين والساحات لئلا يؤلبوا عليهم العالم وشعوبَ الدول الغربية خاصةً إن هم جهروا بمرادهم، ما يمكِّن الساسة في الغرب والحكوماتِ من استنفار واستجماع القوة لدى شعوبهم ومنتخِبيهم في وجه التحركات الشعبية في بلاد المسلمين لإجهاضها وقطع الطريق على «الإسلام السياسي» ومنع التغيير المنشود. هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى إذا ما استُبعد شعار الإسلام عن «الثورات» فإن هذه الأخيرة بحسب قادتها سوف تتمكن حينئذ من كسب الدعم من كل التيارات الفكرية والسياسية على اختلافها، ويتسنى لها حشد كل الطاقات من كل الطبقات في البلد في وجه الحاكم المستبد. إذ كلها تشترك في رفضها للنظام القائم وسخطها على من بيده الأمور، وفي توقها في نظرهم للديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية.
ولكن ما لم يُطرح كإشكال هو: ماذا بعد ذهاب الطاغية المستبد؟ وهل عندما تقر الدولُ الغربية بأن مطالب شعوب المنطقة هي بالفعل مطالب مشروعة، فهل هذا يعني أنها ستسهل أو على الأقل لا تمانع من التحول الديمقراطي لكي تتحقق للشعوب السيادةُ والعزة والكرامة والحرية والعدالة كما في الشعارات؟ وعلى حساب من سيكون هذا التحول؟ وهل ستساعد الشعوبَ لكي تزيل الحكام الجاثمين عليها عقودًا من الزمن؟ وهل ستزيل الظلم المسلط عليها وتطيح بالأنظمة القمعية الفاسدة؟ وهل ستأتي بحكم بديل ليس فيه ظلم ولا هضم ولا كبت ولا قمع؟! وهل فعلاً عندما يرحل الحاكم ويبقى النظام سوف تتغير الأمور؟ وهل سيكون إرساء الديمقراطية في مصر تحديداً خطوةً في اتجاه التحرير؟ هذا ما يجب أن يُطرح.
يا ويل من يفكر بهذا المنطق! ويا ويل من ينشد الحق والعدل والتحرر والكرامة والعزة في غير الإسلام!! وهل هنالك حق وعدل غير الإسلام؟!! ألا فليعلموا أن من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً.
إن هذا المنطق من التفكير ينطوي على مصيبتين :
الأولى مفادها أن التغيير في بلادنا الإسلامية لا يمكن أن يحصل إلا بموافقة الغرب وفي نطاق ما يسمح به الغرب. لذا وجب على منشديه أن يخاطبوا شعوبهم بما يكون مقبولاً لدى هذا الغرب مسموحاً به، وهو ما يسمونه المطالب المشروعة (في شريعة الغرب)، وهذا هو منطق المهزوم فكريًا وسياسياً وحضارياً. كما يتجاهل هذا المنطق أن عنجهية أميركا وهيبة أميركا زعيمة الغرب قد دُفنت في ساحات الوغى في أفغانستان والصومال والعراق ومؤخراً في ميدان التحرير، وهم ما زالوا يقيمون صنمًا مترنحًا منذ أمد يوشك أن يتهاوى.
أما المصيبة التي هي أكبر من أختها فإن منطق التفكير هذا يقفز على حقيقة عظمى، وهي أن هذه الأنظمة القمعية هي من صنع الغرب، وأنها كانت تتقاسم مع الغرب والاحتلال المنافع طويلاً، وأن هؤلاء الحكام الفاسدين الذين يُراد إزالتهم لاسترداد سلطان الأمة وسيادة مبدئها يمثلون أدواتِ البطش التي مارس الغرب طوال عقود خلت وما زال يمارس بواسطتها كلَّ هذه الهيمنة والظلم والقهر وسلب الحقوق والاستبداد والاستعباد والسرقة وجميع أصناف الفساد.
أقرَّ الرئيس الأميركي أوباما في الخطاب الذي ألقاه (في طبعته الجديدة) يوم 19/05/2011م وحدد فيه رؤى وسياسات الولايات المتحدة تجاه المنطقة العربية، فيما بدا كأنه مراجعة لسياسات أميركا في البلاد العربية في ضوء التغيرات الجارية فيها، والذي صدر منه على ما يبدو في وقت لم يكتمل فيه بعد «المشهد الثوري»، وعينه على الانتخابات الرئاسية المقبلة، أقر أنهم بحسب قوله كانوا يدعمون ديكتاتوريات عندما راهنوا على الاستقرار في المنطقة على حساب حرية الشعوب. ويُفهم منه أنهم الآن تداركوا الأمر وتيقظوا لإنصاف الشعوب بل ولتقديم دعم مطلق للتغيير وعدم إعاقة منطق التغيير! فالغرب الاستعماري ممثلاً اليوم في أميركا وبريطانيا تحديداً هو العدو قبل هؤلاء الحكام وقبل هذه الأنظمة. ثم إن هذا المنطق من التفكير – الذي يقفز على كون الأنظمة من صنع الغرب وكون الحكام عملاء للغرب، والذي هو غريب عن الأمة الواعية - لا يوجد إلا عند صنفين من الناس:
الصنف الأول هم من أبناء الأمة ويخفى عليهم مدى عداوة الحكومات الغربية وساسة الغرب للأمة الإسلامية، وينظر هؤلاء للأمور والعلاقات بين الدول والشعوب بسذاجة محزنة. مع أن الإسلام يطلب منهم أن يتصدروا الأممَ في الفكر والوعي والسياسة وفي العلوم والمعارف والأخلاق والعمران وفي كل شيء. فهم لا يرون في حكومات الغرب وحوشاً ضارية وذئاباً متيقظة متربصة، مع أن الله تعالى قد نبأنا من أخبارهم. ولا يرون في المنظومة السياسية الدولية أداة للقهر والإذلال لدى الدول الغربية الكبرى على رؤوسهم، ولا للمؤسسات الدولية أدواتٍ لتغطية ما يمارَس عليهم من تسلط وإجرام من هذه الدول، فتارة يستنجدون بما يسمى المجتمع الدولي، وتارة بالحلف الأطلسي وتارة يستجيرون بالاتحاد الأوروبي، من أجل إصلاح أوضاعهم، أو من أجل إزالة الحكام الفاسدين الذين هم من صنعهم. كما يقصر نظرهم عن إدراك نفاق الدول الغريبة، وأنها هي التي تمنعهم من التحرر والانعتاق، وتمنعهم من الوحدة ومن إقامة دولتهم، كما يرون أن هذه الدول القزمة القائمة في بلادهم تفي بالحاجة إذا ما تم إصلاحها أو ترقيعها، وهي تمثلهم في المجتمع الدولي على كل حال!
أما الصنف الثاني فهم الذين يمارسون النفاق السياسي من السياسيين المنتفعين، وهم أرباب الانتهازية و المغرضون من توابع الغرب، سواء من العلمانيين أو ممن يُسمون إسلاميين. وهؤلاء لا يبحثون سوى عن موقع في واقع ما بعد الانتفاضة كما كانوا في واقع ما قبلها، بغض النظر عن الإسلام والمسلمين من قبلُ ومن بعد. فلا يهمهم أن يتغير النظام جذرياً لكي يقوم على أساس الإسلام؛ لأن هذا يكون خارج الإطار المرسوم فهم اليومَ مع «الثورة» يجلبون لها الدعم من الغرب على أساس الديمقراطية في مقابل الدكتاتورية بحسب زعمهم، ويسعون في المنابر الدولية لتحقيق أهدافها النبيلة، أو في العواصم الغربية لكسب الشرعية. وهم بالأمس القريب كانوا من ركائز منظومة الحاكم المستبد ويداً للنظام على شعبه ظلماً واستعباداً. يقابل هذا النفاق السياسي نفاقُ الحكومات الغربية التي تتقن نفاقها وتتفنن في إخفاء عداوتها لأمة الإسلام من أجل مصالحها، فهي مع الحكام ومع الشعوب حسب الظرف وحسب الطلب وحسب الحاجة والمصلحة.
ونحن إذا كنا لا نشك في أن حالة الاحتقان الشديدة، وحالة التردي الفظيعة التي تولدت في الأمة جراء أزمنة طويلة من قهر الحكام العملاء وأنظمة الطواغيت وضغط النظام الدولي على المسلمين هي التي جعلت الأمة الإسلامية اليوم تفكر بجد في ماضيها وفي حاضرها ومستقبلها، وتتهيأ لتصحو من غفلتها، وتنهض من كبوتها، بفضل العاملين من أبنائها، أضف إلى ذلك ما طرأ من متغيرات على الساحة الدولية بحكم ناموس التدافع والصراع والاحتكاك، على صعيد العلاقات بين الدول وما اعترى بعضها من ضعف وانكسار، وعلى صعيد الأفراد في مجال التواصل عبر القارات واستعمال وسائل الاتصال في شتى الميادين، وما كان من دور كبير لأدوات الإعلام، في زخم التناطح الحضاري واحتدام الصراع على النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري بشكل غير مسبوق...
وإذا كنا لا نشك في أن شرارة الانفجار لم يكن ينقصها سوى التوقيت، وأن الذي يجري اليوم هو فعلاً مطلب الشعوب في البلاد الإسلامية من أجل التغيير وإزالة الأنظمة الفاسدة، فإننا نؤكد أن أيادي الغرب الحاقد ليست في منأى عن التدخل المباشر في المجريات. كما أن أياديه المسمومة ليست في منأى عن توظيف واحتواء وتوجيه الأحداث نحو بر أمانه. وقد كان هذا وما زال واضحًا في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وفي كل الأقطار التي انتفض فيها الناس على الأوضاع. ولكن في الحقيقة كلمة التدخل تفقد معناها عندما نتذكر مثلاً أن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق كان مستشارًا للقذافي ونظامه، فالنفوذ الغربي متغلغل في البلاد والعباد منذ زمن بعيد.
ثم نقول إن اختلاف التيارات الفكرية والأحزاب السياسية في أوساط هذه الشعوب في البلاد الإسلامية لا يبرر بحالٍ كتم صوت الإسلام، ولا يبرر إفراغ الشعارات والساحات مما يستفز الغرب أو ما قد يثير فتاه المدلل الكيان المسخ (إسرائيل)، ولا يبرر أبداً إخفاء مبدأ الأمة. صحيح أنه في بعض البلاد الإسلامية يوجد أناس من غير المسلمين يعيشون مع المسلمين، ولكن القضية في البلاد الإسلامية اليومَ هي قضية إنهاء هيمنة الغرب الرأسمالي الاستعماري على المنطقة برمتها، فالقضية أن ينهض المسلمون بوصفهم أمة عريقة صاحبة رسالة وذات هوية وحضارة هي حضارة الإسلام الشامخة لأجل هذه الغاية لا أن ينهض غيرهم، لا أن يكون المطلب هو الديمقراطية أولاً لتحرير هذه الشعوب ثم بعد ذلك تقرر الشعوب بعد التحرر ماذا تريد. وإذا ما كان من دور لغير المسلمين - من أبناء المنطقة - فلا أقل من أن يكونوا سنداً في إنجاز هذا المبتغى بمعنى عدم التعطيل، لا أن يكونوا عوناً للاستعمار الدخيل البغيض على المسلمين، لئلا يدفعوا الثمن باهظاً حاضراً ومستقبلاً كما ستدفعه (إسرائيل) قريباً بإذن الله – لو كانوا يعقلون. ولهم عبرة فيما مضى، فقد عاشوا منصَفين في ظل الخلافة الإسلامية مع المسلمين قروناً عديدة.
فمتى يستيقظ المسلمون ليدركوا أن الله تعالى عندما يخاطبهم: (إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)، وعندما يقول لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ) إنما يعني ذلك على أرض الواقع – مما يعني - أن حلولنا يجب أن تكون من مبدئنا وهو الإسلام، فلا أقل في معاملة الكافرين من أن لا نأمنهم على ديننا وأن لا نقبل لهم رأياً أو مشورة، وهؤلاء هم اليومَ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وغيرها...ناهيك عن عدم جواز استدعاء التدخل الأجنبي المباشر في كل شؤوننا.
إلا أنه رغم كل هذه الاعتبارات نذكر الأمور الآتية سواء مما هو من جانب الإيجاب فيما انتاب المنطقة من حراك سياسي قوي في اتجاه التحرر عند هبوب رياح التغيير وفي أجواء الانتفاضات التي توشك أن تعم كل الأقطار، أو مما هو من قبيل المراوغة والنفاق السياسي الذي تمارسه الدول الغربية تجاه المسلمين وبلادهم مما لا يمكن أن لا نلاحظه. فقد برز بوضوح سواء على صعيد مجريات الأحداث أو على صعيد تداعياتها ما يلي:
اكتشفت الشعوب الإسلامية مقدار ما فيها من حياة وما فيها من قدرة على التغيير من حالها (على تواضع ما تحقق حتى الساعة) إن هي تحركت، واكتشفت الأمة مقدار ما فيها من حيوية وطاقة كامنة مستمدة من مبدئها إن هي عزمت، وتفطنت لما للجيوش من أهمية في تحركاتها نحو التغيير، كما أيقنت أن أوضاعها وتطلعاتها في جميع أقطارها واحدة. وبدأ ينمو فيها الوعي السياسي بالفعل - وقد يكون هذا من أهم ما ستنميه وتحققه هذه الانتفاضات - ليصل إلى ما تصبو إليه الأمة من تغيير جذري في حالها بقيام الخلافة الإسلامية، واستلام زمام أمرها، واسترجاع عزتها، وعودتها إلى المسرح الدولي من أجل حمل رسالتها.
شوهدت حالة كبيرة من الارتباك والترقب والتردد لدى الدول الغربية إزاء ما يحدث، خصوصًا في مصر. وهو ما أظهر أن ما حدث فيها مثَّـل صدمةً كبيرة لأميركا بوجه خاص، وراحت تتعامل مع الأحداث كأنها تريد أن تضمن أن لا يكون على الأقل نظام العهد الجديد مغايرًا كثيرًا. وانكشف ما كان يمثله حاكم مصر ونظامه من أهمية قصوى في كل المنطقة لأميركا في وجه منافسيها على المنطقة، على حساب شعوبها، كما ظهر كم كان «ثميناً» هذا العميل ونظامه سنداً لدولة يهود المزروعة في جسد الأمة لحساب الغرب - ولحساب أميركا بالذات في هذه المرحلة التاريخية. بينما فرنسا مثلاً تأخرت في مباركة تحرك الشارع في تونس، وتلكأت في بداية الأحداث هناك حتى انكشفت.
بدت الولايات المتحدة في خضم هذه الانتفاضات كأنها أُمسك بها في مرحلة حرجة، ما جعل خطاب أوباما الأخير لا يحمل في الحقيقة أيةَ استراتيجية أو سياسة مستقبلية غير محاولة احتواء الانتفاضات التي هي في الواقع كانت غير متوقعة بالمرة.
ما أن بدأت الأحداث في مصر وتنحى حاكمها – وسيأتي الدور عاجلا أم آجلا على حكام وأنظمة دول الطوق الذين هم دعامة أمن وحياة (إسرائيل) لحساب جهة العمالة بحسب البلد - حتى بدا كأن مصر الشعبية بدأت تعود إلى موقع الريادة في الأمة، وأن العد التنازلي لكيان يهود في اتجاه الزوال قد بدأ بالفعل. وستكشف الأيام المقبلة مقدار ما تبقى لحكام مصر من قدرة على المناورة في انتظار هبة جماهيرية أخرى يدعمها المخلصون في الجيش، بالتأكيد سوف تأتي على أسس التبعية هناك.
انكشف جلياً ما لـ(إسرائيل) من شبه علاقات فوقية استعلائية مع بعض أنظمة الحكم مقابل رفض كلي من جانب الأمة. ففي ذكرى يوم النكبة ولأول مرة نرى مناكفة الاحتلال عند الحدود بهذا الشكل، ولأول مرة منذ عقود نشهد اندفاعاً نحوها بهذا الحجم، فمن جهة الناقورة مع لبنان في الجنوب إلى رفح مع مصر تحركت الجبهات شعبياً في وجه (إسرائيل) على الحدود، وبدأ الناس يزحفون إليها، لا ينقصهم سوى الحوت من جهة البحر لينقض على يهود، مما كان له تأثير كبير على الداخل (الإسرائيلي)، ما كشف حالة الرفض التام والقطيعة الحقيقية بين كيان اليهود وشعوب المنطقة. مع أن الفعل كان رمزياً لم تُحرك فيه جيوش ولا حصل فيه زحف جماهيري. وما أن تحركت الجبهة السورية التي كانت هادئة منذ عقود حتى تداعى كيان يهود ليقول: هذا أمر خطير جداً! (و هو فعلاً كذلك عليهم)، وهم يعلمون أنه إذا ما حصل مثلُ هذا مستقبلاً واندفعت الجموع بالملايين والجيوش بالأسلحة وصيحات الله أكبر فلن يكون بوسع هذا الكيان أن يصد أو يرد!
تداعى الأميركيون والأوروبيون كل بأساليبه الخاصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وللمحافظة على نفوذهم في جميع الأقطار المنتفضة على الحكام المجرمين، وتصرفوا بواقعية سياسية ظهرت خلالها معاييرهم المزدوجة في التعامل مع شعوب البلاد الإسلامية ومع الأحداث احتواءً وتوظيفاً، وتعرت أساليبهم الشيطانية في سبيل تحقيق مآربهم أو الإبقاء على مصالحهم ولو بالحد الأدنى. وما تفعله بريطانيا وفرنسا في بنغازي مع المجلس الوطني الانتقالي هو نموذج لهذا التحرك.
سارع بعض حكام المنطقة إلى استباق الأحداث بالإعلان عن إصلاحات لصالح الشعوب بحسبهم كما حدث في المغرب والجزائر وموريتانيا والأردن وغيرها، في محاولة ظاهرة لاحتواء الاضطرابات أو تفادي وقوع ما يخشى. ففي الجزائر على سبيل المثال سارعوا بالقول إن البلد قد مر عليه الطوفان من قبلُ وتجاوز ما يحدث الآن في البلاد العربية، وأقبلوا على رفع حالة الطوارئ (ولو شكلياً) وكلفوا من سيشرف على حواراتٍ مع القوى السياسية من أجل تعديلات شكلية في الدستور وقانون الإعلام والأحزاب. ومن اللافت أنهم أوعزوا إلى بعض سيئي الصيت والسمعة من زبانية النظام الممقوتين لدى الناس فيما سمي بالتنسيقية الوطنية للقيام بمسيرات تطالب بالتغيير والديمقراطية، كان لها أثر عكسي على ما يتطلع إليه الناس، في أجواء من اليأس والإحباط في ظل انعدام الثقافة السياسية لدى الشباب، المعول عليهم في “تفجير الثورات” وفي دفع عجلة التغيير.
وفي هذا المضمار أقبل مجلس التعاون الخليجي في ضوء ما حدث في مملكة البحرين على فتح الباب للأردن والمغرب للانضمام في خطوة تبدو مستغربة، واضحٌ فيها الاستقواء بهما على الأخطار الآتية من الشعوب والاستفادة المتبادلة من التجارب المختلفة، خصوصًا في القمع، ودفع التدخل وزعزعة الاستقرار ودرء ما يسمونه الفتن الآتية من الخارج (الدول الكبرى المنافسة وأدواتها المحلية). كما يظهر فيها بوضوح إبراز “ميزة” نظم الحكم عندهم وإضفاء قداسة على النظم الملكية وما يشبهها، ووضعها في مأمن من سخط الجماهير، للقول بأن لعنة الثورات لا تطال سوى الجمهوريات كما وقع في تونس ومصر ما بعدهما. كما باشروا بإصلاحات قد تفضي في بعض الأقطار إلى التحول إلى الملكية الدستورية أو ما يشبه، كل ذلك من أجل تفادي موجة التغيير.
بعد ظهور الشعوب في صدارة دول المنطقة على حساب الحكام العملاء وأنظمتهم بدا لأول مرة على أميركا، منذ صعودها في المسرح الدولي عقب الحرب العالمية الثانية (على حساب بريطانيا وفرنسا فيما يتعلق بمنطقتنا)، أنها تُراجع حساباتها تجاه كيان يهود وتجاه المنطقة ككل. وبدأ الداخل الأميركي ينظر أن (إسرائيل) باتت عبئاً على أميركا إذ صارت تتسبب في تشويه صورة الولايات المتحدة في العالم بسبب التزام هذه الأخيرة بأمنها. وهذا بالدرجة الأولى كما يرى كثير من ساستها لا يخدم أميركا التي تسعى دوماً لإخفاء وجهها القبيح وأسنانها المكشرة ومخالبها السامة عن فرائسها. وهذا في نظر المراقبين ما سيفرض حتماً تغييرًا على أجندة كل الدول الكبرى على ضوء مصالحها في ما يسميه الغربيون الشرق الأوسط. وبدأ الجميع يرقب ضيق هامش الحركة والمناورة وما ستفعله أميركا مستقبلاً إزاء هذا الرفض ل(إسرائيل) في محيطها، بعد أن اعترف قادة كيان يهود أن كيانهم بات مهدداً في حدوده لا بل في وجوده، ولسان حالهم يقول: هل لنا من مستقبل في هذه المنطقة؟..، رغم المبالغة والابتزاز من جانبهم.
ما أن بدأت الانتفاضات في وجه الحكام حتى أجمعت الدول الغربية على أن مطالب الشعوب في البلاد العربية بالحرية والكرامة والديمقراطية هي بالفعل مطالب مشروعة، وأن حكام المنطقة مستبدون بالفعل، ويجب حقاًّ وفعلاً أن يرحلوا فوراً! واقتربوا من الاعتذار من الشعوب نفاقاً! كل دولة غربية تستعمل لغتها الجديدة إزاء الأحداث بحسب علاقتها بالبلد المنتفض بما يخدم توجهها ومصلحتها، وصارت ترحب بل وتستقبل المعارضة أو «الثوار» أو الشباب وتوجه وتدعم في اتجاه التغيير! وفي بلدان أخرى تتجاهل ما يحدث كأن شيئاً لم يكن!
فجأةً أصبح لدعم الولايات المتحدة لرجل الشارع في البلاد العربية أولوية قصوى في استراتيجية أميركا في المرحلة المقبلة، كما جاء على لسان أوباما في الخطاب يوم 19/05/2011م. وأعلن هذا الرئيس أنهم سيقفون إلى جانب هذه الثورات الشعبية، التي حيَّاها وقال إنها فرصة لتحقيق الذات والأمل! وأكد أن أميركا ليست هي من أخرج الناس إلى الشوارع، وأن حراك التغيير العربي كما وصفه إنما هو راجع إلى الاستبداد السياسي والفشل الاقتصادي في هذه الدول. قال هذا بعد أن بدأت النظم تتداعى ورموزها ورؤوسها تتهاوى تحت ضربات الشعوب الغاضبة، وليس قبل ذلك!
كما بدا على لسانه في لغة أميركية جديدة قديمة وكأنهم سيقفون مع المظلوم ضد الظالم المستبد (منذ متى؟)، وأنهم سيقدمون مساعدات ماليةً من أجل اجتياز مرحلة وآثار التحولات، ومن أجل تعزيز الديمقراطية وتشجيع الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ مستقبل الولايات المتحدة كما ذكر في الخطاب مرتبطٌ بالمنطقة، مع رفضٍ لاستعمال العنف ضد الشعوب من قبل الحكام! (أليست المساعدات هي من أجل كسب وضمان الولاء السياسي في المرحلة المقبلة؟) وختم أخيرا بتأكيده كذباً ونفاقاً أن مصالح أميركا لا تتناقض مع آمال شعوب المنطقة في التحرر!
رغم كل التطمينات التي قدمها الرئيس الأميركي لكيان يهود في الكلمة التي ألقاها يوم 22/05/2011م أمام اللجنة الأميركية-(الإسرائيلية) للشؤون العامة (أيباك) إلا أنه بدا للعيان أنه وبلده في مأزق، وأنه بات أمام خيارات صعبة، وبدا مدافعاً عن نفسه. يحاول جاهداً أن يوقظ (إسرائيل) على محيطها وعلى التحديات المستقبلية الكبيرة التي سوف تواجهها في محيطها، وسوف تواجه أميركا قبلَها. فكأنه يقول لقادة هذا الكيان إن الأمور في المنطقة تتبدل بسرعة، ألا ترون أن أمامنا تحديات، وأن من حولكم «شرق أوسط» جديد، وأن الديموغرافيا تزيد لغير مصلحتكم، وأن الزمن لا يسير لصالح دولتكم على المدى البعيد، فانتبهوا! ويقول لهم إن هنالك جيلًا جديداً من الشباب في البلاد العربية بالملايين ينشد التحرر ولن يقبل بقاء الاحتلال، وإن العالم من حولكم يفقد صبره، ورغم محبتنا لكم والتزامنا المطلق بأمنكم ودعمكم وتفوقكم إلا أن هنالك متغيرات على الساحة، وإن مصلحتنا ومصلحتكم تقتضي شجاعة منكم فقرروا!
وأما على صعيد ما يجب على المسلمين القيام به في مقابل هذا المكر والكيد والنفاق فنرى أنه لابد من:
1- تعرية الرأي العام الغربي المنافق، لنقول لهم: قد نبأنا الله من أخباركم.
2- التسلح بالوعي السياسي والثبات على المواقف المبدئية، والخروج للناس برأي مفاده أن الأمة الإسلامية أمة واحدة تتوق للوحدة تحت راية خليفة واحد يحكمها بالإسلام، ولو كره الكافرون.
3- كشف استحالة الوصول إلى التغيير الجذري الذي تريده الشعوب الإسلامية حقيقةً عبر المطالبة بالديمقراطية الغربية (في مقابل الدكتاتورية) في تجاهل تام للإسلام الذي يتناقض معها كلياً، أو في محاولة بائسة يائسة للتوفيق بينهما.
4- كسر التعتيم الإعلامي وكشف حقيقة التواطؤ من جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية على كتم أصوات من ينادون بتطبيق الإسلام وبعودة الخلافة من أبناء الأمة (في مقابل وهم الدولة المدنية الديمقراطية العادلة) كحل جذري لإنهاء النفوذ الأجنبي والهيمنة الغربية، ولتحرير الأمة من قيودها وحل كل المشاكل في البلاد الإسلامية.
نعلم أن هذه الأعمال تحتاج إلى كثير من الجهد والوعي والصبر والتوكل على الله عز وجل. هذا هو الطريق، حتى يأتي نصر الله.
وأخيرًا لا بد من الإجابة عن الأمة الإسلامية على السؤال: ماذا تريد الأمة حقيقةً؟ في سطرين:
إن ما تريده الأمة حقيقة هو الإسلام الذي يعلو ولا يعلى عليه منهجاً ونظاماً للحياة. تريد الخلافة دولةً وطريقةً للوحدة. وتريد الجهاد في سبيل الله طريقاً للعزة ودعوةً لإخراج البشرية من ظلمات الجاهلية الرأسمالية الديمقراطية إلى نور الإسلام. بكلمة مختصرة: تريدها خلافة راشدة على منهاج النبوة قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)


منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون ،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م

طالب عوض الله 10-12-2011 09:02 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 



إجرام حكام المسلمين استمرار لإجرام الاستعمار الغربي


أبو محمد – فلسطين – غزة

إن من أعظم الجرائم التي ارتكبهاالغرب بقادته ومؤسساته المختلفة هو دعمهم لحكام المسلمين في مختلف البلاد، فها هوالغرب أدرك أن كلفة الاستعمار العسكري فادحة جدًا، بل وزادت فداحتها دوليًا بعدانتهاء الحرب العالمية الثانية وسعي أميركا ممثلة بالاستعمار الجديد لإخراجالاستعمار القديم المتمثل بأوروبا وخصوصًا فرنسا وبريطانيا من بلاد المسلمين لتحلمحله.
إن خروج هذا الاستعمار من بلاد المسلمين لم يحدث إلّا بعد أن قسمها ووضعتوابع له متمثلة بمجموعة من الحكام وأوساط اقتصادية وثقافية تساند هؤلاء الحكاموتدعمهم بالقض والقضيض، فاستمر الاستعمار متخذًا أشكالًا شتى وصورًا كثيرة من أهمهاالاستعمار الاقتصادي والفكري والسياسي المتمثل بالحكام ومعهم جيوش من العملاءالفكريين وقوى الأمن التي مارست القهر على أبناء الأمة المخلصين الساعين للتخلص منالتبعية الغربية.
لذلك كانت هذه التيارات التابعة فكريًا وسياسيًا للغرب، وكانمن الطبيعي أن يلجأ أمثال هؤلاء الحكام إلى قمع الأمة مستخدمين أجهزة أمنية فاقإجرامها كل تصور، بل وميزت بلاد المسلمين والعرب منهم خصوصًا بفرق خاصة تحمي كلنظام، ففي العراق وسوريا حرس جمهوري، وفي إيران حرس ثوري، وفي ليبيا كتائب القذافيوهكذا دواليك... فهذه الأنظمة لم تكن يومًا تستمد شعبيتها وقوتها الحقيقية منالأمة، وإنما لجأت لجزء من القوة ثقفتهم بثقافة خاصة وجعلت منهم نخبًا عسكريةمهمتها حفظ النظام أولًا وأخيرًا وليس حفظ البلاد التي لا يستمدون شرعيتهممنها.
وعلى الرغم من كل هذه القوى التي وجدت فإن القوى الفكرية والسياسية التيشايعت الحكام قد انهزمت هزيمة فكرية منكرة، وانعدم أثرها على المسلمين، وأصبحتديكورًا تابعًا لأنظمة الحكم تأخذ حكمها، فيما بقيت الأجهزة الأمنية والفرقالمختارة من الجيوش سندًا يسلط على رقاب الأمة خوفًا من تحركها.
وعلى الرغم منوجود أجهزة القمع لدى هذه الأنظمة فإن الغرب يعلم تمامًا أنه لا قبل لهؤلاء الحكامبحفظ أنفسهم وعروشهم البالية دون سند غير طبيعي يأتي من الخارج، ويكفي أن نذكر علىسبيل المثال سوريا وهي التي كانت منبع الانقلابات والانقلابات المضادة، فإنه لماأتى حافظ الأسد ومن بعده ابنه إلى الحكم وكان مرتكزًا في حكمه على طائفة، فإنهما لميستمرا في الحكم لأربعة عقود دون منازع بسند طبيعي بل بسند خارجي، متمثل بعمالةنظامهما لأميركا التي حمت ولا زالت تحمي هذا النظام
إن هذا الجرم الذي ارتكبهالغرب الذي قضى على دولة الخلافة ثم نصب حكامًا عملاء له على رقاب المسلمين الذينأذاقوهم وبال أمرهم لهو جرم كبير لا تمحوه الأيام والليالي.
فالغرب، أميركاوأوروبا، هم الذين أوجدوا هذه الأنظمة الإجرامية على صدور المسلمين، وهم الذينأمدوا الأنظمة الحالية بأسباب الحياة، لذلك كان إجرام هؤلاء الحكام استمرارًالإجرام هذه الدول الاستعمارية التي قضت على نظام الخلافة، والتي احتلت بلادالمسلمين ثم أكملت سيطرتها عليها بوضع هؤلاء الأصنام من الحكام متخذين القتلوالتعذيب والتشريد لشعوبهم وسيلة لحفظ أمنهم وأمن أسيادهم.
والناظر في تاريخ دعمالدول الغربية لهذه الأنظمة يرى بوضوح كيف أن هذه الأنظمة ارتبطت ارتباطًا عضويًابالاستعمار، بل كانت واجهة لهذا الاستعمار وامتدادًا له.
وإن أردنا أن نفصلقليلاً في جرائم الحكام على أيدي المستعمرين، فيكفينا أن نمر على من أسس الأجهزةالأمنية التي جعلت أولى مهماتها قمع أبناء الأمة حفاظًا على الأنظمة التي تحميمصالح الدول الاستعمارية.
• ففي الأردن الذي أقطعته بريطانيا لأبناء الشريف حسينلقاء خدماته للإنجليز وعمله على هدم دولة الخلافة، جاءت بريطانيا بكلوب باشا لكييرئس الجيش العربي الأردني.
• وفي البحرين كمثال شغل أيان هندرسون وهو رجلاستخبارات بريطاني لمدة أعوام مسؤولية الأمن وحفظه في البلاد إبقاء للنظام الحاكمهناك.
• وفي سوريا التي لعبت في ما يسمى بـ (الحرب على الإرهاب) دورًا كبيرًا فيتقديم الخدمات لأميركا في محاربة ومنع المجاهدين من التسلل للعراق وحبسهم عن أنيكونوا ظهيرًا لإخوانهم المجاهدين في العراق.
• وفي بلاد الخليج والمغرب كانلهذه الأنظمة الفضل الأكبر في التعاون مع أجهزة الاستخبارات الأميركية وتمكينها منالعمل في البلاد بحجة مكافحة (الإرهاب)، وتسليم الأميركيين لقوائم بأسماء الناشطينالمناوئين لهم من أبناء الأمة المخلصين.
• أما في السلطة الفلسطينية فكانللأميركان النصيب الأكبر من الإشراف على تدريب وقيادة قواتها الأمنية بدأ بالجنرالالأميركي السيئ الصيت الجنرال دايتون ومن خلفه وهو الجنرال مولر.
أما في المجالالسياسي فقد كان الحكام في بلاد المسلمين صوتًا وأداة لمشاريع أسيادهم، عدا عنالصفقات والمشاريع الاقتصادية المشبوهة مع الشركات الأجنبية كشركات النفط وشركاتالسلاح التي أصبحت صفقاتها مع الحكام من أكبر الصفقات في العالم إنقاذًا لهذهالشركات ودولها من الإفلاس وتقليل نسب البطالة، وتصديرها وسائل القمع والتعذيبوانتزاع المعلومات من المعتقلين لهذه الأنظمة.
إن التخلص من الحكام بأشخاصهم لايكفي لتغيير الواقع أبدًا.
فالدول الغربية التي عملت لعقود مع هذه الأنظمة لمتدخر وسيلة أو جهدًا في ربط تابعيها مباشرة معها، من خلال إيجاد عملاء في أوساطالسياسيين والاقتصاديين وكبار ضباط الجيش خصوصًا من خلال الصفقات والمناوراتالمشتركة والتعاون العسكري والأمني، بل إن نشاط هذه الدول قد امتد لكثير من الحركاتوالأحزاب في بلاد المسلمين بل وطالت اتصالاتهم حتى بعض العلماء من علماءالسلاطين.
وطبيعي لكل حكم لا يستند إلى الأمة، وهي السند الطبيعي، أن يستندللسند الخارجي، بينما يقوم بقمع محكوميه لكي يستمر على رأس نظام يمكن الغرب منتنفيذ سياساته.
فكل إجرام الحكام إنما هو جزء من إجرام الغرب بحق المسلمين، فهوالذي هدم خلافتهم وقسم بلدانهم وولى عليها عملاء له يحفظون مصالحه ويمنعون الداعينمن إعادة الحكم بما أنزل الله، بل إن الغرب نفسه قد ساهم إما من خلال عملائه أوبنفسه مباشرة بتمكين الحاكم له من الإجرام بحق أبناء المسلمين، سواء في القمعالسياسي أم نهب الثروات أم المشاركة في الخطط السياسية والمشاريع الغربية التي تحققمصالحهم.
لذلك فان من أهم شروط أي تغيير حقيقي أن تقطع يد الغرب المستعمر منبلاد المسلمين، سواء أياديه المباشرة أم التي اصطنعها من فئة الحكام والمروجين لهم،وحينها سيكون مآل الأمور إلى إقامة نظام من جنس الأمة يكون فيه الحاكم مطبقًا لماتحمله الأمة من أفكار ومقاييس وقناعات، لا متسلطًا على رقاب الأمة بقوة المالوالبطش كي يستمر في حكمه.
إن شعار إسقاط النظام والذي يرفع في هذه الثورات يجبأن يعني إسقاط الأفكار التي يقوم عليها النظام واستبدالها بمجموعة أخرى من الأفكارو المفاهيم متمثلة بقواعد يبنى عليها النظام الجديد وتكون أساسًا للدستور وللحكموالدولة.
إن أهم الأفكار التي تقوم عليها الدول وتخط بناء عليها قوانينها هيالدساتير، لذلك فان أحد أهم معاني إسقاط الأنظمة إنما يكون في تغيير الدساتيرتغييرًا جذريًا مستندًا إلى فكر الأمة وإلى مفاهيمها المنبثقة عن العقيدة الإسلاميةفقط وفقط، فهل يكفي هنا أن يقال بأن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، فهذا معناهأن يشرك مع الإسلام ما هو غيره، وكأنه اتهام قبيح للإسلام بأنه لا يكفي لإيجاد حلولللمشاكل المتجددة في المجتمع، أو كأنه مصدر من المصادر المتنوعة يتساوى فيه حكمالله الكامل الشامل الحق مع حكم البشر الناقص المعوج.
وكذلك فان وضع دستور جديدللبلاد يقوم على أساس الإسلام وحده لا يمكن أن يتم إلا بالانعتاق من رجالات النظامالقديم ووسطه السياسي المنافق. فإسقاط النظام هو إسقاط الأفكار التي يقوم عليها،وإسقاط رجالات النظام من مفاصل الدولة والتأثير فيها ممن تلبسوا بهذه الأفكاروكانوا لها سندًا، وإسقاط الوسط السياسي وظل الحكم البائد من مثل التجمع الدستوريفي تونس والحزب الوطني في مصر وحزب البعث في سوريا... من خلال إبعادهم عن معتركالتأثير في النظام الجديد وكشف فضائحهم أمام الملأ فوق ما هم فيه من انكشاف
أمامكونات التغيير الحقيقي فتقوم على ما يلي:
• إن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتمإلّا بإزالة الانعتاق من تبعية الغرب المستعمر والمتمثلة في الأوساط السياسيةوالفكرية والاقتصادية وكبار قادة العسكر والجيش المدافعين عن الوصاية الأجنبيةوالتبعية للدول الغربية.
• ويكون كذلك بمنع الدول الغربية من التدخل عبرسفاراتها والتي أضحت بعضها بمثابة القلاع داخل الدول وسفرائها، وأشبه بالمندوبينالسامين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، ويجتمعون بمن شاءوا ويزورون من شاءوا وتعج بعضسفاراتهم بآلاف الموظفين.
• وتكون كذلك بإلغاء جميع المعاهدات المخالفة للإسلاموأولها المعاهدات مع كيان يهود، والمعاهدات التي تكرس التبعية لأميركا وأوروبا،سواء أكانت معاهدات ثقافية أم اقتصادية كاتفاقية الكويز، أم سياسية كمعاهدة كامبديفيد، أم عسكرية كمناورات النجم الساطع في مصر.
• وكذلك تكون باستبعاد أيةتبعية عسكرية للغرب كمنع وإيقاف المساعدات العسكرية الأميركية لمصر و التي هي أحدأهم أشكال التبعية لأميركا في مصر، فكما أنه لا يمكن لبلاد أن تنتصر إن كان طعامهامستوردًا ولا تعتمد في إنتاجه على نفسها، فكذلك لا يمكن لأمة أن تنتصر إن كانسلاحها سلاحًا أميركيًا أو غير ذاتي.
• ويكون كذلك بوقف مفاعيل دراسات مراكزالأبحاث والمنتديات الفكرية التي يروج لها الغرب ويدعمها بحجة نشر الثقافةالأميركية أو تعزيز الديمقراطية أو تعزيز قيم الحرية والعدالة بالمفاهيم الغربية،أو مشاريع إفساد المرأة أو المحافظة على حقوق الإنسان بحسب الفهم الغربي لهذهالحقوق.
• ومن وسائل التبعية الغربية الاستثمارات الأجنبية، حيث إنها كثيرًا ماتكون عبارة عن مشاريع نهب وسلب لثروات البلاد، وأداة لممارسة الضغوط على الأنظمةوحتى الشعوب من أجل تحقيق غاياتها، وكثير منها ارتبط بعلاقات وصفقات مشبوهة مع فئةالحكام من أجل تيسير أعمالهم وتمكينهم من النهب بلا رقيب.
بمثل هذا التفكير يكونالتغيير الحقيقي، يكون ابتداء بإزالة التبعية الغربية وإسقاطها وإسقاط رموزهاوأولهم الحكام ثم الأحزاب المتواطئة مع الغرب والسياسيين المروجين لمشاريعه،والمراكز الثقافية الممولة منه، والسفارات التي أصبحت دولًا داخل الدول، وأهم منهذا كله الأفكار الغربية التي يروجها الغرب وعملاؤه في بلاد المسلمين
منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م

طالب عوض الله 10-13-2011 10:05 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 



محاكمات مبارك استفزاز للشعب المصري






يوسف قزاز

ما زال الرئيس المخلوع يحضر إلى جلسات المحكمة بالكثير من مظاهر الهيبة التي لا تليق به . إن مجرد متابعة تلك الترتيبات ورؤية الحراسات والسرير المتحرك وغيرها تستفز كل المصريين الشرفاء , ناهيك عن ذوي الشهداء الذين دفعوا أرواحهم في سبيل التخلص من فرعون العصر . لا أدري كيف يستطيع هؤلاء تحمل تلك المعاملة لذلك المجرم , وكيف يستطيع القاضي أن يصرف عن ذهنه كل أفعال مبارك التي امتدت لثلاثين عاما دون أن تتحرك فيه مشاعر المصريين الشرفاء من ذوي الشهداء , وملايين الذين جرى تعذيبهم في معتقلات مبارك التي استمرت طوال تلك المدة دون رقيب أو حسيب.
والسؤال الذي يجب طرحه وبشدة : هل كانت تتوفر لضحايا نظام مبارك أدنى درجات الحقوق البشرية ؟ بل هل كان هناك شيء اسمه محكمة أو قضاء أو محامين أو وسائل إعلام أو منظمات مدنية أو ...أو ... وهل ما كان يطلق عليه محكمة أمن الدولة لا يستحقه مبارك وزبانيته من باب المعاملة بالمثل على أقل تقدير ؟
إن مبارك يستحق أن يقدم لمحاكم عديدة من أمن دولة , إلى محكمة جرائم الحرب , إلى محكمة إبادة جماعية , إلى محكمة جرائم ضد الإنسانية , بل ينبغي أن يتم استحداث نظام محاكمة خاصة تليق بشخص مارس كل أنواع الإجرام مثل مبارك وزبانيته لعلها تستطيع الإحاطة بكل جرائم مبارك في حق مصر قبل كل المصريين , وفي حق العدالة قبل كل المظلومين , وفي حق الإنسانية قبل حقوق كل البشر . (إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)
مع إطلالة كل يوم جديد تتكشف للعامة من المصريين بل ومن كل الناس حقائق جديدة عن هذا الديكتاتور المخلوع . فبالإضافة لنهب مصر أرضا وشعبا , وجعل نصف سكانها يعيشون تحت مستوى خط الفقر كان عداؤه للإسلام واضحا , وعدم صلاته إلا رياءا وفي المناسبات الرسمية وإدمانه الكحول و... و ... وغيرها من المسلكيات التي تخص نجله ( جمال ) الذي كان يسعى لوراثة والده . وأما الحقيقة البارزة التي تميز بها والتي بجب ألا تنسى فهي أنه كان الحضن الدافيء لليهود لدرجة أنهم لم يستطيعوا إخفاء مشاعرهم نحوه.
كيف يستطيع المواطن المصري البسيط أن يحتمل رؤية مبارك بهذه الأبهة في جلسات محاكماته وهو يستذكر سنوات عجاف امتدت لثلاثين عاما , تحمّل خلالها ما تعجز الجبال عن تحمله , وصبر كما لم يصبر أحد من الشعوب الأخرى في هذا العصر , بل إنه (مبارك) قد جلب لمصر العار الذي يريد المصريين محوه من ذاكرة العرب والمسلمين ليس ابتداءا بأهل غزة وفلسطين , ولا انتهاءا بالعراق وأهله المكلومين.
إن المطلوب من القضاة أن يحترموا مشاعر شعبهم قبل أن يقيموا وزنا لأي أمر آخر , فهم يعلمون قبل غيرهم من أبناء مصر حجم الكارثة التي جلبها مبارك وزبانيته على مصر وأهلها وليس مقبولا منهم مثل هذه المسيحية مع هذا المجرم , فهو لا يستحق تكريما ولا حفاوة لا في جلسات محاكماته ولا في طريقة إحضاره إلى المحكمة ولا في سرير مرضه المزعوم ولا غير ذلك من الكثير مما يستفز مشاعرنا قبل مشاعر المصريين , وإن القضاة يجب أن ينحازوا إلى الحق والعدل قبل كل شيء , وأن يراعوا مشاعر أهلهم أهل الشهداء الذين سقطوا على أرض مصر على مدى ثلاثين عاما , وتكللوا بكوكبة شهداء التغيير . وأن يراعوا مشاعر الذين قضوا أعمارهم في ظلمات وعذابات سجون مبارك لا لشيء سوى أنهم خالفوا الطاغية في نهجه الإجرامي والخياني . وبغير ذلك فإن غضب الشعب سيطال كل من يزدري مشاعر الناس كائنا من كان , ومهما كان موقعه فاعتبروا يا أولي الأبصار.

منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله 10-14-2011 11:04 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
بعض أحبار اليهود ورهبان النصارى وشيوخ السلاطين
كلامهم تحريف وفعلهم تسويف وزيّهم نفاق وتحييف
بقلم: احمد ابو قدوم

يقول تعالى: {مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} ويقول: {وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} والتحريف هو التأويل الباطل الناتج عن الأهواء، ويكون من قام بهذا الفعل وهو التحريف، قد تعمد صرف الكلام عن معناه الواضح والصريح الى معنىً مغاير، وقد فعل هذا الفعل البعض من أحبار اليهود ورهبان النصارى وشيوخ المسلمين الذين هم فينا كما الأحبار عند اليهود والرهبان عند النصارى، إذ اتخذ ثلاثتهم لأنفسهم زيا خاصا بهم، وأصبحوا يحللون الحرام ويحرمون الحلال كي يلبسوا الحق بالباطل ويضلوا الناس وهم يعلمون، إرضاء للهوى أو للحاكم أو للناس، يقول تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍوَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْيَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}، ويقول: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، وكان هذا سببا في أن يتوعدهم الله بالعذاب الأليم في الآخرة، لأنهم باعوا دينهم بدنياهم ودنيا غيرهم، يقول تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ*أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ}.
وما نراه هذه الأيام من تحريم للحلال وتحليل للحرام من بعض علماء المسلمين، كتحريمهم للإنكار على الظالمين ظلمهم، وتحريمهم لذكر حكام السوء بالسوء، واعتباره من الغيبة، وتحليلهم لسفك دماء المسلمين الذين يحاسبون الحكام بالوسائل السلمية (المظاهرات والمسيرات) ويطالبونهم بتطبيق الإسلام، بحجة انهم بغاة وخارجين على ولي الأمر، كما فعل (أحبار ورهبان علي عبد الله صالح) عندما حرموا الخروج عليه بالقول أو بالفعل - وهو يحكم فيهم بالكفر- على اعتبار أنه وليّ أمر "وليّ أمرهم" -وليس ولي أمر المسلمين- وكما فعل من يسمون بهيئة كبار العلماء (أحبار ورهبان آل سعود)، عندما حللوا الإستعانة بالكفار الصليبيين، لاحتلال البلاد الإسلامية وقتل المسلمين في العراق، وجعل بلاد الجزيرة منطلقا للقوات الصليبية التي تقتل وتبيد المسلمين، وكما فعل (أحبار ورهبان آل الأسد) وعلى رأسهم الشيخ أحمد حسون، وكما فعل ويفعل أحبار ورهبان الحكام والأجهزة الأمنية في الأردن ومصر وتونس وليبيا وغيرها على منابر المسلمين، من تحريمهم للحلال وتحليلهم للحرام، وما نسمعه ونراه من أقوال وأفعال هؤلاء الشيوخ، يدلل دلالة واضحة على أنّ هؤلاء هم نسخة طبق الأصل عن أحبار اليهود ورهبان النصارى، الذين ضلوا وأضلوا الناس من خلال تحريمهم للحلال وتحليلهم للحرام، واتخاذهم زيا خاصا بهم يتميزون به عن سائر الناس، نعم لا ترى إلا أحبارَ ورهبانَ وشيوخَ السلاطين بزيهم المميز، ينافقون ويحرمون ويحللون حسب مواصفات ومقاييس الحكام الظلمة الفسقة وربما الكفرة، كما يفعل الأبواق من الوصوليين والظلاميين والمتزلفين للحكام بغية حصولهم على وظيفة او منصب أو جاه، وليس أدل على ذلك من هذا الحسون الذي ربما؛ بل على الأغلب أنّه يعلم أنّ الذي قتل ولده هم الأجهزة الأمنية من خلال الشبيحة، لإلصاق تهم العمل المسلح للثورة المباركة في الشام الجريحة، ومع ذلك بقي على موقفه، منافقا النظام ومتحديا الذين ضحوا بدمائهم من أجل انعتاق الناس من قبضة آل الأسد الأمنية، وهو من داخله يتعذب من سوء فعلته النكراء، التي أذاقته مرارة الألم الذي أصاب الناس من فتواه.
وان الشبيحة والبلطجية والاجهزة الامنية والشيوخ على شاكلة احبار اليهود ورهبان النصارى الذين يحللون ما حرم الله ويحرمون ما احل الله، ويحرفون الكلم من بعد مواضعه، سوف يدفعون ثمن خيانتهم، وأن الأمة ستحاسبهم حتى بعد موتهم وستكتب على شواهد قبورهم: أنّ هؤلاء شرذمة خانوا الله ورسوله والمؤمنين. وابشرهم بأن الخلافة على منهاج النبوة قد آن أوانها وان حزب التحرير لصاحبها بإذن الله.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

طالب عوض الله 10-15-2011 10:57 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 


بأي ميزان نزن أردوغان؟!

إبراهيم الشريف *

إن أمة ترضع العزة من آي قرآنها وعاشت قرونًا تتفيء ظلالها ، لا يمكن أن تكبت عقود الحكم الجبري إحساسها النابض بها وشوقها العظيم إليها؛ لذلك فالأمة تتلمس الطريق إلى عزتها لحظة بلحظة وتتحسسه في كل موقف قد تفوح منه بعض رائحتها، ولكن لما غُيبت المقاييس الأصيلة، تاهت بالأمة الدروب ولهثت مضبوعة وراء من ضلوا بها عن السبيل، من زعماء عزفوا جيدًا على وتر المشاعر فأطربوا أسماعها وأسروا قلوبها ولكنهم زيفوا إحساسها-إلا من رحم الله منها-، مثلما كان يفعل عبد الناصر، ومثلما فعل صدام ومثلما كان يفعل عرفات أحيانًا ..

وها نحن أولاء اليوم أمام حالة تأييد مشاعري متنامية لرئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، حتى صار بعضهم يشبهه بالسلطان محمد الفاتح أو بحفيد العثمانيين وغير ذلك من التشبيهات، وبغض النظر عن المدى الذي وصلت إليه فإنها حالة يجب الوقوف عليها.

فمن المواقف التي يحسبها له من يصفه بالسلطان أردوغان: موقفه مع شمعون بيرس وانسحابه من مؤتمر دافوس، وعدم السماح بمشاركة (إسرائيل) في المناورات العسكرية المشتركة لحلف الناتو التي أقيمت في تركيا، وتصريحاته ضد (إسرائيل) بعد أسرها لسفينة "مرمرة" وقتلها 9 أتراك في المياه الدولية، ثم "تجميد" العلاقات التجارية العسكرية والدبلوماسية ومطالبتها بالاعتذار ورفض تقرير بالمر.... ويعتبرونها مواقف مشرفة في ظل هذه الأوضاع وأنها أكثر المستطاع وتبدد ولو شيئًا من مسلسل الذل والإهانة الذي تعيشه الأمة، ويعتبرون الرجل زعيمًا يستحق أن يمتطي صهوة القيادة وتنساق الأمة خلفه مؤيدة لخطواته ومباركة لانجازاته..

والحقيقة أن قراءة الواقع السياسي يجب أن تكون قراءة واعية مجردة عن المشاعر، والحكم عليه يجب أن ينبني على قواعد ثابتة، بمعنى أنه يجب أن نفهم الواقع كما هو لا كما نحب، وأن الحكم عليه يجب أن ينبني على العقيدة الإسلامية لا أن ينبت في مراكب تتلاعب بها الأمواج والرياح، وإلا فقدنا وعينا وتم سوقنا إلى المهالك ونحن نهلل ونستبشر، نرى الأمر نحسبه عارضًا ممطرنا فإذا هو ريح فيها عذاب أليم!

وإنه لا ينبغي أن تسمح الأمة لأحد بخداعها وإدخالها في حالة تستنزف من طاقاتها وقدراتها ووقتها وأملها ثم تعود مخذولة يائسة، خاصة وأن بين يديها كتاب ربها الذي أنزله هدى ونور فلا تضل ما اتخذت مقاييسها وأحكامها منه وبنت أفكارها على أساسه.

وللوقوف على حقيقة مواقف أردوغان بخصوص قضية فلسطين المحتلة مثلاً، نسأل هل يتحرك أردوغان في مواقفه من منطلق إسلامه أو من أجل إسلامه أم من منطلقات أخر؟، فهل أردوغان لديه مشكلة مع (إسرائيل) التي تحتل أرض الإسراء والمعراج؟ وما طبيعة هذه المشكلة؟

الواقع المشهود أن أردوغان لا يرى مشكلة في احتلال حوالي 80% من فلسطين، بل ويعتبر (إسرائيل) دولة شرعية، ولا يزال يعترف بحقها في الوجود على أرض الإسراء والمعراج، وينادي بحل الدولتين الأميركي، ويحرض حماس على الاعتراف علنًا بـ(إسرائيل)!، وإنما يرى المشكلة فقط في المستوطنات لأنها تشكل عقبة أمام "السلام" (حل الدولتين-خطة تصفية قضية فلسطين وإنهاء الصراع).

وعندما تحدث عن حرب غزة تهرب تمامًا من زاوية النظر الإسلامية واعتبر أن حديثه في دافوس جاء من منطلق إنساني-وليس من منطلق الواجب الإسلامي-، وعندما استقبلته الجماهير بعد انسحابه من دافوس وطالبته بقطع العلاقات مع (إسرائيل) رفض معللا ذلك بأن إبقاء العلاقات أولى من قطعها، هذا رغم المذبحة التي ارتكبها كيان الإرهاب والإجرام في غزة ولما يمر عليها أسبوعان بعد.

ولو كانت لدى أردوغان مشكلة مع (إسرائيل) بعد حرب غزة لما جلس بجانب بيرس أصلا ولما كانت حادثة انسحابه حفاظًا على كرامة تركيا كما قال لأنه لم يعط فرصة الحديث كما بيرس، كما أن أردوغان سارع ودون طلب منه بإرسال طائرتي إطفاء للمساعدة في إخماد حريق الكرمل (قرب حيفا المحتلة) وعزّى بقتلى الحريق ولما تجف دماء الأتراك التسعة بعد !.. وبعد صدور تقرير بالمر لم يعلن أردوغان عداءه للاحتلال بل رهن عودة "الصداقة" بالاعتذار فقط، واعتبر أن عدم الرد العسكري على جريمة مرمرة يعبر عن عظمة تركيا!

إن الإسلام الذي هو مقياس الحكم على الأفعال والأشخاص يفرض وبشكل قاطع إعلان حالة الحرب مع هذا الكيان المغتصب قولاً واحدًا، ويعتبر الاعتراف به جريمة كبرى في دين الله، وإقامة أي نوع من العلاقات السرية أو العلنية خيانة عظمى للأمة الإسلامية ولمسرى رسول الله الذي تنخر أساس مسجده الحفريات ليل نهار، ولم تتوقف حملات محاولات تهويده لحظة واحدة.

فأردوغان لا ينظر أبدًا لفلسطين ولأهل فلسطين من زاوية الإسلام وإنما من زاوية مصالح انتخابية وإقليمية نفعية بحتة، ولمن عميت عليه حقيقة منطلقات أردوغان في التعامل مع فلسطين ومع دولة الاحتلال أذكره بأن أردوغان وبعد حرب غزة كان ينوي تأجير 216كم ² من أراضي تركيا لشركة يهودية لمدة 44 عامًا بحجة نزع ألغام، وكان تعقيب سفير (إسرائيل) لدى أنقرة "Gaby Levy" : (إنه لمن الأهمية بمكان لكل يهودي أن يحضر لهذه الأراضي التي حضر إليها أجدادنا وأجداد أجدادنا ) ]المصدر: صحيفة حريات بتاريخ 26/05/2009[، ولما واجهت أردوغان معارضة قال: (أنظر إننا نحل مشكلة البطالة، أولا تحب ذلك! هل نرفض شركة أجنبية لأنها من هذا الدين أو ذاك المال لا دين ولا قومية له)! ]المصدر: صحيفة راديكال بتاريخ 24/05/2009.[ على عكس السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى الذي كان ينظر من زاوية الإسلام ورفض كل إغراءات يهود المالية وقال قولته المشهورة ووقف موقفه المشهود.

ولا تتضح مرجعية أردوغان من تعامله مع قضية فلسطين وحسب، فعلاقته بزعيمة الشر في الكرة الأرضية وعدوة الإسلام والمسلمين "الولايات المتحدة الأميركية" علاقة تحالف معلن ضد ما يسمونه الإرهاب "الإسلام"، وقد قام أردوغان بتسليم قيادات مجاهدة لأميركا مثل الشيخ عبد الهادي العراقي بعد أن وافق على طلبه اللجوء السياسي في تركيا، كما أن تركيا عضو في حلف الناتو وتسلمت قيادة الحلف الذي يشن حربًا صليبية في أفغانستان، وقد امتدحه المجرم بوش وامتدح تجربته (تجربة العلمانية المعتدلة) وطلب تعميمها في المنطقة!

كما أن أردوغان طلب من أميركا نشر أسطول طائرات بدون طيار على أراضي تركيا بحجة محاربة الأكراد ولكنها في الحقيقة ستكون منطلقًا لقتل المسلمين في العراق إذا ما انسحبت منه، وكان حزبه قد وافق على استخدام أميركا لقاعدة انجرليك الجوية في حربها على العراق وأفغانستان والتي تقول منظمة اتحاد علماء أميركا عنها أن أميركا تخزن فيها 90 صاروخًا نوويًا، ووافق على نشر رادار لحلف الناتو في تركيا، تحت غطاء كثيف من التصريحات التي داعبت مشاعر كثيرين ممن يحبون الإسلام ويبحثون عن رائحة العزة بلا وعي.

ومن الملاحظ أن كل تحركات أردوغان في المنطقة تحظى بدعم حليفته أميركا، فنراه يكيل التصريحات و"يجمّد" –وليس يقطع- العلاقات مع (إسرائيل) ويتحدث عن تحركات لأسطول البحرية التركية ويعتبر تقرير بالمر كأنه لم يكن ويثير زوبعة، ولا نرى رفضًا ولا تأنيبًا ولا تهديدًا رسميًا من أميركا لتركيا بل نرى مزيدًا من التحالف والتوافق خصوصًا حول موضوع سوريا وإعطاء بشار الفرصة تلو الفرصة.. والواضح أن أميركا اتخذت من أردوغان عرّابًا جديدًا لسياستها في المنطقة، ولتضغط من خلاله على (إسرائيل) لوقف عنجهيتها وإحراجها المتكرر لأوباما الضعيف، وحسب صحيفة يني شفق فإن بوش الابن قرر جعل أردوغان عمودًا فقريًا للمشروع الأميركي في المنطقة وطلب منه أن يرسل وعاظًا وأئمة إلى أنحاء العالم الإسلامي ليبشروا بنموذج الإسلام المعتدل التركي (العلمانية المعتدلة)] يني شفق 30-1-2004[

إن أردوغان الذي تستقبله الجماهير في مصر مطالبة بالخلافة ويردها محببًا إليها العلمانية ومكرهًا إليها الخلافة لا يمكن أن يعبر عن إحساس الأمة الحقيقي النابض بالإسلام، فهو علماني وفي حزب علماني ويقود دولة علمانية وتعهد باحترام العلمانية ومبادئ أتاتورك وعدم تقديم تنازلات بشأنها، هذا الحزب الذي ينص في مقدمة برنامجه السياسي على أن : (حزبنا يعتبر مبادئ أتاتورك والإصلاحات أهم وسيلة لرفع الرأي العام التركي إلى مستوى الحضارة المعاصرة)، ثم يطير إلى تونس ليعيد الكرة هناك ويبشر بعلمانيته المعتدلة ويقول بأن الديمقراطية والعلمانية لا تتعارضان مع الإسلام بزعمه! بدعوى أن العلمانية تقف على مسافة متساوية من جميع الأديان، فساوى بذلك بين الإسلام وغيره وجعل السيادة لغير الإسلام في الدولة، وكأن الله لم ينزل قرآنًا ليحكم به ويكون ظاهرًا على الدين كله.

فهذه القرابين التي يقدمها أردوغان لأميركا بترويجه لأفكارها ومشاريعها في بلاد الثورات، ومحاربة العمل السياسي لإقامة الخلافة، وقربان إلغاء قانون تجريم الزنا وجعله مباحًا، أمام معبد الاتحاد الأوروبي لن تزيده إلا بعدًا عن الأمة وستنقشع غيوم تضليله بأسرع مما يتصور.

وإذا تحدثنا عن تجربة أردوغان ونجاحها في تحسين الاقتصاد كما يقال، فإن هذا النجاح لم يكن مبينًا على أسس صحيحة ولا أسس ترضي الله، ومثال تأجير أراض تركية ليهود لمدة 44 عامًا واضح فيه العقلية الأردوغانية النفعية العلمانية، وتحسن الاقتصاد في تركيا إنما بمساعدة حليفتها أميركا لتهيئتها لدخول الاتحاد الأوروبي والانسلاخ عن العالم الإسلامي، وذلك لما لأميركا من مصلحة اختراق الاتحاد الأوروبي بدولة حليفة مثل تركيا.

إن المسلمين بما أكرمهم الله من قرآن كريم وسنة مطهرة وتاريخ حافل بالعزة والكرامة وقيادة المسرح الدولي، يجب أن لا يرضوا إلا بما يرضي الله، وليس بما يسمح به الواقع ولا يغضب أعداء الله، فإن في هذا خطر شديد على سفينة الإسلام، ولو كان أردوغان يسير أصلاً في الاتجاه الصحيح ثم قصرت به الهمة عن القيام بكل ما يلزم لعذرنا قليلاً من يهللون له، ولكن الواضح أن اتجاه سير أردوغان هو عكس الاتجاه الصحيح أصلاً، بل هو باتجاه أميركا عدوة الإسلام والمسلمين، فلم يعادي أعداء الله بل والاهم فوالى أميركا ووالى (إسرائيل) وعزز وجودها و ساهم في قتال المسلمين في العراق وأفغانستان، وجعل من نفسه صنم العلمانية الحديث.

وإن عصمة الأمة في التمسك بحبل ربها، والتمسك بدين ربها يكون بعدم الرضا عن أي نظام سوى نظام الإسلام، وعدم اتخاذ مقاييس إلا مقاييس الإسلام في الحكم على الأفعال والأشخاص، وعدم تأييد وموالاة أي حاكم لا يحكم بما أنزل الله ويوالي أعداءه مهما ادعى وتفنن في ادعاءاته، فإن اتخذنا ميزانًا للحكم على الأشخاص والأحداث غير ميزان الإسلام ضللنا وسخط الله علينا، وأما إذا ما اتخذنا ميزان الإسلام ميزانًا هدانا الله السبيل ورضي عنا وأرضانا ويسّر لنا إقامة دولة القرآن التي تحفظ الإسلام وتطبقه وتنشره وتعلي شأن المسلمين، وتستعيد ثرواتهم المنهوبة وكرامتهم المسلوبة
.

طالب عوض الله 10-16-2011 02:24 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 



الغرب المستعمر يعترف أن خلافة المسلمين باتت قريبة ..



فهلا أدرك المسلمون أنفسهم ذلك؟

دكتور حازم بدر- فلسطين

تعتبر الخلافة الشكل والإطار السياسي الذي أكده الشرع لتطبيق الإسلام في معترك الحياة. والعلاقة العضوية بين وجود الخلافة ومبدأ الإسلام بدأت مع قصة الإسلام كدين الله الخالد, وهي قصة لم تنته فصولها بعد. وها هم المسلمون اليوم, بعد تسعين عاما على فقد أمهم الخلافة, يعيشون محطة فيصلية في هذه القصة, كأبطال في ملحمة التأكيد على عقيدتهم, وهويتهم, وبناء سلطانهم الذي سلب منهم. وها هم اليوم يتحفزون لاستقبالها, ويستبشرون بتمكين الله عز وجل لهم مرة أخرى في دولتهم دولة الخلافة, ليعيدوا سيرتهم خير أمة أخرجت للناس, وقادة للعالم كما كانوا.
وقصتنا مع الإسلام العظيم بدأت يوم بعث محمد برسالة, تجسدت في دولة ساست الناس بأحكام الله, فنعمت البشرية كلها بنظام الإسلام, وعاش المسلمون فيها في عزة ومنعة وسؤدد, فكانت خلافة دان لها العالم كله بالولاء, وكانت قبلته لقرون مديدة في العيش الحضاري الراقي, الذي رفع الإنسان .. في السياسة والرعاية والعدل والعلوم .. وفي كل شيء.
وكانت دولة الخلافة مصدر القلق الوحيد لأعداء الدين, فكانوا يتربصون بها الدوائر من أجل هدمها, فهم أدركوا أن قوة الإسلام, وسر حياته يكمن في وجودها, وأن هدم صرحها - وحده - سيكفل ذهاب قوة المسلمين, ويمكنهم من السيطرة على أمة الإسلام, ومقدراتها. وهكذا, وبعد قرون من الإشعاع الحضاري غير المسبوق على البشرية, بقيادة دولة الخلافة, قضى الله أن ينزع سلطان المسلمين, وأن ينهار هذا الكيان السياسي في سنة 1924 عقوبة منه عز وجل للمسلمين على عدم العض عليه بالنواجذ, ولتراخيهم في نصرة دينهم.
سقط صرح دولة الخلافة, وصار المسلمون إلى دويلات متفرقة, متشرذمة, مرتبطة بالكافر المستعمر, الذي استباح البلاد والعباد, وأورثنا المهانة والذلة. فكانت إستقلالات مزعومة, وقوانين علمانية, وأفكار غير إسلامية سيطرت على المجتمع, ودعوات وطنية وقومية ... سهر الغرب الكافر وأعوانه, من الحكام وعلمائهم, على ترسيخها عند الناس, حتى لا يفكروا في دولة الخلافة.
ثم تلى ذلك زمان أن بدأت سكرة المسلمين بالتلاشي شيئا فشيئا, وبدأ العاملون للإسلام بالتحرك. لكن التحرك لم يكن كله رشيد, ولم يلتفت كثير من العاملين إلى طريقة إيجاد الإسلام في الحياة, وهي الخلافة. ولم يدركوا أن أية دعوة, مهما كانت خيرة, لا تستهدف الخلافة, لن يكتب لها أي نجاح في إعادة مجد الإسلام, وسيظل المسلمون يدورون في حلقات فارغة, ولن تقوم لهم قائمة. وهذا ما حرص الغرب, وأنظمة الجور أن يكون, فكانوا يوجهون الدعاة - تضليلا - إلى الدعوة إلى العبادة الفردية, والتزام أخلاق الإسلام مثلا, وكانوا يساعدون من يدعو إلى إصلاح جزئي يخدم ويديم وجود الأنظمة, وكان الحكام يرحبون بمن يعتبرهم شرعيين, ويعمل من خلال منظومتهم الفاسدة, فيدخل مجالسهم التشريعية العفنة, ويشاركهم حتى في حكوماتهم ...
وقام حزب التحرير ليقرأ واقع التغيير قراءة صحيحة, فأدرك أنه أمام مجتمع تسوده أفكار غير إسلامية, تحكمه ثلة من العملاء, نصبهم الكافر المستعمر على رقابنا, يسوموننا سوء العذاب, ويطبقون علينا قوانين أقصت نظام الإسلام, في كل جوانب الحياة, ويستبيحون ثروات بلادنا لحسابه. أمام هذا الواقع بدأ الحزب بالعمل في عقول الناس, لتغيير مفاهيمهم, حتى لا يقبلوا إلا بما هو إسلام خالص, ويعملوا على الانقلاب والثورة على أوضاعهم. وأعلن منذ اليوم الأول أن الأنظمة, في بلاد العالم الإسلامي, غير شرعية, وأنها مغتصبة لسلطان المسلمين, وأنه لا يمكن التلاقي معها, وأن العلاقة معها هي علاقة كفاح من أجل إزالتها, وأنها لا تكون بالارتماء في أحضانها, معتبرا أن من يفعل ذلك ينتحر سياسيا, ويخدم أعداء الإسلام.
واستمر الحزب يدعو المسلمين بهذه الدعوة الصريحة الواضحة. فحاربته الأنظمة, وعتمت على حركته, كونها أدركت أنه لا يساوم في موضوع القضاء عليها. وجعلت أبواقها الثقافية, وإعلامها الرخيص, وعلمائها العملاء, وحتى المضللين ممن (يعمل) للإسلام تحت بصرها ورعايتها .. جعلتهم يشككون في دعوة الحزب للخلافة, فمنهم من اعتبرها قديمة بالية! ومنهم من قال بعدم وجوبها! ومنهم من اعتبر أنها وهم في عصر العلمانية الفكرية ! ومنهم من اعتبر دول الضرار التي قامت على أنقاضها مجزئة وفيها الخير! ومنهم من قال باستحالة قيامها بداعي هيمنة الغرب وقوته العسكرية! ومنهم من اعتبرها حلم يصعب تحقيقه! ... ورغم كل هذا استمر الحزب في دعوته, سافرا متحديا, حتى غدت دعوته تنتشر في عشرات البلدان, وزاد التفاف جماهير المسلمين حول فكرته, وارتفعت أسهمه عند الناس, بعد أن رأوا صدق دعوته, وثباته على نهجه.
ومع تنامي قوة الحزب ودعوته بدأ الغرب الكافر - الذي يحرس وجود الأنظمة في بلاد المسلمين - يدرك أن حزب التحرير يهدد مصالحه فيها, فهي تشكل مزرعته التي يأكل منها دون مقابل, فأوعز للحكام أن حاربوا الحزب بلا هوادة, وليكن ذلك تحت ستار كثيف من التعمية إن أمكن, حتى لا يلتفت الناس إليه, فهو لا يمكن احتواءه كباقي الحركات, لأنه يهدد وجود الأنظمة في الأساس. فكانت الاعتقالات, وكانت السجون, وكان التعذيب والقتل في كل مكان, من أزوبكستان إلى الباكستان إلى سوريا إلى تونس إلى طاجيكستان إلى تركيا إلى ليبيا إلى ... وحتى في بلاد الغرب لم يسلم رجاله. لكن يستمر الحزب ماض في طريقه, دول كلل أو ملل, ويرتفع نجمه, ويفرض نفسه كرائد للأمة لا يكذب أهله, ويبدأ كثير من أبناء المسلمين يلهجون وينادون بالخلافة, حصنهم المهدوم, كخلاص وحيد أكيد لما هم فيه من تفرق, واستباحة, وظلم, وهوان.
وأمام هذا المد الجارف والمتصاعد لفكرة الخلافة أصبح الساسة الغربيون (حكام المسلمين الفعليين) يعيشون حالة فزع حقيقية من تنامي الدعوة لها, وانحسار الدعوات الأخرى التي وقفوا ورائها. وباتوا لا يستطيعون كتمان رعبهم من قرب انبعاثها, وصاروا يذكرون الحزب ويحذرون منه, فهو قائد العمل لها. وأصبحوا لا يتركون مناسبة إلا ويعلنون رفضهم القاطع لقيامها, وأنها الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يساموا فيه. ومن تصريحاتهم للتذكير :
1. بوتينرئيس روسيا السابق في كانون أول سنة 2002 :"إن الإرهاب الدولي أعلن حرباًعلى روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها, وتأسيس خلافة إسلامية."
2. هنريكيسينجر في السادسِ من تشرين الثاني 2004: "إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب, ولكن التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف, الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون, في مسألة الخلافة الإسلامية."
3. توني بلير رئيسُوزراءِ بريطانيا السابق أمامَ المؤتمرِ العامِ لحزبِ العمالِفي 16/7/2005:"إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل, وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي, وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحَكّمُ الشريعة في العالم الإسلامي, عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية." 4. بوش الابن في 8/10/2005:"يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية, ويمكنونهم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة, ومن ثم إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا."
5. دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق في 5/12/2005 :"ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة, التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط, وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا. هذا هو مخططهم, لقد صرحوا بذلك, وسنقترف خطأ مروعا إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم."
6. جريدة "مليات" التركية في 13/12/2005 نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز:"إنأصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة "الخـلافة" في الآونةالأخيرة" كالعلكة."" من كثرة حديثهم عنها.
7. ساركوزي رئيس فرنسا في أول خطاب له في 27/8/2007 حذر منقيام دولة الخلافة التي ستمتد حسب تعبيره من "إندونيسيا إلى نيجيريا."
8. نشر موقع نيو أمريكا مقالا للكاتبة "ريفين جلابوغ" في 29/6/2011 تحت عنوان ( مؤتمرات خلافة حول العالم بما فيهاالولايات المتحدة) قالت فيه: "إن من يقف خلف هذا المؤتمراتهو حزب التحرير" وانه "حزب سياسي عالمييسعى إلى تشكيل الخلافة." وتقول نقلا عن موقع "ذي بليز": "إن هذا التنظيمتحديدا يعمل بجد وحزم ضد الولايات المتحدة، ويتهم القوة العظمىبالمستَعمرة، وأن الحزب يقف بقوة ضد وجود إسرائيل, واصفا إيّاها بالغيرشرعية مطالبا بإزالتها". وأكّدت على وجوب الحذر بالقول "انه خلال ثورةمصر حذر المحافظ "بندت جلين بيك" من أن مطالب بعض الثوار النهائية هوإقامة خلافة إسلامية في مصر." وتنهي الكاتبة مقالتها عن حزب التحرير في نصف سطر قائلة: "حسنا يبدو أنهم واعون على كل شيء."
9. ريتشارد مايرز قائدُ التحالفِ الصليبي فيالعراق في 31/06/2006 :"إن الخطر الحقيقي والأعظم على أمن الولايات المتحدة هو التطرف الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة."
10. جون شياالصحفي الأمريكي ورئيسِ تحريرِ مجلةِ "أمريكان ريبورتس" في رسالة إلى أوباما في 11/1/ 2010 ينصحه فيها بالتفاوض مع دولة الخلافة القادمة:"الحقيقة الجلية هي أنه لا يستطيع أي جيش في العالم, ولا أية قوة عسكرية - مهما بلغت درجة تسليحها - أن تهزم فكرة. يجب أن نقر بأننا لا نستطيع أن نحرق قادة هذه الفكرة في كل بلاد الشرق الأوسط, ولا أن نحرق كتبها, أو ننشر أسرارها, ذلك لأن هناك إجماعا بين المسلمين على هذه الفكرة. إن الشرق الأوسط يواجه اليوم القوة الاقتصادية الموحدة للدول الأوروبية, هذا صحيح, لكن علينا أن نعرف أنه في الغد سيواجه الغرب القوة الموحدة لدولة الخلافة الخامسة." وأضاف مخاطبا الرئيس الأمريكي:"إن المعركة بين الإسلام والغرب حتمية لا يمكن تجنبها .. وليس أمامنا إلا أن ندخل في مفاوضات سلام مع الإسلام. إني أتوقع أن يخبرك البعض بأنه من المستبعد تماما أن ندخل في مفاوضات مع عدو متخيل اسمه "دولة الخلافة," لكنه يجب عليك كقائد عسكري, وأنت تصوغ سياستك في التعامل مع الإسلام, أن تعترف بسخافة الادعاء بأن الإسلام منقسم على نفسه, وأن تعترف كذلك بأن توحيد بلاد الإسلام تحت إمرة قائد كاريزمي أمر محتمل."
11 . الكاتب الأمريكي "هيرب دنينبيرج" في مقال نشرته صحيفة "ذابوليتان" في 15 /5 /2009 حذر مما سماه ب "الغزو الإسلامي" لأوروبا قائلا:"إن هدف المسلمين حاليا ربما يقتصر علىالنيل من إسرائيل، ولكن هدفهم الأساسي يتمثل في السيطرة على أوروبا. " وأضافأنه إذا كانت أوروبا في الظاهر تعتبر "قارة غربية مسيحية" إلا أنها قريباستكون خاضعة للسيطرة الإسلامية، معتبرا أن "انهيار أوروبا المسيحية يمضيبخطى متسارعة" وأن انحسار الثقافة الأوروبية يعود إلى "تراجع الإيمانبالقيم الغربية، في الوقت الذي يستميت فيه آخرون (في إشارة إلى المسلمين) في سبيل إعلاء قيمهم وثقافتهم." وحذر دنينبيرج من أن "الهيمنة الإسلاميةسوف تغزو الولايات المتحدة بعد أوروبا باعتبارها الهدف النهائي للمسلمين ".
إن هذه التصريحات وغيرها تؤكد حقيقة واحدة, وتشير إلى دلالة واحدة: أن الخلافة اليوم هي كابوس الغرب المخيف, وأنه يجهد في عدم عودتها إن استطاع. لكن هناك دلالة أهم وأكبر في هذه التصريحات, وهي: أن أبناء الأمة أولى من الغرب الكافر في إدراك أهمية وجود الخلافة في حياتهم, وبالتالي العمل الجاد لها, وأنها - وليس سواها - من ستخلصهم, وتنهضهم من جديد, وأن الغرب يعمل بجد على صرفهم عنها, بداعي عجزهم! وأنها حلم بعيد المنال! وأن الأنظمة المأجورة العلمانية القطرية فيها كل الخير, ويمكن التعايش معها, ويجب أن تستمر! وأن الحزب عندما يدعو المسلمين للوحدة في دولة الخلافة, والانقلاب على أوضاعهم, والتخلص من دول الضرار التي يعيشون تحت سياطها, إنما يدعو إلى مستحيل؟! .. إن على أبناء الأمة, المضللين بهذه الأباطيل وغيرها, أن يبدءوا بالالتفات إلى تصريحات ساسة الغرب عن الخلافة والعاملين لها, وأن يتدبروها, حتى يقطعوا أن الخلافة في متناولهم, وأنها وحدها من سيخلصهم من الهزيمة, والتبعية, والمهانة, وأنها من سيعيد مجدهم المفقود.
وتندلع الثورات المباركة في بلاد المسلمين, ليتفاجىء كثير من أبناء الأمة بأنهم أحياء, وأن بيدهم وحدهم مفاتيح التغيير, وأن الخروج على الحكام, والانقلاب عليهم أمر ميسور وممكن. ويسعد الحزب, ويحمد الله أن الأمة تري من معدنها الأصيل, وأنها تقفز قفزات كبيرة باتجاه التغيير, فهي باتت تنادي بما نادى به منذ عشرات السنين. وإن دل هذا على شيء, فإنما يدل على أن الحزب - والحمد والمنة لله - أدرك مفردات التغيير, وأدرك الحل وما يخلص الأمة, واستقام على دعوته منذ نشأته. ومن دلالته أيضا أن عمل الحزب في الأمة, وعمل كل مخلص لدين الله, قد أثمر اليوم تحرك المسلمين. إن هذه الثورات على الأنظمة اليوم جاءت لتعلن أن موقف الحزب المبدئي في التغيير هو الصحيح. وقد آن الأوان, أكثر من أي وقت مضى, لأن يلتفت المسلمون للحزب, ويتقاطروا في العمل معه, فهو قد صدقهم النصيحة, وأخلص لهم الدعوة.
هزت هذه الثورات المباركة أعماق الغرب المستعمر, فهو قد لمس أن الأمة الإسلامية حية, وأنها في طريقها لأن تقتعد - على أنقاضه - مقام السيادة في العالم من جديد. فسارع إلى تأييد هذه الثورات في العلن, حتى يلتف عليها, ويمنع وصولها إلى منتهاها الطبيعي, بتغيير الأنظمة الغاشمة بالكلية, وذوبانها في دولة الخلافة, خصوصا بعد أن توحدت مطالب الجماهير الثائرة بأنها تريد "إسقاط النظام" ما يرشد إلى أن المشكلة واحدة (انفراط عقد الخلافة) , و الحل يجب أن يكون واحدا (تجمع عقد الخلافة بتوحد أقطار المسلمين بالخلافة, والحكم بالإسلام, كما كانوا). ومن أجل اختطاف حركة جماهير الأمة في غير مكان, وإبقاء الأمور في بلاد المسلمين في قبضته, فإن الغرب المستعمر اليوم ينتهج السياسة الخبيثة التالية: 1. الظهور بمظهر المؤيد لهذه الثورات, والداعم لها حتى لا يخسر وجوده في الساحة العربية الإسلامية كعراب لسياستها!
2. تضليل الغرب للمسلمين بدعوتهم إلى أخذ ديمقراطيته الفاسدة في بلادهم, تلك الديمقراطية التي أحطت به هناك في الغرب, والتي فطن وجودها بعد عقود وعقود من دعم الأنظمة الدكتاتورية في بلادنا!
3 . دعم الأنظمة في بطشها ومجازرها ضد الجماهير حتى يكسر إرادتها, وشوكتها, فإذا رآها تتهاوى أمام بطولات الثائرين, عمد إلى التخلص منها, واستبدالها بوجوه جديدة عميلة له, تديم وجود الأنظمة لحسابه.
4. احتواء الثائرين المنتفضين عن طريق الاعتراف بهم, وحوارهم, وجعلهم يطالبون بما يريد من سياسات, وكذلك دعمهم بالمال والسلاح إن لزم.
5. إخفاء دعوات الثائرين, التي تبرز هويتهم الإسلامية, والتي تدعو إلى الإسلام, والحكم بالإسلام والخلافة والوحدة, وإبراز الدعوات إلى الديمقراطية, والدولة المدنية العلمانية, والإصلاح الدستوري المحدود.
6 . إحياء الحركات والأحزاب الوطنية العلمانية, وبناء ودعم أحزاب وحركات جديدة, تستقطب الجماهير باسم التغيير الجديد, تنادي بما يريده الغرب, وتدعو إلى تغييرات طفيفة هنا وهناك, ولا تغير أي شيء في واقع الأنظمة.
7. إطلاق ساسة الغرب لتصريحات مباشرة ضد عودة الخلافة, وإعلانهم أنهم يقبلون بأي شيء سواها, من أجل إخافة الثائرين, وتخذيلهم عن الدعوة لها, أو عن أي شيء قريب منها. ولعل تصريح فرانكو فراتينيي وزير الخارجية الإيطالي, في بداية أحداث ليبيا, من أنه "لن تكون هناك خلافة إسلامية في ليبيا" مثال صارخ على ذلك. وهذا يذكرنا بما قاله القذافي في بداية أحداث ليبيا أيضا لتخويف الغرب, بعد أن أدرك أن أسياده يتخلون عنه "أخشى أن تقوم إمارة إسلامية في ليبيا", وأنه حسب زعمه "سيتحالف مع القاعدة" إن لزم. فهلا أدرك المسلمون ما يخيف الغرب المستعمر والحكام؟
8. دعمهم للحركات الإسلامية التي يسمونها معتدلة, وقبولهم حتى بصيرورتها جزءا من النظام السياسي الحاكم إن لزم, بعد أن تعلن عن تخليلها عن كل شيء ينادي به الإسلام.
9 . التدخل العسكري للغرب من أجل الإبقاء على النظم التابعة له, إن وجد أن الأمور فلت من يده لصالح التغيير الصحيح.
ولعل سياسة الغرب تجاه الحركات الإسلامية العلمانية من أخطر أساليبه اليوم, في منع التغيير الحقيقي والصحيح في بلاد المسلمين, فهو يدرك أن الإسلام هو فكر الناس المهيمن, وهو مهوى أفئدتهم, ورجاؤهم, وتطلعهم, وهو الذي يحركهم. ولذلك نراه يؤيد ويطلب من أصحاب مدرسة الإسلام المعتدل (الأمريكي) أن يقفزوا إلى الواجهة, ليكشفوا عن سوءاتهم أكثر وأكثر, بالإعلان عن مواقف (ظاهرها أنها تمثل الإسلام) تجعلهم جزءا مقبولا من الواقع السياسي المرسوم الجديد, وتجعل الغرب يرضى عنهم, وتستقطب المسلمين المضللين, كونها البديل (الإسلامي) للأنظمة المتداعية للسقوط؟! فهؤلاء (المعتدلين) العملاء فكريا للغرب, والملونين سياسيا, لا يريدون دولة واحدة للمسلمين تطبق شرع الله, وهم مع استمرار القطرية الضيقة النتنة التي يسهر على وجودها الغرب, وهم مع استمرار القوانين الوضعية, التي لقنها الكافر المستعمر للأنظمة, وهم مع الدولة المدنية العلمانية, التي تقصي أنظمة الإسلام في الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع .., وهم مع التعاون والحوار مع الدول المستعمرة والشرعة الدولية, وهم مع استمرار المعاهدات مع يهود, وهم مع التحالف مع القوى السياسية العلمانية في المجتمع, التي تحارب الإسلام وتنفذ أجندات الغرب, وهم حتى مع حاكم غير مسلم يحكم المسلمين ... قاتلهم الله أنى يؤفكون. وهؤلاء .. بدل أن يغتنموا الفرصة التاريخية, ويبنوا على هبة الأمة باتجاه دينها, فينحازوا لمطالبها الشرعية .. بدل ذلك نراهم يخذلون أمتهم, ويطعنوها في ظهرها لحساب الكفار, لا تستحقها والله تضحيات المسلمين اليوم. والأمة ستحاسبهم على خيانتهم هذه, وعلى قبولهم أن يكونوا مطايا للكفار, يستخدمهم لأغراضه, ولعذاب الله أكبر وأشد.
أما حزب التحرير - والحالة هذه - فلن يغير ولن يبدل, وسيستمر في نهجه القويم الذي جاءت مطالب الثورات تؤكد صحته وصدقه. وهو إذ يعتبر ثورات المسلمين اليوم ثورات مباركة تنم عن خير عميم كامن في الأمة, يدعو الله أن يستغرق تحرك جماهير المسلمين بلاد المسلمين كلها, وأن يتوج هذا التحرك بدولة الخلافة الجامعة التي تلم شمل المسلمين مرة أخرى, وتعزهم, وتجعلهم أئمة الكون كما كانوا. إن حزب التحرير يؤمن أن دولة الخلافة ستكون النهاية السعيدة لكل ما يحصل اليوم, ويؤمن أن الأمة - والحمد الله - وصلت حدا من الوعي يجعلها لا تقبل أن يلتف أحد على مطالبها, ولعل الدعوات الجديدة في الشارع المصري والتونسي, والتي تطالب بتصحيح مسار الثورة, دليل على فهم طيب, عند المسلمين, على ما يجب أن يكون عليه الحال, ورد على من يحاول التآمر على الأمة, واختطاف مطالبها.
إن الأمة اليوم بدأت بأخذ زمام الأمور بيدها, وقد تجاوزت عقدة الخوف التي لازمتها ردحا من الزمن, وأدركت أنها قوية بدينها, وأنها صاحبة الكلمة الأولى والسلطان, وأنها إن قالت, قال الله بقولها, وماردها خرج من قمقمه إلى غير رجعة, ليقضي على الكفر وأهله, ليبني صرح الإسلام المجيد الذي اشتقنا للتفيؤ بظله.
وإن ما يجري اليوم سيصب في بناء هذا الصرح, والأمة لن تتراجع, وإن كانت خرجت في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا, فهي تضرب مثالا لما تريده في باقي البلدان, فالحال واحد والظلم واحد, وحتمية الانقلاب عليه واحدة. وسواء اتسع الخروج على الحكام وأنظمتهم في مناطق جديدة أم لا, فإن الأمة باتت جاهزة للانقلاب الكوني الكبير, الذي ستعلنه دولة الخلافة, عما قريب بإذن الله, وستضحى بالغالي والنفيس من أجلها.
أما أبرز ما يلوح أمام ناظري من أحداث في المستقبل القريب, في ضوء ما يجري اليوم, فالتالية:
1. استمرار تحرك جماهير المسلمين المطالبة بالتغيير.
2. تصدي الأنظمة لها بالقوة والجبروت بدعم مباشر من الغرب, مع تقديمها تنازلات شكلية (في شكل انتخابات مدروسة, وحوارات وطنية, وتغييرات لبعض القوانين, ومحاكمات صورية لبعض الساسة) تبقي الوضع على ما هو.
3. إستصناع الغرب والأنظمة لحركات وأحزاب تنادي بالتغيير, وتعمل من تحت عباءتها, حتى تستقطب الناس, وتضحك على ذقونهم, وتذهب ريحهم.
4. استمرار آلة الأنظمة والغرب الإعلامية في تزوير مطالب الثائرين, وحرفها عن إسلاميتها, وتصويرها بأنها مع علمانية وديمقراطية الدولة, وأنها مع الإصلاح الدستوري المحدود...
5 . استخدام الحركات الإسلامية العلمانية استخداما بشعا في القبض على الروح الإسلامية عند الناس, وتصوير أفكار هذه الحركات الإسلامية بأنها تمثل الإسلام العصري المتزن والمعتدل, الذي يقبل به الغرب, ويمكن قبوله حتى في الحكم, على الطريقة الأردوغانية.
6 . إدراك جماهير المسلمين, شيئا فشيئا, أن مطالبهم لم تلبى, وأن من يقود الدفة في بلدانهم (بعيد الثورات) لا زال يدين بالولاء للغرب, وأنه يلتف عليهم, وأن سياساته لم تختلف البتة عن سياسات الحكام المخلوعين, وأنه يعمل على تدجينهم للقبول بالفتات من التغيير, الذي لا يسمن ولا يغني من جوع, ويبقي الأمور على حالها لحساب الغرب. فتبدأ الجماهير بالتحرك مرة أخرى فيما يمكن تسميته ب"الثورات المضادة", وتعود الأنظمة لاستخدام البطش للحفاظ على (الشرعية الجديدة) التي أفرزتها الثورات في بدايتها.
6. استمرار عمل حزب التحرير في إفهام جماهير المسلمين كيف يكون الخلاص, وكشف الأنظمة ومؤامراتها ضد الناس, سواء في البلدان التي خرج فيها الناس, أم تلك التي تنتظر. وأن الخلاص لا يكون في تغيير وجوه مجرمة بوجوه لم تحترق بعد, ولا يكون في تغييرات شكلية في كل بلد, تكرس القطرية النتنة, وتحافظ على حدود سايكس بيكو, بل يكون في رمي كل الأنظمة الغاشمة إلى مزبلة التاريخ, واستبدالها بدولة الإسلام الجامعة الواحدة.
7. إدراك المسلمين, بشكل أكبر وأعمق, أن ما يدعوهم إليه الحزب هو الصحيح, فتقوى دعوة الحزب بين الناس, وتنكشف وتسقط أطروحات الحركات الإسلامية العلمانية, وغيرها. ويصبح الحزب متفردا رائدا في الطرح والعمل.
8. يستمر هذا المشهد إلى ما شاء الله, حتى تلتحم إرادة الأمة بإرادة جيوشها, وتعلن دولة الخلافة. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55 أسأل الله رب العرش العظيم أن يكون هذا قريبا.

