منتدى المسجد الأقصى المبارك

منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/index.php)
-   منتدى الفرق الإسلامية (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/forumdisplay.php?f=44)
-   -   مجموعة طالب عوض الله * (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=254)

طالب عوض الله 05-26-2011 10:52 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الشعـب يريـد إعـدام مبـارك شنقاً


عبدالحليم قنديل يكتب:
مسئول عن قتل ألف شهيد فيحوادث ثورة يناير وعن إثارة الفزع الأمني وجرائم البلطجة، اعتقل مائة الف وعذبالآلاف وأعدم المئات وجعل مصر رقم واحد في الأمراض القاتلة ، سمح بعبور 36 الف طلعةجوية أمريكية و861 بارجة ذاهبة بالدمار إلي العراق وأفغانستان

في خطابه العاطفي الشهير المبتذل، وقبل خلعه من كرسيالرئاسة بأيام، قال حسني مبارك: إنه يريد أن يدفن في مصر، ونحن نريد أن نحقق لهالأمنية، لا نريده أن يموت كالبعير في سريره، بل أن يجري إعدامه شنقا، وفي مصر التيأهانها وأذل أهلها ، وفي ميدان التحريربالذات.
ليس هذا قولنا الشخصي، بل رأي ملايين المصريين الذيناحتشدوا في ميدان التحرير، وفي عواصم المحافظات الكبري، وفاضت حناجرهم وصدورهمبالغضب في جمعة المحاكمة والتطهير والحسم، وأثبتوا أن الثورة المصرية حية وقادرةومتجددة، مصممة علي بلوغ أهدافها كاملة، وكنس أي عوائق في طريقها، ومحاكمة مباركوإعدامه بتهمة الخيانة العظمي، والاستعداد للذهاب في حشود بالملايين إلي شرم الشيخ،وحيث يختبيء مبارك وعائلته يهربون من عقاب الشعب والتاريخ، ويحتمون برعاتهمالاسرائيليين عند الحدود القريبة.
يبدو أن المجلس العسكري له رأي آخر، فهو يقدم رجلاويؤخر عشرا ويتحرك ببطء مهلك، ويبث في نفوس الناس قلقا متزايدا، ويضعف الثقة العامةفيما يجري كله، ولا يريد أن يصارح الناس بحقائق اللحظة الملتبسة، فيما يأوي المشيرطنطاوي إلي كهف الصمت ويترك لرجال مجلسه العسكري منصات الكلام، وهؤلاء - تبدورهم- يعاملون الشعب المصري معاملة الأطفال، يربتون علي أكتافهم، ويعدونهم بالفسحوالرحلات، وبالمحاكمات التي لابد لها أن تجيء ، وفي الوقت المناسب الذي لا يناسبأحدا، ويشكلون وفودا ولجانا قضائية متكررة الأسماء لكسب الوقت، تذهب وتجيء، ودون أنيعرف أحد متي يأتي الموعد بالضبط، وأي محكمة سوف تنظر في أمر المخلوع، وأي حكمينتظره، وهل يضمن أحد عدم هروبه قبل إحالته للمحاكمة، أم أن جنرالات المجلس العسكريينتظرون التساهيل، ويأملون الفرج علي يد عزرائيل، وحتي يخلصهم من ورطة ومأزق محاكمةمبارك.
وربما لا يصح لأحد، لا من جنرالات المجلس العسكري،ولا من غيره، أن يجلس في انتظار عزرائيل، فهذه أقدار الله التي لا نعلمها، وللهوحده حق الحساب في الآخرة، بينما الشعوب لها حق القصاص في الدنيا، وقد أثبت الشعبالمصري مقدرته الأسطورية علي التحكم في مصائرة، وخلع الديكتاتور دون انتظارلعزرائيل، وهو يريد الآن إكمال الشوط، وخلع الديكتاتور من الدنيا كلها، وليس منكرسي الرئاسة المتروك للمجلس العسكري.
ولا يصح لأحد أيضا، لا من جنرالات المجلس العسكري،ولا من غيره، أن يراهن علي فوات الوقت، وتثبيط الهمم، وصرف النظر، أو علي وهن قديدب في حركة الشعب المصري، فالمصريون شعب في غاية الذكاء، يعرفون طبيعة ثورتهم،ومصممون علي حراستها، والوفاء لدم شهدائها، ويدركون أن دم شهيد واحد بألف رأس ممايعدون، وأن القصاص العادل هو شرع الله وإرادة الناس، وأن مبارك يستحق الإعدام ألفمرة، فهو المسئول المباشر عن دم ألف شهيد في حواث ثورة 25يناير، وهو الذي أصدرالأوامر بإطلاق الرصاص الحي ودهس المتظاهرين، وهذه وحدها جريمة خيانة عظمي كاملةالأوصاف، فما بالك بآلاف الخيانات العظمي التي ارتكبها في ثلاثين سنة حكم بالغصب،فلم تكن له شرعية في أي وقت، وحكم البلد بعصا الاحتلال، واعتقل ما يزيد علي مئة ألفمصري، وعذب وأعدم الآلاف، وانتهي بالمئات إلي غياهب الاختفاء القسري، وشفط- مععائلته ومماليكه - البلاد بأجيالها كلها ، بخصخصة المصانع والمنشآت العامة وبتخصيصأراضي الدولة، وتوزيعها قطعا وقصورا علي المحاسيب، وترك للمصريين عذابا وفقرا وقهراوبطالة وعنوسة وأمراضا، ونهشت وقتلت الملايين، وجعل مصر رقم واحد في التهاب الكبدالوبائي، ورقم واحد في الفشل الكلوي، ورقم واحد في السرطانات المميتة ورقم واحد فيحوادث الموت علي الأسفلت وحجز لنفسه ولعائلته ومماليكه - أحط مكان في التاريخالمصري بإطلاق عصوره، فلم تنهب مصر كما نهبت في أيامه، ولم تهن كما هانت معه، وهوالذي خدم الأمريكيين كعميل مجاني، وأفسح لهم أراضينا وأجواءنا ومياهنا بتسهيلاتالعبور ونقاط الارتكاز العسكري، وسمح - حسب بيانات مكتب المحاسبة الامريكي - عبور 36ألفا و550طلعة جوية أمريكية مقاتلة ذاهبة بالدمار إلي أفغانستان والعراق، وسمحبعبور 861 بارجة حربية ونووية أمريكية عبر قناة السويس وفي فترة أربع سنوات فقط بينعامي 2001،2005، بينما ظل طول الوقت بدفع الحساب للأمريكيين، ومقابل تأشيراتالإقامة في قصر الحكم، ونهب ثروة الأمة لشخصه وعائلته، ووضع خزانة الدولة في محفظةنقوده، وكان يخدم الإسرائيليين لكسب رضا الباب العالي في واشنطن، كان يدفع جزيةالغاز والبترول لإسرائيل، وفاق كل العملاء والخونة الذين صادفهم التاريخ المصريوالعربي، وإلي حد أن وصفه الجنرال بنيامين بن أليعازر بأنه - أي مبارك الخائن - أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل«!»
كل واحدة من جرائم مبارك توجب إعدامه فورا، والتواطؤعلي حمايته جريمة تضاف إلي السجل الجنائي، ولا نريد للمجلس العسكري أن يتحمل وزرهذه الجريمة، وبأي تعلة أو عذر، أو بأي دعوي تكذب علي الناس، أو تحايل لامتصاصالغضب، فلا تكفي إحالة زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور وإبراهيم سليمان للتحقيقفالمحاكمة، ولايكفي بدء التحقيق مع جمال مبارك وأحمد نظيف، فكل هؤلاء - مع غيرهم - صنائع وخدم لمبارك، ارتكبوا الجرائم باسمه، وسرقوا ونهبوا وزوروا بالاتفاق معه،وساموا الناس سوء العذاب دفاعا عن كرسيه، وقد زال الكرسي، وآن لصاحبه أن يسقط، وأنينتهي غموض إقامته في شرم الشيخ، وأن نفك ألغاز الحماية الضمنية من الأمريكيينوخادمهم السعودي، وأن يعلن المشير محمد حسين طنطاوي قولا واحدا في القصة كلها، فلنيقبل الناس بأقل من محاكمة فورية للطاغوت، ولن يقبل الناس بأقل من إعدامه في ميدانعام، فإعدام مبارك هو إعدام للنظام، إعدام مبارك هو الذي يجلب الأمن لمصر، ويقضيعلي البلطجة المدبرة، والتي يديرها زبانيته علي أمل رجوعه، من موقعة الجمل إليموقعة الجلابية في استاد القاهرة، ومن خطف البنات إلي سرقة البيوت، وإعدام مباركهوالذي يقضي علي حزبه الإجرامي، ويعيد ممتلكاته ومقراته المسروقة للدولة وللشعب،وإعدام مبارك هو الذي ينهي استمرار بقاء فضيحة المجالس المحلية المزورة، وهيالقاعدة الأوسع لعصابة المخلوع، وإعدام مبارك هو الذي يسمح بإجراء محاكمات علنيةلضباط أمن الدولة، وإعدام مبارك هو الذي يكنس قاذوراته المتركمة في قوائم المحافظينورؤساء الجامعات وعمداء الكليات، وإعدام مبارك هو الذي يهزم الإسرائيليين ويكشفشبكات جواسيسهم في مصر، وبإعدام مبارك يقطع الرأس الفاسد، فيتهاوي الجسد النتن،وتذهب العروش والكروش إلي مزابل التاريخ.


وأرجو أن يأخذ المجلس العسكري المسألة بجد، فالقصة لمتعد تحتمل المزيد من التلاعب، وقد ارتضي المصريون دورا بعينه للمجلس العسكري، ورغمأي ملاحظات في محلها علي شخوص بعينها، ارتضي المصريون دور «الوكيل» للمجلس العسكري،الوكيل المفوض من الأصيل الذي هو الشعب المصري وحده، كلف الشعب جيشه العظيمبالمهمة، وكلف المجلس العسكري بدور سياسي حاكم، ومما تصح فيه وعليه كل صور المراجعةوالنقد والتصحيح والنقض، فقد أحس الناس بتباطؤ المجلس العسكري في أداء مهام الوكيلالمؤتمن، وهم يتخوفون الآن من التباطؤ الموحي بالتواطؤ، وكاد رصيد الثقة يتبدد ،وهو ما قد ينذر بخطر لا نريده، لا في الجيش، ولا في علاقته مع الشعب، فنحن الأحرصعلي سلامة الجيش وتماسكه الداخلي وانضباطه الصارم، ولا نريد لعبا بالنار، لابانقلابات العسكر، ولا بغيرها، لا نريد طريق الندامة، ونؤثر طريق السلامة، والمطلوب ! إنهاء التباطؤ فورا، وتنفيذ أوامر الثورة الشعبية بملايينها الغاضبة في ميادينالتحرير، ورأس الأمر فيها هو محاكمة مبارك الآن وفورا، وتمهيدا لإعدامه المستحق،وهذه ليست مهمة النائب العام، فالرجل بلا حول ولا طول، وعينه مبارك المطلوب محاكمتهالآن، ويحتاج النائب العام إلي نائب عام يحقق معه، نعم هذه ليست مهمة النائب العامالمستشار عبد المجيد محمود، ولا هي مهمة المستشار عاصم الجوهري مدير إدارة الكسبغير المشروع، ولا هي مهمة المستشار عبد العزيز الجندي وزير العدل الجديد، والذي قالإنه تلقي تقريرا طبيا يفيد عجز مبارك عن الحركة، وأنهم سيرسلون لجنة تحقيق لسؤالهفي قصره بشرم الشيخ، وهذا الكلام لا يليق، هذا كلام دون المقام، وأقرب للتزوير فيأوراق رسمية، ومع كامل الاحترام الشخصي للجندي والجوهري ومحمود، فهم جميعا لايسألون عما يفعلون في هذه القضية بالذات، فهم في مكانة المأمور أو عبد المأمور ، همرجال بلا قرار في قضية مبارك بالذات، والقرار للمجلس العسكري ولرئيسه المشيرطنطاوي، وهو قرار ليس فيه اختيار، ولا فسحة وقت أخذوا منها ما يكفي ويزيد، فقد حانتساعة الصفر، ولم يبق سوي أخذ قرار تراخت مواعيده ، فافعلوها الآن من فضلكمياجنرالات، وقبل أن يفوت الآوان، ويسحب الشعب المصري تفويضه، وتتبدد الثقة بكاملها،وينتهي الرهان إلي الخسران..
جريدة صوت الأمة


