منتدى المسجد الأقصى المبارك

منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/index.php)
-   منتدى الفرق الإسلامية (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/forumdisplay.php?f=44)
-   -   مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ * (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=12846)

نائل أبو محمد 08-19-2011 04:32 PM

مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الجمعة 20 رمضان 1432

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

يتبع


* الجزء الأول تم

* الجزء الثاني تم

* الجزء الثالث هنا البداية إن شاء الله


نائل أبو محمد 08-19-2011 04:34 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الجمعة 20 رمضان 1432

رابط الجزء الثاني : http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/show...t=12366&page=6

للذكرى والتوثيق والمراجعة

نائل أبو محمد 08-19-2011 04:36 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل أبو محمد (المشاركة 21725)
الجمعة 20 رمضان 1432

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

يتبع


* الجزء الأول تم

* الجزء الثاني تم

* الجزء الثالث هنا البداية إن شاء الله


منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية
مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الأول والثاني والثالث .

نائل أبو محمد 08-19-2011 04:40 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الجمعة 20 رمضان 1432

http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/show...p?t=254&page=7

طالب عوض الله 08-23-2011 08:54 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الدولة الاسلامية في ظلال الثورات ومطالبة الأمة بعودة دولة الخلافة الاسلامية




صحيح أنّ سقوط الطاغيى مُنكر السُنّة النبوية قد أتى متأخراً، ولكن ظهور الطاغية أتى في فترة كانت بها الأمة الاسلامية تغط في سبات عميق... نعم منذ هدم الكافر المستعمر بمساعدة العملاء من أبناء الأمة الاسلامية ... وها هي بعد مرور ما يقارب القرن تستيقذ وتنتفض وتثور مُطالبة بتحطيم كافة الأنظمة الموجودة... ونحن نرى أنّ الثمرة قد أينعت وحان قطافها، وسيبزغ نور الخلافة الاسلامية من جديد، فالأمة بعد كل المعاناة لن تقبل لحكم الله بديلا، وحكم الله يفرض علينا الحكم بأنظمته جميعا والتقيد بالأحكام الشرعية في كل شؤون الحياة.

نعم أخوتي:

ستتوالى الانتصارات وستتحطم كل تلك العروش الكرتونية وستعود أمّة الاسلام لمكان الصدارة بين الأمم بوعد الله القائم ولا بد.......



قطوف دانية من حديقة الظلال




وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَبَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)



ذلك وعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] أن يستخلفهم في الأرض .

وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم .

وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا . .

ذلك وعد الله .

ووعد الله حق .

ووعد الله واقع .

ولن يخلف الله وعده . .

فما حقيقة ذلك الإيمان؟

وما حقيقة هذا الاستخلاف ؟



إن حقيقة الإيمان التي يتحقق بها وعد الله حقيقة ضخمة تستغرق النشاط الإنساني كله ;

وتوجه النشاط الإنساني كله .

فما تكاد تستقر في القلب حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط وبناء وإنشاء موجه كله إلى الله ;

لا يبتغي به صاحبه إلا وجه الله ;

وهي طاعة لله واستسلام لأمره في الصغيرة والكبيرة ,

لا يبقى معها هوى في النفس ,

ولا شهوة في القلب ,

ولا ميل في الفطرة إلا وهو تبع لما جاء به رسول الله [صلى الله عليه وسلم] من عند الله .

فهو الإيمان الذي يستغرق الإنسان كله ,

بخواطر نفسه ,

وخلجات قلبه .

وأشواق روحه ,

وميول فطرته ,

وحركات جسمه ,

ولفتات جوارحه ,

وسلوكه مع ربه في أهله ومع الناس جميعا . .

يتوجه بهذا كله إلى الله . .



يتمثل هذا في قول الله سبحانه في الآية نفسها تعليلا للاستخلاف والتمكين والأمن:

(يعبدونني لا يشركون بي شيئا)

والشرك مداخل وألوان , والتوجه إلى غير الله بعمل أو شعور هو لون من ألوان الشرك بالله .



ذلك الإيمان منهج حياة كامل , يتضمن كل ما أمر الله به , ويدخل فيما أمر الله به توفير الأسباب , وإعداد العدة , والأخذ بالوسائل , والتهيؤ لحمل الأمانة الكبرى في الأرض . .

أمانة الاستخلاف . .

فما حقيقة الاستخلاف في الأرض ؟

إنها ليست مجرد الملك والقهر والغلبة والحكم . .

إنما هي هذا كله على شرط استخدامه في الإصلاح والتعمير والبناء ;

وتحقيق المنهج الذي رسمه الله للبشرية كي تسيرعليه ; وتصل عن طريقه إلى مستوى الكمال المقدر لها في الأرض , اللائق بخليقة أكرمها الله .

إن الاستخلاف في الأرض قدرة على العمارة والإصلاح , لا على الهدم والإفساد .

وقدرة على تحقيق العدل والطمأنينة , لا على الظلم والقهر .

وقدرة على الارتفاع بالنفس البشرية والنظام البشري , لا على الانحدار بالفرد والجماعة إلى مدارج الحيوان !



وهذا الاستخلاف هو الذي وعده الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات . .

وعدهم الله أن يستخلفهم في الأرض - كما استخلف المؤمنين الصالحين قبلهم - ليحققوا النهج الذي أراده الله ;

ويقرروا العدل الذي أراده الله ;

ويسيروا بالبشرية خطوات في طريق الكمال المقدر لها يوم أنشأها الله . .

فأما الذين يملكون فيفسدون في الأرض ,وينشرون فيها البغي والجور , وينحدرون بها إلى مدارج الحيوان . .

فهؤلاء ليسوا مستخلفين في الأرض . إنما هم مبتلون بما هم فيه , أو مبتلى بهم غيرهم , ممن يسلطون عليهم لحكمة يقدرها الله .

آية هذا الفهم لحقيقة الاستخلاف قوله تعالى بعده:

(وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم). .

وتمكين الدين يتم بتمكينه في القلوب , كما يتم بتمكينه في تصريف الحياة وتدبيرها .

فقد وعدهم الله إذن أن يستخلفهم في الأرض , وأن يجعل دينهم الذي ارتضى لهم هو الذي يهيمن على الأرض .

ودينهم يأمر بالإصلاح , ويأمر بالعدل , ويأمر بالاستعلاء على شهوات الأرض .

ويأمر بعمارة هذه الأرض ,

والانتفاع بكل ما أودعه االله من ثروة , ومن رصيد , ومن طاقة , مع التوجه بكل نشاط فيها إلى الله .

(وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا). .

ولقد كانوا خائفين , لا يأمنون , ولا يضعون سلاحهم أبدا حتى بعد هجرة الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إلى قاعدة الإسلام الأولى بالمدينة .

قال الربيع بن أنس عن أبي العالية في هذه الآية: كان النبي [صلى الله عليه وسلم] وأصحابه بمكة نحوا من عشر سنين يدعون إلى الله وحده , وإلى عبادته وحده بلا شريك له , سرا وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال ; حتى أمروا بعد الهجرة إلى المدينة , فقدموها , فأمرهم الله بالقتال , فكانوا بها خائفين , يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح ; فصبرواعلى ذلك ما شاء الله .

ثم إن رجلا من الصحابة قال: يا رسول الله أبد الدهر نحن خائفون هكذا ؟ أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلاح ؟ فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] - " لن تصبروا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم ليست فيه حديدة " .

وأنزل الله هذه الآية , فأظهر الله نبيه على جزيرة العرب , فأمنوا ووضعوا السلاح .

ثم إن الله قبض نبيه [صلى الله عليه وسلم] فكانوا كذلك آمنين في إمارة أبي بكر وعمرو عثمان . حتى وقعوا فيما وقعوا فيه , فأدخل الله عليهم الخوف ; فاتخذوا الحجزة والشرط , وغيروا فغير بهم . .



(ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون). .

الخارجون على شرط الله . ووعد الله . وعهد الله . .



لقد تحقق وعد الله مرة . وظل متحققا وواقعا ما قام المسلمون على شرط الله: ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا). . لا من الآلهة ولا من الشهوات .

ويؤمنون - من الإيمان - ويعملون صالحا .

ووعد الله مذخور لكل من يقوم على الشرط من هذه الأمة إلى يوم القيامة .

إنما يبطى ء النصر والاستخلاف والتمكين والأمن . لتخلف شرط الله في جانب من جوانبه الفسيحة ;

أو في تكليف من تكاليفه الضخمة ;

حتى إذا انتفعت الأمة بالبلاء , وجازت الابتلاء , وخافت فطلبت الأمن , وذلت فطلبت العزة , وتخلفت فطلبت الاستخلاف . .

كل ذلك بوسائله التي أرادها الله , وبشروطه التي قررها الله . .

تحقق وعد الله الذي لا يتخلف , ولا تقف في طريقه قوة من قوى الأرض جميعا.

لذلك يعقب على هذا الوعد بالأمر بالصلاة والزكاة والطاعة , وبألا يحسب الرسول [صلى الله عليه وسلم] وأمته حسابا لقوة الكافرين الذين يحاربونهم ويحاربون دينهم الذي ارتضى لهم:



(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة , وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون . لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض . ومأواهم النار ولبئس المصير). .



فهذه هي العدة . .

الاتصال بالله ,

وتقويم القلب بإقامة الصلاة .

والاستعلاء على الشح ,

وتطهير النفس والجماعة بإيتاء الزكاة .

وطاعة الرسول والرضى بحكمه ,

وتنفيذ شريعة الله في الصغيرة والكبيرة ,

وتحقيق النهج الذي أراده للحياة:

(لعلكم ترحمون)في الأرض من الفساد والانحدار والخوف والقلق والضلال , وفي الآخرة من الغضب والعذاب والنكال .

فإذا استقمتم على النهج , فلا عليكم من قوة الكافرين . فما هم بمعجزين في الأرض , وقوتهم الظاهرة لن تقف لكم في طريق . وأنتم أقوياء بإيمانكم , أقوياء بنظامكم ,أقوياء بعدتكم التي تستطيعون .

وقد لا تكونون في مثل عدتهم من الناحية المادية .

ولكن القلوب المؤمنة التي تجاهد تصنع الخوارق والأعاجيب .



إن الإسلام حقيقة ضخمة لا بد أن يتملاها من يريد الوصول إلى حقيقة وعد الله في تلك الآيات .



ولا بد أن يبحث عن مصداقها في تاريخ الحياة البشرية ,

وهو يدرك شروطها على حقيقتها ,

قبل أن يتشكك فيها أو يرتاب , أو يستبطىء وقوعها في حالة من الحالات .



إنه ما من مرة سارت هذه الأمة على نهج الله ,

وحكمت هذا النهج في الحياة ,

وارتضته في كل أمورها . .

إلا تحقق وعد الله بالاستخلاف والتمكين والأمن .



وما من مرة خالفت عن هذا النهج إلا تخلفت في ذيل القافلة , وذلت , وطرد دينها من الهيمنة على البشرية ; واستبد بها الخوف ; وتخطفها الأعداء .



ألا وإن وعد الله قائم .

ألا وإن شرط الله معروف .

فمن شاء الوعد فليقم بالشرط .ومن أوفى بعهده من الله ؟



انتهى من الظلال.

رحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة.




(إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) صاحب الظلال.

طالب عوض الله 08-23-2011 09:18 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الامة تنتظر اهل القوة فيها لاحداث التغيير المنشود



راسم بن عبدالعزيز – فلسطين

حين اندلعت الثورات المباركة في اكثر من بلد عربي بدءا من تونس مرورا بمصر وصولا الى سوريا ،والمؤمل ان تنتقل لتعم العالم العربي ومنه الاسلامي ، فاجأت هذه الثورات الغرب وادواته من الحكام وكثير من السياسيين والمراقبين الذين ظنوا ان هذا الواقع الفاسد وافرازاته قدرا مقدورا لا فكاك منه ولا مناص ، ولكن في الجانب الاخر عوّل كثير من الناس على هذه الثورات بتغيير جذري سريع يقتلع هذا الواقع ويهدم بنيانه من الاساس ، لكن العاماين الخبيرين في المجتمعات وادوات التغيير وطرقه -في الوقت الذي لم تفاجئهم هذه الثورات -لم يعولوا عليها في احداث التغيير المنشود وان باركوها وايدوها وعملوا على ترشيدها لتصب في غايتهم المنشودة باعادة الخلافة واستئناف حياة الاسلام ، وقد اعتبروا هذه الثورات وثبة الى الامام ومقدمة لنهاية الحكم الجبري وبشير بزوغ فجر الخلافة الثانية أي هو حراك سيفتح بين العاملين وبين الشعوب في ايصال فكرتهم للامة بعد هذه العقود العجاف .


ان هذه الثورات وان كنت افضل استعمال لفظ الحراك السياسي لانه اقرب الى الواقع ،والحقيقة ان مفهوم الثورات يقترن دائماً بمفاهيم التغيير، لكن التغيير المقصود فيها ليس اي تغيير أياً كان شكله أو صفته، بل المقصود به أن يكون تغييراً شاملاً وجذرياً يتعلق بالشكل والمضمون، يتناول النظام قبل الأشخاص، ويستهدف الأوضاع والدستور والقوانين والعلاقات الداخلية والخارجية للدولة، ولا يستثني شيئاً منها. فالثورة التغييرية تكون سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ودستورية، بمعنى أن تكون ثورة شاملة عامة، أي أن تكون جذرية انقلابية.


وما حصل حتى الان غير المؤمّل لعدة اسباب وعوامل منها :-


اولا: عدم وجود قيادة واعية ومخلصة بشكل بارز تقود الجموع الثائرة، ومن المعروف ان السلوك الجماعي يتسم بسلوك القطيع الذي يحتاج الى راس يقوده الى بر الامان بدل ان تصل الى موارد الهلاك من حيث لا تدري ،ولعل السبب في ذلك يعود الى القمع والاضهاد والاستبداد الذي مورس على الامة لعقود وسنوات من قبل انظمة الحكم الجبري الطاغوتية فظل العامين المخلصين يعملون تحت الارض ،وفي اجواء من الملاحقة والسجن والتعذيب والتغييب، واذا ما اضفنا الى ذلك تعاون مواكن الاعلام المزيف في التعتيم على المخلصين الوعول- اشراف القوم - وابراز التحوت -ارذل القوم- وتقديمهم للامة كقادة وكمعارضة وهم في الحقيقة جزء من النظام وركن رئيس من اركانه وداعم اساس له.


ثانيا :النفوذ الاجنبي الواسع والكبير والمتجذر في بلاد المسلمين خاصة في السياسة والاقتصاد منذ الاستعمار وما تلاه من حقبة الاستقلال المزيف الذي صنعته ايدي المستعمرين ،وهذا النفوذ القوي – وللاسف- كان بفضل حكام دول الضرار صنيعة الاستعمار ، ظهر علينا كدائم للثوار وهو في الحقيقة الد اعداء الثائرين. لان تقويض هذه الانظمة يهدد وجوده ونفوذه ومصالحه في المنطقة ،اذ ان مصالحه مرتبطة ببقاء هذه الانظمة العميلة التابعة له ، فما ن اندلعت الثورات حتى عمت دول الغرب حالة طوارىء ،وكان ما يجري هو في بلادهم لا بلادنا . اجتماعات واتصالات وتصريحات ونصائح وتهديدات ...الخ سياسة تدخل واضحة فاضحة لكل ذي عينين ،وهذا امر ليس بغريب فبلاد المسلمين ما ان هدمت دولة الخلافة وحتى اعلان الاستقلا ل المزيف والاستعمار يتحكم في كل صغيرة وكبيرة في بلادنا بدءا من الحكم مرورا بالاقتصاد والتعليم وانتهاءا بالمساجد واعداد خطب الجمعة وتعيين المفتين ،كما انهم بنوا وسطا سياسيا فاسدا ربط مصالح الناس به يصعب اقتلاعه بسهولة .


ورغم ذلك لا يمكن النظر الى هذا الحراك بعين التشاؤم ، فقد حقق هذا الحراك الكثير من النتائج الانية اهمها ازالة حاجز الخوف وكسر جدار الصمت الذي خيم على الامة عقود وسنوات ، وبدأت الامة تعمل على استعادة ارادتها وسلطانها المغتصب منها من خلال ممارستها لحقها في المحاسبة والتغيير . وكذلك انكشاف حقيقة هذه الانظمة وتبعيتها للغرب ومحارتها للاسلام وخيانتها لقضايا الامة حتى باتت لا تخفى على السذج والسطحيين . كما شكل هذا الحراك غربالا واختبارا للعلماء والاحزاب والاعلام والاشخاص، واظهر الحراك مواقف الجميع ليحيى من حي عن بينة وليهلك من هلك عن بينة حصحص الحق وبان من يقف في صف الامة ومصالحها ومن يقف في صف الحكام واسيادهم ،انكشف زيف الزائفين والمتملقين من علماء واحزاب واسقطت اوراق التوت التي ستروا بها عوراتهم ردحا من الزمن وهذا ابتلاء من الله وفتنة وان كثيرا منهم في الفتنة قد سقطوا .


وعليه لايمكن لهذه الثورات ان تحقق نتائجها المرجوة الا اذا دعمت من قبل اهل القوة والمنعة ،فالتغيير وإحداث النهضة وبناء المجتمع يمر عبر أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة، فإسقاط العروش لا يكون إلا بتحريك الجيوش، وهم جزء من الأمة، فهو الذي يحسم ويسرّع التغيير، وسرعان ما يرجع لمشاعره الإسلامية ولو كان بدون خبرة سياسية الان . ، وقد اظهرت الاحداث كيف كان الجيش في كل مرة هو صاحب القول الفصل، إذا جد الجد، وهذا ما يستلزم العمل لكسبه لصالح الأمة وهو جزء منها ، حتى تصل الأمة إلى غايتها في استئناف الحياة الإسلامية، وإقامة الخلافة. فالجيوش هي محل ثقة الامة ومحل اقصاء الحكام الذين ابعدوهم عن واجبهم وكبلوهم في ثكناتهم وبنوا اجهزة امنيه تحصي على الناس والجيوش انفاسهم ،وتحمي عروشهم وهذا ما اظهرته الاحداث الاخيرة ،ولذلك يجب االعمل على كسبهم لصالح الامة وقضاياها ،وهذا يظهر محورية قضية النصرة ا لتي ننادي بها في الدعوة والتغيير ما يوجب تمسك المسلمين بها باعتبارها الطريق الشرعي والمنتج في ايصال الاسلام الى الحكم .


وحتى يتحقق المطلوب من هذا الحراك يجب علينا طرح مشروع الخلافة على الجماهير الثائرة بشكل لافت للنظر، وجعله محور التفكير والنقاش في ميادين التحرير والتغيير، وهذه فرصةسانحة بعد ان عادت الامة تمارس بعضا من الاعمال السياسية الواجبة بحقها وصارت الاجواء مهيئة اكثر من ذي قبل لطرح افكارنا على الناس بشكل مباشر وواضح بعد ان كسر ت حاجز الصمت ونزعت ثياب الذل والهوان . فمن ينقذ الامة من براثن الاستعمار وانياب الطاغوت فيكون ثوابه ثواب الانصار واجره كاجر سعد واسعد واسيد رضي الله عنهم اجمعين ،فالى عز الدنيا والاخرة ندعوكم ايها القادرون على التغيير والامة تنتظركم وتنتظر منكم هذا الصنيع فهل من مجيب .
منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله 08-23-2011 09:29 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ما يوافق الإسلام وما لا يخالف الإسلام ،كلهاأحكام كفر وليست من أحكام الإسلام






أيها المسلمون

عن طريق فكرة (ما يوافق الإسلام فهو من الإسلام) أدخل الكفار علينا أفكار الكفر، وعن طريق (ما لا يخالف الإسلام فهو من الإسلام) استطاعت دول الكفر أن تجعلنا نأخذ أحكام الكفر، وبذلك بدأ دخول أفكار الكفر إلى أذهان المسلمين، فكانت ألفاظ الديمقراطية من الإسلام والاشتراكية الإسلامية والعدالة الاجتماعية من الإسلام وغير ذلك، وبهذا أيضاً سهل على الكفار وعلى المنافقين أن يطبقوا على المسلمين أحكام الكفر مثل قوانين العقوبات وأحكام البيّنات وقوانين التجارة وما شاكل ذلك، فكان هذا هو الخطوة الأولى التي خطاها الكفار لإزالة أحكام الإسلام وأفكار الإسلام وإحلال أفكار الكفر وأحكام الكفر محلها في بلاد الإسلام وفي أدمغة أبناء المسلمين برضا المسلمين. حتى إذا سهل عليهم هذا وتمكنوا منه انتقلوا للخطوة التالية، خطوة إعطاء أحكام الكفر بوصفها تقدمية لتحل محل الرجعية على حد تعبيرهم، أي تحل محل أفكار الإسلام وأحكام الإسلام، ثم كان ما ترونه بأعينكم من وقاحة بعض شباب المسلمين في إبعاد الإسلام، ومن تفاهة من يزعمون العمل للإسلام أو بعبارة أخرى من يحبون الإسلام بمحاولتهم التوفيق بين أحكام الإسلام وأحكام الكفر، ليُلبسوها ثوب التقدم وموافقتها للعصر الحديث، أي كان طغيان الكفر كله على البلاد، وكان أن غاص الإسلام كله من الوجود.
والآن بعد أن عانت بلاد المسلمين ما عانت ، وبرز بشكل فاضح فساد أحكام الكفر وأفكار الكفر أدرك جمهرة المسلمين أن لا منقذ لهم إلاّ الإسلام، وأنه لا يضع حداً لهذا القلق وهذا الفساد إلاّ رجوع دولة الإسلام، لذلك صار الأمل مجسماً للمؤمنين في أن سلطان الإسلام آت وأن الإسلام يوشك أن ينبثق فجر دولته من جديد لذلك كان لا بد من رجوع الإسلام صافياً كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا بد من محاربة ما كان سبباً لإيجاد أحكام الكفر وكان طريقاً للتخلي عن أحكام الإسلام.

إن أهل القوة والمنعة بدأوا يدركون أن لا نجاة إلاّ بالإسلام، ولكن ما يظهر على الغرب والشرق من تقدم مادي لا يزال يتحكم في أذهانهم، وإن كانت محبة الإسلام متغلغلة في نفوسهم، لذلك يُخشى أن يعود عهد التوفيق بين أحكام الإسلام وأحكام الكفر، عهد ما يوافق الإسلام فهو من الإسلام، وأيضاً فإن بقايا أهل التوفيق من المسلمين لا يزال الكثير منهم له نشاط وأتباع ولا يزال للذين يرون الإسلام مرناً يسير مع كل زمان ومكان قول مسموع ورأي مطاع، فكان لا بد من بيان خطر فكرة (ما يوافق الإسلام فهو من الإسلام) وضرر فكرة (ما لا يخالف الإسلام فهو من الإسلام)، فإن هذه الفكرة من أفظع ما حل بالمسلمين ومن أشد ما أثر على المسلمين وجعلهم يقبلون أخذ أحكام الكفر وأفكار الكفر وترك أفكار الإسلام وأحكام الإسلام.
إن أهل القوة والمنعة بدأوا يدركون أن لا نجاة إلاّ بالإسلام، ولكن ما يظهر على الغرب والشرق من تقدم مادي لا يزال يتحكم في أذهانهم، وإن كانت محبة الإسلام متغلغلة في نفوسهم، لذلك يُخشى أن يعود عهد التوفيق بين أحكام الإسلام وأحكام الكفر، عهد ما يوافق الإسلام فهو من الإسلام، وأيضاً فإن بقايا أهل التوفيق من المسلمين لا يزال الكثير منهم له نشاط وأتباع ولا يزال للذين يرون الإسلام مرناً يسير مع كل زمان ومكان قول مسموع ورأي مطاع، فكان لا بد من بيان خطر فكرة (ما يوافق الإسلام فهو من الإسلام) وضرر فكرة (ما لا يخالف الإسلام فهو من الإسلام)، فإن هذه الفكرة من أفظع ما حل بالمسلمين ومن أشد ما أثر على المسلمين وجعلهم يقبلون أخذ أحكام الكفر وأفكار الكفر وترك أفكار الإسلام وأحكام الإسلام.

إن الإسلام هو ما جاء وحياً من الله، أي ما جاء بالكتاب والسنّة وما أرشد إليه الكتاب والسنّة من أدلة، هذا وحده هو الإسلام، وما عداه كفر سواء أكان موافقاً للإسلام أم كان لا يخالفه. والدليل على ذلك أن الله تعالى أمرنا أن نأخذ ما يأمر به الرسول وأن نترك ما نهانا عنه وأمرنا أن نحتكم إلى رسول الله أي إلى ما جاء به رسول الله. قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فهو نص في وجوب أخذ ما جاء به الرسول، وترك ما نهى عنه، وإذا قرنت هذه الآية بقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) وعرف أن (ما) في قوله (ما آتاكم) وقوله (وما نهاكم) للعموم، ظهر جلياً وجوب أخذ ما جاء به وترك ما نهى عنه، وأنه عام في جميع ما أمر به وجميع ما نهى عنه، والطلب في هذه الآية سواء طلب الفعل أو طلب الترك طلب جازم يفيد الوجوب بدليل تهديد الله لمن يخالفه بالعذاب الأليم. وقال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)، ففي هذه الآية نفى الله الإيمان عمن يحكّم غير الرسول في أفعاله مما يدل على الحصر في التحكيم بما جاء به الرسول، وعلى حرمة الأخذ من غير ما جاء به، وهذا كله صريح في التقيد بما جاء به الإسلام.
على أن الله تعالى لم يكتف بذلك بل انه نهى نهياً صريحاً عن الأخذ من غير ما جاء به الوحي من الله، فنعى على الذين يريدون أن يتحاكموا لغير ما جاء به الرسول، قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً)، فهذا صريح في النهى عن التحاكم بغير ما جاء به الرسول، فقد جعل ذلك ضلالاً إذ هو تحاكم إلى الطاغوت. على أن هناك أحاديث تبين بصراحة على أن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرم الله، وهذا يعني أن ما لم يحلّه الله لا يعتبر حلالاً وما لم يحرمه لا يعتبر حراماً، أي لا يؤخذ مطلقاً، فعن سلمان الفارسي قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فقال: الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه) وأخرج الدارقطني من حديث أبي ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحدّ حدوداً فلا تعتدوها) وهذا صريح بأنه لا يصح أن نتعدى ما حدده الله لنا، فلا يصح أن نأخذ من غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
على أن الحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد، والمسلمون مأمورون بأن يحكّموا في أفعالهم خطاب الشارع وأن يسيّروا تصرفاتهم بحسبه، فإذا أخذوا ما لا يخالفه أو أخذوا ما يوافقه فإنهم يكونون قد أخذوا غير الحكم الشرعي، لأنهم لم يأخذوه بعينه بل أخذوا ما يوافقه أي ما يشبهه أو ما لا يخالفه أي ما لا يصطدم معه، وفي كلتا الحالتين لا يكونون قد أخذوا الحكم الشرعي عينه بل أخذوا غيره، وغير الحكم الشرعي ليس هو الحكم الشرعي، سواء خالف أم لم يخالف، وافق أم لم يوافق، فلا يكون أخذهم له أخذ للحكم الشرعي. فمثلاً الزواج شرعاً إيجاب وقبول بلفظي الإنكاح والتزويج بحضور شاهدين، فلو ذهب مسلمان إلى الكنيسة وأجرى لهما القسيس عقد زواج على نظام النصراني بلفظي الإنكاح والتزويج بحضور شاهدين مسلمين، فهل يكونان قد تزوجا حسب الحكم الشرعي أم حسب غيره؟ أي هل يكونان قد حكّما ما جاء به الرسول أم ما جاءت به النصرانية المنسوخة بدين الإسلام؟ فهذه حادثة توافق الإسلام، فعلى حد ما يقولون من جواز أخذ ما يوافق الإسلام وما لا يخالف الإسلام فإن هذا الزواج عندهم يكون صحيحاً، مع أن الحكم الشرعي أن هذا الزواج باطل من أساسه، ولو كان يوافق الإسلام، لأنا نُهينا عن الأصل الذي جاء به هذا الزواج وهو دين النصرانية، ونُهينا عن الأصل الذي جاء منه هذا الزواج وهو التحاكم لغير ما جاء به الرسول الوارد في قوله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) وكل ما جاء النهي فيه عن الأصل فهو باطل ويحرم أخذه، فكان هذا الزواج باطلاً، ومثله الزواج المدني، وكذلك كل ما كان النهي فيه عن الأصل باطل يحرم أخذه، فيحرم أخذ ما لم يأت به الإسلام، سواء وافق الإسلام أم لم يوافقه، وسواء خالفه أم لم يخالفه، لأنّا فوق كوننا قد أمرنا بأخذ ما أمر به الرسول وترك ما نهانا عنه ومفهومه أن لا نأخذ غيره، فإنه قد جاء النهي صريحاً عن أخذ ما لم يأت به الرسول أي عن أخذ شيء غير ما جاء به الرسول، ويؤيد ذلك أحاديث أخرى كثيرة صريحة في هذا النهي، فعن عائشة قالت: قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية أخرى عنها: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع. فقيل: يا رسول الله كفارس وروم؟ فقال: ومَن مِن الناس إلاّ أولئك؟) وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلت: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) فهذه النصوص صريحة في النهي عن الأخذ من غيرنا، فالحديث الأول يقول (فهو رد) والحديثان الآخران يتضمنان معنى النهي، فأخذ القوانين الغربية هو أخذ من غير الإسلام، وهو اتباع لمن هم مثل الفرس والروم والنصارى واليهود، فهو اتباع للانكليز والفرنسيين والأمريكان وأمثالهم، ولذلك يحرم أخذها بغض النظر عن كونها توافق الإسلام أم لم توافقه، تخالفه أم لم تخالفه، فإن أخذها حرام.
ولا يقال إن هناك أموراً حدثت لم تكن في أيام الرسول ولا كانت من قبل ولم يأت بها حكم فيجوز أخذها لقول الرسول: (وما سكت عنه فهو عفو لكم) وقوله: (وما سكت عنه فهو عفو) ولأن الأصل في الأشياء الإباحة، لا يقال ذلك، لأن قول الرسول لا يعني أن ما سكت عنه الشرع بمعنى لم يبينه، فحاشا لله أن يكون كذلك، لأن الشرع لم يسكت عن أشياء لم يبين حكمها، بل بيّن الشرع حكم كل شيء، فما من واقعة إلاّ ولها حكم، ولا من حادثة إلاّ ولها محل حكم، ولا يحق لمسلم أن يقول إن الشارع سكت عن شيء ولم يبين حكمه بعد أن يقرأ قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وقوله تعالى: (وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) فلا يحق لأحد من المسلمين أن يذهب إلى أن تكون بعض الوقائع خلواً من الحكم الشرعي، على معنى أن الشريعة أهملته إهمالاً مطلقاً لم تنصّب دليلاً من نص في الكتاب والسنّة، أو تضع أمارة من علة شرعية جاء بها النص صراحة أو دلالة أو استنباطاً أو قياساً، تنبه الشريعة بهذا الدليل أو تلك الأمارة إلى حكم هذا البعض من الوقائع، هل هو الإيجاب أو الندب أو الحرمة أو الكراهة أو الإباحة، أو البطلان والفساد أو كونه سبباً أو شرطاً أو مانعاً.. الخ، لا يحق لأحد من المسلمين أن يذهب إلى ذلك لأنه بهذا يطعن في الشريعة بأنها ناقصة، ويبيح تحكيم غير الشرع مخالفاً بذلك قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك)، وإذا كان الشرع لم يأت بالحكم وأخذ المسلم حكماً لم يأت به الشرع فقد حكّم غير الشرع، وهو لا يجوز. فالادعاء بأن الشرع لم يأت بأحكام جميع الحوادث إباحة لتحكيم غير الشرع، لأن الشرع لم يأت بها هو ادعاء باطل، فلا يكون معنى قول الرسول: (وما سكت عنه فهو عفو) أن الشرع لم يبين حكمه، بل معناه أن الرسول يخاطب الصحابة فيقول لهم ما جاء النص به خذوه ولا تسألوا عن غيره حتى لا يحرم عليكم، فهو من قبيل قوله عليه السلام: (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال واختلافهم على أنبيائهم، ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم فأتوا منه من استطعتم)، فيكون معنى (ما سكت عنه) أي ما لم ينهَ عنه فلا تسألوا عنه فقد عفا الله به ورفعه عنكم فلا تثقلوا على أنفسكم ولا تبحثوا عنه، بدليل أن نص الحديث كاملاً قد قال: (فلا تبحثوا عنها)، فإن النص هو (إن الله فرض فروضاً فلا تضيعوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها وحدّ حدوداً فلا تعتدوها وعفا عن أشياء رحمة بكم لا عن نسيان فلا تبحثوا عنها) فالمراد النهي عن البحث عنها وليس المراد أن هناك أموراً لم يبين الله حكمها.
وأمّا الاستدلال بقاعدة (الأصل في الأشياء الإباحة) فإنها خاصة بالأشياء لا بالأفعال، فالأشياء التي في الكون مباحة لنا بعمومات القرآن (وخلق لكم ما في الأرض جميعاً) (كلوا واشربوا) وغير ذلك من النصوص، فالأصل فيها الإباحة لعموم النصوص، فإذا حرم شيء لا بد من نص على تحريمه لأن عموم الإباحة يشمل كل شيء فاستثناؤه بالتحريم من العموم يحتاج إلى نص يستثنيه، ومن هنا كان (الأصل في الأشياء الإباحة) أمّا الأفعال فالأصل فيها التقيد بخطاب الشارع، فإذا جاء الشارع بإباحته كان مباحاً وإذا لم يأت الشارع بإباحته لا بد من البحث عن حكمه في الأدلة الشرعية، فليس الأصل في الأفعال الإباحة بل التقيد بالحكم الشرعي.

وقد يقال: إن اختراع القنبلة الذرية فعل ورسم خطط الحرب فعل والرحلة إلى القمر فعل، وهذه كلها لا تخالف الإسلام فنأخذها لأنها توافق الإسلام ولا تخالفه فيكون أخذنا لها أخذاً لما لا يخالف الإسلام وأخذاً لما يوافق الإسلام. والجواب على ذلك أن هنالك فرقاً بين الأفكار المتعلقة بالعقائد والأحكام الشرعية وبين الأفكار المتعلقة بالعلوم والفنون والصناعات والاختراعات وما شابهها، فالأفكار المتعلقة بالعلوم والفنون وما شاكلها يجوز أخذها إذا لم تخالف الإسلام، وأمّا الأفكار المتعلقة بالعقائد والأحكام الشرعية فلا يجوز أن تؤخذ إلاّ مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنّة أو مما أرشد إليه الكتاب والسنّة، والدليل على ذلك ما رواه مسلم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما أنا بشر مثلكم إذا أمرتكم بشيء من أمور دينكم فخذوا به وإذا أمرتكم بشيء من أمور دنياكم فإنما أنا بشر)، وما روي عن عائشة وأنس معاً أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال: (لو لم تفعلوا يصلح). قال: فخرج شيصاً، أي بسراً رديئاً، فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا، قال: (أنتم أدرى بأمور دنياكم)، وما رواه أهل السير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما خرج للقاء المشركين في غزوة بدر ونزل عند أدنى ماء بدر قال له الحباب بن المنذر: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزله الله تعالى ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة) قال: يا رسول الله إن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فإني أعرف غزارة مائه بحيث لا ينزح فننزله ثم نغور ما عداه من القلب ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقد أشرت بالرأي). فهذه النصوص كلها دليل على أن ما كان من غير العقائد والأحكام الشرعية إذا لم يخالف الإسلام أي إذا لم يأت نص بالنهي عنه. فهذا الذي نأخذه إذا وافق الإسلام ولم يخالف الإسلام، وإذا جاء نص النهي عنه فإنا لا نأخذه لأن الشرع نهى عنه، فما كان من الفنون والعلوم والصناعات والاختراعات وما شابهها هو الذي نأخذه إذا لم يخالف الإسلام، فمثلاً التصوير فن من الفنون وليس من العقائد وليس من الأحكام الشرعية فإنا نأخذه إذا لم يخالف الإسلام، ولكن هذا جاء نص في النهي عنه فلا نأخذه ولذلك كان رسم صورة ذي روح من إنسان وحيوان وطير وغير ذلك رسماً باليد حراماً على المسلمين، لأن النص جاء في النهي عنه، فقد قال الرسول عليه السلام: (كل مصور في النار) وقال: (الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة)، فهذا نص في النهي عن التصوير، فالرسم باليد وإن كان فناً فإنه يخالف الإسلام، أي جاء نص في النهي عنه، فكان لذلك حراماً فلا يحل لمسلم أن يرسم صورة لذي روح ولا أن ينحتها، وأمّا التصوير بالآلة فمباح لأنه ليس تصويراً من قبل الإنسان وإنما هو نقل لعين الشيء المنقول، وهذا لا يدخل تحت النهي المذكور، فكان مباحاً، لأنه فن، وما دام لا يخالف الإسلام فيجوز أخذه، وكذلك التجارة والزراعة والملاحة والصناعة ورسم الخطط الحربية والاختراعات كلها وما شابه ذلك، فهذا هو الذي يجوز إذا لم يخالف الإسلام وأما إن كان من العقائد والأحكام الشرعية فلا يصح أن يؤخذ إلاّ مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من عند الله، أي إلاّ أحكاماً شرعية ليس غير.

فيا أيها المسلمون

هذا هو واقع الإسلام، فما جاء به الوحي من كتاب وسنّة هو الإسلام، وهو الشرع، وما لم يأت به الوحي فليس بالشرع، ولا هو من الإسلام، فكل ما ليس له دليل من الكتاب والسنّة، ولا مما أرشد إليه الكتاب والسنّة من الأدلة، فإنه أفكار كفر وأحكام كفر، سواء خالفت الإسلام أم لم تخالفه، وافقته أم لم توافقه. فليحذر المسلمون من أن يُدخِل عليهم أحد خديعة الأخذ بما يوافق الإسلام أو العمل بما لا يخالف الإسلام، فإن هذا هو المنزلق الفظيع الذي أدى إلى ترك الإسلام وقبول أحكام الكفر وأفكار الكفر، وهذا هو أيضاً المنزلق الخطر الذي يؤدي إلى التنكب عن الإسلام، والانحراف عن طريقه، بل يجب أن يعلموا أن كل ما يوافق الإسلام، وكل ما لا يخالف الإسلام، أحكام كفر وأفكار كفر، لا يحل أخذها مطلقاً، ويجب أن تنبذ نبذ النواة، بل يجب أن تحارَب بعنف، وأن تقاوَم بضراوة، لأنها خديعة فظيعة لإدخال أفكار الكفر على المسلمين، ووسيلة للتنكب عن طريق الهدى، طريق الإسلام.
**************
منقول بتصرف في بعض الجوانب

طالب عوض الله 08-24-2011 09:28 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وسقط القذافي الطاغية الثالث بعد ابن علي ومبارك

والبقية على الطريق بإذن الله!


أيها المسلمون، أيها الأهل في ليبيا:
الحمد لله أن قصم الله ظهر الطاغية، سفّاك الدماء ومُروِّع الأطفال والنساء... الحمد لله أن دماءكم الزكية قد أنتجت خيراً، فداست طاغيةً آخر، فسقط ملوماً مذموماً مدحورا... الحمد لله أن تم ذلك في شهر الانتصارات، شهر الخير والبركات، شهر رمضان العظيم.
لقد سالت دماؤكم، وعظمت تضحياتكم، وعلا دعاؤكم، فاستجاب الله القوي العزيز لكم، وأسقط الطاغية، وأخلفكم أجراً ونصرا، ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾، فأروا الله من أنفسكم خيرا، وانبذوا الأحكام الوضعية، التي تجعل التشريع للبشر دون رب البشر، وأعلنوا بصوت عال حكمَ الله في الأرض، دولةَ الإسلام، الخلافةَ الراشدة... دولةً تعيد أمجادكم يوم أن قُدتُم مشعل الفتح، جنوداً للخلافة، وفرساناً للنصر والشهادة.
أعلنوا بصوت عالٍ نبذ طواغيت الأرض من أمريكا وأوروبا، فهما يتنافسان ويتسابقان على بسط سلطانهم على الحكم الجديد بعد الطاغية، بل هم بدأوا هذا السباق منذ زمن، فكونوا لهم بالمرصاد، ولا تمكنوهم من أن يكون لهم سبيل في بلد المجاهدين، بلد حفاظ القرآن الكريم، ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.
أيها المسلمون، أيها الأهل في ليبيا:
إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير لكم من الناصحين، فهو منكم وإليكم، فاحذروا مؤامرات أوروبا وأمريكا، وأزلامهم وعملاءهم، واحذروا مشاريعهم العلمانية العفنة، ومسمياتها المختلفة من علمانيةٍ دكتاتورية، أو ديمقراطية أو رأسمالية... فكلها لا تغني من الحق شيئا، بل هي الطريق إلى الظلم الذي سالت دماؤكم للانفكاك منه... وانصروا حزب التحرير بإعلان حكم الإسلام، الخلافة الراشدة التي يرضى عنها الله ورسوله والمؤمنون... ويومئذ لا تضيع دماؤكم سدى، ولا تضيحاتكم عبثا، بل تغبطكم تلك الدماء،وتُسَرُّ بكم تلك التضحيات، ويذكركم الله في ملأ من عنده ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
22 من رمــضان 1432
الموافق 2011/08/22م
حزب التحرير__._,_.___

طالب عوض الله 08-26-2011 11:32 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
ليبيا: مخاوف من أن تُعمق معركة طرابلس الشرخ بين الثوار والمجلس الإنتقالي


الدوحة – ''القدس'' من رشيد خشانة - لن تُحسم المعركة العسكرية في ليبيا طالما ظلت سرت وسبها والعقيلة تحت سيطرة كتائب القذافي، بالإضافة لبقاء مصير معمر القذافي نفسه غامضاً، على رغم سيطرة الثوار على مُجمع باب العزيزية. لكن الوضع على الجبهة السياسية ليس أقل غموضاً، إذ أن صراعاً كان صامتاً بدأ يطفو على السطح بين الثوار والمجلس الإنتقالي، وقد يطغى على المشهد الليبي في الأيام المقبلة.
قبل نجاح خطة "فجر عروس البحر"، التي أتاحت لقوات الثوار الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس، ظهرت خلافات بين الرأس السياسية للإنتفاضة (المجلس الوطني الإنتقالي) وجسمها العسكري. وكشف مشهد السيطرة على وسط طرابلس غياب السياسيين الذين كانوا في بنغازي أو تونس أو الدوحة يُعلقون على ما يجرى، أو يُعطون التوجيهات، فيما كان الثوار لا يُعيرون اهتماماً لأقوالهم وتعليماتهم.
الأكيد أن معركة استكمال السيطرة على طرابلس ستُوسع الشرخ بين الجانبين على نحو قد يُذكر بالصراع الذي اندلع بين الحكومة الجزائرية الموقتة (في الخارج) وقيادة أركان جيش التحرير الوطني الجزائري، بزعامة هواري بومدين، أو ما كان يُسمى بـ"جيش الحدود"، لدى الدخول إلى العاصمة الجزائر صيف 1962.
وبدا من تعاطي الثوار الليبيين مع المجلس الإنتقالي في موضوع اعتقال محمد النجل الأكبر لمعمر القذافي (قبل فراره من قبضتهم)تباعد في الرؤى بين رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل المقيم في بنغازي ورئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج. وكان لافتاً أن عبد الجليل توعد الثوار بالعقاب في حال حصول أية تجاوزات ووصف بعضهم بـ"المتطرفين الإسلاميين" ما أثار استغراباً لدى المراقبين لأن عبد الجليل نفسه كان يُصنف من ضمن "الإخوانيين" بين أعضاء المجلس الإنتقالي.

جروح قديمة
وأبدى أحد المعارضين البارزين للقذافي في تصريح لـ خشيته من نكء جروح قديمة، بإعتبار أن عبد الجليل وقع أيام توليه وزارة العدل في حكومة القذافي، على قرار بإعدام عبد الحكيم بلحاج، الذي كان ينتمي إلى "الجماعة الليبية المقاتلة" المُرتبطة بتنظيم "القاعدة". وفي الوقت الذي كان فيه عبد الجليل بعيدا عن طرابلس كان نائبه عبد الحفيظ غوقة في الدوحة مُجتمعا مع بعض أعضاء في المكتب التنفيذي للمجلس، بينما كان يُفترض أن يكون في العاصمة طرابلس بوصفه القيادة السياسية للثوار. وهنا يُطرح السؤال: لمن يستمع الثوار، وما هي المرجعية التي تٌوجههم؟ وفي هذا السياق لاحظت شخصية ليبية رفضت الإفصاح عن هويتها لـ أن المعركة العسكرية انطلقت بسرعة لافتة في أعقاب اغتيال القائد العام السابق لقوات الثوار اللواء عبد الفتاح يونس، فهل يُؤكد هذا أن يونس كان يُعرقل تقدم الثوار، خصوصا في معارك البريقة التي استنزفت قواهم؟ لا أحد يملك اليوم الجواب على مثل هذه الأسئلة المُحيرة.

تداعيات عسكرية وسياسية
يُُذكر أن أعضاء المكتب التنفيذي (حكومة المهجر) المؤلف من ثلاثة عشر عضوا، هم فقط المعروفون، فيما ظلت أسماء الأعضاء الآخرين (وعددهم سبعة وعشرين عضوا) طي الكتمان رغم تحرير طرابلس تقريباً. ويُرجح أن غالبيتهم من المنتمين إلى التيارات الإسلامية (الجماعة الإسلامية، الإخوان المسلمون، الجماعة الليبية المُقاتلة...). كما أن ثوار مدينة مصراتة، ثالث المدن الليبية، يرفضون الإعتراف بالمجلس الإنتقالي. ومن الطبيعي أن لهذا التباعد بين الجانبين تداعياته العسكرية والسياسية، فمعركة طرابلس لم تُحسم، وتشير مصادر الثوار إلى أنهم لم يسيطروا سوى على خمسة وتسعين في المئة من المدينة. والأهم أن النسبة المتبقية تشمل حي بوسليم والعجيلات ومركز صلاح الدين الأمني والمستشفى العسكري وبعض الفنادق التي يتحصن فيها رموز من نظام القذافي. وهنا يُطرح سؤال محوري: كيف سيتعامل الثوار مع العقيد القذافي وأبنائه وأركان نظامه إذا ما ثبت أنهم ما زالوا في ليبيا؟ وكيف ستتم السيطرة على المناطق التي ما زالت موالية لهم، وبخاصة مدينة سرت الإستراتيجية وواحة سبها عاصمة الجنوب.
ومع إقبال كتائب جديدة من الثوار تباعاً على العاصمة سيطغى على التطورات في الساعات والأيام المقبلة الحسم العسكري في طرابلس والمواقع الأخرى التي ما زالت تسيطر عليها كتائب القذافي. كما لا يمكن معرفة موقف الثوار بعد تحرير طرابلس من أعضاء المجلس الذين كانوا يعملون مع النظام قبل 17 شباط (فبراير)، وكذلك من المنشقين الذين غادروا الحكم في الأسابيع الأخيرة، أمثال رئيس المخابرات السابق موسى كوسا ورئيس الوزراء السابق شكري غانم ووزير الأمن العام السابق نصر مبروك عبد الله ووزير النفط المستقيل أخيرا عمران بوكراع وحتى عبد السلام جلود (رئيس الوزراء بين 1972 و1977)، الذي كان على خلاف مع القذافي.