طالب عوض الله 10-17-2011 10:39 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الشعب التونسي يعلنها بصراحة نريدها دولة اسلامية


تفضل بالمشاهدة والزيارة


http://www.facebook.com/photo.php?v=...type=2&theater

طالب عوض الله 10-18-2011 09:47 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
لغة الضاد .. الأولى عالميا في الخلافة القادمة



دكتور حازم بدر – فلسطين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, وبعد:
يقول ابن خلدون:"إن قوة اللغة في أمة ما تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دورها بين بقية الأمم, لأن غلبة اللغة بغلبة أهلها, ومنزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم." وهذا حق, وهو يفسر تراجع مكانة اللغة العربية, اليوم, أمام الإنجليزية والفرنسية, على سبيل المثال, والتي تقف خلفها دول تنفق على نشرها بسخاء, من أجل نشر حضارتها في العالم, مجتاحة بها العالم عن طريق كل وسائل الاتصال الحديثة, لتفرض على الناس طريقة عيشها, وأسلوب تفكيرها, وحلول المشاكل من وجهة نظرها.
إن نزول الإسلام {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}الشعراء195 جعل اللغة العربية أشرف لغة, وجعل الحفاظ عليها من الحفاظ على الدين, إذ لا يمكن فهم الدين, والعمل به إلا بفقه هذه اللغة, وتعليمها وتعلمها. وهذا ما أدركه المسلون الأوائل, فكان الاهتمام باللغة العربية, وعلومها من أسس عمل الدولة, ومن سياستها. فهذا رسول الله, صلى الله عليه وسلم, يقول حين لحن رجل بحضرته:"أرشدوا أخاكم فقد ضل" , وها هو يقضي, بوصفه رئيس دولة, بأن يعلم كل أسير, في معركة بدر, ليس له فداء, أولاد الأنصار, كتابة اللغة العربية, وها هو يراسل قادة الدول باللغة العربية. وهذا عمر, رضى الله عنه, يأمر بألا يقرىء القرآن إلا عالم باللغة, ويأمر أبا الأسود ليضع النحو, ويقول:"تعلموا العربية فإنها تثبت العقل, وتزيد المروءة", ويقول:"إياكم ورطانة الأعاجم", ويقول:"تعلموا النحو كما تتعلمون السنن والفرائض." وهذا علي, كرم الله وجهه, يطلب من أبي الأسود أن يكتب كتابا, في أصول العربية, فيرد عليه:"إن فعلت هذا أحييتنا, وبقيت فينا هذه اللغة." وهذا يدل على أن الاهتمام باللغة, ورفع شأنها, كان قرارا سياسيا اتخذه قادة المسلمين.
واستمر خلفاء المسلمين في الحفاظ على اللغة العربية, وعلومها, خدمة للإسلام, فكان التعريب للدواوين والنقود, وكان وضع أسس الإعجام (للمصحف بالنقاط والشكل), وكانت الدول المفتوحة تستخدم اللغة العربية, كلغة رسمية, وصارت العربية لغة العلوم والفنون بفضل الترجمة, وبقيت هذه اللغة في العصور اللاحقة ترتقي وتنهض وتزدهر, لغة للعلم والآداب, فنمت الحركة الثقافية, والعلمية, في حواضر العالم الإسلامي بازدهارها. وكان الخلفاء يعقدون المناظرات بين علماء اللغة في مجالسهم, وكانوا يشجعون الشعر والشعراء, وكانوا يغدقون عليهم الأعطيات, فضلا عن إنشائهم الكتاتيب والمدارس والجامعات, لخدمتها. وقد كانت اللغة العربية تنزل, من علوم الإسلام ومعارفه, منزلة القلب من الجسد, وكان المسلمون يتعلمون اللغة العربية كما يتعلمون حفظ القرآن, وكانوا ينظرون إلى النحو والصرف وغيرها كما ينظرون إلى علم التفسير والحديث, وكانوا ينظرون إلى ألفية ابن مالك كما ينظرون إلى تفسير القرطبي, وإلى الكافية كما ينظرون إلى صحيح البخاري, دون نقصان. ورحم الله الشافعي الذي اعتبر العلم بلسان العرب "كالعلم بالسنن عند أهل الفقه." وهكذا أخذت اللغة العربية دورا عظيما في بناء صرح الإسلام, وسمت بين اللغات, وعلا نجمها عند الناس, وانتشرت انتشارا مهولا, بانتشار الفتوحات في الأمصار.
ثم ضعف الاهتمام باللغة العربية في العصور المتأخرة للدولة الإسلامية, ما ساعد على انهيارها, خصوصا مع ما رافق ذلك من غزو فكري وجه, ليس فقط للإسلام, بل لأداة فهمه - اللغة العربية, إذ نجح الكافر المستعمر في إبعاد المسلمين عن الاهتمام باللغة, ودراستها, والتعمق فيها, ودرجت اللهجات العامية في بلاد المسلمين, فضعف الفهم للإسلام, وكذلك الاجتهاد, الذي يعتبر الفقه في اللغة شرطه الأساسي. وبعد أن سقطت الخلافة, وصار الكافر المستعمر صاحب القرار, في بلاد المسلمين, اتخذ إجراءات عديدة أبعدت اللغة العربية عن مركز الاهتمام لدى الأمة الإسلامية, وجعلتهم يتوجهون قبلة لغاته لدراستها, أبرزها:
1. تضليل المسلمين بأن اللغة العربية لغة جامدة وصعبة, وأن لغته هي لغة العصر, وأنها لغة العلم والثقافة, وأن اللغة العربية لا يمكنها مواكبة العصر, وليست مرنة, ولا تتسع للمصطلحات الحديثة, من أجل تنفيرهم وإبعادهم عنها.
2. توجيه وتصميم المناهج في بلاد المسلمين بشكل يصد عن اللغة العربية, وزرع حب اللغة الأجنبية, وتدريس العلوم باللغات الأجنبية. يقول المبشر تاكلي:"يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني, لأن كثيرا من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن, حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية, وتعلموا اللغات الأجنبية." ويقول الحاكم الفرنسي للجزائر, في الذكرى المائة لاحتلالها:"إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن, ويتكلمون العربية, فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم, ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم."
3. الصد عن استخدام العربية الفصحى, من خلال الدعوة إلى العامية, وإحياء اللهجات المحلية ودراستها, والدعوة إلى إلغاء الحرف العربي والكتابة بالحرف اللاتيني, وتشجيع الكتابة بالعامية, واستخدام الإعلام للعامية, والألفاظ الأجنبية ...
4. محاربة الأنظمة في بلاد المسلمين - وبتوجيه من الغرب - للغة العربية الفصحى, لصالح اللهجات العامية, واللغات الأجنبية, في مجالات الحياة المختلفة, كالتعليم, والإعلام, والإعلان, والتواصل السياسي والتجاري, ...
وهكذا, فإن مشكلة اللغة العربية -اليوم- هي مشكلة سياسية بحتة, وتكمن في إقصاء الإسلام عن الدولة والمجتمع, ولا علاقة لها باللغة العربية كلغة. وهو يعني أن دولة الخلافة القادمة, الدولة الأولى في العالم, ستعيد للغة العربية مكانتها الأولى بين اللغات. أما كيف ستحييها, وتنهضها كما كانت, فبأمور أهمها:
أولا: إيجاد وتركيز البيئة اللغوية, التي تدفع المسلمين لاستخدام اللغة الفصحى, كطبع وسجية في حياتهم (ما يطلق عليه السليقة), ويكون هذا من خلال:
1. نشر الاهتمام بالفصحى لدى الأمة, وربطها بفهم الإسلام, ودراسته, والعمل به.
2. جعل اللغة العربية وحدها لغة الإسلام, واللغة التي تستعملها الدولة.
3. إعلان العربية الفصحى كلغة رسمية للدولة, وفرضها في الإعلام, ودوائر الدولة, والمرافق العامة, والمراسلات التجارية, ومخاطبة الدول الأجنبية, وفي السفارات والبعثات الدبلوماسية, وفي حمل الدعوة الإسلامية إلى غير المسلمين.
4. منع استخدام العامية, أو اللغات الأجنبية في أي مكان عام في الدولة, ومنع أي مظهر لها, ويشمل هذا أسماء المحلات التجارية, وأسماء البضائع, واللوحات الإرشادية وغيرها, ويشمل الأسواق, وكل مرافق الحياة.
5. مراقبة المطبوعات من كتب ومجلات ودعايات, حتى لا يتطرق أي شيء عامي, أو أجنبي إليها.
6. إعادة دور المساجد بوصفها دور علم, وتعليم للعربية الفصحى.
ثانيا: بناء قاعدة تعليمية تثمر ناطقين بالفصحى, وتثمر علماء أفذاذ في اللغة, وتثمر مجتهدين ومفكرين ومفسرين وفقهاء ... ويكون ذلك من خلال:
1. تصميم المناهج على أساس إيجاد البيئة اللغوية, وتخريج الناطقين المبدعين بالفصحى. ويكون هذا في مناهج المدارس الحكومية والخاصة, والجامعات, وكل المؤسسات التعليمية. ويتحقق هذا, في المقام الأول, بتركيز تدريس اللغة العربية في المدارس, بحيث تجعل حصص العلوم الإسلامية والعربية أسبوعيا بمقدار حصص باقي العلوم, من حيث العدد, ومن حيث الوقت.
2. توفير المكتبات, وكافة وسائل الحصول على المعلومات, والكتب في اللغة العربية الفصحى, وإقامة المسابقات في اللغة, وتقديم المحفزات المادية والمعنوية للمبدعين والمتفوقين فيها.
3 . فرض الفصحى على جميع موظفي الدولة, نطقا وكتابة, من خلال عقد دورات مكثفة لهم لإتقانها. إضافة إلى جعلها شرطا في التوظيف.
4 . فرض اختبارات, تقيس اللغة العربية الفصحى, على موظفي الدولة, والمعلمين, وخريجي الجامعات, وكل من يدخل الدولة ... وتصميم, وإجراء دورات تشمل مهارات اللغة, وبمستويات متعددة, لمساعدة من لا يتجاوز الحد الأدنى من اللغة العربية الفصحى. كما يفرض على معلمي اللغة العربية, والخطباء, ومدرسي القرآن مستوى أعلى فيها.
5 . إعداد برامج تلفزيونية خاصة بتنمية اللغة العربية الفصحى.
6 . منع تدريس, أو التدريس, بأية لغة أخرى غير العربية, في كل التخصصات, وفي كل المدارس والجامعات. ويستثنى من هذا التخصصات اللغوية, في التعليم العالي, بقصد إيجاد العدد الكافي من متقني اللغات الأجنبية التي تحتاجها الدولة, للترجمة مثلا, وحمل الدعوة.
7. تشجيع حركة الترجمة والتعريب, من أجل أخذ العلوم, والاكتشافات, والاختراعات, من الأمم الأخرى, بدل أن يدرسها المسلمون بلغات تلك الأمم, وكتابة كل العلوم باللغة العربية فقط.
8 . فتح المساجد للتعليم, وجعلها رائدة في حلقات العلم اللغوي الشرعي.
9 . وضع خطة شاملة لتحفيظ القرآن الكريم للمسلمين, وخصوصا الصغار, حتى يشبوا في بيئة لغوية سليمة, تتكلم اللغة الفصيحة, بشكل تلقائي (بالسليقة). إضافة إلى تحفيظ الأبناء ديوان العرب, الذي هو الشعر, وخاصة الشعر الجاهلي, الذي يمثل مختلف الأنماط والأشكال اللغوية, ليصبح, مع القرآن, مقياسا آليا وطبيعيا للناطق بالفصحى. ورحم الله الفاروق حين أوصى:"عليكم بديوان العرب."
إن الأمة لم تفصل بين لغتها والإسلام, إلا بعد أن ضعفت فكريا, وانهارت ككيان سياسي, وما أن تقوم دولة الخلافة, حتى يعود مجد اللغة العربية الذي ساد. فالعلاقة بين الإسلام, واللغة العربية, علاقة فريدة لا تشبهها أية علاقة بين المبادىء واللغات, ذلك أن الإسلام لا يفهم, ولا يفقه إلا بها, فالوحي نزل بها قرآنا عربيا:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف2 , وهي لغة السنة, ولغة الاجتهاد, ولغة الدولة الإسلامية, فهي إذن من متعلقات الهوية الإسلامية, التي لا يستغنى عنها. ولذلك إذا لم تمزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية, فسيظل الانحطاط يهوي بالمسلمين. يقول ابن تيمية, رحمه الله, موضحا الترابط بين الإسلام, واللغة العربية:"فتعلم اللغة العربية من الدين, ومعرفتها فرض واجب, فإن فهم الكتاب والسنة, فرض, ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب." ويقول الشافعي رحمه الله:"إن الله فرض على جميع الأمم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرآن, والتعبد به."
وعليه, فليعلم المسلمون اليوم أن لغتهم العربية, المجني والمتآمر عليها, هي أشرف وأعظم لغات الأرض, حين قدر الله أن تكون لغة القرآن. ذكر أبو الحسين أحمد بن فارس في كتاب "الصاحبي في فقة اللغة" (باب لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها) مشيرا إلى قوله تعالى: {لتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195, فقال:"فلما خص - جل ثناؤه - اللسان العربي بالبيان, علم أن سائر اللغات قاصرة عنه, وواقعة دونه. فإن قال قائل: فقد يقع البيان بغير اللسان العربي, لأن كل من أفهم بكلامه على شرط لغته فقد بين. قيل له: إن كنت تريد أن المتكلم بغير اللغة العربية قد يعرب عن نفسه, حتى يفهم السامع مراده, فهذا أخس مراتب البيان, لأن الأبكم قد يدل بإشارات وحركات له على أكثر مراده, ثم لا يسمى متكلما, فضلا عن أن يسمى بينا, أو بليغا. وإن أردت أن سائر اللغات تبين إبانة اللغة العربية فهذا غلط." وهذا الإتحاد العضوي بين العربية والإسلام قدم خدمة جليلة في فهم الإسلام, وأدائه, لما فيهما من القدرة على التأثير والتوسع والانتشار. أما قدرة اللغة العربية على التأثير, فذلك لسعة ما فيها من المفردات, التي تمكن من تصوير الواقع تصويرا دقيقا, ففي اللغة العربية, على سبيل المثال, سبعون اسما للأسد ليست مترادفة. وأما قدرة العربية على التوسع, فإن ما احتوته اللغة العربية من قواعد, في النحت والاشتقاق والتعريب والتشبيه, يجعلها تتسع لما يستجد من أشياء, ووقائع, وأحداث. فعملية التعريب, وهي أخذ الأشياء المستجدة بأسمائها, التي سميت بها, وإخضاعها فقط للميزان الصرفي, لتصبح الكلمة عربية الوزن, أكثر من كافية. وأما الانتشار, فإن اللغة العربية, لاقترانها بالإسلام, وكونها لغة القرآن, ولا يقرأ إلا بها, فمن البديهي أن تنتشر في كل قطر يصل إليه الإسلام. يقول العقاد, رحمه الله:"ولقد قيل كثيرا: إن اللغة العربية بقيت لأنها لغة القرآن, وهو قول صحيح لا ريب فيه, ولكن القرآن إنما أبقى اللغة, لأن الإسلام دين الإنسانية قاطبة, وليس بالدين المقصور على شعب أو قبيلة." ويقول إبراهيم علي:" إننا أمام إعجاز هز أركان الوجود البشري بلغته، وفصاحته، وبلاغته، وتركيبه، وأساليبه؛ فلو قُدر للحياة العربية وموروثاتها اللغوية أن تعيش بعيدة عن القرآن الكريم لما تجاوزت الفترةَ الجاهليةَ إلا بمقدار يسير، و لبقي العرب أمة مهملة في قديم الزمن, أو في جانب من جوانب التاريخ."
إن هذه القوة, وهذا الإبداع الذاتي للغة العربية, الذي لا يضاهى, جعل علماء الغرب يشهدون لها, فهذا الفرنسي أرنست رينان, يقول:"ولا نكاد نعلم من شأنها, إلا فتوحاتها وانتصاراتها, التي لا تبارى, ولا نعلم شبها لهذه اللغة, التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج, وبقيت حافظة لكيانها, خالصة من كل شائبة." ويقول:"من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القومية, وتصل إلى درجة الكمال, وسط الصحارى, عند أمة من الرحل, تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها, ودقة معانيها, وحسن نظام مبانيها." ويضيف:"اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال, وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر, فليس لها طفولة, ولا شيخوخة." وهذا فيلا سبازا, يؤكد أن:"اللغة العربية من أغنى لغات العالم, بل هي أرقى من لغات أوروبا, لتضمنها كل أدوات التعبير في أصولها, في حين أن الفرنسية, والانجليزية, والإيطالية, وسواها قد تحدرت من لغات ميتة, ولا تزال حتى الآن تعالج رمم تلك اللغات, لتأخذ من دمائها ما تحتاج إليه." أما الأمريكي وليم ورل, فيقول:"إن اللغة العربية من اللين, والمرونة, ما يمكنها من التكيف وفق مقتضيات هذا العصر, وهي لم تتقهقر فيما مضى أمام أية لغة أخرى, من اللغات التي احتكت بها, وستحافظ على كيانها في المستقبل, كما حافظت عليه في الماضي." أما ريتشارد كريتفل فيصف اللغة العربية بقوله:"إنه لا يعقل أن تحل اللغة الفرنسية, أو الانجليزية محل اللغة العربية. وإن شعبا له آداب غنية, منوعة, كالآداب العربية, ولغة مرنة, ذات مادة لا تكاد تفنى, لا يخون ماضيه, ولا ينبذ إرثا ورثه, بعد قرون طويلة عن آبائه وأجداده." وأخيرا, المستشرق الايطالي جويدي, يتغزل بها, فيقول:"اللغة العربية الشريفة آية في التعبير عن الأفكار, فحروفها تميزت بانفرادها بحروف لا توجد في اللغات الأخرى, كالضاد والظاء والعين والغين والحاء والطاء والقاف, وبثبات الحروف العربية الأصيلة, وبحركة البناء في الحرف الواحد بين المعنيين, وبالعلاقة بين الحرف والمعنى الذي يشير إليه. أما مفرداتها, فتميزت بالمعنى والاتساع والتكاثر والتوالد, وبمنطقيتها (منطقية في قوالبها), ودقة تعبيرها من حيث الدقة في الدلالة والإيجاز, ودقة التعبير عن المعاني."
نعم .. هذه هي اللغة العربية, وهذه حقيقتها, لمن لا يعرفها. وهي لغة كل العصور والأزمنة, وهي اللغة المعجزة, وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطا بعقيدة أمتها, وهويتها, وشخصيتها. أما وأنه قد ظهر تاريخيا أن اللغة العربية أسمى وأغنى وأقوى اللغات في العالم, فإن مشكلتها اليوم ليست فيها نفسها, وإنما هي سياسية بحتة. ومع إدراكنا أن قضية اللغة العربية هي قضية فرعية نشأت عن القضية المصيرية للأمة الإسلامية, وهي غياب الخلافة والحكم بالإسلام, فإن خفة وزن اللغة العربية اليوم على مسرح اللغات العالمي, ونزول تأثيرها أمام اللغات الأخرى, سببه هجمات وتقصيرات سياسية تجاهها, فوزن اللغة من وزن دولتها. وما أن تقوم دولة الخلافة, ويعود قرارها السياسي المخلص, حتى تعود العربية إلى سالف وضعها, قلب الإسلام النابض, وتتفجر طاقاتها الكامنة, وتصبح لغة العلوم والثقافة, ولغة المعاهدات الدولية, ولغة التخاطب بين الناس, ويتهافت الناس على دراستها, كلغة عالمية أولى, ويعود لها مجدها وعزها, ومكانتها الطبيعية بين اللغات, وهي مقام الريادة والسيادة. أسأل الله تعالى أن يكون ذلك قريبا, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المراجع:
1. مجلة الوعي: الأعداد 273, 170
2. بحث تخرج بعنوان: اللغة العربية لا يعيد مكانتها إلا الدولة الإسلامية. نضال صيام. القدس- فلسطين. موقع نداءات من بيت المقدس
3. كتاب: قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام .. أبيدو أهله. جلال العالم
4. موضوع: اللغة العربية لغة كل العصور. إبراهيم علي. مجلة البيان
5. كتاب: الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس. مكتبة مشكاة الإسلام

طالب عوض الله 10-18-2011 10:20 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 


آثار التدخل الغربي في الثورات العربية وخاصة ليبيا


بعد أن بدأ الضعف الكبير يستشري في شرايين الدولة العثمانية نتيجة لبعض الإساءات في تطبيق الأحكام الشرعية تارةً، ولاستكلاب الغرب الحاقد عليها تارةً أخرى، فقد استغل الغرب الأوروبي الكافر هذا الضعف لكي ينتصر داخليًا على كل النزاعات والصراعات والحروب الداخلية الأوروبية، وليلتقي من خلال الاتفاق على أهداف ومصالح مشتركة خارج القارة الأوروبية، والانصراف إلى مراقبة واستغلال الظروف والأوضاع المتردية التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية دولة الخلافة كسلطة قائمة وحامية للمشرق العربي الإسلامي.
لقد بدأ العمل للنيل من الدولة العثمانية بدءًا من الحصول على الامتيازات والحصانات التي منحتها الدولة الإسلامية لمعظم الدول الأوروبية في مختلف الفترات التاريخية وإعطائهم الوصاية على رعايا الدول الأوروبية المقيمين داخل حدود الدولة العثمانية، ومثال ذلك اتفاقية الدولة العثمانية مع فرنسا عام 1535م وإنكلترا عام 1579م، وهولندا عام 1598م، وروسيا القيصرية عام 1700م والسويد ونابولي (إيطاليا) والدنمارك وغيرها من الدول، ثم كان التدخل في شؤون الدولة العثمانية تحت ذريعة حماية حقوق الأقليات المسيحية في الشرق العربي الإسلامي، ثم احتلالًا للأقاليم العثمانية والتي كانت تتمتع بقسط واسع من الاستقلال الذاتي في ظل سلطة رمزية اسمية للدولة العثمانية عليها.
هذه التدخلات الغربية والتنازلات من الدولة العثمانية أغرت الدول الأوروبية الاستعمارية بشن الحروب العدوانية على دولة الخلافة وتضييق الخناق عليها، إلا أن الدولة الإسلامية بقيت تحاول السيطرة على ولاياتها؛ ومثال ذلك طلب السلطات العثمانية من باشوية ولاية الجزائر العثمانية إعلان الحرب على فرنسا التي كانت تتمول من الموانىء الجزائرية بسبب إغلاق الأسواق الأوروبية بوجه تجارتها. وقد كانت باشوية ولاية الجزائر العثمانية قد أيدت وساندت الثورة الفرنسية، وكانت تزود فرنسا بالقمح الجزائري، وأقرضت حكومة الثورة بدون فائدة مبلغًا قدره مليونًا من الفرنكات عام 1796م، في حين كانت الدول الأوروبية برمتها تفرض حصارًا محكمًا على فرنسا الثورة، ولكن فرنسا تنكرت لهذا الجميل وجهزت لاحقًا حملة عسكرية واحتلت الجزائر عام 1830م وتونس عام 1881م...
ثم كان حصار الأسطول الحربي الأميركي لموانىء ولاية ليبيا العثمانية أثناء المناوشات والمعارك التي دارت خلال أعوام 1801م - 1805م في النزاع المسلح بين سلطات باشوية ولاية ليبيا العثمانية والولايات المتحدة الأميركية، وذلك نتيجة امتناع السفن الأميركية من دفع الزيادات المقررة من قبل تلك السلطات على الرسوم المستوفاة من البواخر والسفن التي تمر أو ترسو في موانئ الولاية مما أدى إلى أسر الليبيين السفينة الحربية الأميركية (فيلاديلفيا) مع بحارتها وجنودها؛ حيث اضطرت الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات مع باشوية ولاية ليبيا وعقدت معاهدة صلح معها لإطلاق سراح بحارتها وجنودها، واضطرت إلى دفع تعويضات مالية كبيرة إلى باشوية ولاية ليبيا العثمانية في تلك الفترة...
كما وفرضت (فرنسا - إسبانيا) منذ أوائل القرن العشرين حمايتها المشتركة على المغرب خلال السنوات (1908م-1912م) حيث احتلت إسبانيا مناطق الريف شمال المغرب والصحراء الغربية (الساقية الحمراء ووادي الذهب) إضافة إلى احتلالها منذ القرنين الرابع عشر والخامس عشر وحتى الآن لبعض المدن الساحلية المغربية ومنها مدينتي (سبتة ومليلية) المغربيتين والجزر المغربية الصغيرة المتناثرة سواء المحاذية منها للساحل الشمالي للمغرب أو الجزر المغربية التي تقع قبالة السواحل المغربية في المحيط الأطلسي كجزر الكناري وغيرها من الجزر الأخرى التي تعتبر جغرافيًا وتاريخيًا جزءًا من السواحل الغربية للمغرب.
كما قامت إيطاليا باحتلال ليبيا عام 1911م نتيجة الضعف الذي كانت تعاني منه الدولة العثمانية الأمر الذي اضطرت معه إلى التنازل عن ليبيا بموجب معاهدة (أوشي) عام 1912م.
كذلك قامت إنكلترا باحتلال مصر عام 1882م والسودان عام 1899م والسواحل الجنوبية لشبه الجزيرة العربية التي كانت جزءًا من (جنوب اليمن - عدن) عام 1838م والسواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية بفرض الحماية على المشيخات الصغيرة في الخليج العربي كالبحرين عام 1820م والإحساء والقطيف عام 1871م فمسقط وساحل عمان عام 1892م و الكويت عام 1899م... وباقي أجزاء الدولة الإسلامية التي لم تستطع في نهاية المطاف الصمود أمام جحافل الغرب الكافر الحاقد الذي تربص بها الدوائر فأسقطها وأزالها وأسقط معها منبع العزة للمسلمين والذي يتمثل بدولة الخلافة، هذا الكيان العظيم الذي صمد في وجه كل الصعاب لما يزيد عن 1400 سنة.
تلك نبذة تاريخية تبين لكل ذي بصر وبصيرة عن منهجية التعامل الغربي ضد الأمة الإسلامية منذ بدايات الحروب الصليبية وحتى يومنا هذا.
إذًا فقد تم تقسيم كعكة الدولة الإسلامية على الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى، والأميركية والأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية. وأخذت كل دولة حصتها لتسرق منها ما تشاء من تلك الحصة وتزرع فيها عملاءها وأعوانها حتى تطبق السيطرة ولا تترك متنفسًا لأي محاولة للتحرير.
لكن الولايات المتحدة الأميركية وبحكم قوتها العسكرية والاقتصادية وسقوط الاتحاد السوفياتي (روسيا) بعد انهيار الشيوعية أفسح لأميركا أن تتصدر قيادة العالم وبلا منافس، فبدأت أميركا ترسم سياسات جديدة للمناطق التي تم تقسيمها سابقًا لتعيد هيكلة النفوذ على الدول الضعيفة فيكون لها نصيب الأسد على حساب النفوذ الأوروبي في المنطقة.
فكانت حرب الخليج الثانية (1991م) إيذانًا ببداية الانقضاض والقضم الأميركيين لمناطق المصالح الحيوية الأوروبية في العالم. لم يعد العراق منطقة تستحق عند السوفيات الدفاع عنها حين انطلق عدوان (عاصفة الصحراء) عليه؛ تشهد على ذلك ليونة سياسة ميخائيل جورباتشوف ووزير خارجيته إدوارد شيفارنادزه في مداولاته في مجلس الأمن التي أفضت إلى سلسلة القرارات من660 الى 678 (القاضي باستعمال القوة العسكرية ضد العراق)، فيما يشهد على عكسه سعي الرئيس فرانسوا ميتران -حتى آخر لحظة- إلى تجنيب العراق هذه الحرب.
حين انتهت الحرب إلى ما انتهت اليه، وأعقبها الحصار الطويل القاتل، كانت مصالح أوروبا (فرنسا وألمانيا خاصة) أكبر المتضررين بعد العراق والبلدان العربية الفقيرة. وأثناء عملية إخراج النفوذ الأوروبي من شرق المتوسط العربي، كانت مركبة النفوذ الأميركي المضاد تزحف حثيثًا نحو مناطق أخرى في أفريقيا لتحكم عليها الإطباق حيث كان لابد من زعزعة النفوذ الفرنسي والأوروبي إجمالًا عن طريق الحروب والقلاقل، كما في رواندا وبوروندي والبحيرات العظمى، بعد صومال فارح عيديد!، من أجل استنزاف ذلك النفوذ والزج بقواه في مصهر تناقضات لا تقبل التسوية ولا يستقيم معها نفوذ أو يستقر.
ثم كان حصار ليبيا والسودان لمنع تدفق الطاقة إلى جنوب أوروبا. غير أن ذلك وحده ما كان يكفي لإزاحة النفوذ الأوروبي كليًا، وكان لابد من مشروع أميركي إقليمي شامل يشمل المنطقة جميعها ويدمج مناطق النفوذ الأوروبي فيها تحت عنوان التعاون الإقليمي.
إن بروز الربيع العربي، وقتل الصمت لدى الشعوب العربية الإسلامية تجاه حكامهم العملاء دفع بعجلة تغيير الأوراق بالنسبة لتابعية الدول لأميركا. فباتت أميركا من جهة تريد استغلال الوضع الراهن لتغيير الوجوه في بلاد الثورات من تابعية أوروبية لتابعية أميركية، وباتت أوروبا تحاول وباستماتة إبقاء عملائها أو حتى تغيير واحد مكان واحد للصمود أمام المد الأميركي على مستعمراتها. وكذلك كانت تحاول أن تلعب لعبة أميركا نفسها بتحويل النفوذ الأميركي في بعض البلاد إلى نفوذها كما في مصر وسوريا.
صحيح أن أوروبا وبقيادة بريطانيا تمكنت من كسب الثورة التونسية وتوجيهها كما تريد، وأن أميركا استوعبت ثورة مصر ولو جزئيًا وامتصت بعض الغضب الشعبي لتكسب الوقت الكافي لها لاستنفاد كل هذا الغضب، إلاّ أن وضع ليبيا قد بات للعيان أنه صراع أميركي أوروبي مستميت لكسب ثروات هذا البلد البترولية الخيالية وما لها من تأثير على اقتصاد هذه الدول العملاقة.
إنّ الصراع الدولي على ليبيا واليمن بدأ يأخذ أشكالًا جديدة قد تصل معها إلى مرحلة كسر العظام، فأميركا لم تترك من جهدها جهدًا في دس أنفها في شؤون ليبيا واليمن والتي تعتبرها أوروبا جزءًا من مناطق نفوذها، وما يُدلّل على ذلك المناقشات الساخنة التي تجري في أروقة البيت الأبيض والكونغرس، فالمتابع لهذه المناقشات يُلاحظ انقسامًا شديدًا بين كبار السياسيين الأميركيين على ما يجب أن يكون عليه الموقف الأميركي من تلك القضايا.
ففريق يُنادي بضرورة انسحاب أميركا من قيادة التحالف الغربي العدواني تجاه ليبيا بحجة أنّ ليبيا بلد يقع ضمن النفوذ الأوروبي الخالص ولا طائلة من سحب ليبيا من الأوروبيين، بينما فريق آخر يُنادي بضرورة التدخل وذلك لتحقيق أمرين:
الأول: منع الأوروبيين من الاستفراد بالملفات الشرق أوسطية لا سيما استفرادها في ملفات دول كليبيا واليمن المحسوبتين على أوروبا.
والثاني: محاولة إحلال النفوذ الأميركي في تلك المناطق محل النفوذ الأوروبي ولو كانت الكلفة عالية.
وبين هذين الرأيين يتخبط أوباما وإدارته في طريقة التدخل في محاولة منه لجسر الهوة بين مواقف الفريقين.
أمّا بريطانيا وفرنسا فألقتا بكامل ثقلهما في ليبيا واليمن، واعتبرتا تدخلهما فيهما بمثابة حياة أو موت، ولذلك نجدهما تُنفقان الأموال الباهظة فيهما بالرغم من وضعهما الاقتصادي الصعب وضرورة إجراء تقشف في الإنفاق.
إنّ مجرد الصراع على من يتولى قيادة التحالف العدواني ضد ليبيا هو بحد ذاته صراع على من يملك نفوذًا أكبر في ليبيا.
إنّ بريطانيا حسمت أمرها في مسألة تغيير القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن، ولا مجال لديها لإبقائهما في السلطة، فهما قد استهلكا واستنفدا ما هو مطلوب منهما، وهي تُحاول ترتيب خلفاء لهما يكونون من عملائها، واستعانت بريطانيا في تحقيق هدفها هذا بفرنسا، ونسّقت معها الخُطا، واعتبرت أن نجاحها في اليمن وليبيا هو نجاح لأوروبا، وإنّ فرنسا بصفتها الدولة الأهم في أوروبا فلا بد من إشراكها معها في مهمتها تلك، ولا بُد من إعطائها نصيبًا من كعكتها، وذلك لقطع الطريق على أميركا التي لا تقبل المشاركة وتريد الاستحواذ بمفردها على الكعكة كلها.
وأمّا أميركا فاتخذت الجانب المخالف لبريطانيا وفرنسا في تلك القضيتين، فبما أنّ بريطانيا وفرنسا قرّرتا تغيير الأنظمة التابعة لأوروبا في ذينك البلدين، فإنّ أميركا وعلى عكسهما تُريد إطالة عمر القذافي وعلي عبد الله صالح في سدة الحكم، لتخريب المخططات الأوروبية، ولمحاولة إيجاد موطئ قدم لها فيهما، ولعل هذا ما يُفسر تلكؤ أميركا في إجراءات الإطاحة بالقذافي.
وما يُدلّل على هذا الرأي تصريحات المسؤولين الأميركيين المضطربة والمتناقضة في هذا الشأن.
لقد دفع الوضع الراهن في ليبيا كُلاً من أميركا وأوروبا إلى استغلال كل ثغرة موجودة فيها للانقضاض على هذه الدولة النفطية الغنية، وإن المبكي للعين والمحزن للقلب أن الدول العربية وبمساعدة حكامها العملاء قد مهدت للغرب جسر العبور إلى ليبيا واحتلالها احتلالًا فعليًا واقتصاديًا والسماح لهم بالتدخل العسكري في ليبيا لإسقاط القذافي.
يمكن القول إن ما هو حاصل في ليبيا الآن هو نتيجة مخطط غربي تواطأت معه جامعة الدول العربية، هدفه أولًا الانتقام من نظام القذافي المجرم- الذي لم يشفع له عند أسياده في الدول الغربية أنه دفع أكبر دية في التاريخ مقابل ضحايا تفجير «لوكربي»، وأنه سلم البرنامج النووي الليبي على طبق من ذهب للدول الغربية.
وثانيًا الطمع الغربي الواضح في موارد وثروات الشعب الليبي. فكما هو واضح فإن الدول الغربية جاءت إلى ليبيا لتسيطر على هذه الثروات، وما يترتب على هذا التدخل من نتائج ستكون عواقبه لا شك وخيمة على الشعب الليبي، فالشعب الليبي سيقع تحت استعمار اقتصادي مقيت، حيث إن جميع الأموال التي اختلسها القذافي وأسرته وأودعها في البنوك الغربية سوف تصادرها الدول الغربية المشاركة في فرض الحصار على ليبيا، كفاتورة أولى لهذا التدخل، ومن ثم سوف تفرض هذه الدول على الحكومة الليبية القادمة تزويدها بالنفط والغاز الليبي بثمن بخس دراهم معدودة، هذا ناهيك عن أن هذه الدول الغربية -وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة، وبعد أن أبادوا الجيش الليبي بشكل غير مبرر- سوف تقوم باستنزاف الأموال الليبية بحجة إعادة تسليح الجيش الليبي من جديد.
ما بات واضحًا هو أن الأميركان وحلفاءهم نجحوا في الضغط على أعضاء المجلس الانتقالي في ليبيا، من خلال سياسة العصا والجزرة: إما نترككم للقذافي ولن تحلموا بأن يعترف بكم أحد ولن يزودكم أحد بالسلاح، وإما أن تقبلوا تدخلنا وتحفظوا مصالحنا وعندها يرحل القذافي.
ومن ناحية أخرى ومن أجل إتمام هذا السيناريو الخبيث وضعت الدول الغربية القذافي في الزاوية، ولم تترك أمامه خيارات تضمن له عدم الملاحقة؛ لذلك أجبروه على القتال حتى النهاية لأن مشهد الرئيسين العراقي والصربي ماثل أمام عينيه، وعليه لم يكن أمام المجلس إلا الإذعان للمطالب الغربية، فهذا المجلس بلع الطعم الأميركي، رغم أنه يدرك أن الانتصار على القذافي ليس في حاجة إلى جر الجيوش وفرض منطقة حظر طيران، وبذلك قبل بالعروضات الأوروبية وكذلك الأميركية مقابل الاعتراف به دوليًا كما حصل باعتراف أكثر من 30 دولة منها دول كبرى به على أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي.
نحن الآن أمام طاغية ليبي يستعين بقوات مرتزقة من الحفاة العراة في مواجهة معارضة مسلحة بقيادة المجلس الانتقالي وأمام مجلس انتقالي يستعين كذلك بقوات مرتزقة مدججة بالصواريخ والطائرات وتحمل اسم حلف الناتو الذي يضم أكثر من أربعين دولة. فمنحنى الصراع قد انتقل من كونه تحريرًا من طاغية مجرم قاتل تافه إلى نزاع على السلطة، والتي ستكون بنهاية المطاف لواحدة من هذه الدول الكبرى أميركا، أو فرنسا، أو بريطانيا.
ولنا في تاريخ ليبيا عبرة، ففي عام 1943م جرى تقسيم ليبيا المستعمرة الإيطالية السابقة إلى ثلاثة كيانات بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء. واحد تحت اسم ولاية برقة وكان من نصيب بريطانيا، والثاني فزان من نصيب فرنسا، والثالث طرابلس التي أقامت فيها الولايات المتحدة قاعدة هويلس العسكرية الشهيرة.
إنّ طاغية ليبيا بمجازره الدموية، وأولئك الحكام بعدم نصرتهم أهل ليبيا وإنقاذهم من ذلك الطاغية، هم شركاء في جريمة تهيئة الأجواء لتدخل الدول الغربية عسكريًا بعد أن تدخلت سياسيًا بقرار مجلس الأمن 1973 بحجة الإنقاذ الإنساني لأهل ليبيا، في الوقت الذي لا تعرف فيه هذه الدول أي إنسانية إلا أن تكون مدفوعة الأجر، وليس أي أجر، بل الأجر الفاحش الذي يحقق مصالحها في بلاد المسلمين.
لقد آن لهذه الأمة الإسلامية الراقية أن تعيد بَصْمَتها في اللعبة السياسية العالمية، وتستعيد دورها لتفرض هي بنفسها وجودها الفعال بين هذه الأمم بدل أن تبقى ألعوبة بيد الاستعمار يأخذها كيف شاء. فكيف لهذه الأمة أن تهنأ بالعيش وهي ترى إخوانها في كل مكان يذبحون صباح مساء على يد حكامهم تارةً أو التحالف تارةً أخرى، ألم نسمع قول الله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ)، ألم نسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»البيهقي، ألم تَعِ هذه الأمة أن مصيبتها في حكامها... ثم في سكوتها عن بوائق هؤلاء الحكام الظلمة وطغيانهم، ما يؤدي إلى أن يصيبها ما يصيبهم من عذاب، ليس في الآخرة فحسب، بل حتى في الدنيا.( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)... إنّ هؤلاء الحكام في سبيل كراسيهم المعوجة الزائفة لا يتورعون عن سفك الدماء، وخدمة الأعداء وبيع البلاد والعباد.. إن عروشهم هي نعيمهم، فطاغية ليبيا يعلم أن الناس لا يريدونه وأن بريطانيا التي أوصلته للحكم بعد أربعين سنة لفظته بعد ما استنفد دوره، وله عبرة في أشياعه من قبل.
إنه إن كان من شيء يُعَوّل عليه في هذه الظروف القائمة فإنها الأمة الإسلامية وجيوشها الجرارة، فبها وحدها يمكن استدراك الأمر حيث تتحرك لتنقذها من الطاغية القذافي، وتعيد البسمة إلى أهل ليبيا، وبذلك تقطع الحجة التي اقتحم الغرب بها أجواء ليبيا وأرضها بطائراته وصواريخه. ولكن أنى للمسلمين في ليبيا ذلك في ظل هكذا أنظمة حكم محيطة بها؟ فالأمر يحتاج إلى دولة إسلامية تعيد الحق إلى نصابه وتقطع دابر التدخل الغربي فيها.
لقد آن لهذه الأمة أن تعي الدور الذي أوكله الله لها بشهادتها على الناس، لقد آن لها أن تأخذ دورها الذي أراده الله لها(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، آن لها أن تقيم دولة الخلافة التي هي فقط من سيحرس البلاد والعباد ويقصم ظهور الأعداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» النسائي، آن لها أن تدرك أنها لن تستطيع رفع الظلم عن نفسها في ظل الأنظمة الوضعية والحكام الرويبضات.
ولكن قُوّة الشدّة علامة الفرج، ولن يغلب عسر يسرين، وظلمة الليل يتبعها انبلاج الفجر، وإنّ للإسلام هزات شداداً ستأتي الظالمين وأعداء الاسلام من حيث لم يحتسبوا...
قال تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون ،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م

طالب عوض الله 10-19-2011 11:31 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الأربعاء 21 ذو القعدة 1432 هـ 19/10/2011 م رقم الإصدار: ص / ب ن 98 / 011
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية تسعى لنشر الدّياثة وتتحدى مشاعر المسلمين برعايتها لمباراة كرة قدم نسائية في دورا

تحت رعاية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تقوم السلطة بالتحضير لمباراة تجمع المنتخب النسائي الفلسطيني بالمنتخب النسائي الياباني، والتي ستقام يوم الخميس 20/10/2011م على ملعب دورا، وقد حشدت السلطة لذلك مقدراتها واصفة الحدث "بالمهرجان الكبير"!، كما جنّدت لذلك مديريات التربية والتعليم في محافظة الخليل التي طلبت من كافة معلمي التربية الرياضية المشاركة في هذا الكرنفال وحثت الطلاب على الذهاب إلى ملعب دورا لتشجيع المباراة، ودعت للترويج لهذا اللقاء وتذليل كل الصعوبات أمام الفتيات للتواجد في ملعب دورا لحضور اللقاء، وقررت تخصيص الإذاعة الصباحية ليومي الأربعاء والخميس للتحدث عن أهمية هذا الحدث الرياضي والدعوة لحضور المباراة وتشجيع العنصر النسوي على المشاركة في هذا الموضوع.

إن السلطة لا تدّخر جهداً في السعي لإفساد أهل فلسطين وسلخهم عن قيمهم الإسلامية خدمة للأجندات الغربية الكافرة، ومشاركة منها في الحرب المعلنة على الإسلام تحت ستار الحرب على "الإرهاب!"، فهي قد وقفت من قبل وراء أحداث مماثلة من مثل رعايتها لمسابقة ملكة الجمال وتنظيمها لعشرات الحفلات الغنائية والاحتفالية المختلطة تحت شعارات عدة، وعقدت مباريات نسائية سابقة، وهي في كل تلك النشاطات تزعم الحرص على المرأة ودورها في المجتمع وفي مشروع "التحرير"!، وهي في حقيقتها تحرص على إفسادها ونزع قيم العفّة منها لتكون عامل إفساد للمجتمع الذي تسهر السلطة على تدميره. إن الخط العريض الذي وضعه الكفار وتنفذه السلطة بتفانٍ هو كسر كل المحرمات والمحظورات عند أهل فلسطين، وانتهاك مقدساتهم وقيمهم الإسلامية والخلقية، تحت شعارات علمانية دخيلة.

إن الدول الكافرة وبتعاون تام من السلطة تقوم بغزو حضاري شرس على أهل فلسطين، هدفه إحلال الحضارة الغربية المنتنة مكان الإسلام في عقول الجيل الناشئ والمرأة وسائر المجتمع، ولذلك هم يصبّون الأموال صباً على المؤسسات المشبوهة، وقد انتشرت هذه المؤسسات انتشار الجراثيم، ظاهرها حسن المقصد وباطنها حرب حاقدة على قيم الإسلام، قيم العفّة والطهارة والبعد عن الفاحشة وكل ما يوصل إليها، فتكاثرت دُور الطفل، ومؤسسات المرأة، والترفية، والرياضة، والفن، والتبادل الثقافي، حتى أصبحت فلسطين نهباً لكل فاسد مفسد، وإننا نهيب بأهل فلسطين أن يتفحصوا عمل كل مؤسسة وجمعية وفريق نشأ وينشأ في محيطهم وفي بلادهم، فإن كثيراً منها تسرق أبناءهم إلى معسكر القيم الغربية الكافرة، وتبعدهم عن الإسلام بأساليب ماكرة خبيثة.

إن السلطة بإصرارها على هذه المباراة وأمثالها تتحدى الله ورسوله والمؤمنين، فهي تخالف أحكام الإسلام وتسعى لكشف العورات والاختلاط ونشر الفاحشة والرذيلة وتتحدى مشاعر أهل فلسطين وتسعى لنشر الدّياثة بين رجالهم حين يشاهدون أعراضهم تتكشف أمام الأجانب في ألهية جريمة زعموا أنها تعطي صورة حضارية عن أهل فلسطين المسلمين المرابطين!! (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).

إن المرأة في الإسلام عرض يجب أن يصان، وفي صونها تسترخص الأنفس والأرواح قال عليه السلام: (من قتل دون أهله فهو شهيد)، تلبس لباس العفة والطهارة التزاما بأوامر الله ونواهيه وصوناً للمجتمع من عوامل الفساد والإفساد، وتنشئ بتقواها لله جيلاً نقياً من كل شائبة.