منقول عن موقع جبهة علماء الأزهر:
http://www.jabhaonline.org/index.php...ticle&id=710:2 011-04-14-12-01-38&catid=36:2009-10-18-15-31-20&Itemid=63


ولنا تعليق:



( الشعب يريد إعدام مُبارك شنقاً )، مطلب آني يكشف مدى كُره الشعوب في العالم الإسلامي ومنها مصر لحكامها وجرائمهم، تلك الجرائم التي رسخت الحقد الدفين الكامن في النفوس على هؤلاء العملاء العملاء، والحقيقة أنّ الأمة كاملة تعلن وتلح في الطلب مطلبها الرئيس وهو ( الخلافة الإسلامية ) والخلافة علاوة على أنّها الحل الوحيد لمشاكل الأمة المنهية للظلم والاستبداد ونهب ثروات الأمة فالخلافة هي حكم شرعي واجب التحقيق بل هي ( فرض الفروض ) الذي من خلالها يتم تنفيذ كافة الفروض الشرعية، ويأثم المسلمين كافة لغيابه. فلتتكاتف جهودنا جميعا في العمل الجاد مع ( حزب التحرير ) لتحقيق هذا الفرض العظيم .
طالب عوض الله

طالب عوض الله 05-26-2011 11:06 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 

من أساسيات قواعد التشريع الإسلامي



العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلاّ بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في نفس الوقت أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يُسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
تنشأ الدولة بنشوء أفكار جديدة تقوم عليها، ويتحول السلطان فيها بتحول هذه الأفكار، لأن الأفكار إذا أصبحت مفاهيم –أي إذا أُدرِك مدلولها وجرى التصديق بها- أثّرت على سلوك الإنسان، وجعلت سلوكه يسير بحسب هذه المفاهيم، فتتغير نظرته إلى الحياة، وتبعاً لتغيرها تتغير نظرته إلى المصالح. والسلطة إنّما هي رعاية هذه المصالح والإشراف على تسييرها. ولذلك كانت النظرة إلى الحياة هي الأساس الذي تقوم عليه الدولة وهي الأساس الذي يوجد عليه السلطان. إلاّ أن النظرة إلى الحياة إنّما توجِدها فكرة معينة عن الحياة، فتكون هذه الفكرة المعيّنة عن الحياة هي أساس الدولة وهي أساس السلطان. ولمّا كانت الفكرة المعيّنة عن الحياة تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات كانت هذه المجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات هي التي تعتبر أساساً والسلطة إنّما تَرعي شؤون الناس وتشرف على تسيير مصالحهم بحسب هذه المجموعة، ولذلك كان الأساس مجموعة من الأفكار وليس فكرة واحدة، وهذه المجموعة من الأفكار قد أوجَدت بمجموعها النظرة إلى الحياة وتبعاً لها وُجدت النظرة إلى المصالح وقام السلطان بتسييرها حسب هذه النظرة. ومن هنا عُرفت الدولة بأنها كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبّلتها مجموعة من الناس.
هذا بالنسبة للدولة من حيث هي دولة، أي من حيث هي سلطان يتولى رعاية المصالح ويشرف على تسييرها. إلاّ أن هذه المجموعة من الأفكار التي تقوم عليه الدولة، أي مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات، إما أن تكون مبنية على فكر أساسي أو ليست مبنية على فكر أساسي، فإن كانت مبنية على فكر أساسي فإنها تكون متينة البنيان وطيدة الأركان ثابتة الكيان، لأنها تستند إلى أساسٍ ما بعده أساس، لأن الفكر الأساسي هو الفكر الذي لا يوجد وراءه فكر ألا وهو العقيدة العقلية، فتكون الدولة حينئذ مبنية على عقيدة عقلية. وأمّا إن كانت الدولة غير مبنية على فكر أساسي فإن ذلك يسهّل أمر القضاء عليها، ويكون ليس من الصعب تحطيم كيانها وانتزاع سلطانها، لأنها لم تُبنَ على عقيدة واحدة ينبثق عنها وجودها، فيكون من غير الصعب إزالتها. ولهذا كان لا بد للدولة حتى تكون ثابتة الكيان من أن تكون مبنية على عقيدة عقلية تنبثق عنها الأفكار التي وُجدت الدولة على أساسها، أي عقيدة عقلية تنبثق عنها المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تمثل فكرة الدولة عن الحياة، وبالتالي نظرة هذه الدولة االى الحياة، تلك النظرة التي ينتج عنها نظرتها إلى المصالح.
والدولة الإسلامية إنّما تقوم على العقيدة الإسلامية، لأن مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبّلتها الأمّة إنّما تنبثق عن عقيدة عقلية، وقد تقبّلت الأمّة أولاً هذه العقيدة واعتنقتها عقيدة يقينية عن دليل قطعي، فكانت هذه العقيدة هي فكرتها الكلية عن الحياة، وبحسبها كانت نظرتها إلى الحياة ونتجت عنها نظرتها إلى المصالح، وعنها أخذت الأمّة مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات. ولذلك كانت العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة الإسلامية. ثم إن الدولة الإسلامية أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس معيّن فيجب أن يكون هذا الأساس هو أساس الدولة الإسلامية في كل زمان ومكان، فإنه عليه السلام حين أقام السلطان في المدينة وتولى الحكم فيها أقامه على العقيدة الإسلامية من أول يوم ولم تكن آيات التشريع قد نزلت بعد، فجعل شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله أساس حياة المسلمين وأساس العلاقات بين الناس، وأساس دفع التظالم وفصل التخاصم، أي أساس الحياة كلها وأساس السلطان والحكم. ثم لم يكتف بذلك بل شرع الجهاد وفرضه على المسلمين لحمل هذه العقيدة للناس، قال صلى الله عليه وسلم: (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، فإنْ قالوها عَصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها)، ثم جعل المحافظة على استمرار وجود العقيدة أساساً للدولة فرضاً على المسلمين وأمر بحمل السيف والقتال إذا ظهر الكفر البواح، أي إذا لم تكن هذه العقيدة أساس السلطان والحكم، فقد سئل عن الحكام الظلمة أنُنابذُهم بالسيف؟ قال: (لا، ما أقاموا الصلاة) وجَعل بيعته أن لا ينازِع المسلمون أولي الأمر إلاّ أن يروا كفراً بواحاً، ففي حديث عوف بن مالك عن شرار الأئمة (قيل: يا رسول الله أفلا نُنابذُهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي حديث عُبادة بن الصامت في البيعة (وأن لا ننازِع الأمر أهله إلاّ أن تروا كفراً بواحاً) ووقع عند الطبراني (كفراً صراحاً) ووقع في رواية (إلاّ أن تكون معصية الله بواحاً). فهذا كله يدل على أن أساس الدولة هو العقيدة الإسلامية، إذ أن الرسول أقام السلطان على أساسها وأمر بحمل السيف في سبيل بقائها أساساً للسلطان، وأمر بالجهاد من أجلها. وبناء على هذا وُضعت المادة الأولى من الدستور، ومنعت من أن يكون لدى الدولة أي مفهوم أو قناعة أو مقياس غير منبثق عن العقيدة الإسلامية، إذ لا يكفي أن يُجعل أساس الدولة اسماً هو العقيدة الإسلامية بل لا بد أن يكون وجود هذا الأساس فيها ممثَّلاً في كل شيء يتعلق بوجودها، وفي كل أمر دَقَّ أو جَلَّ من كافة أمورها، فلا يجوز أن يكون لدى الدولة أي مفهوم عن الحياة أو الحكم إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية ولا تسمح بمفهوم غير منبثق عنها، فلا يُسمح بمفهوم الديمقراطية أن يُتبنى في الدولة لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية فضلاً عن مخالفته للمفاهيم المنبثقة عنها. ولا يجوز أن يكون لمفهوم القومية أي اعتبار لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية فضلاً عن أن المفاهيم المنبثقة عنها جاءت تذمّه وتنهى عنه وتبين خطره. ولا يصح أن يكون لمفهوم الوطنية أي وجود لأنه غير منبثق عن هذه العقيدة فضلاً عن أنه يخالف ما انبثق عنها من مفاهيم. وكذلك لا يوجد في أجهزة الدولة وزارات بالمفهوم الديمقراطي، ولا في حكمها أي مفهوم امبراطوري أو ملكي أو جمهوري لأنها ليست منبثقة عن عقيدة الإسلام وهي تخالف المفاهيم المنبثقة عنها. وأيضاً يُمنع منعاً باتاً أن تجري محاسبتها على أساس غير العقيدة الإسلامية لا من أفراد ولا من حركات ولا من تكتلات، فتُمنع مثل هذه المحاسبة التي تقوم على أساس غير العقيدة الإسلامية، ويُمنع قيام حركات أو تكتلات على أساس غير العقيدة الإسلامية. فإنّ كون العقيدة الإسلامية أساس الدولة يحتم هذا كله منها ويوجبه على الرعية التي تحكمها، فإن حياتها بوصفها دولة وحياة كل أمر منبثق عنها بوصفها دولة وكل عمل متصل بها بوصفها دولة وكل علاقة توجَد معها بوصفها دولة يجب أن يكون أساسه هو عقيدة الدولة وهي العقيدة الإسلامية.
وأمّا الأمر الثاني في المادة فإن دليلها أن الدستور هو القانون الأساسي للدولة، فهو قانون، والقانون هو أمر السلطان، وقد أمر الله السلطان أن يحكم بما أنزل الله على رسول الله، وجعل مَن حكم بغير ما أنزل الله كافراً إن اعتقد به واعتقد بعدم صلاحية ما أنزل على رسوله، وجعله عاصياً إن حكم به ولم يعتقده، فدل ذلك على أن الإيمان بالله وبرسول الله يجب أن يكون أساس ما يأمر به السلطان أي أساس القانون وأساس الدستور. أمّا أمر الله السلطان بأن يحكم بما أنزل الله أي بالأحكام الشرعية فثابت في الكتاب والسنّة، قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم) وقال: (وأنِ احكُم بينهم بما أنزل الله)، وحصر تشريع الدولة بما أنزل الله محذراً من الحكم بغيره، قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رَد)، فهذا يدل على أن تشريعات الدولة محصورة بما ينبثق عن العقيدة الإسلامية، وهي الأحكام الشرعية التي نعتقد أن الله أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء أكان إنزالها صريحاً بأن قال هذا حُكم الله وهو ما تضمنه الكتاب والسنّة وما أجمع عليه الصحابة بأنه حكم الله، أم كان إنزالها غير صريح بأن قال هذه علامة حكم الله، وهو ما يؤخذ بالقياس الذي علّته شرعية. ولهذا وًضع الأمر الثاني من المادة.
ثم إنه لمّا كانت أفعال العباد قد جاء خطاب الشارع ملزِماً التقيد به، لذلك كان تنظيمها آتياً من الله، وجاءت الشريعة الإسلامية متعلقة بجميع أفعال الناس وجميع علاقاتهم سواء أكانت علاقتهم مع الله أم علاقتهم مع أنفسهم أم علاقتهم مع غيرهم. لذلك لا محل في الإسلام لسنّ قوانين من قِبل الناس لتنظيم علاقاتهم، فهم مقيَّدون بالأحكام الشرعية، قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرةُ من أمرهم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله فرض فرائض فلا تُضيّعوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحَدّ حدوداً فلا تعتدوها) وقال عليه الصلاة والسلام: (ومن أَحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد). فالله هو الذي شرع الأحكام وليس السلطان، وهو الذي أجبرهم وأجبر السلطان على اتّباعها في علاقاتهم وأعمالهم، وحصرهم بها، ومنعهم من اتّباع غيرها. ولهذا لا محل للبشر في وضع أحكام لتنظيم علاقات الناس، ولا مكان للسلطان في إجبار الناس أو تخييرهم على اتّباع قواعد وأحكام من وضع البشر في تنظيم علاقاتهم.
منقول عن : مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له – من منشورات حزب التحرير