مصير "الإعلان الدستوري"
أما على الصعيد السياسي فلا يُعرف مصير خريطة الطريق التي وضعها المجلس الإنتقالي لمرحلة ما بعد القذافي، والتي أعلن عنها في 17 الجاري باسم "البيان الدستوري"، والرامية لتسليم المقاليد في أجل أقصاه سنة واحدة لهيئة منتخبة بعد وضع دستور للبلد. وكرر البيان المؤلف من 37 بنداً المبادئ العامة لخريطة الطريق التي اعتمدها المجلس الإنتقالي في آذار (مارس) الماضي وعرضت تفاصيلها في حينه.
تبقى التداعيات الإنسانية والأمنية لمعركة طرابلس، فبالإضافة للتهديدات بالسرقة والنهب التي تُخيم على أبراج ذات العماد حيث مقرات الشركات النفطية ومكاتب المجموعات العالمية، ومجمع زرقاء اليمامة التجاري وبعض الفنادق، هناك مخاطر نبهت لها المنظمة الدولية للهجرة التي ستقوم بعملية اجلاء لآلاف الأجانب المحاصرين في العاصمة الليبية، بحسب ما ذكرت صحيفة "الصباح الأسبوعي" التونسية. وشرعت المنظمة في البحث عن كيفية ترحيل آلاف المصريين والاجانب المحاصرين. ويرجح أن يتم هذا عن طريق البحر، وبالتالي قد تعرف بعض الموانئ التونسية على غرار الميناء التجاري في جرجيس وصول آلاف اللاجئين في الايام القريبة المقبلة. واستقبلت المعابر الحدودية التونسية منذ اندلاع الصراع في ليبيا نحو تسع مئة ألف من اللاجئين الليبيين والمهاجرين الاسيويين والافارقة. وقال شهود عيان للصحيفة ان الجيش التونسي قام بتعزيزات عسكرية خلال الايام الأخيرة وكثف من عمليات المراقبة والدوريات "حتى لا يعمد أحد إلى تجاوز الحدود التونسية خلسة".
في ضوء تفاعلات معركة تحرير طرابلس، يتساءل الجميع: هل سيتم الإحتفال رسمياً بتحرير العاصمة مع عيد الفطر، مثلما توقع السفير الليبي في باريس منصور سيف النصر، أم أن هذه المعركة الفاصلة ستكون طويلة ومُضنية ومُكلفة؟

http://www.alquds.com/news/article/view/id/290202

طالب عوض الله 08-26-2011 09:46 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
بسم الله الرحمن الرحيم

يا أهلنا في سوريا، لا تلفتـنَّكم بعثات الغرب

وقراراته عن إقامة الخلافة الإسلامية


عقد مجلس الأمن جلسته الخاصة بشأن سوريا يوم الخميس في 18/08/2011م، وعقد مجلس حقوق الإنسان في جنيف يوم الاثنين 22/08/2011م جلسة حول سوريا، ودخلت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق سوريا وباشرت زيارة مناطق متفرقة منها منذ فجر الاثنين وحتى تاريخ كتابة هذا البيان. وإزاء هذه الأحداث فإننا في حزب التحرير نؤكد على مايلي:
أولاً: نحن ندرك حقيقة الغرب وعداءه التاريخي للمسلمين والذي كرّس بهدم الخلافة وتمزيق بلاد المسلمين واحتلالها والهيمنة عليها. وندرك كيف قام بإيجاد وتمكين أنظمة حاكمة لهم، وكيف رسم سياستها على أساس العداء للإسلام وقهر الأمة وطمس هويتها وتشويه شخصيتها؛ فكانت هذه الأنظمة الاستبدادية التي تحكم بلاد المسلمين اليوم هي صناعته وبضاعته لهم، ومن هذه الأنظمة نظام الحكم في سوريا، إذ قامت أمريكا بتمكين نظام حافظ أسد من قبل وسمحت بتوريث الحكم لابنه بشار، وهي ما تزال تدعمه حتى الآن بنصحه وتوجيهه سرًا وعن طريق عملائها في تركيا وإيران والعراق ولبنان سرًا وجهرًا. نعم إن الغرب الماكر المنافق يملك الإعلام والعملاء من الحكام ويحاول أن يستغل المعارضة، ولكنه لا يملك الشارع. وكل تحركاته وتصريحاته تسير باتجاه خطف ثورات المسلمين لتصب في إبقاء نفوذه في بلادهم؛ لذلك نقول للمسلمين إن الغرب ماكر مخادع فاجعلوه لا يخدع إلا نفسه.
ثانيًا: إن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها هي من هيئات الدول الكبرى ومؤسساتها وتعمل لمصلحتها، وتتآمر على الشعوب والأمم وعلى رأسها الشعوب الإسلامية، وترعى تمزّقها وتمنع وحدتها وتساعد على إبقاء سيطرة أسيادها عليها؛ لذلك نقول للمسلمين؛ ضعوا في خلدكم أن هكذا منظمات لا تحمل خيرًا لكم، بل هي من مكر صانعيها، ومكر أولئك هو يبور إن شاء الله تعالى.
ثالثًا: إن هذه اللجنة التي بدأت تطوف عليكم في قراكم ومدنكم لا تختلف في الأهداف عن زيارات السفير الأمريكي المتكررة والمريبة لبعض المناطق، والتي تحدث برعاية النظام السوري نفسه. فارجعوا إلى الوراء قليلاً، ماذا فعلت هذه اللجان تجاه جرائم الناتو ضد المسلمين في العراق وأفغانستان، والروس في الشيشان، والصين في تركمانستان، والصرب في البلقان؟ وماذا فعلت تجاه جرائم يهود في فلسطين ولبنان؟
أيها المسلمون في سوريا:
قولوا للغرب وصنائعه من الحكام وأدواته من مثل هذه المؤسسات الدولية إن ألاعيبكم قد وضحت، وديمقراطيتكم الزائفة قد فضحت، فبشار منكم وأنتم أسياده، ونحن لا نريده ولا نريدكم، فإن لنا ربًا يهدينا ويحمينا وينصرنا عليكم... قولوا لهم إن عملنا في خلع بشار وإسقاطه ومحاكمته هو لله، وسيكون على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا على طريقتكم التي لا تحوي إلا شرًا، ولا تحمل للمسلمين إلا غدرًا.
نعم، إن المسلمين، وخاصة في سوريا، يريدون إرضاء الله فيما يضحون فيه، يريدون أن تكون طريقتهم في تغيير الحكم طريقة شرعية؛ فقد بدأوها (سلمية) بدون أعمال مادية يحتسبون الأجر كما احتسبه آل ياسر. هكذا كانت طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وما احتساب الناس الأجر عند الله في ما يحدث لهم من مآسٍ إلا أكبر شاهد على حسن البداية، ولهم في ذلك حفظ البلد من التفتيت ومنع العداوات بين أهله، فصبر ساعة وتزول المحنة. ولا عجب إذا كان النظام الغاشم هو من يدفع الناس إلى استعمال السلاح ضده ليبرر قتلهم وتمزيق البلاد شيعًا لمصلحة أسياده من أمريكا و(إسرائيل). ولكن إذا كانت الطريقة شرعية والبداية سلمية، فما هي مكملات هذه الخطة؟ فأن تكون ثورة المسلمين في سوريا سلمية من غير أن تكون خطوة في خطة يجعل العمل يدور في حلقة مفرغة وسينتهي حيث بدأ.
أما الخطوة الثانية فهي إسقاط النظام، وهذه من مهمة أهل القوة من أهل الإيمان من أبنائكم ليقوموا بواجبهم الشرعي تجاه دينهم وأهاليهم، فأصرّوا على أبنائكم في الجيش أن يتدارسوا أمرهم ويطيحوا بهذه الزمرة الحاكمة المجرمة؛ فهذا ما يطلبه الشرع منكم ومنهم. فأن يُطالَب بإسقاط النظام هكذا من غير أن ينطلق من منطلق شرعي فسيحبط عملكم ويجعله لصالح دول الغرب. إذا فلا بد من خطوة ثالثة حتى يكتمل العمل ويصبح شرعيًا على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما هي هذه الخطوة؟
إن الغرب يشترط علينا أن تكون خطوتنا الثالثة (دولة مدنية ديمقراطية) ليساعدنا، والله يأمرنا أن تكون دولة إسلامية لينصرنا، فلا مجال للمسلمين أن يختاروا إلا ما اختاره الله لهم قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.

أيها المسلمون في سوريا

لقد أحيت هذه الثورات في نفوس المسلمين كثيرًا من البشائر، فالأمة موعودة بخلافة راشدة على منهاج النبوة بقوله صلى الله عليه وسلم: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وهذا أوانها، وموعودة بالقضاء على يهود بقوله صلى الله عليه وسلم: «تقاتلكم يهود فتقتلونهم» وموعودة بفتح روما بقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل «أي المدينتين تفتح أولًا يعني القسطنطينية أو الرومية؟ فقال: مدينة هرقل أولًا يعني القسطنطينية» وفي هذا الحديث ما يدل على أن روما تفتح في آخر الزمان، وموعودة بفتح مشارق الأرض ومغاربها بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها». فكيف يقبل المسلمون مقولات الغرب في الثورات وللرسول كلمة في ذلك؟! بل أكثر من ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل بلاد الغرب مما يجب أن تفتح ويعمها خير الإسلام وليس العكس.
إن حزب التحرير يدعو أهله إلى أن يعملوا معه لتكون سوريا عقر دار الإسلام فتقوم فيها الخلافة ويتحقق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «عقر دار الإسلام بالشام». فالخير لا يطلب إلا من أهله، جعلكم الله من خيرة أهل هذا الزمان. فإلى طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ندعوكم، فهل بعد هذه الدعوة من دعوة؟!

24 من رمــضان 1432
الموافق 2011/08/24م

حزب التحرير
ولاية سوريا

طالب عوض الله 08-27-2011 11:39 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
http://up2.up-images.com/up/uploads2...26994da32f.jpg

طالب عوض الله 08-27-2011 11:40 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
http://up2.up-images.com/up/uploads2...2d3ec1b23a.jpg

طالب عوض الله 08-28-2011 09:46 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
كتاب سويسري يفضح عدم شرعية قوائم الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب


محمد شريف


تضمن كتاب "قوائم الإرهاب: الثغرات السوداء في القانون الدولي" للصحفي السويسري الراحل فيكتور كوخر، كشفا للنقاب عن انحراف الأمم المتحدة في اتهام أشخاص بالإرهاب دون احترام للقانون الدولي ولا للميثاق الأممي. الكتاب أورد مقاطع عن بعض ضحايا هذا الإجراء وتطرق إلى عدد من الشخصيات الشجاعة التي حاولت الوقوف بوجه تواطؤ دول العالم، الديمقراطية منها وغير الديمقراطية.

كان من المفروض أن يقدم هو بنفسه آخر مؤلفاته عن المنطقة العربية "قوائم الإرهاب: الثغرات السوداء في القانون الدولي"، ولكن الأقدار شاءت أن يصبح موعد نشر الكتاب فرصة لنعي مؤلفه، الكاتب والصحفي السويسري فيكتور كوخر بعد وفاته في حادث تجوال بجبال الألب في ربيع العام الجاري.
لقد عايش فيكتور كوخر تقلبات العالم العربي منذ أكثر من 30 عاما وأحب هذه المنطقة لحد إتقان لغتها، وأصبح بذلك أحد المُلمّين بحضارتها وثقافتها وخصوصياتها الإثنية واللغوية والعرقية والثقافية والدينية. وهو ما حاول شرحه وتبيانه في كل أعماله ومراسلاته لمواطنيه من السويسريين الناطقين بالألمانية عبر ما كان ينشره في "نويه تسورخر تسايتونغ"، أكبر وأهم الجرائد اليومية في الأنحاء المتحدثة بالألمانية من الكنفدرالية.
فلا غرابة إذن أن يكون فيكتور كوخر، وبحكم هذه المعرفة العميقة بالعالم العربي، من أوائل الذين تفطنوا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من حملات أمنية استهدفت بشكل لم يسبق له مثيل كل ما هو عربي أو مسلم، إلى أن الحرب المعلنة ضد الإرهاب تشكل في بعض مظاهرها "خروجا عن الشرعية وعن المعايير الدولية".
وقد تناول بالخصوص في كتابه هذا بالتفصيل، لا شرعية المعايير والإجراءات التي اعتمدتها الأمم المتحدة في إقامة واختيار الأسماء الواردة في قوائم الإرهاب، بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطؤ من معظم دول العالم الديمقراطية منها وغير الديموقراطية على حد السواء.
هذه القوائم السوداء التي اشتملت حتى موفى عام 2010 على أكثر من 480 اسما لأشخاص وجد الكثير منهم أنفسهم فجأة في ظل ملاحقة من قبل دول العالم، وفي مواجهة تجميد لأرصدتهم وممتلكاتهم، ومنعهم من السفر، لا لشيء إلا لمجرد الإشتباه، وبدون أدلة تذكر، في كونهم مقربين من جماعات إرهابية.
البعض منهم فقد كل ممتلكاته وتجارته، والبعض الآخر زج به في السجون بالوكالة من قبل أنظمة تسعى إلى ي التقرب من واشنطن بكافة الوسائل، بما فيها ممارسة التعذيب حتى ضد مواطنيهم والزج بهم في سجون سرية، اتضح أنها كثيرة في العالم العربي. ولكن أغلب الذين أدرجت أسماؤهم على هذه القوائم السوداء لم يفلح في التخلص من هذا الكابوس إلى حد اليوم لأن المعايير التي استخدمت لم تكن قائمة على أساس يسمح بإبقاء باب العدالة مفتوحا أمام المتهمين للدفاع عن أنفسهم والردّ على التهم الكوجهة إليهم.
"الـكمّاشة"
وصف فيكتور كوخر في كتابه "قوائم الإرهاب: الثغرات السوداء في القانون الدولي"، الإجراءات التي قامت عليها عملية تسطير وإعداد هذه القوائم بـ "الكماشة التي لا مجال للتخلص منها" سواء عبر القوانين الوطنية أو القوانين الدولية.
ويكمُن السبب كما يقول فيكتور كوخر في أن "قرار إصدار هذه القوانين سنه مجلس الأمن الدولي، أعلى وأقوى منظمة في العالم، وعززه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، من أجل فرض حظر على كل فرد او جماعة يشتبه في أنهم يدعمون الإرهاب. وهذا يعني أن كل دول العالم مُجبرة على تجميد أموال الأشخاص والمنظمات الواردة أسماؤهم في القائمة ومنعهم من السفر". وهو ما يستنتج منه فيكتور كوخر أن "هذه الإجراءات سمحت لأجهزة المخابرات بتوسيع رقعة شكوكها لتشمل فرض حظر على كل من يُعتقد أن له علاقة بالحركات الجهادية، وهذا بدعم من منظمة الأمم المتحدة".
وفي الواقع تعود فكرة "القوائم الإرهابية" إلى ما قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، بحيث كانت التجربة الأولى في عام 1997 بفرض حظر على عناصر من حركة أونيتا الأنغولية، ثم تطور الإجراء في عام 2000 بإصدار القرار 1267 بعد الإعتداءات التي استهدفت الأمريكيين في كينيا لكي تشمل عناصر القاعدة وحركة طالبان. وهو القرار الذي لا زال ساريا حتى اليوم وقد تمخضت عنه لجنة إعداد قوائم الإرهاب المكونة من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
ويشرح كوخر أيضا أن "مجلس الأمن يُصنف من يوجد إسمه في هذه القائمة على أنه عدو للإنسانية، مما يُلزم كافة دول العالم بمتابعته ومطاردته". ويوضح بهذا الخصوص أن "هذا صحيح عندما يتعلق الأمر بإرهابي حقيقي، ولكن عندما يتعلق الأمر بأشخاص وُجدت أسمائهم بحكم الخطأ في هذه القائمة، فإن مسالة إثبات البراءة أمام المحاكم تصطدم بعدم وجود اتهامات مُحددة للتمكن من تقديم الدلائل ضدها. وثانيا أن السلطات المطالبَة بالبت في القضية، بل حتى لجنة قوائم الإرهاب الأممية لا تحصل على أدلة الاتهام، نظرا لأن ذلك يرتكز على معلومات استخباراتية سرية لا يتم تبادلها حتى مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي".

يوسف ندا وياسين عبد الله القاضي وغيرهم...
استهل فيكتور كوخر كتابه بإيراد قصة زوجين بلجيكيين قدما الكثير من المساعدات للمجاهدين في حرب أفغانستان ضد الإحتلال السوفياتي، ثم وجدا اسميهما بعد أحداث 11 سبتمبر ضمن قائمة الإرهاب إلى جانب أسماء أسامة بن لادن وغيره من عناصر تنظيم القاعدة.
وإذا كان الزوجان البلجيكيان قد استطاعا سحب اسمهما من القائمة بعد حرب قضائية استمرت حتى عام 2009، فإن وضعية أشخاص آخرين مازالت على حالها رغم كل المحاولات. ومن ضمن هؤلاء قضية الثري السعودي ياسين عبد الله عز الدين القاضي المعروف بنشاطاته الخيرية والذي التقى أسامة بن لادن في بداية الثمانينات في باكستان، وعملا معا على دعم المجاهدين الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي بتزكية أمريكية، واستثمرا معا في السودان، قبل أن "يقطع اتصالاته به في منتصف التسعينات"، كما ورد على لسانه في الكتاب.
ومنذ إدراج اسمه على قائمة الإرهاب، سـخـّر هذا الرجل الذي يملك مناجم للألماس في القارة الإفريقية وممتلكات وأنشطة تجارية عديدة في المملكة السعودية وتركيا، أفضل المحامين الدوليين من أجل رفع الحصار المفروض عليه وعلى أمواله حتى داخل بلاده. ولئن استطاع ياسين القاضي كسب القضية التي رفعها من أجل رفع الحجز المفروض على أمواله في تركيا وأوروبا من خلال قرار صادر عن محكمة الإتحاد الأوروبي في اللوكسمبورغ، ودحر مطالب عائلات ضحايا اعتداء 11 سبتمبر في الولايات المتحدة التي طالبته بتعويضات بحوالي 3 مليارات من الدولارات، فإنه لا زال يُصارع، وبعد انقضاء عشر سنوات كاملة من المعارك القانونية، من أجل شطب اسمه من قائمة الإرهاب لما يُتهم به من قرب من القاعدة بسبب نشاطات جمعيته الخيرية "موفق" التي كانت تشتغل في منطقة بشاور بباكستان تحت سقف "مكتب الخدمات" للمجاهدين العرب الذي يُعدّ المنظمة التي انبثق منها تنظيم القاعدة.
وإذا كان يقول عن نفسه - حسبما أورده فيكتور كوخر - في كتابه أنه "ضحية لغوانتانامو مالي"، فإن الآخرين يقولون عنه أنه "يشكل لدى الأوساط المطاردة للإرهابيين موضوع النقاش اليومي، وفي نظر منظمات المجتمع المدني المدافعة عن الحقوق بمثابة بطل المقاومة المدنية ضد هيمنة وانحراف البيروقراطية الأممية، وفي نظر الكثير من المسلمين بالرجل المتدين التقي الذي سقط ضحية العنصرية الغربية والإسلام فوبيا".
كما خصص الكتاب مقطعا مهما للحديث عن قضية رجل الأعمال الإيطالي - المصري يوسف ندا التي تمس سويسرا بحكم أنها أُجبرت الى جانب إيطاليا على تطبيق أوامر حجز الأموال والمنع من السفر وما إلى ذلك من الاجراءات التي جعلت آخر سنوات عمر هذا الرجل المقرب من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمقيم في منتجع كامبيوني (وهي قطعة أرض إيطالية داخل سويسرا)، تتحول إلى جحيم بعد تعرضه لعملية تفتيش واعتقال كأحد كبار المجرمين في أحد فنادق لندن بعد إجرائه لحوار تلفزيوني مع قناة الجزيرة القطرية.
وبخصوص لامعقولية ما جرى ليوسف ندا، قال ديك مارتي، عضو مجلس الشيوخ السويسري، ومقرر الهيئة البرلمانية لمجلس أوروبا الذي فجر قضية السجون السرية وعمليات الإعتقال التي قامت بها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية خارج نطاق القانون، لدى تدخله في الحفل: "لما اتصل بي يوسف ندا مع محاميه وروى لي ما جرى له، لم أصدق أن يحدث ذلك من قبل أنظمة ديمقراطية. ولكن سرعان ما تأكدت من صدق أقواله بعد الإتصال بالمدعي العام الفدرالي الذي أكد فتح تحقيق بشأنه في كل من سويسرا وميلانو".
قضية السيد يوسف ندا انتهت بعد ثمانية أعوام من المعاناة والحصار والمتابعة، بإقدام لجنة العقوبات الأممية في شهر مارس 2010 بشطب اسمه من قائمة الإرهاب بدون تقديم أي تعليلات أو اعتذارات.

تحسُّن لا يسمن ولا يغني من جوع
فيكتور كوخر خصص عدة فصول في كتابه للحديث عن شخصيات طبعت النقاش الخاص بقوائم الإرهاب وفي مقدمتهم النائب البرلماني ديك مارتي الذي أعـد تقارير دولية فضحت لجوء أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة وعدة بلدان متواطئة معها إلى تنظيم رحلات سرية لنقل أشخاص مشتبه فيهم وفضح موضوع السجون السرية. وقد وصفه فيكتور كوخر بـ "المحذر الشجاع الذي سلط الأضواء على الخروقات الخطيرة وتمكن من إضفاء المصداقية على طرحها على طاولة النقاش".
في المقابل، أدت الضغوط الدولية، والمساءلات التي شهدتها العديد من المجالس البرلمانية (ومن ضمنها البرلمان الفدرالي السويسري)، بعد نشر تقارير ديك مارتي، إلى إدخال بعض التحسينات وهي الأولى منذ إصدار هذه القوائم السوداء. ومن بينها تعيين وسيط أممي (أومبودسمان) في صيف عام 2010 في شخص القاضية الكندية كيمبرلي بروست التي "لا تملك أية صلاحيات ولكنها ترغب في القيام بالشيء الكثير"، أو بتعبير آخر "كمن يرغب في التستر بورقة عنب ولكن بها أشواك"، حسب فيكتور كوخر.
وعن عدم جدوى الإصلاحات التي أدخلت على لجنة قوائم الارهاب وطريقة عملها بعد تكاثر القضايا المرفوعة أمام المحاكم وبداية ظهور انتقادات علنية في بعض الصحف المهمة، يلخص فيكتور كوخر مواقف بعض المعنيين بالموضوع العاملين داخل أجهزة مكافحة الإرهاب (من أمثال ريتشارد باريت، المسؤول عن التنسيق في لجنة الأمم المتحدة المعنية بقوائم الإرهاب، وجيل دوكيرفوش، منسق محاربة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي) ويشير إلى أنهما "يتفقان على قول يسير في اتجاه واحد يتلخص في أن الوسائل المستخدمة في الحرب الوقائية ضد الإرهاب من جهة، والإجراءات القانونية المتبعة في متابعة المجرمين من جهة أخرى، هما كالماء والزيت، لا يختلطان أبدا".

swissinfo.ch
منقول : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله 08-29-2011 09:47 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
حزب التحرير – فلسطين: على نصر الله أن يكف عن ترديد شعارات الفرقة والضعف والتنازل


استنكر حزب التحرير- فلسطين في تصريح صحفي لعضو مكتبه الإعلامي، المهندس باهر صالح، ما قاله الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب يوم القدس بأنّ "إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو شأن داخلي يقرره الشعب الفلسطيني"، معتبرا أنّ هذا يعني اعفاء جيوش الأمة وحكامها من واجبهم تجاه تحرير فلسطين وترسيخا لانفصال الأمة حين اعتبرها قضية الفلسطينين أنفسهم.

وقال: "إنّ فلسطين للمسلمين جميعا وقضيتها قضية مليار ونصف مليار، ولابن طهران وابن جاكرتا وابن طشقند في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى كما لابن عكا وحيفا والخليل ونابلس"، وأضاف: "فلا يجوز لحسن نصر الله ولا لغيره أن يعفي نفسه من واجبه تجاه تحرير فلسطين".

كما استهجن الحزب أن يقبل الأمين العام لحزب الله بدولة فلسطينية على حدود 67 مؤكدا على أنّ ذلك يعتبر اعترافا بالمحتل وإضفاءً للشرعية عليه قبل كل شيء، فقال: "الأصل في حزب الله وكل الحركات التي ترفع شعار الإسلام والمقاومة أن تكون مواقفها وخطاباتها مستمدة من أحكام الإسلام التي تحرم الاعتراف بالمحتل والتفريط بشبر واحد من فلسطين، ومن المستهجن أن تخالف مواقفها الثوابت الإسلامية، فما الدعوة إلى القبول بدولة على حدود 67 إلا اعترافا بالمحتل وإضفاء للشرعية عليه".

ودعا الحزب حسن نصر الله وكل من يرفعون شعار الإسلام والجهاد لأن يرسخوا فكرة وحدة الأمة الإسلامية وأخوة المسلمين وأنّ فلسطين هي للمسلمين جميعا، وأن يكفوا عن ترديد شعارات الفرقة والضعف والتنازل.

27/8/2011

طالب عوض الله 09-01-2011 10:34 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
بسم الله الرحمن الرحيم
محنة د. وجدي غنيم تجسيد معاناة ومصائب الأمّة في حكامها



قال تعالى: (اللهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالتي لمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ التي قضى عَليْها المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أجَلٍ مُسَمىً إنَّ في ذلِكَ لآياتٍ لِقوْمٍ يَتفكرونَ)[ ]
إنَّ قصة الفتية الذين فروا بدينهم من بطش وجبروت الطغاة، هي قصة تتكرر كل يوم وفي كل مكان، وفي كل الأمم والشعوب والأقوام. (إنَ أصحاب المبادئ والمعتقدات الصحيحة في كرب وشدّة وبلاء دائم، منذ أن خلقَ اللهُ الخلقَ إلى يومنا هذا، وذلك أنّه ما من أمة أو شعب أو قوم إلآ ولهم عقائد يعتنقونها، وأفكار يحملونها، وأحكام ينظمون بها أمورهم، إرتضوا لأنفسهم هذه العقائد والأفكار والأحكام وألفوها على مرور الزمن، واستعدوا للدفاع عنها، وذلك أنها غدت جزءاً من حياتهم، وهذه سنة الله في خلقه لم تتخلف في الأمم والشعوب والأقوام، لــــذا فإنّه ما من نبي أو رسول جاء لقومه بعقائد وأفكار وأحكام جديدة مغايرة لما هم عليه إلا ورفضوه وما يدعوهم إليه، وكذبوه وآذوه، فنال كل نبي أو رسول من صنوف الأذى وألوان العذاب ما نجده في كتاب الله تعالى: (وَلقدْ كذِبَتْ رُسُلٌ مِنْ قبْلِكَ فصَبَروا عَلى ما كذِبوا وأوذوا حَتى أتاهُمْ نصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكلِماتِ اللهِ وَلقدْ جاءَكَ مِنْ نبَإى المُرْسَلينَ)[ ] وحيث أنَّ أتباع الأنبياء والرُّسُل يحملون الدعوات من بعدهم، فهم كذلك يتعرضون للأذى والتعذيب)[ ] قال تعالى: (وَالسَمآءِ ذاتِ البُروجِ ! وَاليَوْمِ المَوْعودِ ! وَشاهِدٍ وَمَشْهودٍ ! قتِلَ أصْحابُ الأُخدودِ ! النّارِ ذاتِ الوُقودِ ! إذ هُمْ عَليْها قعودٌ ! وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلونَ بالمؤمنينَ شُهودٌ ! وَما نقموا مِنْهُمْ إلآ أنْ يُؤمِنوا بِاللهِ العَزيزِ الحَميدِ ! الذي لَهُ مُلكُ السَمَواتِ والأرْضِ واللهُ على كُلِ شَئٍ شَهيدٌ ! إنَّ الذينَ فتنوا المؤمِنينَ والمُؤمِناتِ ثمَّ لمْ يَتوبوا فلهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلهُمْ عَذابَ الحَريقَ !)[ ] (ولما جاء في الحديث الشريف عن خباب بن الأرت : (... قال: كان الرجل قبلكم يُحفر له في الأرض، ويجعل فيه فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق بإثنتين، وما يصدّه ذلك عن دينه، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه... )[ ] فحامل المبدأ الصحيح مشعل هداية للناس من رسل وأنبياء أو من أتباعهم ومن إهتدى بهديهم وسار على نهجهم، فإنه لا يهادن ولا ينافق، ولا يخضع لضغوط الإمتحان والفتنة.)[ ]

(وقد نال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونال أصحابه من أذى قريش وقبائل العرب ماهو معروف ومشهور، لكنّ الأنبياء والرُّسُل وكذلك أتباعهم من بعدهم ما كانوا ليتركوا حمل الدّعوة وتليغ الشَّرائع والأحكام خضوعاَ للعذاب والأذى، بل كانوا يصبرون ويصبرون على ما يلاقونه حتى يحكم الله بينهم وبين أقوامهم، وما عُرفَ أنّ نبياً أو رسولاً أو أتباع نبي أو رسول تركوا حمل الدّعوة وتخلوا عن حمل الأمانة خضوعاً للإمتحان والتعذيب، فالصبر على العذاب والأذى سنة لا تتخلف في كل من يحمل الدّعوة الحق من أنبياء ورسل واتباعٌ على مر العصور والدّهور).[ ]

(إنَّ حمل الدّعوة يعني بالتأكيد ضرب العقائد والأفكار والأحكام المألوفة لدى الناس، واستبدال عقائد وأفكار وأحكام أخرى بها، كما يعني التعرض للأذى والعقاب والإمتحان والفتنة، وما يجب حياله من التحلي بالصبر وتحمل المكاره، وانتظار الفرج من رب العالمين. فالبلاء والعذاب أمران لا بد من حصولهما أثناء حمل الدّعوة، كما أنّ الصبر والتحمل أمران لا بد من وجودهما لدى حامل الدّعوة، وعندما تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للتعذيب من أهل الطائف توجه إلى ربه داعياً مبتهلاً، كما روى محمد بن كعب القرظي):[ ]

(اللهم إليك أشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى قريب يتهجمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل علي غضبك..)[ ]

(إنّ الفتنة والإمتحان التي يتعرض لها حملة الدّعوة كانت وتكررت وستكون وتتكرر، فما دام تعاقب الليل والنهار فسيكون هناك جلادون ومن يجلدون، وحامل الدّعوة يتحدى ولا بد الجلادين العُتاه، يتحدى المجتمع "وقادته والناس كافة" بعقائده وأفكاره ومفاهيمه وأحكامه وأعرافه وتقاليده، كما يتحدى الحكام والجلادين، ثابتاً على المبدأ، مسفهاً العقائد والأفكار والأحكام والمفاهيم والعادات والأعراف، صابراً على الأذى والعذاب والبلاء الذي سيتعرض له نتيجة ثباته على المبدأ. لذا فقد صنفه الرسول صلى الله عليه وسلم في صف واحد مع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، مصداقاً لقوله تعالى: (كُلُ نَفسٍ ذائِقةُ المَوْتِ وَإنّما توَفونَ أُجورَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَاُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وَما الحَياةُ الدنيا إلآ مَتاعُ الغُرورِ)[ ]

وحتى يتم أمر الله تعالى فإنّ الأعداء يفتحون السجون والمعتقلات، ويشهرون العصي والسياط، ويحاربون حملة الدعوة بقطع الأرزاق وحتى بقطع الأعناق، يعلنون الحرب على حملة الدعوة في كل المجالات، ليحولوا بينهم وبين حمل الدعوة والثبات عليه والإستمرار فيه ، فَمَنْ فتِنَ ومن ترك حمل الدعوة استجابة للضغوط فقد سقط، وحقق المفتون والساقط لأعداء الدعوة وأعداء الله ما يصبون إليه ويطمحون فيه.)[ ]

(وكما ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعوة وعلى حملها، فقد ثبت صحابته رضوان الله عليهم ثباتاً لا نظير له، والأمثلة على ذلك كثيرةً ومعروفة ومشهورة، وما قصة تعذيب بلال في بطحاء مكة وثباته على الحق، وما قصة آل ياسر وتعذيبهم برمضاء مكة وصبرهم بخافية على أحد، وكتب السيرة تقص علينا قصص ثباتهم على حمل الدعوة، كما تقص علينا أساليب التعذيب التي استعملها طغاة مكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع صحابته من بعده.)[ ]

وكما ثبت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته على المبدأ فلم يهنوا ولم يضعفوا، فكان منهم بلال وآل ياسر وسمية وخبيب وغيرهم صابرين محتسبين، فقد ثبت قبلهم فتية الأخدود كما أعلمنا الله في سورة البروج، الذين صبروا على العذاب وثبتوا على المبدأ حتى فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها مستبشرة بلقائه، وقد أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج صادقة من الثبات على الحق، وهم أصحاب عيسى بن مريم عليه وعليهم السلام الذين نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، فلم يهنوا ولم يُفتنوا، بل صبروا وثبتوا.

كما أن ممن ثبت على المبدأ أخوة لنا عذبوا حتى الموت فلو يهنوا ولم يضعفوا، لا بل صبروا وصمدوا محتسبين حتى فاضت أرواحهم الطاهرة الزكية إلى بارئها مستبشرة بلقائه، كما حصل مع العلامة "سيد قطب" ومن سبقه من قتلى الثبات على المبدأ الحق ومن لحقهم بعد ذلك من إخوانهم الذين استشهدوا على يد عبد الناصر وخلفائه من حكام مصر. وكما حصل مع قتيل الثبات على المبدأ الحق "عبد الغني الملاح" الذي استشهد عام 1963 في بغداد تحت تعذيب حكام البعث له. وكذلك "ناصر سريس وبديع حسن بدر" ورفاقهم من شهداء الثبات على المبدأ الذين قتلهم وسحلهم في الشوارع طاغية ليبيا معمر القذافي. والمهندس "ماهر الشهبندر" ورفاقه من الشهداء الذين قتلهم طاغية العراق صدام حسين.. كل هؤلاء وغيرهم كثير ممن سبقهم ومن أتى بعدهم، لقوا ربهم وهم على عهدهم لم يتزعزع لهم إيمان، ولم تلن لهم قناة، ولم يحنوا هاماتهم للطغاة، لم يُفتنوا بل اختاروا الثبات على المبدأ والتحدي به. اليست كل نفس ذائقة الموت؟ أليس لكل أجل كتاب؟

قال تعالى: (مِنَ المُؤمنونَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا الله عَليْه فمِنْهُمْ مَن قضى نحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتظِرُ وَما بَدّلوا تبْديلاً)[ ]

نعم .... إنّ الفتنة والإمتحان التي يتعرض لها حملة الدّعوة كانت وتكررت وستكون وتتكرر، فما دام تعاقب الليل والنهار فسيكون هناك جلادون ومن يجلدون، وحامل الدّعوة يتحدى ولا بد الجلادين العُتاه، يتحدى الحكام والجلادين، ثابتاً على المبدأ، مسفهاً العقائد والأفكار والأحكام والمفاهيم والعادات والأعراف، صابراً على الأذى والعذاب والبلاء الذي سيتعرض له نتيجة ثباته على المبدأ. وامتحان حملة الدعوة والعلماء وغيرهم من الأتقياء قائمة في كافة الدول الكرتونية في العالم الاسلامي. فالعلماء هم من الأهداف الرئيسية للحكام العملاء يسومونهم سوء العذاب ما استطاعوا لذلك سبيلا، من سجن وتعذيب وتشريد وقطع أعناق وقطع أرزاق، فتعرض د. وجدي غنيم وزوجته للسجن يوم عيد الفطر باليمن هو حدث طبيعي ممكن حدوثه في اليمن أو في مصر أو الأردن أو سوريا أو أرض الحرمين .... ألخ ويظهر حدوثه بكل البشاعة والقذارة في السلطة الفلسطينية، فكل الدويلات المتحكمة في رقاب المسلمين هي دول بوليسية مخابراتية لا يرقبون في المسلمين إلاً ولا ذمة . وظلم هؤلاء العتاه تعدى السجن إلى قتل الآلاف كما هو حاصل في ليبيا وسوريا واليمن، وكذا مداهمة المساجد والتعرض للمصلين بالأذى، فالقضية ليست قضية اعتقال باليمن بل هي قضية حكم المسلمين من قبل أناس لا يتقون الله في شعوبهم، بل بُعلنون الحرب عليهم. فهؤلاء الحكام العملاء كان قيام دولهم منسجم مع قانون تقسيم المسلمين لمخترات ودويلات قامت بموجب اتفاقية سايكس بيكو، ولن تتوقف كل تلك المهازل إلا بزوال تلك الدول الكاتمة لأنفاس الناس والمطاردة لحملة الدعوة والعلماء وقيام دولة الخلافة الراشدة.

والأصل أنّ د. وجدي غنيم ثبته الله على الحق وأجرى كلمة الحق على لسانه وحفظه من شر هؤلاء الحكام العتاة، ورزقه الصبر على بلائهم ليس ضيفاً باليمن بل هو من أهلها، فلكل مسلم حق التنقل والإقامة بلا قيود في أي بلد اختار منها دون حاجة لإذن دخول (فيزا ) أو أذن إقامة مما يشترطه حكام التنسيق الأمني والمخابراتي ممن قام بناء على شريعة ما سايكس بيكو، فالأصل عدم وجود تلك الدول الكرتونية بل وجود دولة الخلافة الإسلامية التي تحكمنا بشرع الله لا شرع ما يسمى ( الأمم المتحدة ) ولا بما يسمى ( الشرعية الدولية ) فاعملوا مع العاملين المخلصين شباب حزب التحرير لإقامتها.
قال الله تعالى‏:‏ ‏ { ‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)

طالب عوض الله 09-02-2011 10:56 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
سلطة تُعادي شرع الله وتلوث القضاء الشرعي لمصلحة أسيادهم أعداء الله وبالتنسيق العلني والسري معهم!!!



تلويث القضاء الشرعي بالاتصالات الأمريكية المشبوهة!


بحث رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي مع نائبة القنصل الامريكي العام لشؤون الفيزا (الكسندر)، سبل التعاون ما بين ديوان قاضي القضاة والقنصلية الامريكية، في الزيارة التي قامت بها نائبة القنصل الى مقر ديوان قاضي القضاة، واعتبرها (*) "من أجل خدمة أبناء شعبنا في الخارج وفقا للقانون".
وفي سياق الخبر "اطلع سماحته الكسندر على عمل وأهمية دائرة الإرشاد والإصلاح الأسري والتي تعمل على التوفيق والإصلاح بين المتنازعين وحل الخلافات الأسرية على تعدد أنواعها قبل وصولها إلى القضاء وبالأخص النزاع بين الزوجين". وأشادت نائبة القنصل بالتعاون الوثيق بين المجلس الاعلى للقضاء الشرعي وبين القنصلية الأمريكية بما يخدم المصلحة العامة.

إن الاتصالات السياسية التي تجريها أمريكا مع الجهات الرسمية هي دائما اتصالات مشبوهة لأنها تهدف لتمرير مصالحها وبرامجها من خلال تسخير القائمين على تلك المؤسسات، وبل وتعمل على تجنيدهم –من حيث أدركوا أو لم يدركوا- لأجل تحقيق سياساتها المعادية للأمة الإسلامية، ضمن حملة مستمرة من التلويث الفكري والتخريب السياسي. بل إن كافة سفارات الدول الإستعمارية في بلاد المسلمين هي أوكار تجسس لدولها، وهي تجري الاتصالات مع الجهات الرسمية ومع ممثلي "المجتمع المدني" في سياق أعمالها السياسية المعادية، حتى ولو غلّفت بعضها بغلاف إنساني مفضوح.
إن إطلاع نائبة القنصل الأمريكي على عمل دائرة الإرشاد والإصلاح الأسري هو الذي يفتح المجال للقنصلية الأمريكية أن تعبر لأسر المسلمين من خلال البرامج الممولة، وأن تتخذ دائرة القضاء الشرعي جسرا للعبور إلى حياتنا الاجتماعية.
وإذا أمكن لبعض المؤسسات المحلية أن تبرر بعض الاتصالات الفنية مع بعض المؤسسات الغربية في مجالات التطوير الفني، فكيف يمكن لمؤسسة قضاء شرعي -والتي يتوجب عليها تطبيق أحكام الشرع- أن تفتح مجالًا للتعاون مع أمريكا بعقليتها الرأسمالية الكافرة ؟
وإذا كان هنالك إمكانية الثناء الفني على شق أو تعبيد طريق في مدينة، فكيف يمكن أن يُفهم ثناء ممثلة الدولة المعادية للأمة على عمل القضاء الشرعي ؟ وخصوصا أن أمريكا ودول الكفر قاطبة ترتعد دائما من كلمة الشريعة ومن تطبيق قانون الشريعة، بل وتحارب تطبيق الإسلام حتى في الحياة الشخصية، كما تمنع فرنسا الحجاب، وكما "تجرّم" أمريكا تعدد الزوجات.
إننا ندرك أن هنالك أخوة في القضاء الشرعي لا يقبلون بهذه الإنزلاقات التي تلوث ساحتهم، ولذلك فإننا نهيب بهم أن يقفوا وقفة حق أمام رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، ليتنصل من أية علاقة مشبوهة مع الأمريكان، وليعتذر للناس عن لقائه ذلك الذي يلوث سلك القضاء الشرعي، قبل أن تزل أقدامهم جميعا إلى الهاوية كما زلت أقدام السياسيين والأجهزة الأمنية من قبل، وانبطحوا في أحضان أمريكا مستسلمين لقراراتها وإرادتها.
ولا شك أن القضاة الشرعيين يدركون تماما مفهوم قول الله تعالى:
" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"
6/7/2011
(*) نص الخبر الذي نشر كما جاء في نشرة وكالة معاً:


القضاء الشرعي يبحث مع نائبة القنصل الامريكي العام سبل التعاون المشترك

رام الله- معا- بحث سماحة الشيخ يوسف ادعيس رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي القائم باعمال قاضي القضاة مع ماري الكسندر نائبة القنصل الامريكي العام لشؤون الفيزا، سبل التعاون ما بين ديوان قاضي القضاة والقنصلية الامريكية من اجل خدمة أبناء شعبنا في الخارج وفقا للقانون.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قامت بها نائبة القنصل الى مقر ديوان قاضي القضاة- المجلس الاعلى للقضاء الشرعي حيث كان في استقبالها يسري عليوي مدير مكتب قاضي القضاة وحسن عجوة مدير العلاقات العامة والاعلام.
وأوضح ادعيس خلال اللقاء أن المحاكم الشرعية تقوم 'بمهمة جليلة في خدمة المواطن، خاصة الفئات الضعيفة والفقيرة كالنساء والأيتام وكبار السن، وتعمل على تعزيز التماسك الأسري والحفاظ على النسيج الاجتماعي لما يحقق الأمن والسلم الاجتماعي في مجتمعنا الفلسطيني، كما اطلع سماحته الكسندر على عمل وأهمية دائرة الإرشاد والإصلاح الأسري والتي تعمل على التوفيق والإصلاح بين المتنازعين وحل الخلافات الأسرية على تعدد أنواعها قبل وصولها إلى القضاء وبالأخص النزاع بين الزوجين.
بدورها ثمنت نائبة القنصل التطور النوعي في جهاز القضاء الشرعي في خدمة المواطن الفلسطيني في الداخل والخارج، شاكرة قاضي القضاة على استقباله لها وتقديمه المعلومات الإنسانية عما يواجهه الشعب الفلسطيني، مشيدة بالتعاون الوثيق بين المجلس الاعلى للقضاء الشرعي وبين القنصلية الأمريكية بما يخدم المصلحة العامة.


منقول : http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=402939

طالب عوض الله 09-02-2011 11:29 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
تعليق صحفي
هل ستبقى حماس ممسكة بطوق النجاة الذي ألقته لإنقاذ عباس وسلطته؟!


قالت صحيفة القدس الفلسطينية نقلا عن "الحياة" اللندنية عن مصادر مسئولة بأنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مصمم على التمسك بترشيح سلام فياض رئيساً لحكومة التكنوقراط التي تعطل تشكيلها منذ توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة في الرابع من ايار (مايو) الماضي، موضحة أنّ عباس أكد أنّه "لن تكون هناك مصالحة وطنية ما لم يكن فياض رئيساً للحكومة المقبلة."

وقالت المصادر أنّ عباس أوضح في لقاء مع بعض الشخصيات في مدينة رام الله قبل أيام، تمسكَه بفياض مرشحاً وحيداً دون غيره، وأنه "الوحيد القادر على تجنيد الأموال للسلطة الفلسطينية" لدفع الرواتب، وتسيير عجلة مؤسسات السلطة، في وقت تعاني فيه من أزمة مالية خانقة لم تمكِّنها من دفع سوى نصف راتب الشهر الجاري لموظفيها. كما عزا إصراره على التمسك بفياض إلى أنّ الاخير "الوحيد المقبول أميركياً وأوروبياً من بين المرشحين."

ودعا عباس الوسطاء إلى نصح "حماس" بأنّ "فياض هو الأنسب لرئاسة الوزراء ولا بديل عنه، ولن تكون هناك مصالحة ما لم يكن رئيساً للحكومة المقبلة"، محذراً من أنّ "مشاريع إعادة الإعمار وإعادة بناء الاقتصاد الغزي لن تتم قبل تشكيل الحكومة".

من خلال هذه التصريحات ومن خلال التطبيق الفعلي لها من قبل عباس وفياض اللذين يستخدمان أقوات الناس وأجورهم المستحقة ورقة ضغط وحماما زاجلا يوصلان من خلالها رسالتهما في ضرورة ولزوم استمرار مسلسل التفريط والتنازل، والارتماء في أحضان الكفر ومشاريعه الآثمة الهادفة إلى تضييع فلسطين وعلمنة أهلها وإفساد أبنائها. وبملاحظة ماذا حدث في أبرز ملفات ما سمي "بالمصالحة" وهو موضوع تبيض السجون، والذي كان أكبر المغريات التي تم الترويج لها لتبرير التنازلات والتقارب بين الطرفين، والذي لم يتغير فيه شيء وبقي الحال على ما هو عليه، وبل ولا يوجد في الأفق ما يبشر بخلاف ذلك.

هذه الملاحظات والتصريحات تقودنا إلى الحقيقة التي لا مجال للتعامي عنها، وهي أنّ الاتفاق السياسي الذي سمي بالمصالحة كان هو طوق النجاة الذي بحثت عنه السلطة ليخرجها من المستنقع الذي غرقت فيه، وكاد يحرقها ويجعل منها أثرا بعد عين، خاصة في ظل الثورات وتطلع الشعوب للخلاص من كل المجرمين والعملاء.

فلم تكن "المصالحة" ولا في لحظة واحدة من أجل فلسطين أو المصلحة العامة أو غير ذلك من الشعارات البراقة التي تستروا خلفها. فالسلطة لم تغير شيئا من نهجها، ولم تتراجع عن شيء من إجرامها بحق أبناء شعبها بل هي تمعن في إفساد أهلها وإثقال كاهلهم بالضرائب وقطاع الطرق، وهي في طريقها نحو التفريط والتضليل سادرة بلا خجل ولا حياء.

وهنا يقع اللوم على حركة حماس التي قبلت أن تلقي بطوق النجاة للسلطة المتهاوية، فلم تتعظ حركة حماس مما جرى معها حين ألقت طوق النجاة للمرة الأولى للسلطة في عام 2006 حين قبلت الدخول في السلطة فأحيتها وأعادت لها الروح بعد أن أزكمت رائحتها النتنة الأنوف، وحصل لحماس ما حصل بعدها.

وهاي هي المرة الثانية التي تلقي فيها حماس طوق النجاة للسلطة بعد أن أصبح الناس لا يرون في السلطة إلا منبرا للتنازل والعمالة، وعدواً لأهل فلسطين ولإسلامهم.

فهل ستتراجع حركة حماس عن ما أقدمت عليه بوضع يدها مع بائعي فلسطين بالدولارات الأمريكية واليورو الأوربية التي يتحدث عنها عباس بكل صراحة ووقاحة؟! أم أنّ حماس ستنتظر حتى يجبرها طوق النجاة الذي القته لعباس وسلطته لتغرق فيما غرقت فيه حركة فتح من قبل؟!

12-7-2011

http://www.pal-tahrir.info/events-mo...-10-09-11.html

عباس يؤكد أن لا مصالحة من دون فياض واستمرار الاتصالات لعقد لقاء قريب بين "فتح" و"حماس" بالقاهرة

القدس : 12 تموز 2011

رام الله، غزة - - كشفت مصادر فلسطينية النقاب لصحيفة "الحياة" اللندنية أن الرئيس محمود عباس مصمم على التمسك بترشيح سلام فياض رئيساً لحكومة التكنوقراط التي تعطل تشكيلها منذ توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة في الرابع من ايار (مايو) الماضي، موضحة ان عباس أكد أنه "لن تكون هناك مصالحة وطنية ما لم يكن فياض رئيساً للحكومة المقبلة".

ويأتي ذلك فيما بحث اسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، مع روحي فتوح ممثل الرئيس عباس، خلال لقائهما أمس الإثنين في غزة، سُبُلَ دفع تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية.

وقالت المصادر إن عباس أوضح أثناء لقاء مع بعض الشخصيات في مدينة رام الله قبل أيام، تمسكَه بفياض مرشحاً وحيداً دون غيره، وأنه "الوحيد القادر على تجنيد الأموال للسلطة الفلسطينية" لدفع الرواتب، وتسيير عجلة مؤسسات السلطة، في وقت تعاني فيه من أزمة مالية خانقة لم تمكِّنها من دفع سوى نصف راتب الشهر الجاري لموظفيها. كما عزا إصراره على التمسك بفياض إلى أن الاخير "الوحيد المقبول أميركياً وأوروبياً من بين المرشحين".

وأضافت المصادر أن الرئيس عباس لا يرى أن أياً من المرشحين الآخرين من حركة "فتح" التي يرأسها، أو من حركة "حماس" مناسب لرئاسة هذه الحكومة.
واستعرض أسماء بعض المرشحين وأسباب رفضه ترشيحهم، بينهم رئيس مجلس أمناء الجامعة الاسلامية النائب جمال الخضري، الذي قال إنه ورجل الأعمال الوزير السابق في حكومة السلطة الفلسطينية التاسعة المرشح مازن سنقرط "ينتميان الى حركة حماس".

وتساءل: "كيف سيدفع الخضري الرواتب ويجند الأموال التي تدفعها قطر وايران؟ هل سيحضرها عبر أنفاق التهريب" التي حفرها مهربون فلسطينيون منذ سنوات عدة أسفل الحدود مع مصر للتغلب على الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.

ورأى أن مرشح "فتح" لرئاسة الحكومة مأمون أبو شهلا "غير معروف أميركياً أو أوروبياً (وهو رجل أعمال مرموق يتنقل بين غزة وبريطانيا منذ أمد بعيد). وهناك من يمتلك مملكة، وإن أصبح رئيساً للوزراء ستصبح عنده مملكتان"، في إشارة الى رجل الأعمال منيب المصري، الذي يملك امبراطورية اقتصادية وتبلغ ثروته عدة بلايين من الدولارات، وهو مقرب من الرئيس عباس، ومع ذلك رشحته "حماس" لرئاسة الحكومة.