إننا أمام هذه المنكرات العظيمة نعلن نحن وأهل فلسطين رفضنا واستنكارنا لإقامة هذه المباراة النسائية المنكرة، وكل عمل على شاكلتها، وزجّ أبنائنا الطلاب والطالبات في أتون هذا المنكر، وننكر جهود السلطة الآثمة في حربها على قيم الإسلام وأحكامه، كما ندعو كافة الوجهاء والمؤثرين وأولياء الأمور لرفع الصوت بالإنكار ورفض إشراك أبنائنا في هذه المنكرات، فما لمعصية الله وتعلم ثقافة العري والاختلاط نرسل أبناءنا وبناتنا إلى المدارس!.

إن الواجب على أهل فلسطين العمل على منع وقوع هذا المنكر وأمثاله ومقاطعة القائمين عليه وإيصالهم رسالة واضحة مفادها: "إننا أهل هذه البلاد أهل إسلام ونخوة نرفض كشف عورات بناتنا وتمييع شبابنا ومحاربة إسلامنا، ولن نسكت ولن نسمح لفئة ضالة باعت نفسها رخيصة للشيطان أن تفسد أبناءنا وأن تنشر الرذيلة في بلادنا".

(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info

--

ابو عمر 10-20-2011 09:42 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله (المشاركة 22813)



الغرب المستعمر يعترف أن خلافة المسلمين باتت قريبة ..



فهلا أدرك المسلمون أنفسهم ذلك؟

دكتور حازم بدر- فلسطين

. وأصبحوا لا يتركون مناسبة إلا ويعلنون رفضهم القاطع لقيامها, وأنها الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يساموا فيه. ومن تصريحاتهم للتذكير :
1. بوتينرئيس روسيا السابق في كانون أول سنة 2002 :"إن الإرهاب الدولي أعلن حرباًعلى روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها, وتأسيس خلافة إسلامية."
2. هنريكيسينجر في السادسِ من تشرين الثاني 2004: "إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب, ولكن التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف, الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون, في مسألة الخلافة الإسلامية."
3. توني بلير رئيسُوزراءِ بريطانيا السابق أمامَ المؤتمرِ العامِ لحزبِ العمالِفي 16/7/2005:"إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل, وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي, وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحَكّمُ الشريعة في العالم الإسلامي, عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية." 4. بوش الابن في 8/10/2005:"يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية, ويمكنونهم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة, ومن ثم إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا."
5. دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق في 5/12/2005 :"ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة, التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط, وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا. هذا هو مخططهم, لقد صرحوا بذلك, وسنقترف خطأ مروعا إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم."
6. جريدة "مليات" التركية في 13/12/2005 نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز:"إنأصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة "الخـلافة" في الآونةالأخيرة" كالعلكة."" من كثرة حديثهم عنها.
7. ساركوزي رئيس فرنسا في أول خطاب له في 27/8/2007 حذر منقيام دولة الخلافة التي ستمتد حسب تعبيره من "إندونيسيا إلى نيجيريا."
8. نشر موقع نيو أمريكا مقالا للكاتبة "ريفين جلابوغ" في 29/6/2011 تحت عنوان ( مؤتمرات خلافة حول العالم بما فيهاالولايات المتحدة) قالت فيه: "إن من يقف خلف هذا المؤتمراتهو حزب التحرير" وانه "حزب سياسي عالمييسعى إلى تشكيل الخلافة." وتقول نقلا عن موقع "ذي بليز": "إن هذا التنظيمتحديدا يعمل بجد وحزم ضد الولايات المتحدة، ويتهم القوة العظمىبالمستَعمرة، وأن الحزب يقف بقوة ضد وجود إسرائيل, واصفا إيّاها بالغيرشرعية مطالبا بإزالتها". وأكّدت على وجوب الحذر بالقول "انه خلال ثورةمصر حذر المحافظ "بندت جلين بيك" من أن مطالب بعض الثوار النهائية هوإقامة خلافة إسلامية في مصر." وتنهي الكاتبة مقالتها عن حزب التحرير في نصف سطر قائلة: "حسنا يبدو أنهم واعون على كل شيء."
9. ريتشارد مايرز قائدُ التحالفِ الصليبي فيالعراق في 31/06/2006 :"إن الخطر الحقيقي والأعظم على أمن الولايات المتحدة هو التطرف الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة."
10. جون شياالصحفي الأمريكي ورئيسِ تحريرِ مجلةِ "أمريكان ريبورتس" في رسالة إلى أوباما في 11/1/ 2010 ينصحه فيها بالتفاوض مع دولة الخلافة القادمة:"الحقيقة الجلية هي أنه لا يستطيع أي جيش في العالم, ولا أية قوة عسكرية - مهما بلغت درجة تسليحها - أن تهزم فكرة. يجب أن نقر بأننا لا نستطيع أن نحرق قادة هذه الفكرة في كل بلاد الشرق الأوسط, ولا أن نحرق كتبها, أو ننشر أسرارها, ذلك لأن هناك إجماعا بين المسلمين على هذه الفكرة. إن الشرق الأوسط يواجه اليوم القوة الاقتصادية الموحدة للدول الأوروبية, هذا صحيح, لكن علينا أن نعرف أنه في الغد سيواجه الغرب القوة الموحدة لدولة الخلافة الخامسة." وأضاف مخاطبا الرئيس الأمريكي:"إن المعركة بين الإسلام والغرب حتمية لا يمكن تجنبها .. وليس أمامنا إلا أن ندخل في مفاوضات سلام مع الإسلام. إني أتوقع أن يخبرك البعض بأنه من المستبعد تماما أن ندخل في مفاوضات مع عدو متخيل اسمه "دولة الخلافة," لكنه يجب عليك كقائد عسكري, وأنت تصوغ سياستك في التعامل مع الإسلام, أن تعترف بسخافة الادعاء بأن الإسلام منقسم على نفسه, وأن تعترف كذلك بأن توحيد بلاد الإسلام تحت إمرة قائد كاريزمي أمر محتمل."
11 . الكاتب الأمريكي "هيرب دنينبيرج" في مقال نشرته صحيفة "ذابوليتان" في 15 /5 /2009 حذر مما سماه ب "الغزو الإسلامي" لأوروبا قائلا:"إن هدف المسلمين حاليا ربما يقتصر علىالنيل من إسرائيل، ولكن هدفهم الأساسي يتمثل في السيطرة على أوروبا. " وأضافأنه إذا كانت أوروبا في الظاهر تعتبر "قارة غربية مسيحية" إلا أنها قريباستكون خاضعة للسيطرة الإسلامية، معتبرا أن "انهيار أوروبا المسيحية يمضيبخطى متسارعة" وأن انحسار الثقافة الأوروبية يعود إلى "تراجع الإيمانبالقيم الغربية، في الوقت الذي يستميت فيه آخرون (في إشارة إلى المسلمين) في سبيل إعلاء قيمهم وثقافتهم." وحذر دنينبيرج من أن "الهيمنة الإسلاميةسوف تغزو الولايات المتحدة بعد أوروبا باعتبارها الهدف النهائي للمسلمين ".
إن هذه التصريحات وغيرها تؤكد حقيقة واحدة, وتشير إلى دلالة واحدة: أن الخلافة اليوم هي كابوس الغرب المخيف, وأنه .

من الواضح ان كاتب المقال غير مدرك لحقيقة الموقف الدولي ولا لحقيقة المخططات التي رسمتها امريكا لمنطقة العالم الاسلامي من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدلي وترسيخ سيطرتها ونفوذها على بلاد المسلمين

منذ اواسط السبعينيات من القرن المنصرم وامريكا تستخدم ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي وتنفيذ ما رسمته من سياسات
وبعد ان طمأن بريجينسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق اصحاب القرار في الادارة الامريكية بان لا يخشو من استخدام ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي صار مهندس الجهاد الافغاني حيث اثمرت هذه المشاريع عن استنزاف الاتحاد السوفياتي تهيئة لانهياره وانشاء امارة اسلامية في افغانستان من قبل حركة طالبان وتزامن مع ذلك اسقاط نظام شاه ايران القائل ان امريكا رمتني كالفأر الميت والمجىء بالخميني واعلانها جمهورية اسلامية وبعد ذلك انشئت امريكا حكومة اسلامية في السودان وكان عرابها في ذلك حسن الترابي ومن المحطات المهمة في استخدام امريكا لما يسمى الاسلام السياسي احداث 11 ايلول 2001 والتي بدا واضحا ان امريكا هى التي قامت بعملية التفجير والصقتها في تنظيم القاعدة حيث اعترف بتنفيذها باعتباره احد ادوات امريكا في المنطقة ومنذ ذلك الحين وامريكا والغرب الكافر من ورائها يحذرون من الاسلام السياسي المتمثل بعودة الخلافة ويقصدون من وراء ذلك ما يلي
1- حشد وتأييد الراى العام الغربي عامة والامريكي خاصة بالالتفاف وراء امريكا في حملتها العسكرية على بلاد المسلمين في افغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها من بلاد المسلمين
2- الضغط على حكام اوروبا لبقاء سيرهم وراء امريكا في تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي وتهديدهم وتخويفهم من عودة الخلافة بحيث ان اوروبا لها حدود مشتركة مع بلدان العالم الاسلامي
3- تشويه فكرة الخلافة في اذهان ابناء الامة الاسلامية من خلال ربطها في تنظيمات هنا وهناك ولذلك ليس غريبا ان نسمع عن سبع امارات اسلامية بين افغانستان وباكستان ودولة العراق الاسلامية او امارة اسلامية في احد مساجد غزة واخيرا وليس اخرا امارة اسلامية في درنة الليبية
وعليه فان تداول فكرة الخلافة في الاوساط السياسية والاعلامية الغربية في العقود الاخيرة ياتي في سياق استخدام امريكا لهذا المصطلح من اجل تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي التي تهدف الى ابقاء السيطرة والنفوذ على بلاد المسلمين والحيلولة دون عودة الاسلام الحقيقي الى معترك الحياة
ولذلك فان القول ان الخلافة على الابواب وانها على مرمى حجر قول خطير علاوة على انه غير دقيق مخالف للواقع
فالخطر من تلوين الحقائق سيؤدي الى الاحباط وحصول انتكاسة لدي ابناء الامة عامة واتباع هذا القول خاصة بحيث تفقد الامة ثقتها باى عمل حقيقي وجاد في التغيير

طالب عوض الله 10-21-2011 10:02 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
نداء حار إلى الأمة الإسلامية

بقلم :عاهد ناصرالدين

أيتها الأمة الكريمة

في الوقت الذي تعاني منه الأمة الإسلامية من العواصف والأعاصير، تهب على بلدان العالم العربي رياح التغيير التي تبشر بولادة جديدة للأمة الإسلامية ؛فها هي الأصوات ترتفع في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن وسوريا تأبى الظلم والذلة والمهانة والتبعية والعبودية .

منذ تسعين عاما تم هدم دولة الخلافة على أيدي الانجليز والفرنسيين والخونة من حكام المسلمين الذين تواطؤوا مع الكفار؛ ففقدت البشرية أعظم أمر، وتحكم النظام الرأسمالي في العالم ، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين ، وغيرت من سلوكهم ، وعلى جميع الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

وخسر المسلمون بفاجعة سقوط خلافتهم هيبتهم من صدور أعدائهم ؛ مما جرّأ أعداؤهم عليهم ، فأعملوا في رجالهم القتل وفي نسائهم الغصب وفي أطفالهم الأمراض وجعلوا بلادهم مختبرا لأسلحتهم المحرمة دوليا كاليورانيوم المنضب وغيره.

وضاعت ثروات الأمة؛ فأُغرِقت بلاد المسلمين في المديونية، وابتعد المسلمون عن أحكام الشرع ولم يتقيدوا بها.

فَالقلبُ يذوبُ كَمدا والفؤادُ يعتصرُ أَلما والعينُ تبكي حُزناً وهي ترى الكثيرَ من بناتِ ونساءِ المسلمين لا يَرتدينَ الزيَّ الشرعيَّ المطلوب شرعا المفروض من رب العالمين .

وأصبح من يقاتل في سبيل الله ليخرج عدو الله إرهابيا متطرفا يستحق المطاردة والتدمير؛ فتاهت عقول بعضهم واحتارت .

أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرهابا وجريمة لا تُغتفر .

ساءت أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله ؛ ففلسطين, وكشمير, وقبرص, وتيمور الشرقية ما زالت محتلة .

والعراق وأفغانستان مقطعة الأوصال، والسودان , ينحدر وضعه من سيئ إلى أسوأ وحل الضعف والذل والهوان وغاضت أحكام الإسلام من الأرض وانبعث الصراخ من الآفاق ،من الثكالى ، من الأرامل، من الأوجاع ، من الآلام ،انتهكت محارم المسلمين وديست الكرامة .

بسقوط الخلافة أنّت بلاد العالم الإسلامي من أقدام الساسة الغربيين ،وممن أساءوا للعقيدة الإسلامية ؛ الذين يصولون ويجولون في بلاد المسلمين ، ولا يغادر هذه البلاد زائر إلا ويأتي غيره بفكرة شيطانية خبيثة هي أسّ الداء ومكمن البلاء ، وهم بجموعهم يبرز عليهم أمر واحد هو محاربة الإسلام والمسلمين باسم الإرهاب والتطرف والأصولية ، وما زالت الحرب مستمرة ، وما زال القتل الوحشي مستمر مستحر في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين .

فلسطين التي لم تُحل قضيتها فحسب؛ بل تزيد تعقيدا يوما بعد يوم، واليهود يراوغون ويصرحون بحل الدولتين أو دولة ونصف.

كل ذلك إما أن يكون بمحاربة صريحة أو بخبث ودهاء ومعسول الكلام، في محاولة لتغطية الدماء الزكية التي سفكها ويسفكها أعداء الأمة في أفغانستان والعراق وباكستان .

كل ذلك يجري والأمة ليس لها كيان سياسي ولا إرادة سياسية ولا قرار سياسي نابع من كتاب الله وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم -.

كل ذلك يجري وبلاد المسلمين مستعمَرة ومجزأة إلى عدة دويلات حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين دويلةً، نَصَّبوا على كل منها حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، لا يملك أن يتخذ قرارا ولو بالذهاب لحضور مؤتمر ، ورسموا لهم سياسةً تقتضي أن يبذلوا الوسع لتطبيقها على المسلمين ، حتى أنهم أضاعوا فلسطين الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه .

لقد عاث الكفر في أرض المسلمين الفساد، وسام المسلمين سوء العذاب، وبالغ في إظهار عداوته لله ولرسوله وللمؤمنين.

لأن المسلمين قعدوا عن نصرة دينهم والقضاء على أعدائهم فأمعن الكفار فيهم ، إذ لم يروا أن المؤمنين لبعضهم كالجسد الواحد، وليس لهم قائد له الإرادة السياسية يملك بها اتخاذ القرار المناسب؛ فأتبعوا فلسطين بالشيشان وبأفغانستان ، وبالبوسنة وبكسوفا وبالسودان وبالجزائر ومن ثم بالعراق ولبنان .

دنسوا كتاب الله سبحانه على مرآى ومسمع الأمة عيانا ، وأهانوا شخص رسول الله في أكثر من موضع ، وهانت الأمة في عيون أعدائها من أراذل الخلق حتى أصابها الوهن{يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت}

أمة الإسلام

هل آن الأوان لأحفاد عبد الحميد ومحمد الفاتح وخالد وصلاح الدين وأبي عبيدة أن يعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن وإلا فمن للمسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟

من للمسلمين اليوم وهم يقّتلون صباح مساء في العراق وفلسطين وكشمير والشيشان وأفغانستان غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟

من للمسلمين اليوم ليعيدهم إلى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة

إن واجب الأمة أن تقلب الموازين الباطلة وأن تغيِّر وتنكر على من يهدر أموالها ويبددها ويوردها موارد الهلاك؛ فلم يبق من عذر لبقاء الأمة تحت حكم هؤلاء الرويبضات صامتة؛ فقد أذاقوها أصناف العذاب وحرموها من أدنى أسباب الحياة علاوة على الحياة الكريمة، لقد بات العمل لاستعادة الخلافة الراشدة من جديد وإقامة كيان للمسلمين بحق أولى من الماء والهواء ؛فبالخلافة تحيا الأمة وبالخلافة تُعز وتُنصر.

أمة الإسلام

إنك تمتلكين العقيدة الصحيحة ، العقيدة الإسلامية ،وباستطاعتك أن تخرجي من هذا الوضع الأليم، ولقد تمكنت من كسر حاجز الخوف ، وارتفع الصوت عاليا رافضا حكام الجور؛ فهلا اشتغلت بالقضية المصيرية وإيجاد كيان سياسي ، وذلك بالعمل على تنصيب خليفة على المسلمين في دولة واحدة, دولة الخلافة الإسلامية ، وهي آتية بإذن الله – عز وجل ،قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (إن أول دينكم نبوة و رحمة و تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي و يلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارا و لا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته )

أمة الإسلام

لقد وصفك الله تعالى بأنك خير أمة أخرجت للناس ، لا ترضين بغير الحق منهاجاً وطريقاً،إن رأيت باطلا عملت على إبطاله ،وإن رأيت حقا عملت على إحقاقه،وتتخذينه شعاراً وسبيلاً ، قال تعالى :{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } سورة آل عمران 110

أمة الإسلام

رياح التغيير هبت عليك ؛فهلا اغتنمتيها ؛فلا بد من التغيير الجذري، ولا بد من حمل الدعوة الإسلامية ، ولا بد من إعادة الخلافة مع العاملين الذين يتقون الله – عز وجل - وقد قال تعالى : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28.

فهل آن الأوان أن يدرك المسلمون أن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .

هل آن الأوان أن نعيد سيرة الأولين ؛ سيرة هارون الرشيد الذي يفتح رسالة من ملك الروم : من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيف بيننا !

لم يكن لدى الرشيد من الوقت ما يكفي لطلب ورقة يكتب فيها ردا على هذا المتطاول فخطّ على ظهرها كلمات قليلة تغني عن ملايين الكلمات التي نسمعها اليوم من التنديد والشجب والاستنكار،وتغني عن مواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي .

(( مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ المؤْمِنِينَ إِلى نُقْفُورَ كَلبِ الرّومِ !

قَرَأتُ كِتَابَكَ يَا ابنَ الكَافِرَةِ ! وَالجَوَابُ مَا تَرَاهُ دُونَ مَا تَسْمَعُه )) .

يا أمة الإسلام هل آن الأوان أن نعيش بعزة وكرامة ؟؟

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10.

أيتها الأمة الكريمة

هل تكون ثورتك المباركة بوابة للتغيير الجذري، ووقفا للمد الغربي الاستعماري، وانطلاقا لجحافل التحرير، تحرير المسجد الأقصى وفلسطين والعراق، وتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة ؟؟

هل الدساتير المستوردة المطبقة في بلادنا منذ أن أُسقطت الدولة الإسلامية على يد المستعمر وإلى يومنا هذا، والتي تجعل التشريع من اختصاص الشعب مُمَثَّلاً بما يسمى بالسلطة التشريعية والتي يطالب الثائرون اليوم بتعديلها وتصحيحها ، هل هذه الدساتير تعبر عن هوية الأمة الإسلامية، أم هي تؤسس من جديد للاستتباع للنمط الغربي في الحكم والسياسة وطريقة العيش؟
هل النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي تكرسه هذه الدساتير تحت عناوين حرية التملك وحرية العمل والاقتصاد الحر… هل هو المخرج من النكبات الاقتصادية والمعاشية التي تعانيها الأمة اليوم؟ أليس هذا النظام الذي تتربع على عرشه أميركا ودول الغرب هو الذي جلب الويلات على العالم، بما فيه شعوب الغرب نفسها؟! ولا سيما في السنوات الأخيرة التي شهدت الأزمة المالية العالمية والتي حولت مئات الملايين من الناس من أغنياء إلى فقراء معدمين، ولولا أن الغرب جعل سائر العالم مزرعة له لانهار اقتصاده وأصبحت حضارته أثراً بعد عين.
هل الحرية الشخصية التي تصونها هذه الدساتير والتي تطلق سلوك الإنسان من أي قيد روحي أو خلقي أو إنساني تتوافق مع الهوية الإسلامية التي تتميز بها هذه الأمة؟

وهل الإعلام المخرب للعقول والمفسد للأذواق والمدمر للأخلاق والعاصف بالعفة والطهارة يمكن أن يكون مقبولاً في العالم الإسلامي؟
ما الذي يمكن أن تقدمه الترقيعات التي يسمونها إصلاحات والتي ينادى بها الآن في تونس ومصر وليبيا وغيرها من مخرج من الخضوع الشامل للغرب سياسياً واقتصاديا وعسكرياً وإعلامياً وصناعياً وتكنولوجياً وتعليمياً…؟

وما المنقذ من الذل والهوان أمام كيان يهود، حيث لازالت السلطة المصرية تستأذن هذا الكيان لإرسال فرق من الجيش إلى سيناء من أجل حمايته وحماية أنابيب الغاز الذي ينهبه من مصر؟!
كيف يمكن للعالم الإسلامي الممزق إلى كيانات قطرية أن يعيش في عالم التكتلات الكبرى المهيمنة، سواء أكانت تكتلات عسكرية كحلف شمال الأطلسي، أم كانت تكتلات اقتصادية كالعملاقين الأميركي والصيني وكالاتحاد الأوروبي؟
التغيير الحقيقي لا يحصل بدحرجة الرؤوس الكبيرة وحسب، بل يبدأ بالفكر ويستمر بالفكر والعمل ويحصد بوصول برنامج سياسي حقيقي إلى سدة الحكم، لإعادة صياغة المجتمع والدولة صياغة جديدة تنتج لنا حياة جديدة بطريقة عيش جديدة، ثقافةً وحكماً واقتصاداً واجتماعاً وتعليماً وقضاءً وإعلاماً وسياسةً خارجية، تقطع كل صلة بالحضارة الغربية التي اكتوى العالم بلهيبها واحترق بنارها وحروبها واختنق بدخانها الأسود وتعفّن بنتنها وسُحِق باقتصادها وتاه بضلالها .
إنه خيار واحد لا غير، الإسلام من حيث هو مبدأ، عقيدةً وشريعةً، فكرةً وطريقةً، ومزجاً بين الروح والمادة، حضارةً متألقة زاهرة على أساس روحي عميق راسخ.
حُكماً يجعل السلطان للأمة لا لحزب ولا لعصابة ولا لعائلة ولا لطائفة ولا لمجلس عسكري ولا لحيتان المال، حيث يُبايع خليفة للمسلمين على السمع والطاعة، يرعى شؤون الناس، وحيث يحاسَب الحاكم من قبل الرعية ومجلس الأمة المنتخب ومن قبل الأحزاب السياسية والصحافة والإعلام، وحيث لا حصانة لأحد من الحكام والمحكومين من الخضوع لأحكام الشرع والقضاء، تنفيذاً لأمر الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
واقتصاداً يرمي إلى إشباع الحاجات الأساسية للناس فرداً فرداً إشباعاً كاملاً، ويمكّن من شاء منهم أن يحقق سائر حاجاته الكمالية، باعتباره جزءاً من مجتمع يعيش طريقة معينة من العيش، اقتصاداً يحسن تحديد ما هو من الملكية العامة وما هو من الملكية الفردية تحديداً محكماً بعيداً عن أهواء الرأسماليين ووحوش المال وبعيداً عن نقمة طبقة الكادحين المسحوقين التي أنشأها النظام الرأسمالي.

اقتصاداً يوجب على الدولة توزيع المال بين الرعية على نحو يحفظ التوازن بينهم بعيداً عن أوهام المساواة والشيوعية، تنفيذاً لقوله تعالى {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }.

واجتماعاً، يضبط اجتماع الرجل بالمرأة بعيداً عن الاختلاط الماجن والمستهتر، في ظل أحكام الإسلام التي حددت اللباس الشرعي للمرأة والرجل وشرعت الأحكام التي تجعل العلاقة بينهما في الحياة العامة وخارج إطار الزوجية علاقة إنسان بإنسان لا علاقة ذكورة وأنوثة، فتسود الطهارة والعفة والمروءة والشهامة المجتمع، بدلاً من الرذيلة التي نشرتها العلمانية والحرية الشخصية والحرية الإعلامية في عالمنا اليوم.
وقضاءً يلغي الفصل بين محاكم شرعية وأخرى مدنية تحكم بغير ما أنزل الله تعالى، فيكون القضاء كله في الأحوال الشخصية والمعاملات المالية والجنايات والقضايا السياسية… قضاء شرعياً يحكم بين الناس بشرع الله، ما عدا القضايا الروحية والعائلية لغير المسلمين الذين لا يجوز أن يُفتنوا عن دينهم ولا أن يجبروا على الأحكام الفردية التي شرعها الإسلام للمسلمين.
وتعليماً يهدف إلى بناء شخصية إسلامية بعقلية ونفسية إسلاميتين، فيساهم في صيانة المجتمع بعلاقات إسلامية صرفة، ويحرص على اكتساب العلوم التي تلزم للمجتمع والدولة للقيام بأعباء الحياة وتأمين وسائلها وأسبابها، ويؤمّن للأمة أسباب القوة الاقتصادية والتقنية والعسكرية، والسلامة الصحية، وازدهار العمارة ووسائل الرفاهية والراحة…
وإعلاماً يهدف إلى صيانة المجتمع وتعزيز ثقافته وهويته وإطلاق الطاقات الفكرية والذهنية على أساس روحي، ويلتزم مقاييس الحلال والحرام، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم، ولا سيما في زمن أضحت فيه الفضائيات سلاحا ً أمضى من الصاروخ والمدفع والبندقية.

إعلاماً يصون عفة المجتمع بدلاً من تدمير العفة والطهارة الذي تمارسه عشرات الفضائيات العربية اليوم.
وسياسة خارجية تنظر إلى العالم على أنه إنسانية اشتاقت إلى معاني السعادة والهداية والرقي التي لا تتأتى إلا من خلال طريقة عيش تؤسَّس على الإيمان بالله تعالى خالقاً ومدبراً؛ فتضع الإنسان على طريق إشباع حاجاته وغرائزه وفق أوامر الله تعالى ونواهيه، فتمزج بين الروح والمادة، وهي نظرة الإسلام الذي يرى الخلق جميعاً عيال الله، فيحمل المسلمون رسالتهم إلى العالم باتجاه أن يكون العالم عالماً واحداً في ظل شريعة الرحمة، بعيداً عن النظرة الاستعمارية التي أفسد الغرب بها العالم وملأه بالمآسي، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }

هذا هو التفكير الذي ينبغي للذين اكتشفوا قدرتهم على التغيير من أبناء أمتنا، ولاسيما أولئك الشبان الذين فاجأوا العالم بصاعقة دكت عرش فرعون بلمح البصر، بعون الله.

هذا هو التفكير الذي يليق بأمةٍ قال الله تعالى فيها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }، وقال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيداً} .

يا علماء خير أمة أخرجت للناس

إن لكم مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة وفضلا عظيما ،أخاطبكم في أعظم أمر تمر بها الأمة الإسلامية منذ فاجعة سقوط الخلافة عام 1342هـ .

ولا يخفى عليكم يا أصحاب العلم والفضيلة ما آلت إليه الأمة الإسلامية بعد أن تحكم النظام الرأسمالي في العالم .

وأمام عدم الحكم بما أنزل الله لا بد من وقفة بل وقفات؛ فأنتم القادة، وأنتم أمل الأمة في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وأنتم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات.

أمام تقدم أعداء الأمة في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة.

هلا وقفتم إلى جانب إلى جانب أمتكم وبينتم وجوب التغيير الجذري بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وإنهاء الحكم الجبري، ليكون السلطان للأمة وتتحقق السيادة للشرع.

يا أهل القوة والمنعة أبناء هذه الأمة الكريمة

هل تقفون إلى جانب أمتكم ؟؟

هل تعملون لنصرة دين الله- عزوجل- ؟

هل تعيدون سيرة الأولين الفاتحين ؟ فأنتم بيضة القبان في هذه الثورات المباركة.

يا جيوش الأمة الإسلامية متى تتحركون نصرة لدينكم وخالقكم ؟

ألا يكفينا مهازل ونكبات ؟



ألا تستجيبون لنداء الحق وداعي الله ولكم الجنة ؛فقد خصَّ الله – عزوجل- المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،خصهم بالمدح والفضل وعلو المكانة والمنزلة لنصرتهم دينه وصبرهم على حملها،وتحمُّلهم الأذى{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100.

إن النصرة لدين الله – عز وجل - تحتاج إلى رجال وأي رجال, رجال لهم شهامة ونجدة كأمثال سعد بن معاذ و أسيد بن حضير والبراء بن معرور.

أيتها الأمة الكريمة

لقد تجاوز استعداد المسلمين كلّ ما هو مألوف من الصمت وعدم الخروج على هؤلاء الحكام إلى رفع الصوت عاليا ورفض الأنظمة الجبرية التي تحكم بالحديد والنار.

وإن الأمة أمام مشهد جديد وفجر جديد وشمس مشرقة ، استطاعت بعون الله تعالى وبحركة ذاتية من أبنائها أن تخلع فراعنة ذوي أوتاد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فاكتشفت أنها قادرة على تغيير واقعها، وأن تخلع كل حاكم مغتصب لسلطان الأمة، وأن تقول للظالم أنت ظالم، واستبشرت ببشارة نبيها محمد- صلى الله عليه وسلم « سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (المستدرك).

أصبحت الأمة تؤمن بقدراتها على التغيير والتفكير بما يتجاوز لقمة العيش وأعباء المدرسة والطبيب… إلى التفكير في السياسة وأنظمة الحكم والاقتصاد البديلة عن الأنظمة البالية التي أزكمت رائحتها الأنوف .

والحقيقة أن كل هذا يجري في ظل الصراع الدائر بين الكفر والإيمان والحق والباطل، وفي ظل تحكم الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وفي ظل الأنظمة الحاكمة التابعة للغرب، وفي ظل ازدياد اندفاع الأمة الإسلامية وتوجهها نحو إسقاط هذه الأنظمة والعودة إلى الحياة الكريمة في ظل الإسلام دين الله – عزوجل-

وفي ظل ازدياد توق الأمة للعيش في ظل الخلافة، وفي ظل قوة الإسلام القادمة والتي يتحدث عنها الأعداء في الغرب بشكل مستمر تحت عناوين الخط الأيديولوجي الإسلامي أو الإسلام السياسي أو الجهاد ؛ فإننا نرى ونسمع ما يبثه الإعلام لحرف الأمة عن توجهها ومسارها الصحيح.

من أجل ذلك تلجأ شياطين وسائل الإعلام إلى إلهاء الأمة عن توجهها وإلى التحريف والتضليل وليِّ أعناق المعلومات حتى تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة والمسيطرة والمالكة للمؤسسات الإعلامية.

وإن من أخطر ما يقوم به الإعلام في هذه الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين ، إدخالَ أفكار الكفر كالديموقراطية والقومية والوطنية والترويجَ للدولة المدنية والدعوةَ لتحرير المرأة وأضرارِ الزواج المبكر – على حد زعمه - وأضرارِ كثرة الإنجاب، ونشرَ الحريات، والدعوةَ لإزالة الحواجز بين الجنسين وحقوق الطفل والإنسان،ولا ننسى أنها تعمل على إحباط وإجهاض كل عمل يفيد ويُنهض الأمة الإسلامية، حتى تبقى الأمة الإسلامية وبلاد المسلمين تبعا للكفار.



فهلا جعلنا هذه الثورات بوابة للتغيير الجذري في حياة المسلمين، بل في حياة البشرية لعودة الإسلام لقيادة العالم من جديد، والسير نحو العزة والتمكين.

إن هذه الثورات تبشر بدنو قيام الخلافة بإذن الله سبحانه وتعالى، فسارعوا للعمل مع حزب التحرير لإقامتها على منهاج النبوة، متبعين طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فاعملوا معنا لحشد النّاس في المساجد والأسواق والشوارع والبيوت لإيجاد حركة عارمة للمطالبة بالخلافة فقط.

وهلم بنا ندعو آباءنا وإخواننا وأبناءنا وأعمامنا وأزواجنا من القوات المسلحة للقيام بواجبهم الذي فرضه عليهم سبحانه وتعالى، وهو إعطاء النصرة لـحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، التي ستنهي حكم الظالمين، وتفتح صفحة جديدة للبشرية ملؤها السلام والعدل والرخاء.

{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين}.

طالب عوض الله 10-21-2011 11:09 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
في ظلال المغامرة الطائشة للسلطة الفلسطينية:


تعليق صحفي
أيهما الصادق عباس أم الطيراوي أم كلاهما يضللان؟







أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي على أن أمريكا هي العدو الأول للشعب الفلسطيني لأنها تدعم "إسرائيل" في ظلمها علينا، وقال "علينا قبل أن نضرب إسرائيل بالأحذية أن نضرب عملائها بالأحذية"...إن من يمنع أن يقال العدو "الإسرائيلي" بأنه عدو هو نقيض للوعي الوطني وثوابت الشعوب المحتلة، وعليهم الرحيل، وشدد على أهمية التعليم وبناء جيل وطني قادر على المقاومة والرفض....وأكد أن حركة "فتح" لم تلق بندقيتها جانبا، فهي منذ انطلاقتها رائدة المشروع الوطني الفلسطيني وستبقى كذلك.
وفي الوقت نفسه كان رئيس السلطة الفلسطينية يتحدث في الدومينيكان قائلاً: "قبلنا اقامة دولة على مساحة 22% والان يلاحقوننا بالاستيطان والجدار الذي بنوه على اراضينا بعد ان قتلوا القائد الإسرائيلي الشجاع اسحق رابين وتاهت عملية السلام"، وقال عباس: "يريدون منا أن نتطرف، يريدون منا أن نطلق النار ولكننا لن نفعل ولن ننجر وراء دعوات الصحف العبرية لمواجهة ثالثة". وسبق لعباس أن صرح قائلاً: "أن علاقتنا جيدة مع امريكا لكن الأخيرة حليفة لإسرائيل".
مقارنة خاطفة لتصريحات الطيراوي وعباس تظهر التناقض الواضح بينهما، فهل تصريحات الطيراوي للاستهلاك المحلي ولتضليل الرأي العام في فلسطين بينما تصريحات عباس موجهة لقادة الدول التي يجوبها رغباً ورهباً؟
عن أي عدو يتحدث الطيراوي؟! هل عمن وصفهم عباس بأنه لا يريد نزع الشرعية عنهم وأنه يبحث عن شرعية للعيش بجوارهم؟! أم عن الذين يعطونه وزملاءه وأزلام السلطة بطاقات vip؟! وعن أية بندقية يتحدث؟! هل بندقية الخشب التي استبدلتها المنظمة والسلطة ببندقية البارود المزغردة؟! أليس كل من يطلق رصاصة في عرف الطيراوي –وهو كان على رأس جهاز أمني غارق في التنسيق الأمني- هو مجرم خارج عن الصف الوطني لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني العليا؟!! أليس وقف "التحريض" في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام ضد يهود هو أحد انجازات السلطة التي تغنى بها عباس وفياض في نيويورك من قبل؟! وعن أي مشروع وطني يتحدث الطيراوي هل هو مشروع عباس بإقامة دويلة على 22% ؟! هل لهذا انشئت المنظمات وخاضت ما يسمي بالكفاح المسلح عقوداً؟! ولماذا يواري الطيراوي في تصريحاته عندما يتحدث عن المقاومة والرفض؟ أي مقاومة هذه وما شكلها؟!! وإذا كانت أمريكا عدواً فلماذا لا تنزع السلطة يداً من طاعة؟!
أسئلة كثيرة لا تحتاج لإجابة فإجابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولن يفلح الطيراوي وأقرانه في تضليل أهل فلسطين بعنترياتهم الكاذبة ومعاركهم الوهمية وفرقعاتهم الإعلامية فلن تُحجب الشمس بغربال.
وهي أقوال وتصريحات لا تكاد تطلع عليها شمس حتى يصرح رئيس السلطة بنقيضها مما كان يعتبر في عرف المنظمات الفدائية "خيانية" وبات في سياسة السلطة وجهة نظر بل أشد فلا وجهة غيرها، وباتت المحاسبة على "خيانة" الأمس أمراً محرماً في عرف السلطة دونه الكبت السياسي والحظر الإعلامي والزج بالسجون لكل مخالف أو منكر.
ألا فلتعلم السلطة ومن يعضدها من التنظيمات أن حبل الكذب قصير وأن التضليل والخداع ما عاد ينطلي على أحد فهذا زمن النور بإذن الله، فلقد بزغ فجر الأمة ولكن هؤلاء في سباتهم غافلون.
9-10-2011م

طالب عوض الله 10-21-2011 01:19 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 


وفد من حزب التحرير ولاية الاردن يقوم بزيارة آل التميمي



--
قام وفدان من حزب التحرير- ولاية الأردن، (وفد رجال ووفد نساء) بزيارة آل التميمي في ديوانهم - عمان،وقاموا بمشاركتهم فرحتهم وبتهنأتهم بخروج ابنتهم المجاهدة أحلام التميمي من سجون يهود، وقد اضطر الوفدان للإنسحاب من حفل التكريم، احتجاجا على قيام فرقة السنابل بتمجيد بعض من ساهم في بيع فلسطين، وقد أعلن الإنسحاب رسميا
بعد خروج الوفدين، وبعدها قال الدكتور الشيخ نادر التميمي تعقيبا على الإنسحاب: بأنهم لايمجدون أي زعيم، ولكن الأمر خارج عن السيطرة، وقدم الأستاذ سالم جرادات أحد أعضاء حزب التحرير في الكرك الذي وصل لاحقا للديوان، ليلقي كلمة باسم شباب حزب التحرير في الجنوب، وقد ذكر الأستاذ سالم في كلمته بعد التهنئة بعض الأمور منها: تذكير الحضور بأن الفرحة تكتمل عندما يخرج عميد الأسرى الأردنيين من سجون الأردن وليس من سجون اليهود، والذي ربما يرتبط قرار افراجه بموافقة سفير دولة العدو.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ







دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة

فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها


ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقاب اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم


From:
"mohamad khilafah"

ابو عمر 10-22-2011 09:51 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله (المشاركة 23013)
في ظلال المغامرة الطائشة للسلطة الفلسطينية:


تعليق صحفي
أيهما الصادق عباس أم الطيراوي أم كلاهما يضللان؟







أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي على أن أمريكا هي العدو الأول للشعب الفلسطيني لأنها تدعم "إسرائيل" في ظلمها علينا، وقال "علينا قبل أن نضرب إسرائيل بالأحذية أن نضرب عملائها بالأحذية"...إن من يمنع أن يقال العدو "الإسرائيلي" بأنه عدو هو نقيض للوعي الوطني وثوابت الشعوب المحتلة، وعليهم الرحيل، وشدد على أهمية التعليم وبناء جيل وطني قادر على المقاومة والرفض....وأكد أن حركة "فتح" لم تلق بندقيتها جانبا، فهي منذ انطلاقتها رائدة المشروع الوطني الفلسطيني وستبقى كذلك.
وفي الوقت نفسه كان رئيس السلطة الفلسطينية يتحدث في الدومينيكان قائلاً: "قبلنا اقامة دولة على مساحة 22% والان يلاحقوننا بالاستيطان والجدار الذي بنوه على اراضينا بعد ان قتلوا القائد الإسرائيلي الشجاع اسحق رابين وتاهت عملية السلام"، وقال عباس: "يريدون منا أن نتطرف، يريدون منا أن نطلق النار ولكننا لن نفعل ولن ننجر وراء دعوات الصحف العبرية لمواجهة ثالثة". وسبق لعباس أن صرح قائلاً: "أن علاقتنا جيدة مع امريكا لكن الأخيرة حليفة لإسرائيل".
مقارنة خاطفة لتصريحات الطيراوي وعباس تظهر التناقض الواضح بينهما، فهل تصريحات الطيراوي للاستهلاك المحلي ولتضليل الرأي العام في فلسطين بينما تصريحات عباس موجهة لقادة الدول التي يجوبها رغباً ورهباً؟عن أي عدو يتحدث الطيراوي؟! هل عمن وصفهم عباس بأنه لا يريد نزع الشرعية عنهم وأنه يبحث عن شرعية للعيش بجوارهم؟! أم عن الذين يعطونه وزملاءه وأزلام السلطة بطاقات vip؟! وعن أية بندقية يتحدث؟! هل بندقية الخشب التي استبدلتها المنظمة والسلطة ببندقية البارود المزغردة؟! أليس كل من يطلق رصاصة في عرف الطيراوي –وهو كان على رأس جهاز أمني غارق في التنسيق الأمني- هو مجرم خارج عن الصف الوطني لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني العليا؟!! أليس وقف "التحريض" في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام ضد يهود هو أحد انجازات السلطة التي تغنى بها عباس وفياض في نيويورك من قبل؟! وعن أي مشروع وطني يتحدث الطيراوي هل هو مشروع عباس بإقامة دويلة على 22% ؟! هل لهذا انشئت المنظمات وخاضت ما يسمي بالكفاح المسلح عقوداً؟! ولماذا يواري الطيراوي في تصريحاته عندما يتحدث عن المقاومة والرفض؟ أي مقاومة هذه وما شكلها؟!! وإذا كانت أمريكا عدواً فلماذا لا تنزع السلطة يداً من طاعة؟!
أسئلة كثيرة لا تحتاج لإجابة فإجابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولن يفلح الطيراوي وأقرانه في تضليل أهل فلسطين بعنترياتهم الكاذبة ومعاركهم الوهمية وفرقعاتهم الإعلامية فلن تُحجب الشمس بغربال.
وهي أقوال وتصريحات لا تكاد تطلع عليها شمس حتى يصرح رئيس السلطة بنقيضها مما كان يعتبر في عرف المنظمات الفدائية "خيانية" وبات في سياسة السلطة وجهة نظر بل أشد فلا وجهة غيرها، وباتت المحاسبة على "خيانة" الأمس أمراً محرماً في عرف السلطة دونه الكبت السياسي والحظر الإعلامي والزج بالسجون لكل مخالف أو منكر.
ألا فلتعلم السلطة ومن يعضدها من التنظيمات أن حبل الكذب قصير وأن التضليل والخداع ما عاد ينطلي على أحد فهذا زمن النور بإذن الله، فلقد بزغ فجر الأمة ولكن هؤلاء في سباتهم غافلون.
9-10-2011م

التناقض في تصريحات قيادات السلطة الفلسطينية وخاصة قيادات حركة فتح متعمد ومقصود حيث انه يراد اظهار خلافات حركة فتح لانه على ما يبدو ان امريكا قررت شرذمة حركة فتح وتفتيتها في مقابل تقوية حركة حماس وشق الطريق امامها للسير قدما في تصفية القضية الفلسطينية حسب المشروع الامريكي القائم على اساس حل الدولتين
لقد بدا واضحا ان امريكا تعمل على شرذمة حركة فتح منذ فترة حيث كانت وثيقة القدومي وبعد ذلك كشف المستور على القناة الفضائية الامريكية الصنع قناة الجزيرة وتبع ذلك التلاسن والصراع بين عباس ودحلان والمقصود من وراء كل ذلك اعادة فرز الوان الطيف السياسي للخريطة الحزبية الفلسطينية من اجل تهيئة الاجواء لاعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تكون حركة حماس والجهاد الاسلامي تحت مظلتها حتى يتم التوقيع مع كيان يهود على بيع فلسطين من جميع الاطياف السياسية في الشارع الفلسطيني كانت علمانية او اسلامية على حد سواء

ونسأل الله ان يحفظ فلسطين واهلها من كيد الكائدين

الى الوعى السياسي ندعوكم ايها المسلمون

طالب عوض الله 10-22-2011 09:58 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 



حزب التحرير يتهم السلطة بنشر الدّياثة لرعايتها مباراة كرة القدم النسائية في دورا



في بيان صحفي صادر عن مكتبه الإعلامي في فلسطين شن حزب التحرير هجوما لاذعا على السلطة لرعايتها مباراة كرة القدم النسائية بين المنتخب النسائي الفلسطيني والمنتخب النسائي الياباني، والتي ستقام يوم الخميس 20/10/2011م على ملعب دورا وقال "إن السلطة لا تدّخر جهداً في السعي لإفساد أهل فلسطين وسلخهم عن قيمهم الإسلامية خدمة للأجندات الغربية الكافرة، ومشاركة منها في الحرب المعلنة على الإسلام تحت ستار الحرب على "الإرهاب!"، حسب البيان

وأكد الحزب على أن السلطة قد وقفت من قبل وراء أحداث مماثلة من مثل رعايتها لمسابقة ملكة الجمال وتنظيمها لعشرات الحفلات الغنائية والاحتفالية المختلطة تحت شعارات عدة، وعقدت مباريات نسائية سابقة، واتهم السلطة بإفساد المرأة ونزع قيم العفّة منها لتكون عامل إفساد للمجتمع الذي تسهر السلطة على تدميره.

وحذر الحزب من مخططات الدول التي سماها بالكافرة ومن المؤسسات والجمعيات التابعة لها والتي "تقوم بغزو حضاري شرس على أهل فلسطين، هدفه إحلال الحضارة الغربية المنتنة مكان الإسلام في عقول الجيل الناشئ والمرأة وسائر المجتمع، ولذلك هم يصبّون الأموال صباً على المؤسسات المشبوهة، وقد انتشرت هذه المؤسسات انتشار الجراثيم، ظاهرها حسن المقصد وباطنها حرب حاقدة على قيم الإسلام، قيم العفّة والطهارة والبعد عن الفاحشة وكل ما يوصل إليها، فتكاثرت دُور الطفل، ومؤسسات المرأة، والترفية، والرياضة، والفن، والتبادل الثقافي، حتى أصبحت فلسطين نهباً لكل فاسد مفسد"، حسب تعبير البيان

واتهم الحزب السلطة بتحدي الله ورسوله والمؤمنين إذا أصرت على عقد المباراة، لأنها تخالف أحكام الإسلام وتسعى لكشف العورات والاختلاط ونشر الفاحشة والرذيلة وتتحدى مشاعر أهل فلسطين وتسعى لنشر الدّياثة بين رجالهم حين يشاهدون أعراضهم تتكشف أمام الأجانب في ألهية جريمة زعموا أنها تعطي صورة حضارية عن أهل فلسطين المسلمين المرابطين!!
واستشهد بالأية الكريمة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).