طالب عوض الله 05-28-2011 09:47 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
سوريا والصراع الأمريكي-الأوروبي فوق نهر من دماء أهله

سيف الدّين عابد


وفق ما يقوله مختصون في مجال حقوق الإنسان فقد اقترب عدد من قتلهم النظام السوري وأجهزة أمنه من 800 قتيل - نحسبهم عند الله تعالى شهداء- ، ولا تزال الآلة القمعية تشتد حدّتها في مختلف المدن والقرى السورية ،كما لا يزال التعتيم الإعلامي مفروضاً على البلاد، ولا يُسمح إلا لإعلام النظام بنشر الأكاذيب والتضليل الذي وصل حداً من الكذب والاستغناء للعقول بشكل مقيت وأكثر من ممجوج في حين أن مشاهد " الفيديو" التي يتم تسريبها من داخل الشام الأبية يعطي وبوضوح صورة مؤلمة عمّا يجري من قتل وقمع وتسيير للآليات العسكرية وكأنّ النظام في حالة حرب مع عدوّ جبّار!! حتى أن النساء والأطفال لم يُستثنوا من القتل في الطرقات بدم بارد!

ومع كلّ هذا فإن سوريا تخضع الآن - كما تخضع ليبيا - لصراع دولي مقيت الهدف منه تكريس النفوذ والبحث عن عمالات جديدة قديمة تخدم الأسياد - أمريكا وأوروبا - . فمن جهة نسمع تصريحات أمريكية تقول أنه لم يُغلق الباب بعد للإصلاحات في سوريا ولا يخفى على أمريكا مقدار " العنف" المستخدم ضد أناس عزّل من السلاح يطالبون بالعزة وبالكرامة، كما لا يخفى عليها الكمّ الهائل من القتلى على أيدي القوات السورية، غير أنها تنتهج نهجاً يدل بوضوح على أنها لا تزال متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد، فهي لم تطالب بعد بتنحيه كما طالبت بتنحي مبارك وزين العابدين وتستخدم ألفاظاً تدل على نوع من التساهل مع ما يقترفه النظام المجرم في سوريا:

فهذا موقف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري الذي كان حتى الشهر الماضي يمتدح الرئيس السوري بأنه «إصلاحي». وبعد أن كان كيري أول المطالبين بتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، امتنع عن المطالبة حتى الآن بتنحي الرئيس السوري. وقال كيري في البيان الذي أصدره بعد إقرار العقوبات الأميركية الجديدة ضد سوريا الأسبوع الماضي إن «على العالم أن يندد بالعنف ضد الشعب السوري». وأضاف أن رد الحكومة السورية «على شجاعة الشعب بالقتل العشوائي واستخدام الدبابات في مراكز سكنية أمر غير مقبول". واعتبر كيري أن هناك «حاجة لزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية كي يفهم الرئيس الأسد أن عليه إنهاء العنف واحتضان الإصلاحات".

ورد كيري على مقال في صحيفة "بوستن غلوب» انتقد تواصله السابق مع نظام الأسد، قائلا في رسالة إلى محررها نشرت أول من أمس: «في الحقيقة كل الخيارات الأخرى فشلت وأتواصل مع السوريين وعيوني مفتوحتين تماما». وأضاف: «في المرات القليلة التي أحرزنا فيها تقدما مع سوريا كانت من خلال الحوار وليس العزلة.

ومن الجهة المقابلة وبعد صمت نسبي من أعضاء الكونغرس على مدى الأسابيع الماضية التي شهدت قمعا للمظاهرات في سوريا، بعثت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية الينا روس - ليتانين رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس تطالبه باتخاذ موقف أشد تجاه النظام السوري. ووقع النائب الديمقراطي اليوت أنغل الرسالة مع روس - ليتانين، معلنين أن «الوقت قد حان لتتبع الولايات المتحدة سياسة حازمة تجاه سوريا لحرمان نظام الأسد من المصادر السياسية والاقتصادية والتكنولوجية للقيام بنشاطات تشكل تهديدا كبيرا لأمن الولايات المتحدة ومصالحنا وحلفائنا".

فكان الرد رفض مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مايكل بوسنر اقتراح أحد النواب باستدعاء السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد على أثر القمع السوري للاحتجاجات. وقال خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أول من أمس إن فورد «على اتصال بأرفع المسؤولين في الحكومة السورية وبالأشخاص الذي يستهدفهم العنف». واعتبر إنه "من الشرعي أن يكون أحد دبلوماسيينا الرفيعي المستوى موجودا في سوريا»، مشددا على أن «دوره هو أن يكون ممثلنا الأرفع مستوى في دمشق وسوريا وأن يدافع عن حقوق الإنسان». وكان النائب ستيف تشابو الذي اقترح أن يغادر فورد دمشق نقل مخاوف أعضاء في اللجنة التي تأمل بـ«مقاربة أكثر حزما إزاء سوريا». وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه من الضروري إبقاء فورد في محله في الوقت الراهن، موضحة أنه «يواصل لقاءاته المستمرة والنظامية مع المسؤولين السوريين". وهذا يدل وبشكل جلي على أن أمريكا متمسكة حتى الآن بنظام الرئيس السوري بشار الأسد رغم الجرائم التي يقترفها بحق الشعب السوري.

وامتناع أمريكا عن إدراج اسم بشار الأسد على قائمة العقوبات لا يُفهم أيضاً إلا من خلال هذه الزاوية. ولا يمكن أن يُفهم هذا التصرف الأمريكي إلا من زاوية أهمية هذا النظام لأمريكا ولمصالحها، ومصالح الكيان اليهودي كذلك، وهذا ما يُفهم بشكل جلي من تصريحات رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري والقريب من دائرة صنع القرار في سوريا إن لم يكن في صلبها...فأمن بني يهود من أمن سوريا وبقاء نظامها!!

ومن جهة أخرى نرى الصراع الفرنسي - رأس حربة أوروبا في هذه القضية - مع أمريكا في تعاطيها مع سوريا ونظامها، فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء أن فرنسا تريد إدراج الأسد على لائحة الإتحاد الأوروبي التي تضم مسؤولين في النظام السوري ينوي إخضاعهم لعقوبات. وقال جوبيه ردا على سؤال حول إدراج الرئيس السوري على لائحة الأشخاص الذين سيستهدفهم عقوبات بسبب القمع الدامي للتظاهرات في البلاد "فرنسا تريد ذلك". وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن الحكومة التي تطلق النار على شعبها "تفقد شرعيتها". وقال جوبيه في معرض رده على سؤال في لقاء صحافي أن "حكومة تقتل مواطنيها لان هؤلاء يريدون التعبير عن أنفسهم من اجل إقامة ديمقراطية حقيقية تفقد شرعيتها". وموقف فرنسا هذا ليس حباً في أهل سوريا، ولا محاولة لوقف التقتيل فيها وانتهاك الأعراض بقدر ما هو محاولة منها لتوجد لنفسها موطيء قدم في مرحلة " ما بعد بشار "

ومما يشير إلى هذا الفهم ما صدر عن معاون نائب الرئيس السوري "محمد ناصيف" من أقوال فيما يتعلق بما يدور بينه وبين السفير الأمريكي في دمشق " روبرت فورد" حيث جاء ما يلي نقلاً عن موقع " الأخبار

تبعاً لما راح يسمعه منه زوّار لبنانيون بارزون في الأيام الأخيرة، يشير معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف إلى تردّد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد عليه لمناقشة الوضع الداخلي، في صورة لا تعكس تماماً الموقف الإعلامي الأميركي. ويصف العلاقة مع واشنطن، رغم كل ما يُعلن، بأنها ليست سيئة كما يتصوّر البعض نظراً إلى تيقّن الولايات المتحدة من أهمية دور نظام الأسد في المنطقة، والموقع الاستراتيجي لسوريا، ناهيك بدورها في استقرارها. يتحدّث المسؤول السوري الرفيع عن غضب دمشق من الموقف الأوروبي ورأس حربته فرنسا، ولا يرى مبرّراً لتدهور العلاقات الفرنسية ـــــ السورية على نحو ما حصل في الشهرين المنصرمين، وإصرار باريس على فرض عقوبات على سوريا وتأليب المجتمع الأوروبي عليها.

لكن اللواء ناصيف يقول، في معرّض التعليق على ردّ الفعل الفرنسي الحاد حيال الأسد ونظامه في مواجهة الاضطرابات وتجاهل باريس أعمال الشغب والاعتداء على الجيش والمخافر والمنشآت الرسمية، إن الانتداب الفرنسي ولّى: إذا كانت فرنسا تطمع بالنفط الليبي ودخلت في مواجهة مباشرة مع النظام هناك من أجل الحصول على دور في المنطقة، إلا أن سوريا وخياراتها عصيّة عليها. فهو كلام يلخص العلاقة الطيبة مع أمريكا، كما يلخص محاولة فرنسا في إيجاد عملاء لها وموطي قدم في سوريا.

ومن هذا نرى أنه لا أمريكا ولا أوروبا تعنيهما دماء المسلمين في سوريا بحال من الأحوال، وإنما الهمّ الأوحد لكلّ منهما تحقيق المصالح وإبقاء السيطرة على البلاد والنظام - فيما يخص أمريكا - ومحاولة زعزعة النظام والعمل على استبداله لما يخدم مصالحها - وهذا فيما يخص فرنسا وأوروبا-....ودماء المسلمين تجري كالأنهار فهملا بواكي لهم، بل هي المصالح لأعداء الله، والحفاظ على كيان بني يهود خوفاً من أن يتزعزع بتزعزع نظام الأسد الذي تثبت الأحداث يوماً بعد يوم صدق رؤية حزب التحرير وقيادته لعمالة وخيانة هكذا أنظمة وحكّام، وأن الشعوب لا تعني لهم شيئاً، وأن مصالحهم فوق الحقوق والكرامات والأعراض والدماء.