ودعا عباس الوسطاء الى نصح "حماس" بأن "فياض هو الانسب لرئاسة الوزراء ولا بديل منه، ولن تكون هناك مصالحة ما لم يكن رئيساً للحكومة المقبلة"، محذراً من أن "مشاريع إعادة الإعمار وإعادة بناء الاقتصاد الغزي لن تتم قبل تشكيل الحكومة".

ويشير هذا التصريح إلى تمسك عباس بحقه بتسمية رئيس الحكومة، وهو ما اعتبرته "حماس" خرقا للمصالحة، متهمة أبو مازن بعرقلة تطبيق الاتفاق. بل ذهب محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إلى اتهام أبو مازن بالرضوخ لضغوط أميركية وإسرائيلية.

وقال: "يريد (أبو مازن) أن يؤجل هذه الأشياء كلها، بما فيها القيادة الموقتة إلى هذه القفزة في الهواء، بما يسمى زورا وبهتانا (استحقاقات سبتمبر - أيلول) التي ليس لها معنى، والتي تعد الشعب الفلسطيني بلا شيء".

من جهة أخرى، أكد مسؤول في حركة "فتح" لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن اتصالات تجري مع حركة "حماس" لترتيب موعد جديد للقاء يجمع الفصيلين في القاهرة، في محاولة للتغلب على عقبة تشكيل الحكومة الفلسطينية التوافقية. وقال صخر بسيسو، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وعضو وفدها للحوار: "الاتصالات مستمرة من أجل عقد لقاء في القاهرة". ولم يحدد بسيسو موعدا للقاء، قائلا إن ذلك متروك للاتفاق بين الحركتين "ونرجو أن يكون قريبا".
وأكد بسيسو أن هدف اللقاء هذه المرة هو "التغلب على عقدة اسم رئيس الحكومة".
وفيما اشارت مصادر في حركة "فتح" إلى أن الحركة باتت أكثر استعدادا، الآن، لطرح أسماء أخرى غير فياض، وقد تفعل ذلك فعلا في اللقاء المقبل مع "حماس" لحل أزمة تشكيل الحكومة.

وسألت "الشرق الأوسط" بسيسو عن ذلك، فرد قائلا: "المواقف كما هي حتى الآن".

من جهتها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي أمس الاثنين، استمرار الانقسام بأنه "مظلة للاحتلال الصهيوني ليعربد ويهود القدس والمقدسات، ويهجر أهلنا بالمدينة المقدسة والضفة المحتلة، ويواصل ذبح شعبنا الفلسطيني".

ودعا خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد، في ندوة بغزة، إلى "سرعة تشكيل حكومة وفاق وطني، وفقا لاتفاق القاهرة في 4 أيار (مايو) الماضي، للخروج من حالة التراخي والتباطؤ الملحوظ لدى طرفي الأزمة الداخلية". ودعت الجهاد أبو مازن إلى "تغيير موقفه من التمسك بشخص محدد كمرشح وحيد لتشكيل الحكومة، وعدم اختصار الأمر بصورة سلام فياض".

http://www.alquds.com/news/article/view/id/279479

نائل أبو محمد 09-02-2011 08:24 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الجمعة 4 شوال 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

طالب عوض الله 09-03-2011 10:01 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 

شيخ الأزهر يكتم أمر الخلافة ويجهر بالديمقراطية!!






طالب الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الاثنين بـأن تكون مصر دولة ديمقراطية "حديثة" مؤكدا أن الإسلام "لم يعرف في حضارته الدولة الدينية".

واعتبر الطيب أن "ذلك الإجراء يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التي تعتمد على دستور يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية ويحدد إطار الحكم ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها وتكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح".

يعلم شيخ الأزهر بأن الديمقراطية تعني أن السيادة للشعب أي التشريع للشعب، فهل عرف الإسلام والمسلمون في حضارتهم وتشريعاتهم وتاريخهم مثل هذا قيد لحظة؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن اختيار الحاكم هو للأمة في دين الله تعالى، فلمَ يُعزِ هذا الأمر للديمقراطية ولا يعزيه للإسلام؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن نظام الخلافة عرفته الأمة طيلة 13 قرنًا، فلمَ يحصر الأمر بين دولة دينية (دولة مستبدة تحكم بالحق الإلهي كما كان يزعم النصارى) ودولة ديمقراطية؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن مسألة فصل السلطات حل متوهم لمشكلة وجدت عند من يفصلون الدين عن الحياة كي لا يحصل الاستبداد برأيهم، فهل يؤيد بقاء فصل الدين عن الحياة حتى ينادي بفصل السلطات؟َ!

ويعلم شيخ الأزهر أن الحكم على الأفعال ليس إلا لله، وأن الديمقراطية تجعل الحكم للأكثرية، ومع ذلك يطالب بجعل التشريع للشعب ويزين باطله بقوله "بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح"، فهل كان الحكم للأكثرية المسلمة أم قال الله تعالى بنص قطعي: (إن الحكم إلا لله)؟! وهل النائب المنتخب يحوز رتبة المجتهد بمجرد انتخابه؟ أم أنه سيحوز رتبة من يُخضع أحكام الله لرأيه؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن الإسلام جعل المسلمين أمة واحدة ودولة واحدة وحرّم تفرقهم إلى أكثر من دولة، فلمَ يطالب بدولة وطنية؟!

والغريب العجيب أن شيخ الأزهر لا يطالب بدولة إسلامية، تحكم بما أنزل الله في جميع شئونها؟ أيظن الرجل أن الله تعالى لم يأمر بذلك ولم يعرف الإسلام ذلك؟، أم أن الإسلام سيظلم المسلمين وغير المسلمين والديمقراطية ستنصفهم؟! والعياذ بالله. (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)

ألا يكفينا العذاب والشقاء التي جرته الديمقراطية ودولها على المسلمين، حين احتلت بلادنا باسم الديمقراطية وحين دعمت الديكتاتوريات في المنطقة باسم الديمقراطية، ودعمت كيان يهود في احتلاله لفلسطين باسم اليمقراطية، وغير ذلك كثير

إننا ندعو شيخ الأزهر لينحاز إلى دينه لا إلى منصبه، ويحتكم إلى شرع ربه لا إلى أهواء السياسيين، عسى الله أن يتوب علينا وعليه.





وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ



فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)




أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ





(http://pal-tahrir.info/events-monito...-19-57-40.html)

في 17 // 07 // 2011 // م يوم الأحد يوم تطبيق الشريعة

--







وردنا على التعليق الصحفي هو:



من أخطر معوقــــات نهضة المسلمين- مشايخ السلطان ومشايخ الفضائيات


علماء السلطان و سلطان العلماء
قراءة معكوسة للواقع المر


من أعان ظالماً على ظلمه، إبتلاه الله بظلمه. هذا ما توكده كل الأخبار والحوادث بين الحين والآخر، وآخر هذه الحوادث – ولكنه بالتأكيد لن يكون نهاية مثل هذه الحوادث – ما قامت به مجموعة إرهابية ضالة خارجة على طاعة ولي الأمر – في هذه الحالة الحاكم بأمر الله وخليفته العادل في البلاد والعباد من آل سعود – في منطقة الخُبر السعودية تريد زعزعة الأمن و الإستقرار في بلاد الحرمين، وتريد بأفعالها تلك ترويع الآمنين والمؤمنين وتشويه صورة الأسلام والمسلمين في كل مكان وفي كل حين. تلك الفئة الباغية المنحرفة عن الكتاب والسنة وطاعة ولات الأمر و جمهرة علماء الدين، هم كفرة ولا بد من قتالهم و العمل على إستئصالهم وسد منابع فتنتهم. وعلى كل الدول العربية و الإسلامية والغربية أن تدين وترفض بشدة تلك الأعمال ألإرهابية و من يقف ورائها. إلى هنا إنتهى الخطاب الرسمي لجيش علماء السلطان المُجند من السلطات الحاكمة كأبواق شرعية تـُستنطق كلما ضاقت الحلقات على ولات الأمر فينا، وركبوا موجة الردح والبكاء على الضحايا والأبرياء من العرب و الغرباء، وهم نفسهم من كان - ولوقت قريب – خطابهم الوهابي السلفي المتحجر يصم كل الأذآن و يرهب كل من عارضهم و إنتقدهم بأحسان، واليوم وبعد أن أنقلب السحر على الساحر، يرتد أرهاب هؤلاء على من شجع وبذر وزرع في نفوس هؤلاء ومنذ عقود فكرة التكفير و قتال من لا يحكم بما أنزل الله و محاربة الكفار من اليهود والنصارى وباقي الأديان. إن علماء هذه الأمة قصّروا في رفع الظلم و القهر و الإستبداد عن هذه الأمة، لا بل بالعكس كانوا هم الأداة والسيف المسلط على رقاب العباد في يد الحاكم الظالم وبطشه وذلك بتمرير وتبرير ظلمه لشعبه و للشعوب الآخرى، فإبتلاهم الله بمن يُروع أمنهم ويزعزع إستقرارهم المزعوم ويجعلهم أكثر إلتصاقاً بالتحالف مع أسيادهم خوفاً من شعبهم المقهور والمقموع على ملكهم من الزوال. ولقد قلت في نهاية مقالي السابق "ظلم القريب أشد وأقسى..": إن لم يرفع الظلم وبكافة أشكاله و أساليبه عن هذه الأمة، فأن الظلم يوّلد الإرهاب فلا عجب ولا إستغراب. ومما لا شك فيه أن علماء السلطان هم من يغذي بشكل مباشر أو غير مباشر منابع إرهاب الدولة من ناحية في حالة السكوت على ظلمهم وتشجيع إرهاب هؤلاء من خلال شحنهم بمواعظ التكفير وقتال الأجنبي. و مما لا شك فيه أن إزدواجية الدور الذي يلعبوه الآن علماء السلطان هو مفتاح ظاهرة الإرهاب وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة لها. و التركيز الآن على دور علماء الدين وعلى إختلاف مذاهبهم وطرقهم ومرجعياتهم وحوزاتهم، ينبع من كون وطبيعة الدور الذي لعبه قديماً ويلعبه حديثاً علماء السلطان ومن حيث أنهم حلقة الوصل بين الحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم والسارق والمسروق. وهم سلاح ذو حدين فيما أذا كان مسلط على رقاب العباد من قبل الحكام أو سلاح لرفع الظلم عن العباد ومراقبة ومحاسبة الحاكم وتقويم مساره فيما إذا إنحرف عن الطريق المستقيم. وهذه الإزدواجية في الخطاب وكذلك الإزدواجية في التعامل مع الحدث – كما حدث في الخُبر – وما نتج عنه من عملية بكاء ونواح وصراخ على ضحايا الإرهاب ولعن الإرهابيين وفي نفس الوقت لا نحرك ساكناً حيال الظلم والجرائم التي تقترفها الدولة والسلطة وأجهزة قمعها، ولا نحركُ ساكناً لما يحدث في بلاد العرب و المسلمين من مظالم، وما يحدث من إرهاب صهيوني على شعبنا الفلسطيني في رفح وغزة ولا تجد من هؤلاء العلماء من يصرخ ويقول أرفعوا الظلم وأوقفوا العدوان والإرهاب يا ولات الأمر عن هذا الشعب وغيره من الشعوب المظلومة. وإنه من العار علينا أن نقبل بخطاب المؤسسة القمعية في البلاد العربية وخطاب علماء السلطان وتصديق كل مايصدر عنهم من أنهم مساكين ضحايا للإرهاب و هدف لتلك الفئة الضاله والتي هي من صنع أيديهم وبمباركتهم جميعاً، والذي حصل في الخُبر السعودية كان محصلة ونتيجة حتمية لقمع الحريات وإهدار حقوق المواطن وتبديد ثروة البلاد والتحالف مع من يعتبرونهم كفار من ناحية وترسيخ دور علماء الدين ولعبهم على الحبلين في تربية جيل مُشّبع بكل الفكر الوهابي السلفي التكفيري من الناحية الأخرى. فسكوت علماء الأمة عن ظلم الحكام والتشريع لهم لإستعباد الناس وسرقة الأموال العامة وتبذيرها و تمكين "الأجنبي الكافر" حسب مقولتهم، من السيطرة على مقدرات هذه الأمة، وإزدواجية التعامل والتعامي عن عيوبهؤلاء الحكام وظلمهم لشعبهم ولشعوب المنطقة من حولهم، والوصول بالمواطن العربي والمسلم الى خط الفقر والبطالة في بلاد تنتج وتملك أكبر إحتياطي نفط في العالم، يجعل من الصعب تصديق بكاء وعويل وخطاب هؤلاء العلماء على حرمة دم المسلم و إظهار أبن سعود وكأنه حملٌ وديع، وأن هؤلاء مجرد نبته شيطانيه نَبتت "بعل" في صحراء الربع الخالي، وأن أفعالهم تلك غريب على الأمّة وعلى أبنائها. وعندما إجتمع الفقر والبطالة والفساد من ناحية والخطاب الديني المزدوج من علماء السلطان – وما أكثرهم – من الناحية الأخرى، فلا غرابة أن يحدث ماحدث في كل البلاد العربية. وطالما أن علماء السلطان لا هم لهم سوى التسبيح بحمد الحاكم، فمن العبث إصلاح الحاكم ورفع ظلمه عن شعبه. عقود عديدة ونحن نستمع الى قول العلماء في معظم خطابهم الديني السلفي، وجوب قتال الكفار والأجانب وعدم تمكينهم من بلاد المسلمين، على الطرف الآخر نجد حكام البقية الباقية من حكام القمع العربي ومن خلفهم أجهزتهم الإرهابية أتعس حالاً بعضهم من بعض، فلا يوجد بينهم من هو أرحم من غيرهم على شعبهم من الباقي، ولكن هم الآن مدار الحديث وموضع الحدث وهم ومن معهم من علماء دين يمثلون الوضع العربي الإسلامي خير تمثيل وهم النمودج الذي يحتذى به في لعب دور الإزدواجية المشتركة بين الحاكم والعالم في القمع والظلم لشعوبهم – قد جلبوا ما يسمونهم بالكفار الى بلاد المسلمين وفتحوا لهم قواعد عسكرية ودعموهم بلا حدود في إحتلال العراق ودفعوا مليارات الدولارات لشراء أسلحة من الكفار أنفسهم لا تفيد لا في العير ولا في النفير، وجعلوا من بلد النفط، دولة مديونة وجزء كبير من الشعب على حافة الفقر المدقع. فأذا كان رد فعل بعض فئات المجتمع على النحو الذي حدث في بلاد العرب، فهذا إرهاب وإجرام – وهو كذلك وأنا هنا لا أبرر ولا أدعم مثل هذه الأعمال في أي حال من الأحوال وخاصة إذا كانت موجهة إلى أفراد أبرياء مهما كانت جنسيتهم، وقد أتفهمها من حيث ما قدم لها من مصادر وأفكار مزدوجة على مدار عقود من الزمن – ومن يقوم بهذه الآعمال هم مجرمون في خطاب الحاكم وشلة العلماء، وهم براء من هذا الإرهاب وتلك الأعمال غريبة عليهم غرابة سجن أبو غريب على بوش. علماء السلطان أشبعونا قولاً بعدم السرقة وحرمتها ولو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها. بالمقابل نجد ان آل سعود قد سرقوا خيرات البلد من خلال السبعة آلاف أمير ونهبوا المال العام وحتى المال الخاص لم يسلم من نهبهم ونصبهم، ولم نجد من العلماء من يقول لهم إتقوا الله في أموال المسلمين ولم يُقم على أحدهم حد السرقة، ولكن إن سرق أحد من أفراد الشعب ليعيش، يقام عليه الحد وتقطع يده ولا تقطع يد الأمراء والحرمية من مرتزقة السلطان فأي ظلم هذا وأي هوان. علماء السلطان ذبحونا في الكلام عن الحلال و الحرام وعن عفة النفس و صيانة العرض والفرج والمحافظة على مكارم الأخلاق وعدم الإنحلال الخلقي عن طريق تقليد ومحاكاة الغرب في طباعه وعاداته وتصرفاته لأننا أمة لها عاداتها وتقاليدها وتاريخها ويجب المحافظة على النساء وحجبهن عن الحياة وعدم السماح لهن بقيادة السيارة – فقط قيادة الرجل لمن إستطاعت الى ذلك سبيلا – وأن نصون أولادنا من الميوعة والجنس الحرام وسماع الأغاني الحلال - من عند عمرو مول - والمخدرات والإباحية و الشذوذ و الإنحراف والخلاعة والصياعة والتخث والتخلف والضياع وإتباع الشهوات وستر العورات وحفظ الأمآنات والإبتعاد عن الشبهات وتجنب الموبقات وترك اللغو والإبتعاد عن اللهو وإصلاح ذات البين ورفع الظلم عن المظاومين وإعلاء كلمة الدين والعطف على الفقير وإعطاء السائل وإبن السبيل ووووووو إلى يوم الدين. بالمقابل نجد أمراء و حاشية وزبانية بعض الحكام يملكون عشرات المحطات الفضائية الداعرة التافهة المنحلة تداعب الغرائز وتثير الشهوات وتشجع على عمل المحرمات لا هم لها سوى جمع الدولارت وتحجيب الفنانات المصريات وتشليح اللبنانيات – معذرة للشريفات منهن - وتنحرف في الدين الى دين شبابي . فضائيات تغلف الدعارة والتفاهة بورقة شفافة من الدين والتدين الموديرن. فأن قام أحد من الشباب المسلم بعد أن يشاهد كل تلك القنوات الداعرة والمنحلة والموجهة في أغلبها للشباب والشابات منا ، وكل ما في القناة يغنج ويتلوى ويتنهد ويسكر ويحشش في معظم تلك الأفلام ويُسّوق ذلك للفرد السعودي الملتزم على أن الأمر عادي وطبيعي وليس غريب على مجتمعهم، بعكس الخطاب الديني التكفيري السابق وعدم جدية علماء السلطان في تكفير فضائياتالحكام ومن معهم وإتخاذ موقف حازم من تلك المهازل والعبث في عقول الشباب. فبعد ذلك كله كيف نصدق أن هؤلاء الشباب المسلح بفكر أولئك العلماء، هم من الإرهابيين وهم غرباء على هذا المجتمع الصالح التقي!!! ولماذا لا نتوقع ونستهجن من هؤلاء الشباب ما أقدموا على فعله في بلاد الحرمين.
علماء السلطان
علماء السلطان أقنعونا حتى الثمالة - ومنذ كنا في اللفة – بأن من لا يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون – أي ظلم الحاكم للبلاد والعباد – ويجب مقارعة ومقاومة وقتال من لا يحكم بما أنزل الله ورسوله وإستخدام القوة في إحقاق الحق وإبطال الباطل وحكم الناس بالعدل والدستور الرباني، وكنا نسمع دائماً مقولة أن الحل هو الإسلام وأن الدين لابد أن يدخل في كل نواحي الحياة وان يكون قانون الدولة وولات الأمر ملتزمون بالكتاب والسنه، ووجوب الجهاد في سبيل الله في أفغانستان وفلسطين والعراق. فأذا قام بعض الشباب الملتزم والحافظ لتلك الأفكار والمبادئ بتطبيق ما كان قد سمعه ليل نهار من علماء السلطان وتربى عليه وعاش معه وبه في البيت والمدرسة والمسجد والشارع ووسائل الإعلام – الرسمية وليست الفضائية – المختلفة، فأنه و من الناحية الفكرية على الأقل لا ملامة عليه ويعتبر تصرفه ذلك مجرد إنعكاس تلقائي لما لقن عليه سنين طويلة. وعندها تبدأ أبواق النظام الحاكم من علماء ومفكرين و مثقفين سواء في السعودية أو غيرها من دول الظلم والقمع العربي بالتنديد والإستنكار والعويل والبكاء وإتهام هؤلاء الشباب المشبع المقهور المظلوم المسحوق، بالإرهاب والكفر والخروج والزندقة والإجرام والإنحراف – وكأن تلك الدول وخاصة السعودية هي واحة الأمآن والمدينة الفاضلة وجنة الله على الأرض – وهم فئة ضالة تعمل على زعزعة الأمن وترويع الآمنين، يا سبحان الله على هذه الأبواق وأين كانت وأين مواقفها من كل الذي يحدث في البلاد ويتسترون عليه بأسم الدين وفي صالح الحكام وفسادهم وإفسادهم في الأرض. وهناك أمثلة كثيرة على ما ذكرته من إزدواجية القول والعمل في كل الدول العربية والإسلامية وكل الدول التي تعاني من ظاهرة ما يطلق عليه رسمياً بالإرهاب، والذي يذهب ضحيته عموماً الأبرياء – ومع أني شخصياُ أتمنى لو أن إرهابهم كان موجه للحكام الظلمة فقط والقصاص منهم ومن إجهزتهم القمعية – والذين ليس لهم ناقة أو بعير في المواجهة مع تلك الحكومات الفاسدة و غير القابلة للإصلاح. ولكون الأمثلة كثيرة ومتنوعة ومهمة في كشف التلاعب الحاصل بين السلطة الحاكمة من ناحية وبين علماء هذه السلطة ومن يقع عليهم الظلم والعدوان من الناحية الأخرى، فأنني سوف أشرح ذلك في مقال لاحق لتوضيح تلك العلاقة الفاسدة. وما الأحداث المتوالية فيفي بلاد العرب إلا دليل على أن الدور الذي لعبه و يلعبه الآن علماء هذه الأمة، لهو أخطر مما كان يتصور البعض، سواء كانوا مع السلطة ضد الشعب أو مع الشعب لتقويم وإصلاح ومحاسبة السلطة. وفي بداية حديثي عن علماء السلطان ذكرت لكم من كان يلقب "بسلطان العلماء" وهذا اللقب المهيب كان يطلق على العالم الثائر العز بن عبد السلام، وهنا أكتفي من تاريخ حياته و نشأته ومماته، فقط بموقف من مواقفه الشجاعة والصارمة والفعالة في كيفية تسخير علمه وإقتناعاته في مواجهة حاسمة مع الحكام في ذلك الزمان الذي فيه من الشبه الكثير والكبير بزماننا هذا وما يحدث فيه.
علماء هذا الزمان
ولأن السرد التاريخي قد يكون مملاً في بعض الأوقات، فأنني أنصح كل من يشاهد و يستمع الى علماء هذا الزمان – هذا على فرض إنهم علماء هذا الزمان – وكل من عمل في علوم الدين والشريعة في البلاد العربية وكل المرجعيات و الحوزات وعلماء الأزهر وكل من أفتى وشّرع و أقحم الدين في كل واردة وشارة، بأن يقرأ بعض الكتب عن هذا العالم المكافح الذي وقف أمام الحاكم الظالم وردعه ورفع الظلم عن الناس وقاوم المحتل الأجنبي في زمانه من المغول التتار بعد أن إحتلوا و دمروا بغداد في سنة 656 هجرية، ألم أقل لكم أن التشابه كبير والحال من بعضه آنذاك واليوم وبعد حوالي 700 سنة من ذلك التاريخ تجد نفس الظروف والأحوال فالمحتل موجود ومظالم الحكام حدث ولا حرج والفساد والإنحلال موجود في كل البلاد وبين كل طبقات المجتمع وعلماء السلطان كثر والحمد لله ولكن ومنذ ذلك التاريخ ولحد الآن عقمت نساء الأمة أن تلد العز بن عبد السلام. وهناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن العز بن عبد السلام ومواقفه، ومنها كتاب لمحمود شلبي "حياة سُلطان العلماء العزبن عبد السلام" وهو كتاب موجود بين مجموعة الكتب المميزة في مكتبة "عرب تايمز" المتنوعة والجديرة بالمطالعة. وحري بنا أن نطالع ونقرأ ونقارن بين علماء السلطان ومواقفهم في هذا الزمان وبين سلطان العلماء ومواقفه في ذلك الزمان. وكتاب " الاسلام بين العلماء والحكام " لمؤلفه الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله. من المواقف الكثيرة التي وقفها هذا العالم وتحدى ولات الأمر وظلمهم متمثلاً بالحديث في نفسه وفي عمله وسلوكياته:"سيد الشهداء حمزة .. ورجلٌ – لم يقل الحديث عالم من وزن القرضاوي أو غيره، أي رجل – قام إلى إمام جائر .. فأمرهُ ونهاهُ .. فقتلهُ".
العز ... والملك الصالح
موقفه من حاكم دمشق أنذاك الملك الصالح إسماعيل، والذي خاف على ملكه من ملك مصر الصالح نجم الدين الأيوبي فوضع يده في يد الفرنجة من الصليبيين وإتفق معهم على أن يعاونوه على إبن أخيه المسلم، كل ذلك مقابل أن يتنازل للفرنجة عن بعض حصون المسلمين في صيدا، والشقيف، وصفد، و أذن لهم دخول دمشق لشراء السلاح من أجل قتال المسلمين في مصر. وعندما عرف "العز بن عبد السلام" بهذه الخيانة العظمى، عُظم ذلك في نفسه وأرقه هذا الإستسلام وذلك التفريط في بلاد المسلمين و التعاون مع الأعداء على أخوانه في الدين والدم، فأقام الدنيا ولم يقعدها وبدأ يخطب في المسجد الأموي في دمشق ويهدد الملك الصالح ويصفه بالخيانة ويطالبه بالرجوع عن فعلته تلك في تمكين الفرنجة من بلاد المسلمين والإفتاء بعدم جواز بيعهم السلاح من متاجر دمشق إليهم وإلغاء الإتفاق معهم. ولما وصل الخبر الى الملك الصالح، إستشعر الخطر القادم إليه من خطب ومواقف العز بن عبد السلام ومدى تأثيره على الشعب، فأمر بعزله عن منصب القضاء والإفتاء ومنعه من الخطابة في المسجد الأموي كخطوة أولى لعزله و عزل أفكاره عن عامة الشعب، وبعدما عجز عن إحتوائه وشراء ذمته و أفكاره أمر بأعتقاله وحبسه فترة من الزمن ولكنه ولخوفه من ثورة الناس عليه وعلى حكمه لحبهم وتقديرهم لهذا العالم، تم الإفراج عنه. كل ما حصل للعز من الملك الصالح لم يُثنه ولم يزعزع موقفه من تلك القضية ولما لم يجد جدوى من إصلاح و نقد وتقويم هذا الحاكم والنزول على مطالبه، قرر أن لا يبقى في بلاد لا تقيم وزناً للعلم والعلماء ولم يرضى على دينه وقيمه وأفكاره التي إقتنع بها ودرّسها لتلاميذه وقالها في خطبه، فكان مثال من يطبق ما يقوله وما يفعله بلا محاباة ولا إزدواجية لا طمعاً في منصب أو جاه أو مال ولا خوفاً من عقاب أو إرهاب. ورحل فعلاً الى مصر تاركاً ورائه كل ما يملك من إجل فكر وإعتقاد آمن به وأراد تطبيقه ولم يتنازل عنه لمغانم شخصيه. قارن هذا الموقف الشجاع والحازم بمواقف الكثير من علماء الأمّةوسكوتهم طوال الوقت عما يحصل في بلاد الاسلام من ظلم وسرقة وتحالفات مع الأجنبي ومساعدتهم في العدوان على أخوانهم في العروبة والدين ودفع المليارات لشراء السلاح غير المجدي ولو أسُتغلت تلك الأموال في التنمية لكان أفضل لهم ولنا ولكل المسلمين، وهؤلاء العلماء لم يسكتوا عن ذلك فقط وإنما أفتوا بجواز وجود قواعد عسكرية على الأراضي العربية وفي بلاد الحرمين وعملوا على تسهيل ضربالشعب العراقي من أرآضيهم.شتان ما بين الموقفين وما بين الرجلين، وإنه لمن العار أن نجل مثل هؤلاء المرتزقة بعلمهم وعملهم والمنتفعون بما قد حفظوه من التراث و أرجعوه حبراً على ورق أو خطب طنانة رنانة، لا تأثير فيها ولا حياة لا يقام لكلامهم وزن ولا يحسب لهم حساب لا من الحاكم الظالم ولا من المحكومين المظلومين. ذلك الموقف للعز بن عبد السلام هو مجرد نقطة في بحر مواقفه وعلمه وورعه وتقواه، إين لنا مثل هذا العز و أين علماء السلطان والدرهم والدينار في زمن النفط و الدولار من سلطان العلماء العز بن عبد السلام.

منقول عن: جمال ابو شادي - خاص بعرب تايمز بتصرف طفيف

طالب عوض الله 09-03-2011 10:18 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
الأخوة الكرام في شبكة فلسطين الإخبارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم على المشاركة والتعليق, ونرحب دوماً بآرائكم وانتقاداتكم.

بالنسبة لما أوردتموه في التعليق, فان إخواننا في أوزبكستان من شباب حزب التحرير يحملون هم قضية فلسطين أكثر من بعض أدعيائها في فلسطين, وحيث أن الواجب علينا نصرة اخواننا المسلمين أينما حطت بهم رحالهم في بلاد الله, لأن الدعوة التي نحمل هي دعوة عالمية تتجاوز حدود سايكس بيكو ولا تعترف بالتقسيمات التي فرضها الكافر المستعمر.
ومع هذا فان لحزب التحرير مكتباً اعلامياً في فلسطين – لا أظنكم تجهلونه - يتناول بشكل رئيسي الأحداث المحلية, وهذا رابطه:
http://www.pal-tahrir.info/

تحياتي
صوت التحرير


--- On Sat, 3/9/11, Palestine News Network PNN Editors wrote:



From: Palestine News Network PNN Editors
Subject: Re: [TALEB_AWAD_ALLAH] نموذج من ظلم كريموف لشباب «حزب التحرير» في سجون أوزبيكستان
To: "Sawt AL-Tahrir"
Date: Saturday, 3 September, 2011, 7:49 AM

يا جماعة
شوفوا حالنا وواقعنا انتو رايحين تلحقوا باوزباكستان وناسين حالنا
حسبنا الله ونعم الوكيل
شوفوا اسرائيل وناضلوا ضدها احسنلكم واثوب


2011/9/3 Sawt AL-Tahrir

نموذج من ظلم كريموف لشباب «حزب التحرير» في سجون أوزبيكستان



الحادثة التالية حصلت في سجن (уя 64/45) في بلد «آلمه ليق» بولاية طشقند:
المعلومات من هذا السجن:
فى أواسط شهر حزيران (يونيو) من السنة الجارية (2011)، قد اشتد ظلم النظام الحاكم علينا جدًا ووصل إلى أبشع الصور. وقد عذبوا كل أعضاء حزبنا فى هذا السجن وأجبروهم أن يقولوا عمن يقوم على أمر الأعضاء فى السجن ويشرف على إعطائهم الدروس الدينية. ولم يستطع أن يصبر أحد السجناء من شدة التعذيب واعترف أن الذي يقود السجناء في الداخل شاب يسمى بانجي (Panji) من بلد اوركانج (Urganj). فبدأوا يعذبون Panji وهو وقف ثابتا صابراً ولم يقل شيئا عمن يقوم على هذا الأمر.
فقام مدير السجن ومعاونوه بإحراق يديْ ورجليْ ذلك السجين بولاعة السجائر (cigarette-lighter) وبالشمع.
وقد صبر على هذه التعذيبات ولم يقل لهم شيئاً فارتكبوا جريمتهم الوحشية بإحراق ذكره (عضوه الجنسي)، ما أدّى إلى استشهاده رحمه الله.
عند ذلك قام أحد السجناء (من أعضاء الحزب) بكتابة شكوى إلى المدعى العام فى طشقند، ولم يرضَ رئيس السجن أن يرسلها إلى المدعى العام. فقام كاتب الشكوى بِعَضِّ أحد أصابعه وقطعه ووضعه على مكتب رئيس السجن. وبعد هذه الأمور جاء المدعى العام من طشقند. وطلب منه ذلك السجين الذي قطع أصبعه أن يفتش عن تفصـيلات موت الموظـف Panji. ثم سأله المدعى العام "كيف إصبعك"؟ فأجـاب: "لو تكررت أمور كهذه سأفعل لباقي أصابعي هكذا".
والشباب في السجن يصومون رغم هذه التعذيبات. ويقوم حراس السجن بإجبار الصائمين على المشي والركض مدة طويلة لإرهاقهم حتى الإغماء. وفي الأيام التي تأتي فيها لجنة التفتيش كان حراس السجن يرسلون الشباب الذين يشكون للجان التفتيش إلى سجن آخر لمدة شهر كي لا يتكلموا.
هذا أحد النماذج من التعذيب الوحشي في سجون كريموف رئيس أوزبيكستان الحاقد على الإسلام وعلى شباب «حزب التحرير» لأنهم يدعون للإسلام. كريموف هذا يوصي زبانيته بتعذيب هؤلاء الشباب وكل من يتمسك بدينه مثلهم. فيتفنن زبانيته بالتعذيب دون أن يخافوا أحداً. ولكن الله لهم بالمرصاد ]وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ[.

طالب عوض الله 09-05-2011 09:29 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
من أرشيف جرائم الحكام


الرسائل التي حكمت على محمد مصطفى رمضان بالتصفية الجسدية
رفــع سلاح الـقلم فأطلقوا عليه الرصاص في المسجد!!



الحادي عشر من أبريل هو ذكرى استشهاد الصحفي والإذاعي الليبي محمد مصطفى رمضان الذي اشتهر في الستينات والسبعينات. ففي يوم الجمعة 11 أبريل 1980 وبعد فراغه من أداء صلاة الجمعة في مسجد لندن المركزي، وبينما هو يغادر ساحة المسجد ليلتحق بزوجته وإبنته اعترض طريقه شخصان أطلقا عليه الرصاص من مسافة قريبة في وضح النهار وأمام مرأى ومسمع المصلين والمارة.
كانت تلك الحادثة المروعة واحدة في سلسلة من الجرائم التي خططت لها ونفذتها لجان التصفيات الجسدية التابعة للجان الثورية التي أسسها ويقودها العقيد معمر القذافي.
بدأت علاقة محمد مصطفى رمضان بالعقيد معمر القذافي عبر سلسلة من الرسائل المفتوحة وجهها اليه خلال الفترة ما بين 1972 و 1977. كان محمد آنذاك يعمل مذيعا في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية وكان مقيما في لندن. والمعروف عنه أنه لم يكن عضوا في حزب أو تنظيم أو جماعة. ولكنه اختار في رسائله تلك أسلوب النصيحة والنقد البناء والحوار السلمي مع القذافي الذي كان آنذاك يطرح أسلوبا جديدا و"نظريات" جديدة في السياسة والحكم والإقتصاد والإجتماع. وكانت السمة الظاهرة فيما طرحه القذافي مزيجا من القومية والإسلام. وكان الإسلام هو القضية الكبرى التي تشغل فكر محمد مصطفى رمضان واهتماماته.
تجاوب القذافي مع تلك الرسائل المشحونة بالتحليل والنقد البناء أحيانا – اللاذع أحيانا أخرى – بأن حاول إغراء محمد بالرجوع الى العمل الإعلامي في ليبيا، ثم العمل في مالطا أو في لندن. وكان ابن عم القذافي أحمد قذاف الدم هو حلقة الوصل بينهما إذ كان له مكتب خاص في لندن يتردد عليه. وكان من بين مهامه استقطاب العناصر الليبية الذكية والمؤهلة للإلتفاف حول قيادة القذافي وما يطرحه من أفكار و"نظريات".

ولكن سرعان ما بدأت عيوب القذافي تتعرى، خاصة إثر خطاب زواره المشهور في 7 أبريل 1973 الذي أعلن فيه ما أسماه "الثورة الثقافية". أودع على إثر ذلك الخطاب مئات من خريجي الجامعات والكتاب والمفكرين والإعلاميين والمثقفين السجن لمجرد مناهضتهم لأطروحات القذافي. وازدادت الأمور سوءا بعد تنفيذ حكم الإعدام عام 1975 في مجموعة من الضباط بتهمة الإشتراك فيما عرف بمحاولة عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة سابقا.


كان محمد مصطفى رمضان في مقدمة الأصوات التي انبرت لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته القمعية ويمثل خطاب زواره نقطة تحول هامة جدا في مسيرة القذافي. فقد برزت من خلاله وبكل وضوح نزعة القذافي الفردية وروحه الدكتاتورية التسلطية. واتضحت معالم طموحاته السياسية في القضاء على مخالفيه، وقمع جميع أنواع التجمع المعارض، وسد الطريق أمام كل الفئات ذات الطموحات السياسية تحت شعار تجريم الحزبية، والرغبة الجامحة في السيطرة والإنفراد بالسلطة واحتكار صناعة القرار.

واتجه القذافي الى أسلوب الحكم بالوسائل القمعية، فسارع بإنشاء "اللجان الثورية" التي كانت مهمتها منذ البداية "حماية الثورة" وتجنيد جميع العناصر التي تمثل أي رفض أو معارضة لخط العقيد القذافي أو تصفيتها. وكان للجان الثورية القدح المعلى في قمع الإنتفاضات الطلابية في الجامعات الليبية في أبريل 1976 وأبريل 1977. فقد تولت وأشرفت على انتهاك حرمات الجامعات وطرد الطلبة وسجنهم ونصب المشانق لهم. ثم انبرت الى عمليات الزحف على البيوت والأملاك والأعمال التجارية والسفارات الليبية حيث شرعت في تنفيذ برامج التصفيات الجسدية (الإغتيالات) للمعارضين في الخارج.

كان محمد مصطفى رمضان – كما يتضح من رسائله الموجهة الى القذافي – في مقدمة الأصوات التي انبرت منذ الأيام الأولى لانقلاب سبتمبر 1969 لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته القمعية ومظاهر الفساد المالي والإداري التي صاحبته، والتعريض بما ينشره من انحراف فكري، والتسفيه الفلسفات والنظريات الشاذة التي كان يروج لها.

وصادقت اللجان الثورية بتحريض من معمر القذافي في ملتقياتها على برنامج التصفيات الجسدية وانبث عملاؤها في مدن مختلفة في العالم العربي وأوروبا وأمريكا لملاحقة كل من له موقف معارض. وكانت التعليمات تقول: إذا لم تستطيعوا قتل رؤوس المعارضة فاقتلوا كل من ينتقد النظام ولا يرغب في العودة الى الجماهيرية.

وهكذا أصبح محمد مصطفى رمضان وعشرات الليبيين في الخارج أهدافا في قوائم الإغتيالات. وقد خطط لاغتياله وأشرف على التنفيذ موسى كوسا الذي قاد الزحف على السفارة في لندن في سبتمبر 1979 وكان بحكم الأمر الواقع هو سفير ليبيا لدى بريطانيا. وكان واضحا منذ البداية أن الهدف من تحويل السفارات الى "مكاتب شعبية" هو زرع عناصر المخابرات واللجان الثورية المدربة على القتل والإرهاب في البعثات الدبلوماسية وتسهيل تهريب الأسلحة والمتفجرات.

بدأت حملة التصفيات الجسدية من داخل ليبيا مع أوائل عام 1980. ففي فبراير قتل المحامي المعروف عامر الدغيس والمحامي محمد الصغير، وفي مارس صُفي القانوني الشهير محمد حمي ثم المهندس محمود بانون في أبريل. أما في الخارج فقد استهدفت الحملة سالم الرتيمي (رجل أعمال) في مارس وكلا من محمد مصطفى رمضان (إذاعي) وعبدالجليل العارف (رجل أعمال) وعبداللطيف المنتصر (رجل أعمال) ومحمود نافع (محام) في أبريل. ثم توالت العمليات واحدة بعد الأخرى.

كان محمد جادا وصادقا في رغبته في التحاور مع القذافي وأنصاره. واندفاعا من روحه الإسلامية الصادقة لم يتردد عندما دعي للإلتقاء بموسى كوسا. وأبدى استعداده للتعاون مع السفارة وتقديم المشورة فيما يتعلق بدعم النشاطات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في بريطانيا. ورغم تحذير بعض أصدقائه له من مغبة تلك الإتصالات حافظ محمد على صلته بموسى كوسا الذي كان طوال الوقت يدبر مؤامرة قذرة للغدر به. وفي يوم الجمعة 11 أبريل 1980 وفيما كان محمد يغادر مسجد لندن المركزي وقد فرغ من أداء صلاة الجمعة اعترض طريقه شابان ليبيان أطلقا عليه الرصاص من قرب فأردياه قتيلا.

وأعلنت اللجان الثورية مسؤوليتها عن الجريمة بكل فخر واعتزاز. ومنعت أهله من استقبال جثمانه وإقامة جنازته أو دفنه في بلده فأعيد الجثمان للدفن في لندن. وتبجح موسى كوسا في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية بتاريخ 10 يونيو 1980 بأن اللجان الثورية هي التي نفذت اغتيال محمد رمضان ومحمود نافع مؤكدا أن التصفيات ستتواصل على الساحة البريطانية.

وفي مـحاكمة لم تستغرق أكثر من 44 دقيقة في لندن اعترف كل من بلحسن محمد المصري (28 سنة) ونجيب مفتاح القاسمي (26 سنة) - وكلاهما ليبي – بارتكاب تلك الجريمة النكراء "تنفيذا لحكم الشعب". وصدر حكم على كل منهما بالسجن مدى الحياة.

محمد مصطفى رمضان نموذج للشخصية الليبية المسلمة. فيه الطيبة والعفوية وروح النكتة. كان يحب الخير للجميع. بشوش، طيب القلب، نظيف الوجه، مرهف الحس والوجدان. وكان ثاقب الذهن قوي الحجة، يغضب للحق ويثور من أجل الإسلام والمسلمين. سلاحه الوحيد الذي شهره في وجه طغيان القذافي واستبداده وتطاوله على الإسلام والوطن هو قلمه ولسانه. ولكن القذافي وزبانيته في اللجان الثورية كانوا على درجة عالية من الخسة والنذالة والحقد الدفين لم تسمح لهم بتقبل الحوار السلمي أو الإعتراف لمن يخالفهم الرأي بحرية التعبير. ولذا قتلوا محمدا غيلة وغدرا، فنال الشهادة وباؤوا هم بالخزي والذل والعار.

وإنه ليشرف هذا المنبر المتواضع أن ينشر تباعا خلال الأسابيع المقبلة رسائل الشهيد التي وجهها للعقيد القذافي، علّها تنبه الأجيال الى حقيقة طبيعة النظام المستبد الذي ظل يحكم ليبيا منذ عام 1969. وهي وثائق ذات قيمة تاريخية عظيمة تؤكد أن أساليب هذا النظام في التعامل مع خصومه لم تتغير في جوهرها.. وأنه مهما تمادى في غيه وتعسفه وقمعه فإن ليبيا قادرة على أن تلد الرجال الشجعان القادرين على الجهر بالحق ومواجهة السلطان الجائر مهما طغى أو تجبر.
http://najial-faitouri.maktoobblog.c...6%D8%A7%D9%86/




رسائل الشهيد محمد مصطفى رمضان إلى العقيد معمرالـقذافي (1)

الأخ العقيد / معمر القذافي
سلام من الله عليكمورحمة منه وبركات، وبعد...
ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب لكم فيها منلندن حيث أقيم بداعي العمل مع هيئة الإذاعة البريطانية، فقد سبق وأن كتبت لكم موضحالبسا وقعت فيه بعض الصحف البيروتية والليبية بصدد ما ادعي من أنني قرأت – بحكم عمليكمذيع في القسم العربي – خبرا يشتم منه العداء لكم.

أما اليوم فأنا أكتببدافع آخر.. دافع يتمثل فيما قاله الخليفة الثاني عمـر للمسلمين وهو على المنبر: "فإن أصبت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني"، ذلك أنني قرأت سلسلة التحقيقات الصحفيةالتي نشرتها مجلة "الصياد" اللبنانية في شهري ذي القعدة وذي الحجة الماضيين عنليبيا، ولفتت إنتباهي إجاباتكم الصريحة الحاسمة على أسئلة مندوب المجلة في تحقيقهالخامس الذي كان – في الواقع – مقابلة معكم، والتي أعاد أغلبها إلى أذهاننا – نحنالذين نعمل للإسلام - صورة لرجل الدولة المسلم الذي يؤمن بالإسلام عقيدة ونظامحياة، والذي انمحى أو يكاد من تاريخ هذه الأمة. وهذه الأسطر ليست - بأي حال – إشادةبما قلتموه، أو إشادة بشخص معمر القذافي، وإنما هي من قبيل الإعانة على الحق كماقال الخليفة عمر رضي الله عنه. فمن واجبات المسلمين أن يعينوا أولي أمرهم – إذاأصابوا – على المضي في طريق الحق، حتى لا يشعروا أنهم معزولون عن الأمة.
الأخالعقيد: أعجبتني في ردودكم تلك إشارتكم إلى اللعبة السياسية في لبنان، والتناقضالتي تتسم به مواقف كمال جنبلاط.. وهو تناقض مفهوم بالستناد إلى درزيته، فعقيدةالدروز مهلهلة جدا، وهي خليط عجيب من الأديان السماوية والفلسفات البشرية، ولعلهافي ذلك تشبه البهائية، وأعجبتني ملاحظاتكم المرحة عن "التبرع" الذي تمثل في كمية من "اليوسقى – ليم الكينيا" حين قلتم: "تبرع ؟... وماذا كان بوسعه – أي صاحب اليوسفي – أن يفعل غير ذلك وقد دخلتم عليه بمسدساتكم، فمثل هذه الملاحظة إنما تعكس خلقاإسلاميا صميما وهو تحري الرزق الحلال.
ولفت نظري قولكم إنكم تناقشون مجموعة منالإقتراحات بصدد الأراضي الزراعية التي استردت من الإيطاليين. وهنا أريد أن أشيرإلى أن الحل الأمثل – في مثل هذه الحالات – هو الحل الذي جاء به الإسلام. وهذا الحللخصه عالم مسلم من هلماء الإقتصاد المعاصرين البارزين حين قال: "إذا كان الاقصد هومساعدة المزارع وتخليصه من ربقة صاحب الأرض لإإن التأميم لا يجدي، لأن الفلاح عموماأفقر من أن يصلح الأرض بنفسه، وأضعف من يقف مرفوع الرأس أمام السلطات الإدارية. أضفإلى ذلك انعدام الحافز الشخصي وهو الملكية.
والحل الصحيح هو ما جاء به الإسلاممن تحريمه الكراء بجُعلٍ ثابت سواء أكان ذلك أجرا نقديا أو حصة عينية محدودة منناتج الأرض. ويمكن تطبيق ذلك عم طريق تحديد نفقة إنتاج المحصولات التي قد تزرع،وإسهام صاحب الأرض في هذه النفقة سواء بالبذر أو الري أو السماد أو الآلة أو غيرذلك، وتحديد نسبة العمل في هذه النفقة. فإذا ما خرج المحصول أعطى صاحب الأرض مايقابل ما ساهم به من نفقة في الإنتاج، أما إذا هلك المحصول كله فيخسر صاحب العملوالعامل ما بذلاه في اإنتاج. وبهذا يتحقق المبدأ الإسلامي " الغنم بالغرم " وينعدمحصول صاحب الأرض على كراء دون جهد ".
وشد انتباهي حديثكم عن الصراع الدينيوالقومي الذي يتسم به تاريخ البشرية، وليس الصراع الإقتصادي كما زعم اليهودي كارلماركس. ولكن نظرة الإسلام إلى هذا الصراع كانت دوما نظرة عقيدية محض. لأن العقيدةهي محوره، والبشرية في نظر الإسلام طائفتان : حزب الله، وحزب الشيطان. والصراعبينهما صراع إيمان وكفر مهما كان شكل هذا الكفر أو مظهره. فالصليبية كفر واليهوديةالمعاصرة كفر والماركسية كفر والقومية اللادينية كفر.. وهكذا.
والإيمان هوالإيمان بصرف النظر عن الوطن إو اللون، فالمؤمن بالله قد يكون روسيا أو صينيا أوزنجيا... إلخ.
أما موقفكم من التآمر الروسي على دولة باكستان، وتنديدكمبالأطماع الإستعمارية لاتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية – كما يسمى علميا ! – فهو وقفة رائعة كان من المفروض أن يحتذ بها رؤساء آخرون ينتسبون زرورا إلى هذاالدين، ولا أخفيك أنها المرة الأولى التي كنت أقرأ فيها لرئيس مسلم قوله: " إنالإتحاد السوفييتي لا يساعدنا بالمجان أو حسنة لوجه الله "ذلك هو ما يجب أن يفهمهكل رئيس مسلم... ودعك من الملوك، فلا ملكية في الإسلام. وأيضا يجب أن يفهموا – كماقلتم بالحرف الواحد – أننا كمسلمين نرفض كل دكتاتورية بما في ذلك دكتاتوريةالبروليتاريا ونرفض حكم العسكريين لأنه سيتحول بالتأكيد إلى فاشيستيه" ونرفض حكمالمثقفين ما لم يكونوا مناضلين في سبيل هذا الدين.
أما ملاحظاتكم عن الإشتراكيةفأود أن أقول بصددها إنني أفهم من أقوالكم عنها أنكم تقصدون عدالة الإسلامالإجتماعية، وذلك شئ رائع طالما افتقدناه من ولاة أمور المسلمين في الخمسين سنةالأخيرة على الأقل.
ولكن ألا تعتقدون أن إطلاق لفظ "الإشتراكية" – وهو لفظ حديث – على العدالة الإجتماعية في الإسلام سيحدث بلبلة في أذهان المسلمين. خاصة وأنهميلتفتون حولهم فيرون كل الدول الشيوعية بلا استثناء تسمي نفسها دولا إشتراكية؟وأقرب مثل على ذلك روسيا التي تسمي نفسها رسميا "اتحاد الجمهوريات الإشتراكيةالسوفييتية" ثم إن الإشتراكية هي علم على الشيوعية، فماركس وإنجلز كانا يتحدثاندائما عن الإشتراكية وليس عن الشيوعية باعتبار أن الشيوعية هي المرحلة الأخيرة منمراحل الإشتراكية.
ومن جهة أخرى فلا أظن أنه يجوز لنا أن نسمي الإسلام ديناإشتراكيا لمجرد أن الإشتراكية تتفق معه في بعض التفاصيل، وإلا فما الذي يمنعنا منأن نسمي الإسلام نصرانيا أو يهوديا لأنه يشترك مع كلتيهما – أي النصرانية واليهودية – في أشياء كثيرة. على الأقل في الأصول. أو نسمي الإسلام إسلاما شيوعيا لأنه يلتقيمع الشيوعية التي هي في حقيقتها المرحلة الأخيرة من الإشتراكية في تملك الدولة لبعضالمصالح العامة.
ثم ما هذه الإشتراكية التي نعنيها حين نقول "إشتراكيةإسلامية"؟ إن هناك مدارس عديدة للإشتراكية في عالمنا اليوم منها مثلا إشتراكية بعضالأحزاب الرأسمالية في أورب كحزب العمال ومنها إشتراكية تيتو واشتراكية نهرو وحتىاشتراكية إسرائيل التي تزعم أنها دولة إشتراكية ! هذا إذا صرفنا النظر عن أنالإشتراكية لفظ من اختراع البشر ولا يصح لنا كمسلمين أن نضيف أوصافا من بناتأفكارنا القاصرة المعرضة دوما للخطر إلى نظام إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.
نعم إن تأثير الأيمان الديني كان أقوى من الذهب وكنوز الأرض كما قلتم. ولهذا فنحن مطالبون بأن نقيم حياتنا كلها على ركائز الإ يمان بالله وشريعته فقط. ونحن مطالبون بالدعوة أيضا إلى دين الله في المشرق والمغرب: "إن الدين عند اللهالإسلام".
"ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة منالخاسرين". ومعنى ذلك أن ندعوا المسيحي واليهودي، إلى جانب البوذي والهندوكيوالوثني، إلى الإسلام. فالمسيحية واليهودية كانت مرحلتين في تاريخ البشرية ونسخهماالإسلام. ثم إن المسيحية واليهودية المعاصرتين ليستا بدينين سماويين، فقد تحولتامنذ عهد بعيد إلى وثنية فيها ملامح باهتة لإصول سماوية. إن دور المسلم في هذاالعالم أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ليفئ الجميع إلى حكم الله.
أقوالكمعن رجعية الفكر الماركسي، وعن أسالين جوزيف ستالين في الحكم التي أهدرت كل المعاييراإنسانية والأخلاقية؟ وعن عمالة الشيوعيين لموسكو أو "بكين" هي كلمات أقل ما يقالعنها أنها يجب أن تنشر على نطاق واسع بين جماهير الأمة، وفي المجال العالمي، فهيكلمات حق طال انتظار المسلمين لها في هذا الخضم من الدجل السياسي والغوغائيةالإعلامية.