وأعلن الحزب رفضه لإقامة هذه المباراة النسائية ، ودعا كافة الوجهاء والمؤثرين وأولياء الأمور لرفع الصوت بالإنكار ورفض إشراك أبنائنا في هذه المنكرات، فما لمعصية الله وتعلم ثقافة العري والاختلاط نرسل أبناءنا وبناتنا إلى المدارس!. على حد قوله

وختم البيان مطالبا أهل فلسطين العمل على منع وقوع هذا المنكر وأمثاله ومقاطعة القائمين عليه وإيصالهم رسالة واضحة مفادها: "إننا أهل هذه البلاد أهل إسلام ونخوة نرفض كشف عورات بناتنا وتمييع شبابنا ومحاربة إسلامنا، ولن نسكت ولن نسمح لفئة ضالة باعت نفسها رخيصة للشيطان أن تفسد أبناءنا وأن تنشر الرذيلة في بلادنا". حسب البيان

19/10/2011

منقول : دنيا الوطن
http://www.alwatanvoice.com/arabic/c...nt/205243.html

نص البيان




الأربعاء 21 ذو القعدة 1432 هـ 19/10/2011 م رقم الإصدار: ص / ب ن 98 / 011






بيان صحفي
السلطة الفلسطينية تسعى لنشر الدّياثة وتتحدى مشاعر المسلمين برعايتها لمباراة كرة قدم نسائية في دورا


تحت رعاية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تقوم السلطة بالتحضير لمباراة تجمع المنتخب النسائي الفلسطيني بالمنتخب النسائي الياباني، والتي ستقام يوم الخميس 20/10/2011م على ملعب دورا، وقد حشدت السلطة لذلك مقدراتها واصفة الحدث "بالمهرجان الكبير"!، كما جنّدت لذلك مديريات التربية والتعليم في محافظة الخليل التي طلبت من كافة معلمي التربية الرياضية المشاركة في هذا الكرنفال وحثت الطلاب على الذهاب إلى ملعب دورا لتشجيع المباراة، ودعت للترويج لهذا اللقاء وتذليل كل الصعوبات أمام الفتيات للتواجد في ملعب دورا لحضور اللقاء، وقررت تخصيص الإذاعة الصباحية ليومي الأربعاء والخميس للتحدث عن أهمية هذا الحدث الرياضي والدعوة لحضور المباراة وتشجيع العنصر النسوي على المشاركة في هذا الموضوع.
إن السلطة لا تدّخر جهداً في السعي لإفساد أهل فلسطين وسلخهم عن قيمهم الإسلامية خدمة للأجندات الغربية الكافرة، ومشاركة منها في الحرب المعلنة على الإسلام تحت ستار الحرب على "الإرهاب!"، فهي قد وقفت من قبل وراء أحداث مماثلة من مثل رعايتها لمسابقة ملكة الجمال وتنظيمها لعشرات الحفلات الغنائية والاحتفالية المختلطة تحت شعارات عدة، وعقدت مباريات نسائية سابقة، وهي في كل تلك النشاطات تزعم الحرص على المرأة ودورها في المجتمع وفي مشروع "التحرير"!، وهي في حقيقتها تحرص على إفسادها ونزع قيم العفّة منها لتكون عامل إفساد للمجتمع الذي تسهر السلطة على تدميره. إن الخط العريض الذي وضعه الكفار وتنفذه السلطة بتفانٍ هو كسر كل المحرمات والمحظورات عند أهل فلسطين، وانتهاك مقدساتهم وقيمهم الإسلامية والخلقية، تحت شعارات علمانية دخيلة.
إن الدول الكافرة وبتعاون تام من السلطة تقوم بغزو حضاري شرس على أهل فلسطين، هدفه إحلال الحضارة الغربية المنتنة مكان الإسلام في عقول الجيل الناشئ والمرأة وسائر المجتمع، ولذلك هم يصبّون الأموال صباً على المؤسسات المشبوهة، وقد انتشرت هذه المؤسسات انتشار الجراثيم، ظاهرها حسن المقصد وباطنها حرب حاقدة على قيم الإسلام، قيم العفّة والطهارة والبعد عن الفاحشة وكل ما يوصل إليها، فتكاثرت دُور الطفل، ومؤسسات المرأة، والترفية، والرياضة، والفن، والتبادل الثقافي، حتى أصبحت فلسطين نهباً لكل فاسد مفسد، وإننا نهيب بأهل فلسطين أن يتفحصوا عمل كل مؤسسة وجمعية وفريق نشأ وينشأ في محيطهم وفي بلادهم، فإن كثيراً منها تسرق أبناءهم إلى معسكر القيم الغربية الكافرة، وتبعدهم عن الإسلام بأساليب ماكرة خبيثة.
إن السلطة بإصرارها على هذه المباراة وأمثالها تتحدى الله ورسوله والمؤمنين، فهي تخالف أحكام الإسلام وتسعى لكشف العورات والاختلاط ونشر الفاحشة والرذيلة وتتحدى مشاعر أهل فلسطين وتسعى لنشر الدّياثة بين رجالهم حين يشاهدون أعراضهم تتكشف أمام الأجانب في ألهية جريمة زعموا أنها تعطي صورة حضارية عن أهل فلسطين المسلمين المرابطين!! (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
إن المرأة في الإسلام عرض يجب أن يصان، وفي صونها تسترخص الأنفس والأرواح قال عليه السلام: (من قتل دون أهله فهو شهيد)، تلبس لباس العفة والطهارة التزاما بأوامر الله ونواهيه وصوناً للمجتمع من عوامل الفساد والإفساد، وتنشئ بتقواها لله جيلاً نقياً من كل شائبة.
إننا أمام هذه المنكرات العظيمة نعلن نحن وأهل فلسطين رفضنا واستنكارنا لإقامة هذه المباراة النسائية المنكرة، وكل عمل على شاكلتها، وزجّ أبنائنا الطلاب والطالبات في أتون هذا المنكر، وننكر جهود السلطة الآثمة في حربها على قيم الإسلام وأحكامه، كما ندعو كافة الوجهاء والمؤثرين وأولياء الأمور لرفع الصوت بالإنكار ورفض إشراك أبنائنا في هذه المنكرات، فما لمعصية الله وتعلم ثقافة العري والاختلاط نرسل أبناءنا وبناتنا إلى المدارس!.
إن الواجب على أهل فلسطين العمل على منع وقوع هذا المنكر وأمثاله ومقاطعة القائمين عليه وإيصالهم رسالة واضحة مفادها: "إننا أهل هذه البلاد أهل إسلام ونخوة نرفض كشف عورات بناتنا وتمييع شبابنا ومحاربة إسلامنا، ولن نسكت ولن نسمح لفئة ضالة باعت نفسها رخيصة للشيطان أن تفسد أبناءنا وأن تنشر الرذيلة في بلادنا".
(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.infoموقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.infoتلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info

طالب عوض الله 10-22-2011 10:00 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
سلطة العار الفلسطينية تصر على نشر الدياثة والرذيلة والافساد وتركز على محافظة الخليل المعروفة بمحافظتها على الأخلاق الاسلامية بشكل خاص !!!



السلطة تعتدي وتعتقل من شارك في الاحتجاج على عقد مباراة كرة قدم نسائية في يطا


احتجاجا على عقد مباراة كرة قدم نسائية في يطا هذا اليوم الجمعة 21/10/2011 ، خرج أهل بلدة الكرمل وأهل مدينة يطا بمسيرة من المسجد باتجاه الملعب الذي قررت السلطة أن تقيم فيه مباراة كرة قدم نسائية في جو من الأعمال الاحتفالية والرقص الذي يتخلل برنامج اللقاء النسائي الكروي.
وتصدت الشرطة والأجهزة الأمنية للناس وحاولوا منعهم من الاقتراب من المكان، وقاموا بضرب الناس بالعصي والهراوات وأطلقوا النار لإرهاب الحشود.
وتبع ذلك حملة اعتقالات شرسة قامت بها الأجهزة الأمنية في منطقة يطا (الكرمل)، فقد داهم عشرات من الأفراد المقنعين والقوات الخاصة عددا كبيرا من بيوت شباب حزب التحرير، بأسلوب همجي عنيف، وذلك على خلفية مشاركة شباب الحزب في الاحتجاج على مباراة كرة القدم النسائية هناك،
ومن ضمن البيوت التي تم مداهمتها بيت الحاج إبراهيم علي عيسى زين (أبو هاني) مختار آل عوض، وأحد وجهاء فلسطين، لاعتقال ابنه الدكتور علي زين (المحاضر في جامعة بوليتكنك فلسطين) والذي لم يكن موجودا في المنزل، فحاولت الشرطة تكسير الأبواب، واعتدت بالضرب على أخيه.
واعتدوا كذلك على أخته المربية الفاضلة ومديرة مدرسة؛ وهي زوجة المعتقل موسى مخامرة، الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ عشر سنين، والمحكوم ثلاثين عاماً، ما أدى إلى فقدانها الوعي ونقلها للمستشفى.
والمكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين يستنكر ويرفض استمرار السلطة في عقد هذه الأنشطة النسائية المخالفة لديننا الحنيف لما فيها من كشف للعورات واختلاط مذموم وتشجيع للرذيلة والفاحشة، ويؤكد المكتب أن الاعتداءات والاعتقالات الظالمة لن تمنع شباب حزب التحرير من الاستمرار في الإنكار على السلطة فعالها المنكرة ومن الاستمرار في حمل دعوة الإسلام والعمل على إقامة دولة الإسلام التي تحفظ الأخلاق والعورات وتحافظ على العباد وتحرر البلاد.
21/10/2011

ابو عمر 10-24-2011 12:17 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر (المشاركة 22962)
من الواضح ان كاتب المقال غير مدرك لحقيقة الموقف الدولي ولا لحقيقة المخططات التي رسمتها امريكا لمنطقة العالم الاسلامي من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدلي وترسيخ سيطرتها ونفوذها على بلاد المسلمين

منذ اواسط السبعينيات من القرن المنصرم وامريكا تستخدم ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي وتنفيذ ما رسمته من سياسات
وبعد ان طمأن بريجينسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق اصحاب القرار في الادارة الامريكية بان لا يخشو من استخدام ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي صار مهندس الجهاد الافغاني حيث اثمرت هذه المشاريع عن استنزاف الاتحاد السوفياتي تهيئة لانهياره وانشاء امارة اسلامية في افغانستان من قبل حركة طالبان وتزامن مع ذلك اسقاط نظام شاه ايران القائل ان امريكا رمتني كالفأر الميت والمجىء بالخميني واعلانها جمهورية اسلامية وبعد ذلك انشئت امريكا حكومة اسلامية في السودان وكان عرابها في ذلك حسن الترابي ومن المحطات المهمة في استخدام امريكا لما يسمى الاسلام السياسي احداث 11 ايلول 2001 والتي بدا واضحا ان امريكا هى التي قامت بعملية التفجير والصقتها في تنظيم القاعدة حيث اعترف بتنفيذها باعتباره احد ادوات امريكا في المنطقة ومنذ ذلك الحين وامريكا والغرب الكافر من ورائها يحذرون من الاسلام السياسي المتمثل بعودة الخلافة ويقصدون من وراء ذلك ما يلي
1- حشد وتأييد الراى العام الغربي عامة والامريكي خاصة بالالتفاف وراء امريكا في حملتها العسكرية على بلاد المسلمين في افغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها من بلاد المسلمين
2- الضغط على حكام اوروبا لبقاء سيرهم وراء امريكا في تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي وتهديدهم وتخويفهم من عودة الخلافة بحيث ان اوروبا لها حدود مشتركة مع بلدان العالم الاسلامي
3- تشويه فكرة الخلافة في اذهان ابناء الامة الاسلامية من خلال ربطها في تنظيمات هنا وهناك ولذلك ليس غريبا ان نسمع عن سبع امارات اسلامية بين افغانستان وباكستان ودولة العراق الاسلامية او امارة اسلامية في احد مساجد غزة واخيرا وليس اخرا امارة اسلامية في درنة الليبية
وعليه فان تداول فكرة الخلافة في الاوساط السياسية والاعلامية الغربية في العقود الاخيرة ياتي في سياق استخدام امريكا لهذا المصطلح من اجل تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي التي تهدف الى ابقاء السيطرة والنفوذ على بلاد المسلمين والحيلولة دون عودة الاسلام الحقيقي الى معترك الحياة
ولذلك فان القول ان الخلافة على الابواب وانها على مرمى حجر قول خطير علاوة على انه غير دقيق مخالف للواقع
فالخطر من تلوين الحقائق سيؤدي الى الاحباط وحصول انتكاسة لدي ابناء الامة عامة واتباع هذا القول خاصة بحيث تفقد الامة ثقتها باى عمل حقيقي وجاد في التغيير

مقال له علاقة في المشاركة رقم 12

امريكا تقوم بتغيير ثوب الافعى في منطقة العالم الاسلامي

--------------------------------------------------------------------------------

منذ ان اندلعت الثورة في تونس والمنطقة مشتعلة والاحداث تترى وتتابع في سلسلة الكيد للاسلام والمسلمين ولمنع هذه المنطقة من التحرر الحقيقي وحتى تبقى تحت سيطرة ونفوذ الغرب الكافر وبخاصة امريكا الى عشرات السنين
وبحجة نشر الديمقراطية والعدالة والحفاظ على ارواح المدنيين تعمل امريكا على تنفيذ مشروعها الخبيث " شرق اوسط كبير " حتى تحافظ على بقاء تفردها في الموقف الدولي الى عشرات السنين
يقول بريجنسكي مستشار الامن القومي للولايات المتحدة في حكومة كارتر واحد كبار المستشارين السياسيين للرئيس الحالي اوباما واحد اكبر المسؤولين في مراكز التخطيط ورسم السياسات في كتابه الاختيار ( هنا تكمن معضلة القوة العظمى الوحيدة في العالم : كيف يمكن التغلب على عدو ضعيف ماديا لكنه يملك دافعا متعصبا ؟ ما لم يتم اضعاف مصادر هذا الدافع , ستذهب كافة المحاولات لاحباط العدو والتخلص منه ادراج الرياح ) نعم ان ما يؤرق امريكا ومن ورائها الغرب الكافر هو تنامي مفهوم" الاسلام السياسي" في العالم الاسلامي ومطالبة شعوب المنطقة بتطبيق الشريعة الاسلامية وبغض النظر عن عدم الوعي عند شعوب المنطقة على هذا المفهوم وكذلك العوامل التي ادت الى تنامي هذا المفهوم عند الامة والتي كان احدها هو استخدام امريكا لهذا المفهوم في منتصف سبعينيات القرن الفائت حيث قال بريجينسكي حينها لاعضاء الادارة الامريكية " لا تخشوا من استخدام الاسلام " وكان هو مهندس الجهاد الافغاني وتم استخدام الاسلام من قبل امريكا في اسقاط شاه ايران واقامة جمهورية اسلامية بمساعدة عميل ال cia الخميني وكذلك اعلان جمهورية اسلامية في السودان بمساعدة حسن الترابي في اوائل ثمانيات القرن الفائت من اجل زج السودان في حرب اهلية على اساس ديني تهيئة لفصل الجنوب عن السودان والذي حصل بالفعل في مطلع العام الحالي وكذلك حركة طالبان من خلال انشاء امارة اسلامية في افغانستان مهدت لاحتلال افغانستان
استخدام الاسلام كان سلاح ذو حدين الاول كان اداة طيعة في تنفيذ مخططات امريكا ولكن الحد الثاني ساهم في تنامي مفهوم الاسلام السياسي في العالم الاسلامي وتطلع اهل المنطقة لتطبيق الشريعة الاسلامية وبخاصة بعد ان جربت شعوب المنطقة افكار الوطنية والقومية والاشتراكية والبعثية فذاقت منها اصناف العذاب وما جرته عليها من الويلات والخراب وليس هذا وحسب فظلم الحكام واستبدادهم وتمكينهم للغرب الكافر من نهب ثروات الامة واستباحة سيادتها وهى تعيش حالة من الفقر والحرمان والذل والهوان وبالاضافة لكل ذلك الدعوة الى اقامة احكام الشرع واعادة سلطان الاسلام من قبل حملة الدعوة
وعليه فان احد الركائز الاساسية في المشروع الامريكي شرق اوسط كبير هو ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين لانها هى الدافع الحقيقي لقوة المسلمين ومع ان المنظومة الثقافية عند المسلمين جرى عليها التشويه والتحريف وبخاصة ترسيخ مفهوم فصل الدين عن الدولة الا ان العوامل الانفة الذكر ساهمت في تطلع المسلمين نحو " الاسلام السياسي " ولهذا تعمل امريكا على استخدام بعض الحركات الاسلامية التي تم اعدادها غربيا للمساهمة في ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة مفهوم الدولة الاسلامية وما يتعلق به من نظام الحكم ولهذا نلحظ الدور الفاعل الذي تلعبه حركة الاخوان المسلمين في مصر وكذلك حزب النهضة في تونس بقيادة راشد الغنوشي صنيعة المخابرات الامريكية cia , ولهذا عممت قيادة هذه الحركات على افرادها عدم رفع اى شعارات اسلامية في المظاهرات ولم تتورع هذه القيادات بالمناداة بالديمقراطية والدولة المدنية وغيرها من افكار الكفر وحرصت الماكنة الاعلامية الموجهة غربيا مثل قناة الجزيرة والعربية وغيرها من القنوات الفضائية على اخفاء مطالب الامة الحقيقية واظهار شعارات الكفر كالديمقراطية والحرية والدولة المدنية امعانا منها في تضليل المسلمين ومساهمة في ضرب المنظومة الثقافية ولهذا قامت امريكا بتغيير جلد الافعى في تونس ومصر من اجل السير قدما في تنفيذ مشروعها
ولكن امريكا لم تكتفي بضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وحسب حتى تبفي على سيطرتها ونفوذها على بلاد المسلمين بل انها تعمل على اعادة هيكلة منظومتها الدفاعية في العالم ومنه العالم الاسلامي من خلال نشر قواعدها العسكرية في جميع انحاء العالم وهذا ما اطلقت عليه " القرن الامريكي الجديد " وحتى يكون لها ما تريد فانها تعمل على اعادة رسم الخريطة السياسية للعالم الاسلامي معتمدة في ذلك على مرتكزان اثنان اولا التقسيم الطائفي ثانيا التقسيم الاثني حتى تبقى منطقة العالم الاسلامي مضطربةغير مستقرة ولذلك تطلق امريكا على منطقة العالم الاسلامي ( منطقة البلقان العالمي الجديدة ) اشارة الى التشابه الجيوسياسي بين دول البلقان الاوروبية التقليدية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين والى المنطقة التي تجعلها امريكا غير مستقرة والتي تمتد حاليا من قناة السويس الى اقليم كسينج يانج غرب الصين
وطبعا بحجة الحفاظ على الاستقرار وحماية المصالح الحيوية لامريكا والدول الغربية فان امريكا تبرر بناء نشر قواعدها العسكرية في العالم وشرعنة تفعيل دور حلف الناتو خارج نطاق اعماله التي انشىء من اجلها ولذلك يقول بريجينسكي ( ان الجهد المبذول للحفاظ على الاستقرار في البلقان العالمي سيدوم عدة عقود وفي احسن الاحوال سيكون التقدم تدريجيا وغير مترابط وعرضة لانتكاسات كبرى ولن يدوم الا اذا تعامل معه القطاعان الاكثر نجاحا في العالم امريكا المعبأة سياسيا واوروبا الموحدة اقتصاديا بمثابة مسؤولية مشتركة في وجه تهديد امني مشترك )
وتأسيسا على ذلك فان ما يجري في ليبيا واليمن والبحرين وسوريا ياتي في سياق مخطط امريكي خبيث حتى تبقى منطقة العالم الاسلامي مرهونة للغرب الكافر وبخاصة امريكا لعقود وعقود ولكن الذي يحز في النفس الما ان ابناء المسلمين في ليبيا يضحون بارواحهم خدمة للغرب الكافر مع انه كان يجب ان يكون الصراع في هذه المنطقة محتدما بينها وبين الغرب الكافر ولا سيما امريكا رأس الكفر ولكن وأسفاه استطاعت امريكا ان تحول اهل المنطقة من وضع الصراع مع العدو الكافر المستعمر الى وضع تسخيرهم لتنفيذ مخططاته وجرائمه النكراء وكان حريا بالمسلمين عامة واهل ليبيا خاصة ان يهزهم اسلامهم وغيرتهم على نبيهم الحبيب محمد عليه افضل الصلاة والسلام وان تحركهم عزتهم وكرامتهم للاطاحة بالحكام الخونة المجرمين وعلى رأسهم القذافي عدو الله ورسوله منذ عقود وأقامة احكام الشرع واعادة سلطان الاسلام وبخاصة اننا على يقين ان الامة الاسلامية لا تريد ان تظل السلطة في بلاد المسلمين قائمة على عقيدة فصل الدين عن الدولة اى قائمة على عقيدة الكفر ولا تريد ان تظل حدود الله معطلة فحرمات الله لا تصان الا بحدود الله ولكن سوء الوعى السياسي دفع اهل ليبيا واليمن وسوريا ومصر وتونس الارتماء في احضان قيادات عميلة لامريكا والانسياق ورائها لانجاز المهمة الامريكية في تغيير جلد الافعى في المنطقة والانجرار الى حروب اهلية على اسس طائفية واثنية ولكن الادهى والامر من كل ذلك ان تكون هذه الثورات والتضحيات احد ادوات امريكا والغرب الكافر في صياغة سايكس بيكو جديد
من البدهيات ان ايجاد الاسلام في معترك الحياة بدون دولة الخلافة خيال وتحقيق دولة الخلافة بدون الامة الاسلامية وهم وتحقيق الامة لدولة الخلافة بدون الوعى السياسي اكثر خيالا واشد وهما فألى الوعى السياسي ندعوكم يا معشر القوم

منقول عن منتدى صوت الامة الفكري

ابو عمر 10-24-2011 01:03 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله (المشاركة 23020)


وفد من حزب التحرير ولاية الاردن يقوم بزيارة آل التميمي



--
قام وفدان من حزب التحرير- ولاية الأردن، (وفد رجال ووفد نساء) بزيارة آل التميمي في ديوانهم - عمان،وقاموا بمشاركتهم فرحتهم وبتهنأتهم بخروج ابنتهم المجاهدة أحلام التميمي من سجون يهود، وقد اضطر الوفدان للإنسحاب من حفل التكريم، احتجاجا على قيام فرقة السنابل بتمجيد بعض من ساهم في بيع فلسطين، وقد أعلن الإنسحاب رسميا
بعد خروج الوفدين، وبعدها قال الدكتور الشيخ نادر التميمي تعقيبا على الإنسحاب: بأنهم لايمجدون أي زعيم، ولكن الأمر خارج عن السيطرة، وقدم الأستاذ سالم جرادات أحد أعضاء حزب التحرير في الكرك الذي وصل لاحقا للديوان، ليلقي كلمة باسم شباب حزب التحرير في الجنوب، وقد ذكر الأستاذ سالم في كلمته بعد التهنئة بعض الأمور منها: تذكير الحضور بأن الفرحة تكتمل عندما يخرج عميد الأسرى الأردنيين من سجون الأردن وليس من سجون اليهود، والذي ربما يرتبط قرار افراجه بموافقة سفير دولة العدو.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ







دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة

فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها


ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقاب اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم


from:
"mohamad khilafah"

في احد المرات سئلت احد الشباب من الرعيل الاول لماذا لم يصدر نعي الحزب عندما تم اعدام خالد الاسلامبولي وخاصة ان راى الحزب كان يشير الى اخلاص خالد الاسلامبولي ؟
فقال لي الشاب رحمه الله ان الخط العريض عند الحزب انه لا يعزي في مفقود ولا يهنىء في مولود ............!!

اما على صعيد صفقة شليط وتحرير الاسرى فالجانب الانساني فيها من فرحة الاهل والاقارب والاصحاب والاحباب وفرحة الاسرى انفسهم قد تحقق ولكن ان يقتصر النظر على الجانب الانساني واغفال الجانب السياسي وهو الاهم يعتبر مصيبة من المصائب حيث ان هذه الصفقة تعتبر حلقة من حلقات الخيانة على القضية الفلسطينية وتاتي في سياق السياسة الامريكية في حرق شعارات وعنتريات اليمين في كيان يهود وكذلك تدجين القواعد الشعبية لحركة حماس وتهيئة الاجواء السياسية في فلسطين لمشاركة حماس في التوقيع على بيع فلسطين
ان الاحتفالات التي قامت في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بمناسبة اطلاق سراح الاسرى كانت بمثابة المفرقعات التي اطلقتها حركة حماس وساهم فيها كيان يهود في الهواء فتوجهت انظار الناس الى المفرقعات مبهورين بالوانها واشكالها وهم في غفلة من امرهم تمرر المؤامرات من تحت ارجلهم دون علمهم
ان اخطر ما تتعرض له الامة الاسلامية اليوم انها ضحية التضليل السياسي ولذلك فانه بدون الوعى السياسي لن تقوم قائمة للمسلمين

طالب عوض الله 10-24-2011 10:03 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الانتخابات المؤامرة في تونس

محمود الكرعاني - تونس

ستجري في تونس في 23/10/2011م انتخابات المجلس التأسيسي الذي ستكون مهمته صياغة دستور جديد للبلاد. وتوجد بعثة للاتحاد الأوروبي هي أكبر بعثة دولية ستراقب الانتخابات. وسترصد كل المراحل في الحملة الانتخابية إلى يوم الانتخابات. وستقدم تقريرها النهائي في 25/10.
وقال رئيس البعثة ميخائيل غاير: «إنه متفائل بأنه أول اختيار ديمقراطي سيجري في ظروف طيبة مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية لا تثير القلق».
وقالت كاترين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان: «تمثل هذه الانتخابات لحظة تاريخية في المسار الانتقالي لتونس الديمقراطية».
وهذه الانتخابات يعدها الغرب أول اختبار للديمقراطية الناشئة في تونس منذ الإطاحة ببن علي على أثر احتجاجات شعبية. وسيتنافس في هذه الانتخابات عشرات الأحزاب والمستقلين على 218 مقعداً في المجلس التأسيسي.
إن الصراع الأبدي بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الاستضعاف والاستعلاء. . . . بين شعب حالم يتوق للحرية والانعتاق وبين حاكم ظالم يبحث عن التسلط والتجبر، سنة عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: } وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ {
ويتجلى هذا الصراع أو التدافع المجبول في الإنسان بأشكال وصور عديدة طبقاً للإطار والحيثيات، ونحن الآن بصدد الحديث عن الثورة التونسية محاورة ومثاقفة يجدر بنا تبيان طرفي النزاع أو بالأحرى طرفي الصراع، لأنهما تقريباً على طرفي نقيض حتى وإن تماثلا في بعض الأحيان، فمن جهة نجد شعباً أعزل ثائراً على أوضاعه البائسة يتلمس طريقه نحو التحرر والانعتاق من ربقة الظلم والاستبداد يقابله في ذلك أخطبوط بلون الحرباء وسم الأفعى يملك السلطة والمال والإعلام، ينشب مخالبه بقوة في مراكز القرار حتى يحافظ علىمصالحه وذلك بتأبيد حالة البؤس والهوان... شقان متقابلان لا يلتقيان إلا مخاتلة، وجهان رئيسيان لمعركة واحدة، معركة الهوية والتأصيل ضد الاستيلاب والتغريب، أو النهوض بالاعتماد على الذات ضد النكوص والارتهان للآخر والإبقاء على حالة التبعية. وتمتد تمظهرات هذا التمايز لتشمل الأخلاق والسلوك والممارسة اليومية لتصل إلى الأطروحات والرؤى والمشاريع الاستشرافية... إذن وباعتبار الشق التغريبي هو المتنفذ وهو المالك الحقيقي للسلطة قبل الثورة وبعدها فهو يعمل جاهدًا وبكل الوسائل المتاحة والخسيسة للحيلولة دون ارتقاء الآخر، إلى مصاف الحكم والإدارة، وشعاره في ذلك «الغاية تبرر الوسيلة» و«من ليس معي فهو ضدي» ومن هنا بدأت فصول المؤامرة تحاك ضد هذا الشعب التونسي المسلم الطيب الأبي وذلك باعتماد المخططات والنظرات الاستشرافيةلمراكز البحوث الاستعمارية. حيث عمدوا أولاً إلى استئصال كل المعارضين وأخص بالذكرالإسلاميين عندما زج بهم بورقيبة ومن بعده بن علي في السجون والمعتقلات وأبعدهم عنمراكز القرار والتواصل مع الناس فكرياً وسياسياً؛ فكانت حملة شرسة أتت على الأخضرواليابس، فعمد نظام الفاسد بن علي إلى منع الإسلاميين من العمل في الوظيفة العموميةلاعتبار سوابقهم العدلية وبالتالي أحال الآلاف من المعلمين والأساتذة والأساتذة الجامعيين والمهندسين والأطباء وغيرهم من الموظفين على البطالة المهنية والعطالة الفكرية، كما منع التلاميذ والطلبة من إتمام تعليمهم بعد خروجهم من السجن وذلك بإيهامهم بعدم القبول بالوظيفة العمومية، بل عمد إلى المحجبات ومنعهن من مزاولة دراستهن. وبناء عليه ذهب كل هؤلاء للبحث عن لقمة العيش لهم ولأبنائهم، وتركوا أماكنهم مرتعاً لذئاب التغريب والتمييع... وبعد سقوط بن على بدأت المخابرات الأجنبية تعمل جاهدة لتوجيه مسار الثورة حتى لا تنفلت وتخرج عن المسارات المرسومة لها مسبقاً؛ فكان أن جيء بشخصيات من خارج الحدود للإشراف على تكوين هيئة عليا للانتقال الديمقراطي، باعتبار أن هذه الهيئة يجب أن تتكون من النخبة ومن الشخصيات الوطنية، وباعتبار كذلك أن الإسلاميين كانوا مغيبين عن الساحة، إذن لم يبق من الإنتليجنسيا إلا فلول اليسار الانتهازي والعلمانيين المتواطئين مع بن علي، فكانت فسيفساء هذه الهيئة أغلبيتها من التغريبيين الباحثين عن موطئ قدم في تمفصلات الثورة ليواروا سوءاتهم وللمحافظة على عروشهم المبنية على التزلف والتملق... وبعد أن جلسوا في مقاعدهم وبدأت عملية التصويت على القوانين والأنظمة التي ستنظم الحياة السياسية ظهر بشكل واضح أن العملية هي للتزكية أقرب منها للتصويت باعتبار أن أغلب الأعضاء «الأصوات» هم من أزلام الغرب وبطانته، بالتالي يقع تمرير كل المشاريع عن طريق هذه الهيئة بشكل {ديمقراطي} وباسم الشعب الحاضر تمثيلاً بهؤلاء والغائب فعلياً، ففتحت الأبواب على مصراعيها لمناقشة مسلمات وقواسم مشتركة بين كل التونسيين كمسألة الهوية وشكل الدولة المرتقبة ومسالة التطبيع مع دولة يهود. . . وغير ذلك من المسائل المراد من وراء إثارتها إحداث نوع من الإرباك والتشكيك لخلخلة الأواصر الاجتماعية وضرب العقيدة الإسلامية باعتبارها العروة الوثقى لكل التونسيين، وهي الجامع الذي يشدهم لبقية الأمة...
ثاني فصول المؤامرة اتضحت معالمها يوم أن منع حزب التحرير من تأشيرة العمل القانوني، ذلك أن هذا الحزب زيادة على الشعبية التي يحظى بها وعراقته في الحياة السياسية التونسية فإنه – ويا للغرابة- هو الوحيد -على حد علمنا- الذي يملك رؤية أيديولوجية حضارية وثقافية كاملة متكاملة ومنسجمة داخل نسق فكري واحد، وهو كذلك الوحيد الذي يطرح مشروعاً مجتمعياً مترابطاً يسيجه بنظام اجتماعي سياسي اقتصادي يكمل بعضه بعضاً في تناغم تام يموضعه بدستور غاية في الحرفية ويفي تمام الوفاء بمبدئه الأم وبشكل بعيد عن كل الإسقاطات والترقيعات من هنا وهناك، لذلك ولخوف السلطة من توسعه وانتشاره خصوصاً وإنه يعتمد الإسلام كمحدد وحيد للعلاقات ولشؤون الحياة، وهو كذلك من القلائل الذين ناكفوا بورقيبة وبن علي جهرة وبدون مواربة، لذلك سعت الحكومة الانتقالية إلى منعه من العمل القانوني بعد أن تأكد لديها استحالة ترويضه أو استدراجه إلى حلبة الاعتدال والوسطية على النمط الغربي... ومن ثمة أقصت الإسلام الراديكالي من حلبة الصراع ليخلفه إسلام «معتدل» ليبرالي لا لون ولا طعم ولا رائحة له، يتشكل مع الواقع ويتأثر به، وكذلك بقايا من اليسار المنهك بانقساماته، الحامل لوزر نظرياته الفاشلة ولوثة تعامله مع بن علي وتزكية ظلمه وفساده، إضافة إلى التيارات العلمانية المحسوبة على الغرب الاستعماري، والمنبوذة اجتماعياً والمرفوضة أخلاقياً وقيمياً، يضاف إلى هذه الأطياف الطيف القومي بدفاتره الملوثة وأياديه الملطخة بدماء الأبرياء...
أما الفصل الثالث وهو الأخطر في نظرنا وتكمن خطورته في تقييد إرادة المترشحين للمجلس التأسيسي حيث عمدت هذه الهيئة بدعم فكري وتقني من الغرب الخائف على مصالحه من وضع سياج أسموه العهد الجمهوري، وجعلوا فيه أطراً قانونية وتنظيمية لا يمكن لواضعي الدستور الجديد تجاوزها، بل واعتبرت خطوطاً حمراء لا يجب المساس بها كالديمقراطية والنظام الجمهوري ومجلة الأحوال الشخصية... ولتمرير هذا الطعم المسموم ألحق به شعار فضفاضٌ سمي بالهوية العربية الإسلامية لذر الرماد في العيون، وقد اعتبر المتتبعون للشأن السياسي هذا العهد في حقيقة الأمر ملاحقة فكرية لحركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية والمتوقع فوزها بأغلبية المقاعد حتى لا تعتمد المشروع الإسلامي... وتمتد فصول المؤامرة هذه المرة لتتدخل في تقنيات العملية الانتخابية وذلك بالاعتماد على نظام التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر البقايا وهذا الإجراء يمكن الأحزاب الصغيرة من الحصول على مقاعد بالمجلس المرتقب مقابل حرمان الأحزاب الكبيرة من أصوات مناصريها الزائدة على النصاب، وبعد ذلك تعقد هذه الأحزاب تحالفات فيما بينها لإجهاض أي سيطرة للأغلبية على المجلس وهذا كله لا يخدم الإسلاميين... وتقنياً كذلك وقع تمرير قانون يسمح بتغيير القوائم الانتخابية قبل 24ساعة من موعد الاقتراع، ويعني ذلك إمكانية دخول التجمعيين أزلام النظام السابق هذه القوائم والالتفاف على الثورة خصوصاً وأن أسماءهم {قوائم المناشدين} بقيت سرية بين أعضاء الهيئة العليا... ولتهميش العملية الانتخابية أكثر ولسحب البساط قدر الإمكان من تحت حركة النهضة قاموا بإنشاء العشرات من الأحزاب السياسية ذات الطابع العائلي أو العشائري بطرق مريبة منها سرعة تسليمهم التراخيص القانونية، ومنها كذلك ما يتعلق بمؤسسيها، إذ العديد منهم معروف بعلاقاته المشبوهة مع رموز الفساد في نظام بن علي... وأخيرًا وليس آخراً هو تاريخ إجراء الانتخابات، وهو يتزامن مع تواجد آلاف التونسيين بالعربية السعودية لأداء مناسك الحج، وهو كذلك يحرم عشرات الآلاف من طلبة الولايات الداخلية من الإدلاء بأصواتهم وذلك لبعدهم عن مقرات سكناهم بسبب الدراسة والتكلفة الغالية للتنقل، وهاتان الشريحتان محسوبتان بشكل كبير على الإسلاميين... نتبين إذاً مما أسلفنا ذكره أن جماعة بن عاشور-الهيئة العليا- وتكنوقراط السبسي بمعاضدة اليسار المتفرنس هي كلها قوى متعاونة مع بعضها للالتفاف والوصاية على الإرادة الشعبية والتحكم في مسارات الثورة والتضييق على الاختيارات وحصرها في برامج ومقترحات وتطلعات تتطابق مع النهج الغربي العلماني، الديمقراطي، الرأسمالي واستنساخاً لتجاربه ورؤاه في الحياة، فحتى المشهد السياسي قسم كما يشتهي وطبقاً لتصوراته يمين ويسار- بالأسماء فقط- ولكن كلهم لم يخرجوا عن الرؤية الليبرالية المهادنة والمتلونة، فلا اليسار مؤدلج ووفي لأطروحاته الماركسية، ولا اليمين يتبنى الإسلام فكراً وممارسة ويدافع عن مشروعه، فكل الرؤوس مشرئبة نحو الغرب تعمل على نيل رضاه الديمقراطي والحداثي-أو هكذا شبه لهم-.
وأمام هذا الواقع التزويري الذي يمارس الغرب سحره وألاعيبه فيه، ينبري حزب التحرير كعادته لإبطال هذا السحر وكشف هذه الألاعيب مبيناً كلمة الحق بكل وسيلة متاحة طامعاً من الله سبحانه وتعالى أن يبلغ صوته قلوب المسلمين في تونس، ومن ذلك بيان للناس فيه هدى وموعظة للمؤمنين في إطار حملته على الدستور الذي سيمدد الغرب بواسطته حكمه للبلاد، والذي سيمكن عملاءه من الوصول إلى سدة الحكم، وإليكم هذا البيان:
بسم الله الرحمان الرحيم

} وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ {
دستوركم شرع ربّكم فلا تتبدّلوا الخبيث بالطيّب

أيّها الأهل في تونس، إنّكم مسلمون، جزء من أمّة الإسلام أعرق الأمم على الأرض، قاسيتم الظّلم الشديد من جراء بُعدكم عن الإسلام ، ومن جراء سيطرة الغرب وأفكاره وأنظمته وعملائه عليكم. وبعد أن انكشف لكم كيدُ الغرب الكافر المستعمر، وأدركتم فساد أفكاره وأنظمته، وانكشفت لكم أوروبا وأمريكا على حقيقتها البشعة، حقيقة مصاصي الدماء، ومستعبدي أمم الأرض، حقيقة الحقد اللئيم والعداء المتأصل للإسلام والمسلمين، وحقيقة ما جرته على المسلمين وبلادهم من ويلات ونكبات، وما ألحقت بهم من دمار وهلاك ودعم للطواغيت فيها لعقود، و بعد أن انكشف لكم فساد دعوات القومية الضيقة وتهافت الأطروحات الوطنيّة الهالكة المنحطّة، ومدى خطرهما عليكم، وعلى كيانكم باعتباركم أمة واحدة. قد آن الأوان لتعودوا إلى إسلامكم؛ ففيه الحلّ لمشاكلكم، فهو أملكم في الخلاص، وفي إنقاذكم من الظّلم، وآن لكم أن تُدركوا أنّ العقيدة الإسلامية عقيدة سياسية، وأنّ الكتاب والسنة يحويان نظاماً كاملاً للحياة والدولة والمجتمع، وأنّ لهما الصّفة السياسية والصّفة التشريعية، ولذلك فالأمر الطبيعي وأنتم تشعرون بضرورة التغيير وبناء مجتمعكم على أسس الإسلام المتينة، وتؤمنون بالكتاب والسنة، أن تجعلوا الكتاب والسنة ميثاقاً بينكم، وأن تتّخذوهما مصدراً وحيداً للدّستور والقوانين. وتتركوا كل مصدر سواهما، ولقد عرضناعليكم وما زلنا مشروع دستور مستنبط من كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّملمناقشته ووضعه موضع التنفيذ. ونعرض عليكم اليوم أهمّ أسس نظام الحكم في الإسلام.
إنّ نظام الحكم في الإسلام هو نظام فريد متميّز عن جميع أنظمة الحكم في العالم، فهو نظام أساسه الإيمان بأن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله، وقوامه أحكام الله المستنبطة من الكتاب والسنّة.
ويتضمّن مشروع الدستور الذي نعرضه عليكم أركان الحكم في الإسلام وهي أركان لا يوجد سلطان الإسلام إلاّ بها مجتمعة وهي قواعد استنبطت بالاستقراء من الأحكام الشرعيّة.
المادة 22 - يقوم نظام الحكم على أربع قواعد هي:
1 - السيادة للشرع لا للشعب.
2 - السلطان للأمة.
3 - نصب خليفة واحد فرض على المسلمين.
4 - للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية
في دولة الإسلام السيّد المتفرّد بالسيادة الذي له وحده الأمر والنهي هو الله سبحانه وتعالى } الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين { فالله الذي خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا ومنّ علينا بنعم لا نحصيها، سخّر لنا الأرض ومكّننا فيها، وأسبغ علينا نعمه } ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ {،} أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ {.
وإنّه من تمام نعمته على عباده أن أرسل إلينا محمدا عليه الصلاة والسلام هادياً ومبشرًا بشرع يحمينا من تقلب أهوائنا وتسلط قوِيّنا على ضعِيفنا فقال تعالى }... ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً....{، فمِن نِعم الله علينا أن جعل التشريع له وحده فليس للمسلم حاكمًا أو محكومًا أن يسير وفق هواه أو يخضع لمخلوق، بل هو يسير وفق أوامر الله ونواهيه يقول الله تعالى:} فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً {. وفي دولة الإسلام الأفراد والجماعة يخضعون لأحكام الله خالقهم ومدبّر أمرهم، وليس للأمّة ولا للخليفة حقّ التشريع، فالمشرّع هو الله سبحانه وتعالى، هذا هو الحقّ الذي قامت عليه الأدلّة القاطعة، وهذا وحده الذي يضمن أن لا يستعبد القوي الضعيف، فبشرع الله وحده يتساوى النّاس. وبإبعاد التشريع عن هوى الإنسان ضمن لنا الإسلام أن لا يستعبد البشر بعضهم بعضًا، بل الكلّ يخضع لشرع الله ووحيه الذي أوحاه إلى نبيّنا محمّد صلّى الله عليهوسلّم.
وقد خاطب الله سبحانه وتعالى المسلمين جميعًا بتنفيذ شرعه ووحيه الذي أوحاه إلى رسوله، فجعل بذلك للأمّة سلطان التنفيذ لا التشريع، وبيّن الإسلام كيفيّة التنفيذ، ففرض أن يختار المسلمون من يرتضونه من بينهم ليحكمهم بشرع الله.
( المادة 24 : الخليفة هو الذي ينوب عن الأمة في السلطان وفي تنفيذ الشرع، المادّة25: الخلافة عقد مراضاة واختيار، فلا يجبر أحد على قبولها، ولا يجبر أحد على اختيارمن يتولاها، المادّة 26: لكل مسلم بالغ عاقل رجلاً كان أو امرأة الحق في انتخاب الخليفة وفي بيعته، ولا حق لغير المسلمين في ذلك) فليس الخليفة ملكًا يرث الحكم عن أبيه، ولا يختصّ بامتيازات من بين الناس، وليس هو رمزًا للأمّة، ولا هو مصدر القوانين، إنّما هو فرد من أفراد المسلمين وكلّ من توفّرت فيه الشروط الشرعيّة يجوز له أن يترشّح ليختاره الناس(المادّة 31: يشترط في الخليفة حتى تنعقد له الخلافة سبعة شروط وهي أن يكون رجلاً مسلماً حراً بالغاً، عاقلاً، عدلاً، قادراً من أهل الكفاية.) وليس الخليفة دكتاتورًا متسلّطا يحكم الناس بهواه بالغلبة والقهر (المادّة 28: لا يكون أحد خليفة إلا إذا ولاه المسلمون. ولا يملك أحد صلاحيات الخلافة إلا إذا تم عقدها له على الوجه الشرعي كأي عقد من العقود في الإسلام. المادّة 37: الخليفة مقيد في التبني بالأحكام الشرعية فيحرم عليه أن يتبنى حكماً لم يستنبط استنباطاً صحيحاً من الأدلة الشرعية، وهو مقيد بما تبناه من أحكام، وبما التزمه من طريقة استنباط، فلا يجوز له أن يتبنّى حكماً استنبط حسب طريقة تناقض الطريقة التي تبناها، ولا أن يعطي أمراً يناقض الأحكام التي تبناها.) ومتى بايع المسلمون خليفة يحكمهم بشرع ربّهم كان عليهم واجب الطاعة له والامتثال لأوامره،وليس معنى وجوب الطّاعة أن يسكتوا عليه إن ظلم وأكل الحقوق، بل إنّ الله سبحانهوتعالى فرض على الناس محاسبة الحاكم، فأمرهم أمرًا جازمًا ملزمًا بالتغيير عليهم، إذا هضموا حقوق من يرعون شؤونهم، أو قصّروا بواجباتهم نحوهم، أو أهملوا شأنا منشؤونهم، وعدّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أفضل الجهاد فقال «أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر» وتوعّدهم بغضب الله إن هم سكتوا عن الحقّ فقال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» ويسقط حقّ الطاعة للحاكم إذا هو أمر بأمر مخالف للشرع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَالَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ»
هكذا جعل الإسلام الأمة قوَّامة على قيام الحاكم بمسؤولياته، فألزمها بالإنكار عليه، وعيّن لها كيفيات عمليّة تسلكها فلا تكون محاسبتها شكليّة:
الأولى: هي مجلس الشورى، أو مجلس الأمة، الذى له حق المحاسبة في كل ما يقع منالحاكم من أفعال وتصرفات. (المادّة20: محاسبة الحكام من قبل المسلمين حق من حقوقهم وفرض كفاية عليهم. ولغير المسلمين من أفراد الرعية الحق في إظهار الشكوى من ظلم الحاكم لهم، أو إساءة تطبيق أحكام الإسلام عليهم.)
الثانية: هي الأحزاب السياسية التي تقوم على العقيدة الإسلامية، وعملها الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. (المادّة 21: للمسلمين الحق في إقامة أحزاب سياسية لمحاسبة الحكام، أو الوصـول للحـكم عن طريق الأمة على شرط أن يكون أساسها العقيدة الإسلامية، وأن تكون الأحكام التي تتبناها أحكاماً شرعية. ولا يحتاج إنشاء الحزب لأي ترخيص ويمنع أي تكتل يقوم على غير أساس الإسلام.)
الثالثة: عامّة المسلمين، وذلك بموجب ما فرضه الله على كل فرد منهم من قول الحق والمحاسبة، وتوجيه النقد بكل الوسائل مثل: الحديث، الندوات، المحاضرات، الخطب، الكتب، الصحف، المجلات، الإذاعة، والتلفاز، الشريط، والنشرات، وغير ذلك من الوسائل.
الرابعة: هي محكمة المظالم، التي لها صلاحية إصدار الحكم بعزل الخليفة إذا أخلّ بالشرع بأن لم ينفذه، أو نفذ غيره، أو لم يحمل دعوته، فقد وجب خلعه، ويخلع بحكم صادر عن محكمة المظالم، فيصبح بمجرد صدور الحكم مخلوعاً فاقداً للصلاحية، ولا يعتبر ولياً للأمر، وإذا لم يخضع لحكم محكمة المظالم كان متمرداً على حكم الله، وكان على المسلمين بمجموعهم أن يخلعوه فعلياً بالقوة، فقد حُلّت من أعناقهم بيعته.
أيّها المسلمون:
إن الله قد حصر حق التشريع به فقط، فكما أفردتم الله بالخلق، فأفردوه بالتشريع، وفرض عليكم أن تسودكم أحكامه المنبثقة من عقيدتكم، لتحققوا سيادة الإسلام فيكم، وقد حرم عليكم، أن تتحاكموا لأي شرع أو قانون، ما لم يكن منبثقاً عن العقيدة الإسلامية، وباجتهاد صحيح معتبر.
قال تعالى } أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً{
ولذلك كله فإننا ندعوكم في حزب التحرير أن تعملوا معنا لاستئناف تطبيق الإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية التي وعد بها الرسول عليه الصلاة والسلام ونوحد أمّة الإسلام كلّهامن جديد في هذه الدولة فتكون أقوى وأعز.