سيف الدّين عابد


22 من جمادى الثانية 1432

http://azeytouna.net/Selectie/Selectie241.htm

طالب عوض الله 05-28-2011 03:14 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الخليفة والخياط






بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في لسان العرب:

الوَزْعُ: كَفُّ النفْسِ عن هَواها.
وزَعَه وبه, يَزَعُ يَزِعُ وزْعاً: كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ.

وفي الحديث: (مَن يَزعُ السلطانُ أَكثرُ ممن يَزعُ القرآنُ) معناه أَنّ مَن يَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تعالى، فمن يكفُّه السلطانُ عن المعاصي أَكثر ممن يكفه القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار.

وفي بعض الكلام: "ما يَزعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمَّا يَزعُ القرآن"، أي إنَّ النَّاسَ للسُّلطان أخْوَف.


وروى أبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن الحسين بن احمد بن بكير ومحمد بن المؤمل الدفع وأحمد بن محمد العتيقي أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا احمد بن الحسين الهمذاني أبو حامد حدثنا احمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم حدثنا جدي محمد حدثنا الهيثم بن عدى حدثنا عبيد الله بن عمر بن نافع عن بن عمر قال: ( سمعت عمر بن الخطاب يقول لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن). تاريخ بغداد ج: 4 ص: 107



وروى ابن شبة في تاريخ المدينة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا يحيى بن سعيد أن عثمان رضي الله عنه قال : ( ما يزع السلطان الناس أشد مما يزعهم القرآن ). ذكره في جامع الأصول



وجاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله في المجلد الحادي عشر (في ترجمة الخليفة العباسي المعتضد) قال:

ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال:

أن تاجرا من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير ..
فماطله ومنعه حقه .. وكلما طالبه الفقير به آذاه .. وأمر غلمانه بضربه ..
فاشتكاه إلى قائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً ..
قال هذا الضعيف المسكين :
فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته .. فبينما أنا حائر إلى
من أشتكي ..
إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياط إمام المسجد ..
فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟ وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه !
فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن تجد
عنده فرجاً ..
قال : فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت من هذا الظالم ..
فقام وأقفل دكانه .. ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل .. وطرقنا الباب ..
ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع .. وأكرمه واحترمه ..
فقال له الخياط : أعط هذا الضعيف حقه ..
فأنكر الرجل وقال : ليس له عندي شيء ..
فصاح به الخياط وقال : ادفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنتُ ..
فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً ..
ثم انصرفنا ..
وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف انطاع
وانقاد ذلك الكبير له ..
ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال فلم يقبل ..
وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى ..
فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه ..
وقلت : لماذا هددته بأن تؤذن ؟! ..
قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لا بدَّ والله أن تخبرني ..
فقال : إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارنا أميرٌ تركي من أعالي الدولة
وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذات ليلة امرأة حسناء قد خرجت من الحمام وعليها ثياب
مرتفعة ذات قيمة ..
فقام إليها وهو سكران .. فتعلق بها .. يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله ..
وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها .. وتستغيث بالناس .. وتدافعه بيديها ..
فلما رأيت ذلك ..قمت إليه .. فأنكرت عليه .. وأردت تخليص المرأة من بين يديه ..
فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي .. وغلب المرأة على نفسها فأدخلها منزله
قهراً ..
فرجعت وغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي .. وصحت بالناس وقلت :
إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه ..
فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي
والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً مبرحاً حتى
أدماني .. وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة والذل ..
فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء ..
فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم .. وتحيرتُ ماذا أصنع .. والمرأة مع هذا الفاجر ..
فأُلهمتُ أن أصعد المنارة .. فأؤذنَ للفجر في أثناء الليل .. لكي يظن الخبيث أن
الصبح قد طلع فيخرجها من منزله ..
فتذهب إلى منزل زوجها ..
فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي ..
وجعلت أنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد .. ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة ولم
يفتح الباب ..
فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة .. أقمتُ الصلاة بصوت مسموع .. حتى يتحقق الخبيث
أن الصبح قد بان ..
فبينما أنا أنظر إلى الباب .. إذ امتلأت الطريق فرساناً وحرساً من السلطان ..
وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ ويرفعون رؤوسهم إلى منارة المسجد ..
فصحت بهم : أنا الذي أذنت .. وأنا أريد أن يعينوني عليه ..
فقالوا : انزل ! فنزلتُ ..
فقالوا : أجِب الخليفة .. ففزعت .. وسألتهم بالله أن يسمعوا القصة فأبوا .. وساقوني
أمامهم .. وأنا لا أملك من نفسي شيئاً حتى أدخلوني على الخليفة ..
فلما رأيته جالساً في مقام الخلافة ارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاً شديداً ..
فقال : ادنُ فدنوتُ ..
فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك .. وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي ..
فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ..
فقال : ما حملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟
فتغرَّ بذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ..
فقلت : يؤمّنني أميرُ المؤمنين حتى أقصَّ عليه خبري ؟
فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضب غضباً شديداً ..
وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً .. فأُحضرا سريعاً فبعث بالمرأة إلى زوجها مع
نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له :
كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر له
شيئاً كثيراً ..
فقال له : ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله .. وتعديت على
حدوده .. وتجرأت على السلطان ؟!
وما كفاك ذلك ..
حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر .. فضربته وأهنته وأدميته ؟!
فلم يكن له جواب .. فغضب السلطان ..
فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقه غلّ ثم أمر به فأدخل في كيس ..
وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبة والإنابة .. والخليفة لا يلتفت إليه ..
ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباً شديداً حتى خمد ..
ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد ..
ثم قال لي الخليفة :
كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أو كبيراً ولو على هذا – وأشار إلى صاحب الشرطة –
فأعلِمْني ..
فإن اتفق اجتماعُك بي وإلا فعلامة ما بيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت كان ..
أو في مثل وقتك هذا .. يأتك جندي فتأمرهم بما تشاء ..
فقلت : جزاك الله خيراً .. ثم خرجت ..
فلهذا : لا آمر أحداً من هؤلاء بشيء إلا امتثلوه .. ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه
خوفاً من المعتضد وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن . انتهى





الخلاصة:

1. السلطان او الخليفة ظل الله في الأرض يأوي اليه كل ضعيف وملهوف, وهو الذي لا يُستغنى عنه طرفة عين, كيف لا وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه و عباده, ففيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد التي بها قوام الخلق, ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض, فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس, وإذا فسد فسدت بحسب فساده, كما قال إبن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى شارحاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده) رواه البزار وابن حبان‏ عن أنس‏ بن مالك ورواه عنه الديلمي‏ _ ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير

2. أن الأصل في المجتمع الإسلامي السليم أنه يعرف المعروف ويرضاه ويأمر به . وأنه ينكر المنكر ويأباه وينهى عنه. لذلك اعتبر ذلك العلماء علامة بينة على مدى سلامة مجتمع ما، أو فساده بالإجمال. وما واقعنا اليوم ومجتمعاتنا تموج بالمنكرات والمحرمات والبدع والأهواء والإعراض عن شرعة الله إلا من رحم ربي، إلا أبعد ما يكون عما شرف الله به هذه الأمة في وصفه إياها, (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران 110 . وقد فرق سبحانه بين المؤمنين والمنافقين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ) التوبة67 . وقال: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) التوبة71. وجاء في حاشية ابن عابدين: ( إن من قال: "فضولي" لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد ).



عباد الله:

كم من الأيامى والنساء صرخن في جنبات الأرض وا معتصماااه ،، ولا ناصر أو مجيب؟!

كم من الرجال قُهر، يتآمر عليهم حكامهم ، يبيعونهم بثمنٍ بخس دراهم معدودة، يصرخون واغوثااااه, ولا مغيث؟!

وكم من الحرائر اغتصبن وأصبحن يحملن في أحشائهن نطف الكفار المذرة؟!

وكم من حامل بُقر بطنها في الجزائر وكوسوفا والشيشان ولا من مغيث؟!

وكم من طفل أُلقي من فوق المآذن والقباب، وقد جُدِعت أنوفهم وقُطعت آذانهم واجتثت حلاقيمهم، ولا من يد حامية أو ناصرة؟!

انظروا للسماء فوقكم, بودها لو تتبرأ من صمتكم وغفلتكم, فأمسكت ماءها، ولو ملكت أمرها لحبست هواءها!!!



هذا الصحابي الجليل سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه يقول: شهدت مصرع خبيب بن عدي رضي الله عنه وأنا على الشرك يوم إذن ، ورأيت قريشا تقطع من جسده , وهي تقول له : أتحب ان يكون محمدا مكانك وأنت ناج ؟ فيقول (والله ما أحب ان أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي ، وان محمدا يوخز بشوكة) ، واني والله ما ذكرت ذلك اليوم , وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت ان الله لن يغفر لي, وما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي.



أيها المسلمون:
لقد شاهدنا مصرع أخوة لنا في بلاد الرافدين وفلسطين وأفغانستان والصين وكوسوفا ووووو, أخوة لنا رفعوا راية الجهاد حتى لا يدنس الكفار دينهم وعقيدتهم ، أخوة لنا هدمت بيوتهم وشردت عائلاتهم ويتّم أطفالهم ورمّلت نسائهم كل ذلك في سبيل عزة دين الله ، فهل تعلمنا منهم ما تعلمه سعيدا من خبيب رضي الله عنهم؟ !!!



هل وقفنا من منكرات حكامنا وتخاذلهم عن نصرتنا كما وقف سفيان الثوري رحمه الله من منكرات زمانه, حيث يروي يحيى بن يمان عن سفيان رحمه الله قال : (إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه ، فلا أفعل, فأبول دما. تنفث كبدي حرقــه). سير أعلام النبلاء

هل ما زال بيننا من يقول أصلح الفرد يصلح المجتمع؟!!!

أخرج البخاري في الصحيح عن قيس ابن حازم رحمه الله قال: { دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب, فرآها لا تتكلم, فقال: ما لها لا تتكلم ؟! فقالوا حجت مصمتة, فقال لها تكلمي, فإن هذا لا يحل, هذا من عمل الجاهلية, فتكلمت فقالت: من أنت ؟ قال: أنا امرؤٌ من المهاجرين, قالت أي المهاجرين؟ قال من قريش, قالت: من أي قريش؟ قال إنك لسؤول, أنا أبو بكر, قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت لكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت بلى, قال: فهم أولئك على الناس}. فهذا الحديث يؤكد أن صلاح الأمر باستقامة الأئمة.

ما عدت أصبر أمتي, فإلى متى؟!!

إن البغاث بأرضنا يستنسرُ, قلمي يُراودُني لأقذفَ جمرةً مما حوى صدْري منَ النيران
ما عاد يحْوِيني سُكوتي والبُكا, أنَاْ لستُ مَجْبُولاً على الخُذلانِ, أنا في يميني سيف يُشْرقُ عزةً, والعِزُّ كُلّ العزِّ في إيماني...

يا أمّتي آن الأوانُ لدولة, فاستبشِري بخلافة تَؤزُّ كالزلزالِ.



فإلى العمل مع العاملين لاستئناف حكم الله في أرضه بإقامة دولة خلافة المسلمين أدعوكم أيها المسلمون...

إلى تنصيب جُنّتنا وحامينا ووازعنا أدعوكم أيها المسلمون... من قبل أن يأتي يوم لا ينفع النادمين ندمهم, ولا هم يعتذرون...