أخيرا.. إذا جاز لي أن أطلب بشئ فأرجو بإلحاح أن تولوا كلاهتمامكم لصياغة منهج التعليم صياغة إسلامية. فعدونا لم يتمكن منا إلا حين استعبدنافكرا وثقافة، وأزاح الإسلام من عقولنا كعقيدة ومنهج حياة، وأبقاه في مجتمعاتنا صورباهتة من طقوس وأعياد وصياغة منهج التعليم هي الركيزة الأساسية بل هي الركيزةالأولى التي لن يقوم المجتمع اإسلامي الذي ننشده جميعا إلا بها.
ولا تنسى أيهاالأخ العقيد أن اليهودية والصليبية والماركسية تراقب جميع خطواتكم وهي تدرك أنتغيير المنهج في أي بلد مسلم معناه - في المدى القريب – أنها ستخسر المعركة حتماولهذا فالعمل لتنشئة أجيال مسلمة يجب أن يتم بعيدا عن تلك الأعين والأذان المنبثةهنا وهناك والمتحفزة للوقوف في طريقكم مهما كلف ذلك سادتها من ثمن.
وسلام منالله عليكم ورحمة ونه وبركات..
لندن في 13/1/1392 الموافق 18/2/1972

المصدر:
http://www.akhbar-libya.com/article...order=0&thold=0



لمـــــاذا قتل محمد مصطفى رمضان أضغط هنــــا :
http://www.akhbar-libya.com/article.php?sid=1204

طالب عوض الله 09-05-2011 10:05 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
لا خيار.. إلا اجتثاث النظام من جذوره

احتلال.. وليس.. انفصال



لا خيار امام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي، سوى الاستمرار في هذه الثورة العظيمة، من اجل تحطيم بقايا هذا النظام المنهار، واحلال نظام، يتمحور حول قيم الحق والعدل والحرية والمساواة والقانون.

يسعى النظام المنهار في ليبيا، الى خلق حالة من الانفصال القسري، بين شرق ليبيا وغربها، وهذا سر تركيزه على مصراتة والزنتان وطرابلس وتاجوراء وزوارة والزاوية، وغيرها من المناطق الغربية. فالنظام، يعتقد ان حالة الانفصال، ستكون في صالحه، او ستمد كما يتخيل، في عمره ولو لايام معدودة.

لذلك، على الشعب الليبي، بكامله، وخاصة المناطق المحررة، والمجتمع الدولي، باسره، ان يدعموا، الثوار في المناطق الغربية، وخاصة الزنتان ومصراتة وزوارة، بالاضافة الى الثوار في اجدابيا والبريقة، وفي جميع المناطق، التي يهاجمها الطاغوت، دعما شاملا، وبكل ما اوتيت ليبيا، والمجتمع الدولي، من وسائل وقوة وامكانيات.

والنظام لا يدري، انه لو تحقق هذا الانفصال الوهمي، الذي يسعى اليه، عبر الجرائم والفضائع التي قام، وما زال يقوم بها، ضد الليبيين، فسوف يعتبر، في معايير الليبييين والمجتمع الدولي، "احتلال" وليس "انفصال"، حتى لو اعترف به الجن والشيطان والهوام. بل وسيكثف، هذا الاحتلال، ويوسع من المقاومة الدموية المسلحة ضده، حتى يباد النظام المنهار، ورجاله، وقواته، واعوانه، الى اخرهم، مهما كلف الشعب الليبي ذلك.

خاصة وقد فقد النظام شرعيته، والى الابد، نتيجة لجرائمه البشعة، ضد الانسانية، التي قام بها، ضد الليبيين. ولا يمكن لنظام فقد شرعيته، في الداخل، امام شعبه، وفي الخارج، امام المجتمع الدولي، ان يبقى هو او اعوانه، او الموالين له، مهما كانت الظروف، بل لابد من محاكمتهم.

فالفضائع التى قام بها النظام، وميليشياته، ومرتزقته، في البيضاء، وطرابلس، ومصراتة، والزاوية، وبن جواد، واجدابيا، وبنغازي، وزوارة، والزنتان، وتاجوراء، هي جرائم حرب من الدرجة الاولى. بل وتعتبر - هذه الجرائم - من اعلى درجات الخيانة العظمى. وبالتالي، لم تترك هذه الفضائع، من خيار امام الليبيين، سوى اجتذاذ النظام من جذوره.

اضف الى كل ذلك، صحيفة سوابق النظام، قبل ان تقوم الثورة المباركة، فالشعب الليبي، والمجتمع الدولي، لم ينس، تصدير الارهاب، يمينا ويسارا، الى مصر، وتونس، والسودان، وتشاد، وبريطانيا، والمانيا، وقبرص، واليونان، وغيرها من الدول، ولم ننس، ايضا، اسقاط الطائرات المدنية، ولم ننس، الحروب التي شنها النظام، والتي راح ضحيتها الالاف، في الداخل والخارج، من المدنيين العزل الابرياء، ومن العسكريين، الذين وجدوا انفسهم، في حرب، لا ناقة لهم فيها، ولا طائل، ولا جمل.

ليس ذلك فحسب، بل ان حكم القذافي، او ابنائه، او احد اعوانه، او الموالين له، حتى لمنطقة واحدة، او شارع واحد، او مدينة واحدة، ولو ليوم واحد، يمثل نهاية الاستقرار في ليبيا، والى الابد. كما يشكل ايضا، تهديدا للاستقرار السياسي، والاقتصادي، ليس في ليبيا، ودول الجوار، فحسب، بل وللمنطقة ياسرها.

لذلك، لا توجد، خطوط رجعة، بالنسبة للشعب الليبي، ومجنون، من يعتقد ان منطقة او قرية او مدينة، يمكن ان ترضى بان تكون تحت حكم القذافي او ابنائه او نظامه الارهابي المنهار، او اعوانه، او الموالين له، ولو لثانية واحدة، او اقل.

فكيف يمكن لمواطن، يتوقع، حتى كتابة هذه السطور، ان يري مجرمو الحرب في بلاده، امام المحاكم، نتيجة لجرائمهم ضد الانسانية. تلك الجرائم، الموثقة، صوتا وصورة ونصا، فيراهم بدلا من ذلك، في مواقع الحكم او الادارة او القيادة، او في مواقع السيطرة، ولو على شارع، او قرية، او مدينة، واحدة، من مدن وقرى وشوارع ليبيا، التي نُكبت بجرائمهم.

لقد فشل النظام المنهار في ليبيا، ممثلا بالدرجة الاولى، في معمر القذافي، واولاده، في ادارة ليبيا، بعد ان تحصلوا على فرصة ذهبية، لمدة اربعة عقود، ويزيد، فشلوا فشلا ذريعا في ادارة البلاد، حتى وصل الحال، ببلادنا المسكينة، الى ما وصلت اليه اليوم، من اوضاع دموية مأساوية لا انسانية، بسبب رعونة، وغباء، وتصلف، وتخلف، وجهل هذا النظام المنهار واعوانه.

واظن ان اربعة عقود، تكفي، بمقاييس، الانس والحمير والجن، لاختبار النوايا، والاقوال، والتصريحات، والوعود، والمصداقية، والافعال، والبيانات. ان من يتحصل على فرصة، بهذا الحجم، يجب عليه ان يخجل، من ان يتشبت بموقع الادارة، او القيادة، او التوجيه، او الرئاسة، ولو لثانية واحدة او اقل.

ان الفرصة الوحيدة، والاخيرة، التي يجب ان تُعطى، لمجرمي الحرب، هي دقائق معدودة، امام قاضي محكمة جرائم الحرب، الدولية، او المحلية.

ولذلك فلا خيار امام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي، مرة اخرى، سوى الاستمرار، في هذه الثورة العظيمة، من اجل تحطيم بقايا هذا النظام المنهار، واحلال نظام، يتمحور حول قيم الحرية والحق والعدالة والمساواة والقانون، والى نصر، باذن الله قريب، (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا، نَصْرٌ مِّنَ اللَّه،ِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ / الصف 13) والله المستعان على امره.



كتبت في 6 ابريل 2011م



د. فتحي الفاضلي
__________________________

لزيارة صفحة الكاتب على الفيس بوك


www.facebook.com/fathilibya

fathifadhli@yahoo.com

fafdhli@hotmail.com

لزيارة صفحة الكاتب

www.fathifadhli.com

طالب عوض الله 09-06-2011 02:29 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
كفى وقاحة وتفاهة









رضا بالحاج

في الرد على مقالين للصغير أولاد أحمد (في الشروق 20/21/ جويلية 2011) سمانا فيهما سفهاء وتحدانا بأبي العلاء الذي صوره كافرا وصور تاريخنا كل تاريخنا إسطبلا فيه الطغاة والبهائم والفقهاء وهدد وزمجر ضد الطرح الإسلامي واستنفر ضده كل آلة الطغيان واستوى معلما حداثيا بيده عصا والعصا الحداثية هي قاذفات وراجمات وماحقات . وذلك طبعا بعد أن استولى على مقر القيادة الشعرية للثورة التونسية التي لا ينقصها إلا طبيب نفسي يرد الشعر إلى مستوى أبي العلاء المعري.



بسم الله الرحمان الرحيم

إلى الصغير أولاد أحمد

يا من يلزم لقراءة مقالك المجوف النخب الهواء يوم آخر غير أيام الأسبوع : مابعد الأحد وما قبل الاثنين إني لا استطيع أن أراك حتى يستقيم الأسبوع على ثمانِ ولأن هذا اليوم معدوم مستحيل فما كتبته لا يعدو أن يكون كثيرا من الأوهام وقليلا من الأماني فكل الأيام فيها إيقاع ونظام وشروق وغروب أي فيها ما يدعو إلى العقل والتعقل..واليوم الذي يلزمك يجب أن يكون عبثا ومهاترة وسرقة لعقل الإنسان من شيطان غيبي لقبه رجيم وشيطان انسي لقبه تابع ذليل ومهنتهما وهوايتهما تستوجب اللعنة إلى يوم الدين.

ولكن المشكل المنهجي مع الصغير أولاد أحمد أنه لا يؤمن بالغيب والسبب أنه لا يراه وهو الذي أحاط بشعره كل الكون: ما فوق الأحمر وتحت البنفسجي وهو كما قال زميله الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي (غبي لا يدرك الحقائق دون مس وجس) .

إلى الصغير أولاد أحمد

ما هذا الكم الهائل من البذاءة والوقاحة , هل هي سكرة الموت أم سكرة العقل فعند الأولى "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" والثانية تجعل الواحد لا يفرق بين الحديد والصديد... أليس هذا هو الإفلاس وبعده حالة الهوس والجنون ؟ فمرة يدعو هذا الشاعر الرقيق الى العمل المسلح ناسيا أن هذا العمل فيه جهد جهيد قد يلزم منه عطش وجوع يساويه بالصائمين وهو الساخر من صومهم..هم يفعلونه طائعين مأجورين والشاعر المسكين قد يكون من جوعه وعطشه موت والشعر لا يصنع حينئذ جنة نعيم...ومرة يتوهم الصغير أولاد أحمد نفسه شاعرا بكثير من الصراخ وقليل من الأدب ليكون قبانيا علائيا...متنبئا ومرة يحزم ويعزم ويدعو الى صراع فكري وهو الذي لا يملك من الفكر الا رماده بعد أن تميز من الغيظ فكان بعد الهزيمة فكرا كفرا حقدا دفينا. وإن كان جادا في الصراع الفكري فليكن لقائي به يوم الزينة في ملعب رادس بجمهور شعر وفكر وسياسة على الهواء مباشرة ان رضي بقايا بن علي.

إلى الصغير أولاد أحمد

إن التوجه الذي يمثله أدعياء الفكر اللبرالي هؤلاء(والشيوعي على حياء) يتميز بالتوتر الشديد وعدم الصدق مع ذواتهم ومنهجهم المعلن فهم مسكونون بتناقض عجيب يدعو الى الشفقة.

أنا شخصيا أشفق على هذا المسكين لأنه وضع نفسه في أوضاع تلعن بعضها بعضا: جد يلعن حفيد..جغرافيا تلعن تاريخ..شياطين يلعن بعضها بعضا أن لم تستطع فتنة الناس عن الدين..شاعر يمجد الانتحار كيف لا وهو من سيلبس البزة العسكرية وقد يأتي خبر عاجل أنه مفجرا انتحاري ضد فكر إسلامي أو ضد عقبة بن نافع أو ابي موسى الأشعري. شاعر يلعن تاريخا وشعبا مسلما متمترسا وراء عملاق من عمالقة الشعر(أبي العلاء المعري) قيل إنه بليغ يعرف للكلب سبعين إسما لو أدرك المعري هذا الشاعر لجعله كابن القارح محل سخرية وهزء وهمز وغمز فضيحة للقارئ الى يوم الدين يدرّس لأبنائنا في الابتدائي لا البكالوريا لأن بطل القصة هنا لا يفوت في شيء سندبادا بلا وحي..بلا وعي..بلا فقه بلا فكر إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث..وقد يفهم في النهاية معنى الإيمان العلائي...ولو أدركه المعري لما لزمته رسالة الغفران فالغفران للمؤمنين وان كانوا آثمين أما عكس المؤمنين أعني الكافرين(كفر الشيء أي دسه وغطاه) فتلزمهم رسالة الخسران لأنهم يعتقدون أن موت آبائهم وموت ذواتهم لا يساوي الا ما يساويه تراب ورميم : أكداس خلايا منتهية الصلاحية التهمها العدم... ذلك مبلغهم من العلم.

إلى الصغير أولاد أحمد

إن ما طرحته في تلك المقالة لا يعدو أن يكون انتصابا فوضويا فلا هو بالشعر فأمارة الشعر الصدق وتعانق فطرة الكون بفطرة الانسان ولا هو بالفكر فأمارة المفكرين الرشد والاتزان فأهم من الفكرة عندهم موقعها ولا هو بالسياسة فأمارة السياسيين الذكاء وهم يطلبون قيادة الناس فلا يشتمونهم وآبائهم الأولين ونسلهم المؤجلين فحتى الأنبياء كانوا في أسلوب الدعوة متواضعين..

حقا وأقسم أني صادق لم أجد لمثل هذه المقالة من عنوان ولا منوال فلا هي مما تحتمله صحيفة سياسية ولا ملحق ثقافي وإنما قد تكون من لوازم صفحات تسلية وكلمات متقطعة فالرجل يظن الإنزياح والتنطع في التعبير وانتهاك المقدس واللعب بالألفاظ إنشاء للفكر والدلالة والمعنى ويظن أن الوزن وحده يخلق الموزون..

ورغم أن مادح نفسه يقرؤنا السلام ويقول ان عباراته براقة ويبخل بها على مثلي فقد أعدت قراءة المقالة مرة أخرى ولكن خبت وارتد ظني خاسئا وهو حسير إذ لم أجد من بقع الضوء البراق الا ما تولد خافتا باهتا من عباراته الركيكة البليدة الملتوية حد الإختناق كضوء العين وهي تغادر الحياة على فراش الموت والفراق ووجدته يناجي نفسه وهو يتوهم أنه يناقش الناس أجمعين.

إلى الصغير أولاد أحمد

بعد قراءة مقالتك شعرت باطمئنان شديد إلى أن المعركة الفكرية بإذن الله محسومة لصالح الفكر الإسلامي المستنير الرشيد لأن ضديده الفكري هزيل هزيل متوتر متهافت كثير الصياح وهو لا يكاد يبين.. وصاحب هذا الفكر يناجي نفسه ويتوهم أنه يناقش الناس أجمعين..وهو في أبعد ضلالات التاريخ (نموت ونحي وما يهلكنا الا الدهر) ويتوهم بأنه أتى بما لم يأت به الأولون ولا الآخرون حداثة وإحداثا ومحدثات وكثير من الحديث.. أشعر باطمئنان النصر لأن أول أمارات الانتصار ضعف الخصم واهتزازه واهتراؤه وارتجافه وارتجاجه وافتقاده الصواب وما يتبع ذالك من خريطة نفسية ثقوبها السوداء تبتلع كل خواطر النور..لقد علمت علم اليقين أن صاحبنا ينتمي إلى مفوضية (وأقر له بأن هذه الكلمة هي الطريف الأدبي الوحيد في مقالته) إلى مفوضية السلفية الأوروبية اسلاف ساركوزي في القرن الثامن عشر فما يطرحه الصغير أولاد أحمد بمقياس الحداثة قديم قديم..قديم فلم يعد التبشير بالالحاد أو حتى التلميح له من مستقرات الفكر الغربي تلك موضة قد عفا عنها الزمن واٍلا فالإلحاد فضيحة العصر في زمن العلم المتحرر من أسر الخاطفين القراصنة الذين ادعوا في العلم فلسفة وفي الفلسفة علما.

إلى الصغير أولاد أحمد

حشر المسلمين كلهم في دائرة واحدة وحاسبهم محاسبة مثقف برتبة أمن دولة محاسبة من وضع الحداثة بشماله وبقايا سياط القرون الوسطى في يمينه ليكون المفوض السامي للسلفية الأوروبية التي تحن إلى الاستعمار المباشر بالبزة العسكرية, وأنا لن أحشره مع الحداثيين في دائرة واحدة ولن أحمله أوزارهم فيمكن أن ارتع في هذا الملعب الواسع وآتي بأمثلة وفضائح وفظائع وأنسبها بالتبع لهذا الشاعر الكبير ولكني حينئذ أكون قد سقطت منهجيا والمنهج عندي عزيز..ولكن وجب أن أقول إن اكبر الحداثيين الذين أسماؤهم بالحروف الهجائية العربية هم من تولى السلطة وتعالى علينا نحن الأميين لعقود طويلة في تونس ومصر وسوريا وحتى أثيوبيا واعتبروا أنفسهم النقيض النوعي للفكر السلفي فإذا بهم شر خلف ورغم أن الصغير أولاد أحمد يدّعي تجاوزهم بالثورة فإنه يساويهم بل يزايد على بشاعتهم مايلزم علينا ثورتين لا ثورة واحدة : الأولى على الشعر الإرهابي المزيف والثانية على القمع الإرهابي الحقيقي,فالجماعة لحماية مشروعهم مارسوا كل أنواع العنف والقمع والقهر والقتل البطئ والقتل الزؤام في مقابل إنجاح مشروع الحداثة الذي لا يفهمه المتخلفون والحداثة لو تعلمون معركة ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهاهو الشاعر الرقيق الودود يلوح بأشد من قمعهم وذلك بتقنين الظلم ومباركته بروح وريحان الأدب والشعر الأحمدي..اسمعوا ماذا يقول "يتعين على الحكومة المؤقتة أن تسخر جميع أجهزتها الإدارية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية لحماية القانون" هذه حكومة مؤقتة فكيف بها إذا أصبحت دائمة..لا محالة عندها تجب الاستعانة بمفوضية مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة ألم أقل لكم إنه مثقف برتبة أمن دولة .. كلامه شعري وقتله شعري وارهابه شعري والشعر معفي من محاسبة المحاكم الدولية بتهمة الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ولا سيما اذا كان المقصود بالابادة هو شعب الشاعر بأجداده كلهم بالصحابة والتابعين وكل السلف فقد ذكرهم في مقاله بساكني الإسطبل...هذه هي البشرى وهي اليوم كامنة في الشعر وغدا في مستطاع اليد : حكومة حداثية عقلانية تقدمية لا أخلاف لها ستكون والعياذ بالله هتليرية في الإسطبل الواسع لتاريخ الغرب الدموي النووي الإبادي القريب من زمننا الحديث المعاصر قرب الصدر من العجز .. وقرب الدخان من النار..

ومادام الحقد لا ينصب على مجرد أخطاء للمسلمين أو زلات بل على سجودهم وركوعهم لله وايمانهم بالغيب فمعركة هذا المفوض من لدن الحداثة ستمارس محاكم التفتيش أسوة بالسلفية الاوروبية فالمغلوب مولع دائما بالاقتداء بالغالب إنها تبشر بالستالينية والتروتسكية التي استبدلت مقابر التراب بمقابر الثلج وأحيانا كل الحوامض الفسفورية ,و هي ليست مقابر للبشر فقط بل للشعر أيضا ما دام عابثا لا يلتزم بالحداثة وحتمية التاريخ : شعوب قهرت باسم الحداثة تحت حكم لينيني ستاليني تروتسكي حتى في ايمانها لأن الفكر انعكاس المادة والمادة صماء بكماء تساوي بين الأشياء والأحياء ..وحده من يحوز بعد تلك العذابات جواز سفر ويغادر الدولة والبلاد يفهم الفرق بين الأشياء والأحياء..بم يبشرنا هذا الشاعر الذي فهم نظرية الجبرية التاريخية فزاد عليها بأن الشعور لا يكون إلا حداثيا والحداثة هي مادة في شكل بشر ذلك أن الشعور عندهم بالمصير, بالمآلات, بالغيب خيانة للحديد والحجر والإنسان عندهم مادة فكرا وشعورا وإلا فقد كفر وربما لهذا السبب ولانسداد الافق واعتبار الحياة فقط حجرا محجورا في حدود الخبر والمختبر فقد فشل أولاد أحمد شعريا إلا في تقديم وتأخير بين مبتدأ وخبر ليستحيل الشعر ملعب ألفاظ بلا مساحات بلا مآلات بلا دلالات ومعركة الشعر الأولى هي مع بساتين المعا ني جميلة لذيذة مؤمنة ساكنة ناطقة بالدلالات ولتجاوز هذا العجز والفشل التمس الشاعر من المعجم الديني القداسة ووهج العبارة وإعجازها القرآني ولكنه حول وجهتها غصبا ووهما لمفوضية الحداثة ذات الأرضية النكدة الصماء البكماء الجرداء الخواء الرأسمالية السوداء التي لم تملأ اليد فضلا عن الوجدان والقلوب وظلت كالحة بائسة ميتة لكنها حية في عنقها جرائر وجرائم بشر يعدّون عدّا ويصطرخون ويلعنون.. جعل جوعهم وظلمهم وحرمانهم تكنولوجيا تقينا رقميا حداثيا فالحداثة هي مفوضية عن مفوضية عن مفوضية الى ان تصل في التفويض الى المتحكم الأعلى في النظام الرأسمالي الدولي الذي يعتبر أن التخطيط للمجاعات والحروب هو أعلى أنواع التفكير الاستراتيجي وأن الموت/القتل أرخص كلفة وثمنا من الحياة.

إلى الصغير أولاد أحمد

تأخرت في الرد على مقالك لأني كنت منشغلا بالرد على كل فكر سلفي يجعل الرقم الأول هو الأخير وخط حسابه دائري..أرد على كل فكر يرى الشكل ثم الشكل هو المضمون والجوهري..على من غلق باب الاجتهاد ولم يصح صيحة الشافعي : هم رجال ونحن رجال اجتهدوا ونجتهد . كنت أرد على الذين لم يفهموا أن البديل الاسلامي لا هو بالسلفي ولا بالحداثي ..ولا بالقديم ولا بالجديد إنه بديل في حجم الحياة كما يشمل كل مكان فهو يستوفي كل الأزمان ولا يعتبر الإنسانية بديلا عن الإنسان.. كنت أرد وأقول لمن انغلق في حدود السلف : ان العمامة لا تصنع الإمامة وأن الدين يمكن ان يمارس به الدجل فوجب الحذر الحذر بالوحي والوعي لا بالهوى والكبر فمن خرج عن الوحي فقد كفر ومن جمد الوحي وزاد على قداسة الله أي نوع من قداسة البشر فكأنه كفر. والحق ان لم يكن مبينا فهو مقدمة وتمهيد للدجل وقلت لهم لا يجوز عندنا أن يتشابه اليوم بالأمس فما بالك القرن بالقرن فلنضاعف اليوم بعدد أيام السنة (365) ثم نضاعفه في المائة لنرى أن السرعة بين قرنين في ديننا كأنها بين كونين كم يلزمها من مراكب الضوء والخيال العلمي والحداثي للالتحاق بها.

للجميع أقول:

نعم سنواصل الدعوة الى الوحي : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و (لا يسخر قوم من قوم) و (أفضل الجهاد كلمة حق عن سلطان جائر) و (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) و (أفشوا السلام بينكم) و(تهادوا تحابوا) و (الدين المعاملة) و(ما آمن ..ما آمن من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم..) و (وأمرهم شورى بينهم) و (الناس شركاء في الماء والكلأ والنار) و (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها) و(آتوهم من مال الله الذي آتاكم) و (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) و (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا) و (اعدلوا هو أقرب للتقوى) و (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) و (من غشنا فليس منا) و (والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان..) و(ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) و (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) و(لعن الله الراشي والمرتشي) و (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) و (الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ..إنه شرع ربنا وعكسه الهوى فهاتوا مراكب الضوء والخيال العلمي والحداثي لتلتحق بأمة قال فيها ربها (وإذا أصابهم البغي هم ينتصرون).

إلى الصغير أولا أحمد:

راوحت في الرد بين ضمير المخاطب (أنت) وضمير الغيبة (هو) وذاك فن ولمسات إعجاز وبيان تعلمتها من القرآن الكريم وهو إعجاز فهمه الشعراء وأبرزهم النابغة أبو العلاء المعري, ومع ذلك أتمنى لك الخير.





رضا بالحاج (أنا لا أخسر معاركي : أتعادل أو أنتصر أو أنتصر....)





منقول عن : مجلة الزيتونة







]

طالب عوض الله 09-06-2011 04:01 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
هل من توجهات لسلطة "الجباية" الفسلطينية غير تحميل الناس تكاليف قمعهم وحماية عدوهم ؟








ذكرت وكالة معا أن "مجلس الوزراء يواصل بحث سبل تعزيز الاعتماد على الموارد الذاتية"، وأنه كرّس اجتماعه الذي عُقد في رام الله أمس لمواصلة البحث في الإجراءات المالية والإدارية الواجب اتخاذها لإحراز تقدم حاسم في اتجاه تخفيض عجز الموازنة، وتقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية.
يبرز هذا الخبر إصرار السلطة ومن يروّج لها على مسيرة التضليل السياسي على مختلف الأصعدة: لقد أعلنت السلطة منذ فترة أنها تعزز نهج "الجباية" من الناس لتأمين مواردها المالية، والواقع المخزي الذي تعيشه هذه السلطة يؤكد أن لا توجّه عندها غير تحميل الناس بنود موازنتها، كلّما قلّت الأموال التي توفرها الجهات المانحة لتنفيذ المشروع الأمريكي في فلسطين.
إن "السلطة" الوهمية التي لا تملك "سلطة" ضخ الماء من الأحواض المائية الجوفية تحت أرض الضفة الغربية حسب الاتفاقيات الخيانية التي وقعتها مع دولة الاحتلال اليهودي، لا تملك خيارات البحث في أية موارد طبيعية. وإن دولة يهود المتغطرسة لن تسمح للكيان الهش باستغلال أية موارد طبيعية حتى ولو كانت ضمن مناطق ومجال هذه السلطة الكرتونية كما حصل في قضية الغاز الطبيعي في غزة، حيث أُعلن عن اكشتافه منذ سنوات، بينما ظلت غزة تعاني مشاكل الطاقة والغاز، ووضعت دولة اليهود يدها على آبار الغاز الطبيعي دون أي اعتبار للسلطة ولا لوجودها.
ولا شك أن الناس قد لمست انعكسات الإجراءات السلطوية التي تتخذها السلطة، بل عاشت مضاعفتها من خلال الواقع الملموس من ضرائب وزيادات في الرسوم الحكومية والفواتير الخدماتية، مما يؤكد أن حكومة ترعاها أمريكا لا يمكن أن تأتي بخير للناس، عدا عن خيانة قضية فلسطين من خلال شرعنة الاحتلال اليهودي، وتنفيذ مشروع الحل الأمريكي.
وإن الإجراءات المالية والإدارية قد توضحت من خلال تصريحات سلطوية سابقة تقضي بتقليص موازنات الصحة والتعليم، مما هي خدمات أساسية لدى الناس في كل بلد، بينما لا مساس لموازنة الأجهزة الأمنية المسلّطة على رقاب الناس والحامية للمستوطنين والتي تطارد كل من تحدّثه نفسه بمقاومة هذا الاحتلال الغاصب.
إن بشاعة ما تسميه رجالات السلطة "المشروع الوطني" تتكشف يوما بعد يوم، حيث يتأكد أنه يقوم على تأسيس سلطة تحت الاحتلال تعفي الاحتلال من مسؤولية تأمين الخدمات للناس الذين يرضخون تحته، بينما تحمي السلطة أمنه وأمن مستوطنيه، وكل ذلك من خلال تحميل الناس تكاليف تشغيل هذه السلطة، وكأنّها مشروع مالي يسيّره فياض بطريقة مشاريع البنك الدولي، حسب خلفيته المهنية.

5/9/2011
www.pal-tahrir.info

طالب عوض الله 09-07-2011 11:01 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
لكل من تقلب وجهه بالسماء لتغيير حقيقي يرضاه


رسالة الإسلام والحتمية التاريخية



د.عبدالعزيز مصطفى كامل

لا تزال سنن الله الكونية القدرية تمضي بحكم الله وحكمتـه في حياة البشر لإخضاع وإقناع الذين لم يسـلموا أو لم يسـتكملوا التسـليم لأحكامه الشـرعية، والأمر كما قال اللـه - عز وجل-: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْـحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت: 53]. قال الشيخ السعدي في معناها ما مؤداه: إن قلتم وشككتم بصحة وحقيقة ما جاء به القرآن، فسيقيم الله لكم ويريكم من آياته في الآفاق والأنفس بياناً لا يقبل الشك أن هذا القرآن حق، وما اشتمل عليه حق.

ولقد رأينا ورأى العالم في العقود والسنوات الأخيرة، بل الشـهور الأخيـرة مـن آيات اللـه في الأنفـس والآفـاق ما يُخضِع كلَّ القلوب لو كانت فيها حياة، ويقنع كل العقول لو كانت فيها بصيرة؛ فكم من أفكار تخالف دين الله صالت وجالت، وجادل العقلاء والحكماء أربابَها في بطلانها، فلم يستجيبوا أو يرجعوا، حتى كشفت حركة التاريخ عن فسادها وزيفها وهشاشة قواعدها وأصولها؟ وكم من قوىً علت في الأرض بالبغي والباطل تأذَّن الله بسقوطها وهلاكها بعد أن تجبَّر أهلها واختالـوا بقوَّتهـم وقالـوا: لن تَبِيد هـذه أبداً، لكنهم سرعان ما خرجوا من دائرة العلو، بل من ذاكرة التاريخ بعد أن ظن الناس أن لن يخرجوا{ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: ٢]. إن انتصار الحق واندحار الباطل سُنة قدرية وحقيقة كونية وحتمية تاريخية. وقد درج المفكرون الغربيون على تسمية قوانين سير التاريخ بـ (فلسفة التاريخ) أو (حتمية التاريخ)، ويقصدون بذلك: أن حركته على المستوى الإنساني (الفردي أو الجماعي) تخضع للتسلسل المنطقي للأسباب التي يؤدي بعضها إلى بعض، وَفْقَ قوانين محددة سلفاً، يقولون هم: إنها قوانين الطبيعية، ونقول نحن: إنها سنن الله الكونية.

إنهم يقولون: إن لذلك التاريخ الإنساني فلسفة، يشير إليها أنه ينقسم إلى دورات حضارية مستقلة؛ فهناك - مثلاً - دورة للتاريخ الفرعوني والقبطي في زمان موسى عليه السلام، ودورة للتـاريخ اليهـودي قبل بعث عيسى عليه السلام، ودورة للتاريخ النصراني بعد بعثته عليه السلام، ثم دورة للتاريخ الإسلامي بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكل دورة فلسفتها وحتمياتها؛ فالأمم الوثنية فلسفتها التاريخية هي مراقبة مسيرتها في الوفاء للطقوس الوثنية، وعدم السماح بانقراض أتباعها أو اندثار آثارها، وفلسفة التاريخ عند اليهود ترصد مسيرة ما يسمى بـ (الشعب المختار/ الأول) منذ عهد التيه، وحتى عهود التمكين ثم التشرد والضعف، تطلعاً إلى عصر السيادة والملك العالمي تحت قيادة مسيح اليهود المنتظر، وفلسفة التاريخ عند النصارى تنظر إلى تطور مسيرة (الشعب المختار / الثاني) وطريقة انتشاره في الأرض، وتأثيره في المسار الإنساني؛ حتى يصل به التاريخ إلى (عهد الخلاص) بعد عودة مسيح النصارى المنتظر الذي يقيم لأتباعه دولة القطب الأوحد والأخير!

أما المسـلمون، فإن حتمية التاريخ عندهم تنتظم تاريخ كل أنصار الحق في كل زمان في مواجهة جنود الباطل في كل زمان ومكان، وهي تختلف عن كل فلسفات التاريخ عند الأمم بأنها ترقب انتصار أهل الحق للحق وبالحق، لا انتصار أهل الدنيا للدنيا، وعلوَّهم في الأرض واستكبارَهم على الناس.

وفلسفة التاريخ هذه (أو حتميته) هي ما يُطلِق عليه القرآن وصف (سنة الله)؛ أي طريقته وعادته - سبحانه - في إجراء تصاريف الزمان ومقاديره، على مقتضى الحكمة الإلهية، كما قال - سبحانه -:{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ}[آل عمران: 137]، وقال:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}[الأحزاب: 38]، وقال:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.[الأحزاب: 62]

إن انتصار الإسلام - وهو دين الرسل جميعاً - سنة إلهية، وبِلُغة القوم: (حتمية تاريخية) ولا مشاحة في الاصطلاح؛ فسنن الله تحكم التاريخ، وتشكِّل حتمياتِه، مهما بدا لقصار النظر أنها تسير بخلاف ما يقوله الله وما يريده. فقد انتصر الرسل جميعاً على أعدائهم، حتى جاء خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ففتح الله له فتحاً مبيناً ونصره نصراً عظيماً على صنوف الأعداء من مشركين وكتابيين ومنافقين، وسجل القرآن الكريم هذه السنة الإلهية و (الحتمية التاريخية) فقال - سبحانه -:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْـمُشْرِكُونَ}[التوبة: ٣٣]، ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حقق الله له النصر على كل من ناوأه، وخُتمَت حياته صلى الله عليه وسلم ببشارة النصر الذي اقترن بفتح القلوب بالتوبة قبل أن يقترن بفتح البلدان بالغزو، فقال - سبحانه -:{إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر: ١ - ٣].

ومثلما وعد الله رسوله بالنصر، وعد أتباعه به ما استقاموا على دينه وسنته، فقال - سبحانه -:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور: ٥٥].

ولقد شهدتْ أحداث التاريخ الإسلامي في عهوده المتوالية، على أن هذه السُّنة الإلهية وتلك الحتمية التاريخية في انتصار الإسلام، هي قدر هذه الأمة على قدر استجابتها واستقامتها؛ فمنذ أن كسر الله بهذه الأمة مُلْك كسرى وقَصَر نفوذ قيصر، توالت انتصارات الأمة في جنبات الأرض الأربع، فلم يستطع التتار قهرها، ولم يتمكن الصليبيون من إخضاعها، وكذلك قاومت العداة من الأوروبيين في العصر الحديث فلم تركع لهم، ولم تخضع لمشاريعهم الاستعمارية التي استهدفت مسخ هويتهم وتبديل شريعتهم، وقد كان آخر عهد القوة الفرنسية العالمية بالمجد بعد اجتياحها لمصر والشام في ما عُرِف بالحملة الفرنسية التي أعقبها سقوط تلك الإمبراطورية بعد عودة نابليون إلى بلاده لمواجهة المصير المحتوم.

وكذلك انتهت عهود القوة العظمى لبريطانيا بعدما قادت ضد مصر ما عُرِف بـ (العدوان الثلاثي) مع فرنسا و (إسرائيل) فبعدها أفل نجم قوة (بريطانيا العظمى) لترثها أمريكا.

وفي عصرنا الراهن - وعلى الرغم من الوهن الذي أصاب الجسد الإسلامي - فإن هذه الأمة بما بقي فيها من الخيرية أحرزت بالإسلام انتصارات كبرى، لم يمنع من إبرازها أوالمفاخرة بها إلا أن أهلها لم يكونوا إلا عصائب متفرقة في الآفاق من المطاردين والمستضعفين، الذين لم يحتف أو يحتفل بهم أحد .

- فمن كان يظن أن الكيان الشيوعي الضخم الذي أراد اكتساح العالم الإسلامي وغيره نظرياً بالماركسية بعد اجتياحه عسكرياً بالجحافل الروسية سيتوقف سيره، بل سينتهي تاريخه على أيادي المسلمين المستضعفين بعد اجتياح الروس لأفغانستان عام 1980م، لتكون نهاية اتحاد الإلحاد على أيديهم، بعد عقد واحد من ذلك الغزو الذي عدَّ الخبراءُ انتصار المجاهدين فيه أحدَ أبرز أسباب تفكُّك ذلك الاتحاد، بل انهيار المعسكر الشيوعي بأكمله!

- ومن كان يصدق أن ذلك الاندحار العسكري الميداني سبقه أو صاحبه انهيار فكري نظري تمثل في سقوط الفكرة الشيوعية الماركسية التي طالما أراد الروس فرضها على بلاد الشرق عامة وبلاد المسلمين خاصة، فكان الإسلام أول من قهر كيانها، فأسقط بذلك فكرتها؟

- ثم من كان يتصور أن تكون أُولَى هزائم القطب الأول والأوحد في العالم بعد سقوط الشيوعية - وهو الولايات المتحدة الأمريكية - ستجيء على أيدي أتباع محمد صلى الله عليه وسلم من المسلمين المستضعفين في كلٍّ من أفغانستان والعراق؟ حيث تتوالى تصريحات الخبراء العسكريين والسياسيين الغربيين بأن ما حصل لأمريكا في أفغانستان وفي العراق لم يسقط هيبة جيوشها فحسب، بل أسقط أحلامها الإمبراطورية في السيادة على العالم لقرن جديد قادم، كما خطط لذلك أصحاب مشروع (القرن الأمريكي)؛ حيث كان ما حصل للجيش الأمريكي على أراضي المسلمين بداية العدِّ التنازلي لانتهاء عصر القوة الأمريكية، الذي بدأ يتطور إلى تراجع أمريكي عام لن يستطع (أوباما) ولا من يأتي بعده علاج مشكلاته ولا حل معضلاته.

- ومن كان يتخيل أنَّ تَضَعْضُعُ القوة المادية لأمريكا، سيتبعه تزلزُلٌ في الجوانب الفكرية النظرية للمنظومة الفكرية الغربية كلها، لا الأمريكية فحسب؟ وذلك بظهور عوار النظرية الرأسمالية في المجال الاقتصادي؛ حيث أظهرت أزمات السنوات الأخيرة الاقتصادية أن المذهب الرأسمالي في الاقتصاد قد قاد أمريكا والعالم من ورائها إلى كوارث اقتصادية برزت عام 2006م في صورة أزمة مالية عالمية، لم تكد أمريكا تتعافى منها حتى أوشكت على الدخول في أشد منها، بسبب الأزمة الجديدة الطاحنة (أزمة الديون) التي قد تهـدد الاقتصـاد العـالمي الرأسمالي القائم على الربا، بأزمات لا يعلم إلا الله إلى أي شيء ستنتهي.

لقد كان سقوط النظرية الرأسمالية بعد النظرية الشيوعية في المجال الاقتصادي انتصاراً منهجياً للإسلام الذي طالما نظَّم منظِّروه المناظرات في نقد الفكرتين العَلمانيتين، وأظهروا مناقضتهما للمصلحة البشرية والفطرة السوية. وقد بدأ العالم اليوم في البحث عن نظام عالمي اقتصادي جديد يجنِّبه الأزمات والكوارث التي جرَّها عليه الشيوعيون والرأسماليون، ولو كان لأهل الإسلام كيان ممكن يتحدث باسمه لما ترددت الشعوب في قبول النظام الإسلامي الاقتصادي الذي كثر الحديث مؤخراً حوله في المنتديات الاقتصادية العالمية بعد إفلاس النظرية الرأسمالية.

الثورات العربية:

انتصارات جديدة في جولات جديدة:

كشفت الثورات العربية الأخيرة عن أن المستقبل للإسلام في أراضيه، وأبانت أنه لا بقاء في أرض الإسلام لنظام لا يحترم الإسلامَ وكرامةَ أهل الإسلام، وأظهرت أن الأمة قد أعادت، أو هي في سـبيل استعادة اكتشاف ذاتها بالعـودة إلى هويتهـا وعقيدتهـا، ولا شك أن الإسلام بذلك يسجل انتصارات جديدة تتوالى مظاهرها:

• لقد انتصر الإسلام عندما انتفضت شعوبه في عدد من البلدان وليس لها معقل تخرج منه وتفيء إليه إلا المساجد التي عادت لها مكانتها بعد طول غياب.

• وانتصر الإسلام عندما اتخذت الشعوب المنتفضة من يوم الجمعة موعداً تتقرر فيه وتتكرر وقفات المطالبات السلمية بالعدالة والحرية في ظل الحياة الإسلامية، بعد اصطفاف المنتفضين جميعاً يصلون؛ حتى أولئك الذين لم يكونوا يصلون!

• وانتصر الإسلام عندما تساقط الطغاة، واحداً تلو الآخر، من الناحية الواقعية أو الحكمية؛ فحتى الذين لا يزالون يقاومون السقوط من الطغاة بأشد الأساليب سقوطاً، قد سقطوا من أعين شعوبهم لانكشاف خيانتهم لدنيا الناس ودينهم.

• وانتصر الإسلام عندما أذن الله للذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، أن تنفتح أمامهم سبل العودة للديار بعد طول انتظار، ويُطرَد أعداؤهم ويخرجون منها مدحورين أو يدخلون السجون صاغرين، وتتبدل الأحوال فيأمن الخائفون، ويخاف الآمنون، ويقوى المستضعفون ويضعف المتجبرون.

• وانتصر الإسلام عندما فتحت بل كُسرَت الأبواب المؤصدة أمام الدعوة والدعاة في كثير من بلدان الشعوب المنتفضة، وصدع الدعاة (آمنين) بكلمة الحق والتوحيد، وعادت منابر المساجد وأعمدة الصحف وشاشات القنوات متاحة مفتوحة على مصاريعها أمام كل صادع بالحق، ناطق بالصدق.

• وانتصر الإسلام عندما انكشف عُوار الطابور الخامس من المنافقين الخائنين للدين، الذين كانوا يختالون ويحتالون فيحتلون مناصبَ (الأمن) فيحيلونه خوفاً وإرهاباً، ومنابرَ الإعلام فيجعلونها إفساداً وخراباً، وكراسيَّ الفكر والثقافة فيشيعون منها الانحرافات والضلالات.

• وانتصر الإسلام عندما رأى المستضعفون أعداءهم الطغاة في بعض البلدان، يحلُّون مكانهم في غيابات السجون وأقبية الزنازين، مع فارق أن المظلومين كان الله معهم، أما الظالمون فليس معهم أحد إلا من كانوا لهم حُراساً وحجَّاباً وخدماً من عسكر الطغيان.

• وانتصر الإسلام عندما عادت قضية تحكيم الشريعة إلى الصدارة، وعندما ظهرت الحقيقة المغيَّبة التي طالما أخفاها العلمانيون في الداخل، وتواطأ على تزييفها وتزويرها أعداء الإسلام في الخارج، وهي أن الشعوب المسلمة لا ترضى بغير الله رباً والإسلام ديناً ومحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وشريعة الإسلام أصل في التشريع تنص عليه الدساتير.

• وانتصر الإسلام عندما تبيَّن للعالم أن الجيل الجديد من شباب الأمة الذي خطط أولياء الشيطان لشيطنته ومسخ عقيدته، ومسح شخصيته، لم يُمسَخ ولم تُمسَح هويته، ولم تصادَر رجولته، على الرغم من إفساد الشياطين، فكان طليعة الثائرين لكرامة الأمة والمطالبين باستعادة عزتها، صامدين في ميادين التحدي الأرقى والأنقى على مستوى الثورات في العالم.

• وانتصر الإسلام عندما ظهرت ثمرة جهود أجيال من الدعاة والعلماء والمفكرين من كافة الجماعات في توعية عموم الأمة، فصارت غالبية الناس تميِّز بين الغث والسمين من القول، وبين العدو والصديق من الناس، وبين النافع والضار من الأفكار والنظريات والنشاطات.

• وانتصر الإسلام عندما نتج عن كل ما سبق أن الأمة لم تعد عندها (قابلية للاستعمار)، ولا استعداد للخنوع لعدو (خارجي أو داخلي) ولا قبول للخداع تحت الشعارات البراقة المستوردة من الخارج أو المصنعة في الداخل؛ فالأمناء فقط هم أهل الثقة، وأهل الخبرة هم أهل القبول.

• وانتصر الإسلام عندما أدرك العوام والخواص من الناس أن النصر من عند الله وحدَه، مهما ضعف أصحاب الحق وتجبَّر أهل الباطل، وقد ظهر لهم ذلك جلياً، مما بدا من آثار إصرار الثوار وهم في غالبيتهـم عـزلٌ مسـالمون، ومـع ذلك أطاحـوا، ولا يزالون يطيحون بالعروش دون جحافلَ أو جيوش.

وظهرت للناس آية من آيات الله؛ حيث ألقى الرعب والخذلان في قلوب المتكبرين على الرغم من كثرة عددهم وعدتهم، وثبَّت المستضعفين العزل وقوَّاهم وأيدهم على الرغم من ضعفهم وقلة إماكانتهم.

إن انتصارات الماضي والحاضر، موصولة بانتصارات المستقبل التي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل؛ عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر». وهكذا يثبت الزمان ما نطق به القرآن؛ فسبحان من صَدَقَ وعده، ونَصَرَ عبده وهزم الأحزاب وحده:{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}[القصص: ٥ - ٦].