16/9/2011م حزب التحرير
18/شوال/1432هـ تونس

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذوالقعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011



ابو عمر 10-24-2011 04:57 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر (المشاركة 22962)
من الواضح ان كاتب المقال غير مدرك لحقيقة الموقف الدولي ولا لحقيقة المخططات التي رسمتها امريكا لمنطقة العالم الاسلامي من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدلي وترسيخ سيطرتها ونفوذها على بلاد المسلمين

منذ اواسط السبعينيات من القرن المنصرم وامريكا تستخدم ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي وتنفيذ ما رسمته من سياسات
وبعد ان طمأن بريجينسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق اصحاب القرار في الادارة الامريكية بان لا يخشو من استخدام ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي صار مهندس الجهاد الافغاني حيث اثمرت هذه المشاريع عن استنزاف الاتحاد السوفياتي تهيئة لانهياره وانشاء امارة اسلامية في افغانستان من قبل حركة طالبان وتزامن مع ذلك اسقاط نظام شاه ايران القائل ان امريكا رمتني كالفأر الميت والمجىء بالخميني واعلانها جمهورية اسلامية وبعد ذلك انشئت امريكا حكومة اسلامية في السودان وكان عرابها في ذلك حسن الترابي ومن المحطات المهمة في استخدام امريكا لما يسمى الاسلام السياسي احداث 11 ايلول 2001 والتي بدا واضحا ان امريكا هى التي قامت بعملية التفجير والصقتها في تنظيم القاعدة حيث اعترف بتنفيذها باعتباره احد ادوات امريكا في المنطقة ومنذ ذلك الحين وامريكا والغرب الكافر من ورائها يحذرون من الاسلام السياسي المتمثل بعودة الخلافة ويقصدون من وراء ذلك ما يلي
1- حشد وتأييد الراى العام الغربي عامة والامريكي خاصة بالالتفاف وراء امريكا في حملتها العسكرية على بلاد المسلمين في افغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها من بلاد المسلمين
2- الضغط على حكام اوروبا لبقاء سيرهم وراء امريكا في تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي وتهديدهم وتخويفهم من عودة الخلافة بحيث ان اوروبا لها حدود مشتركة مع بلدان العالم الاسلامي
3- تشويه فكرة الخلافة في اذهان ابناء الامة الاسلامية من خلال ربطها في تنظيمات هنا وهناك ولذلك ليس غريبا ان نسمع عن سبع امارات اسلامية بين افغانستان وباكستان ودولة العراق الاسلامية او امارة اسلامية في احد مساجد غزة واخيرا وليس اخرا امارة اسلامية في درنة الليبية
وعليه فان تداول فكرة الخلافة في الاوساط السياسية والاعلامية الغربية في العقود الاخيرة ياتي في سياق استخدام امريكا لهذا المصطلح من اجل تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي التي تهدف الى ابقاء السيطرة والنفوذ على بلاد المسلمين والحيلولة دون عودة الاسلام الحقيقي الى معترك الحياة
ولذلك فان القول ان الخلافة على الابواب وانها على مرمى حجر قول خطير علاوة على انه غير دقيق مخالف للواقع
فالخطر من تلوين الحقائق سيؤدي الى الاحباط وحصول انتكاسة لدي ابناء الامة عامة واتباع هذا القول خاصة بحيث تفقد الامة ثقتها باى عمل حقيقي وجاد في التغيير

يرفع للتذكير لاهميته

طالب عوض الله 10-25-2011 10:22 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
نداء إلى ثوار ليبيا المجاهدين





محمد حمد جاسم الجبوري – العراق





إن الثورات العربية المعاصرة،التي قدحت في بداية الأمر في تونس وامتدت إلى مصر واليمن وليبيا وسورية، ما زالتمشتعلة ولن تنطفئ إن شاء الله إلا على حرق المبدأ الرأسمالي الذي طبقه علينا الغربقسراً بنواطيره وحكامه (الملك الجبري) والذي يحكمنا بحضارته العلمانية الرأسماليةالهابطة، والتي أدت وتؤدي إلى كوارث ودمار ونهب خيرات الشعوب وإبقاء الهيمنةالغربية جاثمة على صدر الأمة وإبعاد الإسلام عن الحكم ونظامه نظام الخلافة الراشدةالثانية على منهاج النبوة.

إن استغلال ثورة ليبيا ما هو إلا شكل من أشكال الاستغلال وركوب الموجة بشكل علني كي يسقط الغرب والحكام العملاء له استمرار هذهالثورات في بقية منطقتنا، وهو أسلوب من أساليب طعن الثورات والالتفاف عليها، وهوأمر يستدعي الوقوف عليه وتأمله لأخذ العبرة والعظة منه، وعدم الوقوع في فخاخه وخططهوأساليبه ووسائله، ومنها السيطرة الإعلامية المهولة له في إدارة دفة الثورات وسياق أهدافها لمصلحته، والعمل على عدم ظهور فكر إسلامي يقود ولو قسماً منها؛ خوفاً من أن تمتد النار إلى مبادئه ونظامه وحكامه العملاء القائمين حراساً عليها، ولكي لا تتحررالأمة وتستأنف نظام الخلافة على منهاج النبوة مرة أخرى لقيادة الأمة نحو تطبيق الإسلام تطبيقاً جذرياً شاملاً في العصر الراهن، بعدما ألغاها على يد ربيب اليهود (أتاتورك) عام 1924م ووضع النظام الرأسمالي موضع التطبيق بدلاً من أحكام الإسلامونظام الخلافة، وبعد ما قسم المنطقة إلى أكثر من خمسين بلداً ووضع الحواجز فيمابينها ووضع حكاماً يسوسون الأمة بشتى أنظمة الكفر لمصلحته مستبدلاً نظامه الساقط الذي لا يعرف قيمة خلقية ولا روحية ولا إنسانية بجوهرة الإسلام.

لقد جعل الغربالأمة الإسلامية ممزقة وفرض عليها التحاكم لنظامه العلماني الذي يقوم على مقياس المنفعة فحسب، والحياة عندها ملعب سباق وتنافس وتقاتل وتصارع في سبيل الحصول علىهذه المنفعة التي لا تعرف التراحم فيما بين الناس، فلو كانت الثورة إسلامية إيمانيةلما وقعت مرة أخرى في أحضان الغرب. إن إدراك الثوار أن خلاصهم ليس بتبديل أشخاص أوبعض بنود الدستور أو القانون، وإنما يكون بتبديل النظام الرأسمالي المطبق عليهم بنظام إسلامي، عندها فقط يكون مسار الثورة قد توجه نحو الخلاص الفعلي من براثن الغرب وحكامه العملاء أمثال زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي صالح وبشارالأسد... وإلا فإنهم سيلحقون بهم بإذن الله قريباً عندما ستتحرك الأمة للخلاص منهمومن نظامهم العفن ودساتيرهم العلمانية كما تخلصت من سابقيهم وبالتالي الرجوع إلى الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية ونظام حكم الخلافة الراشدة الثانية على منهاجالنبوة.

من هنا نوجه نداء حاراً إلى إخواننا الثوار أن يتحرروا من كل خائن عميل يتعامل مع دول الكفر بريطانيا وأميركا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من دول الغرب الكافر،وأن يشدوا أزر بعضهم ويتعاونوا مع كل من يعمل لقيام دولة الخلافة الراشدة الثانيةعلى منهاج النبوة، ويتخلصوا من كل قذافي جديد بلباس آخر وثوب آخر وأسلوب آخر؛ إذالإسلام علمنا أن الاستعانة بالغرب الكافر في عملية التغيير حرام ولا يجوز شرعاًحيث قال تعالى في قرآنه الكريم }ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا{ فهو قدحرم الولاء للكفار ولا يجوز طلب المساعدة منهم لأنها مشروطة بشروطهم التي تعيدالاستعمار مرة أخرى إلى أرض المسلمين.

فعلى الثوار الانتباه ومراقبة المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود الثورة؛ فإنه مليء بالأخطار القاتلة وسادر بالعمالة منقمة رأسه إلى أخمص قدميه. فإن الاعترافات الدولية لم تكن لتؤيده لولا أنه يسير علىنهج من سبقوه، ولولا أنه قبل بشروطهم وإرضاء أطماعهم الاستعمارية في كنوز الأمةالموجودة في ليبيا لما أيدوه أبداً. لقد أعلنوا شروطهم للمساعدة صراحة والمجلس الانتقالي أخفى موافقته على كل شروطهم نفاقاً. ولو قرأتم هذا الخبر لتيقن عندكمالأمر: بتاريخ 01/09/2011م ذكر موقع ميدل إيست أونلاين الإلكتروني: "أشارت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن فرنسا قد تكون أبرمت اتفاقاً مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بداية النزاع يمنحها 35% من النفط الليبي فيما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن "لا علم له بذلك".

وحصلت الصحيفة على رسالة تحمل تاريخ 3نيسان/إبريل موجهة من المجلس الوطني الانتقالي إلى أمير قطر يقول فيها المجلس إنه وقع اتفاقاً يمنح 35% من إجمالي النفط الخام إلى الفرنسيين مقابل الدعم الكامل والدائم لمجلسنا. ورداً على سؤال من إذاعة أرتي الخميس قال وزير خارجية جوبيه: «لاعلم لديه بمثل هذه الرسالة. معتبرًا في الوقت نفسه أنه من المنطقي أن تحظى الدول التي ساندت الثوار بامتيازات في عملية إعادة الإعمار وأضاف: "إن المجلس الوطني الانتقالي قال بشكل رسمي إنه سيعامل الذين ساندوه بأفضلية في إعادة الإعمار ما يبدولي أمراً منطقياً عادلاً».

إن أي اعتماد على قدرات الدول الغربية هو هدر للثورةوضياع لحق الله والأمة، وهو طريق مسدود يؤدي إلى الهاوية بهؤلاء العملاء وإلى تجددالمآسي في بلاد المسلمين. إن هذا الغرب سيأخذ على عاتقه تصفية كل اتجاه نظيف شريف في الثورة والإبقاء على العملاء الخالصين لسياساته ليحافظ على مصالحه في ليبيا. هذاما جرى من قبل ويجري الآن والشقي من لا يتعظ، فالغرب لا عهد له ولا ميثاق ولا شرف،هكذا كان وما يزال وسيبقى، فهو عدو الإسلام الأول، وهو الذي أبعده عن الحكم ومايزال وهذا ظاهر للعيان ولا يغفل عنه إلا كل أعمى لا يهتدي سبيلاً.

والتجربة التي شاهدناها في كل تصرفات الغرب الخبيثة أن الغرب لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالحه قبل كلشيء، وهو يقبل بالقليل في بداية الأمر ليصبح كل شيء في يده في المستقبل؛ ولذلك فكل قليل أو كثير مضل ومضر بمصالح الأمة ومصالح ديننا الذي هو عصمة أمرنا في الدنياوالآخرة .

إن الغرب يمتلك شبكات تبني العملاء وتوصلهم إلى الحكم تحت أسماءوشعارات مختلفة ومتخفية. وسلوك هؤلاء ومفاهيمهم هي التي تقرر استقامتهم على الطريقةأو انحرافهم. والمسلمون عليهم أن يقيسوا هؤلاء ويزنوهم بمقياس وميزان الشرع. لا أنيؤخذوا بتصريحاتهم التمويهية ولا بطبعة الصلاة على جباههم فإن الله سبحانه لا يعبأبمن لا تكون أعمالهم كلها منطلقة من الإيمان بالله ولا بمن لا تكون أعمالهم كلهاbخالصة لوجهه الكريم. فكل من لا يحمل الفكر الإسلامي النقي ويعمل وفق طريقة الرسول لإقامة الخلافة الإسلامية لا يمكن الثقة به في قيادة الأمة ونهضتها من كبوتهاوتحريرها من سيطرة الأخطبوط الغربي الجاثم على رقابها. والذي ينظر اليوم إلى مايحدث في ليبيا من ارتماء كلي في أحضان الغرب يحق له أن يتنبأ أن الحكام الجددلليبيا لن يكونوا أحسن سيرة من القذافي.

إن شباب حزب التحرير المجاهدين العاملين الصادقين لهم خبرتهم السياسية وتربيتهم الإسلامية الكبيرة في فهم الإسلام وطريقةإعادته إلى الحكم تماماً كما أقامه عمل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الأطهار رضي الله عنهم وهؤلاء هم أحق بمد اليد إليهم وإعانتهم في عملهم الذي سيعيد للمسلمين سيرتهم الأولى: خلافة راشدة على منهاج النبوة.

إن الإسلام أمرنا أن نكفر بالطاغوت وأن لانتبعه وأن لا نتعاون معه أو نشاركه في ثوراتنا. فثوراتنا هي ضد الطاغوت نفسه ومن تبعه من الحكام العملاء والخونة لله ولرسوله وقدأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكفر بالطاغوت في نص الكتاب العزيز، وأن ننصر الله ورسوله والمؤمنين قال تعالى: }يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { وقال تعالى: }لاَّ تَجِدُ قَوْماًيُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْأَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْبِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ {وقال تعالى: } وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْإِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {

والله سبحانه وتعالى قد حدد شروط نصره للمؤمنين بقوله تعالى: }يٰأَيُّهَاٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { وبقوله }وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنكَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ { فالآيات والأحاديث فيهذا الباب كثيرة، وهي تبين أن النصر له أحكامه وشروطه التي يجب الأخذ فيها قالتعالى: }إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { فلا نصرولا إظهار للدين ولا تبديل للأوضاع بحسب ما يريده الله سبحانه وتعالى إلا بامتثا لأوامره واجتناب نواهيه والحمد لله رب العالمين.



منقول عن : مجلة الوعي ،العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م

طالب عوض الله 10-26-2011 10:16 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 

الأجهزة الأمنية تلاحق شباب حزب التحرير في رقعة والكرمل ويطا لليوم الرابع على التوالي

أفاد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين بأن أجهزة السلطة الأمنية لا زالت لليوم الرابع على التوالي تلاحق شباب حزب التحرير في كل من رقعة والكرمل ومدينة يطا في محافظة الخليل وتعتدي على حرمات البيوت بالمداهمة والتفتيش وتعتقل شباب حزب التحرير وأقاربهم.
يأتي ذلك إثر مشاركة شباب حزب التحرير الفاعلة في الاحتجاج مع أهل الكرمل ويطا على عقد مباراة كرة قدم نسائية في ملعب يطا الجمعة 21/10/2011م والتي عدّها أهل المنطقة اعتداءً صارخاً على القيم والمفاهيم الإسلامية التي يدين بها أهل فلسطين.
وأفاد شهود عيان بأن تلك الأجهزة حاصرت منذ الساعات الأولى لصباح هذا اليوم الاثنين مدرسة ذكور رقعة الثانوية بحثا عن شباب حزب التحرير، وقامت بتفتيش أحد المحال التجارية ونصبت حاجزا في منطقة الكراج وسط مدينة يطا ودققت في هويات المارين، ولازالت الأجهزة الأمنية تتواجد في محيط بيوت العديد من شباب الحزب في المدينة.
ووصف المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين هذه الإجراءات بالممارسات التعسفية غير المسؤولة والمعادية للناس والتي تعبر عن عدم الاتعاظ بما جرى ويجري للحكام المستبدين في المنطقة العربية.
وبحسب المكتب فإن سعي السلطة لفرض الفساد على الناس بالقوة واستمرار ملاحقة المنكرين له والاعتداء على بيوتهم واعتقال أقاربهم يلاقي سخطاً شديداً من الناس وبخاصة من وجهاء المنطقة.
وأفاد المكتب بأن الأجهزة الأمنية لا زالت حتى اللحظة تعتقل أقارب عدد من شباب حزب التحرير كرهائن في صورة تذكر بممارسات الاحتلال والحكام المستبدين أمثال الهالك القذافي والأسد. على حد وصفه.


24/10/2011م
From:
"إصدارات المكتب الإعلامي"

طالب عوض الله 10-26-2011 09:01 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 



نعم: الديمقراطية المدنية تناقض الإسلام جملةً وتفصيلاً


دعا الدكتور يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة في 21-10-2011م أهلَ ليبيا ليقيموا "الجمهورية الإسلامية الديمقراطية المدنية"، ورأى أنه "ليس هناك تعارض بين الإسلامية والديمقراطية والمدنية"، ودعا إلى إقامة تجمع يضم مصر وليبيا وتونس بقوله: "لا بد أن تستقر الأمور ويُوجد نوع من التكتل والعالم يتكتل. رأينا أوروبا وآسيا ولم نر من هذه التكتلات إلا خيراً لأصحابها، لماذا لا يتكتل الثوريون الخيّرون مع بعضهم بعضاً".

إننا بداية نثني على الدعوة لوحدة بلاد المسلمين، حيث إنها واجب شرعي، والواجب في هذه الوحدة أن تكون في ظل دولة الخلافة...

ولكننا ننبه لمفهوم خطير جداً من شأنه أن يبقينا في ظل هذه الأنظمة الفاسدة العميلة وقبل ذلك كله إثم وعذاب الله أعاذنا وإياكم منه، هذا المفهوم هو " أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية المدنية"! فتختزل الديمقراطية بآلية الانتخاب التي تُمكّن الناس من انتخاب من يمثلهم في السلطة التشريعية -البرلمان-، والتي يعتبرها البعض موازيةً لمجلس الشورى، والشورى عمليةٌ شرعيةٌ جاءت النصوص الشرعية توصي بها...

إن اختزال الديمقراطية بآلية الانتخاب هو أمر مُخلٌّ وقاصر يؤدي إلى نتيجة خاطئة في إصدار الحكم الشرعي الصحيح ، والحكمُ على الشيء فرعٌ عن تصوره.

فالديمقراطية، في حقيقتها، تتجاوز العملية الانتخابية لتكون نظام حكم منبثقاً عن العقيدة العلمانية القائمة على فصل الدين عن الحياة. فالمجلس التشريعي، أيّاً كان مسمّاه، إنما يشرّع باسم الشعب وبناء على أن السيادة للشعب في زعم أرباب الديمقراطية. وهذا ما يتصادم كلّيةً مع الشريعة الإسلامية والتشريع الإسلامي القائم على العقيدة الإسلامية التي تقضي بأن الحكم لله والسيادة للشرع لا لسواه.

نعم إن الإسلام يوصي بالشورى القائمة على انتخاب الأمة مَنْ يمثّلها تمثيلا صحيحا في مجلس الأمة، أو مجلس الشورى، ولكن ليس لمجلس الشورى، ولا للخليفة الحاكم، أن يشرع خارجاً عن أحكام الشرع المستمدة من مصادر التشريع التي نزل بها الوحي السماوي.

أما النظام الجمهوري فهو من إفرازات النظام العلماني حيث تقوم حفنة من الطبقة الحاكمة باستعباد الناس ابتداء من التشريع وانتهاء بفرض القوانين التي تضع الإنسان في موضع الربوبية في التحليل والتحريم. بينما جاءت النصوص الشرعية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة بوجوب مبايعة إمام، أو خليفة المسلمين.

وقد عبّر الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه عن جوهر النظام الإسلامي في كلمته المأثورة جواباً لرستم قائد الفرس حين سأله: "ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
أما لفظ "الدولة المدنية" الذي كثر تداوله مؤخرا، فما هو إلا محاولة يائسة من دعاة العلمانية لتلبيسها على البسطاء من المسلمين....

طبعا سيخرج من يقول هنا وهناك: نحن إنما نقصد المعنى الإسلامي في الشورى والديمقراطية الإسلامية!!
فنقول لهم: إن العبرة ليست بما تقصدون أو لا تقصدون، فقد نهانا المولى عز وجل أن نتشبه بالكفار " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ( البقرة آية 104)
فلو فرضنا أن المعنى بين اللفظ المستورد والمعنى الإسلامي متطابق، فقد أغنانا ربُّنا عن اللجوء إلى البشر وكنا ملزمين باعتماد المعنى الإسلامي، فما بالكم إذا كان المعنى مختلفاً بل متناقضاً؟

وفي هذا السياق يحق لنا أن نستغرب تلك الدعوات للوحدة بشكل مبتور ناقص بل ويختلف عما جاء في ديننا العظيم! فالإسلام يوجب وحدة المسلمين تحت قيادة خليفة يجمع شملهم ويحمي بيضتهم ويسهر على تطبيق كافة أحكام الدين، فلا بد من تذكير الأمة كافة ومن بينهم أهل مصر وتونس وليبيا، بوجوب مبايعة خليفة يسوسهم بشرع الله؟ والخير في الدعوة إلى إقامة الخلافة يأتي من كونه طاعةً لربنا وليس من صنيع الشعوب الأوروبية أو غيرها.
إن البشرية التي شهدت بالأمس القريب احتضار ووفاة النظام الاشتراكي الماركسي في شرق أوروبا، وتشهد اليوم انهيار النظام الرأسمالي في الغرب، وكلاهما نظامان يقومان على استعباد طغمة من الناس للناس، هذه البشرية تتطلع إلى فجر جديد للإسلام يخلّصها من ضنك العيش المادي الخانق ويخرجها إلى سعة الدنيا والآخرة، وهذه فرصة أمة التوحيد لإعلاء كلمة الله سبحانه بتطبيق شرعه وحمل رسالته إلى البشرية جمعاء، وإلى هذا يدعوكم حزب التحرير للعمل معه للفوز برضوان الله في الدارين بإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي بشّر بها عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول الحق تعالى:
﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾
(المائدة 48)

عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير




المكتب الإعلامي

المركزي


http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...ts/entry_15140


From: mohamad khilafah

طالب عوض الله 10-26-2011 10:38 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الأربعاء 28 ذو القعدة 1432 هـ 26/10/2011م رقم الإصدار: ص/ب ن-99/011

بيان صحفي

السلطة تنسّق مع اليهود وتستنفر البلطجية والجواسيس لفرض مباراة كرة قدم نسائية

وتضرب وتعتقل وجهاء يطا المحتجين على إشاعتها لأسباب الفاحشة والرذيلة!



بالرغم من استنكار واعتراض وجهاء محافظة الخليل لدى مكتب المحافظ ورئيس بلدية دورا ومديرية تربية جنوب الخليل على عقد مباراة كرة قدم نسائية في مدينة دورا يوم الخميس 20/10/2011، إلا أن سلطة الإثم أصرت على عقدها، ثم أتبعتها بعقد مباراة أخرى في اليوم التالي، الجمعة، في قرية الكرمل شرق مدينة يطا بين فتيات من الكرمل وفريق إناث سويدي، متحديةً أهل فلسطين ووجهاءها مجاهرةً بالمعصية ومتعاونة على الإثم والعدوان مع الاحتلال اليهودي، وجندت أوباشها وأزلامها وبلطجيتها والجواسيس لفرض المباراة ولقمع واعتقال الذين احتجوا ورفضوا هذه الرذيلة.



إن الوجهاء والمشايخ وأهالي يطا والكرمل لمّا علموا أن السلطة مُصرّةٌ على الاستمرار في المعصية ونشر الرذيلة رغم محاسبة وجهاء محافظة الخليل، ولمّا علموا أن السلطة أحضرت الفتيات السويديات كاشفاتٍ لعوراتهن ليلعبن على ملعب الكرمل، خرجوا من مسجد بلال بن رباح في مسيرة حاشدة ضمت الوجهاء وأساتذة الجامعات والمدرسين باتجاه الملعب بعد صلاة الجمعة لإنكار هذا المنكر ورفض عقد المباراة بين أهليهم، وقد أسمعوا صوتهم للموجودين في نادي الكرمل، وعندما همّوا بمغادرة النادي وجدوا أن الشرطة استدعت الأجهزة الأمنية بعد التنسيق مع اليهود يرافقها البلطجية والجواسيس ليعتدوا على الناس بالهراوات والسكاكين وإطلاق الرصاص!!



لم يكتف رجال السلطة وأزلامها بالاعتداءات على الناس المحتجين وإصرارهم على عقد المباراة وحضورها ومشاهدة الفتيات خاصة الفتيات السويديات "بالشورت" وهن يركضن خلف الكرة، لم يكتفوا بذلك، بل وصف الذي تولّى كِبَرَهُ منهم (وهو مشبوه معروف) وجهاءَ وأساتذة ومدرّسي وأكارم يطا والكرمل "بالغوغاء المعزولين"، وصف لا يليق إلا بقائله، وبالأجهزة الأمنية والبلطجية الذين داهموا المنازل والمحالّ التجارية والمدارس بحثاً عن المشاركين في مسيرة الاحتجاج من شباب حزب التحرير وأقاربهم، ولا تزال حملة المداهمات والاعتقالات مستمرة حتى إعداد هذا البيان.



إن تصرفات وأقوال السلطة وأزلامها تشبه تماما ما قام به قذافي ليبيا ومبارك مصر وبن علي تونس وبشار سوريا وعلي اليمن، وكأن السلطة وأزلامها لم يستوعبوا الدرس ولم يعتبروا بما جرى للقذافي ومبارك وبن علي وأزلامهم، فهذه الأمة ومنها أهل فلسطين لن تنسى مَن ظلمها وأشاع الفاحشة فيها وكالَ لها التُّهم، واعتقل وعذّب أبناءها لأنهم أنكروا المنكرات وطالبوا بالحقوق ورفضوا إشاعة الفاحشة فيهم، "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ "

وإننا في حزب التحرير نتوجه إلى أهلنا في فلسطين المباركة، أهل المسجد الأقصى المبارك، فنقول: أتقبلون بأن تقوم السلطة بإحضار الفتيات شبه العاريات من اليابان ومن السويد وكافة دول الكفر الحاقد على الإسلام والمسلمين وتجوب بهم مدن فلسطين ليلعبن كرة قدم مع بنات من فلسطين لم يردعهن دينهن عن لعب الكرة أمام الرجال ويختلطن بالديّوثين؟، أتقبلون الدّياثة وإشاعة الفاحشة والرذيلة فيكم؟ هل هذه هي فلسطين؟! هل هذه هي أكناف بيت المقدس؟! أليست السلطة التي ترعى الفواحش بين ظهرانيكم دخيلة عليكم؟

ألم يكْفِكم أن السلطة تحولت من حركة تحرر وطني إلى مجموعة مرتزقة تحرس أمن الاحتلال مقابل أموال دول المانحين الذين دعموا الاحتلال اليهودي!؟، كيف ترضون لها أن تتحول إلى مجموعة ديوثين يشجعون على كشف العورات والاختلاط والرذيلة؟! أيرضى رجل كريم أن تلعب ابنته كرة قدم أمام الرجال؟!، أيرضى رجلٌ غيورٌ وقورٌ يخاف الله أن يشاهد الفتيات شبه العاريات وهن يعبثن بالكرة؟! أليس من يحاول إدخال هذه الثقافة إلى عقر داركم مشبوهاً يعمل لصالح الكفار؟



إن الواجب عليكم أن تدركوا أنفسكم وبناتكم وشبابكم وتقولوا للسلطة ورجالاتها قولاً بليغاً وتمنعوا منكراتها، حتى ترعوي هذه السلطة وتتراجع عن شنيع فعالها، وحتى نستحق نصر الله فيهيئ لنا ولأمة الإسلام خليفة راشدا يحرك الجيوش ويحرر فلسطين من الاحتلال اليهودي ويرفع عنا غمة السلطة الظالمة.



(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

--

طالب عوض الله 10-28-2011 08:38 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 

وجهاء يطا يسلمون عريضة لمكتب محافظ محافظة الخليل بخصوص التطورات والأوضاع المتوترة التي نجمت عن مباراة كرة القدم النسائية في يطا

أفاد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أنه على أثر ممارسات السلطة في مدينة يطا والمتمثلة في استنفارها لعناصرها وبلطجيتها لفرض مباراة كرة قدم نسائية في قرية الكرمل شرق يطا وسط مهرجان احتفالي و رقص يوم الجمعة الموافق 21/10/2011،

و على أثر قمعها لوجهاء يطا الذين احتجوا على تلك المباراة و تلك النشاطات التي تمس القيم و المفاهيم الإسلامية التي يدين بها أهل فلسطين، وعلى أثر ما تلا ذلك من عربدات وملاحقات و اعتقالات و خاصة لشباب حزب التحرير الذين شاركوا في الاحتجاج،

على أثر ذلك كله تنادى عدد من مخاتير يطا لاستنكار تلك الممارسات ووضع حد لها من خلال إعداد وثيقة تكشف الحقيقة و تحذر السلطة من نتيجة أعمالها غير المسئولة والتي تعادي أهل فلسطين و قيمهم الإسلامية.

و قد وقع على تلك العريضة أكثر من مئتين من مخاتير ووجهاء مدينة يطا وتم تسليمها لمكتب المحافظ في محافظة الخليل يوم الأربعاء الموافق 26/10/2011 حيث استلمها السيد فريد اعمر مدير دائرة الإصلاح و العشائر في محافظة الخليل والذي وعد بتسليمها للمحافظ،

ومن الجدير بالذكر أن المحافظ كان قد أخبر رئيس بلدية يطا ووجهاء آخرين بأنه لا يريد استقبالهم ولهذا أعطيت لمستشاره لشئون العشائر فريد اعمر.

27/10/2011

ملاحظة: نسخة من التواقيع محفوظة لدى المكتب الإعلامي



وهذا نص العريضة المذكورة

بسم الله الرحمن الرحيم

بخصوص الإشكال الذي حدث يوم الجمعة الماضية 21/10/2011 في قرية الكرمل وما تبعه من مشاكل المباراة المعلن عنها والتي تخالف كل ما لدينا من أعراف وتقاليد، ومن غير المقبول أن يقوم نفر منبوذ بفرض لعب النساء علينا، ولا نقبل أبدا بأن تكون البنات فرجة للهامل والكامل.

ومن جهة أخرى عندما خرج أبناؤنا في المسيرة التي انطلقت من مسجد الكرمل خرجوا من أجل الأعراض التي يجب أن تحموها أنتم ونحن، ونحن نعلم من شهود العيان ومن الفيديوهات التي نشروها أنهم قالوا رأيهم ولم يخربوا شيء ولو مجرد قلب كرسي، وعلمنا بوجود شباب من عائلة مدير النادي كانوا يحملون السكاكين والعصي، وشوهد شاب بلباس مدني يحمل مسدس، وعليه اتفق القائمون على المسيرة مع الشرطة على الخروج وأن تمنع الشرطة حملة السكاكين والعصي من الاقتراب، ولكن بعدما خرجوا تم الغدر بهم وهاجمتهم جموع البلطجية والأمن الوطني والوقائي.

ولذلك لا يوجد أي مبرر لاعتقال أو ملاحقة أحد منهم وتردد الأجهزة الأمنية وخاصة الوقائي على المدارس لاعتقال أبنائنا المدرسين أمام طلبتهم وهو أمر مستهجن ومرفوض ولا يتماشى مع أخلاق الشرطة والعسكر.

ونحن نتساءل لصالح من تستمر الملاحقات، هل هي لصالح أشخاص معينين في الوقائي؟ ونتساءل هل من الحكمة أن ينطلق المناديب مع سيارات الأمن للتدليل على بيوت أبناءنا ونحن في بلد عشائري لا ينسى فيه الشخص حقه وقد يترتب على ذلك ما يترتب من مشاحنات وربما مصادمات بين العشائر والحمايل.

ولذلك نخاطبكم بأن تتحلوا بالحكمة وأن توقفوا تلك المهزلة، ونحن باسمنا وباسم وجهاء ومخاتير يطا لن نقف مكتوفي الأيدي فأبناؤنا الذين شاركوا في تلك المسيرة هم من خيرة الناس وسمعتهم كالذهب وغالبيتهم العظمى من الجامعيين وحتى حملة الشهادات العليا.

وأعلموا أنكم تتحملون المسئولية الكاملة عن الفتن التي ستعم يطا وقد توقع الدموم بين العشائر والحمايل

واقبلوا فائق الاحترام

المصدر

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

http://www.pal-tahrir.info/events/28...ية-في-يطا.html

طالب عوض الله 10-28-2011 09:41 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 

الوعي العام لعملية التغيير الصحيح

حمد طبيب


موضوع الوعي العام يرتبط ارتباطاً حتمياً بالتغيير الجذري المبدئي، لأنه لا يمكن تحقّقه في المجتمعات -أي التغيير- دون مقدمات، وأهم هذه المقدمات وأولاها هو الوعي العام على ما يراد إيجاده في المجتمع من عملية تغيير شاملة، قائمة على أساس مبدئيٍّ فكريٍّ صحيح، وهذا الأمر أيضاً هو من أحكام الطريقة في عملية التغيير الشرعية التي لا تجوز مخالفتها أو الحيد عن تفاصيلها؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سار في هذا الطريق في المدينة المنورة في عملية تهيئة الأجواء من أجل توطئة الأرضية لإقامة الدولة الإسلامية، لذلك ومن هذا المنطلق لا بد من فهم معنى الوعي العام، وكيف يتحقق من أجل عملية التغيير الخاصة (المبدئية ).
فالوعي إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية، نجد أن معناه حسب ما ورد في الصحاح للجوهري الحفظ والفهم؛ قال: وعاه أي حفظه وفهمه،تقول: وعيت الحديث أعيه وعياً.. أما كلمة العام فهي مأخوذة من عمّ الشيء أو الأمر؛ أي شمل الجميع، قال: عم الشيء يعم عموماً أي شمل الجماعة، يقال: عمهم بالعطية.. فيصبح معنى الوعي العام كما وردت في لغة العرب هو فهم الأمة وحفظها لما يراد إيصاله إليها من فكر، وانتشار هذا الفهم والحفظ عند معظم الناس في المجتمع فيتحقق معنى الشمول.
أما كيف يتحقق هذا الوعي في المجتمع، فلا بد قبل بيان كيفية تحقّقه ومعرفة ذلك في المجتمع من بيان أنواع هذا الوعي العام في أي مجتمع كان وتأثيره في عملية التغيير. أما هذه الأنواع فهي:
الوعي على حاجات المجتمع المتعلقة بالنواحي الغريزيّة والحاجات العضوية: قد يقول قائل هنا: إن مظاهر الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع بشكل فردي عند كل إنسان، وهي تحتاج إلى مفهوم عن الأشياء التي تشبع الحاجات، ولا تحتاج إلى وعي وإحاطة، ولا دخل لموضوع الوعي بهذا الأمر. فنقول: هذا الكلامُ صحيح لأن الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع، ولكنّها لا تدفعه للتغيير المجتمعي الشامل على أساس الحاجات العضوية والغرائز، فلا بد من أن يسبق عملية التغيير للمجتمع على أساس هذه النظرة وعي وإحاطة وتشخيص للواقع حتى وإن كانت متعلقة بالحاجات العضوية والغرائز؛ لأن الموضوع هنا هو عملية تغيير وليس عملية إشباع فقط. فمثلاً نقول: إن نسبة البطالة كذا في المجتمع، وإن عدد الجوعى كذا، وعدد العاطلين عن العمل ومَنْ أجورهم دون الحد الأدنى كذا... فهذه الأمور كلها تتعلق بالحاجات العضوية من مأكل ومشرب ومسكن، وقد يكون الأمر ناتجاً عن الكبت والتضييق والاستعباد كما جرى في العصور الوسطى عند الشعوب الأوروبية، أو في العصور القديمة عند الرومان، ثم تقوم الشعوب بشكل جماعي منظم بعد تشخيص واقعها هذا، بالعمل لتغيير هذا الواقع مع أن الدافع لذلك هو دافع غرائزي ابتداء يتعلق بالحاجات العضوية أو بغريزة حب البقاء.
فكل عمليات التشخيص هذه التي تسبق التغيير تحتاج إلى وعي وإدراك عليها، حتى وإن كان دافعها في البداية غريزي أو نابعاً من حاجات عضوية، والوعي العام على الواقع هذا يكون مقدمة لعملية تغيير شاملة قائمة على أساس تحسين الوضع المعيشي فقط، أو الانعتاق من ربقة العبودية، وهذا الوعي العام يُحدث رأياً عاماً في أوساط الشباب والقادرين على التغيير، فيندفع هؤلاء الناس إلى عملية تغيير شاملة تحسّنُ الوضع المعيشي، أو تنتج تحرراً وانعتاقاً من العبوديات؛ كما جرى في عهد الكنيسة أو في عهد الرومان ..
الوعي العام الناتج عن الأفكار الخاطئة المغلوطة: سواء أكانت هذه الأفكار ناتجة عن مبدأ أم كانت بدون أساس مبدئي، وذلك كما جرى في كثير من بلاد أوروبا الغربية عندما فُصل الدين عن الحياة، وأصبح عند الشعوب مبدأٌ اسمه (الحل الوسط)، وأصبح لهذا المبدأ عقيدة وفكرٌ جديد، وصار له رأيٌ عام معاكس لظلم الكنيسة والتسلط. فالشعوب في أوروبا أصبحت تعي على هذا الفكر الجديد؛ أي أصبح هناك وعيٌ عام في أوساط الجماهير، وفي أوساط القادرين على التغيير من القوى السياسية، ثم أصبح هذا الوعي العام رأياً عاماً عند عامة الناس، وقامت عملية تغييرٍ جذريّ على أساسه في معظم دول أوروبا، ثم انتقلت إلى شعوب أخرى في مناطق كثيرة من العالم عندما أصبح لهذا الفكر الجديد رأي عام نابع من قناعات الشعوب به (أصبح له وعيٌ عام).
الوعي العام الناتج عن المبدأ الصحيح: والمبدأ الصحيح – كما نعلم – هو ما كانت عقيدته مبنية على العقل، أي تقنع العقل الإنساني بشكل عام، وكانت موافقة للفطرة الإنسانية؛ أي لغريزة حب التدين؛ بمعنى أنه يقرّر ما في الإنسان من احتياج للخالق العظيم.. وهذا لا يوجد إلا في مبدأ الإسلام لأنه يقنع العقل الإنساني في كل مكان بأن لهذا الكون خالقاً خلقه، وأيضاً يقرّر ما في الإنسان من احتياج لهذا الخالق.
والحقيقة أن هذا الوعي العام – الناتج عن المبدأ الصحيح – لا يمكن تحققه إلا عند المسلمين، والسبب أنه لا يوجد في العالم كله مبدأ يتصف بصفة إقناع العقل وموافقة الفطرة إلا مبدأ الإسلام فقط.
أما تحقيق هذا الوعي العام فإنه يكون بوضوح أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها في أذهان الناس؛ عقيدةً وأحكاماً، عند عامة الناس في المجتمع؛ أي حصول الوعي على عموم أفكار الإسلام عند عامة المجتمع!!، وهذه الأفكار العامة مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه هو المشرع فقط، ولا يجوز أخذ تشريع من غيره، وأن التشريع من غير الله كفر لا يُقبل أبداً. والوعي أيضاً أن الأمة الإسلامية أمة واحدة من دون الناس، تسودها أخوة الإسلام، وتربطها عقيدة الدين فوق العرقيات والإقليميات، وأن الدولة الإسلامية هي عنوان هذا الوحدة، وعنوان قوة المسلمين، وأنها فرض على الأمة الإسلامية وقضية مصيرية من قضاياها، والأمة بدونها ضائعة ضعيفة، عدا عن وقوعها في دائرة الغضب الإلهي. والوعي العام أن الكفار أعداءٌ للأمة لا يريدون لها الخير وأنهم يحرصون على عدم عودة الإسلام بعودة الوحدة إلى الأمة، أي بعودة دولة الإسلام، وأنهم يسهرون على منعها، ويعملون بكل ما أوتوا من قوة وبأس. والوعي أن طريقة نهضة الأمة الإسلامية هي بفكرها ومبدئها، وليس عن طريق أفكار الغرب ولا عن طريق الحركات أو الأحزاب العميلة المرتبطة بالغرب، حتى وإن كانت إسلامية .فهذا كله هو من الوعي العام الواجب إيجاده في الأمة، ويحتاج في نفس الوقت أيضاً إلى وعي خاص على كل جزئية منه عند طائفة خاصّة من أبناء الأمة من أجل إحداث عملية التغيير المبدئي في المجتمع؛ أي عند القائمين على عملية التغيير من الأحزاب، وعند أهل القوة والنصرة والمنعة، أو وجهاء الناس لأنهم في مقدمة الصفوف من أجل عملية التغيير، ويحتاجون إلى وعي خاص فوق الوعي العام الموجود عند باقي الأمة، وذلك حتى تكون نصرتهم صحيحة وعملهم سليماً، ولا يحدث عندهم أيّ انحراف أثناء عملية التغيير الجذري .
هذا الوعي العام إذا حصل عند الأمة فإنه يُحدث بشكل تلقائي رأياً عاماً شاملاً في أوساط الجماهير السياسية والفكرية، وعند عموم الناس، فيصبح عند الأمة الاستعداد لقبول هذه العملية التغييرية على أساس الفكرة المراد إيجادها في المجتمع، وتصبح الأمة حارسة لهذه العملية داعمة لها..
ومع هذا الوعي العام على الإسلام، وعلى الكفر وأساليبه وغاياته، وعلى عملية التغيير المراد إيجادها في المجتمع يجب أن يكون عند الأمة وعيٌ عامٌ على من يحمل هذا الفكرة ويعمل لها، ويريد إيجاد واقع عملي لها في الحياة؛ أي يجب أن يكون هناك وعي على الأحزاب القائمة على التغيير وعلى إخلاصها وصدقها. والوعي المطلوب هنا على الأحزاب هو وعيٌ على استقامة هذه الأحزاب، واستقامة تمسّكها بالفكر الذي تحمله، وإخلاصها للأمة، وعدم ارتباطها بأي جهة أخرى، وقدرتها على القيادة وكفاءتها في تقدم الصفوف وقدرتها على الاستمرارية بعد عملية التغيير ..
والحقيقة أن الوعي المطلوب اليوم في بلاد المسلمين هو الوعي العام على عملية التغيير المبدئية الصحيحة، وعلى المخلصين من القائمين عليها، وذلك بجانب هذا الرأي العام الكاسح الموجود للإسلام، وليس الوعي المرتبط بالغرائز والحاجات العضوية؛ أي الوعي على حالة الفقر من حيث المأكل والمشرب والأجور والحاجات المعيشية وحرية التصرف والانعتاق من القيود المفروضة على الناس فقط.
فالناظر اليوم في بلاد المسلمين يرى أن عموم المسلمين عندهم رأيٌ عام للإسلام والحمد لله، وأصبح الإسلام مطلباً كذلك عند الأغلبية الساحقة، وهذا الرأي العام يأخذ اتجاه الوعي العام الكامل ولكنه تعترضه وتحاول أن تحرفه عنه أفكار مخلوطة ومتداخلة تجمع بين النقيضين أحياناً، ومشوهة عن الإسلام، وواردة إلينا من ثقافات الغرب المسمومة، عبر بعض الحركات الإسلامية وغير الاسلامية التي تخدم الاستعمار، وبسبب تضليل علماء السوء والمؤسسات الدينية التي ترعاها الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وبسبب وجود وسائل الإعلام والمنابر بيد الحكام، وبسبب الحرب الشريرة التي تشنها الدول الكافرة ضد الوعي الصحيح حتى لا تنقلب الأمور عليها رأساً على عقب، وتنفلت من يدها في بلاد المسلمين .
أما بالنسبة لحزب التحرير وفكرته ودعوته فإن هناك في أكثر الدول في العالم الإسلامي رأيٌ عام له؛ أي للحزب نفسه، نتيجة السجون والقتل والتنكيل، ونتيجة معرفة الأمة بإخلاصه وإحساسهم بذلك، ولكن هذا الرأي العام للحزب كذلك يعترضه الغرب الكافر والحركات الإسلامية وغير الإسلامية وتحاول أن تشوه صورته لكي تبعد الناس عن فكرته وطريقته وغايته حتى لا يوجد وعيٌ على الحزب في هذه الدول عند عموم المسلمين، والسبب في عدم تحقّق هذا الوعي العام ليس راجعاً للحزب وفكره، أو إلى جهوده في إيصال الفكرة، وإنما راجع إلى حالة التضييق والتعتيم التي تمارس ضدّ فكره وضدّ رجالاته وأعماله، وإحاطة الناس بهالة من الخوف والكبت والقهر والسجون لمن يقترب من هذا الحزب، ورغم ذلك يوجد وعيٌ عند كثيرٍ من أبناء المسلمين في تلك البلاد وخاصة بين أوساط المثقفين والمتعلمين.
ويمكن القول إن الأمة فيها رأي عام للإسلام، وفي بعض بلاد المسلمين يوجد فوق الرأي العام للإسلام رأي عام عظيم للحزب، ولكن مازال الوعي العام يحتاج إلى اكتمال عند عموم الأمة، وإن كان موجوداً عند الكثير من أفرادها، وهذه هي المشكلة التي تعاني منها الأمة الإسلامية اليوم .
والناظر في الأحداث العالمية التي حدثت، ومازالت تحدث في بلاد المسلمين وخارجها يرى أنها كلّها تستنهض فكر الأمة نحو الوعي العام، وخاصة ما جرى من احتلال اليهود لأرض فلسطين، وعجز الأنظمة عن مواجهة ذلك طوال ستين عاماً، وما جرى من احتلال أفغانستان والعراق ومساعدة الحكام والجيوش في بلاد المسلمين لهذا الاحتلال، ولهث الدول في العالم الإسلامي خلف يهود للسلام، ووقوف حكام المسلمين في صفّ أميركا لمحاربة الإرهاب (الإسلام)، وتصفية المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية كقادة الجهاد والعلماء، وأخيراً جاءت هذه الثورات والانتفاضات العارمة كرافدٍ جديد يصب في بوتقة الوعي العام عند الأمة، والتي ثارت في وجه الحكام كالبركان، وحطّمت الكثير مما أقامه الحكام من حواجز أمام الوعي العام كي لا يتحقق .
وقد ساعد أيضاً في هذا الاستنهاض الفكري نحو الوعي العام ما جرى من تهاوي الأفكار العالمية كالاشتراكية والرأسمالية، وعجزها عن معالجة شؤون الناس في مجالات الحياة المختلفة كالنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي، ويمكن القول إن الأمة قد أخذت تشق طريقها بتسارع كبير نحو تحقق الوعي العام على الإسلام وعلى الحزب أيضاً.
وقبل أن نختم نقول: إن هذه الثورات ستحطم بإذن الله كل القيود والسدود التي أقامها الحكام لعدم وصول الأمة إلى درجة الوعي العام الصحيح على دينها وواقعها وعلى الأحزاب المخلصة التي تريد نهضتها وتغيير واقعها، وستُظهر هذه الثورات الحكام وأفكارهم الهزيلة أمام شعوبهم على أنها أوهى من بيت العنكبوت، وستصل الشعوب عما قريب في خضم هذه الأحداث المتعاقبة والمتسارعة إلى قناعة تامة أن خلاصهم ليس بالأفكار الغربية الواهية المزيفة كالديمقراطية والحرية، وإنما في فكر الإسلام العالي الراقي، وسيحصل عندها أيضاً قناعة تامة ناتجة عن وعي عام أن الحزب؛ أي حزب التحرير هو وحده الذي يحمل لواء التغيير الصحيح في العالم الإسلامي، ويسعى له بصدق وجد وإخلاص وعمل دؤوب متواصل.. وفي هذا مؤشر خير بإذنه تعالى كي تحتضن الأمة الأفكار الصحيحة ليصبح عندها وعي عام عليها، ويصبح عندها أيضاً وعيٌ عام على فكر الحزب وطريقته لعملية التغيير الشاملة الصحيحة..
نسأله تعالى أن يهيئ الظروف لتحقّق هذا الأمر عما قريب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م