وعندها ولاتَ ساعةَ مَندمِ ولاتَ حينَ مَناص.



فالـبـدار الـبـدار



أخوكم تراب

نائل أبو محمد 05-28-2011 06:11 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
السبت 25 جمادى الثانية 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=12320

ابو حسام الرملي 05-28-2011 09:12 PM

رد: جزء من رسالة خاصة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل أبو محمد (المشاركة 268)
ليس كل ما يعرف يقال

--------------------------------------------------------------------------------

الأخ الحبيب ... حفظه الله

إثر تحكم رجال الكنيسة في مصائر الناس وحكامهم قامت ثور ات على الكنيسة أشهر ها " الثورة الفرنسية " وأنتج الصر اع النظام الرأسمالي القائم على مبدأ " فصل الدين عن شؤون الناس " وحصر الدين داخل نطاق الكنيسة لا يتعداها, وجعل أمور الناس العامة في نطاق رجال الدنيا, وللتمييز أستحدث لرجال الدين زيُ كهنوتي أوكليروسي خاص معروفون به بين الناس.... واستورد حكامنا ومشايخهم هذا التمييز حيث جعلوا العمامة والجبة واللحية زيا ير مي للعلم الشرعي المفترض في صاحب هذا الزي لكي يحصر الدين والنطق والافتاء به تخصص أصحاب هذا الزي الاوكليروسي الكهنوتي..... وعندما فرض الجنرال جون كلوب باشا القائد العام للجيش الأردني والحاكم الفعلي لحكومة الأردن ما يسمى " قانون الوعظ والارشاد والتدريس والخطابة في المساجد " وحصرها بمشايخ السلطان المرخصين من دوائر الأوقاف بادرت هيئة النفاق الرسمية المعروفة باسم " الهيئة العلمية الاسلامية " بالموافقة على القانوزن فرادى ومجتمعين.... ولخطورة الأمر فقد تناول سماحة الشيخ عبد القديم زلوم الموضوع في خطبة له بالمسجد الابراهيمي في الخليل , ومما جاء فيه ( والله لولا أنّ حزب التحرير لا يؤ من بالجزئيات لوضعت هذه العمامة تحت قدمي احتقاراً ولمن يلبسها "

الأخ الحبيب ... حفظه الله
...... ليس كل ما يعرف يقال ........

أنظر في كتابي ( أحباب الله - بزوغ نور من المسجد الأقصى - انطلاق مسيرة حزب التحر ير ) :

الثقافة الجماعية
اعتمد الحزب على الحلقات المنعقدة في البيوت بلا عدد محدد في البداية لتركيز الثقافة المركزة، ومن ثم الحلقة المنتظمة العدد بشكلها وتنظيمها الحالي، والممنوع بها تناول الطعام والشراب عدا الماء فقط.. أما الثقافة الجماعية: فقد حرص الحزب على التدريس في المساجد، وكان الحاج عبد القادر زلوم وهو مدرس يواظب على إعطاء دروس في السيرة في المسجد الإبراهيمي، كما كانت تلقى كلمات بعد صلاة العصر وبعد صلاة الجمعة مباشرة في المسجدين الأٌقصى بالقدس والإبراهيمي في الخليل، يتناوب عليها كل من الشيخ عبد القديم والشيخ أسعد بيوض والشيخ رجب بيوض والشيخ عبد السميع الرفاعي المصري وآخرين. وكانت حلقات التدريس تلك تتعرض للمضايقات والتشويش المتعمد من قبل الظلاميين من مشايخ الحركات الصوفية حيث كانوا يتعمدون إقامة حلقات الذكر في مواقع الدروس بقصد التشويش عليها، وخاصة عندما يكون من يتولى التدريس الشيخ عبد القديم زلوم. أما في عمان فقد كانت الدروس تتم بعد صلاة العصر في المسجد الحسيني الكبير في عمان. وكان الحزب يستغل المناسبات العامة مثل الأفراح والمياتم والتجمعات العامة مثل جلسات الجيران العامة في كروم العنب التي كانت تتم في موسم الصيف في الخليل لنشر أفكاره، وجلسات الدعاية الانتخابية التي كان يعقدها المرشحون للانتخابات. وقد كان الصراع الفكري مستعراً مع الأحزاب الأخرى خاصة الحزب الشيوعي وحزب البعث، حيث كان محور النقاش هو إثبات وجود الله، وتسفيه الأفكار الشيوعية والاشتراكية والوطنية والقومية.... وكانوا حين احتدام النقاش يلجأون للشـتم والسباب وإثارة عامة الناس على رجال الحزب، حيث كانت مدينة الخليل معقلاً لأشهر قيادييهم العالمييـن منهم : داوود عبد العفو سنقرط ، نمر الحمود، خضر الحمود، فخري أسعد مرقه، المحامي عوني صبري الناظر، عبد الجبار ألسيوري، مخلص عمرو، عز الدين مرار، د. أحمد محمد حمزة ألنتشه......
على أثر تزايد الإقبال المتزايد على حضور دروس الحزب في المساجد، والصراع الكري الذي أحدث دوياً هائلاً وتفاعلاً شديداً في المجتمع أكسب الحزب العدد الوافر من المنتسبين، أصدرت الحكومة قانوناً بتاريخ 25/10/81955يمنع الخطابة والتدريس في المساجد بدون الحصول على رخصة من الجهات الرسمية أسمته " قانون الوعظ والإرشاد والخطابة والتدريس في المساجد لسنة 1954 " وفرضت عقوبات السجن والغرامة على المخالف، فهاجم سماحة الشيخ الداعور ذلك القانون في خطبة له بالمسجد الإبراهيمي مشبهاً ذلك القانون بقانون رخصة بيع الخمور في البارات والخمارات، ولما أقرت القانون هيئة مشايخ السلاطين المسماة " الهيئة العلمية الإسلامية " بأمر من الجنرال كلوب قام سماحة الشيخ عبد القديم بمهاجمة فكرة جعل رجال دين في الحياة الإسلامية، كما هاجم فكرة الزى اللأوكليروسي المميز للعلماء، في خطبة نارية في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومما جاء فيها:" ولولا أنّ حزب التحرير لا يؤمن بالجزئيات لوضعت هذه العمامة تحت قدي احتقارا لها ولمن يلبسـها". – الشيخ وقتها ومنذ تخرجه من الأزهر كان يلبس اللباس المخصص للعلماء وهو الجبة والعمامة – ومع أن الشيخ رحمه الله كان مشهوراً بالحلم الشديد وعدم الانفعال، إلا أن الانفعال كان ظاهراً في خطبته لهول الأمر الذي تناولته، وكانت تلك هي المرة الوحيدة التي رأيته فيها بالغ الانفعال. وقد تحدى الحزب الحكومة بإلقاء عدد من الخطب بعد صدور القانون، وتم سجن عدد من شباب الحزب لهذا السبب، منهم الأستاذ عبد الله أبو زاكية وآخرين، وفي مرات أخرى كان الخطباء يلقون الحماية من المصلين كما حدث لأحمد بياعه الذي حماه المصلون من أيدي رجال الأمن داخل المسجد وقاموا بتهريبه من المسجد والبلد، وكان ذلك حين ألقى بيان لحزب التحرير في المسجد الإبراهيمي بمناسبة زيارة بابا روما للقدس والأردن. وقد عوضّ الحزب ذلك بخطب الجمعة التي كان يلقيها الشيخ حامد عبد الغفار طهبوب في مسجد القزازين في الخليل، حيث كان الشيخ معلماً في مدارس المعارف، وإماما للمسجد معيناً من قبل الأوقاف، وبعدها بخطب الجمعة التي كان يلقيها الشيخ وجيه الخطيب التميمي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وخطب الجمعة التي يلقيها الشيخ جميل الخطيب الكناني في المسجد الأقصى. وفي هذا المقام أذكرقيام شيوخ السوء أعضاء الهيئة العلمية الاسلامية بالموافقة على قانون الوعظ والارشاد والتدريس والخطابة، ذلك القانون الظالم الذي فرضه الجنرال كلوب باشا للصد عن سبيل الله، تلك الواقعة يجب نشرها وفضح علماء السوء الذين وافقوا عليها بأمر سيدهم كلوب بأسمائهم دون وجل.
والقانون الجائر هو ( قانون رقم -1- لسنة 1955 .... قانون الوعظ والارشاد والخطابة والتدريس في المساجد ) الذي أقره مجلسا النواب والأعيان في عهد ابراهيم هاشم رئيس الوزرائ ونائبه خلوصي الخيري وصدقه كل من سليمان طوقان وأحمد الطراونه ووزير العدلية القائم بأعمال قاضي القضاة - هزاع المحالي –
أمّا أعضاء الهيئة العلمية التي أقرت بأمر من كلوب باشا على القانون بموجب كتابهم رقم 3145 بتاريخ 16 جمادي الأولى 1374 الموافق 10/1/1955 م. والموجه للقائم بأعمال قاضي القضاه، فهم الشيوخ:
1- عبد الله غوشه - رئيس الهيئة
2- حمزه العربي - مدير الشرعية
3- نديم الملاح - عضو مجلس الشؤون الاسلامية
4- حلمي المحتسب - قاضي القدس الشرعي
5- عبد الحي عرفه - مفتي الخليل
6- مشهور الضامن بركات
7- يوسف طهبوب
8- عادل عبد السلام الشريف - أمين الفتوى - القدس .
وفي رسالته بتاريخ 23 جمادي الأولى 1374 هجرية الموافق 17/1/1955م. أقر القانون المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية - عبد الله القلقيلي –
وفي كتاب غير مؤرخ أيد القانون رئيس بلدية الخليل الشيخ محمد علي الجعبري - رجل الانجليز الشهير -وفي كتابه المؤرخ 2 حمادي الثانية 1374 - 26/1/1955 أيد مضمون الفتوى رئيس محكمة الاستئناف الشرعية الشيخ عبد الحميد السائح - رئيس المجلس الوطني الفلسطيني فيما بعد.وفي كتابه المؤرخ 28 من جادي الاولى 1374 الموافق 22/1/1955. أيد الفتوى عضو محكمة الاستئناف الشرعية الشيخ عثمان الشنقيطي. وفي كتاب بتاريخ 30 جمادي الاولى 1374 الموافق 245/1/1955 أنضم لقائمة المنافقين المأيدين للفتوى الضالة عضو محكمة الاستئناف الشرعية محمد فال البيضاوي الشنقيطي. وبكتابه في 3 جماد الآخرة 1374 وفق 27/1/1955 أنضم لقافلة شيوخ السوء بتأييده للفتوى مفتش المحاكم الشرعية الشيخ حلمي الادريسي. وأقول : إذا رأيتم العلماء يلجون باب السلطان فانبذوهم فإنّهم خونة ولا تأمنوهم على دينهم أبداً .
وفي تعليقه على الواقعة علق الشيخ أحمد الداعور في خطبة له في الحرم الابراهيمي بالخليل قائلاً : أنهم يريدون أن تعطى رخصة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كرخصة الخمور. أمّا سماحة الشيخ عبد القديم زلوم ففي خطبة له في نفس المسجد قال رداً على فتوى من أسماهم رجال الأوكليروس المسلمين أصحاب الزي الكهنوتي المميز قال: و لولا أن حزب التحرير لا يؤمن بالجزئيات لوضعت هذه العمامة تحت قدمي احتقاراً لها ولمن يلبسها. ، كما أخبرنا الصادق الأمين أنّ العالم بعلمه لم يعمل يعذب قبل عباد الوثن.