المصريون 13-08-2011م
منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله 09-08-2011 09:15 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
(اللواء) تفتح ملفي حزب التحرير والسلفية الجهادية


∎ التحريريون والسلفيون.. أين يلتقون وأين يختلفون؟

حزب التحريــر و«السلــــــفيـــة الجهــاديــــة».. وحدة وصراع أضداد.. أم الخلف حـــــينمــا يعيــد إنتاج تراث السلف؟

∎ التحريريون لا يؤمنون بالعنف والسلفيون الجهاديون يؤمنون بتجريف الأرض
∎ دولة الخلافة لا دينية ولا علمانية بل بشرية تحكم بشرع الله

∎ اللواء- محمد أبو عريضه
هما تنظيمان محظوران بموجب قانون الأحزاب، هما لم يتقدما للحصول على ترخيص للعمل بالنور، والحكومةموضوعياً لن تمنحهما فرصة العمل فوق الأرض، ما داما غير ملتزمين باشتراطات قانون الأحزاب ومعاييرالعمل الحزبي في الأردن كما تريدها الحكومة، اعضاؤهما لا ينكران انتماءاتهم خاصة أعضاء حزب التحرير فهم يعتبرون إنكار انتمائهم إلى الحزب نوعا من الكذب وهذا حرام وفقا لأدبياتهم، واما أعضاء السلفية الجهاديةفهم يتصرفون وفقا للواقع واستنادا إلى ظروف كل واحد منهم الخاصة، فترى الواحد منهم يجتهد حسب واقعالحال وذلك لأسباب موضوعية خاصة بالتنظيم ذاته لجهة غياب المرجعيات التنظيمية، فأعضاء السلفية الجهاديةيستقون خياراتهم من وهج الفكرة وليس من هيكلية تنظيمية يعودون إليها ويحتكمون إلى قراراتها.
يتفقان في أوجه عديدة، ولكن ما يختلفان عليه يفرق بينهما فرقة لا مناص للمهتمين من وضعها نصب أعينهموهم يحاولون الفهم ويحللون واقع حزب التحرير وتنظيم السلفية الجهادية، يتفق الاثنان على أهمية بل ضرورة عودة دولة الخلافة الإسلامية ويعتبران عام 1924 (وهو عام سقوط دولة الخلافة وتحول تركيا إلى العلمانية) عام نكسة للأمة الإسلامية فهما يؤرخان كما يلي (ما قبل سقوط الخلافة وما بعد السقوط)، يتفقان على
مرجعية ايدلوجية واحدة هي الكتاب والسنة - القرآن الكريم وسنة محمد -ويتفقان أيضاً على نقض القوانين الوضعية كما يطلقون عليها وهي منظومة التشريعات التي وضعها البشر ولا تستند إلى احكام شرعية ويتفقون كذلك على معاداة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وقبل ذلك كانا يتفقان على معاداة الاتحاد السوفييتي بوصفه كان دولة الحاد وكفر.
يختلف حزب التحرير والسلفية الجهادية في أكثر من منحى ففي داخل ما يتفقان عليه وهو ضرورة عودة دولة الخلافة يختلفان على المنهجيات والسبل للوصول إلى هذا الهدف، فحزب التحرير لا يؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير والوصول إلى دولة الخلافة، فيما لا يرى بعض منظري السلفية الجهادية ضيرا من استخدام العنف لتجريف الأرض من كل الشرور والموبقات امامهم ليعيدوا المجد إلى الأمة عبر دولة الخلافة الإسلامية، لحزب
التحرير وجهة نظر مكتوبة في أدق تفاصيل الحياة كما يقول الناطق الرسمي باسمها ممدوح قطيشات مستنداً في ذلك إلى الشريعة الإسلامية والاجتهاد والقياس، بينما لم يصل منظرو السلفية الجهادية بعد إلى اجتهادات في تفاصيل الحياة مستندين في ذلك إلى ثنائيتهم الايدلوجية (التوحيد والجهاد) حسب ما جاء في رسالة ماجستير للطالب الباحث نعيم عثمان يوسف يامين، التي حصل بموجبها على درجة الماجستير من قسم
التاريخ بكلية آداب جامعة اليرموك، كما ان حزب التحرير يؤمن بمبدا التراكم لتحقيق اهدافه بينما ترى السلفية الجهادية في مبدأ الانقلابية ولو وبالعنف طريقا لتحقيق أهدافها، وأخيرا فانهما يتفقان على مناهضة جماعة الإخوان المسلمين بوصف الجماعة تدّعي تمثيل الفكر الإسلامي والإخوان من هذا كما يقولون براء.

حزب التحرير تاريخيا
أسس حزب التحرير القاضي الشيخ تقي الدين النبهاني عام 1953، والنبهاني كما يقول قطيشات عالم ازهري من قرية اجزم بفلسطين، وينتمي إلى بيت علم في الدين والشريعة، فجده كان يعد من العلماء الهامين في عصره، بدأ حياته مدرسا في مدارس فلسطين وأصبح قاضياً في المحاكم الشرعية ولكنه حينما أسس الحزب استقال من عمله حتى لا يكون سيفا مسلطا عليه حينما يختلف مع الحكومة، ومن الأعضاء المؤسسين عبد العزيز الخياط وعز الدين الخطيب التميمي اللذان تركا الحزب وتبوءا مناصب حكومية مرموقة، ومن
أعضائه السابقين من الشخصيات العامة وفقا لقطيشات عدنان أبو عودة وعبد الهادي المجالي حسب ما يقول المجالي، ومن المؤسسين الذين ظلوا ملتزمين بفكر الحزب الشيخ احمد الداعور الذي أصبح نائبا في مجلس النواب بالخمسينات وعبد القديم زلوم الذي أصبح اميرا للحزب قبل استلام عطا أبو الرشتة الأمير الحالي للحزب.
فكر الحزبالفكرة الرئيسية للحزب التي بتبناها الأعضاء ويعملون على تحقيقها هي استئناف
الحياة الإسلامية عبر العودة لدولة الخلافة، فبهذه العودة يصبح الإسلام هو الناظم لشؤون الناس في مختلف المجالات داخل دولة الخلافة، ومع الخارج في الدول غير الإسلامية ويقول قطيشات: على الخليفة ان يحكم بكتاب الله وسنة نبيه وان يحمل الإسلام إلى العالم اجمع بالدعوة والجهاد.
يستند حزب التحرير في دعوته إلى العودة إلى دولة الخلافة الإسلامية إلى نصوص شرعية فحسب قطيشات: نحن نقول ما يقوله الله سبحانه وتعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ» سورة الذاريات51 وقد حدد الله سبحانه وتعالى ان الإسلام هو الحكم بين المسلمين ففيه كل الأحكام التي ترعى شؤونهم وفقا لكتاب الله وسنة رسوله وما ارشد إليه من اجماع الصحابة والقياس فقد قال تعالى: « فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا »سورة النساء4. وقول الحق: « مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ »سورة الأنعام6 وقول الله وهو يحذر رسول الله : « وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ »سورة المائدة5 وهنا يجب الانتباه حسب قطيشات إلى ان الله يحذر رسول الله من الخلق من ان يفتنه البعض عن بعض احكام الإسلام.

دولة بشرية
لا دينية ولا علمانية، فحسب حزب التحرير فإن دولة الخلافة الإسلامية ليست دولة دينية فهذه نتاج الغرب ففي الغرب برزت الكهنوتية التي جعلت من رجال الدين معصومين عن الخطأ ولا يُسألون عما يفعلون، ولا هي دولة علمانية أو مدنية لأن الدولة العلمانية أو المدنية تستند إلى قوانين وأحكام وضعها البشر من دون الأحكام التي انزلها الله سبحانه وتعالى واما دولة الخلافة الإسلامية فهي دولة بشرية تحكم
الناس بشرع الله واحكامه، والحاكم فيها وهو الخليفة ليس معصوما وليس خليفة الله في الأرض بل خليفة رسوله فالعصمة للانبياء فقط واما الخلفاء فقد علَّم الرسول صحابته كيف يجوز ان يخطئ الخلفاء أو القضاة حينما قال: ( لا تنازعوا الأمر أهله حتى تروا كفرا بواحا) وهذا يعني انه لا يمكن لهؤلاء ان يأتوا ما يثبت انهم غير معصومين، لذا يجب محاسبتهم، كما ان مبدأ الشورى في الإسلام ينفي
فكرة عصمة الخلفاء، إضافة إلى كل ذلك ان الإسلام اوجد أسبابا لعزل الخلفاء ما
يؤكد انهم ليسو معصومين.

شروط الانعقاد وشروط العزل
يشترط في الخليفة حسب ادبيات حزب التحرير ان يكون مسلما عاقلا بالغا راشدا ذكرا وعدلا وحرا، وهناك شروط أخرى يطلق عليها الحزب شروط الافضلية أي يمكن الأخذ بها أو تركها ولكنها يمكن ان تكون حاسمة في حالة وجود مفاضلة بين مرشحين اثنين للخلافة أو أكثر ففي حالة تساوى المرشحون في الشروط السبعة السابقة يمكن تفضيل أحدهم ااذا ما توفرت فيه شروط الافضلية التي تتمثل في ان يكون المرشح عالما
مجتهدا وشجاعاً وصاحب رأي وقرشيا أي من قريش.

ويعزل الخليفة في حالتين أولهما ان يخرج عن الخلافة في ثلاثة أمور:

1. الارتداد عن الإسلام.
2. ان يصاب الخليفة بالجنون المطبق.
3. ان يصبح مأسوراً بيد عدو ظاهر لا يستطيع الخلاص منه.

وثاني الحالتين ان تتغير حال الخليفة من غير خروجه عن الخلافة وذلك في الحالات التالية:

1. ان تجرح عدالته فيصبح ظاهر الفسق
2. ان يجن جنونا غير مطبق
3. أن يتحول إلى انثى أو خنثى
4. القهر الذي يجعله عاجزا عن التصرف بمصالح المسلمين برأيه وفق الشرع، كأن يتسلط
عليه فرد من أفراد حاشيته أو كأن يقع تحت تأثير نفوذ دولة أو تسلط عدو.
في الحالة الأولى يعزل الخليفة حتى لو لم تصدر محكمة المظالم حكما بعزله وفي هذه الحالة وجب عدم طاعته على الإطلاق، وأما في الثانية فتبقى طاعته واجبة إلى حين إصدار محكمة المظالم حكما بعزله، ومحكمة المظالم حسب حزب التحرير هي محكمة تتأسس للبت في شؤون الخلافة فقط ويعين الخليفة قضاتها ولكنه لا يملك الحق في عزلهم.

آلية اختيار الخليفة
حزب التحرير يرى انه يحق لأي مسلم ان يصبح خليفة على ان تتوفر فيه شروط الانعقاد، وأما طريقة اختيار الخليفة فهي آلية بشرية أيدها رسول الله حينما قال لوفد الانصار قبل الهجرة: (انتخبوا من بينكم أحد عشر نقيبا) كما ان الرسول حدد الآلية بالانتخاب حينما اختار قادة لمعركة مؤتة ثلاثة، وأشار عليهم في حالة استشهاد الثلاثة بقوله (اصطلحوا على رجل من بينكم) أي اختاروا احدكم فاختار
المقاتلون خالد بن الوليد، إضافة إلى ان الشرع الإسلامي اعتبر الأمور الإدارية من الأمور المباحات يمكن العودة فيها إلى علم الإدارة من دون حرج كونها لا تتعلق بوجهة نظر في الحياة، تماما كما يتم استخدام الإنتاج البشري في الطب والهندسة وغيرها.

الديموقراطية
الخلط لدى المسلمين بين الانتخاب والديموقراطية هو لب المعضلة حسب قطيشات فهناك من صور عن سبق اصرار بأن آلية الانتخاب هي الديمقراطية بهدف تضليل المسلمين وتصوير الديمقراطية بوصفها العملية الانتخابية لإخفاء حقيقتها، فالديمقراطية حسبه تتناقض مع الإسلام قولا واحدا فهي بكل بساطة كما عرفها أهلها ومبتكروها حكم الشعب للشعب وهذا مفهوم ينسف فكرة العبودية لله وينسف مفهوم القاعدة الشرعية الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي)، وأما الانتخابات فقد تكون موجودة عند الإنسان
فطريا.

مجلس الأمة
حزب التحرير يؤيد وجود مجلس للأمة منتخب، ولكنه ليس مجلسا للتشريع بوصف التشريع محكوم بنصوص الكتاب والسنة، وليس أحكاما وضعية من البشر، وأما دور مجلس الأمة فيقتصر على الشورى والاستشارات غير الملزمة فيمكن للخليفة ان يأخذ بها أو لا يأخذ بها وأما في الأمور الفنية فالرأي في هذه الحالات شبه ملزم.

التغيير
طريقة التغيير حسب حزب التحرير هي طريقة رسول الله وهي الطريقة الشرعية التي لا يوجد بها على الإطلاق مكان للعنف أو العمل المادي ولهذه الآلية ثلاث مراحل:

1. التثقيف بعقيدة الإسلام حتى تنصهر الكتلة الحزبية مع العقيدة.
2. مرحلة التفاعل مع المجتمع من خلال طرح افكار الإسلام ونقد افكار الكفر حتى
يصبح الإسلام مطلباً عند الناس.
3. مرحلة استلام الحكم، وتكون من خلال الأمة في حالة امتلاكها سلطانها ولا شك ان
الحزب يطلب من الأمة نصرته والحزب يعتبر القوى والفعاليات السياسية والجيش جزءاً
من الأمة.

الجهاد
حزب التحرير يعتبر العمل المادي لقيام الدولة الإسلامية عملاً ليس من الإسلام، ولكن هذا الأمر لا ينسحب على الجهاد كونه فرض عين، فمطلوب من المسلمين الدفاع عن دينهم وبلادهم ان تعرضوا لغزو أو ابتلاء، والحزب لا يحول بين شبابه بوصفهم مسلمين وبين الجهاد عن بلادهم ان داهمها غزو أو احتلال، ولأفراد الحزب ان يقاتلوا عبر القيام بواجبهم الشرعي بالدفاع عن بلادهم وأعراضهم، فهم هنا يقومون بتنفيذ حكم
شرعي ليس له علاقة بإقامة الدولة الإسلامية.

الربيع العربي
حزب التحرير حسب قطيشات يعتقد ان ما يجري في العالم العربي من حراك احتجاجي هو محاولة من المسلمين لاستعادة سلطانهم الذي سيمكنهم من امتلاك ارادتهم السياسية وتخلصهم من التبعية للغرب الكافر المستعمر وتخلصهم من اشكال الفساد والظلم والقهر، ولكنه يطالب الأمة بالتمحيص جيدا في الخيارات المطروحة الآن، بأن تضعها في ميزان الشريعة الإسلامية فترفض ما ترفضه وتسعى جاهدة وراء ما تؤكده الشريعة.
حزب التحرير قام خلال هذا العام بعدة فعاليات على الساحة الأردنية كان أولها الاعتصام في ساحة مسجد الجامعة الأردنية الذي رفع فيه شعار (الأمة تريد خلافة إسلامية)، كما قام بتنظيم اعتصام امام السفارة السورية تحت عنوان (نصرة لحرائر الشام)، كما قام الحزب بوقفة احتجاجية نسائية امام القنصلية الروسية تنديدا
بممارسة أجهزة القمع الروسية بأبشع صور القمع والإذلال للمسلمين ونسائهم في المعتقلات والسجون الروسية، كما قام الحزب بمسيرة في مدينة الرمثا نصرة لاهل الشام شارك فيها اعداد غفيرة حسب قطيشات ولكن مجموعة من الزعران قاموا برشق المشاركين في المسيرة بالحجارة وضربهم بالمفكات والهراوات امام أعين رجال الأمن، كما قام الحزب بعقد مؤتمر في مجمع النقابات المهنية بمناسبة مرور 90 عاما على هدم دولة الخلافة، وكان تحت عنوان (الثورات العربية اسبابها ونتائجها، وخيارات المستقبل) وكان الحضور في المؤتمر مميزا بشهادة إدارة المجمع ومندوبي وسائل الاعلامم الحاضرين.
حزب التحرير لا يشارك أحداً في فعالياته ولا يُنتظر ان يفعل ذلك في المستقبل لأن له طريقته وشعاراته وأهدافه المنضبطة بالاحكام الشرعية الخاصة، فالحزب لا يرغب ولا يقبل ان يدخل على الاحكام الشرعية شائبة من أي كان بغض النظر عن شدة احترام الحزب لهذه الجهة أو الشخصية أو تلك والحزب لا يؤيد فكرة الإصلاح لأنه مع التغيير، فالإصلاح يعني من وجهة نظر الحزب الرضى عن الشيء مع السعي لترميمه وأما التغيير فهو عدم الرضى عن الشيء ما يعني ضرورة تغييره، وهنا يؤكد قطيشات انه لا يصلح للأمة إلا ما ارتضاه لها الله سبحانه وتعالى فحسبه حينما تكون سكة الحديد تتجه إلى الهاوية، فتغيير قائد القطار لا يغير من الواقع شيء، لأن أي قائد للقطار مهما تكون شخصيته وصفاته فانه غير قادر على منع القطار من التوجه إلى الهاوية لأن السكة لاتؤدي إلا إلى الهاوية، بمعنى ان المطلوب هو تغيير السكة وليس تغيير قائد القطار أو تحسين وضع القاطرات، ولا ضير لدى حزب التحرير حسب قطيشات ان يسير في مراحله الثلاث سابقة الذكر مرحلة التثقيف ومرحلة التفاعل مع المجتمع ومرحلة استلام الحكم على التوازي، بأن يظهر فيه الصراع الفكري ضد الأفكار الدخيلة على الإسلام ليحل محلها افكار الإسلام، وان يكافح الحزب كفاحا سياسيا في نفس الوقت ليبين مؤامرات دول الكفر على المسلمين، ويكشف عملاءها من الحكام، والامة الإسلامية هذه الأيام تعيش حالة صراع فكري كبرى وعليها ان تمحص في كل ما هو مطروح من خيارات، فحسب قطيشات فإن أمريكا ودول الكفر لن تأل جهدا للالتفاف على الثورات العربية لتجييرها لصالحها.

رأي التحرير في الآخرين
يقول قطيشات ان الجميع في الحركات الإسلامية إخوان لحزب التحرير، ويربط الحزب بهم رابط العقيدة الإسلامية وهي رابطة مقدسة، ولكن للحزب ملاحظاته على الآخرين مثل تكفير المجتمع فالحزب لا يكفر الناس وإنما يقول الحزب ان المجتمع مجتمع إسلامي أو غير إسلامي، والمجتمع حسب قطيشات عبارة عن الناس والعلاقات بينهم وبين غيرهم ومجموعة الأنظمة، والمجتمع الإسلامي هو المجتمع الذي يحكم أهله باحكام الإسلام حتى لو كان جل أهله من غير المسلمين، والمجتمع غير الإسلامي هو المجتمع الذي يحكم أهله بغير الاحكام الإسلامية حتى لو كان جل أهله مسلمين، فالحكم على المجتمع ليس حكما على افراده الذين يعيشون فيه بل على النظام الاجتماعي الذي يتبعه المجتمع.
حزب التحرير حسب قطيشات ضد فكرة الإسلام المفتوح مثل حزب العدالة والتنمية في تركيا ففي هذا الخيار ابتعاد عن الاحكام الشرعية وعن الأصول الصحيحة للدولة الإسلامية، كما ان شعار (الإسلام هو الحل) هو شعار عاطفي لا يسمن ولا يغني من جوع.

الحزب من الداخل
الحزب في كل العالم ينضوي الآن تحت إمارة أمير الحزب عطا أبو الرشتة وفكر الحزب يجمع الجميع تحت رايته، لا يوجد صقور وحمائم بل متبنيات، كل من هو عضو في الحزب حسب قطيشات يتبناها ولا يخرج عنها، فتجد الشاب في حزب التحرير في أمريكا أو في روسيا أو في الأردن أو في سوريا يتكلم بنفس الفكر من دون زيادة أو نقصان ولكن فكر الحزب ليس قرآنا كريما بل هو فكر يستند إلى الشريعة الإسلامية، ولكن يمكن مراجعته مثله مثل كل الأفكار، واما آلية اتخاذ القرار داخل الحزب واضحة فالقرارات تصدر عن الأمير فقط بغض النظر عن آلية صناعتها لأنها منضبطة بالأحكام الشرعية، وأعضاء الحزب يؤمنون بقضاء الله وقدره والسجن بالنسبة لهم من القضاء والقدر.

اللواء الأردنية

http://www.al-liwa.com/News.aspx?id=92841&sid=3
منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله 09-09-2011 11:17 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
سم الله الرحمن الرحيم
مذكرة نصيحة للأزهر الشريف
بخصوص “وثيقة الأزهر”

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) أخرجه مسلم.

الأخ الكريم/ فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر،
الأخوة الكرام/ علماء الأزهر الأفاضل،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد،

فقد نشرت مختلف الصحف الصادرة في مصر وثيقة الأزهر الشريف، وسارعت في تأييدها الأحزاب الليبرالية والديمقراطية قبل غيرها من مختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها، وما صاحبها من ردود أفعال من مختلف القطاعات بأن وثيقة الأزهر تؤسس لمدنية الدولة.

ولأن حزب التحرير من الأمة ويعمل معها وفيها، ويمارس العمل السياسي باعتباره تكليفا شرعيا، ولأننا وجدنا في تلك الوثيقة ما يخالف الإسلام ويغضب الله سبحانه وتعالى من تأييدكم ودعمكم لتأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، وتأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، وهذا ما لم يشهده الناس من الأزهر الشريف حتى في عهد النظام البائد، لذا كان لزاما علينا إبراءً لذمتنا عند الله سبحانه وتعالى أن نتوجه إليكم بهذه المذكرة ناصحين، وداعين الله أن يشرح صدوركم ويفتح عليكم وبكم فتفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، وكلنا أمل أن تتدبروها، فالأمر عظيم، ونوجزها بما يلي:

1. إن الدولة الشرعية للمسلمين هي دولة الخلافة شكلا واسماً ونظام حكم، ولم يعرف المسلمون غيرها منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن هدمها الاستعمار الغربي الكافر في اسطنبول على يد مصطفى كمال أتاتورك سنة 1924م. والخلافة وحدها هي التي يجب أن يُعاد إيجادها لتَستأنِف الحياة الإسلامية وتظلّ المسلمين وغير المسلمين بعدلها ورعايتها، والتي لن تحل مشاكل مصر فحسب بل العالم أجمع. وإن المنهج الذي لا زال يُدَرّس للمعاهد الثانوية الأزهرية ينص على وجوب الخلافة ووجوب نصب إمامٍ عدْل. قال صلى الله عليه وسلم “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت”.

2. إن الديمقراطية كلمة غربية، عقيدتها فصل الدين عن الدولة، وهي نظام الحكم في المبدأ الرأسمالي، وتعني حكم الشعب للشعب وبتشريع الشعب، فهو مصدره كله البشر ولا علاقة له بوحي أو دين، فالديمقراطية -التي سوقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين- هي نظام كفر لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضا كليا في الكليات والجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها، والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها. لذلك يحرم أخذُها أو تطبيقهَا أو الدعوةُ اليها. ونضع بين أيديكم كتيبا عن الديمقراطية يبين تفاصيل ذلك.

3. إن الدستور القائم على هذه الديمقراطية هو أساس الدولة المدنية العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، وهذا واضح في القوانين ومواد الدستور التي كان عليها النظام البائد ويسير بموجبها المجلس الأعلى للقوات المسلحة حاليا، فانظر مثلا إلى قانون الأحزاب السياسية مرسوم بقانون رقم 12 لسنة 2011 الذي عدّله هذا المجلس ومنها استبدال المادة رقم 4 من القانون رقم 40 لسنة 1977 الخاص بنظام الأحزاب السياسية بمواد جديدة منها “ثالثا- عدم قيام الحزب في مبادئه أو برامجه أو مباشرة نشاطه أو في اختيار قيادته أو أعضائه على أساس ديني،..” والمتتبع لتفاصيل هذه القوانين وموادّها يجد أنّها تكريس للنظام الديمقراطي الذي يفصل الدين عن السياسة أكثر مما كان عليه النظام السابق. ومثلا مرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 مادة 267 “من واقع أنثى بغير رضاها يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد “...! أي كأن الجريمة هي إن واقعها بغير رضاها!!! أترضون ذلك أيّها الصرح العلميّ العظيم؟!! أليست هذه هي الديمقراطية التي يريدها الغرب لنا؟! إن هذا يعني صراحة إقصاء الإسلام عن الحكم كليا، فكيف يدعم الأزهر بوثيقته هذه الأسس وتلك الدولة المدنية الديمقراطية والله سبحانه وتعالى يقول (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم). إنّنا نضع بين أيديكم دستورا إسلاميا كاملا مفصلا وكل مادة فيه متبوعة بأسبابها الموجبة (أدلتها) وهو قابل للتطبيق فورا.

4. اما تأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، فإن ذلك اعتراف صريح من الأزهر الشريف الذي تمثلونه “بإسرائيل” وإقامة علاقات معها وتزويدها بالغاز الطبيعي وهي تحتل المسجد الأقصى وما حوله من أرض إسلامية مباركة وجب تحريرها. وهذا الالتزام أيضا يعني القبول بكل قرارات الأمم المتحدة وهيئاتها الجائرة بحق المسلمين في شتى أنحاء العالم، وخصوصا قرارات مجلس الأمن التي تتحكم بها أمريكا والدول الكبرى.

5. إن الشرعية الوحيدة التي يجب الالتزام بها والرجوع إليها وتطبيقها هي شرع الله، ويحرم علينا أن نلتزم أو نتحاكم أو نرجع إلى الشرعية الدولية وقراراتها التي ما فتئت تحارب الإسلام جهارا ليل نهار. (أفحكم الجاهلية يبغون).

6. لقد ضَحّى أبناءُ مصر بدمائهم وصنعوا ثورة ليسقطوا النظام البائد الذي عاث في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل، ويغيروه من جذوره بأشخاصه وشكله واسمه ودستوره وأحكامه وقوانينه، ليعيد الأمن والعدل والعزّة والعيش الكريم لأهل الكنانة جميعهم كما كانت أيام دولة الخلافة الراشدة الأولى، لا أن يُستبدل بنظام مثله يقوم على أساس ديمقراطي علماني رأسمالي يفصل الدين عن الدولة، يُبقي على المضمون ويغير الشكل والأسلوب، ويسبح بحمد أمريكا التي أذاقتنا وربيبتها دولة يهود الظلم والذل والفقر والهوان.

وعليه فإنه وجب عليكم الرجوع عن ذلك وإلغاء تلك الوثيقة لما فيها من تضليل للناس الذين ينظرون بثقة إلى الأزهر وعلمائه، ذلك الصرح العلمي العظيم، فالعلماء ورثة الأنبياء، وأنتم لا تخفى عليكم جميع الأحكام الشرعية وأدلتها لما سبق. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تطلبون من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعلان دولة الخلافة الراشدة الثانية، فتفوزوا وهُمْ بخيري الدنيا والآخرة، فالقادة يذهبون ويأتون، والجنة والنار باقيتان، ووعد الله بالنّصر والتمكين مضمون. وليعزّنّ الله هذا الدين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

(يا أيُّها الّذين ءامَنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمرِ مِنكمْ فإنْ تنازَعتمْ في شيءٍ فردّوهُ إلى اللهِ والرسولِ إنْ كُنتمْ تُؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ ذلكَ خيرٌ وأحسنُ تأويلاً)

اللهم إنّا قد بلّغنا الّلهم فاشهد
الثاني من شعبان 1432 هـ

حزب التحرير
الموافق
2011/07/03م

ولاية مصر

طالب عوض الله 09-09-2011 07:13 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 


حزب التحرير-فلسطين يستنكر مداهمة السلطة لجامعة النجاح واعتقالها لثلاثة من شبابه




ذكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أن جهاز الأمن الوقائي قام صباح الاربعاء 7/9/2011 باعتقال ثلاثة من شباب كتلة الوعي (الإطار الطلابي لحزب التحرير) في جامعة النجاح بنابلس. حصل ذلك بعدما أوشك الطلبة على الانتهاء من توزيع بيان ترحيبي على طلاب في كلية هشام حجاوي التكنولوجية، أحد كليات جامعة النجاح.
وقد حمل بيان كتلة الوعي عنوان: " النظرة إلى التعليم يجب أن تكون جزءاً من النظرة الشاملة إلى الحياة"، رحبت فيه الكتلة بالطلاب في العام الدراسي الجديد، ودعتهم إلى دوام التذكر بأنهم جزء من أمة الإسلام العظيمة وأنّ عليهم واجباً عظيماً لإنقاذ أمتهم مما هي فيه من ويلات كبيرة، وأنّ الطريق لذلك يكون بالإسلام في ظل دولة الإسلام، ودعتهم إلى مشاركتها العمل لإعادة عزة الإسلام والمسلمين وتحرير فلسطين بجحافل جيوش دولة الخلافة الراشدة التي وصل تشييد بنيانها إلى مراحله الأخيرة. بحسب تعبير البيان.
وأفاد المكتب أن "أفراداً من جهاز الأمن الوقائي قاموا بمداهمة الجامعة دونما اكتراث بحصانة الجامعة وأجواء التعليم، واختطفوا ثلاثة من الطلاب الذين وزعوا البيان، ومن ثم اقتادوهم بالقوة إلى مقر الجهاز. وبعد أن تدخل رئيس الجامعة وأوضح للأمن الوقائي بأنّ توزيع البيان كان بتنسيق مع الجامعة وطالبهم بالإفراج عن الطلاب، تم الإفراج عنهم في وقت لاحق".
ورأى المكتب الإعلامي "أن هذه الحادثة تدل على العنجهية والهمجية التي تتصرف بها السلطة مع أبناء المسلمين وجامعاتهم، وهي تظن نفسها فوق القوانين والأعراف الجامعية".
واعتبر أن "السلطة تحاول مجددا إثارة أجواء الرعب والبوليسية والقمع بين أبناء الأمة ظنّا منها أنها تستطيع أن تخيف شباب الحزب أو تسكتهم عن إيصال رسالتهم ونسيت أنّ قوة مبارك وابن علي والقذافي وبشار لم تسكت شباب الأمة عن حقوقهم ولو بعد حين" بحسب تعبيره.
8/9/2011[



ولي تعقيب


[IMG][/IMG]

طالب عوض الله 09-10-2011 10:15 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 

حصانة إيه يا ظلمة؟



عبد السلام البسيوني
albasuni@hotmail.com
خذ عندك يا سيدي:
= = فخامة رئيس الدولة حصانة/ حماية/ لا مساس/ ممنوع الاقتراب والتصوير، لا يسأل عن أفعاله، ولا يحاسب، وفق الحصانة الممنوحة لسيادته، حتى لو باع البلد، أو اتفق مع العدو على تدميره، أو أقام مجازر جماعية، أو نهب الأموال، أو داس الدين والدستور والقوانين والأعراف.. له حصانة تحميه..
وأمامنا الدليل الواضح: يحاسب فقط على (بعض) أموال مسروقة!
= = سعادة الوزير الكبير حصانة/ حماية/ لا مساس/ ممنوع الاقتراب والتصوير، لا يسأل عن أفعاله، ولا يحاسب على جرائمه، ولو خرب وزارته، وحولها لعزبة شخصية، وهبر منها ما هبر، وأعطى ومنع، وأفسد فيها ما أفسد، وقرب وأبعد.. المال ماله، والعزبة عزبته..
= = البيه النائب عن الشعب حصانة/ بالقانون/ بالدستور، يتاجر بالمخدرات، ينهب المال العام/ يكوِّن حوله (خراريج) من الفتوات والمرتزقة، ينفِّذ بهم أجنداته، ويسرق أهل دائرته، ويبلطج ويشمحط، وينال الامتيازات والحوافز.. وله الحصانة.. وعليه الأمان!
= = البيه الظابط: حصانة بالبدلة الرسمية، وحكم الوظيفة، جبار متفرعن، فتوة وهجَّام، ولسان سيادته (آخر نضافة) يقتل ويسحل.. يعنُف ويضرب.. يكهرب ويعذب.. يسب الله والدين.. ويروع الحي الذي يسكن فيه، واللي جنبه.. واللي جنبه.. ولسان حاله: أنا القانون/ أنا الحكومة/ أنا سيدكم وتاج راسكم (على رأي الحليوة أبو قمر) وهو آمن من المساءلة، معافىً من العقوبة.. بحصانة صامتة.. ومباركة من رئيسه الأعلى/ الحصين برئيسه الأعلى/ الحصين بأعلى أعلى أعلى بتاع..
= = الممثل والرقاصة.. حصانة/ قدوة/ أنموذج/ بدر السما: يشم ويبلبع ويتعاطى.. وماله الفن عايز كده!
تضبط (أو يضبط) في شبكة: دا تلفيق وتوريط، ثم عقود أكثر وشهرة ألمع..
يبلطج ويتبجح على الناس: ساعة غضب.. ودي طبيعة الفنان، وثمن الشهرة..
يعمل مهرجًا في البلاط الرئاسي، ومروجًا للأنظمة الفاسدة: (يبقى الزعيم) والمفكر والوطني والمبدع، ويسير بموكب رئاسي، أمامه موتوسيكلات هارلي وجيبات شيروكي، ووراءه جيبات شيروكي وموتوسيكلات هارلي، وحرس خصوصي، وأنا الزعيييييييييييييم... المستديم!
= = البيه الصحفي: سلطة رابعة/ حصانة/ وعايزها مطلقة بلا حدود: يسب الله: وماله؟ يفضح وينشر العورات: حقي؛ أنا صحفي!
يلفق ويفبرك.. سلطة رابعة!
يتهم ويجرِّم ويلوث الشرفاء: حرية رأي!
يعمل حذاء للرئيس الكبير..والوزير الخطير.. والباشا الملياردير.. وللمال الطائفي.. والمال الأجنبي.. يطبل للنظام، ويرقص للحاكم، ويكذب على الأمة في دينها، ويخدعها في عقلها، وفيها إيه ما دامت تُصب عليه الامتيازات والبركات، والهدايا والعطاءات، والمناصب والعمولات.
وأخص من الإعلاميين من وصفهم السيد الدكتورزكريا سليمان بيوميأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بجامعة المنصورة بـ (الجهلاء وجامعي أعقاب الثقافات، الذين استغلوا مناخ الحرية في هذه الوسائل فأصدروا الأحكام الخاطئة، ونشروا المعلومات المبتورة، والمنقوصة، والمغرضة، دون حسيب أو رقيب. فحين تتابع بعض البرامج في الفضائيات ويضيق صدرك من المعلومات المشوهة التي يطلقها مقدمو البرامج تعييك وسيلة الاتصال بهم فهي مسألة مبرمجة. وإذا ساعدك الحظ وشاءت إرادة المعد لتقبل اتصالك فعليك أن تساير ما ذكره من معلومات، أو يقطع عليك الخط، وإذا سمح لك - لظرف طارئ - أن تكمل رأيك المخالف للمعد فيكون جزاؤك التسفيه لرأيك، واتهامك بالجهل، وأنت لا تملك حرية الرد. أما إذا نالك شرف الاستضافة في أي من هذه القنوات - من باب زركشة الجلسات لا أن يستفاد بما لديك من علم - فشكل التساؤلات، والوقت المتاح للجواب، وإدارةالنقاشلن تسمح إلا بأن تساق حيث يريد أهل الحصانة، دون أي حرية في إظهار الحقيقة، وتشعر أنك في تمرين علي تقبل القهر والدكتاتورية من دعاة الحرية).
أما السني/ المتدين/ المسلم الحريص على دينه: فكلهم عليه: الرئيس/ والوزير/ والنائب/ والصحفي/ والبيه الظابط!
فهو الكذاب والغشاش والمتآمر والمتخلف وابن الإيه!
يلفق.. له/ يعتدى.. عليه/ ينكل.. به/ يتشفى.. منه! ولا كرامة!
هو غير مطلوب، وغير مرغوب.. وغير محبوب.. فقط لوجه الشيطان!
هو عدو الوطن وكلهم خدامه/ هو عدو الله وكلهم مطيعوه/ هو المجرم الأثيم وكلهم الوطني العظيم!
والحصانة أيها الطيب هي الحماية من المساءلة بالقانون، والدوس فوق القانون بالقانون، وانتهاك كل المعايير بالقانون..
تمامًا كما كان يفعل أبناء الدول الأجنبية في مصر أيام (الحماية) إذ كانوا يلعبون بالمصري الكرة، ولا يستطيع أحد أن يمسهم لأنهم (حماية): الإجريجي، والفرنساوي، والطلياني، والأرمني، وكل من هب وهبهب!

والحصانة قد ترد في القانون نصًّا لبعض المستويات والمناصب، وقد تأتي بلسان الحال، من التأييد والدعم، والحماية من المساءلة، وإخراج البيه من التهم زي الشعرة من العجين (كما خرج ضباط التعذيب، ولصوص المال العام، ومدمرو مصر في الستين سنة الأخيرة)..
هذا بجانب (الفكة) التي يأخذها البيه الكبير بعد نيل الحصانة: هل تعرفها!؟
دعني أذذكر سيادتك بها:
إن أحدهم يمنح – بمجرد كونه بيه فقط – (كبشة) من الاستثناءات والمزايا لا يحلم بها 84 مليون مصري.. مجرد حلم!
رواتب/ عمولات/ بدلات/ إعفاءات وتسهيلات/ مساكن المحافظة/ قصور وأراضٍ شاسعة ببلاش/ نسبة في تأشيرات الحجاج/ حرس وسيارة(ات)/ مواد بناء/ تعيين للمحاسيب والألاديش/ أولوية لأبناء سيادته في كل شيء، حتى وإن كانوا معاتيه، أو أفاقين، أو عبدة شيطان!؟
وكثيرًا ما يكافأ بعضهم – في نهاية الخدمة، أو عند الاستغناء – بسفارة، أو محافظة، أو مجلس مدينة، أو مجلس إدارة شركة كبيرة، يبرطع فيها كالرهوان، لا يقِفُه شيء؟!
ما أجهل فرعون، وما أبعده عن العقل والحق!
ما حكاية الحصانة هذه؟ ولمن شرعت؛ خصوصًا في بلاد العالم الثالث التعيسة؟ وهل هي من الإسلام، ومن التحضر، ومن الشفافية وطهارة اليد في شيء؟!
إنها تشرع لحماية أهل النفوذ من أن تمسهم يد عدالة، أو يحاسبهم قانون، أو يغمز شرفَهم أحد؛ مهما ارتكبوا من الموبقات والفواحش الوطنية والأخلاقية والمالية والشخصية!؟
إنها تشرع لحمايتهم عندما يريدون أن يخرجوا بالجمل بما حمل، فلا يملك أحد أن يسأل من أين لك هذا؟ لم تحمل معك هذا؟ من أعطاك هذا؟ كيف تخرج بهذا كله!؟
إنها تشرع لإنقاذهم من ورطة مستقبلية؛ كاليي يعيشها مبارك وأبو الغيط وصفوت والعادلي وجمال وعز؟ بدليل أن كل قضاياهم فساد مالي... بس!؟
وبها يخرج مبارك (زي الجنيه الدهب) فليس مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد، والتعليم، والبحث العلمي، والإدارة، والدين والأخلاق، والضعف السياسي لمصر، وبيعها لإسرائيل، وطردها من أفريقيا ليحل محلها الصهاينة، والرافضة الشيعة، والأحمدية، وكل هوام الأرض ودوابها!
لا هو ولا الواغش البشري الذي كان يعمل له، وبه.. قاتلهم الله أجمعين!
والحصانة لعبة تمارس عالميًّا عند الاقتضاء، فتمنح لمن شاءت ماما أمريكا، وتسلب ممن شاءت ماما هبابة:
إسرائيل ذات أعلى مستوى حصانة، تفعل ما شاءت، وتضرب بالحذاء من شاءت، وهي فوق القانون الدولي، وحقوق الإنسان، فلا يجرؤ (رجل) على محاسبتها)!
دول النيتو ذات حصانة، تفعل ما شاءت، وتضرب بالحذاء من شاءت، وهي فوق القانون!
الأمريكي: الجندي والمواطن، والزبال، والشمام، والشاذ، والهمجي، والقاتل: ذو حصانة، يعمل ما شاء؛ فهو خارج بلده فوق القانون، وفوق المساءلة!
لا لا.. أنا أبالغ.. صح؟
اقرؤوا معي ما كتبه فخر مصر، البطل سعد الدين الشاذلي (عليه رحمات الله) في موقعه الشخصي عن جرائم الحرب:
- عدم توقيع أمريكا على قانون محاكمة مجرمي الحرب أمام محكمة الجنايات الدولية (ICC)الذي صدر في روما في عام1998، هو تشجيع للجنود الأمريكان لارتكاب تلك الجرائم، وهذا يعني أن السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة ابتداء من الرئيس الأمريكي بوش وحتىقادة قوات الاحتلال الأمريكي متضامنون في المسؤولية التي يرتكبها الجنود.
-قامت أمريكا في 2 أغسطس 2002 بإصدار قانون يؤكد حماية الجنود الأمريكيين من المحاكمة علي جرائم حرب أمام أي محكمة دولية، وأسمت هذا القانونAmerican Service Members Protection Act (ASPA) وهذا القانون يؤكد مسؤولية الأجهزة الأمريكية كافة عن جرائمها.
- وأمامنا شهادة جانيس كاربنيسكي مديرة سجن أبو غريب التي تتهم الجنرال سانشيز قائد قوات التحالف البرية، والجنرال ميللر قائد السجون الأمريكية.
- وأمامنا شهادة الجنرال تاجوبا الذي أدلي بها أمام الكونجرس، وقال فيها إن التعذيب في سجن أبو غريب كان يتم بطريقة منهجية. وإنه لا يمكن للجنود أن يقوموا بتنفيذ ذلك إلا بناء علي أوامر من قادتهم.
- وأمامنا شهادة المجندة المجرمة إنجلاند التي تعترف بصراحة أن ما قامت به من تعذيب للأسري كان بناء علي أوامر من قادتها من أجل الحصول على معلومات من المعتقلين، وأنها حظيت على شكر من رؤسائها لما قامت به.
- ثم هناك ما نشرته مجلتي نيويوركر ونيوزويك في24/5،25/5/2004من أن الرئيس الأمريكي بوش وافق علي مذكرة عرضت عليه تسمح للمخابرات الحربية باستخدام أقسى الوسائل ضد المعتقلين من أجل الحصول علي المعلومات. وأن هذه المذكرة يعلم بها كل من رامسفيلد، كوندليزا رايس، وحوالي 200 شخص آخرين.
هل اقتنعت حضرتك أم لا؟ ألم تسمع بآخر خبر الذي طارت به وكالات الأنباء اليوم؟
قال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن أي اتفاق لبقاء قوات أمريكية في العراق بعد المهلة المحددة للانسحاب بنهاية العام سيتطلب موافقة البرلمان العراقي على منح الجنود الامريكيين حصانة قانونية!
وقال مولن: "أي اتفاق يشمل مزايا وحصانة للمجندات والمجندين الأمريكيين سيحتاج أن يمرر (في البرلمان)!
ما رأيكم دام فضلكم:
لا بد من أن يحموا بالقانون: يدوسون المصحف/ ينتهكون المساجد/ ينشئون أبو غريب جديد/ يستخدمون الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب/ يقتلون/ يبقرون/ يغتصبون.. عادي.. هم أولاد الست.. ونحن (ولاد الجارية).. وكله بالقانون!
هذا إذا رضيت أم رجل مسلوخة، لكن إذا غضبت أمسكت (التخين) من قفاه، كما فعلت بمانويل نورييجا، واتهمته بتجارة المخدرات، وغسل الأموال/ وكما فعلت بصدام، وشنقته/ وكما فعلت ببينوشيه، وسجنته، ومرمطته/ وكما شردت الشاه، وماركوس، وتخلت عن ابن علي والقذافي والحليوة بتاعنا، بعد أن باتوا ورقة محروقة، بل نعلاً مهترئًا لا يساوي شيئًا!

صلى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله: لقد شفع عندك أسامة حِبُّك في امرأة تجحد المال، فغضبت – كما في الصحيحين- وقلت: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد! وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!
وأزيدك قارئي الكريم، بهذه الهدية الثمينة:
حدث الإمام الطبراني في (الأحاديث الطوال)عَنِالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍرضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ" فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "صِحْ فِي النَّاسِ" فَصِحْتُ فِي النَّاسِ، فَاجْتَمَعَ نَاسٌ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَأَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، أَلا وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ مَالاً فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ.
أَلا لا يَقُولَنَّ رَجُلٌ: إِنِّي أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبْعِي وَلا مِنْ شَأْنِي، أَلا وَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ لَهُ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ، أَلا وَإِنِّي لا أَرَى ذَلِكَ مُغْنِيًا عَنِّي حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا".
ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَعَادَ إِلَى مَقَالَتِهِ فِي الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ قَالَ: "يَأَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ وَلا يَقلْ: فُضُوحُ الدُّنْيَا، أَلا وَإِنَّ فُضُوحَ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ".
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي عِنْدَكَ ثَلاثَةَ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّا لا نُكَذِّبُ قَائِلا وَلا نَسْتَحْلِفُهُ، فَبِمَ صَارَتْ لَكَ عِنْدِي؟ " قَالَ: تَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ مِسْكِينٌ فَأَمَرْتَنِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِ، قَالَ: "ادْفَعْهَا إِلَيْهِ يَا فَضْلُ"!
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: عِنْدِي ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ كُنْتُ غَلَلْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: "وَلِمَ غَلَلْتَهَا؟ " قَالَ: كُنْتُ إِلَيْهَا مُحْتَاجًا، قَالَ: "خُذْهَا مِنْهُ يَا فَضْلُ"!
ثُمَّ قَالَ: "يَأَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئًا فَلْيَقُمْ أَدْعُ لَهُ"، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَكَذَّابٌ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ، وَإِنِّي لَنَؤومٌ، قَالَ: " اللَّهُمَّ أرْزُقْهُ صِدْقًا، وَإِيمَانًا، وَأَذْهِبْ عَنْهُ النَّوْمَ إِذَا أَرَادَ"!
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَكَذَّابٌ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ إِلا وَقَدْ أَتَيْتُهُ! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا هَذَا، فَضَحْتَ نَفْسَكَ، فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ، فُضُوحُ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ" ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا، وَصَيِّرْ أَمْرَهُ إِلَى خَيْرٍ"!
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا مِنْ عُمَرَ وَعُمَرُ مِنِّي، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ"!

ولا أكرر ما أثر عن الصديق والفاروق وذي النورين وأسد الله الغالب وغيرهم من الكواكب الدرية، وكيف كانت أمانتهم، ومحاسبتهم أنفسهم قبل أن تحاسبهم الأمة!
آآآآآآآآه يا وجع القلب!



مرسل من د. وجدي غنيمالايميل:gwagdy@gmail.com


الموقع:wagdyghoneim.net

طالب عوض الله 09-12-2011 02:21 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 





بيان من شباب ثورة تحرير سوريا






تعالت الأصوات التي تستنجد بأمريكا وأوربا والأمم المتحدة والجامعة العربية لنصرة ثورتنا في سوريا. وإننا نعلن رفضنا المطلق والتام لأي تدخل أجنبي في شؤون بلادنا جملة ً وتفصيلا. ولا نرضى بأية قوة أو مساعدة أو معاونة من جهات تضمر الأطماع ببلادنا. فنحن لا نريد أن نُخرج العميل الخسيس لنُدخل العدو اللدود الذي ساند نظام حكم عائلة الأسد لأكثر من أربعين سنة .