ابو عمر 10-29-2011 12:30 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله (المشاركة 23561)

الوعي العام لعملية التغيير الصحيح

حمد طبيب


موضوع الوعي العام يرتبط ارتباطاً حتمياً بالتغيير الجذري المبدئي، لأنه لا يمكن تحقّقه في المجتمعات -أي التغيير- دون مقدمات، وأهم هذه المقدمات وأولاها هو الوعي العام على ما يراد إيجاده في المجتمع من عملية تغيير شاملة، قائمة على أساس مبدئيٍّ فكريٍّ صحيح، وهذا الأمر أيضاً هو من أحكام الطريقة في عملية التغيير الشرعية التي لا تجوز مخالفتها أو الحيد عن تفاصيلها؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سار في هذا الطريق في المدينة المنورة في عملية تهيئة الأجواء من أجل توطئة الأرضية لإقامة الدولة الإسلامية، لذلك ومن هذا المنطلق لا بد من فهم معنى الوعي العام، وكيف يتحقق من أجل عملية التغيير الخاصة (المبدئية ).
فالوعي إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية، نجد أن معناه حسب ما ورد في الصحاح للجوهري الحفظ والفهم؛ قال: وعاه أي حفظه وفهمه،تقول: وعيت الحديث أعيه وعياً.. أما كلمة العام فهي مأخوذة من عمّ الشيء أو الأمر؛ أي شمل الجميع، قال: عم الشيء يعم عموماً أي شمل الجماعة، يقال: عمهم بالعطية.. فيصبح معنى الوعي العام كما وردت في لغة العرب هو فهم الأمة وحفظها لما يراد إيصاله إليها من فكر، وانتشار هذا الفهم والحفظ عند معظم الناس في المجتمع فيتحقق معنى الشمول.
أما كيف يتحقق هذا الوعي في المجتمع، فلا بد قبل بيان كيفية تحقّقه ومعرفة ذلك في المجتمع من بيان أنواع هذا الوعي العام في أي مجتمع كان وتأثيره في عملية التغيير. أما هذه الأنواع فهي:
الوعي على حاجات المجتمع المتعلقة بالنواحي الغريزيّة والحاجات العضوية: قد يقول قائل هنا: إن مظاهر الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع بشكل فردي عند كل إنسان، وهي تحتاج إلى مفهوم عن الأشياء التي تشبع الحاجات، ولا تحتاج إلى وعي وإحاطة، ولا دخل لموضوع الوعي بهذا الأمر. فنقول: هذا الكلامُ صحيح لأن الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع، ولكنّها لا تدفعه للتغيير المجتمعي الشامل على أساس الحاجات العضوية والغرائز، فلا بد من أن يسبق عملية التغيير للمجتمع على أساس هذه النظرة وعي وإحاطة وتشخيص للواقع حتى وإن كانت متعلقة بالحاجات العضوية والغرائز؛ لأن الموضوع هنا هو عملية تغيير وليس عملية إشباع فقط. فمثلاً نقول: إن نسبة البطالة كذا في المجتمع، وإن عدد الجوعى كذا، وعدد العاطلين عن العمل ومَنْ أجورهم دون الحد الأدنى كذا... فهذه الأمور كلها تتعلق بالحاجات العضوية من مأكل ومشرب ومسكن، وقد يكون الأمر ناتجاً عن الكبت والتضييق والاستعباد كما جرى في العصور الوسطى عند الشعوب الأوروبية، أو في العصور القديمة عند الرومان، ثم تقوم الشعوب بشكل جماعي منظم بعد تشخيص واقعها هذا، بالعمل لتغيير هذا الواقع مع أن الدافع لذلك هو دافع غرائزي ابتداء يتعلق بالحاجات العضوية أو بغريزة حب البقاء.
فكل عمليات التشخيص هذه التي تسبق التغيير تحتاج إلى وعي وإدراك عليها، حتى وإن كان دافعها في البداية غريزي أو نابعاً من حاجات عضوية، والوعي العام على الواقع هذا يكون مقدمة لعملية تغيير شاملة قائمة على أساس تحسين الوضع المعيشي فقط، أو الانعتاق من ربقة العبودية، وهذا الوعي العام يُحدث رأياً عاماً في أوساط الشباب والقادرين على التغيير، فيندفع هؤلاء الناس إلى عملية تغيير شاملة تحسّنُ الوضع المعيشي، أو تنتج تحرراً وانعتاقاً من العبوديات؛ كما جرى في عهد الكنيسة أو في عهد الرومان ..
الوعي العام الناتج عن الأفكار الخاطئة المغلوطة: سواء أكانت هذه الأفكار ناتجة عن مبدأ أم كانت بدون أساس مبدئي، وذلك كما جرى في كثير من بلاد أوروبا الغربية عندما فُصل الدين عن الحياة، وأصبح عند الشعوب مبدأٌ اسمه (الحل الوسط)، وأصبح لهذا المبدأ عقيدة وفكرٌ جديد، وصار له رأيٌ عام معاكس لظلم الكنيسة والتسلط. فالشعوب في أوروبا أصبحت تعي على هذا الفكر الجديد؛ أي أصبح هناك وعيٌ عام في أوساط الجماهير، وفي أوساط القادرين على التغيير من القوى السياسية، ثم أصبح هذا الوعي العام رأياً عاماً عند عامة الناس، وقامت عملية تغييرٍ جذريّ على أساسه في معظم دول أوروبا، ثم انتقلت إلى شعوب أخرى في مناطق كثيرة من العالم عندما أصبح لهذا الفكر الجديد رأي عام نابع من قناعات الشعوب به (أصبح له وعيٌ عام).
الوعي العام الناتج عن المبدأ الصحيح: والمبدأ الصحيح – كما نعلم – هو ما كانت عقيدته مبنية على العقل، أي تقنع العقل الإنساني بشكل عام، وكانت موافقة للفطرة الإنسانية؛ أي لغريزة حب التدين؛ بمعنى أنه يقرّر ما في الإنسان من احتياج للخالق العظيم.. وهذا لا يوجد إلا في مبدأ الإسلام لأنه يقنع العقل الإنساني في كل مكان بأن لهذا الكون خالقاً خلقه، وأيضاً يقرّر ما في الإنسان من احتياج لهذا الخالق.
والحقيقة أن هذا الوعي العام – الناتج عن المبدأ الصحيح – لا يمكن تحققه إلا عند المسلمين، والسبب أنه لا يوجد في العالم كله مبدأ يتصف بصفة إقناع العقل وموافقة الفطرة إلا مبدأ الإسلام فقط.
أما تحقيق هذا الوعي العام فإنه يكون بوضوح أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها في أذهان الناس؛ عقيدةً وأحكاماً، عند عامة الناس في المجتمع؛ أي حصول الوعي على عموم أفكار الإسلام عند عامة المجتمع!!، وهذه الأفكار العامة مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه هو المشرع فقط، ولا يجوز أخذ تشريع من غيره، وأن التشريع من غير الله كفر لا يُقبل أبداً. والوعي أيضاً أن الأمة الإسلامية أمة واحدة من دون الناس، تسودها أخوة الإسلام، وتربطها عقيدة الدين فوق العرقيات والإقليميات، وأن الدولة الإسلامية هي عنوان هذا الوحدة، وعنوان قوة المسلمين، وأنها فرض على الأمة الإسلامية وقضية مصيرية من قضاياها، والأمة بدونها ضائعة ضعيفة، عدا عن وقوعها في دائرة الغضب الإلهي. والوعي العام أن الكفار أعداءٌ للأمة لا يريدون لها الخير وأنهم يحرصون على عدم عودة الإسلام بعودة الوحدة إلى الأمة، أي بعودة دولة الإسلام، وأنهم يسهرون على منعها، ويعملون بكل ما أوتوا من قوة وبأس. والوعي أن طريقة نهضة الأمة الإسلامية هي بفكرها ومبدئها، وليس عن طريق أفكار الغرب ولا عن طريق الحركات أو الأحزاب العميلة المرتبطة بالغرب، حتى وإن كانت إسلامية .فهذا كله هو من الوعي العام الواجب إيجاده في الأمة، ويحتاج في نفس الوقت أيضاً إلى وعي خاص على كل جزئية منه عند طائفة خاصّة من أبناء الأمة من أجل إحداث عملية التغيير المبدئي في المجتمع؛ أي عند القائمين على عملية التغيير من الأحزاب، وعند أهل القوة والنصرة والمنعة، أو وجهاء الناس لأنهم في مقدمة الصفوف من أجل عملية التغيير، ويحتاجون إلى وعي خاص فوق الوعي العام الموجود عند باقي الأمة، وذلك حتى تكون نصرتهم صحيحة وعملهم سليماً، ولا يحدث عندهم أيّ انحراف أثناء عملية التغيير الجذري .
هذا الوعي العام إذا حصل عند الأمة فإنه يُحدث بشكل تلقائي رأياً عاماً شاملاً في أوساط الجماهير السياسية والفكرية، وعند عموم الناس، فيصبح عند الأمة الاستعداد لقبول هذه العملية التغييرية على أساس الفكرة المراد إيجادها في المجتمع، وتصبح الأمة حارسة لهذه العملية داعمة لها..
ومع هذا الوعي العام على الإسلام، وعلى الكفر وأساليبه وغاياته، وعلى عملية التغيير المراد إيجادها في المجتمع يجب أن يكون عند الأمة وعيٌ عامٌ على من يحمل هذا الفكرة ويعمل لها، ويريد إيجاد واقع عملي لها في الحياة؛ أي يجب أن يكون هناك وعي على الأحزاب القائمة على التغيير وعلى إخلاصها وصدقها. والوعي المطلوب هنا على الأحزاب هو وعيٌ على استقامة هذه الأحزاب، واستقامة تمسّكها بالفكر الذي تحمله، وإخلاصها للأمة، وعدم ارتباطها بأي جهة أخرى، وقدرتها على القيادة وكفاءتها في تقدم الصفوف وقدرتها على الاستمرارية بعد عملية التغيير ..
والحقيقة أن الوعي المطلوب اليوم في بلاد المسلمين هو الوعي العام على عملية التغيير المبدئية الصحيحة، وعلى المخلصين من القائمين عليها، وذلك بجانب هذا الرأي العام الكاسح الموجود للإسلام، وليس الوعي المرتبط بالغرائز والحاجات العضوية؛ أي الوعي على حالة الفقر من حيث المأكل والمشرب والأجور والحاجات المعيشية وحرية التصرف والانعتاق من القيود المفروضة على الناس فقط.
فالناظر اليوم في بلاد المسلمين يرى أن عموم المسلمين عندهم رأيٌ عام للإسلام والحمد لله، وأصبح الإسلام مطلباً كذلك عند الأغلبية الساحقة، وهذا الرأي العام يأخذ اتجاه الوعي العام الكامل ولكنه تعترضه وتحاول أن تحرفه عنه أفكار مخلوطة ومتداخلة تجمع بين النقيضين أحياناً، ومشوهة عن الإسلام، وواردة إلينا من ثقافات الغرب المسمومة، عبر بعض الحركات الإسلامية وغير الاسلامية التي تخدم الاستعمار، وبسبب تضليل علماء السوء والمؤسسات الدينية التي ترعاها الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وبسبب وجود وسائل الإعلام والمنابر بيد الحكام، وبسبب الحرب الشريرة التي تشنها الدول الكافرة ضد الوعي الصحيح حتى لا تنقلب الأمور عليها رأساً على عقب، وتنفلت من يدها في بلاد المسلمين .
أما بالنسبة لحزب التحرير وفكرته ودعوته فإن هناك في أكثر الدول في العالم الإسلامي رأيٌ عام له؛ أي للحزب نفسه، نتيجة السجون والقتل والتنكيل، ونتيجة معرفة الأمة بإخلاصه وإحساسهم بذلك، ولكن هذا الرأي العام للحزب كذلك يعترضه الغرب الكافر والحركات الإسلامية وغير الإسلامية وتحاول أن تشوه صورته لكي تبعد الناس عن فكرته وطريقته وغايته حتى لا يوجد وعيٌ على الحزب في هذه الدول عند عموم المسلمين، والسبب في عدم تحقّق هذا الوعي العام ليس راجعاً للحزب وفكره، أو إلى جهوده في إيصال الفكرة، وإنما راجع إلى حالة التضييق والتعتيم التي تمارس ضدّ فكره وضدّ رجالاته وأعماله، وإحاطة الناس بهالة من الخوف والكبت والقهر والسجون لمن يقترب من هذا الحزب، ورغم ذلك يوجد وعيٌ عند كثيرٍ من أبناء المسلمين في تلك البلاد وخاصة بين أوساط المثقفين والمتعلمين.
ويمكن القول إن الأمة فيها رأي عام للإسلام، وفي بعض بلاد المسلمين يوجد فوق الرأي العام للإسلام رأي عام عظيم للحزب، ولكن مازال الوعي العام يحتاج إلى اكتمال عند عموم الأمة، وإن كان موجوداً عند الكثير من أفرادها، وهذه هي المشكلة التي تعاني منها الأمة الإسلامية اليوم .
والناظر في الأحداث العالمية التي حدثت، ومازالت تحدث في بلاد المسلمين وخارجها يرى أنها كلّها تستنهض فكر الأمة نحو الوعي العام، وخاصة ما جرى من احتلال اليهود لأرض فلسطين، وعجز الأنظمة عن مواجهة ذلك طوال ستين عاماً، وما جرى من احتلال أفغانستان والعراق ومساعدة الحكام والجيوش في بلاد المسلمين لهذا الاحتلال، ولهث الدول في العالم الإسلامي خلف يهود للسلام، ووقوف حكام المسلمين في صفّ أميركا لمحاربة الإرهاب (الإسلام)، وتصفية المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية كقادة الجهاد والعلماء، وأخيراً جاءت هذه الثورات والانتفاضات العارمة كرافدٍ جديد يصب في بوتقة الوعي العام عند الأمة، والتي ثارت في وجه الحكام كالبركان، وحطّمت الكثير مما أقامه الحكام من حواجز أمام الوعي العام كي لا يتحقق .
وقد ساعد أيضاً في هذا الاستنهاض الفكري نحو الوعي العام ما جرى من تهاوي الأفكار العالمية كالاشتراكية والرأسمالية، وعجزها عن معالجة شؤون الناس في مجالات الحياة المختلفة كالنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي، ويمكن القول إن الأمة قد أخذت تشق طريقها بتسارع كبير نحو تحقق الوعي العام على الإسلام وعلى الحزب أيضاً.
وقبل أن نختم نقول: إن هذه الثورات ستحطم بإذن الله كل القيود والسدود التي أقامها الحكام لعدم وصول الأمة إلى درجة الوعي العام الصحيح على دينها وواقعها وعلى الأحزاب المخلصة التي تريد نهضتها وتغيير واقعها، وستُظهر هذه الثورات الحكام وأفكارهم الهزيلة أمام شعوبهم على أنها أوهى من بيت العنكبوت، وستصل الشعوب عما قريب في خضم هذه الأحداث المتعاقبة والمتسارعة إلى قناعة تامة أن خلاصهم ليس بالأفكار الغربية الواهية المزيفة كالديمقراطية والحرية، وإنما في فكر الإسلام العالي الراقي، وسيحصل عندها أيضاً قناعة تامة ناتجة عن وعي عام أن الحزب؛ أي حزب التحرير هو وحده الذي يحمل لواء التغيير الصحيح في العالم الإسلامي، ويسعى له بصدق وجد وإخلاص وعمل دؤوب متواصل.. وفي هذا مؤشر خير بإذنه تعالى كي تحتضن الأمة الأفكار الصحيحة ليصبح عندها وعي عام عليها، ويصبح عندها أيضاً وعيٌ عام على فكر الحزب وطريقته لعملية التغيير الشاملة الصحيحة..
نسأله تعالى أن يهيئ الظروف لتحقّق هذا الأمر عما قريب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م


بسم الله الرحمن الرحيم
انجازات الثورات المباركة ؟!!!!!لا بارك الله فيها
ان اخطر ما تتعرض له الامة الاسلامية منذ ما يزيد عن قرن من الزمان انها ضحية للتضليل السياسي وكذلك سوء التفكير السياسي ولقد عانت الأمّة الإسلامية من سوء التفكير السياسي الكثير من المصائب والويلات، فالدولة العثمانية مثلاً، حين كانت أوروبا تحاربها في القرن التاسع عشر، إنّما كانت تحاربها في الأعمال السياسية أكثر منها في الأعمال العسكرية، وإنه وإن وقعت أعمال عسكرية ولكنها كانت مساعدة للأعمال السياسية، فمثلاً ما كانوا يسمونه بمشكلة البلقان، وهي مشكلة خلقتها الدول الغربية بالتصريحات، فأعلنوا أن دول البلقان يجب أن تحرَّر من العثمانيين، أي من المسلمين، ولكن لم يكونوا يعنون أنهم سيحاربون الدولة العثمانية وإنما كانوا يعتمدون على إيجاد القلاقل والاضطرابات في البلقان فجاءوا بفكرة القومية والتحرر، فأخذها البلقانيون وأخذوا يقومون بالثورات، فكانت الدولة العثمانية تقوم بعمليات عسكرية ضد هذه الثورات مراعية وضع الدول الأخرى وتحاول استرضاء الدول الأخرى، مع أن هذه الدول الأخرى هي التي كانت تسند الثورات وهي التي كانت توهم العثمانيين وهي التي كان تجعلهم يشتغلون ضد الثورات من أجل أن يكون عملهم إنهاكاً لقواهم للقضاء على الثورات، وهكذا كان من نتيجة خطأ الدولة العثمانية وضلالها في التفكير السياسي أن خسرت البلقان، ثم لاحقتها فكرة القومية في عقر دارها حتى قضت عليها
فهدم الغرب الكافر دولة الخلافة الاسلامية على يد المجرم مصفى كمال عام 1924 ولكن بعد ان جعلت منه بريطانيا بطلا عسكريا بحيث مكنته من معارك مصطنعة مع جيوشها وكذلك جعلت امريكا من عميلها عبد الناصر بطلا قوميا يهاجم امريكا في كل مناسبة امعانا في تضليل المسلمين ولكنه يعمل في الخفاء لتنفيذ مشاريعها في المنطقة ولذلك يقول رجل المخابرات الامريكي مايلز كوبلاند في كتابه لعبة الامم
( إن الشرط اللازم لبقاء أي حاكم فى السلطة... واستمرار تقدمه في مجال البناء والإصلاح هو أن يظهر بمظهر يستحيل القول معه أنه صنيعة لنا، وأن يتصرف بطريقة لا تظهر أي انسجام مع أذواقنا وميولنا. وباختصار، فإن مساندتنا لاي زعيم للوصول الى سدة الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التى نريدها لا بد أن ترتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لا بد له من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة على السلطة ويضمن استمرارها. كما أن هيكل النظام السياسي الذي يتبع ذاك الحاكم لا بد أن يكون طبيعياً وفطرياً وغير مصطنع، وبالتالي يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تضمر عداءلمصالحنا ) فالغرب الكافر يتقن صناعة العملاء وتلميعهم ولم يقتصر الغرب الكافر في صناعته للعملاء على الحكام بل انه تجاوز ذلك الى صناعة المنظمات والاحزاب كمنظمة التحرير الفلسطينية ومن يدور في فلكها كحركتى حماس والجهاد الاسلامي من اجل بيع فلسطين وتثبيت كيان يهود خنجرا مسموما في خاصرة الامة الاسلامية وكذلك مثل حزب الله في لبنان بحيث جعلته امريكا قاعدة متقدمة لايران في جنوب لبنان تمهيدا لانشاء الهلال الشيعي في منطقة الشرق الاوسط بقيادة ايران علاوة على استخدامه كأداة في ضرب قوة الردع الاسرائيلي تمهيدا لحل القضية الفلسطينية حسب المشروع الامريكي القائم على اساس حل الدولتين وايضا قامت امريكا بصناعة تنظيم القاعدة من اجل السير قدما في تنفيذ مشروعها شرق اوسط كبير القائم على اساس ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وتقسيم منطقة العالم الاسلامي وبخاصة الشرق الاوسط على اسس طائفية واثنية
وبناء على ما تقدم فان التضليل السياسي هو ديدن الغرب الكافر حيث ان الغرب الكافر حقق نجاحات منقطعة النظير في تنفيذ مشاريعه الخبيثة وجرائمه النكراء على شعوب العالم عامة والامة الاسلامية خاصة من خلال التضليل السياسي حيث تعاني هذه الشعوب والامم من سوء التفكير السياسي
واليوم تمارس امريكا والغرب الكافر من ورائها اخطر عملية تضليل سياسي على الامة الاسلامية حيث ان المشروع الامريكي شرق اوسط كبير القائم على اساس ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين والتقسيم الجغرافي على اسس طائفية واثنية والذي تريد امريكا من خلاله صياغة منطقة العالم الاسلامي بما يوافق مصالحها
فان امريكا تعمل على تنفيذ هذا المشروع من خلال الشعوب بحيث تدفع الشعوب بالمطالبة بالمشاريع الامريكية على انها مطالب الشعوب ومن هنا نشهد الثورات والاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة والتي تسمى بالربيع العربي حتى تحقق اهدافها المرسومة لها امريكيا
ولكن المصيبة التي ما بعدها مصيبة والبلاء الذي ما بعده بلاء ان ينجذب ابناء المسلمين وبخاصة الذين يدٌَعون الوعى السياسي الى مشاريع امريكا والغرب الكافر من ورائها كما ينجذب الفراش الى النار والادهى والامر من ذلك يباركون المشروع الامريكي من حيث لا يعلمون ويتغنون بالثورات وما حققته من انجازات !!!ولكن عن اى انجازات يتحدثون ؟!!
هل يتحدثون عن انجازات ثورة تونس ؟!! التي افرزت انتخابتها للمجلس التأسيسي اليوم عن صعود حزب النهضة العلماني بثوب اسلامي والذي بشر زعيمه راشد الغوشي الغرب قبل المسلمين في تونس بانه لن يطبق الشريعة الاسلامية ولن يمنع البكيني على شواطىء تونس ولن يفرض الحجاب على المرأة المسلمة الذي فرضه رب العالمين
ولعلهم يتحدثون عن انجازات ثورة مصر!!! التي راح ثوارها يطالبون بالدولة المدنية مع ان مقومات الدولة المدنية تقوم على اساس الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وكلها افكار كفر او انهم يقصدون بانجازات ثورة مصر صياغة دستور علماني جديد اول من يوقع عليه ويعمل على شرعنته الحركات الاسلامية كالحرية والعدالة (اخوان مسلمين) او العلماء المتهتكين في دين الله مثل القرضاوي مفتي قناة الجزيرة الامريكية او انهم يقصدون بانجازات ثورة مصر شرعنة القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي المصرية وفي قناة السويس وهذا من خلال اعطاء الشرعيية لقادة المجلس العسكري الذي يستمد شرعيته من الثوار والكل يذكر شعار(الجيش والشعب يد واحدة)
ولعلي بهم يتحدثون عن انجازات ثورة ليبيا التي دخلت في نفق مظلم يصل الى اتون حرب اهلية على اسس اثنية من خلال ظهور امراء الحرب كما حصل في الصومال او الصراع بين القوى السياسية العلمانية والاسلامية منها حتى تتمكن امريكا من بناء قيادة الافريكوم في عمق الصحراء الليبية وكذلك نقل مصانع المواد السامة الى الصحراء الليبية الشاسعة , ولعلي بهم يقصدون بانجازات ثورة ليبيا صياغة دستور يؤسس الى الفيدرالية الوجه الاخر للتقسيم
نعم هذه هى الانجازات التي افرزتها ثورات المنطقة حتى الان وينطق بها الواقع وما خفى كان اعظم هذه هى الانجازات التي تساهم في ضرب ما تبقى من المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة فيما يتعلق بنظام الحكم في الاسلام وكيف لا واصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا ويلبسون ثوب الاسلام ينادون بالدولة المدنية مع انها شكل من اشكال انظمة الكفر والامة مطالبة شرعا في اقامة دولة اسلامية تحكم بالكتاب والسنة هذا من جانب اما الامر الاخر فان من الانجازات التي تعمل هذه الثورات على تحقيقها هو التقسيم الجغرافي لمنطقة العالم الاسلامي على اسس اثنية وطائفية اى حفر خندق بين ابناء الامة الاسلامية لا يمكن عقد جسر فوقه لا قدر الله
اما القول ان هذه الثورات قادت الامة لكسر حاجز الخوف عند الامة من الانظمة الدكتاتورية البوليسية مما قادها للوقوف في وجه الظالم والمطالبة برحيله وهذا الامر لطالما كنا ننادي به ونعمل على تحقيقه
نعم ان ثقافة الخوف ثقافة مميتة في الامة ثقافة تدفع بصاحبها الى الرضوخ والخنوع والغاء الكرامة حتى يصل الحال الى الذل والمهانة ولذلك عالج الاسلام هذه المسألة فوجه نظر الانسان باتجاه الذي يستحق ان يُخشى وهو الله سبحانه وتعال (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) [الأحزاب: آية 37] والاسلام هو الذي غذى ثقافة المواجهة والتصدي للحاكم الجائر الظالم فيقول رسولنا الكريم "سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام "لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم"
وعليه فان الاسلام امر بثقافة المواجهة ونهى عن ثقافة الخوف ولكن بشرط ان تكون ثقافة المواجهة مصحوبة بثقافة الوعى السياسي وهذا ما لم يتوفر في هذه الثورات فما زالت الامة تعاني من سوء التفكير السياسي وضحية للتضليل السياسي وسهلة الوقوع في الفخاخ السياسية التي ينصبها الغرب الكافر لها علاوة على ذلك اين الخشية من الله في هذه الثورات؟!! التي تستضىء بنار المشركين وتطالب بالحماية الدولية وتنادي بافكار الكفر وانظمة الكفر
ايها المسلمون
ان الثورات المباركة هى الثورات التي تكون بقواها الذاتية وتعمل من اجل تحرير الامة من سيطرة ونفوذ الغرب الكافر ولاستئناف الحياة الاسلامية معا ولكن الثورات التي تكون بقوى الغرب الكافر من امريكا وبريطانيا وفرنسا وقوات الناتو وتعمل من اجل بقاء سيطرة ونفوذ امريكا والغرب الكافر من ورائها جاثما على صدورالامة وضرب ما تبقى من منظومتها الثقافية وتكون بعض قيادة هذه الثورات صنعت في الفريدوم هاوس بيت الحرية التابع للمخابرات الامريكية السي اى ايه والبعض الاخر من الاحزاب العلمانية والاسلامية التي تتلقى الدعم المالي والتوجيه السياسي من وزارة الخارجية الامريكية فهى ثورات مصطنعة ولا يجوز تكثير سوادها ولا الرضى عن اعمالها ولا تجوز مباركتها بل يجب كشفها وبيان زيفها واماطة اللثام عنها لاظهار الوجه القبيح الذي يقف خلفها وهذا لا يعني السكوت على هؤلاء الحكام المجرمين صنيعة الغرب الكافر بل يجب العمل على خلعهم عن عروشهم من اجل استئناف الحياة الاسلامية وليس الحياة العلمانية ومن اجل اقامة دولة اسلامية وليس دولة مدنية
ايها المسلمون
إلى متى تظل الامة تعاني من سوء التفكير السياسي؟ وإلى متى تظل ألعوبة يلعب بها الغرب الكافر وادواته العملاء ؟ أمَا آن لهذه الأمّة أن تدرك أنه لا خلاص لها من المصائب والويلات الا بالوعى السياسي ولا نجاة لها إلاّ بالإسلام، ولا أمل بنجاتها إلاّ على أيدي المخلصين الواعين؟ لذلك ندعو الأمّة لأن تضع حداً لهذه المؤامرات التي تنفذها امريكا والغرب الكافر من ورائها والتي تستهدف الامة وبلاد الإسلام، وأن لا تَقبل نظام حكم لها إلاّ النظام الذي يجمع صفوفها ويوحدها تحت راية واحدة ويطرد أعداءها ويطهّر بلادها، ألا وهو نظام الخلافة لأنه هو الوحيد الذي جعله الله نظام الحكم في الإسلام.

طالب عوض الله 10-29-2011 09:19 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
جامعة الأنظمة العربية امتعضت كــ " ثورٍ له خوار "

سيف الدين عابد
يتقلّب الشعب السوري الأبي بين مهلة وأخرى !!
ومع كلّ مهلة تعطى للنظام القمعي النصيري في سوريا تراق المزيد من الدماء وتُنتهك المزيد من الأعراض وتُدمَر المزيد من البيوت والمساجد.

كلّ يوم في سوريا يُودّعُ شهداء، أطفال ونساء وشباب وشيوخ

كلّ ساعة في سوريا تُخطّ ملاحم بطولية مدادها دماء قانية طيبة طاهرة

في ظلّ نظام " عفلقيّ " لا وازع ولا رادع له من دين ولا أخلاق ولا إنسانية

يتقلّب المحيط الإقليميّ لسوريا بين ذئاب شرسة تعين النظام وتقتل الشعب يداّ بيد مع مجرمي نظام البعث

من مثل حزب الله مدّعي البطولات والمقاومة والصمود على الحقّ حتى كشفته ثورة الأبطال في اوريا وأزالت

ورقة التوت عن جسده، ولبنان التي تعتبر الحليف لنظام سوريا في تقتيله وقمعه.

وبين متآمرين على الشعب السوري يلبسون لبوس الحمل الوديع، ويدّعون الحرص على السوريين وعلى دمائهم

وأعراضهم وما هم على الحقيقة إلا الحليف الأكبر والأفعل لنظام البعث السوري، وأعني تحديداً النظام التركي

وكذا النظام الإيراني الذي يمقت أهل السنة حيثما كانوا، فلا يضيره أن يعين نظام بشار المجرم على قتل شعبه

فتلك سياسة انتهجها مع المسلمين السنة في إيران فما الذي قد يردعه في سوريا وغيرها

وهؤلاء مجتمعين: سوريا، تركيا وإيران لهم سيّد واحد مطاع وهم الأمريكان، فقد كانوا إلى زمن قريب العبد

المطيع للسيّد الأمريكاني في كلّ سياساته في المنطقة، ابتداءً من سياسته في أفغانستان، وليس انتهاءً في



سياسته في العراق، إلى أن بدأ هؤلاء الأمريكان يفقدون عبداً أخلص لهم فبدأ يترنّح وقد خطى جلّ المسافة

على طريق الانهزام والاندثار...وهذا هو النظام السوري البعثي النصيري.

كانت تركيا – نظاماً – قد أعطت لحليفها، نظام سوريا، مهلة أسبوعين ليبدأ في الإصلاحات عسى أن يجد

موقفهم هذا حظوة عند الشعب، فما كان من الشعب السوري الأبي إلا أن أرسل رسالة واضحة مدوّية لنظام

تركيا يقول فيها: خمسة عشر يوماً كافية لقتلنا يا اردوغان...


وهذا ما حصل: انقضت فترة الإمهال التركية، ولم تقدّم الحكومة التركية شيئاً للمقتول وبقيت تُمهل القاتل

وهذا ما كنّا نتوقعه منذ البداية، فتركيا ليست أكثر من وكيل أمريكي في التعاطي مع عبد مثلها لصالح سيّدهم

الأمريكي، فبعد أن نفضت أمريكا يدها – أو كادت – من نظام سوريا التابع لها أوكلت مهمة المتابعة الحثيثة له

للنظام التركي، مع بقائها ترقب الشأن السوري عن كثب حتى إذا سقط – وسيسقط قريباً بإذن الله – ادّعت

حينها أنها كانت مع الشعب ضدّ نظامه فتعمل على محاولة إيجاد عميل غير بشار يسوس السوريين،

متجاهلة وعي الشعب السوري المسلم، ومتجاهلة فضح أمرها وانكشاف مخططاتها.

ولما انقضت المهلة التركية، التي كانت –بحسب ما قال الشعب السوري- كافية لقتله ولسقوط مئات الشهداء

وآلاف الجرحى ومثلهم أخفاهم النظام القمعي في غياهب السجون وتحت ثرى الشام الطاهر في مجازر

جماعية كُشف بعضُها ولم يكشف جُلّها.

أقول، لما انقضت تلك المهلة التركية بتبعاتها البشعة تلك جاء دور "جامعة الأنظمة العربية" التي يشوب

تحركاتها الكثير من الشك، فهي صمتت دهراً ونطقت جُرماً ...

فأطلت برأسها من تحت ركام التخاذلات الجمّة وبعد موات سريريّ طويل ألمّ بها لتقترح مهلة أخرى للنظام السوري،

يقتل في خلالها ما يشاء، ويغتصب قدر ما يشاء، ويغيّب عن الوجود بشراً أيضا قدر ما يشاء تحت ستار ومظلة تلك

الجامعة التي يحفل تاريخها بالعار والذلّ

وكان ردّ الشعب السوري الأبي أن أطلق جمعةً سمّاها: جمعة شهداء المهلة العربية

والتي أثخن فيها بشار الأسد في الشعب السوري تقتيلاً وتدميراً وتهجيراً، وارتفعت خلالها حدّة الهمجية

السورية فزادت من استخدام الطائرات والمدافع والدبابات!!

وحذّرت تلك الجامعة المنتنة بمن فيها وما فيها من نذالة وانحطاط يندى له الجبين، حذّرت نظام سوريا من

إجراءات عقابية إن انتهت المهلة ولم يوقف الأعمال العسكرية،

فانتهت المهلة، ويا للموقف ( المشرّف) الذي وقفته بعد انتهائها:

فقد عبّرت جامعة الأنظمة العربية عن: امتعاضها من عمليات القتل في سوريا!!

لقد "امتعض " العرب يا أهل حمص

لقد امتعض العرب يا شام الإباء

فبشراكم بشراكم!!

جامعة الأنظمة العربية باتت كـــ " ثور له خوار"

يُعبد من دون الله من قِبَل من عاش مهزوماً في فكره ومعتقده!!

تأبى تلك الجامعة، وكلّ الأنظمة التي خلفها إلا أن يقفوا مواقف الخذلان العار في زمن تطلب فيه

الشعوب العزّة والكرامة والانعتاق من ظلم الظالمين وتجبّر المتجبّرين!!

ولا جرم أن تكون هذه مواقف جامعة الذلّ تلك، فهي رجع صدى لمواقف الأنظمة التي تمثلها

ومن يرجو كرامة ونصراً عند أنظمة كتلك فهو جاهل لم يعد معذوراً بجهله بعد هذه الثورات

ومن يظن بها خيراً فلا يكون إلا كمن يستجير من الرمضاء بالنار

هذه الجامعة تدرك، كما تدرك كلّ الأنظمة الخانعة خلفها أن المسألة الآن هي ليس البحث في أن دور

باقي الأنظمة قادم أو لا، بل المسألة هي: متى، وعلى من يكون الدور الآن.

لذا فلا نعطيّن تلك الأنظمة حجماً أكبر من حجمها، ولا دوراً أعظم من دورها، فهي تابعة بالنيابة عن الحكام

التي تمثلهم، والذين ضجّت بهم الأرض الآن فما عادت تحتمل وجودهم ولا النظر إلى صورهم الهالكة المتهالكة

وأن نصر المؤمنين لا يكون إلا من عند ربّهم، فهو ناصرهم، وهو القادر على أن يقلب الأرض على رؤوس الحكام إن

صبرنا واحتسبنا وبه سبحانه لذنا

فلتبق الثورة في سوريا: لله

كما قال أهلنا فيها: هي لله هي لله

وما النصر إلا من عند الله

سيف الـدّيـن عـابـد
.

http://tareekalezzah-saifuddin.blogs...g-post_29.html


From:"saifuddin 3abed"

ابو عمر 10-30-2011 12:50 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله (المشاركة 23603)
جامعة الأنظمة العربية امتعضت كــ " ثورٍ له خوار "

سيف الدين عابد
يتقلّب الشعب السوري الأبي بين مهلة وأخرى !!
ومع كلّ مهلة تعطى للنظام القمعي النصيري في سوريا تراق المزيد من الدماء وتُنتهك المزيد من الأعراض وتُدمَر المزيد من البيوت والمساجد.

كلّ يوم في سوريا يُودّعُ شهداء، أطفال ونساء وشباب وشيوخ

كلّ ساعة في سوريا تُخطّ ملاحم بطولية مدادها دماء قانية طيبة طاهرة

في ظلّ نظام " عفلقيّ " لا وازع ولا رادع له من دين ولا أخلاق ولا إنسانية

يتقلّب المحيط الإقليميّ لسوريا بين ذئاب شرسة تعين النظام وتقتل الشعب يداّ بيد مع مجرمي نظام البعث

من مثل حزب الله مدّعي البطولات والمقاومة والصمود على الحقّ حتى كشفته ثورة الأبطال في اوريا وأزالت

ورقة التوت عن جسده، ولبنان التي تعتبر الحليف لنظام سوريا في تقتيله وقمعه.

وبين متآمرين على الشعب السوري يلبسون لبوس الحمل الوديع، ويدّعون الحرص على السوريين وعلى دمائهم

وأعراضهم وما هم على الحقيقة إلا الحليف الأكبر والأفعل لنظام البعث السوري، وأعني تحديداً النظام التركي

وكذا النظام الإيراني الذي يمقت أهل السنة حيثما كانوا، فلا يضيره أن يعين نظام بشار المجرم على قتل شعبه

فتلك سياسة انتهجها مع المسلمين السنة في إيران فما الذي قد يردعه في سوريا وغيرها

وهؤلاء مجتمعين: سوريا، تركيا وإيران لهم سيّد واحد مطاع وهم الأمريكان، فقد كانوا إلى زمن قريب العبد

المطيع للسيّد الأمريكاني في كلّ سياساته في المنطقة، ابتداءً من سياسته في أفغانستان، وليس انتهاءً في



سياسته في العراق، إلى أن بدأ هؤلاء الأمريكان يفقدون عبداً أخلص لهم فبدأ يترنّح وقد خطى جلّ المسافة

على طريق الانهزام والاندثار...وهذا هو النظام السوري البعثي النصيري.

كانت تركيا – نظاماً – قد أعطت لحليفها، نظام سوريا، مهلة أسبوعين ليبدأ في الإصلاحات عسى أن يجد

موقفهم هذا حظوة عند الشعب، فما كان من الشعب السوري الأبي إلا أن أرسل رسالة واضحة مدوّية لنظام

تركيا يقول فيها: خمسة عشر يوماً كافية لقتلنا يا اردوغان...


وهذا ما حصل: انقضت فترة الإمهال التركية، ولم تقدّم الحكومة التركية شيئاً للمقتول وبقيت تُمهل القاتل

وهذا ما كنّا نتوقعه منذ البداية، فتركيا ليست أكثر من وكيل أمريكي في التعاطي مع عبد مثلها لصالح سيّدهم

الأمريكي، فبعد أن نفضت أمريكا يدها – أو كادت – من نظام سوريا التابع لها أوكلت مهمة المتابعة الحثيثة له

للنظام التركي، مع بقائها ترقب الشأن السوري عن كثب حتى إذا سقط – وسيسقط قريباً بإذن الله – ادّعت

حينها أنها كانت مع الشعب ضدّ نظامه فتعمل على محاولة إيجاد عميل غير بشار يسوس السوريين،

متجاهلة وعي الشعب السوري المسلم، ومتجاهلة فضح أمرها وانكشاف مخططاتها.

ولما انقضت المهلة التركية، التي كانت –بحسب ما قال الشعب السوري- كافية لقتله ولسقوط مئات الشهداء

وآلاف الجرحى ومثلهم أخفاهم النظام القمعي في غياهب السجون وتحت ثرى الشام الطاهر في مجازر

جماعية كُشف بعضُها ولم يكشف جُلّها.

أقول، لما انقضت تلك المهلة التركية بتبعاتها البشعة تلك جاء دور "جامعة الأنظمة العربية" التي يشوب

تحركاتها الكثير من الشك، فهي صمتت دهراً ونطقت جُرماً ...

فأطلت برأسها من تحت ركام التخاذلات الجمّة وبعد موات سريريّ طويل ألمّ بها لتقترح مهلة أخرى للنظام السوري،

يقتل في خلالها ما يشاء، ويغتصب قدر ما يشاء، ويغيّب عن الوجود بشراً أيضا قدر ما يشاء تحت ستار ومظلة تلك

الجامعة التي يحفل تاريخها بالعار والذلّ

وكان ردّ الشعب السوري الأبي أن أطلق جمعةً سمّاها: جمعة شهداء المهلة العربية

والتي أثخن فيها بشار الأسد في الشعب السوري تقتيلاً وتدميراً وتهجيراً، وارتفعت خلالها حدّة الهمجية

السورية فزادت من استخدام الطائرات والمدافع والدبابات!!

وحذّرت تلك الجامعة المنتنة بمن فيها وما فيها من نذالة وانحطاط يندى له الجبين، حذّرت نظام سوريا من

إجراءات عقابية إن انتهت المهلة ولم يوقف الأعمال العسكرية،

فانتهت المهلة، ويا للموقف ( المشرّف) الذي وقفته بعد انتهائها:

فقد عبّرت جامعة الأنظمة العربية عن: امتعاضها من عمليات القتل في سوريا!!

لقد "امتعض " العرب يا أهل حمص

لقد امتعض العرب يا شام الإباء

فبشراكم بشراكم!!

جامعة الأنظمة العربية باتت كـــ " ثور له خوار"

يُعبد من دون الله من قِبَل من عاش مهزوماً في فكره ومعتقده!!