والسلا م عليكم ورحمة الله وبركاته

هي جزء من رسالة خاصة من طالب عوض الله .

اخي الكريم طالب عوض الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحلة تاريخية مر بها الحزب في بدايات تأسيسه والاصل ان تتخذ للعبرة والعظة ويا حبذا لو تصدر رسالة تبين فيها الدروس والعبر المستفادة من تلك المرحلة وقد قرأت في احدى رسائلك في موقع لا اتذكره ان رجالات الاحزاب في مصر ايام الملك فاروق كانوا يستقطبون الناس ليكونوا معهم وكذلك في الاردن وقد ذكرت سليمان النابلسي وعبدالحليم النمر عندما اسسوا الحزب وكان ذلك في عام 1954 وليس بداية الستينيات كما ذكرت وحزبهم هو الحزب الوطني الاشتراكي وقد حصل هذا الحزب في انتخابات 1956 على اكثر من 10 مقاعد وعهد الى سليمان النابلسي رئيس الحزب بتشكيل الحكومة مع انه لم يفز في تلك الانتخابات ومن الجدير بالذكر ان محمد عبد الرحمن خليفة قد ذكر في مقابلة اجرتها معه جريدة الدستور الاردنية في بدايات هذا القرن ان الملك حسين قد طلب منه تشكيل حكومة برلمانية وانه اعتذر لا لحرمة الحكم بغير ما انزل الله بل لعدم وجود كوادر مؤهلة من الاخوان لاستلام الحكم .
اخي الكريم
في ردودك على بعض الذين يهاجمون الحزب تستخدم الفاظا قاسية لا داعي لها فما الفائدة التي تعود على الدعوة حين تهاجم احد السلفيين وتقول له بما معناه انك لا تصل الى مرتبة حذاء الشيخ تقي فلو كان الشيخ تقي رحمه الله على قيد الحياة لما قبل ذلك منك فالحزب كما تعلم لا يتعرض للاشخاص بل ييقارع الحجة بالحجة ويبطل الفكر الخاطئ بالفكر الصحيح فالحزب هو الفكرة وليس الاشخاص فلا قيمة للاشخاص الا بمدى التزامهم بالفكرة .

طالب عوض الله 05-29-2011 09:27 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 

حكم المظاهرات والخروج على ولي الأمر

في ظل المظاهرات التي عمت العالم الاسلامي الداعية الى اسقاط الانظمة وتغيير الدساتير والدعوة الى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ظهر جدل فقهي بين المشايخ منهم من يبيح المظاهرات والخروج على الحاكم ومنهم من يحرمها ويعتبر المشاركين فيها فئة ضالة ويطلق خوارج هذا العصر، ومنهم من يتوقف عن الفتوى ويحيلها الى اهل البلاد المعنية . فما الحكم الشرعي فيها ؟
ان هذا التخبط في الفتاوى مرده الى عدم تحديد مناط الحكم اي الواقع الذي نعيش فيه، ان التخبط في وصف الواقع الذي نعيشه هو سبب التخبط في الفتاوى التي نسمعها، فما هو واقع الانظمة التي تحكمنا؟ هل هي نظم اسلامية ام علمانية، وهل الحكام اولياء امر يجب طاعتهم ، ام ليسوا كذلك؟
من هو ولي الامر؟
ولي الامر بالنسبة للمسلمين هو الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، هو الذي يحكم بما انزل الله ، ولي الامر هو الذي اختاره المسلمون بارادتهم الحرة وبايعوه على العمل بكتاب الله وسنة رسوله
هذا هو ولي الامر الذي حدثت النصوص على طاعته في قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم
اما حكام اليوم فليسوا بأولياء امر للمسلمين وبالتالي لا طاعة لهم في اعناق المسلمين
قال تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون ،
ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الظالمون ،
ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الفاسقون،
فانى لمن وصف بهذه الاوصاف الثلاثة ان يكون ولي امر تجب طاعته
ويؤكد هذا المعنى حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:سيكون عليكم امراء من بعدي يأمرونكم بما لا تعرفون ويعملون ما تنكرون فليس اؤلئك عليكم بأئمة
لقد نفى الله الايمان عمن يرفض التحاكم الى شرع الله ويصر على اتخاذ البشر اربابا له قال تعالى( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
هذا ليس كفر دون كفر، لان هذا الكلام ينطبق على الحاكم الذي تطبق في بلاده الشريعة الاسلامية ولكنه بخالف الشرع مع بعض الافراد محاباة ، او عجز او تهاون ..
اما ان يشرع الكفر دستورا ونظام حياة وتقوم القوانين والانظمة على اساس الفصل بين الدين والحياة ويوضع الشرطة والجيش في حماية القوانين المخالفة لامر الله ويجبر الجميع على الالتزام بها وتنفيذها بقوة الجندي وصرامة القانون ، فذلك كفر بواح عندنا من الله فيه سلطان
لقد ظهر الكفر البواح الذي اشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن عبادة بن الصامت قال:دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا ام يابعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وان لا ننازع الامر أهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان. رواه الشيخان البخاري ومسلم
نعم لقد ظهر الكفر البواح في مظاهر عدة :
تحريم ما احله الله
فقد حرموا الجهاد واعتبروه ارهابا وحرموا الامر بالمعروف والنهي عن االمنكر واعتبروه تطرفا وتحريم اقامة الحدود وتجريم الدعوة الى اقامة الخلافة والوحدة الاسلامية، ووضع انظمة في الاقتصاد والحكم والاجتماع والسياسة الخارجية مخالفة للاسلام .
اباحه ما حرمه الله
فقد اباحوا الربا والزنا والسفور والاختلاط والخلوة والتبرج والخلاعة والفجور وشرب الخمر والارتداد عن الدين والاحتكار وسلب الاموال العامة
موالاة اعداء الله ومظاهرتهم على المسلمين واطلاعهم على عوراتهم وتمكينهم من اغتصاب ثروات الامة وحرمان الشعوب منها
ويضاف الى مظاهر الكفر امر آخر ينفي الشرعية عن الحكام وذلك اغتصاب الحكم ، فقد جاء الحكام جميعا: اما على ظهر دبابة امريكية او بريطانية او فرنسية او روسية ، او جاء بانتخابات مزورة ، والزور باطل وما بني على الباطل باطل.او انتقل الحكم اليه وراثة
فهل بعد ذلك يقال ان الحكام اليوم اولياء امر يجب طاعتهم ، لقد عصوا فوجب عصياتهم لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وكما قال ابو بكر رضي الله عنه عندما تولى الخلافة(
اطيعوني ما اطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم)
ما حكم الخروج على حكام اليوم؟
عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون امراء تعرفون وتنكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يبعث نبيا الا وله حواريون فيمكث بين اظهرهم ما شاء الله يحكم فيهم بكتاب الله وسنة نبيه، فاذا انقضوا كان من بعدهم امراء يركبون رؤوس المنابر يقولون ما تعرفون ويعملون ما تنكرون ، فاذا رأيتم اولئك فحق على كل مؤمن يجاهدهم بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقليه وليس وراء ذلك اسلام .
ان الخروج المسلح او الخروج السلمي على الحكام اليوم مرتبط بالقدرة على تحقيق الاهداف على ارض الواقع
لقد جربت الحركات الاسلامية الخروج المسلح فوقعت رهينة الدول المانحة لهم بالسلاح والمال ، وبدلا من تحقيق اهداف الامة في العزة والنصر ، وقعوا في فخ الاعداء .
اما الخروج السلمي فقد رأينا اثره في التخلص السريع من طاغوتين في اقل من شهرين ، وها هم ثلاثة في طريقهم الى السقوط، ولم تمض على الثورات الشعبية خمسة اشهر .
ولذا يجب التركيز على هذا الاسلوب مع دعوة الامن والجيش ليقفوا مع امتهم فهم جزء من هذه الامة يعزهم ما يعزها زيذبهم ما يذلها
الخروج المسلح ضد النظام الحاكم تغييرللمنكر باليد وهو حكم شرعي واجب على أصحاب القوة من جيش وامن،
الخروج السلمي ضد النظام الحاكم بالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والمهرجانات هو تغييرللمنكر بالسان وهو حكم شرعي واجب على للشعوب العزلاء شرط المطالبة بتطبيق الاسلام لا غيره، بجعل الحاكمية لله وليست لغيره ، بتوحيد الله لا للاشراك به
وعلى الاغلبية الصامتة ان تخرج عن صمتها وتعلن الخروج السلمي على الحكام ، او العصيان المدني حتى تغير الانظمة من انظمة علمانية الى نظام خلافة اسلامي وتتغير الدساتير من دساتير رأسمالية علمانية مدنية الى دساتير اسلامية
واخيرا تحركت الشعوب وقالت كلمتها، واستطاعت التخلص من بعض العتاة المجرمين، ممن اذاقوها الويل والثبور، وسيأتي طوفان الشعوب على جميع الطواغيت.
استطاعت الشعوب ان تكسر حاجز الخوف في نفوسها ، فهل تستطيع المؤسسات العسكرية والامنية ان تكسر حاجز الخوف وتقف الى جانب امتها.. املنا بها كبير فلا زال الخير في الامة الى قيام الساعة

FROM: "tamam falah"

نائل أبو محمد 05-29-2011 10:45 AM

رد: جزء من رسالة خاصة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو حسام الرملي (المشاركة 20658)
اخي الكريم طالب عوض الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحلة تاريخية مر بها الحزب في بدايات تأسيسه والاصل ان تتخذ للعبرة والعظة ويا حبذا لو تصدر رسالة تبين فيها الدروس والعبر المستفادة من تلك المرحلة وقد قرأت في احدى رسائلك في موقع لا اتذكره ان رجالات الاحزاب في مصر ايام الملك فاروق كانوا يستقطبون الناس ليكونوا معهم وكذلك في الاردن وقد ذكرت سليمان النابلسي وعبدالحليم النمر عندما اسسوا الحزب وكان ذلك في عام 1954 وليس بداية الستينيات كما ذكرت وحزبهم هو الحزب الوطني الاشتراكي وقد حصل هذا الحزب في انتخابات 1956 على اكثر من 10 مقاعد وعهد الى سليمان النابلسي رئيس الحزب بتشكيل الحكومة مع انه لم يفز في تلك الانتخابات ومن الجدير بالذكر ان محمد عبد الرحمن خليفة قد ذكر في مقابلة اجرتها معه جريدة الدستور الاردنية في بدايات هذا القرن ان الملك حسين قد طلب منه تشكيل حكومة برلمانية وانه اعتذر لا لحرمة الحكم بغير ما انزل الله بل لعدم وجود كوادر مؤهلة من الاخوان لاستلام الحكم .
اخي الكريم
في ردودك على بعض الذين يهاجمون الحزب تستخدم الفاظا قاسية لا داعي لها فما الفائدة التي تعود على الدعوة حين تهاجم احد السلفيين وتقول له بما معناه انك لا تصل الى مرتبة حذاء الشيخ تقي فلو كان الشيخ تقي رحمه الله على قيد الحياة لما قبل ذلك منك فالحزب كما تعلم لا يتعرض للاشخاص بل ييقارع الحجة بالحجة ويبطل الفكر الخاطئ بالفكر الصحيح فالحزب هو الفكرة وليس الاشخاص فلا قيمة للاشخاص الا بمدى التزامهم بالفكرة .