لذا فإننا نعلنها هنا بكل صراحة ووضوح أن كل من يسعى لمثل هذا أو يطلب ذلك فهو خائن ليس فقط لثورة سوريا ودماء شهدائها الأبرار، بل خائن لله ولرسوله ولكل من ثار على الباطل وقال كلمة الحق ليزيله. إننا نطالب الدول التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان بشيء واحد فقط ألا وهو أن يضغطوا على النظام السوري بكل قوتهم كي يسمح بدخول وسائل الإعلام العربي والعالمي لسوريا.هل كان ينتظر أهل سوريا من هذا النظام عندما ثاروا ضده إلا المنع والسحق والتنكيل؟هل كنا نُحسن الظن بنظام دكتاتوري عميل أذاقنا عبر عقود ألوان الإستبداد والظلم والهوان؟ألم يكن في حساب أهل النخوة والمروءة ممن قام بهذه الثورة المباركة أن النظام المتهالك سيكون رده كعادته قتلاً وفسقاً وفجوراً وإمعاناً بالإفتراء والنفاق؟نعم هذا وأكثر كنا ننتظر منه ومازلنا نتوقع أنواع أكثر من الفجور الممنهج من هؤلاء الحكام الذين لم يتمكنوا منا إلا بسكوت من سكتوا، وبخذلاننا للمناضلين الذين استفرد بهم النظام البوليسي على مر الأيام فسحقهم وقتلهم ونكل بمن بقي منهم.إننا ندرك أن خمس عشر دائرة مخابراتية وأمنية من وحوش النظام هم في شراسة النظام نفسه، لأنه لاشرف ولا مروءة ولا إنسانية فيهم. بل إن "الإنسانيّة" التي في داخلهم قد ماتت وسُحقت فصاروا حيوانات شرسة سعراناً لا حياة لهم إلاّ بمص دماء الشهداء هنا أو المساجين المظلومين في دهاليز السجون المظلمة المنسيّة هناك.لقد ظنّوا أنهم بذلك يقضون على جذوة ثورتنا العزيزة ويطفئون شُعلتها التي نفديها بأرواحنا دون خمودها ، وخاب ظنهم لأنهم (( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))وهذه هي سنّة الحياة، الناس فريقان، فرعون وهامان وجنودهما جميعهم خاطئون ، وفرعون الخبيث لا يُريهم إلاّ ما يرى ، فيتّبعون ضلالاته وحماقاته. وفريق الحق المستضعفين المظلومين فبالله وحده يعتصمون ، وسينصرهم الله ولو بعد حين. يا أهل الأرض المباركة، يا آباءنا ويا أمهاتنا، يا أبناءنا ويابناتنا في سوريا،والله إن الأمة الإسلامية كلها لتفخر بكم وبما قدمتموه وتقدموه من تضحيات وثبات على الحقّ كنا نقرأ عنها في التاريخ ورأيناها عياناً فيكم اليوم.آلا يكفيكم نصرا ً أنكم أصبحتم مفخرة لمائتي مليون عربي ولمليار ونصف مسلم؟ لقد ارتفع عزكم ومجدكم إلى السماء فصرتم يا أهل ثورة سوريا من أهل عليين بإذن الله، وصار نداؤكم بين ملائكة السماء بأهل الجنة الخالدين فيها. فمن له بمثل هذا المكان إلا من اختارهم ربهم لهذا العز والكرم، ومن هو أكرم منكم وأنتم تصرخون بوجه فرعون سوريا بصوت يزلزل الأرض: طالعين بالملايين علجنة رايحين.إن ثورتنا هي حريتنا وعزنا وهي كرامة للأجيال القادمة في هذه الأرض التي وعدكم ربكم بأن يحفظكم فيها ما حافظتم على العهد. فوالله لانحيد عنها ولو نُشّرنا بالمناشير، ولو أُلقينا في النار كأصحاب الأخدود. لاكنّا ولا صرنا إن حدنا عن هدفنا.الثبات الثبات.. والصبر الصبر.. وهذا النصر قد طلع فجره بعد ليل طويل فلا تضيّعوه بالنوم والتقاعس

وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ
قَرِيبًا
كتلة شباب تحرير سوريا - دمشق
في 28/4/2011





http://www.facebook.com/Tahrir.Syria

طالب عوض الله 09-14-2011 11:06 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 


شكرا نقدر جهلكم وسوء تقديركم





د.يحيى القزاز




تقدم مجموعة من المدعوين "محامو الكويت" للدفاع عن الرئيس المصرى الخائن المخلوع مبارك فى الجلسة الثالثة يوم الاثنين الموافق 5 سبتمبر 2011 بدواعى الوفاء.. أى والله .. بدافع الوفاء .. هكذا يقول محامو الكويت: بدافع الوفاء لمبارك (!!). حاكم يخون وطنه، ويدافع عن غيره.. حاكم "سره باتع" يلقى بروثه على شعبه، ويداه ممدودتان بالخير بعيدا تنقذان قاطنى الدويلات البعيدة.

الشكر واجب –بدواعى حسن الظن المصرى النبيل- للإخوة الكويتين المحاميين الذين تطوعوا للدفاع عن الخائن المخلوع مبارك ردا على شهامة هو وأمثاله براء منها بزعم وقوفه معهم فى حرب تحريرهم من غزو الرئيس العراقى الراحل صدام حسين لدويلتهم الكويت فى أوائل تسعينيات القرن العشرين، نقول لهم بود ورحابة صدر: هذا شأن داخلى والمصريون أدرى بظروفهم وأحن على أبنائهم العاقيين منكم، واحرص من غيرهم على توفير محاكمة عادلة لمن خانوهم وغدروا بهم، وبهم من القوة مايمكنهم من الدفاع عن سمعتهم وتراثهم بعيدا عن الاستعانة بطيبين يعرفون الفر فى لحظات الوغى ويعجزون عن الثبات فى مواجهته، يجيدون الوقوف أمام الكاميرات لاستعراض الأوداج المنتفخة والبطون المنفلتة والأبهة وآخر صيحات الموضة أكثر مما يجيدون الفرق بين القانون و "الكانون" (موقد النار بالصعيدى) والدفوع القانونية والدفوع بالألعاب النارية، ونقدر للمحامين المتطوعيين جهلهم بحسن النية ونلفت نظرهم بروح الإخوة إلى:

أولا: أن حسنى مبارك مجرم سياسى فى حق دولة ذات سيادة وليس متهم جنائى بقتل فرد خطأ، ثانيا: ان مبارك وقف معكم بدماء الشعب المصرى وقبض هو الثمن، وأهان حكامكم ومعهم النخبة المنتفعة أمثالكم –ولا أقول شعبكم العربى العظيم- المصريين العامليين فى الكويت وقمتم بطرد المصريين الذين تعاطفوا وأيدوا د.البرادعى فى ترشيحه للرئاسة ضد حسنى مبارك قبل خلعه وليس ضد حاكم الكويت، باختصار رد الجميل يكون بالوفاء للشعب وليس إهانة الشعب، فالشعب أبقى ويلد حكامه، ثالثا: الطيور على أشكالها تقع، ولايدافع محترم عن فاسد، وننآى بكم عن شبهة قميئة أنتم فى غنى عنها، رابعا: وقف الزعيم الراحل عبدالناصر فى وجه العراقى عبدالكريم قاسم ضد أطماعة فى ابتلاع دويلة الكويت الرخوة آنذاك فى ستينيات القرن العشرين، ولم يطلب لنفسه ولا لشعبه شيئا، وبعد ذلك قامت حكومتكم بطلب سداد مصر ماعليها من ديون لكم قبل غزو صدام لدويلتكم بأيام قليلة ولم تتذكروا مواقف عبدالناصر وتؤجلوا الدين، أم أنه دفاع المصالح واستباق سوء المصير المشترك وتجنبه؟! خامسا: وهذا هو المهم والأهم ومانخشاه ونحذر منه أن يكون الدفاع عن الخائن ذريعة لتشويه العلاقات المصرية-الكويتية، فالمعلوم أن مشاحنات كثيرة دبت وتدب بين محامي ثورة الشرفاء ومحامى الخونة، ونربأ بإخواننا المحاميين الكويتين أن يزجوا بأنفسهم فى مشاكل لاناقة لهم فيها ولاجمل سوى سوء العلاقات بين البلدين، سادسا: يمكن الوفاء للخائن مبارك بالحفاظ على أمواله التى قد تعرفونها، وبرعاية زوجته وزوجتى ابنيه وحفيديه وكل من له علاقة حميمة به، سابعا: الوفاء للخائن المخلوع مبارك وعصابته هو وفاء للصهيونية العالمية وعمل إجرامى ضد الثورة وشهدائها،.

أخيرا نقدر الجهل بضخامة الوزن المالى ونلفت النظر قبل الوقوع فى الخطأ والإساءة للشعب المصرى، ونرجو من محامى الكويت عدم الحضور للدفاع عن طاغية حرصا على علاقات جيدة بين مصر الأم وابنتها الصغرى الكويت. أخيرا: مبارك كان رئيسا لدولة وليس صاحب عزبة، لكن شاء القدر أن حولها إلى عزبة منح هباتها لجهلاء كثيرين لايعرفون الفرق بين جريمة رئيس خان وطنه وبين تهمة صاحب عزبة قتل بطرق الخطأ أحد العاملين فيها بحاجة إلى جوقة دفاع.

محامو الكويت شكر الله سعيكم ولا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم (والمكاره قادمة لامحالة)، نقدر جهلكم وسوء تقديركم، ونرجوكم ألا تحضروا ونظمئنكم أننا فى دولة متحضرة تسعى للحفاظ على هيبتها وتحرص على تصدير احترامها للقانون وإصرارها على محاكمة عادلة لخونة لم يراعوا فينا إلاً ولاذمة.. هل فهمتم؟ أتمنى ذلك فجرم سوء الفهم أو التغابى فظيع، وقانا ووقاكم الله شره، وحفظ العروبة من كل سوء، وتعلموا الدرس واستعدوا قريبا للدفاع عن حكامكم وأصدقاء حكامكم فى المنطقة العربية.

مساء السبت 3سبتمبر 2011



من : الدكتور وجدي غنيم



gwagdy@gmail.com


Wagdy Ghoneim

طالب عوض الله 09-15-2011 11:48 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
نشر بتاريخ: الأربعاء، 14 أيلول/سبتمبر 2011


الأربعاء 16 شوال 1432 هـ 14/9/2011 م رقم الإصدار: ص/ب ن- 93/011


بيان صحفي
السلطة الفلسطينية ووزير أوقافها يشهدون على أنفسهم بخيانة الله ورسوله والمؤمنين
بتأكيدهم على شرعية الاحتلال

بلا أدنى حياء من الله ورسوله والمؤمنين قال وزير أوقاف السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، يوم أمس خلال مداخلته في مؤتمر حوار الأديان والثقافات في مدينة ميونخ في ألمانيا "بأنّ الشعب الفلسطيني قدَّم الكثير من أجل السلام، وأن ذهابه إلى الأمم المتحدة لا يهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل وإنما يهدف إلى انتزاع الاعتراف بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف."
الوزير يشهد بذلك على خيانته، هو وسلطته، لله ولرسوله وللمؤمنين باعترافهم بشرعية كيان يهود الغاصب لأرض فلسطين، بل وبجعل شرعية الاحتلال ليست محل نقاش أو جدل، وهو ذاته تصريح محمود عباس بالأمس في لقاء له مع رؤساء تحرير الصحف في القاهرة، حيث قال عن ذهابه إلى الأمم المتحدة: "نحن لا نريد من خلال هذه الخطوة عزل إسرائيل، ولا نرغب بذلك، كما أننا لسنا ذاهبين لنزع الشرعية عنها"، وهذا بحد ذاته تأكيد على أنّ الاعتراف بشرعية السلطة هو اعتراف بشرعية الاحتلال.
إنّ الوقاحة التي باتت تتحدث بها السلطة وأزلامها عن شرعية الاحتلال لهي سابقة خطرة وكبيرة، وهي من وزير الأوقاف الذي تعتبره السلطة أعلى "سلطة دينية" في البلاد، أشد جرما وأعظم إثما، إنه لتجرّؤٌ عظيم على دين الله أن يقول وزير الأوقاف: "لا نريد أن ننزع الشرعية عن إسرائيل"، ولم يكتف وزير الأوقاف أن يحمل وحده وزر هذا الموقف المخزي، بل إنه يحاول أن يسوق معه خطباء المساجد إلى نار جهنم، مع التهديد بالفصل من الوظيفة إن هم عصوا أوامره، حيث أصدر لهم أمراً بأن تكون خطبتهم في الجمعة القادمة لتأييد السلطة في الذهاب إلى الأمم المتحدة، وهو بهذا يحول منابر رسول الله -منابر النور والهداية- إلى منابر سلطوية يُروج من خلالها للاحتلال اليهودي، ولرميها في أحضان الدول الاستعمارية الكافرة، ومؤسساتها وأدواتها الاستعمارية.
إن من الغريب العجيب أن ينطق وزير الأوقاف الهباش (الذي يُفترض أنه درس شيئاً من الإسلام) بهذا الكفر البواح، ولكن يبدو أنه درس التلمود ومنهج فرعون أكثر مما درس الإسلام، فهام حباً باليهود وشرعيتهم، واتبع هو وسيده سياسة "لا أريكم إلا ما أرى" وسياسة "أنا ربكم الأعلى".
إنّ فلسطين التي رويت بدماء الشهداء والصحابة والأطهار لن تكون يوما للغاصبين اليهود، وإنه ليس لربيبة الاحتلال سلطة أوسلو، أن تقرر بشأنها أو تتحدث باسم أهلها، ففلسطين أرض إسلامية صرفة وستبقى كذلك إلى يوم الدين، وأهل فلسطين لن ينطق باسمهم إلا خليفة المسلمين الذي ستبايعه الأمة على كتاب الله وسنة نبيه، وسينطق خليفة المسلمين بكلمات يصيخ لها العالم، توجهُ جحافلَ الجيوش إلى الجهاد والتحرير، لا إلى الأمم المتحدة ولا إلى طاولة المفاوضات.
إننا ندعو المسلمين عامة وأهل فلسطين خاصة إلى أن ينكروا على السلطة أفعالها وأقوالها وأن يكونوا لمخططاتها ومشاريعها الخبيثة بالمرصاد، وأن يعلنوها للسلطة بأنّهم لا يعترفون بشرعيتها وشرعية الاحتلال من ورائها.


__._,_.___

طالب عوض الله 09-15-2011 12:00 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 


السلطة الهشة تستعطي العشائرية بيان تأييد !

الدكتور ماهر الجعبري


يدرك المتابع لواقع السلطة الفلسطينية أنها تعيش مرحلة ترقّب ويدها تتحسس رأسها صباح مساء، بل ومن شدة تخوف قياداتها على مكتسبات كعكتها المسمومة صاروا يحسبون كل صيحة عليهم، حتى ولو كانت همسة من رجالات عشائر لا شأن لهم بالسياسة، ولذلك لم يعد غريبا أن تستنهض السلطة الفلسطينية رجالات يدورون في أفلاكها ويعيشون في أفيائها، لتجديد الولاء والتأييد في الأوساط السياسية والعشائرية، وخصوصا حين يتملّكها هاجس "القيادات البديلة"، وهذه حال سلطوية ملموسة مشهودة في فلسطين، وفي كل كيان آيل للسقوط، كما حصل مع القذافي عندما استنجد بالعشائر التي تركته يهوي ويترنّح. ويعرض هذا المقال شاهدا واقعيا عليها.
إذ نشرت وكالة معا خبرا مفاده، أن "عائلة الجعبري تؤكد مؤازرة ومساندة الرئيس والقيادة الفلسطينية"، "في توجهها نحو الأمم المتحدة للحصول على تأييد لإعلان الدول الفلسطينية". وبالطبع لا يُفهم هذا الخبر إلا في سياق رد على طلب سلطوي، أو على بعض من يصدر بيانات لخدمة السلطة: إذ ليس ثمة من مناسبة عشائرية خاصة لتحديد موقف سياسي، ولم تعقد عائلة الجعبري اجتماعا عاما لتستجلي فيه موقفها من السلطة ومن مشروعها ومن قياداتها. وبالطبع وجد "طلب السلطة أو طلب من خوّلته" آذانا صاغية لدى بعض الأفراد، ولكنه بكل تأكيد لا يمكن أن يعبّر عن موقف عائلة تنشّقت عبير فلسطين قبل السلطة بقرون.
ومن ثم تعامى الإعلام السخيف عن الحقائق، وعامل العشيرة –بسطحية إعلام الحارات- معاملة الحزب السياسي، وقَبِل رأي أفراد من العشيرة –لم يفوّضهم أحد- على أنه رأي العشيرة!! وهو سخف مفضوح خصوصا بعدما ولّى زمن التبعية، واستنارت الناس وأدركت الفرق بين الالتفاف حول الأفكار وبين التحلّق حول الرجال.
قبلت وكالة معا أن تمد يدها لرئيس السلطة الفلسطينية المتعثر في حفرة بعد حفرة، وهي التي ما فتئت تحاول –كما العديد من وسائل الإعلام المنافحة عن السلطة- أن توجّه أشرعة السلطة نحو أمان قياداتها، وأصرت على نشر الحقائق المزيّفة، لترضي سلطة ملأت الشقوق قاربها الذي تتلاطمه أمواج الشرق والغرب، وهي تبحث عن قشة الغريق، وخصوصا بعدما افتضح أمرها بعد المشورة القانونية من الخبير الدولي الذي أكد أن توجهها نحو الأمم المتحدة هو عمل فاشل يضيّع الحقوق، وكأنها تريد اليوم تعويض ذلك التثبيط القانوني بتشجيع عشائري؟!!
قبلت وكالة معا منطق التسطيح السلطوي للأمور، وتناست أن أهل فلسطين في الداخل والخارج –وما عائلة الجعبري إلا واحدة من مكوناتهم- لن يقبلوا أن تمّكن أيدي الدول الاستعمارية من التلاعب بالقضية من جديد، وهي الأيدي الآثمة التي أنشأت كيان الاحتلال الغاصب، وأعطته الشرعية الدولية الطاغوتية من خلال مؤسسات جائرة ومتآمرة مثل الأمم المتحدة.
لقد تعاملتُ مع الخبر المغلوط بهدوء، فأعطيت وكالة معا، فرصة استدراك ورطتها الإعلامية وكتبت لمراسلها في الخليل مبيّنا أن موقف عائلة الجعبري السياسي ليس ملكا لأحد، وأعلنت رفضي البيان المنسوب للعائلة، مؤكدا أن الإطار العشائري لا يمكن أن يُسخر لأغراض سياسية لخدمة السلطة، وأن العائلة في مسيرتها الطويلة لم تكن يوما ذات صبغة سياسية واحدة، ولا يمكن حشرها ضمن إطار سلطوي، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه يمثل موقف العائلة السياسي. وأوضحت أن هنالك مجموعة كبيرة من العائلة هم ضد المسيرة التفاوضية، وهم يستنيرون بسلفهم من علماء العائلة الربانيين من أمثال الشيخ برهان الدين الجعبري، ويسيرون على خطاهم، ومع ذلك لم يعلنوا يوما أن ذلك الموقف السياسي الرافض يمثل توجهات موحدة للعائلة، وأكّدت أنني أُكبر موقف وجهاء العائلة في أعمالهم الإصلاحية والعشائرية ودورهم العام في فض النزاعات في الخليل وفلسطين، وفي الوقت نفسه أدعوهم لتفهم الواقع السياسي، وعدم حشر العائلة ضمن المسيرة السلطوية.
لم يردّ مراسل معا، ولم تنشر معا التوضيح، ولكن حصلت "متابعات من جهات غير إعلامية"، كشفت أن وكالة معا، التي لم تتكرم بنشر التوضيح على صفحتها، تكرمت (!) بنشره إلى "جهات أخرى" !!!
في الحقيقة، لم أكن أرغب بكشف هذا الاختراق المفضوح، وذلك الخبر "السطحي" لو استدركت وكالة معا ثغرتها الإعلامية، ونشرت توضيح الموقف، وهو حق عليها وليس منة منها. إذ بيّنت في مخاطبتي لها أنني لا أرغب في تعميم الموضوع على غيرها من وسائل الإعلام، وذكّرتها بأني توقفت عن إرسال مقالاتي للنشر عندها منذ أشهر.
ولذلك اتصلت برئيس تحرير الوكالة لإعطاء الوكالة فرصة أخرى، ولم يكن بيني وبينه أي اتصال هاتفي منذ استضافني في برنامجه "بدون لف ودوران" على فضائية فلسطين قبل أكثر من عام. وذكرت له ما وردني من اتصال من "جهات أخرى!" بعد رسالتي الموجهة حصريا للوكالة. ولا أنكر أن الرجل، الذي أحترم، استغرب أن تنشر وكالته "مثل هذه الأمور"، إذ لا شك أنه يدرك معنى مهنية الإعلام، وسخف "إعلام الحارات". ومن ثم وعد بالمتابعة والاتصال الفوري مع المراسل.
ولكن شيئا لم يتغير: لا الخبر المغلوط سُحب، ولا التوضيح نُشر، ولا رجعت الوكالة باتصال اعتذار عن "تسرّب" معلوماتي "لجهات أخرى!"، فأرسلت لرئيس التحرير رسالة ألكترونية بيّنت فيها أنني أنتظر متابعته حتى مساء إعداد هذا المقال.
وهنا أستحضر حديثا مؤثرا سمعته من رئيس تحرير وكالة معا عندما زرته لتسجيل اللقاء المذكور، حيث تحدث بعفوية إنسانية عن أهمية صورة الأب عند أبنائه، وبيّن أن بعض النقد الجارح الذي يوجه من قبل بعض الجهات التي تنشر قبل أن تحقق يسيء لصورة الأب عند أبنائه، ولا شك أنه محق في إبقاء صورته مشرقة أمام أبنائه، وكل فتاة بأبيها معجبة، بل وأزيد من الشعر بيتا فأوجه رسالة إعجاب لأبنائه، بأن لهم أبا ذا ملكة إعلامية مميزة.
ومع ذلك أقول: لكم أبناء ولنا أجداد !
لا يمكن لوكالة معا، أن تضع أصابعها في آذانها وتستغشي ثيابها عندما نتصل بها من أجل أن لا تتلطخ مسيرة عائلة عريقة بمسيرة سلطة غارقة. وإن ما لا يحبه رئيس تحرير وكالة معا من إساءة لأبنائه لا نحبه لأجدادنا الغائرين في تاريخ فلسطين منذ قرون طويلة، ولا لأحفادنا القادمين في مستقبل تكون القدس فيه حاضرة خلافة على منهاج النبوة.
وهذه السلطة هي حالة عرضية تمر على فلسطين في لحظة مظلمة من تاريخها الطويل، وستنمحي نهائيا غدا أو بعد غد، ليعود لفلسطين إشراقها ويعود للأرض عبقها، وتعود للعائلات أصالتها، ويعود للإعلاميين "شرفهم"، عندها ستنظر الناس إلى هذه الفترة المظلمة كما ننظر إلى ملوك الطوائف في الأندلس، وإلى الإعلاميين المنافحين عن الحكام وإلى بيانات التأييد والتقديس كما ننظر لمن استعطوا الأمراء بأشعارهم.
وليس ثمة من شك أن القيادات السلطوية تدرك أن أمريكا –ومعها الغرب كلّه- لا تأبه بمن يخدمها ويعمل لتحقيق مصالحها إذا ما انتهت صلاحيته، وتلاحظ تلك القيادات كيف تخلت أمريكا وأوروبا عن سماسرتها وعملائها في الأنظمة العربية الحقيقية، فكيف الحال في سلطة هشة لا تشدها في جانب حتى تتفلت من الجانب الآخر.
فلتكف السلطة الآيلة للسقوط عن استعطاء العشائر مواقف كاذبة، وليكف الإعلام عن تقديم خدمات سلطوية تشوه الحقائق.
14/09/201


__._,_.___

طالب عوض الله 09-15-2011 10:03 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 



أيلول... إخفاق أسموه استحقاق

د. إبراهيم حمّامي DrHamami@hotmail.com

15/09/2011
دأبت السلطة الفلسطينية وعلى مدار سنوات التفاوض العقيمة، وعند كل اخفاق ومنعطف، على استحداث ما تسميه استحقاقات، دائماً ما تكون مستقبلية، تنفخ فيها الروح إعلامياً، تكثر معها التصريحات واللقاءات، ثم تكون النتيجة لا شيء.
لا يشذ ما يسمونه استحقاق أيلول عن تلك القاعدة، وهي ليست المرة الأولى التي تعلن أو تهدد فيها قيادة التفاوض بإعلان الدولة، وعلى سبيل المثال أعلن عرفات عام 1988 قيام دولة فلسطين ليصبح رئيساً لها، ومع دخول أوسلو حيز التنفيذ وفشلها بعد سنوات، هدد عرفات في العام 1999 بإعلان الدولة الفلسطينية – المعلنة أصلاً والتي كان يرأسها – باعتبار ذلك "استحقاقاً" مع نهاية الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاق أوسلو، ولم تُعلن تلك الدولة.
أما محمود عبّاس والذي ورث سياسة الاستحقاقات من سلفه، فقد شهدنا في عهده استحقاقات رئاسية وتشريعية واستحقاق أنابوليس، ومن بعدها مفاوضات التقريب واللجوء لمجلس الأمن كاستحقاق عربي بداية هذا العام، وكلها كان مصيرها كسابقاتها، حتى وصلنا إلى "استحقاق أيلول" الذي لا قبله ولا بعده للحصول على عضوية دائمة في الأمم المتحدة.
واختيار تعبير "استحقاق" مقصود للإيحاء بأنه حق لا جدال فيه، حان وقته ووقت المطالبة به، وبالتالي فإن أي معترض عليه يقف تلقائياً في خانة الأعداء، وهو أسلوب لإسكات أي صوت معارض باعتباره يتنازل عن "الاستحقاق" الذي رسمه رئيس السلطة، حتى وان كان استحقاقاً وهمياً أو عبثياً أو كارثياً كما هو الحال مع ما يسمونه اليوم استحقاق أيلول، والذي ابتدعوه للخروج من مأزق الاخفاق التفاوضي الفظيع، لا للحصول على اعتراف هو موجود بالأساس ولكن لتحسين فرص المفاوضات كما صرح عبّاس، والذي حدد النتيجة النهائية في حالتي النجاح والفشل، ألا وهي العودة للمفاوضات!
التفرد والتخبط بالقرار الفلسطيني
كلام الليل يمحوه النهار... هذا هو حال قيادة السلطة التي تتخذ من المواقف ما يشبه أغلظ الأيمان لتتراجع عنها لاحقاً، كما حدث مثلاً في عدم العودة للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان، لكن عباس وفريقه عاد إلى واشنطن العام الماضي ليجتمع بنتنياهو ومن بعدها في لقاءات متككررة – لم تتوقف أصلاً – دون وقف الاستيطان ولا حتى جزئياً ولفترة محددة كما اقترحت واشنطن، وكانت منظمة التحرير ولجنتها المركزية أداة تمرير كل القرارات ونقيضها وبحسب الطلب والرغبة.
لا نعرف تحديداً متى وكيف أصبح هدف الشعب الفلسطيني هو دولة بأي ثمن، دولة مسخ مقابل التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني الأخرى، ولا تسجل ذاكرة التاريخ أو ذاكرتنا أن الشعب الفلسطيني استفتي يوماً إن كان هدفه هو دولة مقابل التنازل عن باقي فلسطين مثلاً، لكن ما نعرفه أن سياسة الاستفراد بالقرار هي سياسة موروثة في منظمة التحرير الفلسطينية ومن بعدها السلطة الفلسطينية، والتي خرقت وتخرق حتى ثوابتها المعلنة والمكتوبة كل يوم.
ترفع الفصائل الفلسطينية عقيرتها بالصراخ ضد التفرد بالقرارات وبمصير ومستقبل الشعب الفلسطيني، إلا أنها تقف عند حدود ذلك، فصائل منظمة التحرير خوفاً من انقطاع ميزانيتها الشهرية، وفصائل الممانعة حرصاً على مصالحة وهمية لن تكون ويستغلها عبّاس وفريقه فقط لتمرير سياساته.
لقد عانى وما زال شعبنا يعاني من مآسي التفرد بالقرار، والوصول دائماً لنتائج كارثية على مسيرة قضيته، رغم كل النصائح والفتاوى القانونية التي تحاول ثني فريق التفاوض عن الاستمرار في عبثيته.
وبالرغم من محاولة تصوير هذا "الاستحقاق" على أنه إنجاز كبير، تشير الدراسات والآراء القانونية، إلى أنّ احتمال تحقق النتائج المنشودة ضعيف جداً، بل إنّ هذه المبادرة تحمل في طياتها مخاطر عدّة، قد تكون نتائجها على الفلسطينيين أفدح من نتائج اتفاقية أوسلو.
مكاسب ومخاطر
حتى فيما أسموه استحقاق أيلول، لم يتم تدارس الأمر أو تحليل نتائج التوجه للأمم المتحدة، واعتُمد فقط على دغدغة العواطف والمشاعر، والتجهيز لاحتفالات الرقص والطبل، وإعلان الانتصار مسبقاً، والحشد الاعلامي ومعه الاعلان اليومي وعلى طريقة العدادات عن عدد الدول التي ستؤيد القرار في الجمعية العمومية.
يحاول الفريق المفاوض سرد المكاسب المحتملة من خطوته، وبعيداً عن الشعارات حول المقعد ورفع العلم وغيرها، فإن المكاسب من وجهة نظر عرّاب تلك الخطوة محمود عباس، فأنّ خطة إعلان الدولة ليست من باب الخدعة أو المناورة، أو كما كتب في مقالته في صحيفة نيويورك تايمز، هي ليست "المسرح السياسي"، ومن وجهة نظره، سيؤدي إعلان الدولة والاعتراف الأممي بها، إلى تدويل الصراع قانونياً وسياسياً، وسيفتح الطريق لملاحقة إسرائيل في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ومحكمة العدل الدولية.
على الرغم من القيمة السياسيّة الرمزيّة الهامّة التي ينطوي عليها انتساب فلسطين لعضوية الأمم المتحدة والتوصية بالاعتراف بالإعلان عن إقامة الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة، فإن هذين الأمرين لا يفرزان أي آثارٍ قانونيةٍ بحد ذاتهما. فالاعتراف بإقامة الدولة وعضويتها في منظومة الأمم المتحدة مسألتان متباينتان، ولا تتضمن إحداهما الأخرى – ولا تشكّل عضوية الدولة في الأمم المتحدة شرطًا لازمًا لإقامة الدولة ولا تملك الجمعية العامة الصلاحيات التي تخوّلها الإعلان عن إقامة دولةٍ ما.
لا يطالب الفلسطينيون، في سياق مسعاهم إلى الانضمام لعضوية الأمم المتحدة، بحقّهم في إقامة دولتهم المستقلة، بل إنهم يطالبون بالحقوق الناشئة عن وضعهم كدولةٍ قائمة، ولا يطالب الفلسطينيون بحقّهم في السيادة على إقليمهم أو استقلالهم، وإنما يطالبون بالوسائل التي تمكّنهم من ممارسة السيادة والاستقلال على أرض الواقع.
يبدو أنّ التطور الوحيد الذي يمكن أن يطرأ على الصعيد القانوني، نتيجة لإعلان الدولة، هو انضمامها إلى اتفاقية روما المتعلقة بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، بهدف مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين. ومع أنّ تطوّر كهذا هو تطور إيجابي، إلا أنّه لا يضمن مقاضاة مجرمي الحرب، إذ إنّ كون فلسطين دولة، وانضمامها إلى الاتفاقية، سيزيل أحد المعوقات الرئيسية، ولكن ستبقى معوقات أخرى كثيرة، وعلى أي حال، ستمر سنوات عدّة، قبل أن يُفضي أي تحقيق إلى اعتقال أو نتائج. فحتى في هذا المجال، إعلان الدولة لن يكون له التأثير الكبير. أما بالنسبة إلى المكاسب السياسية، فلا يبدو أنّها ستكون كبيرة. لن يؤثر التغيير الاسمي من «سلطة حكم ذاتي» إلى «دولة» على الواقع الميداني أو السياسي. ليس من المتوقع أن يؤدي إعلان الدولة إلى انسحاب إسرائيلي، أو تسليم المعابر الحدودية إلى الفلسطينيين، أو سيطرة الدولة على الموارد الطبيعية، أو المجال الجوي، أو الصادرات والواردات، أو ضمان حرية الحركة. فميدانياً، سيبقى الأمر على ما هو عليه، وسيضطر محمود عباس إلى استصدار تصريح مرور، كلما أراد الخروج من رام الله. ودولياً، لن تتأثر صورة إسرائيل كثيراً، فقد احتلت إسرائيل مناطق تابعة لسيادة دول أخرى، لفترات طويلة، كاحتلالها لسيناء وجنوب لبنان، بل ضمّت مناطق محتلة إلى سيادتها، كما هي الحال في الجولان، ولم تكن لتلك الافعال أيّ تداعيات باستثناء الاستنكار والشجب".
لكن عند الحديث عن المخاطر، والتي تناولها الكثيرون ومنهم قيادات فصائلية، فهي كثيرة وخطيرة وكارثية، أوضح بعضها دراسات قانونية طلبها الفريق المفاوض نفسه – الوثيقة القانونية التي أعدها خبير القانون البروفيسور جاي جودوين جيل، عن جملة المخاطر الكبيرة التي تشكلها مبادرة السلطة الفلسطينية للتوجه إلى الأمم المتحدة – وكذلك دراسات وتحليلات لا تخفى على متابع.
ويمكن تلخيص أهم تلك المخاطر في:
·التنازل عملياً وعالمياً عن 78% من فلسطين التاريخية
·إسقاط حق العودة عملياً، فالدولة المفترضة هي على حدود العام 1967، وسيطرح السؤال التالي في كل مرة تحاول الودلة الدفاع عن حق اللاجئين: إن كانت دولتكم هي دولة الفلسطينيين فلماذا لا يعود الفلسطينيون إليها؟. سيحاول البعض القول بأن منظمة التحرير الفلسطينية ستكون المدافع عن حق الللاجئين، متناسين أن منظمة التحرير نفسه ستكون في مهب الريح فور قبول دولة فلسطين عضواً، ناهيك أن محاولة الحديث عن العودة إلى الديار الأصلية سيعتبر تدخلاً في شؤون دولة أخرى.
·سيتحول الفلسطينيون خارج حدود الدولة إلى مغتربين مقيمين في دولة شقيقة أو صديقة، ويحملون جوازات سفر "فلسطينية" وبلإقامات، وبشكل تلقائي تسقط ولاية "الأونروا" وصفة اللاجيء عنهم، وهو ما تطمح إليه إسرائيل للتخلص من حق العودة.
·منظمة التحرير الفلسطينية والتي تتمتع بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة ستفقد هذه الصفة لصالح تمثيل أقل للشعب الفلسطيني وحقوقه، وستؤدي تلك الخطوة إلى نقل تمثيل الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دولة فلسطين، ما يقود إلى إلغاء الوضعية القانونية التي تتمتع بها منظمة التحرير في الأمم المتحدة منذ عام 1975. وأضاف أن ذلك سيقود إلى وضع لن تكون فيه مؤسسة قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني بأكمله في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المتصلة بها
·حتى بالنسبة لمن يؤمن بالمفاوضات، فإن اسقاط ورقة الدولة الواحدة وبغض النظر عن قناعاتنا يضعف موقف المفاوض الفلسطيني الذي لا يملك أية أوراق قوة، لأن خطوة ايلول ستسقط خيار الدولة الواحدة الذي يعتبر في رأي الباحثين أهم الأوراق التفاوضية في جعبة المفاوض الفلسطيني، حيث أكد ان خيار الدولة الواحدة أكثر ما يرعب الجانب الصهيوني، ويعتبر آخر سلاح في جعبة المفاوض الفلسطيني في حال تعنت الطرف الآخر
·سيفتح اتخاذ مثل هذه الخطوة الباب أمام تنفيذ خطة شارون الأحادية، بحجة أن الجانب الفلسطيني خرق ومن طرف واحد اتفاقية أوسلو، مع قناعتنا أن الاحتلال لا يحتاج لأعذار في ذلك، لكنه سيملك حجة قانونية
·سيتحول الصراع مع الاحتلال من صراع شعب وأرض وحقوق ومقدسات وصراع لإنهاء الاحتلال، إلى صراع على الحدود بين دولتين
·سيمهد الاعلان غير المدروس تهديداً مباشراً لأهلنا في أراضي العام 1948، وسيكون بمثابة نقطة الانطلاق لتطبيق خطة اسرائيل بترحيلهم وايقاء كيانهم دولة لليهود
·سيكون مصير القدس والأراضي الواقعة بين خطي التقسيم و"الأخضر" في مهب الريح
"استحقاق" محكوم بالفشل
المفاوض الفلسطيني يعرف نتيجة توجهه مسبقاً، وبأن لن يحصل على دولة كاملة العضوية، لأن شروط الحصول على عضوية الأمم المتحدة هي:
ميثاق الأمم المتحدة الذي يحدد معايير قبول عضوية الدول ضمن المنظمة الدولية يحدد آلية هذا الإجراء الذي ينص على التالي:
1. على الدولة الراغبة بعضوية الأمم المتحدة تقديم طلب خطي بهذا الخصوص للأمانة العامة لسكرتارية المنظمة
2. يحول الطلب لمجلس الأمن الذي يتمتع بصلاحية قبول أو رفض الطلب
3. تزكية قبول الطلب في المجلس تتطلب موافقة 9 دول اعضاء من اصل 15 دولة عضوة في المجلس بشرط عدم إعتراض اي من الدول الخمسة دائمة العضوية (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا الفدرالية، الصين)
4. إذا تم إقرار قبول الطلب من المجلس حسب الألية اعلاه يتم تحويل الطلب للجمعية العامة التي يتعين عليها التصويت على قبوله بأغلبية الثلثين
وإليكم الملاحظات التالية:
حتى الآن لم تقدم السلطة طلباً خطياً للسكرتارية العامة ولا لمجلس الأمن حسب الألية اعلاه
ولو تم تقديم هذا الطلب إفتراضاً فلن يتم تحويله للجمعية العامة لأن عضواً دائماً في مجلس الأمن على الأقل (الولايات المتحدة) صرحت بوضوح عبر رئيسها ووزيرة خارجيتها أنهم سيرفضوه إن قدم لهم.
الذي يملك صلاحية الدعوة لإجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هو السكرتير العام للمنظمة وهو ملزم بميثاق الأمم المتحدة ولا يستطيع مخالفته ولهذا لا يستطيع الدعوة لإجتماع لمناقشة عضوية فلسطين قبل الحصول على تزكية مجلس الأمن حسب الآلية اعلاه.
ولذلك وبحسب الورقة التي أعدتها مؤسسة الحق، يُتوقَّع أن يؤدّي الطريق المسدود الذي يصل إليه مجلس الأمن في هذا الشأن إلى عوْق الإجراءات ‘الكلاسيكية’ التي تُعمِلها الأمم المتحدة لقبول الدول في عضويتها. ومع ذلك، تستطيع الجمعية العامة بذل بعض المحاولات التي تمكِّنها من التصرف على الرغم من التوصية السلبية التي يخرج بها مجلس الأمن، بما يشمله ذلك من المراسلات التي تجري بين هذين الجهازين والتي يمكن الشروع فيها بسبب التوصية السلبية التي صدرت عن المجلس.
ويقترح البعض، في إطار الردّ على هذه التوصية السلبية، إمكانية توظيف الصلاحيات التي يقرّرها قرار "متّحدون من أجل السلام" الصادر عن الجمعية العامة (والذي يحمل رقم 377) بغية الالتفاف على الطريق المسدود الذي يصل إليه مجلس الأمن ورفع مسألة قبول فلسطين في عضوية الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة. وبما أنه من غير المرجَّح أن يُنظَر إلى الامتناع عن قبول فلسطين في عضوية الأمم المتحدة على أنه يشكّل ‘تهديدًا للسِّلم والأمن الدوليين’، فمن غير المحتمل إنفاذ الصلاحيات التي يشملها القرار المذكور. فقد نظرت محكمة العدل الدولية، في فتواها التي أصدرتها في العام 1950 في قضية قبول دولةٍ في الأمم المتحدة في أهلية الجمعية العامة في سياق الإجراءات التي تُعملها الأمم المتحدة في قبول الدول في عضويتها، وتوصلت إلى نتيجةٍ مفادها أن توصية مجلس الأمن تشكّل شرطًا مسبقًا لتصويت الجمعية العامة على مسألة العضوية، وهي شرطٌ مسبقٌ لقبول دولة في عضوية المنظمة كذلك.
ومن الناحية العملية، فإن أقصى ما تستطيع فلسطين إنجازه من خلال الإجراءات التي تقرّرها هيئة الأمم المتحدة لقبول الدول الأعضاء فيها، في ضوء تصويت الولايات المتحدة الأمريكية المحتمل بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، يتمثّل في استصدار قرارٍ من الجمعية العامة ب"التوصية" بالاعتراف بإقامة دولة فلسطين واستقلالها، و/أو منح فلسطين وضع ‘الدولة المراقبة’ في الأمم المتحدة.
وهذا مما يثير تساؤلات عده حول إصرار القيادة الفلسطينية على التوجه للامم المتحدة رغم كل التحذيرات التي تمس أهم مكونات القضية الفلسطينية، ويدفعنا إلى التساؤل حول جدية الفريق المفاوض في خطوته وفيما إذا كان الأمر لا يتعدى كونه محاولة لفتح باب التفاوض من جديد، أو أن المسألة تتعدى ذلك بما يحمله هذه التعدي من مخاطر تتعلق بطمس هوية منظمة التحرير الفلسطينية وإلغاء حق العودة وغيرها من المخاطر التي تطعن الحركة الوطنية برمتها في صميم فؤادها وتخرجها عن مسارها.

في صف الأعداء

ولأنه "استحقاق" فإن معارضته برأيهم تعني الالتقاء مع نتنياهو وليبرمان في معاداة "خيارات" الشعب الفلسطيني، ليؤكدوا على الموقف الرافض للاحتلال لقيام دولة فلسطينية.

لكن الوقائع تشير أن الاحتلال لا يعارض قيام دولة فلسطينية بل يسعى لذلك جاهداً، ليس فقط بسبب ما ذكرناه سابقاً عن المخاطر التي تصب في مصلحة الاحتلال، لكن أيضاً لأنه هدف استراتيجي معلن وبوضوح من كافة الأطراف الاسرائيلية، وإن كان بشروطهم ورؤيتهم.

وما المعارضة الصوتية والاعلامية من قبل قادة الاحتلال إلا خدعة الهدف منها خداع الجانب الفلسطيني من جهة ومن جهة أخرى الحصول على مكاسب سياسية وقانونية تتمثل في اخذ الشرعية اللازمة لفرض حل من جانب واحد، يتمثل في إعطاء الفلسطينيين دولة داخل الجدار الفاصل.

أما فريق المفاوضات فمن مصلحته إظهار الأمر وكأنه معركة ضد إرادة المحتل، ليصور لاحقاً حصوله على دولة – ان حدث – بأنه انجاز تاريخي وانتزاع من فم الأسد، ليقيم الاحتفالات والسهرات بهذا الانجاز العظيم ليبرر فشله واخفاقه، حتى وان كانت الخطوة هي في صالح الاحتلال ولمصلحته، رغم ما يُمارس من خداع وذر للرماد في العيون.

يقول مازن المصري: وقد يسأل السائل: إذا كان إعلان الدولة قد يؤدي إلى هذه النتائج السلبية، فلماذا ترفضه إسرائيل؟ يمكن تفسير الموقف الإسرائيلي بمحاولة للتقليل من حالة «عدم اليقين» (uncertainty). فمع أنّ إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري وسياسي، إلا أنّ سياستها ترتكز على تجنب المخاطرة والتشبث بالأمر الراهن الذي تستطيع هي تغييره تبعاً لمصالحها، بدون إثارة الكثير من الضجة الإعلامية. فالوضع الحالي في الضفة الغربية هو الأمثل بالنسبة إلى إسرائيل، الأمن مستتب بتمويل فلسطيني - عربي - دولي، والضفة الغربية تحت سيطرتها شبه المطلقة، وهي مفتوحة كسوق للبضائع الإسرائيلية، فلم التغيير إذاً؟ الأفضل من ناحية إسرائيل هو الوصول إلى دويلة فلسطينية (أو كيان سياسي يُسمى دولة)، بتصميم وقياس تمليه إسرائيل، ويقبل به الفلسطينيون، تُظهره للعالم كتنازل كبير، ويضع أمام الفلسطينيين التزامات كبيرة. المسألة بالنسبة إلى إسرائيل إذاً هي مسألة تكاليف العملية، لا مبدأ الدولة بحد ذاته. لقد باتت الدولة الفلسطينية المحدودة السيادة، على جزء من أراضي الضفة الغربية وغزة، موضع الإجماع الصهيوني، بل إنّها مصلحة إسرائيلية، إذ ستحل هذه الدولة «مشكلة» إسرائيل الديموغرافية، من ناحية إنهاء السيطرة المباشرة على الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، تحل بعض التناقضات الداخلية لتعريف الدولة كدولة يهودية، وتطبيع مكانتها السياسية والدولية، ومنحها المزيد من الشرعية.

وما يؤكد هذه القراءة مسارعة عبّاس لنفي أي تحدً للاحتلال أو الادارة الأمريكية، وفي هذا الشأن يقول حسن شاهين: "لكن، لمَ لا يكون محمود عباس ــ الرجل الذي كان عرّاب أوسلو وعُرف طوال تاريخه بدعمه المطلق لنهج التفاوض وللتسوية السلمية ورفضه للمقاومة ــ جاداً في الذهاب في «استحقاق أيلول» إلى منتهاه، والإصرار على إعلان الدولة الفلسطينية بما يتطلبه ذلك بالضرورة من تحدّ للإدارة الأميركية والقوى الدولية الفاعلة الأخرى، والصمود في وجه عِقاب إسرائيل على الأرض؟ الإجابة عن هذا السؤال جاءت على لسان عباس نفسه، حين طمأن غير مرة من يهمّهم الأمر إلى أنّ خطوته هذه لا تهدف أبداً إلى الخروج عن نهج التسوية.ففي خطابه الأخير أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي انعقد قبل أيام (27/7/2011)، شدد على أنّ الذهاب إلى الأمم المتحدة ليس على حساب المفاوضات، والمفاوضات بحسب تعبيره هي: «خيارنا الأول والثاني والثالث»، وأنّه إذا نجح في هذه الخطوة «فسيكون شكل المفاوضات مختلفاً»، وأنّ المفاوضات تبقى الخيار حتى بعد الذهاب إلى الأمم المتحدة. وزاد على ذلك بالتأكيد أنّه لا يريد التصادم مع الولايات المتحدة، بل يرغب في التنسيق معها فقط!" ليزيد في أكثر من مناسبة أن خطوته لا تهدف مطلقاً لنزع الشرعية عن "اسرائيل".
محمود عبّاس صرّح وبالحرف وفي أكثر من ماسبة عن أسباب خطوته، مؤكداً وبشكل مباشر وغير مباشر أنها ليست تحدياً ولا مواجهة، بل هي خطوة تنسيقية وبالتوافق مع الاحتلال والولايات المتحدة، رغم كل ما قيل ويقال عن معارضتهما، وهذه مجموعة حرفية لأقواله

·"ذهابنا للأمم المتحدةلا يعني أننا ضد المفاوضات، ولم نذهب للمنظمة الدولية إلاّ لأن المفاوضات غيرموجودة".
· "لسنا منقطعين عن الإسرائيليين، وأنا شخصيا التقيتالرئيس الإسرائيلي، وكذلك إيهود باراك أكثر من مرة، ولكن لم يأتوا بجديد من أجلتحريك عملية السلام".
"نحن لا نريد من خلالهذه الخطوة عزل إسرائيل، ولا نرغب بذلك، كما أننا لسنا ذاهبون لنزع الشرعيةعنها".
·"لا نريد أن نتحدث بعنترية، فنحن لا نريد مواجهة معالأمريكان، وهم يقدمون للسلطة ومؤسساتها دعم يصل لـ470 مليون دولارسنويا".
· "يدعون أننا نريد نزع شرعيةإسرائيل، وهذا ليس صحيحا، بل نريدأن نمنح الشرعية لأنفسنا للعيش إلى جانب إسرائيل... ونحث الدول العربية علىالاعتراف بها".
·"لدينا تجربة في التعاون ليلنهارمع إسرائيل على المستوىالأمني.. هذا التعاون يتواصل 24 ساعة يوميا من أجل الحفاظ على الهدوء.. سوف نواصلالجهود لمنع الإرهاب"

ومن هنا أيضاً يتم تفيد هذه المعزوفة التي تصف كل من يعارض النهج التفردي العقيم والكارثي بأن في صف الأعداء، وبأن ما يقوله يتلاقى مع طرح الاحتلال، الوقائع تثبت العكس تماماً، لأن من يتقاطع مع مصلحة الأعداء، ويسقط حقوق الشعب الفلسطيني للحصول على نصر وهمي وانجاز فاشل مسبقاً، هو من يعمل ليل نهار لتكريس الاحتلال وتطبيق خططه واضفاء الشرعية عليه.

إلى أين؟

هذا النهج العبثي يقود إلى الهاوية السياسية، ويمكن وصف ما يجري في إطار ما ذهب إليه ماجد عزّام في قوله "مع كل التحفظات والمعطيات السابقة، وبعدما تمّ فرض الاستحقاق بشكل يكاد يكون جبرياً وقهرياً، ولا يجري التعاطي مع الجمهور الفلسطيني بشكل شفاف ونزيه ولا يتمّ شرح الأمور بصدق وصراحة، فلا أحد يقول مثلاً إن من المستحيل الحصول على دولة كاملة العضوية في ظل التهديد الأمريكي باستخدام الفيتو في مجلس الأمن، وأن ما سيتمّ غالبا ًهوالذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على مكانة دولة غير عضو بموافقة ثلتي أعضائها أي مائة وثلاثين دولة ، بينما تعترف الآن بالدولة الفلسطينية مائة وعشر دول تقريباً. والأهمّ من ذلك كله، لا أحد يتحدّث عن صباح اليوم التالي، وأن لا شيء سيتغيّر على الأرض، بل على العكس، قد يزداد الإحباط واليأس، وتبدأ سيرورة تنتهي بانهيار السلطة نفسها وأيضاً دون نقاش مرتب ومنهجي للفكرة، واستعداد وتحسّب لتداعياتها السلبية السياسية والاقتصادية والأمنية على الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني بشكل عام".

ما تمارسه قيادة السلطة هو عملية خداع للنفس قبل أن تكون خداعاً للغير، في ظل صمت وترهل فصائلي لا يستثني أحداً، ومحاولة لتغيير ثوابت وقناعات وأهداف شعبنا، ولتصوير خطوة بائسة وكأنها انتصار تاريخي، ونختم بأن نستشهد بما قاله أحدهم يوماً في رفضه لفكرة الدولة قبل أن يكتب بنفسه إعلانها عام 1988، حيث يطرح محمود درويش في "مديح الظل العالي" عدداً من الإجابات الممكنة لسؤاله "ماذا تريد؟"، مثل العلم والجريدة والسيادة فوق الرماد، لكنّه ما لبث أن رفض تلك الإجابات وسخر منها، وكرر درويش إجابته هو عن تلك الأسئلة، قائلاً: "أنتَ، أنتَ المسألة"، وأنهى قصيدته ساخراً من رمزية فكرة الدولة قائلاً: "ما أوسع الثورة، ما أضيقَ الرحلة، ما أكبَرَ الفكرة، ما أصغَر الدولة!".