تأبى تلك الجامعة، وكلّ الأنظمة التي خلفها إلا أن يقفوا مواقف الخذلان العار في زمن تطلب فيه

الشعوب العزّة والكرامة والانعتاق من ظلم الظالمين وتجبّر المتجبّرين!!

ولا جرم أن تكون هذه مواقف جامعة الذلّ تلك، فهي رجع صدى لمواقف الأنظمة التي تمثلها

ومن يرجو كرامة ونصراً عند أنظمة كتلك فهو جاهل لم يعد معذوراً بجهله بعد هذه الثورات

ومن يظن بها خيراً فلا يكون إلا كمن يستجير من الرمضاء بالنار

هذه الجامعة تدرك، كما تدرك كلّ الأنظمة الخانعة خلفها أن المسألة الآن هي ليس البحث في أن دور

باقي الأنظمة قادم أو لا، بل المسألة هي: متى، وعلى من يكون الدور الآن.

لذا فلا نعطيّن تلك الأنظمة حجماً أكبر من حجمها، ولا دوراً أعظم من دورها، فهي تابعة بالنيابة عن الحكام

التي تمثلهم، والذين ضجّت بهم الأرض الآن فما عادت تحتمل وجودهم ولا النظر إلى صورهم الهالكة المتهالكة

وأن نصر المؤمنين لا يكون إلا من عند ربّهم، فهو ناصرهم، وهو القادر على أن يقلب الأرض على رؤوس الحكام إن

صبرنا واحتسبنا وبه سبحانه لذنا

فلتبق الثورة في سوريا: لله

كما قال أهلنا فيها: هي لله هي لله

وما النصر إلا من عند الله

سيف الـدّيـن عـابـد
.

http://tareekalezzah-saifuddin.blogs...g-post_29.html


from:"saifuddin 3abed"






ايها المسلمون
ان الثورات المباركة هى الثورات التي تقوم بقواها الذاتية وتعمل من اجل تحرير الامة من سيطرة ونفوذ الغرب الكافر , وتعمل لاستئناف الحياة الاسلامية. ولكن الثورات التي تقوم بقوى الغرب الكافر من امريكا وبريطانيا وفرنسا وقوات الناتو وتعمل من اجل بقاء سيطرة ونفوذ امريكا والغرب الكافر من ورائها , جاثمة وجاثما على صدرالامة وضرب ما تبقى من منظومتها الثقافية . هى ثورات مجرمة , وليست مباركة .
ولا ننسى ان بعض قيادات هذه الثورات صنع في "الفريدوم هاوس" الذي يسمونه بيت الحرية التابع للمخابرات الامريكية "السي اى ايه" وبعضها الاخر من الاحزاب العلمانية والاسلامية التي تتلقى الدعم المالي والتوجيه السياسي من وزارة الخارجية الامريكية .
فهى اذن ثورات مصطنعة , لا يجوز تكثير سوادها ولا الرضى عن اعمالها ولا تجوز مباركتها بل يجب كشفها وبيان زيفها واماطة اللثام عنها لاظهار الوجه القبيح الذي يقف خلفها وهذا لا يعني ابدا السكوت عن هؤلاء الحكام المجرمين صنيعة الغرب الكافر بل يجب العمل على خلعهم من جذورهم وعن عروشهم من اجل استئناف الحياة الاسلامية وليس الحياة العلمانية ومن اجل اقامة دولة اسلامية وليس دولة مدنية.
ايها المسلمون

إلى متى تظل الامة تعاني من سوء التفكير السياسي؟ وإلى متى تظل ألعوبة يلعب بها الغرب الكافر وادواته العملاء ؟ أمَا آن لهذه الأمّة أن تدرك أنه لا خلاص لها من المصائب والويلات الا بالوعى السياسي ولا نجاة لها إلاّ بالإسلام، ولا أمل بنجاتها إلاّ على أيدي المخلصين الواعين؟.
لذلك ندعو الأمّة لأن تضع حداً لهذه المؤامرات التي تنفذها امريكا والغرب الكافر من ورائها والتي تستهدف الامة وبلاد الإسلام، وأن لا تَقبل نظام حكم لها إلاّ النظام الذي يجمع صفوفها ويوحدها تحت راية واحدة ويطرد أعداءها ويطهّر بلادها، ألا وهو نظام الخلافة , لأنه هو وحده النظام الحق الذي يسعد الانسان , وكل الانظمة سواه باطلة وفيها شقاء الانسان .
فالى العمل لايجاد هذا النظام في واقع الحياة , والى المطالبة به وحده, ونبذ ما سواه , ندعوكم ايها المسلمون


قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا

الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

ابو عمر 10-30-2011 01:06 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الى الذين يباركون الثورات ويتغنون بها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اليكم اقوال قيادات الثورة في سوريا


مقابلة | برهان غليون
لن أتولّى منصباً سياسياً في سوريا الجديدة
• التفاوض مع النظام حول نقل السلطة فقط
• الشعب السوري لن يكون ضد المقاومة

يبدو الاسم الأبرز في المجلس الوطني السوري، برهان غليون، مرتاحاً للدور الجديد الذي يقوم به في «النضال» السياسي بعد مسيرة طويلة في العطاء الفكري. يتفاءل بأن يتمكن من لقاء أصدقائه في «سوريا الحرة» في الصيف المقبل، وهو «مزيج من شعور ومعلومات»

■ تحدّثت تقارير صحافية عن رفض روسي لتولّيك رئاسة حكومة مشتركة بين المعارضة والنظام. هل أنت مرشح لرئاسة حكومة مماثلة تجمع النظام والمعارضة في حال توقف الحل الأمني؟
- كلا لستُ مرشحاً لمثل هذا المنصب، فأنا لا أقبل بأن أشارك بأي حوار ولا أي حكومة مع هذا النظام حتى ولو توقف الحل الأمني. أضف أنني حتى بعد سقوط النظام، لن أتولى أي منصب سياسي رسمي في سوريا الجديدة، فأنا أنشط في المجلس الوطني السوري حالياً من منطلق أنني أؤدي مهمة تحريرية لا رغبة بتولي منصب سياسي.

■ كانت لافتة الدعوة التي وجهها أمير قطر قبل يومين للمجلس الوطني، ونصحكم فيها بمحاولة فتح حوار مع النظام السوري. كيف فهمتم الدعوة؟
- لم تردنا أي دعوة من سمو أمير قطر لفتح أي حوار مع النظام، وأعتقد أن المقصود من كلامه المذكور كان دعوة للنظام إلى التحاور معنا وليس العكس. بجميع الأحوال، نحن لن نتحاور مع النظام.

■ لمّحتَ أخيراً إلى أنكم مستعدون لزيارة روسيا إذا تلقيتم دعوة منها. هل تنوون تمرير رسالة إلى النظام السوري من خلال المسؤولين الروس؟
- أولاً بالنسبة إلى زيارة روسيا، نحن بالفعل مستعدون لزيارتها، رغم أننا لم نتلقّ أي دعوة روسية بعد، ونحن نستعد لزيارتها ولطلب موعد لذلك. ثانياً لسنا بوارد توجيه أي رسالة للنظام سوى أن عليه ترك السلطة، ثم إننا لسنا بحاجة إلى وسيط لإيصال رسائل إلى النظام وخصوصاً اننا لا نتحاور معه. نحن مستعدون للتفاوض مع أي طرف من النظام ممن لم تتلوث أياديه بالدم حول نقطة واحدة وحيدة، وهي كيفية نقل السلطة وتفكيك النظام القائم والدخول في مرحلة انتقالية نحو الديموقراطية في سوريا.

■ أنتم في المجلس الوطني السوري متهمون من أطراف معارضة أخرى بأنكم تمارسون سياسة الاقصاء من خلال استبعاد معارضين أساسيين. ألم تستعجلوا في إعلان مجلسكم؟
- بدايةً، من المستحيل أن يتمكن أي إطار معارض من نيل رضى جميع الأطراف. نحن كنا متفقين مع «هيئة التنسيق الوطني» على تأليف المجلس الوطني في الاجتماع الذي عُقد في الدوحة، والذي جمع في حينها ممثلين عن كل من «إعلان دمشق» والاخوان المسلمين وهيئة التنسيق، حتى إن ممثل «هيئة التنسيق» حازم النهار كان موجوداً معنا في اسطنبول قبل أن نعلن المجلس الوطني. كذلك كنتُ شاهداً على اتصال أجري مع الأستاذ حسن عبد العظيم من اسطنبول قبل إعلان المجلس للتأكد من موقف «هيئة التنسيق» برفض المشاركة في قيادة المجلس الوطني، وأجاب في حينها بأنهم في الهيئة يدرسون الموضوع، وقلنا لهم إن حصتهم في هيئات المجلس الوطني ستكون كحصّة «إعلان دمشق» (20 ممثلاً في الجمعية العامة) انطلاقاً من مبدأ المساواة بين مكونات المجلس. أعتقد أنّهم ترددوا في الانخراط معنا في المجلس الوطني لأنهم لم يقدّروا أهمية الدعوة ولأنهم ربما اعتقدوا أنه لن يخرج شيء جدي من الاعلان. حتى انّنا أبلغنا هيئة التنسيق أننا مستعدون للتفاوض معهم حول سقف مواقف المجلس الوطني لأننا ندرك صعوبة وضعهم في الداخل، وأنه ربما لن يتمكنوا من تحمُّل سقف معارضي الخارج بسبب ضغط النظام عليهم وإجرامه. رغم ذلك، أعتقد أن تركيبة المجلس الوطني اليوم متوازنة نوعاً ما. بجميع الأحوال، فإنّ أبواب المجلس الوطني لا تزال مفتوحة أمام انضمام هيئة التنسيق إلى الأطر التنظيمية للمجلس.

■ لكن أطرافاً في هيئة التنسيق تخوّنكم وتتهمكم بالعمالة للخارج، كالسيد هيثم منّاع مثلاً، حتى إن بعض شخصيات «الهيئة» اتهمتكم أخيراً بالطلب من السلطات الفرنسية منع ميشال كيلو وفايز سارة من عقد مؤتمرهما الصحافي في مركز الصحافة الأجنبية cape وفي الـiremo في باريس.
- فليسامح الله هيثم مناع. على كلّ حال، نحن لا نخوّن أحداً. أما بالنسبة إلى قصة المؤتمر الصحافي للصديقين كيلو وسارة، فليس لدي علم بأن أحداً من المجلس الوطني قام بمثل هذه الخطوة، وأنا أجزم بأن هذا لم يحصل.

■ أيضاً يتهمكم بعض المعارضين السوريين بأنكم أُنزلتم بالمظلة لقيادة المعارضة السورية بما أن عدداً من قادة المجلس الوطني لا تاريخ نضالياً معارضاً لهم.
- قد يكون ذلك صحيحاً لكنه ليس عيباً، فالجزء الأكبر ممن يتظاهرون اليوم ويستشهدون ويحرّكون الثورة السورية هم أشخاص لم يسبق لهم أن كانوا يوماً ناشطين. بالتالي فإن كانت الثورة السورية قد حرّكت معارضين سياسيين ودفعتهم للانخراط في العمل المعارِض، فهذا ليس خطأً.

■ حذّرتكم هيلاري كلينتون قبل يومين من أن الأقليات السورية قلقة على مصيرها في حال سقوط النظام، وبعض هذه الأقليات المذهبية والقومية غير راضية على نسبة التمثيل الذي أعطيتموها إياه في المجلس الوطني.
- المجلس الوطني أداة تحريرية تمثل الشعب الثائر وليس برلماناً. ونحن لم نعتمد في تمثيل الأطراف في الهيئة العامة (230) ولا في الأمانة العامة (29) ولا في المكتب التنفيذي (7) للمجلس، المعيار الطائفي. نحن ننظر إلى شعبنا شعباً واحداً، مع الأخذ في الحسبان التنوعات الدينية والإثنية. وتمثيل الأكراد والأشوريين جاء من خلال انضمام منظمات سياسية. ثم إننا في المجلس لسنا بوارد توزيع حصص ومناصب على هؤلاء وأولئك بل بناء أداة سياسية لتحقيق أهداف الثورة. ومن الطبيعي أن يكون منطقنا في العمل وطنياً لا طائفياً ويشترط أن يكون أي طرف يريد أن يتمثل صاحب وزن سياسي، ومستقبلاً البرلمان هو المكان الصالح لتتمثل فيه المجموعات الدينية وغيرها.

■ إلى أي مدى يصح القول ان الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي عموماً، يشكلان القوة الأكبر داخل المجلس الوطني؟
- هذا غير صحيح، فالاخوان المسلمون ليسوا غالبية في الهيئة العامة للمجلس ولا في الأمانة العامة ولا في المكتب التنفيذي، وهم ممثلون بالتساوي كغيرهم من المجموعات الرئيسية (إعلان دمشق وتنسيقيات الثورة والمستقلين) بحسب ما يستحقونه بموجب المعيار الذي اعتمدناه من أن جميع الأطراف متساوية. وأنا أعلنتُ قبل تأسيس المجلس أنني لن أقبل إلا بمجلس متوازن سياسياً. إضافة إلى ذلك، غير صحيح أن جزءاً كبيراً من المستقلين (20 عضواً) هم إسلاميون.

■ ماذا قررتم بخصوص رئاسة المجلس الوطني؟
- بما أنّ المكتب التنفيذي للمجلس يعمل بالتوافق لكونه يمثل مجموعة القوى المؤتلفة في الجمعية العامة، فقد قررنا أن تكون الرئاسة تداولية وسيكون هناك رئيس، لا أعرف إذا كنتُ أنا سأكون رئيسه، الأكيد أنني سأكون في الهيئة الرئاسية، أي في المكتب التنفيذي، وستحسم الأمور في اليومين المقبلين أو الأيام الثلاثة المقبلة وسيعيّن الرئيس بالتوافق، وبعدها نحدد قاعدة تعيين الرئيس مستقبلاً.

■ طالبتم في البيان التأسيسي للمجلس الوطني بحماية دولية. أين تبدأ الحماية الدولية وفق تعريفكم لها وأين تنتهي؟ هل تتضمن تدخلاً عسكرياً أو منطقة معزولة من السلاح أم حظراً على الطيران العسكري السوري؟ من جهة انت ترفض التدخل العسكري، ومن جهة أخرى القيادي في المجلس الوطني وهو ممثل الاخوان المسلمين، محمد رياض الشقفة، يتحدث علناً عن تدخل عسكري ومنطقة تركية معزولة من السلاح...
- بالفعل حصل هذا التناقض في المواقف، وهذا التشويش ناتج من ضعف التواصل الذي رافق فترة انشاء المجلس، وعدم احترام أطراف في المجلس لما اتفقنا عليه منذ البداية من أنني الناطق الرسمي الوحيد باسم الائتلاف حتى تعيين أحد آخر. وحتى الآن هذا ساري المفعول. وبيان تأسيس المجلس ينص على رفض التدخل العسكري أيضاً ويؤكد تمسكنا بالسيادة والاستقلال. المجلس الوطني ضد التدخل العسكري الأجنبي سواء حصل بتفويض من حلف شمالي الأطلسي أو غيره، وأي شخص يصرّح بخلاف ذلك يعكس رأياً شخصياً لا يلزم المجلس الوطني. غير أن من الضروري التذكير بأن من يدفع للتدخل العسكري هو سياسات النظام الدموية وليس المعارضة ولا قوى الثورة. ويجب أن ندرك أن مخاطر التدخل ستزيد مع اصرار النظام على التصعيد في العنف ضد الشعب الأعزل.

■ هل تعتقدون أن الحراك الداخلي يؤيد التدخل العسكري الأجنبي؟
- جزء من الحراك الداخلي يؤيد ذلك بالفعل لأنه يعيش تحت القصف والعنف ويريد وقف المذابح بأي طريقة. لكن القصد ليس التدخل في الحقيقة بل وقف العنف المنظم الذي يتعرضون له. وهذا ما تهدف إليه الحماية الدولية للمدنيين وهي حق لجميع الشعوب التي تتعرض لجرائم ضد الانسانية. بجميع الأحوال، اليوم التدخل العسكري غير مطروح، وهو ما يؤكده لنا جميع الدبلوماسيين الذين نلتقيهم، القتل اليومي هو المشكلة وليس التدخل العسكري لأنه لا خطر من حصوله ولا نريده أصلاً. ما نقصده بالحماية الدولية واضح؛ أولاً نريد مراقبين مدنيين دوليين وعرباً، وإعلاماً أجنبياً ومساعدات انسانية، وتشديداً للعقوبات التي تطاول رموز النظام حصراً، ولا علاقة لهذا أيضاً بخلق منطقة معزولة من السلاح على الحدود التركية أو غيرها.

■ الحماية الدولية التي تطالبون بها، هل هدفها حماية المدنيين أم إسقاط النظام؟
- هدفها حماية المدنيين. إسقاط النظام مهمة الشعب السوري لا القوى الاجنبية. لكن بالتأكيد ستساعد الحماية على استمرار الثورة وتوسيع قاعدة المشاركين فيها. المطلوب هو وقف العنف الذي يحول دون الشعب وتقرير مصيره بحرية واختيار قياداته التي يريد. ووقف العنف هو شرط حصول الشعب السوري على حق تقرير المصير الذي هو حق طبيعي لجميع الشعوب.

■ كيف تعتقدون أن من الممكن اسقاط النظام؟
- باستمرار الثورة وزيادة الضغط الداخلي والخارجي على النظام واتساع رقعة الانتفاضة. ان ازدياد الضغط من الداخل ومن الخارج على النظام هو الكفيل بإسقاطه.

■ هل تراهنون على انشقاق الجيش أو عسكرة الثورة؟
- نحن نؤكد سلمية الثورة. وهذا هو جوهر قوتها وشرط انتصارها والابقاء على طابعها الشعبي العميق. إذا تعسكرت تحول الصراع إلى قتال بين ميليشيات النظام وميليشيات الأهالي، وهذا هو الفخ الذي سعى النظام إلى الدفع إليه منذ البداية. وبالمثل رهاننا ليس على المنشقين عن الجيش السوري، بل على امكانية حصول انشقاق سياسي كبير عن النظام عندما يصل الضغطان الداخلي والخارجي إلى ذروتهما.

■ إلى أي حد يمكن القول إن تأسيس المجلس الوطني كان نتيجة توافق أميركي ــ تركي ــ فرنسي ــ إخواني، وما طبيعة الدعم الذي تنالونه من الخارج؟
- ليس المجلس ثمرة أي توافق ولا نتيجة اي اتفاق مع أي دولة مهما كانت. هو ثمرة إرادة سورية محض. نحن في المجلس الوطني ندفع من مالنا ومن روحنا ولا نتقاضى شيئاً. قد تكون تركيا مهتمة بتفاهم مع الاخوان المسلمين، لكن هذا لا ينعكس أبداً على عمل المجلس ولا على تركيبته.

■ هل لديكم في المجلس الوطني اتصال أو تواصل مع رفعت الأسد أو عبد الحليم خدام مباشرةً أو غير مباشرة؟
- نحن نرى أن هذين الشخصين جزء من النظام أو من إسقاطات النظام ولا علاقة لنا بهما ولا يمكن بأي حال التعاون معهما.

■ لم يعترف بالمجلس الوطني السوري حتى الآن إلا ليبيا. هل ترون أن عدم نيلكم اعترافاً دولياً بعد هو هزيمة مبكرة لكم؟
- هذا ليس سؤالاً بل هو استفزاز. المجلس بالكاد قد ولد، ولم تتشكل بعد مؤسساته نهائياً. ونحن لم نتقدم بطلب اعتراف بعد. لكننا متأكدون من أن اعترافات عالمية واسعة تنتظر المجلس. الاخوة الليبيون أخذوا المبادرة مشكورين، لكننا لم نبدأ بعد جولاتنا الخارجية الهادفة إلى نيل الاعتراف الدولي. سنبدأ بالدائرة العربية طبعاً، ثم ننتقل منها إلى الدول الاقليمية، بعدها أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية.

■ يستند دعم حزب الله المستمر للنظام السوري إلى مقولة إن هذا النظام يؤمّن ضمانة للمقاومة، وأن نظاماً جديداً قد يولد قد يكون مصلحة إسرائيلية. بماذا تعلّقون؟
- موقف حزب الله في العداء لحقوق الشعب السوري والتنكر لتضحيات ابنائه ليس مقبولاً ولا يمكن تبريره بأي حال. والشعب السوري لم يكن ولن يكون ضد المقاومة، وله أراض محتلة من إسرائيل. ومع ذلك علاقة سوريا الديموقراطية المقبلة بالمقاومة في أي مكان سوف تتحدد بمقدار ما تقبل هذه المقاومة التنسيق مع الحكومة السورية.

■ هل تتواصلون مع الحكومة اللبنانية أو مع المعارضة اللبنانية الحالية المؤيدة لكم في إطار 14 آذار؟
- لا نرغب الدخول في اللعبة السياسية اللبنانية، كما أننا لا نريد زيادة التوتر الموجود أصلاً على الساحة اللبنانية.


-------------------------------------------------------------------------------

طالب عوض الله 10-30-2011 09:40 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 

مصر: أزمة هوية وأزمة نظام لا أزمة انتخابات



وصفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، المشهد السياسي في مصر مابعد الثورة بأنه مرتبك، مؤكدة أن البلاد تعاني من «أزمة هوية»، ووصفت المشهد فيميدان التحرير بأنه «قاتم». وأضافت المجلة، في تقرير لها أعده ستيفن كوك، كبيرباحثي مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أن «جميع القوى السياسية في مصر الآنتتصارع، حيث يخشى الليبراليون الهزيمة على يد الإخوان المسلمين في انتخابات نوفمبرالمقبل، كما أن الثوار يواجهون مشكلة في الحصول على الزخم من جديد»، وأشارت المجلةإلى أنه «على الرغم من ثقة الإسلاميين بثقلهم في الشارع فإنهم فشلوا تكتيكياً في ظلالبيئة السياسية الجديدة».
ولفت التقرير إلى أن حكومة شرف «عامل غير مؤثر» فيالأحداث، كما قالت إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة «مذهول» من حجم الضغوط بسببالدور السياسي «الذي لم يتعود عليه، وهذه الأجواء القاتمة نقطة تحول كبيرة في مسارالثورة المصرية». وتساءلت المجلة عما «إذا كانت الثورة المصرية انتهت أم لا؟»،مشيرة إلى أن هناك مشاكل تواجه ثورة يناير أبرزها «استمرار الثورة المضادة،والحقائق الاقتصادية، والنرجسية الثورية، وعدم الكفاءة التي أحبطت الفرصة لبناء مصرالجديدة».
واعتبرت المجلة أن شكل المسار السياسي في مصر الجديدة، والسؤال عنهويتها في المستقبل «أكثر أهمية من تنفيذ ونتائج الانتخابات المقبلة في البلاد»،مضيفة أن «الخطر ليس في كتابة الدستور في وقت طويل، أو من هيمنة جماعة الإخوانالمسلمين على العملية، بل الخطر الحقيقي هو من التسرع في صياغة دستور جديد ليسقادراً على صياغة دور مصر وموقعها في العالم، بشكلٍ كافٍ».
نعم، إن التحدياتالحقيقية التي تواجه مصر بعد مبارك، هي أزمة هوية الدولة، تلك التي تم العبث بهاتارة تحت ستار القومية العربية وتارة أخرى من خلال استدعاء الإرث الفرعوني بشكلمغلوط وإلباسه لحاضر مصر، مع تغييب للهوية الإسلامية وللنظام الإسلامي بكل أبعادهإلا من رتوش تستهلك عواطف الجماهير.
كما أن المشكلة في مصر ليست بمن سيحققالأكثرية في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، أو فيمن سيسكن قصر عابدين ليحكم مصربإطار العملية «الديمقراطية» باسم الدولة المدنية. إنما المسألة تتعلق بالنظامالسياسي الذي سيحكم مصر، وفي تداعيات ذلك النظام على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وفي نمط العلاقات التي سيختطها النظام الجديد مع شعوب المنطقة ودولالعالم.
فتحديد هوية مصر ونظام حكمها هو الذي سيرسم حاضر ومستقبل مصر الجديدة،مصر التابعة للغرب والمرتبطة بـ(إسرائيل)، أو مصر رائدة النهضة الإسلامية والموحدةلبلاد المسلمين، تلك التي ترعى أهلها بأحكام الإسلام وتبني علاقاتها مع شعوبالمنطقة ودول العالم على أساس الشرع لا على أساس مواثيق ومقررات الدولالاستعمارية.
فهل يعي التيار الإسلامي حقيقة هذه التحديات وبالتالي يعمل علىاستعادة مصر ودورها وهويتها لتقود الأمة من جديد وتعيد سيرة قطز وصلاح الدين، أمأنهم يبقون غارقين في وهم الانتخابات والدوران في حلقة مفرغة في فلك النظام السياسيالقائم على النقيض من النظام الإسلامي!

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م

طالب عوض الله 10-30-2011 09:46 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الأخ أبو عمر

يجب أن لا يغرب عنا أنّ البون شاسع بين الثوار وبين من يبصبون أنفسهم كقادة ومجالس انتقالية، وأقرب دليل في ثورة ليبيا مثلا فقد فرض أهل الصليب على الثوار مجلسا عميلا استعان بهم وتآمر على الثوار ومنح فرنسا 26% من نفط ليبيا !!!
وقد استغلت ثورة تونس ومصر وجيرتا تجييرا مجرما متآمرا على الثورة والثوار.

باختصار فعملنا يجب أن ينصب على ترشيد الثورات ونصح وتوجيه الثوار لما هو خير.

طالب عوض الله 10-31-2011 08:16 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
تصريح صحفي

كيان يهود يجب اجتثاثه وواجب المجلس العسكري تحرير فلسطين لا التوسط للتهدئة



تعقيباً على غارات قوات الاحتلال الغاشم التي أدت إلى استشهاد 9 أشخاص بالأمس وفجر اليوم في قطاع غزة، قال علاء أبو صالح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أن كيان يهود لا يجدي معه تهدئة ولا مفاوضات ولا اتفاقيات وأن الحل الجذري والوحيد لقضية فلسطين وملحقاتها لا يكون سوى باجتثاث هذا الكيان من جذوره وتحرير الأرض المباركة كاملة غير مجزوءة.

وفي تعليقه على الوساطة المصرية للتهدئة التي اعتبرها غير مقبولة ومنكرة، أضاف أبو صالح أن واجب المجلس العسكري التحرك لتحرير فلسطين والدفاع عن أهلها لا اجترار الدور المخزي الذي كان يلعبه نظام مبارك البائد، فتحرير فلسطين وإنقاذ أهلها ونصرتهم هي ضمن مسؤولية وواجب جيش مصر والأردن وسوريا وبقية جيوش المسلمين.

وأكد أبو صالح على "أن تحريك الجيوش لتحقيق لتحرير فلسطين وتخليصها من براثن الاحتلال -في ظل الثورات في البلدان العربية والتخلص من قيود الأنظمة التابعة- بات أقرب من أي وقت مضى لذا فالواجب على الحركات والتنظيمات وأهل فلسطين عموماً أن يعيدوا القضية لأصلها قضية أرض أحتلها الكفار يجب على المسلمين جميعاً تحريرها، فيوجهوا الخطاب لجيوش المسلمين لدفعهم إلى التحرك الجاد للقضاء على كيان يهود المحتل".

30-10-2011م


المكتب الاعلامي لحزب التحرير - فلسطين

طالب عوض الله 11-02-2011 09:12 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
الأزهر: اراقة دماء المواطنين المسالمين تسقط شرعية السلطة




القاهرة 31 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - أيد الأزهر الشريف اليوم الاثنين الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بعدد من القادة العرب وطالب من بقوا منهم في الحكم بإصلاح سياسي واجتماعي ودستوري "طوعا" مشددا على أن أي حاكم ليس بوسعه الآن "أن يحجب عن شعبه شمس الحرية."
وفي بيان تلاه شيخ الأزهر أحمد الطيب على الصحفيين قالت أقدم مؤسسة للتعليم الديني السني في العالم العربي والإسلامي إن "الشعوب العربية تخوض نضالا مشروعا من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية."
وأضاف الأزهر أن "شرعية السلطة الحاكمة من الوجهة الدينية والدستورية تعتمد على رضا الشعوب واختيارها الحر من خلال اقتراع علني يتم في نزاهة وشفافية ديموقراطية باعتباره البديل العصري المنظم لما سبقت به تقاليد البيعة الإسلامية."
وخلال الشهور الماضية عقدت عدة اجتماعات في الأزهر شارك فيها علماء دين ومثقفون ومفكرون مصريون نوقشت خلالها تطورات الربيع العربي وانتهت مناقشاتهم إلى إصدار البيان الذي حمل عنوان "بيان الأزهر والمثقفين لدعم إرادة الشعوب العربية".
وطالب البيان الدول العربية بتطبيق ما انتهى إليه "تطور نظم الحكم وإجراءاته في الدولة الحديثة والمعاصرة وما استقر عليه العرف الدستوري من توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والفصل الحاسم بينها ومن ضبط وسائل الرقابة والمساءلة والمحاسبة بحيث تكون الأمة هي مصدر السلطات جميعا."
وقال البيان إن الإرادة الشعبية هي "مانحة الشرعية وسالبتها عند الضرورة."
وأضاف "الإخلال بشروط أمانة الحكم وعدم إقامة العدل... (يجيز) عزل المستبد الظالم إذا تحققت القدرة على ذلك وانتفى احتمال الضرر والإضرار بسلامة الأمة ومجتمعاتها."
وتابع "تعد مواجهة أي احتجاج وطني سلمي بالقوة والعنف المسلح وإراقة دماء المواطنين المسالمين نقضا لميثاق الحكم بين الأمة وحكامها ويسقط شرعية السلطة ويهدر حقها في الاستمرار."
وفيما يبدو أنها إشارة إلى سوريا واليمن ناشد البيان الجيوش "أن تلتزم بواجباتها الدستورية في حماية الأوطان من الخارج ولا تتحول إلى أدوات للقمع وإرهاب المواطنين وسفك دمائهم."
وقتل ألوف المتظاهرين وأصيب عشرات الألوف في مواجهات مع السلطات في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والبحرين منذ بدء احتجاجات الربيع العربي. وشاركت جيوش عربية إلى جانب الشرطة في محاولات قمع الانتفاضات.
وفي نفس الوقت طالب البيان القائمين بالانتفاضات بأن تكون تحركاتهم سلمية.
وقال "يتعين على قوى الثورة والتجديد والإصلاح أن تبتعد كليا عن كل ما يؤدى إلى إراقة الدماء وعن الاستقواء بالقوى الخارجية أيا كان مصدرها ومهما كانت الذرائع والتعللات التي تتدخل بها في شؤون دولهم وأوطانهم.
"وإلا كانوا بغاة خارجين على أمتهم وعلى شرعية دولهم. ووجب على السلطة حينئذ أن تردهم إلى وحدة الصف الوطني."
وقال البيان إن الانتفاضات "انتصرت في تونس ومصر وليبيا ولا تزال محتدمة في سوريا واليمن."
ولم يشر البيان إلى احتجاجات البحرين التي تقوم بها الأغلبية الشيعية في المملكة.
وقال البيان "يناشد علماء الأزهر والمثقفون المشاركون لهم النظم العربية والإسلامية الحاكمة الحرص على المبادرة إلى تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي والدستوري طوعا والبدء في خطوات التحول الديموقراطي فصحوة الشعوب المضطهدة قادمة لا محالةَ."
وأضاف "وليس بوسع حاكم الآن أن يحجب عن شعبه شمس الحرية. ومن العار أن تظل المنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية قابعة دون سائر بلاد العالم في دائرة التخلف والقهر والطغيان وأن ينسب ذلك ظلما وزورا إلى الإسلام وثقافته البريئة من هذا البهتان."
وقبل شهور أصدر الأزهر وثيقة أيد فيها أن تكون مصر بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط دولة مدنية لا دولة دينية مثلما كان سائدا في أوروبا في العصور الوسطى بحسب قول الوثيقة.


منقول
: http://news.maktoob.com/article/6598124

طالب عوض الله 11-02-2011 09:13 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
بيان صحفي"للتوضيح"
من حزب التحرير- ولاية مصر:
لا علاقة لنا " بحزب التحرير المصري الصوفي " أو " حزب التحرير الجديد الشيعي "،
نحن حزب سياسي يعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة



لاحظنا عند توزيع منشوراتنا ومواد الحزب الدعائية، أن بعض وسائل الإعلام تخلط، بقصد أو بغير قصد، بين حزب التحرير - ولاية مصر والذي أسّسه العالم الجليل، وأحد علماء الأزهر، القاضي، الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله قبل نحو ستين عاما، وحزب التحرير المصري الصوفي الذي أسّسه محمد أبو العزائم قبل نحو خمسة أشهر، أو" حزب التحرير الجديد الشيعي " الذي أسسه الدكتور أحمد النفيس قبل أسابيع.
وتفاديا لهذا الخلط، وحتى تنزل وسائل الإعلام منازلها، بحيث لا يختلط الأمر عند الناس، فإننا في حزب التحرير - ولاية مصر نوضح ما يلي:
1. إن حزب التحرير - ولاية مصر هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام ولا شيء غير الإسلام، وهو يعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، التي تحكم بما أنزل الله، وتطبق شرع الله في الأرض، وتستأنف الحياة الإسلامية، وتوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة، ليعود للمسلمين عزّههم ويحتلوا الصدارة بين الأمم.
2. إن حزب التحرير قد تأسس على يد القاضي الشيخ تقي الدين النبهاني سنة 1953م، أي قبل هذين الحزبين بنحو ستين عاما، وهو يدعو منذ ذلك الوقت لقضية المسلمين المصيرية وهي إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة، وحيثما ذكرت الخلافة ذكر حزب التحرير، وحيثما ذكر حزب التحرير ذكرت الخلافة.
3. إن حزب التحرير ليس حزبا صوفيا ولا شيعيا ولا غير ذلك من الأحزاب، بل هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، ولا يتبنى غير أحكام الإسلام، وهو من الأمة ويعمل معها وفيها بغية إنهاضها النهضة الصحيحة لتعيش عيشا إسلاميا في دار الإسلام، وقد اتخذ الإسم منذ تأسيسه ليدل على تحرير المسلمين من التبعية للغرب الكافر وأفكاره وأنظمته.
4. إن حزب التحرير لا يستخدم العنف والوسائل المادية لتحقيق أهدافه، بل طريقته في ذلك سلمية، وهي طلب النصرة من أصحاب القوة والمنعة في الأمة، كما فعل الرسول عندما طلبها من أنصار المدينة.
5. إن حزب التحرير لا تربطه صلة لا من قريب ولا من بعيد " بحزب التحريرالمصري الصوفي " الذي أسسه أبو العزائم أو " حزب التحرير الجديد الشيعي " الذي أسسه أحمد النفيس، والذين تسمّوا باسمنا رغم الإختلاف المتباين والواضح في الطريقة والغاية.
6. إننا فوق هذا ندعوا هذين الحزبين وغيرهما أن ينبذوا دعوى الديمقراطية والليبرالية والقومية التي يدعون إليها والتي تخالف العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية، وأن يستبدلوا هذا الإسم الذي ارتبط بحزب التحرير منذ عام 1953م، وأن يعملوا لإيجاد شرع الله في الدولة والمجتمع، بدل الترويج لأفكار الغرب بقصد أو بغير قصد، فإن الله سبحانه وتعالى سوف يسألهم ويحاسبهم عن ذلك يوم القيامة.
( وأنّ هذا صِراطي مُستقيمَاً فَاتّبِعوهُ وَلا تَتّبِعوا السُبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عًنْ سَبيلِه ).
7. وإننا ندعو أهلنا في مصر وفي سائر بلاد المسلمين ليعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الإسلامية التي فرضها الله عليهم والتي بها وحدها خلاصهم، وأن ينبذوا ما سوّقه الغرب الكافر لنا من الديمقراطية والليبرالية والعلمانية والقومية والوطنية.
الّلهمّ إنا قد بلّغنا الّلهمّ فاشهد
﴿ واللهُ غالِبٌ على أمْرِهِ ولكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَعلَمون ﴾


المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...ts/entry_15227
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابو عمر 11-02-2011 01:35 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله (المشاركة 23608)
الأخ أبو عمر

يجب أن لا يغرب عنا أنّ البون شاسع بين الثوار وبين من يبصبون أنفسهم كقادة ومجالس انتقالية، وأقرب دليل في ثورة ليبيا مثلا فقد فرض أهل الصليب على الثوار مجلسا عميلا استعان بهم وتآمر على الثوار ومنح فرنسا 26% من نفط ليبيا !!!
وقد استغلت ثورة تونس ومصر وجيرتا تجييرا مجرما متآمرا على الثورة والثوار.

باختصار فعملنا يجب أن ينصب على ترشيد الثورات ونصح وتوجيه الثوار لما هو خير.

اخي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفرق الوحيد بين الشعوب الثائرة وقادتهم هو ان القادة ادوات في خدمة المشروع الامريكي الخبيث من حيث يعلمون اما الشعوب الثائرة فهم ادوات في خدمة المشروع الامريكي من حيث لا يعلمون بحيث تدرب بعض قادة الثورة في الفريدوم هاوس الذي يسمونه بيت الحرية والبعض الاخر من قادة الحركات الاسلامية والعلمانية والتي لا يخفى على احد انهم عملاء للغرب الكافر وخاصة امريكا مثل قادة حزب النهضة في تونس او الحرية والعدالة ( الاخوان المسلمون ) في مصر والبعض الاخر من ازلام هذه الانظمة التي انتهت صلاحيتها وقررت امريكا استبدالها بانظمة اكثر عمالة واقدر على تضليل الشعوب ........


من يقول ان الغرب الكافر تأمر على ثوار ليبيا وجير ثورتي تونس ومصر وغدا سنسمع نفس القول في ثورتي سوريا واليمن عندما تنجح امريكا في تحقيق مأربها هناك هذا القول يشير بوضوح الى عدم وعى على مجريات الاحداث بل الى عدم الوقوف على حقيقة الموقف الدولي وعدم تصور للمخططات والسياسات التي رسمها الغرب الكافر ويعمل على تنفيذها في منطقة العالم الاسلامي وايضا هذا القول يشير بوضوح الى عدم رؤية ما وراء الجدار

المشروع الامريكي شرق اوسط كبير واضح لكل ذي عينين والنموذج لهذه الثورات قامت به امريكا عام 2005 بعد اغتيال الحريري ورفعت قناة الجزيرة الامريكية الاهداف والتوجهات شعار التغيير الشعبي وخرج الشارع اللبناني للاعتصام في ساحة الشهداء وطالب في اسقاط الحكومة وطرد القوات السورية من لبنان وليس هذا وحسب بل تسربت تصريحات جفري فلتمان السفير الامريكي الاسبق في لبنان " ان ما يجري في لبنان هو عبارة عن بروفة سوف تطال منطقة الوطن العربي باكمله "

لقد اشار الحزب منذ اواخر الثمانيات في عهد الشيخ عبد القديم زلوم رحمه الله الى استراتيجية امريكا في تنفيذ مخططاتها الخبيثة وجرائمها النكراء من خلال دفع الشعوب للمطالبة بالمشاريع الامريكية وكأنها مطالب للشعوب وحذر من ذلك واعتبرها خطب جلل وطبقت امريكا هذه الاستراتيجية في فصل تيمور الشرقية عن البلد الام اندونيسيا وكذلك في سلخ جنوب السودان وفي اخراج القوات السورية من لبنان عام 2005 واليوم تنفذ مشروعها شرق اوسط كبير من خلال هذه الثورات المصطنعة والتي تم جر الشعوب من بطونها من خلال سياسة التجويع وكذلك من خلال قمع وظلم زاستبداد الحكام لشعوبهم وليس من اجل اعلاء كلمة الله

وكيف يستقيم القول ان نعمل على ترشيد ثورات مصطنعة وهى ليست بقواها الذاتية بل بقوى الغرب الكافر وعملائه انظر الى قطر التي تدعم ميلشيات عبد الحكيم بلحاج في العاصمة طرابلس بالمال والسلاح وهذه الثورات من اجل ابقاء سيطرة ونفوذ الغرب الكافر في بلاد المسلمين وهى ليست من اجل استئناف الحياة الاسلامية بل من اجل استئناف دين امريكا الجديد على المسلمين

وعليه اخي الكريم يجب كشف حقيقة هذه الثورات المجرمة والجهة التي تقف ورائها وعدم مباركتها وتأيدها ومطالبة الامة عامة بضرورة التغير التي فرضها رب العالمين وهى طريقة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في اقامة دولة الاسلام واستئناف الحياة الاسلامية

طالب عوض الله 11-02-2011 03:48 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
التوسع في زراعة القات تدمير للإنسان والأرض والمياه

معضلة يمنية لا حل لها إلا في دولة الخلافة



نشرت دراسات حديثة حول المعضلة اليمنية، وهي مشكلة التوسع في زراعة القات وتعاطيه يوميا، فقد ذكرت تلك الدراسات أن المساحة المزروعة بالقات تمثل حوالي 40% من نسبة الأراضي الزراعية، وأن 42% من السكان من سن العاشرة فما فوق يتناولون القات، وأن القات يستهلك أكثر من 830 مليون متر مكعب من المياه الجوفية سنويا، في حين يتجاوز استهلاكه من المبيدات والأسمدة 70% من إجمالي ما يستورد منها، وأن حوالي 24% من القوى العاملة تعمل في زراعة وتسويق القات، ويقدر متوسط الوقت المهدور في تعاطي القات 20 مليون ساعة عمل يوميا، ويصل إنفاق 2 مليون يمني للمياه المعدنية والمشروبات الغازية يوميا والتي يشربونها مع تناول القات إلى 100 مليون ريال، أي 36 مليارا و400 مليون ريال سنويا. ولهذا أوجد الرأسماليون 10 مصانع للمياه المعدنية تنتج أكثر من 3 ملايين قنينة مياه يوميا، وتستورد اليمن 146 ألفا و 506 طن من المياه المعدنية والمشروبات الغازية سنويا من 25 بلدا قيمتها حوالي 11 مليارا من الريالات!!

وإذا ما أضيف إلى ذلك استنزاف المياه، والتي تعاني 10 محافظات حتى الآن من الجفاف وشح المياه، وانتشار الأمراض الخطيرة نتيجة للمبيدات والأسمدة المستخدمة في تلك الزراعة وبعضها محرم استخدامه دوليا، فقد بلغت حالات الإصابة بالسرطان سنويا 20 ألف حالة، وبالفشل الكلوي وتضخم الكبد أكثر من ذلك.

وبسبب هذه النبتة الشيطانية وتعاطيها ازداد القتل والأمراض النفسية والمشاكل الأسرية والحروب القبلية، وتدهور الاقتصاد، وانتشرت الرشوة، وزاد الجهل بسبب التهرب من المدارس إلى زراعة القات والعمل فيها، وقضي على الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، فشجرة القات لا يستفاد منها في شيء؛ فجميع الحيوانات لا تأكلها باستثناء الماعز، ولا تقام عليها أية صناعة، وبالتالي لا يستفاد منها لا في الصناعة ولا في التجارة ولا حتى علف للحيوانات، فلا تصلح أن تكون متاعا لنا ولا لأنعامنا!!

إن النظام الحاكم يشجع على زراعتها بل إنه يسمح بتجارة الأسمدة والمبيدات المحرمة، ويأخذ الضرائب والزكاة على زراعة وتجارة القات، والنظام يستفيد من تخدير الناس بتلك الشجرة، حيث تحول الإنسان اليمني إلى بليد ولا مبالٍ ولا يهمه أي أمر كبر أم صغر، وكذلك تشغل الناس عن التطلع إلى الأعلى، وتشغلهم بأمراضهم وحروبهم ومشاكلهم!!

إن السياسة الزراعية في الإسلام تستهدف زيادة الإنتاج في ثلاثة أمور هي:

أولاً - زيادة الإنتاج في المواد الغذائية، وذلك أن المواد الغذائية لازمة لإطعام المزيد من السكان لإبعاد خطر المجاعة عن البلاد في حالة حدوث قحط وانحباس الأمطار، وعدم استيرادها من العدو.

ثانياً - زيادة الإنتاج في المواد اللازمة للكساء كالقطن والصوف والقنب والحرير. فإن هذا ضروري جداً، لأنه من الحاجات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها والتي لا بد من توفيرها في البلاد.

ثالثاً: زيادة الإنتاج في المواد التي لها أسواق خارج البلاد سواء أكانت من المواد الغذائية كالحبوب، أم من مواد الكساء كالقطن والحرير أم من غيرهما كالحمضيات والتمور والفواكه المعلبة وغير ذلك.

ولا تحقق زراعة القات أياً من هذه الثلاثة فهي لا تصلح غذاء ولا ينتج عنها كساء ولا تصدر إلى خارج البلد، لهذا فلا بد من قلعها وإبدالها بزراعة نافعة، وهذا لن يكون في ظل هذا النظام بل سيكون في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية.

يقول الحق سبحانه وتعالى:

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴿24﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿25﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴿26﴾ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿27﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿28﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿29﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿30﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿31﴾ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿32﴾} عبس(24-32).

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية اليمن


http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...nts/entry_8567






طالب عوض الله 11-06-2011 03:40 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر الله أكبر ألله أكبر .... لا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

يسرنا في هذه الأيام المباركة . وفي يوم الحج الأكبر أن نهنئكم بقدوم عيد الأضحى المبارك في ظل انتفاضة الأمة الإسلامية وثورتها على حكامها وتطلعها لبزوغ فجر الخلافة الإسلامية أن نبعث اليكم بأعطر التهنئة داعين الله تعالى أن يتقبل الطاعات وأن يمن على أمة الاسلام بنجاز الوعد بالنصرة والتمكين، وأن ينتقم من كل من ظلم مسلماً وكل من طغى وتجبر، وكل من حال دون وصول مسلم ودون وصوله لتأدية فريضة الحاج بأي صورة كانت.
كل عام وأنتم بخير وعسى أن يكون التمكين والنصرة قريباً

[IMG][/IMG]


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.