السيد ابو حسام الرملي
نحن في شوق لكتاباتكم يا أخي العزيز .

وننتظر جواب السيد طالب عوض الله على ما ذكرت .

طالب عوض الله 05-31-2011 03:30 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
قراءة في المسألة اليمنية...
هل ستحسم قبائل اليمن القضية؟
سيف الـدّيـن عـابـد
من المعلوم أنّ دور القبائل في اليمن متجذّر وكبير، كما أنها نقطة ارتكاز هامة عند ذوي النفوذ السياسي والعسكري.

تتوزع قبائلُ اليمن في طول البلاد وعرضها، ولعل من أبرز القبائل وأكثرها عدّة وعتاداً قبائل "بكيل" و"حاشد"

و "مراد".. ولا يعني ذكر هذه القبائل أن غيرها من ضعيفة أو لا وزن لها، بل أن الكثير من قبائل اليمن العريقة التي يتجاوز عددها أكثر من 100 قبيلة على الأقل.




لم يكن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليصل إلى الحكم لولا الدعم القبلي له، فكان لاصطفاف بني الأحمر وقبيلة حاشد خلفه الدور الأساس في تمكينه في الحكم

وبالرجوع قليلاً الى ذاكرة التاريخ، نجد أن بني الأحمر كان لهم دور في محاربة الإمام يحيى –رحمة الله عليه- في أربعينيات القرن الماضي، والإمام يحيى الذي كان يحكم اليمن وقتها كان يتمتع بمحبة شريحة عريضة من الناس، ويوصف بأنه عالم تقي ورع، عمل وقتها الإنجليز على التخلص منه، وقاموا بمحاولات لقتله، وكان ممن تورط مع الإنجليز في محاولة قتله بعضُ رموز بني الأحمر، فما كان من الإمام إلا أن قتل منهم من قتل، وكان من بينهم والد وأعمام " عبد الله بن حسين الأحمر" – وكان صغيراً وقتها- فتركه الإمام يحيى قائلاً –حسب ما يُروى- أن دعوه يعيش لخدمة نساء بني الأحمر ورعايتهن.

ثمّ تمكّن الإنجليز بعدها من قتل الإمام يحيى عن طريق عملاء لهم.

بني الأحمر من رؤوس قبيلة حاشد، وأكثرهم نفوذاً، وهم ليسوا منقسمين على بعضهم كحال بعض القبائل الأخرى، فقبيلة حاشد تنصاع تماماً لكبيرها الشيخ صادق الأحمر.

ومما يُنقل، فإن علي عبد الله صالح من " سنحان" وليس من حاشد، بالرغم مما يتناوله الإعلام بأنه من قبيلة حاشد.




" بكيل" قبيلة كبيرة العدد والعتاد، وقد تكون أكبر وأقوى من حاشد إن اجتمعت على شيخ واحد، لها رؤوس كثيرة، ولا تنصاع لشيخ واحد كما حاشد

تنتشر " بكيل" حول صنعاء، وفي الجوف، ومأرب، وذمار وغيرها من مدن ونواحي اليمن.

مثل " خولان" – وهي من بكيل- التي لها امتداد كبير بين صنعاء ومأرب

ومثل " أرحب " المتاخمة لمطار صنعاء ومناطقها الشمالية، وبني مطر والحيمة و ذو حسين و ذو محمد وغيرها الكثير من قبائل بكيل.




علي عبد الله صالح يعلم الآن علم اليقين أنّ القبائل ليست في صفّه، ولا تدعمه، ولا يقف معه الآن إلا زعامات حزبه الحاكم ومن ربط مصيره به من كبار رجال الأعمال ومن اشتراهم من بعض زعامات القبائل، ورموز الأمن المركزي، وهؤلاء كلّهم لا يشكلون بيضة قبان في مسألة بقائه من عدمه، فهو يعلم وهم يعلمون أن بقاءه في اليمن مسألة وقت وهذا كفيل بتفرّق الناس عنه.

بالرغم من موقف بعض القبائل الذي يتراوح بين السكوت المرحلي وبين دعم الثورة والثائرين على استحياء !

مع أنها قادرة –إن أرادت- أن تحسم الوضع في اليمن... مثل قبيلة " بكيل" التي أعلنت وقوفها مع الثورة ورفضها لأعمال علي عبد الله لكن دون موقف واضح فاعل صارم على الساحة.

وكذلك قبيلة " مراد " التي يقال بأن لها أعداد كبيرة من أبنائها في مختلف القطاعات العسكرية.

وقبيلة " آنس " – من بكيل- ولها أيضاً أعداد كبير في القطاعات الأمنية في اليمن.

ومن الذين استعان بهم علي عبد الله صالح في نزاعه الأخير مع بني الأحمر شيخ قبيلة " مراد " الشيخ غالب الأجدع، والشيخ علي عبد ربه القاضي – من مراد أيضاً – وغيرهم من شيوخ القبائل، وقد قصفت أجهزة علي عبد الله منزل الشيخ الأحمر وأطلقت عليه نيرانها حين كان وفد الوساطة جالساً مع الشيخ صادق الأحمر

في منزله في حي الحصبة...

السبب في رأيي أن علي عبد الله صالح تعمد قصف المكان ليقتل أكبر عدد من الحاضرين من وفد الوساطة ثمّ يتهم بني الأحمر بأنهم السبب في إطلاق النار والبادئين به ليجعلهم يحملون مسئولية موت بعض الشيوخ لتشتعل النار بين القبائل ليكسب المزيد من الوقت، وليعمل على أن يُدخل اليمن في نزاع عسكري محتدم.




والسؤال الذي أراه هاماً:

لماذا لا تبادر القبائل – مع ما تحوزه من قوة وعدد وعتاد- إلى حسم الأمر وخلع علي عبد الله؟

لماذا لا يأمرون أبناءهم في القطاعات العسكرية أن ينقلبوا على صالح وحكمه فيحسموا الأمر في سويعات؟




وكذلك:

هل هناك لاعب في اليمن غير الإنجليز ورجالاته من " بعض" زعامات "بعض" القبائل؟

وماذا عن الجنوب؟

أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابات....وسنتركها إلى وقتها.

مع ملاحظة أن للأمريكان تأثير فاعل على الحوثيين في الشمال

وعلى " التحالف الاشتراكي" في الجنوب

ولا ننسى أن الجنوب اليمني فيه مراكز للجيش والأمن المركزي والحرس الجمهوري، ولهم قواعد وعتاد، وفي حال استطاعت أمريكا أن تحرك عملاء لها في الجنوب، فإن الاستيلاء على تلك القواعد لحظة انهيار حكم علي عبد الله صالح ليس بالأمر العسير إن كان هناك تخطيط له وتدبير!!




أما بخصوص صنعاء، فإن القبائل حولها تستطيع عزلها تماماً عن محيطها إن تحصّل عندها القرار السياسي بذلك، ولا ننسى أنه قبل أيام استطاعت بعض القبائل في محيط صنعاء منع قوات تابعة لعلي عبد الله صالح من دخول المدينة واستطاعوا ردّها على أعقابها.

فبمكنتها أن تعزل صنعاء، وأن تُسقط النظام...فلماذا لم تفعل إلى الآن؟




ونقطة أخيرة:

بلاد الخليج يترقبون سقوط عميل الإنجليز الذين هم علاء له أيضاً، ووساطتهم تروح وتجيء بشكل مكوكي على أمل أن لا يخرج الأمر عن سيطرة أسيادهم

وهناك مناطق في داخل حدود " السعودية" يعتبرها الكثيرون من أهل اليمن أنها أراض يمنية، مثل عسير، وينظرون إلى أنها بلاد خير وأنهم محرومون منها ومن خيرها ويعيشون بقفر مدقع، وهذا نقطة تحسب لها " السعودية" حساباً في حال عمّت الفوضى اليمن.

وفي الختام:

كيف سيكون تحرّك القبائل في الأيام القادمة؟

ومتى سيتقرر انشقاق أبناء القبائل وتمردهم في قطاعاتهم العسكرية على النظام؟

من المتوقع أن لا يكون ذلك بعيداً بإذن الله تعالى.


من مدونة طريق العزّة

http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.com/

سيف الـدّيـن عـابـد

طالب عوض الله 05-31-2011 04:10 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة: صرخة حق


وصلت المجموعة رسالة من الشاعر فراس حج محمد من فلسطين تحمل قصيدة قيّمة في موضوع المصالحة الأخير نحيّيه عليها وهي مرفقة مع الرسالة.

وهذا نص ما وصل من الشاعر للمجموعة:

"لقد آلم ما أشيع من مفهوم المصالحة كل واع مدرك للحقيقة، فكانت القصيدة المرفقة صرخة حق احتجاجا وتنبيها، واقتضت المسؤولية



التي أحمل أن أثبت موقفي تجاهها، ولعلمي بأن مجموعة الخلافة هي الأقدر والأجدر على نشر القصيدة فإني أرجو نشرها وتعميمها.

وشكرا لكم على جهودكم


فراس حج محمد/ فلسطين نابلس"

صرخة حـــــق

احتجاجا على توقيع اتفاقية المصالحة الفلسطينية التي تم بتاريخ: 4/5/2011، وما ستجره من ويل على قضية فلسطين
فراس حج محمد/ فلسطين

يا جنون الشعر أسمع =صرخة الحق الزؤامِ

صوتك العالي جلي = مستغيث للنيامِ

فحرام أن يظلوا = في سبات و ارتطامِ

فرياح الشؤم هبتْ = في غباوات جسامِ

قد بلينا من عقود =بالشقاوات العظامِ

قادةٍ نبع الرزيا =سودوا قبل الفطامِ!

إنهم بلوى زمان = حده حد الحرام

قد أضاعوا حق شعبٍ = تاه في ليل الظلامِ

أسكرونا من عهود = بمعاني الانتقامِ

وأشاعوا الفجر شمسا = من ثنيات الغرامِ

وأطالوا المدح قبلا =يا لضربات الحسام!

إننا نحن النشامى = نحن أسلاف العظامِ

نحن نسل الفاتحين ال =ماجدين على التمامِ

سنعيد الأرض كلا = يا لأوهام المرامِ

ما رأينا غير بؤس =والسهامُ على السهامِ

أين يافا أين حيفا = أين عكاء الإمامِ

أين شراياني المدمّى =أين قهري وسقامي

ألف آلاف الضحايا = طفحت برد الخيامِ

واستفاقت من منامٍ = بعد طول في المنامِ

لترى الكلّ غبيا =ضائعا والبحر طامِ

فاحتفالات الحيارى = عكست رؤيا اللئامِ

إن أقصانا حبيس = ظل محروم الوئامِ

قابع في الأسر يرجو = منكمُ بعض اهتمامِ

يسأل الزوار عنكم = والرجا ملء الهيامِ

فإذا الجمعان غافٍ = مستميت في استهامِ

قد هدمتم ما بنيا = فاتقوا نبل السلام

حنظل لا شهد فيه = كأسه مر المدامِ

مسكر حينا وحينا = شدّ قيد الاقتسامِ

ريحكم خبث توالى = فالنهى لبّ النعام

إن تراضيتم بصلح = عاد من بعد الخصامِ

لن تكونوا في وئام = عندهم ألف محام

سيكون الويل حتما = واقعا من كل رامِ

لن تعود القدس تاجا = بالخطابات الجهامِ

ستعود القدس حقا = واللظى شبُّ الضرامِ

يكتب التاريخ عنكم = قادة صنو السخامِ

يا شعوب الله هبي = وارفضي لين الحَمامِ

واستعدي لنزال = في ميادين الحِمامِ


__._,_.___

نائل أبو محمد 06-03-2011 10:27 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الجمعة 2 رجب 1432


الحثالة وحراس المساجد


ظهرت في سوريا منذ أشهر حثالة من الناس تتظاهر في الشوارع وتخرج غالبا من المساجد، لأنها المكان الوحيد الذي يُسمح فيه بالتجمع (حتى الآن والحمد لله)، هذه الحثالة تصدى لها حراس المساجد، (وهم بالتعريف رجال الدين والعلماء والمشايخ الذين يخطبون في هذه المساجد ويلقون فيها دروسهم العلمية القيمة).