قيادة السلطة والمنظمة غير مؤهلة وفاقدة لكل شرعية، ولن تحصل على شيء إلا الحسرة والمذلة، وسيكون مصير استحقاقهم هو مصير مصالحتهم، قفز في الهواء، وصفر وخواء.
الحقوق لا تُمنح بل تنتزع، والمعادلو الصحيحة في وجود احتلال واغتصاب واعتداء هي أنه طالما أن هناك احتلال في أحد أطراف المعادلة، فإن طرفها الآخر هو المقاومة بكل الوسائل المشروعة حتى التحير والعودة، وما دون ذلك عبث وزيف ولن يمكث في الأرض.

لا نامت أعين الجبناء

طالب عوض الله 09-15-2011 10:20 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 



أيلول... إخفاق أسموه استحقاق

د. إبراهيم حمّامي DrHamami@hotmail.com

15/09/2011
دأبت السلطة الفلسطينية وعلى مدار سنوات التفاوض العقيمة، وعند كل اخفاق ومنعطف، على استحداث ما تسميه استحقاقات، دائماً ما تكون مستقبلية، تنفخ فيها الروح إعلامياً، تكثر معها التصريحات واللقاءات، ثم تكون النتيجة لا شيء.
لا يشذ ما يسمونه استحقاق أيلول عن تلك القاعدة، وهي ليست المرة الأولى التي تعلن أو تهدد فيها قيادة التفاوض بإعلان الدولة، وعلى سبيل المثال أعلن عرفات عام 1988 قيام دولة فلسطين ليصبح رئيساً لها، ومع دخول أوسلو حيز التنفيذ وفشلها بعد سنوات، هدد عرفات في العام 1999 بإعلان الدولة الفلسطينية – المعلنة أصلاً والتي كان يرأسها – باعتبار ذلك "استحقاقاً" مع نهاية الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاق أوسلو، ولم تُعلن تلك الدولة.
أما محمود عبّاس والذي ورث سياسة الاستحقاقات من سلفه، فقد شهدنا في عهده استحقاقات رئاسية وتشريعية واستحقاق أنابوليس، ومن بعدها مفاوضات التقريب واللجوء لمجلس الأمن كاستحقاق عربي بداية هذا العام، وكلها كان مصيرها كسابقاتها، حتى وصلنا إلى "استحقاق أيلول" الذي لا قبله ولا بعده للحصول على عضوية دائمة في الأمم المتحدة.
واختيار تعبير "استحقاق" مقصود للإيحاء بأنه حق لا جدال فيه، حان وقته ووقت المطالبة به، وبالتالي فإن أي معترض عليه يقف تلقائياً في خانة الأعداء، وهو أسلوب لإسكات أي صوت معارض باعتباره يتنازل عن "الاستحقاق" الذي رسمه رئيس السلطة، حتى وان كان استحقاقاً وهمياً أو عبثياً أو كارثياً كما هو الحال مع ما يسمونه اليوم استحقاق أيلول، والذي ابتدعوه للخروج من مأزق الاخفاق التفاوضي الفظيع، لا للحصول على اعتراف هو موجود بالأساس ولكن لتحسين فرص المفاوضات كما صرح عبّاس، والذي حدد النتيجة النهائية في حالتي النجاح والفشل، ألا وهي العودة للمفاوضات!
التفرد والتخبط بالقرار الفلسطيني
كلام الليل يمحوه النهار... هذا هو حال قيادة السلطة التي تتخذ من المواقف ما يشبه أغلظ الأيمان لتتراجع عنها لاحقاً، كما حدث مثلاً في عدم العودة للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان، لكن عباس وفريقه عاد إلى واشنطن العام الماضي ليجتمع بنتنياهو ومن بعدها في لقاءات متككررة – لم تتوقف أصلاً – دون وقف الاستيطان ولا حتى جزئياً ولفترة محددة كما اقترحت واشنطن، وكانت منظمة التحرير ولجنتها المركزية أداة تمرير كل القرارات ونقيضها وبحسب الطلب والرغبة.
لا نعرف تحديداً متى وكيف أصبح هدف الشعب الفلسطيني هو دولة بأي ثمن، دولة مسخ مقابل التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني الأخرى، ولا تسجل ذاكرة التاريخ أو ذاكرتنا أن الشعب الفلسطيني استفتي يوماً إن كان هدفه هو دولة مقابل التنازل عن باقي فلسطين مثلاً، لكن ما نعرفه أن سياسة الاستفراد بالقرار هي سياسة موروثة في منظمة التحرير الفلسطينية ومن بعدها السلطة الفلسطينية، والتي خرقت وتخرق حتى ثوابتها المعلنة والمكتوبة كل يوم.
ترفع الفصائل الفلسطينية عقيرتها بالصراخ ضد التفرد بالقرارات وبمصير ومستقبل الشعب الفلسطيني، إلا أنها تقف عند حدود ذلك، فصائل منظمة التحرير خوفاً من انقطاع ميزانيتها الشهرية، وفصائل الممانعة حرصاً على مصالحة وهمية لن تكون ويستغلها عبّاس وفريقه فقط لتمرير سياساته.
لقد عانى وما زال شعبنا يعاني من مآسي التفرد بالقرار، والوصول دائماً لنتائج كارثية على مسيرة قضيته، رغم كل النصائح والفتاوى القانونية التي تحاول ثني فريق التفاوض عن الاستمرار في عبثيته.
وبالرغم من محاولة تصوير هذا "الاستحقاق" على أنه إنجاز كبير، تشير الدراسات والآراء القانونية، إلى أنّ احتمال تحقق النتائج المنشودة ضعيف جداً، بل إنّ هذه المبادرة تحمل في طياتها مخاطر عدّة، قد تكون نتائجها على الفلسطينيين أفدح من نتائج اتفاقية أوسلو.
مكاسب ومخاطر
حتى فيما أسموه استحقاق أيلول، لم يتم تدارس الأمر أو تحليل نتائج التوجه للأمم المتحدة، واعتُمد فقط على دغدغة العواطف والمشاعر، والتجهيز لاحتفالات الرقص والطبل، وإعلان الانتصار مسبقاً، والحشد الاعلامي ومعه الاعلان اليومي وعلى طريقة العدادات عن عدد الدول التي ستؤيد القرار في الجمعية العمومية.
يحاول الفريق المفاوض سرد المكاسب المحتملة من خطوته، وبعيداً عن الشعارات حول المقعد ورفع العلم وغيرها، فإن المكاسب من وجهة نظر عرّاب تلك الخطوة محمود عباس، فأنّ خطة إعلان الدولة ليست من باب الخدعة أو المناورة، أو كما كتب في مقالته في صحيفة نيويورك تايمز، هي ليست "المسرح السياسي"، ومن وجهة نظره، سيؤدي إعلان الدولة والاعتراف الأممي بها، إلى تدويل الصراع قانونياً وسياسياً، وسيفتح الطريق لملاحقة إسرائيل في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ومحكمة العدل الدولية.
على الرغم من القيمة السياسيّة الرمزيّة الهامّة التي ينطوي عليها انتساب فلسطين لعضوية الأمم المتحدة والتوصية بالاعتراف بالإعلان عن إقامة الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة، فإن هذين الأمرين لا يفرزان أي آثارٍ قانونيةٍ بحد ذاتهما. فالاعتراف بإقامة الدولة وعضويتها في منظومة الأمم المتحدة مسألتان متباينتان، ولا تتضمن إحداهما الأخرى – ولا تشكّل عضوية الدولة في الأمم المتحدة شرطًا لازمًا لإقامة الدولة ولا تملك الجمعية العامة الصلاحيات التي تخوّلها الإعلان عن إقامة دولةٍ ما.
لا يطالب الفلسطينيون، في سياق مسعاهم إلى الانضمام لعضوية الأمم المتحدة، بحقّهم في إقامة دولتهم المستقلة، بل إنهم يطالبون بالحقوق الناشئة عن وضعهم كدولةٍ قائمة، ولا يطالب الفلسطينيون بحقّهم في السيادة على إقليمهم أو استقلالهم، وإنما يطالبون بالوسائل التي تمكّنهم من ممارسة السيادة والاستقلال على أرض الواقع.
يبدو أنّ التطور الوحيد الذي يمكن أن يطرأ على الصعيد القانوني، نتيجة لإعلان الدولة، هو انضمامها إلى اتفاقية روما المتعلقة بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، بهدف مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين. ومع أنّ تطوّر كهذا هو تطور إيجابي، إلا أنّه لا يضمن مقاضاة مجرمي الحرب، إذ إنّ كون فلسطين دولة، وانضمامها إلى الاتفاقية، سيزيل أحد المعوقات الرئيسية، ولكن ستبقى معوقات أخرى كثيرة، وعلى أي حال، ستمر سنوات عدّة، قبل أن يُفضي أي تحقيق إلى اعتقال أو نتائج. فحتى في هذا المجال، إعلان الدولة لن يكون له التأثير الكبير. أما بالنسبة إلى المكاسب السياسية، فلا يبدو أنّها ستكون كبيرة. لن يؤثر التغيير الاسمي من «سلطة حكم ذاتي» إلى «دولة» على الواقع الميداني أو السياسي. ليس من المتوقع أن يؤدي إعلان الدولة إلى انسحاب إسرائيلي، أو تسليم المعابر الحدودية إلى الفلسطينيين، أو سيطرة الدولة على الموارد الطبيعية، أو المجال الجوي، أو الصادرات والواردات، أو ضمان حرية الحركة. فميدانياً، سيبقى الأمر على ما هو عليه، وسيضطر محمود عباس إلى استصدار تصريح مرور، كلما أراد الخروج من رام الله. ودولياً، لن تتأثر صورة إسرائيل كثيراً، فقد احتلت إسرائيل مناطق تابعة لسيادة دول أخرى، لفترات طويلة، كاحتلالها لسيناء وجنوب لبنان، بل ضمّت مناطق محتلة إلى سيادتها، كما هي الحال في الجولان، ولم تكن لتلك الافعال أيّ تداعيات باستثناء الاستنكار والشجب".
لكن عند الحديث عن المخاطر، والتي تناولها الكثيرون ومنهم قيادات فصائلية، فهي كثيرة وخطيرة وكارثية، أوضح بعضها دراسات قانونية طلبها الفريق المفاوض نفسه – الوثيقة القانونية التي أعدها خبير القانون البروفيسور جاي جودوين جيل، عن جملة المخاطر الكبيرة التي تشكلها مبادرة السلطة الفلسطينية للتوجه إلى الأمم المتحدة – وكذلك دراسات وتحليلات لا تخفى على متابع.
ويمكن تلخيص أهم تلك المخاطر في:
·التنازل عملياً وعالمياً عن 78% من فلسطين التاريخية
·إسقاط حق العودة عملياً، فالدولة المفترضة هي على حدود العام 1967، وسيطرح السؤال التالي في كل مرة تحاول الودلة الدفاع عن حق اللاجئين: إن كانت دولتكم هي دولة الفلسطينيين فلماذا لا يعود الفلسطينيون إليها؟. سيحاول البعض القول بأن منظمة التحرير الفلسطينية ستكون المدافع عن حق الللاجئين، متناسين أن منظمة التحرير نفسه ستكون في مهب الريح فور قبول دولة فلسطين عضواً، ناهيك أن محاولة الحديث عن العودة إلى الديار الأصلية سيعتبر تدخلاً في شؤون دولة أخرى.
·سيتحول الفلسطينيون خارج حدود الدولة إلى مغتربين مقيمين في دولة شقيقة أو صديقة، ويحملون جوازات سفر "فلسطينية" وبلإقامات، وبشكل تلقائي تسقط ولاية "الأونروا" وصفة اللاجيء عنهم، وهو ما تطمح إليه إسرائيل للتخلص من حق العودة.
·منظمة التحرير الفلسطينية والتي تتمتع بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة ستفقد هذه الصفة لصالح تمثيل أقل للشعب الفلسطيني وحقوقه، وستؤدي تلك الخطوة إلى نقل تمثيل الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دولة فلسطين، ما يقود إلى إلغاء الوضعية القانونية التي تتمتع بها منظمة التحرير في الأمم المتحدة منذ عام 1975. وأضاف أن ذلك سيقود إلى وضع لن تكون فيه مؤسسة قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني بأكمله في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المتصلة بها
·حتى بالنسبة لمن يؤمن بالمفاوضات، فإن اسقاط ورقة الدولة الواحدة وبغض النظر عن قناعاتنا يضعف موقف المفاوض الفلسطيني الذي لا يملك أية أوراق قوة، لأن خطوة ايلول ستسقط خيار الدولة الواحدة الذي يعتبر في رأي الباحثين أهم الأوراق التفاوضية في جعبة المفاوض الفلسطيني، حيث أكد ان خيار الدولة الواحدة أكثر ما يرعب الجانب الصهيوني، ويعتبر آخر سلاح في جعبة المفاوض الفلسطيني في حال تعنت الطرف الآخر
·سيفتح اتخاذ مثل هذه الخطوة الباب أمام تنفيذ خطة شارون الأحادية، بحجة أن الجانب الفلسطيني خرق ومن طرف واحد اتفاقية أوسلو، مع قناعتنا أن الاحتلال لا يحتاج لأعذار في ذلك، لكنه سيملك حجة قانونية
·سيتحول الصراع مع الاحتلال من صراع شعب وأرض وحقوق ومقدسات وصراع لإنهاء الاحتلال، إلى صراع على الحدود بين دولتين
·سيمهد الاعلان غير المدروس تهديداً مباشراً لأهلنا في أراضي العام 1948، وسيكون بمثابة نقطة الانطلاق لتطبيق خطة اسرائيل بترحيلهم وايقاء كيانهم دولة لليهود
·سيكون مصير القدس والأراضي الواقعة بين خطي التقسيم و"الأخضر" في مهب الريح
"استحقاق" محكوم بالفشل
المفاوض الفلسطيني يعرف نتيجة توجهه مسبقاً، وبأن لن يحصل على دولة كاملة العضوية، لأن شروط الحصول على عضوية الأمم المتحدة هي:
ميثاق الأمم المتحدة الذي يحدد معايير قبول عضوية الدول ضمن المنظمة الدولية يحدد آلية هذا الإجراء الذي ينص على التالي:
1. على الدولة الراغبة بعضوية الأمم المتحدة تقديم طلب خطي بهذا الخصوص للأمانة العامة لسكرتارية المنظمة
2. يحول الطلب لمجلس الأمن الذي يتمتع بصلاحية قبول أو رفض الطلب
3. تزكية قبول الطلب في المجلس تتطلب موافقة 9 دول اعضاء من اصل 15 دولة عضوة في المجلس بشرط عدم إعتراض اي من الدول الخمسة دائمة العضوية (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا الفدرالية، الصين)
4. إذا تم إقرار قبول الطلب من المجلس حسب الألية اعلاه يتم تحويل الطلب للجمعية العامة التي يتعين عليها التصويت على قبوله بأغلبية الثلثين
وإليكم الملاحظات التالية:
حتى الآن لم تقدم السلطة طلباً خطياً للسكرتارية العامة ولا لمجلس الأمن حسب الألية اعلاه
ولو تم تقديم هذا الطلب إفتراضاً فلن يتم تحويله للجمعية العامة لأن عضواً دائماً في مجلس الأمن على الأقل (الولايات المتحدة) صرحت بوضوح عبر رئيسها ووزيرة خارجيتها أنهم سيرفضوه إن قدم لهم.
الذي يملك صلاحية الدعوة لإجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هو السكرتير العام للمنظمة وهو ملزم بميثاق الأمم المتحدة ولا يستطيع مخالفته ولهذا لا يستطيع الدعوة لإجتماع لمناقشة عضوية فلسطين قبل الحصول على تزكية مجلس الأمن حسب الآلية اعلاه.
ولذلك وبحسب الورقة التي أعدتها مؤسسة الحق، يُتوقَّع أن يؤدّي الطريق المسدود الذي يصل إليه مجلس الأمن في هذا الشأن إلى عوْق الإجراءات ‘الكلاسيكية’ التي تُعمِلها الأمم المتحدة لقبول الدول في عضويتها. ومع ذلك، تستطيع الجمعية العامة بذل بعض المحاولات التي تمكِّنها من التصرف على الرغم من التوصية السلبية التي يخرج بها مجلس الأمن، بما يشمله ذلك من المراسلات التي تجري بين هذين الجهازين والتي يمكن الشروع فيها بسبب التوصية السلبية التي صدرت عن المجلس.
ويقترح البعض، في إطار الردّ على هذه التوصية السلبية، إمكانية توظيف الصلاحيات التي يقرّرها قرار "متّحدون من أجل السلام" الصادر عن الجمعية العامة (والذي يحمل رقم 377) بغية الالتفاف على الطريق المسدود الذي يصل إليه مجلس الأمن ورفع مسألة قبول فلسطين في عضوية الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة. وبما أنه من غير المرجَّح أن يُنظَر إلى الامتناع عن قبول فلسطين في عضوية الأمم المتحدة على أنه يشكّل ‘تهديدًا للسِّلم والأمن الدوليين’، فمن غير المحتمل إنفاذ الصلاحيات التي يشملها القرار المذكور. فقد نظرت محكمة العدل الدولية، في فتواها التي أصدرتها في العام 1950 في قضية قبول دولةٍ في الأمم المتحدة في أهلية الجمعية العامة في سياق الإجراءات التي تُعملها الأمم المتحدة في قبول الدول في عضويتها، وتوصلت إلى نتيجةٍ مفادها أن توصية مجلس الأمن تشكّل شرطًا مسبقًا لتصويت الجمعية العامة على مسألة العضوية، وهي شرطٌ مسبقٌ لقبول دولة في عضوية المنظمة كذلك.
ومن الناحية العملية، فإن أقصى ما تستطيع فلسطين إنجازه من خلال الإجراءات التي تقرّرها هيئة الأمم المتحدة لقبول الدول الأعضاء فيها، في ضوء تصويت الولايات المتحدة الأمريكية المحتمل بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، يتمثّل في استصدار قرارٍ من الجمعية العامة ب"التوصية" بالاعتراف بإقامة دولة فلسطين واستقلالها، و/أو منح فلسطين وضع ‘الدولة المراقبة’ في الأمم المتحدة.
وهذا مما يثير تساؤلات عده حول إصرار القيادة الفلسطينية على التوجه للامم المتحدة رغم كل التحذيرات التي تمس أهم مكونات القضية الفلسطينية، ويدفعنا إلى التساؤل حول جدية الفريق المفاوض في خطوته وفيما إذا كان الأمر لا يتعدى كونه محاولة لفتح باب التفاوض من جديد، أو أن المسألة تتعدى ذلك بما يحمله هذه التعدي من مخاطر تتعلق بطمس هوية منظمة التحرير الفلسطينية وإلغاء حق العودة وغيرها من المخاطر التي تطعن الحركة الوطنية برمتها في صميم فؤادها وتخرجها عن مسارها.

في صف الأعداء

ولأنه "استحقاق" فإن معارضته برأيهم تعني الالتقاء مع نتنياهو وليبرمان في معاداة "خيارات" الشعب الفلسطيني، ليؤكدوا على الموقف الرافض للاحتلال لقيام دولة فلسطينية.

لكن الوقائع تشير أن الاحتلال لا يعارض قيام دولة فلسطينية بل يسعى لذلك جاهداً، ليس فقط بسبب ما ذكرناه سابقاً عن المخاطر التي تصب في مصلحة الاحتلال، لكن أيضاً لأنه هدف استراتيجي معلن وبوضوح من كافة الأطراف الاسرائيلية، وإن كان بشروطهم ورؤيتهم.

وما المعارضة الصوتية والاعلامية من قبل قادة الاحتلال إلا خدعة الهدف منها خداع الجانب الفلسطيني من جهة ومن جهة أخرى الحصول على مكاسب سياسية وقانونية تتمثل في اخذ الشرعية اللازمة لفرض حل من جانب واحد، يتمثل في إعطاء الفلسطينيين دولة داخل الجدار الفاصل.

أما فريق المفاوضات فمن مصلحته إظهار الأمر وكأنه معركة ضد إرادة المحتل، ليصور لاحقاً حصوله على دولة – ان حدث – بأنه انجاز تاريخي وانتزاع من فم الأسد، ليقيم الاحتفالات والسهرات بهذا الانجاز العظيم ليبرر فشله واخفاقه، حتى وان كانت الخطوة هي في صالح الاحتلال ولمصلحته، رغم ما يُمارس من خداع وذر للرماد في العيون.

يقول مازن المصري: وقد يسأل السائل: إذا كان إعلان الدولة قد يؤدي إلى هذه النتائج السلبية، فلماذا ترفضه إسرائيل؟ يمكن تفسير الموقف الإسرائيلي بمحاولة للتقليل من حالة «عدم اليقين» (uncertainty). فمع أنّ إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري وسياسي، إلا أنّ سياستها ترتكز على تجنب المخاطرة والتشبث بالأمر الراهن الذي تستطيع هي تغييره تبعاً لمصالحها، بدون إثارة الكثير من الضجة الإعلامية. فالوضع الحالي في الضفة الغربية هو الأمثل بالنسبة إلى إسرائيل، الأمن مستتب بتمويل فلسطيني - عربي - دولي، والضفة الغربية تحت سيطرتها شبه المطلقة، وهي مفتوحة كسوق للبضائع الإسرائيلية، فلم التغيير إذاً؟ الأفضل من ناحية إسرائيل هو الوصول إلى دويلة فلسطينية (أو كيان سياسي يُسمى دولة)، بتصميم وقياس تمليه إسرائيل، ويقبل به الفلسطينيون، تُظهره للعالم كتنازل كبير، ويضع أمام الفلسطينيين التزامات كبيرة. المسألة بالنسبة إلى إسرائيل إذاً هي مسألة تكاليف العملية، لا مبدأ الدولة بحد ذاته. لقد باتت الدولة الفلسطينية المحدودة السيادة، على جزء من أراضي الضفة الغربية وغزة، موضع الإجماع الصهيوني، بل إنّها مصلحة إسرائيلية، إذ ستحل هذه الدولة «مشكلة» إسرائيل الديموغرافية، من ناحية إنهاء السيطرة المباشرة على الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، تحل بعض التناقضات الداخلية لتعريف الدولة كدولة يهودية، وتطبيع مكانتها السياسية والدولية، ومنحها المزيد من الشرعية.

وما يؤكد هذه القراءة مسارعة عبّاس لنفي أي تحدً للاحتلال أو الادارة الأمريكية، وفي هذا الشأن يقول حسن شاهين: "لكن، لمَ لا يكون محمود عباس ــ الرجل الذي كان عرّاب أوسلو وعُرف طوال تاريخه بدعمه المطلق لنهج التفاوض وللتسوية السلمية ورفضه للمقاومة ــ جاداً في الذهاب في «استحقاق أيلول» إلى منتهاه، والإصرار على إعلان الدولة الفلسطينية بما يتطلبه ذلك بالضرورة من تحدّ للإدارة الأميركية والقوى الدولية الفاعلة الأخرى، والصمود في وجه عِقاب إسرائيل على الأرض؟ الإجابة عن هذا السؤال جاءت على لسان عباس نفسه، حين طمأن غير مرة من يهمّهم الأمر إلى أنّ خطوته هذه لا تهدف أبداً إلى الخروج عن نهج التسوية.ففي خطابه الأخير أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي انعقد قبل أيام (27/7/2011)، شدد على أنّ الذهاب إلى الأمم المتحدة ليس على حساب المفاوضات، والمفاوضات بحسب تعبيره هي: «خيارنا الأول والثاني والثالث»، وأنّه إذا نجح في هذه الخطوة «فسيكون شكل المفاوضات مختلفاً»، وأنّ المفاوضات تبقى الخيار حتى بعد الذهاب إلى الأمم المتحدة. وزاد على ذلك بالتأكيد أنّه لا يريد التصادم مع الولايات المتحدة، بل يرغب في التنسيق معها فقط!" ليزيد في أكثر من مناسبة أن خطوته لا تهدف مطلقاً لنزع الشرعية عن "اسرائيل".
محمود عبّاس صرّح وبالحرف وفي أكثر من ماسبة عن أسباب خطوته، مؤكداً وبشكل مباشر وغير مباشر أنها ليست تحدياً ولا مواجهة، بل هي خطوة تنسيقية وبالتوافق مع الاحتلال والولايات المتحدة، رغم كل ما قيل ويقال عن معارضتهما، وهذه مجموعة حرفية لأقواله

·"ذهابنا للأمم المتحدةلا يعني أننا ضد المفاوضات، ولم نذهب للمنظمة الدولية إلاّ لأن المفاوضات غيرموجودة".
· "لسنا منقطعين عن الإسرائيليين، وأنا شخصيا التقيتالرئيس الإسرائيلي، وكذلك إيهود باراك أكثر من مرة، ولكن لم يأتوا بجديد من أجلتحريك عملية السلام".
"نحن لا نريد من خلالهذه الخطوة عزل إسرائيل، ولا نرغب بذلك، كما أننا لسنا ذاهبون لنزع الشرعيةعنها".
·"لا نريد أن نتحدث بعنترية، فنحن لا نريد مواجهة معالأمريكان، وهم يقدمون للسلطة ومؤسساتها دعم يصل لـ470 مليون دولارسنويا".
· "يدعون أننا نريد نزع شرعيةإسرائيل، وهذا ليس صحيحا، بل نريدأن نمنح الشرعية لأنفسنا للعيش إلى جانب إسرائيل... ونحث الدول العربية علىالاعتراف بها".
·"لدينا تجربة في التعاون ليلنهارمع إسرائيل على المستوىالأمني.. هذا التعاون يتواصل 24 ساعة يوميا من أجل الحفاظ على الهدوء.. سوف نواصلالجهود لمنع الإرهاب"

ومن هنا أيضاً يتم تفيد هذه المعزوفة التي تصف كل من يعارض النهج التفردي العقيم والكارثي بأن في صف الأعداء، وبأن ما يقوله يتلاقى مع طرح الاحتلال، الوقائع تثبت العكس تماماً، لأن من يتقاطع مع مصلحة الأعداء، ويسقط حقوق الشعب الفلسطيني للحصول على نصر وهمي وانجاز فاشل مسبقاً، هو من يعمل ليل نهار لتكريس الاحتلال وتطبيق خططه واضفاء الشرعية عليه.

إلى أين؟

هذا النهج العبثي يقود إلى الهاوية السياسية، ويمكن وصف ما يجري في إطار ما ذهب إليه ماجد عزّام في قوله "مع كل التحفظات والمعطيات السابقة، وبعدما تمّ فرض الاستحقاق بشكل يكاد يكون جبرياً وقهرياً، ولا يجري التعاطي مع الجمهور الفلسطيني بشكل شفاف ونزيه ولا يتمّ شرح الأمور بصدق وصراحة، فلا أحد يقول مثلاً إن من المستحيل الحصول على دولة كاملة العضوية في ظل التهديد الأمريكي باستخدام الفيتو في مجلس الأمن، وأن ما سيتمّ غالبا ًهوالذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على مكانة دولة غير عضو بموافقة ثلتي أعضائها أي مائة وثلاثين دولة ، بينما تعترف الآن بالدولة الفلسطينية مائة وعشر دول تقريباً. والأهمّ من ذلك كله، لا أحد يتحدّث عن صباح اليوم التالي، وأن لا شيء سيتغيّر على الأرض، بل على العكس، قد يزداد الإحباط واليأس، وتبدأ سيرورة تنتهي بانهيار السلطة نفسها وأيضاً دون نقاش مرتب ومنهجي للفكرة، واستعداد وتحسّب لتداعياتها السلبية السياسية والاقتصادية والأمنية على الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني بشكل عام".

ما تمارسه قيادة السلطة هو عملية خداع للنفس قبل أن تكون خداعاً للغير، في ظل صمت وترهل فصائلي لا يستثني أحداً، ومحاولة لتغيير ثوابت وقناعات وأهداف شعبنا، ولتصوير خطوة بائسة وكأنها انتصار تاريخي، ونختم بأن نستشهد بما قاله أحدهم يوماً في رفضه لفكرة الدولة قبل أن يكتب بنفسه إعلانها عام 1988، حيث يطرح محمود درويش في "مديح الظل العالي" عدداً من الإجابات الممكنة لسؤاله "ماذا تريد؟"، مثل العلم والجريدة والسيادة فوق الرماد، لكنّه ما لبث أن رفض تلك الإجابات وسخر منها، وكرر درويش إجابته هو عن تلك الأسئلة، قائلاً: "أنتَ، أنتَ المسألة"، وأنهى قصيدته ساخراً من رمزية فكرة الدولة قائلاً: "ما أوسع الثورة، ما أضيقَ الرحلة، ما أكبَرَ الفكرة، ما أصغَر الدولة!".

قيادة السلطة والمنظمة غير مؤهلة وفاقدة لكل شرعية، ولن تحصل على شيء إلا الحسرة والمذلة، وسيكون مصير استحقاقهم هو مصير مصالحتهم، قفز في الهواء، وصفر وخواء.
الحقوق لا تُمنح بل تنتزع، والمعادلو الصحيحة في وجود احتلال واغتصاب واعتداء هي أنه طالما أن هناك احتلال في أحد أطراف المعادلة، فإن طرفها الآخر هو المقاومة بكل الوسائل المشروعة حتى التحير والعودة، وما دون ذلك عبث وزيف ولن يمكث في الأرض.

لا نامت أعين الجبناء

طالب عوض الله 09-16-2011 08:17 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 

نظرات في الحملات الصليبية المعلنة على المسلمين[1]


مع أننا قد عاصرنا تلك الحروب واكتوينا بنارها وما جرّت علينا من البلاوي والويلات التي عانينا منها كثيراً ولا نزال، إلا أنه يصعب علينا حصرها، فقد تشابكت خيوطها من حملاتٍ أعلِن عنها وحملات لم يعلن عنها بل تمت بخفاء وسرية مع أنها كانت أشد خطراً وأبلغ أثراً، ولتداخل بعضها في خفايا وخبايا البعض الآخر.
والمقصود بالبحث الحملات الصليبية الحديثة من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين التي استهدفت القضاء على دولة الخلافة، والحملات المسعورة التي أعقبتها بهدف استعمار العالم الإسلامي والحيلولة دون عودة الخلافة من جديد، ولغاية ما قبل تاريخ 11 أيلول 2001.
ولكي يتم الربط الصحيح لواقع الحروب الصليبية المتوالية على بلاد المسلمين، فبعد ثمانية غزوات ( 1099هـ – 1270 م. ) قادها باباوات وحكام ورهبان نصارى أوروبا على بلاد المسلمين بجيوش جرارة عَبأ وأشعَل قادتها الجنود المحاربين بكل طاقات الحقد والغل بحيث كان يتغنى جنودها حملة الصليب بأغنية الحقد التي تفسر الهدف والغاية من تلك الغزوات الحقودة ومكنونات قلوب أصحابها: لا تبكِ علي يا أمي، أنا ذاهب لقتال الأمة الملعونة، أنا ذاهب لقتل المسلمين.... كسب فيها الصليبيون جولات وجولات، احتلوا في بعضها معظم بلاد الشام، وأقاموا بها الممالك والإمارات، وتعرض ملك الكرك للقوافل في البر والبحر خاصة قوافل الحجاج المتوجه لمكة نهبا وتقتيلا، ووصل قطاع الطرق من جنوده إلى ميناء جدة في الحجاز قاصدين حجيج بيت الله الحرام وبيت الله الحرام نفسه، وأمعنوا في المسلمين تقتيلا وتشريدا، وأهلكوا الحرث والنسل، خاصة في بيت المقدس، ودنسوا أولى القبلتين وثالث ألحرمين الشريفين "المسجد الأقصى" بتحويله إلى إسطبل لخيولهم.توجهوا في نهايتها وبعد فشلهم الذريع في السيطرة على بلاد الإسلام وأمة الإسلام التي قاتلتهم بقيادة المخلصين من حكامها الذين أعلنوا الجهاد لقتال الكفار الغازين، وكان أشهر المعارك معهم معركة حطين في شمال فلسطين بتاريخ: 25 ربيع ثاني سنة 583 هـ، ومعركة تحرير القدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي في 22.10.1187 م.، وسقوط أخر معاقل الصليبيين وهو " حصن عكا " سنة 1291 م. على يد " السلطان الأشرف خليل بن قلاوون "، توجهوا في معاركهم توجها آخر بالإضافة للحروب العسكرية.
وبتوجيه من قادتهم السياسيين خاصة أسافين الحقد والمكر الإنجليز ووزير خارجيتهم غلادستون بالذات. توجهوا إلى الحملة الصليبية للقضاء على دين المسلمين ودولة الخلافة حتى يستطيعوا النصر على المسلمين، بواسطة الدسائس والمؤامرات والغزو الفكري. يقول " لورنس براون ": ( إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي. ) أما " غلادستون " رئيس وزراء بريطانيا سابقاَ، وأحد أشهر المنبهين للقضاء على الإسلام عن طريق الغزو الفكري فيقول: ( ما دام القرآن موجوداَ في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان.)
جاء في تعقيب " الدكتور أحمد عبد الرحمن " على كتاب الشيخ " سِفر بن عبد الرحمن الحوالي " المسمى " وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية في الخليج " المطبوع سنة 1991م.: ( كانت أول المحاولات الجدية لسحق الإسلام في مهده العربي عقب صيحة أطلقها البابا في فرنسا حين دعا لوقف الحروب الداخلية بين نصارى أوروبا، وتوجيه طاقات الحقد كلها إلى مسلمي المشرق العربي تحت دعوى تحرير بيت المقدس من أيدي الكفار المسلمين !! وكان الاتفاق الاقتصادي بين البابا وملوك أوروبا هو تقاسم أراضي المشرق والسيطرة على الطرق التجارية التي تعبر بلاد المسلمين لتصل أوروبا بالهند والصين. استمرت الحروب الصليبية حوالي قرنين من الزمن وانتهت بهزيمة الغرب عسكريا. ولكن اقتبس الغرب علوم المسلمين وبدأ بها عصر النهضة في أوروبا التي تعتبر الركيزة العلمية لنهضة الغرب الحالية. وأيقن الغرب أن الأمة الإسلامية ما زالت على درجة عالية من الصلابة بسبب شدة حماسها لدينها وقرآنها وأن دولها رغم ما يعتريها من وهن قادرة على ردع أوروبا بل تهديدها. من هنا جاءت مخططات صليبية تدور حول غزو الأمة الإسلامية فكريا للفصل بينها وبين دينها.
في محاولتهم لاكتشاف طريق بحري للهند اكتشف الصليبيون أهمية الخليج الإسلامي وبدأوا عملية احتلاله لتأمين خطوطهم البحرية إلى الهند. ثم آلت السيطرة عليه إلى بريطانيا العظمى وفي عهد سيطرتها تم اكتشاف النفط وخططت بريطانيا الحدود السياسية لمشيخات الخليج. وحددت بشكل دقيق العائلات المنتقاة للحكم. ثم آلت المنطقة بأكملها إلى الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
مرة أخرى يمتزج الهدف الديني الاعتقادي مع الهدف الاقتصادي. وتصبح الحملة الصليبية الحالية ضد الخليج وجزيرة العرب تحركا صليبيا دوليا تحت شعار الاستيلاء على البترول " لتعديل خطأ صنعه الله ( سبحانه وتعالى عما يصفون ) لأنه في زعمهم وضع تلك الثروة الضخمة في مكان لا يستحقه."والهدف الاعتقادي الصليبي هو توجيه الضربة النهائية والقاضية للإسلام في القلب مباشرة " مكة والمدينة " على يد البحرية الأمريكية تساندها جيوش صليبية. )[2]
يقول " باترسون سميث " في كتابه " حياة المسيح الشعبية " ( باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاَ خطيراَ وقع بعد ذلك، حينما بعثت إنكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة. إن حملة أللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية ألأولى هي الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة.) [3]لذلك فإن هذا القائد الصليبي الحاقد يتبجح عند دخوله القدس الشريف يرفع صوته قائلاَ: اليوم انتهت الحروب الصليبية.وينتهزها " لويد جورج " وزير خارجية بريطانيا فرصة سانحة حين هنأ الجنرال أللنبي بانتصاره على المسلمين، ليصف تلك الحرب::الحرب الصليبية الثامنة.لذا فلم يكن غريباَ ولا مُستهجناَ على الجنرال الفرنسي " غورو " حين تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق، التوجه فوراَ إلى قبر قاهر الصليبيين " صلاح الدين الأيوبي" ويركله بقدمه قائلاَ: ها قد عُدنا يا صلاح الدين.
وقد تحقق لهم النصر الكامل على المسلمين بعد زوال دولة الخلافة الإسلامية ( العثمانية ) في اسطنبول ( القسطنطينية / الآستانة ) بمساعدة ودسائس ومؤامرات عملائهم المجرمين من العرب والأتراك دعاة القوميتين العربية والطورانية ويهود الدونمة وعملاء الفكر الغربي والمضبوعين بحضارته وتقدم علومه، سنة 1343 هـ / 1924 م.، فتم لهم السيطرة التامة على بلاد المسلمين واستعمارها. فقاموا بتقطيع أوصال الدولة الواحدة إلى دويلات هزيلة أقاموا عليها عملاء ونواطير لهم من أبناء المسلمين، أعطوهم ما يسمى بالاستقلال وألقاب الملوك والرؤساء والأمراء والمشايخ وغيرها............ التي وصفها شوقي بقصيدة "نكبة دمشق"

بني سورية اطرحوا الأماني وألقوا عنكم الأحــلام ألقوا



فمن خدع السياسة أن تغروا بألقاب الإمــارة وهي رقُ



وللمســتعمرين وان ألانوا قلوب كالحــجارة لا ترقٌ



رَماكِ بطيشهِ ورما فرنســا أخو حرب به صلف وحمقٌ



دم الثوار تعرفه فرنســـا وتعلم أنه نور وحــــقٌ


ويستمر الدكتور أحمد عبد الرحمن قائلا: ( بعد الحرب العالمية ألأولى سقطت دولة الخلافة (العثمانية) على يد القوى الصليبية العظمى ( بريطانيا وفرنسا ) – ذلك السقوط الذي قاد إلى نتائج مدمرة في قلب العالم الإسلامي – وأهم النتائج : تجزئة المنطقة العربية إلى دويلات مصطنعة تحكمها أنظمة حكم من اختيار وإعداد وتربية إمبراطورية الصليب الدولية. تلك الأنظمة قامت بتهيئة الأجواء العربية لتقبل الضربة الصليبية النهائية ضد القلب الإسلامية " مكة والمدينة". وضربة القلب سبقتها ضربة قوية جدا من منطقة القلب فلسطين – حيث سيطر اليهود على أرض فلسطين – في خطوتهم قبل النهائية للسيطرة على المقدسات الإسلامية جميعا. وفي حديثه عن الحشود لغزو العراق 1991م.: ( بلغت القوات الأميركية في السعودية والخليج حوالي نصف مليون جندي، أكثر من ثلاثين ألف منهم نساء مقاتلات وعدد كبير لم يُعلن عنه من اليهود الذين أدوا احتفالاتهم الدينية بإشراف حاخامات من إسرائيل في مدينة خيبر وفي كل المدن السعودية والخليجية التي تواجدوا بها. بل يتحدث الآن مفكرون صليبيون في أمريكا وغيرها في إجلاء المسلمين من مناطق النفط في الجزيرة والخليج. ) [4]
وجعلوا من خريطة " سايكس بيكو " ( 16.05.1916 م. ) التي رسمها لهم الفرنسيين والإنجليز أعتا وألد أعدائنا، جعلوا من تلك الخريطة دستورا ومرجعا يرجعون إليه ويحافظون عليه ويتحاكمون إليه في محاكم الكفار، لحل خلافاتهم و لفض نزاعاتهم حول حدود حاراتهم ومشيخاتهم وإماراتهم، ولسد الثغرات المقصودة به والتي قصد منها راسمها إبقاء الشقاق والنزاع والخلاف بينهم، بهدف الإبقاء عليهم كنواطير لمصالح المستعمرين، وللحيلولة دون عودة دولة الخلافة وتوحد المسلمين كافة في كنفها. وكمثال على ذلك تحاكُم دولة الإمارات وقطر حول الحدود أمام محاكم الكفار بموجب قانون خارطة سيكس بيكو، وتحاكم دولة الإمارات ودولة السعوديين حول الحدود بينهم إلى خريطة سايكس بيكو، والمنطقة المحايدة المتنازع عليها بين السعوديين والكويت والعراق، والحارة المتنازع عليها بين أمارتي الشارقة وعجمان العضوين في دولة الإمارات الخليجية، وتحاكم دولة مصر ودولة يهود بصفتهم جيرانه أصحاب فلسطين، حول منطقة طابا المتنازع عليها بينهم، هل هي من حدود مصر أم من حدود فلسطين التي ورثها اليهود، وذلك أمام محاكم الكفار بقانون سايكس بيكو.
كما جعلوا من ميثاق الأمم المتحدة قانوناَ ملزماَ لكل الدول في العالم، تلك القوانين التي وصفوها بالشرعة الدولية والقانون الدولي، وجعلوا من " مجلس الأمن " شرطيا يتدخل في سيادة الدول وفي شؤونها الداخلية، ومن المفروغ منه أن جميع قرارات الأمم المتحدة " ألأسرة الدولية " يتم فرضها والتحكم بها من قبل الدول الخمسة أصحاب النفوذ جميعهم أو بعضهم لتأمين مصالحهم على حساب مصالح باقي الدول.
وباختصار شديد وبهدف فهم واقع " منظمة الأمم المتحدة " ومنظماتها وهيئاتها ومجالسها المتفرعة، وقوانينها وقراراتها التي أخذت أسماء "القانون الدولي" و " الشرعية الدولية"، التي يتحاكم إليها حكامنا وتتحكم في رقابهم ومصائرهم وفي رقاب ومصائر شعوبهم قراراتها، والتي تأسست عام 1945م.، على أنقاض سابقتها " عصبة ألأمم المتحدة ". أنها استمرار لما يسمى " الأسرة الدولية النصرانية " و " القانون الدولي " التي انبثقت عن " مؤتمر وست باليا " الذي عقدته بعض الدول النصرانية في غرب أوروبا عام 1648. ( فأساس نشأة القانون الدولي أن الدول الأوروبية النصرانية في أوروبا تجمعت على أساس الرابطة النصرانية من أجل الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، فأدى ذلك لما يسمى بالأسرة الدولية النصرانية، واتفقت على قواعد فيما بينها، منها التساوي بين أفراد هذه الدول بالحقوق، ومنها أن لهذه الدول نفس المباديء والمثل المشتركة، ومنها أن جميع هذه الدول تسلم للبابا الكاثوليكي بالسلطة الروحية العليا على اختلاف مذاهبها، فكانت هذه القواعد نواة القانون الدولي.)[5] إلا أن اجتماع الدول النصرانية بقي بلا تأثير لطغيان نظام الإقطاع وتسلط الكنيسة على الدول، وفي صراع تلك الدول مع تلك المعوقات نتج عنه زوال نظام الاقطاع وازالة سلطة الكنيسة عن الشؤون الداخلية والخارجية للدولة مع بقائها نصرانية، ( وقد أدى هذا إلى وجود دول قوية في أوروبا، ولكنها لم تستطيع مع ذلك الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، وظل الحال كذلك حتى منتصف القرن السابع عشر أي حتى سنة 1648م.، وفي هذه السنة عقدت الدول الأوروبية النصرانية مؤتمرا هو مؤتمر وستفاليا. وفي هذا المؤتمر وضعت القواعد الثابتة لتنظيم العلاقات بين الدول الأوروبية النصرانية، ونظمت أسرة الدول النصرانية في مقابل الدولة الإسلامية، فقد وضع المؤتمر القواعد التقليدية لما يسمى بالقانون الدولي، ولكنه لم يكن قانونا دوليا عاما وإنما كان قانونا دوليا للدول الأوروبية النصرانية ليس غير، ويحظر على الدولة الإسلامية الدخول في الأسرة الدولية، أو انطباق القانون الدولي عليها، ومن ذلك التاريخ وُجد ما يسمى بالجماعة الدولية، وكانت تتكون من الدول ألأوروبية النصرانية جميعا بلا تمييز بين الدول الملكية والدول الجمهورية أو بين الدول الكاثوليكية والدول البروتوستانية. ) [6]
الا أنها كانت أول الأمر قاصرة على دول غرب أوروبا فقط وهي الدول المجتمعة في المؤتمر، وفيما بعد انضمت إليها سائر الدول ألأوروبية النصرانية، ثم شملت الدول النصرانية غير الأوروبية، ولكنها ظلت محرمة على الدولة الإسلامية إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث أًصبحت الدولة الإسلامية في حالة هزال وضعف حيث سميت بالرجل المريض. ( وحينئذ طلبت الدولة العثمانية الدخول في الأسرة الدولية فرفض طلبها، ثم ألحت بذلك إلحاحا شديداً فاشترط عليها شوطا قاسية، منها عدم تحكيم الإسلام في علاقاتها الدولية، ومنها إدخال بعض القوانين الأوروبية، فقبلت الدولة العثمانية هذه الشروط، وخضعت لها، وبعد قبولها أن تتخلى عن كونها دولة إسلامية في العلاقات الدولية قبل طلبها، وأدخلت الأسرة الدولية 1856 ميلادية، ثم بعد ذلك أدخلت دول أخرى غير نصرانية كاليابان.)[7]
ولذلك يعتبر مؤتمر وستفاليا هو الذي نظم القواعد التقليدية للقانون الدولي. وبناء على قواعده هذه وجدت الأعمال السياسية بشكل متميز ووجدت الأعمال الدولية الجماعية. ووضعت قوانين وتشريعات لهم تناسب الغاية والهدف. وان وُسِعَت بعد ذلك" الأسرة الدولية النصرانية " لتصبح "ألأسرة الدولية "، لكي تتحكم النصرانية بمصائر جميع الدول غير النصرانية، فضمت دول العالم الأخرى تحت لوائها بعد هدم دولة الخلافة، إلا أنها لم تسمح بأن يخرج " القانون الدولي " وقرارات المنظمة ومجلس ألأمن عن قانون " الأسرة الدولية النصرانية " لذا فقد كرست الصلاحية في القول الفصل في القرارات للدول العظمى " أصحاب حق النقض الخمسة Veto " داخل " مجلس الأمن ألدولي"، أما الأعضاء العشرة الآخرين، فلإعطاء وَهْم الدولية على هذا المجلس، علما أن لا سلطان لهم على إصدار القرارات حتى لو أجمع مجموعهم، حيث يحق لعضو واحد من الأعضاء الخمسة نقض هذا الإجماع باستعماله حقه المشروع وهو " الفيتو Veto " أي أن واقع بقية ألأعضاء أنهم " شهود زور".

وعندما اجتاح جيش العراق الكويت وأزال تلك الدويلة من الوجود بتاريخ 2/8/1990، جُنّ جنون كل الحكام العرب وشهداء الزور من السفهاء مشايخ السلاطين، لأن في عمله اعتداء على استقلال دولة قامت بناء على خريطة سيكس بيكو، وكان مبرر الغزو المعلن أن الكويت ذات المساحة البالغة 18000 كلم2 كانت قبل تقسيم الإنجليز للمنطقة قائممقامية تابعة لولاية البصرة العراقية في تقسيمات دولة الخلافة العثمانية، وبناء على اعتداء العراق على استقلال دويلة قائمة بموجب دستور سيكس بيكو فقد جَرّت أمريكا جيوشها وآلات حربها الجهنمية في غزو صليبي غاشم ( أسموه: عاصفة الصحراء بتاريخ: 17/1/1991م.) استهدف تدمير العراق والاستيلاء على موارده بحجة تحرير الكويت، يساندها ويشاركها كل دول العالم بما فيهم حكام المسلمين عربا وعجما، بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 29.11/1991 . وبعد أن تم لهم احتلال العراق الذي سحب جيشه من الكويت بتاريخ 25/2/1991 تعرض هذا البلد وأهله للإبادة الشاملة وتدمير المباني وخنق الاقتصاد وإهلاك الحرث والنسل، ومن سنة 1992 حتى اليوم حيث بدأ الهجوم الثاني عليه بالغارات الجوية المدمرة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا تحت غطاء مجلس الأمن، وتحت سمع ونظر ومباركة كل دول العالم بما فيهم حكام المسلمين عربا وعجما، وفرض عليه الحصار الشامل والتحكم في صادراته ووارداته ( قانون النفط مقابل الغذاء)، ودمرت أسلحته بيده وبيد الكفار، وفرضت الجاسوسية والإهانة عليه بحجة التفتيش على سلاح الدمار الشامل الذي يملكه، فعانى هذا الشعب المسلم من الأهوال التي لم تعانِ منها أمة على الإطلاق، وما زال.
ورد في كتاب " أضواء على العلاقات الدولية والنظام الدولي ": ( ولما قام العراق باحتلال الكويت في 2 آب سنة 1990، وجد بوش فرصته، فحشد العديد من دول العالم بما فيها الدول الأوروبية والاتحاد السوفييتي في تجمع سماه حلفاً يمثل الشرعية الدولية. قام بوش باستعادة الكويت تحت غطاء الشرعية الدولية، ثم تجاوزها ليضرب العراق باستعراض للعضلات لم يسبق له مثيل. تصرّف وكأنه آيزنهاور يقود قوات الحلفاء لتحرير فرنسا من ألمانيا النازية، وحقق مظهر قيادة العالم ومظهر زعامته له. وبعد أن حقق النصر على العراق مع نهاية شهر شباط 1991، بشّر بوش في 6 آذار، وفي معرض الفخر، بميلاد نظام عالمي جديد............ تمخضت حرب الخليج عن وضع المنطقة عملياً تحت المظلة الأمريكية، ووفرت للولايات المتحدة آلية للنفاذ إليها متى شاءت وأنى شاءت ولكن دون أن تتمكن من أخذ دولها، وأوجدت فورة آنية في الشعب الأمريكي. لكن تلك الفورة ما لبثت أن توارت خلف سحب الذاكرة مما أدى إلى فشل بوش وشعاره المنادي بالتركيز على المسرح الخارجي، وفاز كلينتون وشعاره المنادي بالتركيز على المسرح الداخلي........... وقبل أن يخلي بوش البيت الأبيض، عمد إلى إضافة مغامرة خارجية جديدة إلى مغامراته السابقة، فدفع بالقوات الأميركية إلى الصومال في عملية أطلق عليها " إعادة الأمل ". وقد قصد من تلك العملية أن يضيف مجداً جديداً لأمجاده، وأن يجعل من التدخل الخارجي لقضايا إنسانية اداة من أدوات السياسة الخارجية ألأمريكية؛ كما هو الحال في حقوق الإنسان. ولكن بوش اضطر أمام اصرار الدول ألأخرى لأن يجعل التدخل باسم ألأمم المتحدة وتحت علمها إلى جانب قوات من دول أخرى عديدة ممال أضعف من قدرة الولايات المتحدة على المناورة، ودفع بعمليتها على طريق الفشل.)[8]
وتسابق سفهاء المسلمين من الحكام ومشايخ السلطان جُند إبليس لتبرير اشتراكهم المباشر في الغزو الصليبي بالمال والرجال أن العراق اعتدى على دولة قائمة بموجب الاتفاقات والقوانين الدولية ودستور سيكس بيكو مخالفاَ بذلك الشرعية الدولية شريعة الكفر، شريعة الكاوبوي، فالواجب عندهم التحاكم للطاغوت وقوانينه لا شرع الله، وقد صُعق الناس حين سماعهم الفتاوى الباطلة ممن كانوا يظنون فيهم الخير والصلاح ممن كانوا يعتبرونهم من العلماء من أمثال محمد متولي شعراوي ومحمد حسين هيكل وخالد محمد خالد وشيخ الأزهر ومفتي مصر والشيوخ الوهابيين النجديين وغيرهم.... أما شيخ قناة الجزيرة الإنجليزية وشيخ الإسلام في العصر الحديث كما يلقبونه " يوسف القرضاوي" فقد أفتى مع غيره من أشباهه بفتوى تجيز للمسلمين من رعايا الولايات المتحدة بالانضمام للجيش الصليبي المستهدف المسلمين في العراق وأموالهم وأعراضهم ومستهدفا دين الإسلام، بحجة المحافظة على حق المواطنة والعيش في هذا البلد الكافر مُعملين زورا وبهتانا في فتواهم على رخصة الاضطرار الذي لا يجوز استعماله شرعاً إلا في أكل ما حرم الله في حالة الإشراف على الموت. وكان شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ومفتي الوهابية وغيرهم من علماء السوء قد أفتوا لحكام المسلمين بجواز قتالهم وإرسال جيوشهم تحت مظلة الصليبيين في محاربتهم المسلمين في العراق الذي اعتدى على دويلة الكويت القائمة بموجب الشرعية الدولية وقوانين الأمم المتحدة !!!!. وفي ذلك يقول الشيخ بن لادن في خطبة عيد الأضحى 1423 هـ: ( قال تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم. وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمان دولة ورجال. فهؤلاء رجال الدولة الذين يُحَرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام في الشهر الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم . وإنما تركز الدولة على علمائها وتظهرهم في برامج دينية للفتوى من أجل دقائق معدودة يحتاجهم فيها النظام كل مدة لإضفاء الشرعية عليه وعلى تصرفاته كما أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين فأمر علمائه فأصدروا الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتاوى المداهنة.)[9]
وللبيان ولسهولة الربط، فقد أتى غزو الكويت وإزالة دويلته وما أعقبه مما نتحدث عنه بعد حرب دامية حصدت ملايين المسلمين وأهلكت مواردهم وممتلكاتهم في معركة الثماني سنوات الغاشمة بين نظامي الحكم الكافرين في العراق وإيران، والتي بدأت سنة 1980 ووضعت أوزارها مخلفة الكوارث والمصائب التي لا يزال يعاني منها المسلمون حتى اليوم بتاريخ 08/08/1998 .خلافاَ لحديث الرسول : ( لا ترجعوا بعدي كفاراَ، يضرب بعضكم رقاب بعض.)



[1] - كتاب : نظرات في الحروب الصليبية المعلنة على بلاد المسلمين – طالب عوض الله

[2] - سفر عبد الرحمن الحوالي - وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية
في الخليج . 1991م.

[3] - باترسون سميث – حياة المسيح الشعبية.

[4] - سفر الحوالي – المصدر السابق

[5] مفاهيم سياسية لحزب التحرير . الطبعة الثالثة 1389هـ/1969م.

[6] المصدر السابق.

[7] المصدر السابق.

[8] - محمد موسى – أضواء على العلاقات الدولية والموقف الدولي.

[9] - أسامة بن لادن – خطبة عيد الأضحى 1423 هـ .

طالب عوض الله 09-17-2011 09:44 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 



رؤساء ومرتزقة



عبد السلام البسيوني



albasuni@hotmail.com


من الكلمات التي حرفت عن معناها الإيجابي الكريم – ككثير من الألفاظ العربية في العقود الأخيرة – كلمة المرتزق، فمعناها في أصل الوضع اللغوي: الباحث عن رزقه بالعمل الحلال الجاد، تقول العرب: ارتزق الرجلُ اللهَ تعالى إذا طَلب منه سبحانه الرزق، وارتزق من تجارِته، أو حرفته، إذا تعيَّش منها، والمرتزِقةُ: أصحاب الجرايات والرّواتب المقدّرة! ومثله في العامية (الأرزُقي) وكذا المسترزق الذي تحدث عنه ابن زريق البغدادي في يتيمته:

واللهُ قسَّم بين الناسِ رزقَهمُ .... لم يخلقِ اللهُ مخلوقًا يضيِّعهُ


لكنهم مُلئوا حرصًا فلست ترى .... مسترزقًا وسوى الغاياتِ يُقنعهُ

ثم طرأ معنًى عرفي جديد (حضاري) وغبي، فقد اقتصرت دلالة كلمة المرتزقة على أولئك الجنود المدربين المساعير، الذين يحاربون في أي جيش، من أجل المال فقط! ويقومون بمجازر وعمليات تذبيح تيب لها النواصي وتقشعر الأبدان!
ويكتسح شباك السينما الأمريكية الآن فيلم المرتزقة The Expendables من بطولة الأخ المتحضر سلفستر استالوني، الذي يحكي عن مجموعة من المأجورين الذين ارتكبوا مذبحة هائلة بقصد الإطاحة بديكتاتور يحكم إحدى دولة خيالية في أمريكا الجنوبية، كما رأينا من هؤلاء في فييتنام ولاوس وكمبوديا والعراق وأفغانستان وغيرها!
وهؤلاء المرتزقة يأتون من كل البلاد، ومن كل الأعمار، وهناك سماسرة ومقاولو أنفار (متعهدو توريد) لكن بأسماء أكثر تحضرًا مثل: الإتش آر، أو الهيومان ريسورسس، أو الموارد البشرية!
وهم درجات ومستويات: فالمرتزق الأبيض غير الأسود، والأميركي أو الغربي غير الأفريقي، من حيث الراتب، ومن حيث المعاملة، ومن حيث الحرص عليه!
وبمجرد أن يصل هذا المرتزق للشركة الخفية الغامضة (الإرهابية) التي اشترت روحه – بمقابل يومي أو أسبوعي أو شهري، وبمرتبات كبيرة بالعملة الصعبة - يجد من يدربه على العنف والقتل والتسلل والتطرف في الاستهانة بالأرواح، وتزوده بالسلاح النادر المدمر: قنابل، ورشاشات متطورة، وسلاح أبيض، ومتفجرات، وأدوات تفجير، وأدوات تجسس، ونظارات للرؤية الليلية، وكل ما يعين على أداء المهمات القذرة التي استأجر للقيام بها!
وقد صدرت كتب عديدة عن استعمال الغربيين للمرتزقة في حرب العراق، خلال السنتين الماضيتين – كما كتبت الشرق الأوسط - منها: «كلاب الحرب: الذين يحاربون حروب غيرهم»، و«مرتزقة: جنود المال، من قديم الزمان إلى حرب الإرهاب»، و«بلاكووتر: أكبر شركة مرتزقة في العالم»، و«رخصة للقتل: استئجار قتلة في حرب الإرهاب»، و«طريق الجحيم: رسائل من مرتزقة في العراق»، و«شركات المقاتلين: ظاهرة الجيوش الخاصة» وآخرها «قوانين الولد الكبير: مرتزقة أميركا في العراق» من تأليف ستيف فينارو، مراسل جريدة «واشنطن بوست» في العراق منذ الغزو ولثلاث سنوات تالية. وبسبب هذا الكتاب نال جائزة «بوليتزر» في الصحافة (قسم مخبر دولي)!
ولهم شركات كثيرة وكبيرة سيئة السمعة – ولا أدري أين القانون الدولي منها، وكيف ترخَّص، ومن يديرها، ومن يدرب جنودًها؛ غير أباطرة الحرب في الدول الكبرى الإرهابية: أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل وغيرها، تلك الدول (الديمقراطية، المتحضرة، التي تدين الإرهاب، ولا ترى النوم يا عيني من أجل حقوق الإنسان) وهي التي أرسلت للقذافي عشرات الألوف من المرتزقة، وزودت بمئات الآلاف منهم العراق، وأفغانستان، وفلسطين، ودولة جنوب السودان الوليدة التي قرأت أنها تستعين بها لتمرير احتفالات الاستقلال فيها! والعديد من دول آسيا وأفريقيا بالمرتزقة لدعم الانقلابيين، كما حصل في ليبيريا وجزائر القمر وغيرها!
ومن أسوأ شركات توريد المرتزقة شركة الماء الأسود الأمريكية العالمية! Black Water Worldwide المرتبطة بمنظمة فرسان القديس يوحنا، والتي تأسست وفق القوانين الأمريكية التي تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة، وتعرضت لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب "مرتزقة بلاك ووتر: جيش بوش الخفي" وقامت بفظائع ومجازر في العراق تكشف عن مدى (تحضر) الأمريكان، و(نزاهة) جنودهم الأشاوس، و(شرف) المرتزقة الذين استعان بهم الجيش الأمريكي ودلاديله من السياسيين العراقيين الروافض!
وكونها مرتبطة بفرسان يوحنا (أو فرسان القديس يوحنا) ((بالإنجليزية: Sovereign Military Order of Malta‏)، سوفرين ميليتري أوردر أوف مالطا، أو فرسان مالطا) تلك الفرقة العسكرية أو الجماعة الدينية الصليبية القديمة قدم الحروب الصليبية، أمر له دلالة ينبغي ألا تغيب عن أذهان المسلمين بحال!
وقد كتب اللواء الركن مهند العزاوي بعنوان: جيوش الظلام - جنود المصائب (المرتزقة)
شركات الخدمات العسكريةالخاصة في العراق أدوراها القذرة وقدراتها:
(أن الارتزاق أصبح اليوم علنيًّا، وأن لهم متعهدين عسكريينخاصينMilitary Private Contractors وأنهم يقومون بأدوار خفية، وبمهام قذرة، وبخسائر لاتحسب على الجهد العسكري العام؛ ما يصرف الأنظار عن حجم الخسائر الحقيقية في ساحةالمعركة، وأن لشركة بلاك ووتر تاريخًا أسود في الجرائم ضد البشريةفي زيمبابوي وساحل العاج والسودان وأفغانستان والعراق! ولإضلال الناس عن حقيقة هذه الشركات القذرة فإنهم يطلقون عليه:شركات إدارة المخاطر Risk Management Companies)!
وكم اضطر أبناء المستعمرات للقتال عن مستعمريهم، وحمايتهم بأنفسهم وأرواحهم، غباء، أو خيانة، أو عمالة!
هل سمعت عن الفيلق الهندي سيدي القارئ؟
إن حكايته (تقطر تحضرًا، وتعكس نفسية الإنجليز المتقدمين) سمعتها من فم المفكر العظيم (المنسي) والكاتب الفذ الأستاذ محمد قطب متع الله به..
ومفادها أن الإنجليز (أجداد الأخ المتحضر توني بلير، بتاع الأخلاق البريطانية) في الحرب العالمية الثانية، كان يفتحون الطريق أمام جنودهم – قبل اختراع كاسحات الألغام - بقطعان من الكلاب والحمير والدواب، فإذا كان بالطريق ألغام مزروعة انفجرت في هذه الدواب، ونجا البشر من الموت والتشويه..
ولما لم يجدوا حميرًا كافية وكلابًا، وهم يقطعون صحراء العلمين التي لا تزال مليئة حتى يومنا هذا بالألغام، اضطروا لإيجاد حل..
وبسهولة وجدوه!
فقد استحمروا الهنود، وأرسلوا الفيلق الهندي المعاون لهم، يفتح لجنودهم ذوي الدم الأزرق الطريق.. بأجساد وأرواح الحمير الهنود!
وبعد الوصول كتب قائدهم لرئيسه: وصلنا/ لم نفقد أحدًا من جنودنا/ وهلك الفيلق الهندي عن آخره! تخيل!
وبلغ من استحمارهم هذا الهندي (المرتزق كرهًا) – وهم في بلاده – أن الضابط الإنجليزي كان إذا أراد أن يركب حصانه، جاءه الهندي (ابن البلد) فانحنى ليضع الخواجة رجله على ظهره، ويركب الفرس!
وفي إسبانيا طلب الجنرال الصليبي فرانكو من المغاربة أن يساعدوه في قمع ثورة شعبه، فأكره ملك المغرب مواطنيه على الذهاب لقتال الإسبان، ليرسم لهم بعد ذلك هو وشعبه الصليبي المتعصب أسوأ صورة لكائن بشري على الأرض، فقد رأيت كتابًا عن الصورة النمطية للمغربي في التاريخ الإسباني، تجعله حيوانًا لا إنسانًا، وكائنًا أبله غبيًّا متخلفًا بينه وبين العقل والتحضر مسافات شاسعات!
على كل حال فإن المرتزق - في العادة - فاتح طريق، أو كاسح ألغام، أو كاسر للمقاومة، بحكم شراسته، وتدربه العالي، وإمكاناته العسكرية، والأسلحة التي يحملها!
ونفسيته نفسية وحشية وأبعد ما تكون عن الأخلاق والقيم والدين، فهو يقتل الأطفال، ويغتصب النساء، ويدنس المقدسات، ويقتل جماعيًّا، ويدمر مساحات شاسعة، ويستخدم الأسلحة شديدة التدمير والخطر، ولا يبالي بقوانين دولية، أو محلية، ولا أعراف.. بل يستمتع بالقتل والذبح، كما رأينا من هؤلاء الأمريكان الشواذ الذين كانوا يلتقطون الصور بجانب جثث القتلى ذبحًا وهم يبتسمون ويمرحون! وكما رأينا من الصهاينة الذين أبادوا مساحات هائلة في غزة دون أن يطرف لهم جفن!
وهو غالبًا بائس يائس أو مقامر مغامر، أو مدمن شرس، ولا أشك لحظة أن المرتزقة المصريين (في ثورة 25 يناير) كانوا مجموعة بلطجية مدمني مخدرات وأصحاب سوابق وجرائم تكفي إحداها للإعدام!
وللمرتزق ثمنه لا شك، فاللعبة مقامرة/ روليت روسي/ فهو بين أن يتلقى أجرًا، أو يعود مشوهًا ذا عاهات، أو يموت فلا ينال مما اتفق عليه شيئًا..
وأزعم أنه ما دام كذلك فإنه بلا ولاء إلا للمال، أي إنه سيوالي من يدفع أكثر: خصمه الذي جاء لقتاله، أو شركته التي لم تدفع له ما يشبع نهمه!
ومن المرتزقة من يعمل عينًا/ جاسوسًا/ مرشدًا، كالمعلم يعقوب، وشاور، وابن العلقمي، وأشباههم..
ومنهم من يعمل مقاتلاً، وهم الكثرة، القاسية القلوب، الشرسة النفوسة، الفاقدة للعقول!
ومنهم من ينظِّف مكان الجريمة، وهم الأكثر دهاء ومكرًا، والأثبت قلبًا، والأقدر على المفاجأة والمراوغة!
ما علي من هذا كله لكن دعوني أطرق نقطة أخرى من جوانب الارتزاق:
ما حكم رئيس الدولة الذي يؤجر المرتزقة ضد شعبه؟
ما حكم المؤسسة الأمنية (الشرطة/ أمن الدولة/ المخابرات) التي تؤجر البلطجية والجرّاية وحاملي السنج والبلط لترويع شعبها؟ وكيف يتعامل القانون معها؟
ما حكم الدولة أو المؤسسة الأمنية التي يكون عدد المرشدين والبلطجية الرسميين والمستأجرين ثلاثة أمثال الجيش الرسمي للدولة!؟
ما حكم النظام الذي ثبت باليقين استئجاره لهجامة من راكبي الجمال والخيول، والمشاة الذين يقفون بجوار الشرطة الرسمية، شاهرين المدى، حاملين السيوف؛ لتنفيذ المهام القذرة ضد الشعب!
ما حكم الرئيس الذي يرتزق ويتجسس ضد دولته وجيرانه لصالح عدوها (كالملك إياه) والذي يتقاضى من عدوه العمولات، وينسق معه أموره الداخلية.. وذلك المختلس، الذي يقوم بالسرقات الاستئصالية، ويبيع الأصول لصالحه!
وشيء آخر مهم: هل المرتزقة فقط قتلة وتجار حروب؟
هل يوجد مثقفون مرتزقة وأقلام مرتزقة وأحزاب مرتزقة وساسة مرتزقة؟
أليست هنالك أقلام مرتزقة مهمتها الاغتيال المعنوي للشرفاء، وتدمير الأبرياء، وخنق كل صوت حر، ووطني شريف؟
أليس هناك إعلاميون مرتزقة يقدمون وصلات رقص للحاكم بأمره، يسبحون بحمده ويقدمون له الصلاة؟
ألم يكن هناك قضاة مرتزقة تبوؤوا كراسيهم بالظلم والأحكام الجائرة؟
ألم يكن هناك أكاديميون مرتزقة خانوا العلم والأمانة والوشاح الذي يلبسونه وتحولوا لزمارين في الحزب الوثني!؟
أريد آراء قانونية، ونصوصًا دستورية، ومعايير أخلاقية في الحكم على هذه الطائفة التي لا توجد حتى في عالم الضباع!
------------------
في قصيدته (مفقودات) قال مطر:
زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ/ بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
وحينَ زارَ حَيَّناقالَ لنا: هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أَحَـدًا فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ!
فقالَ صاحِـبي حَسَـن: يا سيّـديأينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ؟/ وأينَ تأمينُ السّكَـنْ؟/ وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ؟/ وأينَ مَـنْيُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ؟
يا سـيّديلـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبدًا!
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ: أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي! أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي!؟
شُكرًا على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي/ سـوفَ ترى الخيرَ غَـدًا.
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا/ ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا: هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أحَـدًا فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ!
لم يَشتكِ النّاسُفقُمتُ مُعْلِنـًا: أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ؟/وأينَ تأمينُ السّكَـنْ؟/ وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ؟/ وأينَ مَـنْيُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ؟
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي/ وَأيـنَ صاحـبي حَسَـن؟


مرسل من العضو : د. وجدي غنيم


gwagdy@gmail.com

طالب عوض الله 09-19-2011 08:56 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 


أيها الأهل في تونس" الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان "
بقلم : عاهد ناصرالدين

صرح أردوغان عقب لقائه مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي إن "الإسلام والديمقراطية لا يتعارضان، والمسلم قادر على قيادة الدولة بنجاح كبير"
أمام هذا التصريح نتساءل:-
هل الإسلام الذي ينظم مختلف أنشطة الحياة كدين من الله – تعالى - يلتقي مع الديمقراطية كنظام وضعي ينظم الحياة السياسية وخيار معاصر للدولة والحكم ؟
ألا يعلم أردوغان أن المبدأ الإسلامي والمبدأ الديمقراطي متناقضان مناقضة تامة في الأساس والأصول والفروع ؟؟
وقد يقول بوجود تشابه في بعض الفروع فهل يعتبر هذا مبرراً للخلط بينهما ؟؟
ألا يعلم أردوغان أن الديمقراطية كفر ـ والإسلام إيمان .
وهذه أهم وأبرز نقاط التناقض بين الإسلام والديمقرطية :-
1- أساس المبدأ الديمقراطي من وضع البشر؛ فيعطي البشر صلاحية التشريع من دون الله – تعالى - .
أما أساس نظام الحكم في الإسلام فهو من الوحي الإلهي ، والتشريع فيه من حق الخالق وحده.
2- الحكم في المبدأ الديمقراطي يقوم على فكرتين :-
أ- السيادة للشعب.
ب- الشعب مصدر السلطات.
أما نظام الحكم في الإسلام يقوم على:
أ- السيادة للشرع وليست للشعب.
ب- السلطان للأمة، وهي تُنيب عنها من يطبق الشرع وينفذه.
3- بما أن السيادة للشعب في المبدأ الديمقراطي فالشعب هو الذي يسن القوانين.
ولكن في الإسلام الوحي هو المصدر الوحيد للقوانين ،والأمة تنيب عنها من يطبق عليها الشرع.
4- يتم اختيار الحاكم في المبدأ الديمقرطي لمدة مؤقتة تتراوح بين أربع وست سنوات.
بينما الخليفة فإنه يكون مدى الحياة ما لم يطرأ عليه ما يستحق عزله .
5- ينقسم المجتمع في ظل الديمقراطية إلى موالاة ومعارضة.
أما في الإسلام فلا ينقسم المجتمع إلى قسمين, بل تقوم الأمة أومن ينوب عنها كمجلس الأمة بمحاسبة الحاكم, وان استحق العزل شرعاً تتولى محكمة المظالم عزله ؛ فإما الطاعة لولي الأمر مع محاسبته, وإما العزل.
6- الديمقراطية لا تهتم بالمصدر الذي يجب أن تؤخذ منه الأفكار المتعلقة بالعقيدة, ولا الأفكار المتعلقة بالحضارة ولا الأحكام .
بينما الإسلام فإنه يُلزم معتنقيه بأن يأخذوا كل ما جاء به القرآن والسنة النبوية كمصدر للعقيدة وللحضارة وللأحكام الشرعية، قال تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
لذلك يحرم اخذ أفكار الغرب أو عقيدته الرأسمالية أو حضارته ووجهة نظره. والديمقراطية نظام غربي نابع من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الحياة.
7- الديمقراطية نابعة من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الدولة, بل تفصل الدين عن كل شؤون الحياة كلها، لذا يقولون: " ما لقيصر لقيصر وما لله لله ".
أما الإسلام فإنه بقضي بعدم الفصل بين الدين والدولة ولا بين الدين والحياة، أي وجوب تسيير الحياة والدولة بأوامر الله ونواهيه أي بالإحكام الشرعية.
8- الحياة في الديمقرطية تقوم على النفعية البحتة, ولا تقيم وزناً لغير القيم المادية النفعية؛ وبالتالي فإن الحضارة الغربية مبنية على المنفعة والمصلحة .
أما الإسلام الحياة فيه تقوم على أساس روحي هو الإيمان بالله تعالى, وجعل الحلال والحرام مقياسا لجميع الأعمال في الحياة.
9- السعادة في الديمقراطية هي الحصول على أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية.
لكن السعادة في الإسلام هي نوال رضوان الله – عز وجل - .
10- الديمقراطية تقدس الحريات؛
فالحرية في المفهوم الغربي ليست تحرير الإنسان من الرق فالرقيق لم يعد لهم وجود. وهي ليست التحرر من الإستعمار؛ بل هي التي تستعمر الشعوب، فلا يظن أحد أن الحريات الغربية هي معارضة الاستعمار، بل الحريات عندهم أربع:
أولاً: حرية المعتقد أو العقيدة: فيحق للإنسان عندهم أن يعتقد العقيدة التي يريدها دون ضغط أو أكراه كما يحق له أن يترك عقيدته ودينه للتحول إلى عقيدة جديدة أو دين جديد, وفي نظرهم يحق للفرد التحول إلى النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الشيوعية بمنتهى الحرية.
ثانياً: حرية الرأي: ويجوز في ظل الديمقراطية للفرد أن يحمل أي رأي أو فكر وان يقول أي رأي أو فكر وأن يدعو لأي رأي أو فكر. وأن يعبر عن ذلك بأي أسلوب وليس للدولة أو للأفراد حق منع أي إنسان من ذلك, بل إن القوانين تُسَن عندهم لحماية حرية الرأي, وتحمي الآراء التي تخالف الدين أو تتهجم عليه ولو كانت تهاجم الأنبياء والرسل ، كإساءة بابا الفاتيكان للرسول- ، وإساءة الرسام الكاريكاتيري للرسول – – واعتبار هذه الإساءات حرية رأي .
ثالثاً: حرية التملك: وهي الحرية التي أفرزت النظام الرأسمالي في الإقتصاد, فأوجدت فكرة استعمار الشعوب ونهب خيراتها, وهي تبيح للإنسان أن يمتلك المال بواسطة السرقة المقنّعة وبواسطة الربا والإحتكار والغش, والقمار والغبن الفاحش, والزنا، واللواط واستخدام جمال المرأة وأنوثتها للكسب المادي, وبواسطة صناعة الخمر وبيعها .
وقد بان عوارها ووجها البشع القبيح ، وما الأزمة الإقتصادية العالمية التي يشهدها العالم اليوم إلا بسبب تطبيق الرأسمالية .
رابعاً: الحرية الشخصية: وهي في النظام الديمقراطي حرية الإنفلات من كل قيد, وحرية التحلل من كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية وهذه الحرية تبيح للشاب والفتاة ممارسة أي سلوك لا أخلاقي على مرأى من الجميع, سراً وعلانية, وحرية ممارسة الشذوذ الجنسي, وشرب الخمر, وتمرد الشاب أو الفتاة على أولياء أمورهم بحجة الحرية الشخصية؛ تلك الحرية التي أثمرت مرض الإيدز وغيره من الأمراض ، وما الأوبئة التي تجتاح البشرية كمرض جنون البقر وانفلونزا الخنازير إلا نتاج الديمقرطية .
أما الإسلام فإنه يعتبر الحريات بالمفهوم الغربي حراماً ومخالفاً للشرع .
والحرية بالمفهوم الإسلامي لا وجود لها إلا في الإنعتاق من العبودية للبشر والتي هي الرِّق الذي لم يعد موجوداً ، وإذا ذكرت الآن فإنها لاتعني سوى الحريات الغربية.
والمسلم يفخر بعبوديته لله- تعالى -, وهي أكرم صفة يتصف بها المسلم, ومن كمال العبودية أن يطيع العبد أوامر المعبود.
وموقف الإسلام من الحريات الغربية فهو على النحو الآتي :
أولاً: حرية المعتقد:- لا يجوز للمسلم أن يتحول من دين إلى دين أخر قال ( من بدل دينه فاقتلوه ), سواء كان المرتد فردا أم جماعة.
ثانياً: حرية الرأي:- الرأي في الإسلام مقيد بالإحكام الشرعية وليس حراً فهو إما:
أ- رأيٌ حرام قوله: كالغيبة والنميمة, وقذف المحصنات ومهاجمة الإسلام والطعن فيه.
ب- أو رأيُ مشروع قوله: مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومحاسبة الحكام ، قال رسول الله – – ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
ثالثاً: حرية التملك:
التملك في الإسلام مقيد بالشرع فلا يجوز للإنسان أن يتملك كما يشاء. وأسباب التملك الشرعية كالعمل ( بكل فروعه كالتجارة والصناعة والزراعة والخدمات ), والإرث, والهبة, والوصية.
رابعاً: الحرية الشخصية:-
الإسلام حرم الإنفلات من العقال الذي يسمى الحرية الشخصية, فالشخص ليس حراً في أن يؤذي نفسه أو ينهي حياته بالإنتحار، أو أن يقترف الزنا واللواط تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يتهرب من الإنفاق على والديه العاجزين تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يخرج الفتى مع عشيقته أو العكس بحجة الحرية الشخصية, والإسلام لا يجيز للشاب أن يتحرش بالفتاة في الشارع أو أن يسمعها كلاماً منافياً للحشمة والوقار, ولا حتى أن يقبل زوجته على مرأى من جمهور الناس.
أمام هذا التناقض الواضح تم طرح فكرة ومصطلح الوسطية أو الحل الوسط ، الذي لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الإعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظة ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي هو – في رأيهم – قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة .
وبعد صراع مرير بين الفريقين ، اتفقوا على حل وسط ، وهو الإعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان والخالق ، على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة ، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة ، عقيدة لمبدئهم ، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي ، الذي نهضوا على أساسه ، ثم حملوه إلى غيرهم من الناس بطريقة الإستعمار.
فتكون الوسطية أو الحل الوسط فكرة غريبة عن الإسلام ، يريد الغربيون ومن والاهم من المسلمين أن يلصقوها بالإسلام ، من أجل تسويقها للمسلمين باسم الإعتدال والتسامح ، والقصد منها هو حرفنا عن حدود الإسلام وأحكامه الفاصلة. ويتم تسويق الوسطية عبر الفضائيات وعلماء السلاطين .
وبدل أن ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدّعون أنها موجودة في الإسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفردية والجماعية ، وبين الواقعية والمثالية ، وبين الثبات والتغيير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا إفراط ولا تفريط ...
وأمام هذا التناقض تم طرح فكرة الإسلام المعتدل ( الإسلام الأمريكي) ، وسمعنا ونسمع عن دعمه من الغرب ووصف القائمين عليه بالأصدقاء والمعتدلين !!
ويبدو أن قادة الغرب قد أيقنوا أن عودة الإسلام للحكم باتت حتمية ، نظراً لتوجه المسلمين نحو تطبيق الإسلام في معترك الحياة بإقامة الخلافة ؛ فعمدوا إلى خط آخر وهو تمييع هذا الإسلام ، من خلال طرح فكرة ما يسمى بالإسلام المعتدل .
ومن الممكن أن توصل دول الكفر هؤلاء (المعتدلين) إلى الحكم في أي لحظة ، ليكونوا سداً أمام عودة الإسلام الحقيقي والخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .
إن فكرة التقاء أو اشتراك الإسلام مع الديمقرطية من العقبات التي يضعها الغرب أمام قيام دولة الخلافة في محاولة لطمس حضارة الإسلام وتشويه صورته . لقد سقطت كل المبادئ ولم يبق إلا الإسلام لذلك يريدون الآن أن يلبسوا الحق بالباطل بعد أن تلمست الأمة طريق النهضة .
أيها الأهل في تونس
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :«يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَفَعَلَ([1]). وفي رواية «ذاق طعم الإيمان» .
هذا الخطاب الموجه لأبي سعيد رضي الله عنه ، خطاب للأمة كلها.
فمَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّالم يطلب غير الله. قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ 5 وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }
ومن رضي بِالْإِسْلَامِ دِينًا رضي بالإسلام كاملا وبما جاء به، وكفر بما سواه .
ومن رضي بِمُحَمَّدٍ- - نَبِيًّا رضي بجميع ما أرسل به وبلغه إلينا من العقيدة والأحكام الشرعية .
فلا تنخدعوا بهذه الأقوال ،وكونوا واعين على المؤامرات الفكرية الخبيثة ضدكم وضد دينكم وضد أمتكم ،وكونوا على بينة من أمركم، آخذين بالأحكام الشرعية لكل أمرٍ مستندين على العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أنظمة فقط ،وارفضوا كل ما هو مناقض لعقيدتكم آت من الشرق أو الغرب فلا تطرف ولا اعتدال ولا وسطية ولا قومية ولا ديمقراطية ولا اشتراكية ؛بل هو التمسك بالإسلام وحده وبالأدلة الشرعية وحدها ، سواء منها المتعلقة بالمعالجات والسلوك الفردي أو المتعلقة بالطريقة وإقامة دولة الخلافة ؛ فإنها حبل النجاة للمسلمين من واقعهم السيئ .
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6} سورة الكافرون .

طالب عوض الله 09-21-2011 08:56 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 



هل الأمم المتحدة هي التي ستعيد لفلسطين مكانتها أم أنها ستعطي يهود " الشرعية" في احتلالها ؟؟



بقلم : عاهد ناصرالدين
مضت عدة عقود على تأسيس الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقد ظهر للقاصي والداني كيف أنه مجند لخدمة سياسات الغرب والمصالح الأمريكية ؛ذلك أن مجلس الأمن وغيره من مؤسسات الأمم المتحدة هي أداة طيِّعة في يد الدول العظمى في كل وقت وحين ،أما الدول الضعيفة فلا وجود لها على الساحة الدولية ولا تأثير لها عند اتخاذ القرارات أو صياغتها إلا الحضور .
فكم من قرارٍ صدر عن هذا المجلس لصالح العرب ولم يُنفذ ؟
وكم من مشاريع القرارات تم وأدها وإسقاطها لأنها لا تلائم مصالح ورغبات الدولة الأولى في العالم .
هذه حقيقة مجلس الأمن وعلينا أن ندركها جيدا ولا يصح التعامي أو التغاضي عنها .
وعلى الأمة إن كانت فعلا تريد العزة والرفعة أن تنفض يدها من هذه المؤسسات الصدِأة المسمومة القاتلة .
ولا تعلق آمالها على مجلس الأمن في استصدار أي قرار؛ذلك لأن أمريكا لن تقف ضد يهود ولن تقف إلى جانب المسلمين البتة .
وفي هذه الأيام يتم اللجوء للأمم المتحدة لانتزاع اعتراف بدولة على الورق .
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد معرفة واقع الأمم المتحدة ومجلس الأمن
هل الأمم المتحدة هي التي ستعيد لفلسطين مكانتها أم أنها ستمكن يهود من اغتصابها وإعطائهم" الشرعية" في احتلالها ؟؟
فلسطين لها مكانتها عند المسلمين وهي مسرح الصراعات بين الأنبياء ومن عاداهم
فلسطين هي البلد الوحيد الذي لم يخرج الرسول – - من الحجاز إلا إليه؛ ففتحت فتحا قرآنيا في حادثة الإسراء والمعراج {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء 1، وفتحت فتح جهاد على يد الخليفة عمر بن الخطاب الذي نال شرف تسلم مفاتيحها بنفسه .
وهي من البلاد التي لا تُشد الرحال إلا إليها .
قال رسول الله :"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام،ومسجدي هذا،والمسجد الأقصى"رواه الشيخان.
فلسطين هي الباروميتر لقياس نبض وحرارة الشعوب ، وكما قيل : إذا أردت أن تعرف حال الأمة الإسلامية فانظر إلى حال بيت المقدس أي فلسطين
وهي محط اهتمام العالم أجمع ، وقد أدرك الكفار مدى أهميتها حيث انتشرت بينهم مقولة " من يسيطر على فلسطين فقد ساد العالم" .
وها هي سيطرة يهود التي تمثل خط الدفاع المتقدم لصالح الغرب .
وظل المسلمون محافظين على فلسطين في ظل خلافتهم وعلى مر تاريخهم ؛ابتداءً من صلاح الدين الأيوبي الذي استرد فلسطين من أيدي الصليبيين في شهر رجب ، وانتهاءً بالسلطان عبد الحميد ، وليسمع كل من لديه عقل وبصيرة ماذا قال السلطان عبد الحميد لهرتزل حين راوده عن فلسطين. قال: «إن فلسطين ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، واذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حي، فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة العثمانية. من الممكن أن تقطع أجسادنا ميتة، وليس من الممكن أن تشرح ونحن على قيد الحياة .
عندما غزا الجراد المدينة المنورة دعا رسول الله الله أن يصرفه عنهم إلى بيت المقدس، فقال الصحابة: يا رسول الله، إنه إذاً يؤذيهم، فقال عليه السلام: (لا يعمَّر فيها ظالم) يعني في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. حقاً إنها الأرض التي لا يعمر فيها ظالم، ففيها كانت نهاية الدولة الرومانية الشرقية في معركة اليرموك، وكذا نهاية الاجتياح المغولي في عين جالوت، والغزو الصليبي في حطين، وتحطمت أحلام نابليون على أسوار عكا، وفيها سينتهي الإفساد اليهودي المعاصر الذي تحدثت عنه آيات الإسراء .
فمعركة عين جالوت التي هُزم فيها التتار بعد أن جابوا الأرض من مشرقها وعاثوا فيها فساداً كانت في فلسطين .
ومعركة حطين الحاسمة التي هُزم فيها الصليبيون كانت في فلسطين.
وأحلام نابليون بالإمبراطورية تحطمت على أسوار عكا في فلسطين .
وأرض فلسطين شهدت من الحروب ما حول كل صخرة فيها إلى هيكل عظمي، وكلَ قطرة ماء إلى حمراء دموية قانية؛ فهي التي جلبت سبع حملات صليبية، دامت في أطول حرب عرفها تاريخ الإنسان لمدة 170عاما، بين عامي 1099 و1271م؟!
إلا أن فلسطين تعرضت للتفريط والتنازل .
ففي 21 – 11- 2008 نشر موقع أخبار سوريا هذا الخبر
"ظهرت وثيقة خطيرة ستضع العائلة السعودية الحاكمة (أل سعود)، في موقف حرج جداً أمام الرأي العام في جميع البلدان العربية.
حيث أنها تكشف عن تعهد الملك السعودي السابق "عبد العزيز آل سعود" للمندوب البريطاني "برسي كوكس" بإعطاء فلسطين لليهود وفقاً للنص الحرفي الذي تضمنته الوثيقة:
( الرحيم.. أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أقرّ وأعترف ألف مرة، لسير برسي كوكس؛ مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة..)
وقد أشارت صحيفة "الثبات" التي ستنشر هذ الوثيقة في عددها يوم غد(الجمعة)، أن الملك "عبد العزيز" وقع الوثيقة بخاتمه، كما سردت بعض الأحداث التي تثبت ذلك مثل:" إحباط السعودية لثورة 1936 الفلسطينية، ودورها في نكبة 1948، وإرسال فيصل رسالة إلى جونسون (الرئيس الأميركي السابق) يطلب منه فيها عام 1967 إخراج القوات المصرية من اليمن، وبجعل إسرائيل تحتل مصر وسوريا،وأخيراً دعم السعودية للسادات.... الخ
ونوهت الصحيفة عن وجود صلة بين هذه الوثيقة وكتاب قد أرسله "جون فيلبي" من منفاه في بيروت عام 1952، إلى الملك "سعود وولي عهده فيصل"، مع رئيس وزراء لبناني راحل، يهدد فيه السعودية بنشره إذا لم يعد إلى "وطنه الأصلي نجد"، كما قال "فيلبي" في كتابه (الرسالة): "إن عبد العزيز وقعها في مؤتمر العقير، بناء على طلبي، لنثبت للمخابرات الإنكليزية حسن نوايا عبد العزيز تجاه اليهود، بعدما جمدت المخابرات البريطانية مرتّبه الشهري البالغ (500) جنيه إسترليني، فراح يبكي أمامي شاكياً أحواله، واستخرج القلم من جيبه المتدلي (من صدره إلى سرته)، وكتب موافقته على (إعطاء فلسطينوطناً لليهود المساكين ".
لقد تم التآمر على فلسطين أيضا من خلال القرارات الدولية من أبرزها قرار التقسيم181 وقرار 242 و338 وعشرات القرارات الدولية الطاغوتية التي كان القبول بها قبل عقود جريمة وتخاذلا ومذلة فأصبح القبول بها اليوم حلما تاريخيا ومشروعا (وطنيا ) .
حتى أصبح القبول بقرار التقسيم بحل الدولتين غاية الغايات عند إخوة النضال والكفاح .
ألم ندرك بعد أن الضياع الحقيقي لفلسطين كان يوم هدمت دولة الخلافة ، ثم أليس من الغريب العجيب والمبكي أن تتحول قضية فلسطين من قضية إسلامية عالمية إلى عربية يعربية ثم إلى فلسطينية ثم إلى فصائلية ضفية وغزية ؟.!.........

هذه فلسطين، لن يكون حلها باليد الممدودة لأمريكا بالتفاوض حول حل الدولتين، ولا بالتفاوض مع كيان يهود، حتى لو انسحب فعلاً من كل المحتل في 1967، فإن أي شبر في فلسطين المحتلة 1948م، وأي شبر في فلسطين المحتلة 1967م، هما في نظر الإسلام سواء، فقد جُبلت الأرض المباركة بدماء شهداء الجيش الإسلامي، على مر عصور الخلافة الإسلامية، حتى لم يبق شبر من فلسطين لم يسقط فيه دم شهيد أو غبار فرس لمجاهد.
إن فلسطين منذ حادثة الإسراء أمانة في أعناق المسلمين، فقد فتحها المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه، وكانت العهدة العمرية التي أكدت منذ ذلك التاريخ سلطان الإسلام على فلسطين، وقضت بأن لا يسكن القدس المباركة على وجه الخصوص يهود... واستمرت تلك الأمانة على مدى التاريخ.
وكلما تجرأ على فلسطين عدو وتمكن من احتلالها وتدنيسها، قام قادة عظام في ظل الخلافة بتحريرها من دنس ذلك العدو، فكان صلاح الدين الذي طهرها من الصليبيين، وكان قطز وبيبرس اللذان طهّراها من التتار... ثم كان الخليفة عبد الحميد في آخر أيام الخلافة عندما حافظ عليها فمنع عصابات هرتزل من الاستيطان فيها.
لقد كان هذا هو الذي يجب أن يكون لو كانت الخلافة قائمة، فتزيل كيان يهود المغتصب لفلسطين، وتعيد فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام.
وعليه فإن كل المحاولات التي انطلقت مدعية تحرير فلسطين بلا خلافة قد بان فشلها ، بل وأنها بيئة مناسبة لأسواق التآمر الدولي والإقليمي ، وإن كل جهد لتحرير فلسطين لا يمر عبر بوابة جيوش المسلمين أو استنصارهم فهو جهد في غير مكانه فضلا عن إمكانية استغلاله من الغرب الذي هدم الخلافة وما زال يعمل لمحاولة منع قدومها ، ولكن أنى له ذلك فهناك الرجال الرجال الذين يصلون ليلهم بنهارهم حتى تعود كما أخبر عنها رسول الله -- ( ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ) وليس ذلك فحسب بل وجعل بيت المقدس عقر دارها عاصمة لها ، وليس كما يريدون شرقية وغربية لكيانات كرتونية .
لقد عانت البشرية من هذا المجلس ،وقد مضى عهد الإستجداء السياسي ، وآن أوان العزة والكرامة .
فهل لخير أمة أُخرجت للناس أن تعمل على إيجاد قادة سياسيين مخلصين لأمتهم كهارون الرشيد الذي وقف موقف العزة في هذه القصة :-
الحاجب : مولاي أمير المؤمنين ،هذا رسول من بلاد الفرنجة بالباب
يشير الخليفة بيده ويدخل الرسول مطأطئ الرأس حتى يقف بين يديه .
الرشيد : هات ما عندك
يمد الرسول يده برسالة يأخذها الحاجب من يده ويعطيها الخليفة
فيفتح الخليفة الرسالة : من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيف بيننا !
لم يكن لدى الرشيد من الوقت ما يكفي لطلب ورقة يكتب فيها ردا على هذا المتطاول فخطّ على ظهرها كلمات قليلة تغني عن ملايين الكلمات التي نسمعها اليوم من التنديد والشجب والإستنكار،وتغني عن مواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي .
(( مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ المؤْمِنِينَ إِلى نُقْفُورَ كَلبِ الرّومِ !
قَرَأتُ كِتَابَكَ يَا ابنَ الكَافِرَةِ ! وَالجَوَابُ مَا تَرَاهُ دُونَ مَا تَسْمَعُه )) .
فإلى العمل لإيجاد دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة كما يأمر اللهُ – تعالى - ويأمر نبيهُ - - .
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10.

طالب عوض الله 09-24-2011 08:46 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *
 
----
[COLOR="Black
بيان صحفي





عباس يؤكد في منظمة الجور على تنازل السلطة عن معظم أرض فلسطين المباركة لليهود




تطبيقا لمقولته السابقة في العقبة بأنه سينهي عذابات اليهود، خطب عباس مساء اليوم الجمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الظالمة مؤكدا على تنازل السلطة الفلسطينية عن معظم فلسطين لليهود مقابل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية وهمية هزيلة على ورق مصقول بأموال الدول التي أوجدت كيان يهود وأمدته بالمال والسلاح والقرارات الدولية الظالمة، دولة تحت الاحتلال في حدود المحتل من عام 67 على الأكثر أي على أقل من عشرين في المئة من أرض فلسطين المباركة.

ونحن في حزب التحرير أكدنا مرارا وتكرارا أن منظمة التحرير منذ إنشائها لم توجد للتحرير وإنما أوجدت من أجل التفريط والتنازل عن فلسطين لليهود، وها هي المنظمة وسلطتها الهزيلة تؤكد مرة تلو الأخرى على صدق ما نقول، وإن كانت تغلف تنازلاتها بورق برّاق لامع يعمي أبصار الجهلة والمُضَلَّلين {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُالَّتِيفِيالصُّدُورِ}، وتتغنى باحتفالات بهلوانية بما حققته من "انتصار عظيم" عسى أن تغطي سوأتها. إن المنظمة والسلطة تمارس على الناس تضليلاً فظيعاً بإخفائها عنهم الكوارث التي ينطوي عليها التوجه للأمم المتحدة، من اعتراف بدولة اليهود وإقرار بشرعيتها، وما يتبع ذلك من تفاصيل.

والغريب العجيب أن المنظمة وبعدها السلطة حينما وقَّعت على اتفاقيات أوسلو الخيانية ودخل رجالاتها أرض فلسطين تحت حراب الاحتلال، احتفلت هي وأوباشها ومن ضُلل من أبناء فتح أو أجبر على الاحتفال باتفاقيات أوسلو الخيانية، وصورت لأهل فلسطين والمسلمين على أنها حصلت على دولة وحررت أرض فلسطين من الاحتلال، وها هي اليوم تطالب بالاعتراف بدولتها المزعومة تحت الاحتلال حتى يتحمل الاحتلال مسئولياته تجاه هذه الدولة، بعد أن كانت السلطة رفعت الأعباء السياسية والأمنية والمالية عن الاحتلال تحت مسمى التحرير الكاذب، بل إن السلطة أصبحت حامية للاحتلال.

إن عباس وسلطته استمرؤوا الخيانة والتضليل والكذب وتزوير الحقائق، فاتفاقيات التنازل سموها تحريرا، وتثبيت كيان يهود والتأكيد على شرعيته في الأمم المتحدة سموه اعترافا بشرعية دولة فلسطين، والتنسيق الأمني مع الاحتلال لحماية جنوده ومستوطنيه عدّوهُ محافظة على مصالح الناس، وساعدهم في هذا الإفك والتضليل والتزوير أنظمة الجور في العالم الإسلامي، المتسلطة على رقاب المسلمين، فهذه الأنظمة أنشأت المنظمة وتخلَّت عن فلسطين وأهلها بحجة أن هناك من يمثلهم، وساعدهم أيضا الإعلام الضالّ المضلّ وكتاب ومشايخ باعوا آخرتهم بدراهم معدودة وبدنيا غيرهم من يهود وصليبيين حاقدين على الإسلام والمسلمين وطامعين في أرض فلسطين.

إن محاولات أمريكا وأوروبا ويهود نفخ الروح في سلطة عباس الميتة وصناعة أمجاد لعباس ومن حوله من المفرطين، خديعة مكشوفة لا يمكن أن تنطلي على أهل فلسطين ولا على الجماهير المليونية التي تحتشد في ميادين التحرير مطالبة بالقضاء على كيان يهود وتحرير فلسطين كاملة من الاحتلال اليهودي الكافر.

وإننا في حزب التحرير في طليعة حراك أمة الإسلام الرافض لوجود كيان يهود، نؤكد على أن فلسطين أرض باركها الله وربطها بعقيدة المسلمين في القرآن الكريم {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، ونؤكد على أننا نحث الخطى عاملين في الأمة ومعها من أجل أن تستعيد الأمة سلطانها وقرارها السياسي لتبايع إماما يقودها بشرع الله لتحقيق وعده سبحانه ورسوله الكريم بقتال اليهود المحتلين حتى ينطق الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا خلفي يهودي تعال فاقتله، وحينها يحرر المسجد الأقصى المبارك وتحرر فلسطين كاملة من دنس الكافرين ويومئذ يفرح المؤمنون بوعد الله ونصره.


(ويَقُولُونَمَتَىهُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبا)


www.pal-tahrir.info[/COLOR]


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.