هذه الحثالة بدأت بالمطالبة بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة، في بلد وصلت فيه هذه القيم إلى درجة ما وراء الحيوانية، فهناك الكثير من الحيوانات في عالم القرن الواحد والعشرين تتمتع بقدر من الحرية والكرامة والمساواة والعدالة يفوق بمراحل ما يتمتع به أفراد الشعب العاديون (وهم بالتعريف: الذين ليس لهم واسطة وليس عندهم مال كاف ليتدبروا به امورهم وليس لهم جاه أو عشيرة أو قرابات لها علاقة بالحكم) ، إذاً هؤلاء البؤساء، والفقراء إلى الحرية والعدالة، قاموا ليطالبوا بأبسط الحقوق البشرية التي يجب أن يتمتع بها إنسان يعيش في دولة.


الحاكم السوري بأمره، لم يعجبه الموضوع واستغرب وجود أناس لا يعجبهم وضعهم في بلده التي يملك فيها كل شيء من الأرض إلى الموارد إلى البشر إلى الجيش إلى المخابرات، فقرر أن يتعامل معهم أمنياً، (أي بالتعريف: بالقتل والسحق والسجن والتهديد والتعذيب)، طبعاً الحاكم بأمره عنده خبرته التي استقاها من عشر سنوات في الحكم، إضافة إلى الخبرات المتراكمة من عهد أبيه ومن تجارب قيادات قوى الأمن المختلفة التي سبق أن نجحت في قمع انتفاضات سابقة.


وطبقاً للمرحلة الزمنية المختلفة التي نعيشها في العالم كله واختلاف وسائل الإعلام والاتصالات، طور الأمن وسائله إلى حد ما، فلم يرسل الطائرات لقصف المدن المحتجة والمحتجين وإنما اكتفى بقوى الأمن التي تلبس اللباس المدني وبما يسمى بالشبيحة،(وهي بالتعريف: عصابات قتل مدربة ومسلحة بكل شيء عدا الأخلاق، تقتل كل من يقف في طريقها وكل من لا يعجبها حتى شكله).

فشل الحل الأول، فلم يكن هناك بد من إرسال الجيش ليحاصر ويقتل ويعتقل، فلم يتغير شيء، وزاد عدد الحثالة، جند الحاكم بأمره حراس المساجد ليكملوا المهمة، فوقفوا على المنابر يحذرون الناس من القيام على الحاكم بأمره، وينذرونهم بالفتن التي لا تبقي ولا تذر ويذكرونهم بمعاني الصبر على الظلم والضيم والفقر والجوع والذل والاحتقار والعذاب النفسي والجسدي، ويمنونهم بجنات الخلد والحور العين إذا استكانوا للحاكم بأمره.


هؤلاء الحراس للأسف لم يستطيعوا أن يحرسوا المساجد من الجيش وقوى الأمن، فدخلها هؤلاء وهؤلاء وعاثوا فيها فساداً وأحرقوا بعضها وداسوا أرضها بأحذيتهم القذرة ومزقوا المصاحف وقتلوا الناس وسفكوا الدماء داخل المساجد، ولكن حراس المساجد لم يجدوا داعياُ للتدخل! حراس المساجد مهمتهم أن يحرسوها من الأفكار الشاذة التي تقول بجواز التظاهر ضد الحاكم بأمره، ولا يهمهم أن تدمر هذه المساجد، فإعادة بنائها أمر سهل طالما أن الحاكم بأمره وعدهم بإعادة بنائها، وما هي أهمية الجدران والسقوف مقابل أن يُبقي لنا الله الحاكم بأمره؟ حراس المساجد مهمتهم أن يحموها من المصلين الذين يريدون أن ينضموا إلى الحثالة التي تطالب بحق العبودية لله تعالى وحده دون أن يشركوا به رئيساً أو زعيماً أوقائداً خالداً إلى الأبد، ولا يهمهم أن يُضرب الناس في تلك المساجد بالعصي الكهربائية أو أن تُشج رؤوسهم، فهم مأجورون على كل حال على كل شوكة يُشاكونها طالما أنهم يسمعون ويطيعون.

حراس المساجد وظيفة جديدة لم نسمع بها من قبل في تاريخنا ولا في شرعنا ولكننا عرفناها الآن في بلدنا المستباح، وظيفة جديدة جاء بها الحاكم بأمره، لأنه وجد أن تطوير الإسلام واجب لا بد منه في القرن الواحد والعشرين، قرن الحريات والفضائيات والإعلام الحر.

حراس المساجد سيحصلون حتماً على أجورهم من الحاكم بأمره، ولكن السؤال الهام: ما هو الأجر الذي سيحصلون عليه من الله عز وجل؟


أمير أوغلو

02.06.2011


طالب عوض الله 06-03-2011 09:24 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
تبت يدا الطاغي
• الشاعر علي محمد بني عطا


تــَـبـَّـتْ يـَـدا الطــّاغـي وَحـاقَ بـِـهِ الرَّدى
بـِالسـُّخــْـطِ باءَ وَفـي الأسافــِـلِ قــَـدْ رَدى
تــَـبـَّـتْ يـَـدا مَـنْ خـانَ مَـوْثـِـقَ شَـعــْـبـِـهِ
وَمَـعَ الـْعــُداةِ عـَـلى رَعـِـيـَّـتـِهِ اعــْـتـَـدى
تــَـبـَّـتْ يـَـدا مَـنْ يـَـسْـتــَـكـِـيـنُ لـِحـائـِـفٍ
رَضِيَ الـْخـُـنـُوعَ وَهـُونـَهُ النـَّتـِنَ ارْتـَـدى
تــَـبـَّـتْ يـَـدا مـَـنْ لـِـلــْـعـــُـتــاةِ يـُـداهــِـنُ
وَلـَهـُـمْ يـَظــَـلُّ عـَـلى الـْعــُـتــُـوِّ مُـسانـِــدا
تــَــبــَّــتْ يــَـدا مــَـنْ يـَـسـْـتـــَـذِِلُّ بــِــلادَهُ
وَيـُـعــِــزُّ أعــْـداءَ الشـَّهـامـَـةِ وَالـْـهــُـدى
سُـحـْـقـاً لـِـمـَنْ فـِـرْعـَـوْنُ رَمـْـزُ كـِـيـانـِـهِ
وَبـِـسـيـرَةِ الطــَّاغــُوتِ يَـعــْـمـَـلُ جـاهـِـدا
فـِـرْعــَوْنُ شايـَـعــَهُ الـَّذينَ بـِـهِ اقــْـتــَـدَوْا
حـَـسـِـبـُوا الـْعـِـبادَ لـَهـُمْ كـَـذلـِكَ أعــْـبــُـدا
يا مـَنْ تـَـلــُوذ ُ بـِـمـَـنْ يـَـلــُوذ ُ بـِـواهــِـنٍ
أبـْـقـاكَ إلــْـفــُـكَ فـي جـَحــيـمـِـكَ هـامـِـدا
فـي الـْحــَـيـْنِ يا رُوحَ الـْخـِيانـَةِ تـَسْـقــُط ُ
ما كـانَ رَهـْـطــُـكَ أوْ عـَـهـيـدُكَ مُـنـْـجـِـدا
أوَلـَسْـتَ مِـنْ فـِـرْعـَـوْنَ تـَأخــُـذ ُ عـِـبـْرَة ً
هــَـلْ كـانَ في وَجــْـهِ الـْعــَـدالــَةِ صامـِـدا
وَالـشـَّـعـــْــبُ إنْ رامَ الـتــَّـحــَــرُّرَ نـالــَـهُ
بــِـدِمــائــِـهِ مـِـنْ أجــْــلِ ذلـِـكَ مـا كــَــدى
بـِالتـَّـضْـحِـياتِ عــَلا الـْعـُـلى مُـتـَـسَـرْبـِلاً
شَـرَفَ الأوائـِــلِ فـي الـْـفــِـداءِ وَمـاجــِـدا
مـا رَوَّعــَــتْ ثــُـلــَـلَ الـْعــِـزازِ مَــنـِــيـَّـة ٌ
بـِـنـُـفــُوسـِهـِـمْ يُـشْـرى الإباءُ وَيُـفـْـتـَـدى
وَالجـاثِـمـُونَ عـَلى الشـُّـعــُوبِ وَقــُدْسِهـِمْ
فـي السـُّـفــْـلِ أمـْـسـَـوْا وَالرَّذالــَةِ رُقـــَّـدا
يا أيـُّـهــا الـْجـَـبـّارُ سـَـوْفَ تـَـرى الـْـبـِـلى
أتـَكــُونُ غـَـيـْرَ جـَـنى التـَّـجـَـبـُّرِ حـاصـِـدا
أحـَـسـِـبـْتَ أنـَّـكَ فــَوْقَ شَـعــْـبـِكَ قـاهــِــرٌ
وَسِـواكَ لـَـيـْسَ لـِغـَـيـْرِ وَجـْـهـِـكَ ساجـِـدا
هـَـلْ خـِـلــْـتَ أنـَّـكَ فـي نــُـفــُوذِكَ خـالــِـدٌ
فـَظـَـلـِلــْـتَ عـَـنْ نــَهـْـجِ الـْهـِدايـَةِ حائـِـدا
وَبـَـقـِـيـتَ تـَرْفــُـلُ في غــُـرُورِكَ طـائـِشـاً
لـِـلــْحــَـقِّ يـا مَـغــْــرُورُ دُمـْـتَ مُـعــانــِـدا
أيـْـنَ الــْجــَـبــابـِـرَة ُ الــَّـذيـنَ تــَألــَّـهــُـوا
أفــَأنــْـتَ تــَـبــْـقـى دُونَ أهــْـلـِـكَ خـالــِـدا
يا أيـُّـهـا الـطــَّاغـي قــُـواكَ تــَـزَلــْـزَلــَـتْ
وَعـَـلـَيـْـكَ بانَ جـَـمـيـعُ شَـعــْـبـِكَ واجــِـدا
ناوَأْتَ كـُـلَّ الـْـمُـخـْـلـِـصـيـنَ وَسُـمـْـتــَهـُـمْ
سُوءَ الـْعـَذابِ فـَصِـرْتَ مَـفـْخـَرَة َالـْعــِـدى
لا يـُرْهــِـبُ الأحــْـرارَ قــَـمـْـعــُـكَ إنــَّـهــُـمْ
أُسُـدٌ وَهـُمْ مَـدُّوا لـِـمـَنْ غـُـشِـمــُوا الـْـيـَـدا
الـنـَّـصـْـرُ أوْ نــَـيــْـلُ الـشـَّهـادَةِ غـايـُـهـُـمْ
وَالـْـمـَـجـْـدُ مَـلـْحـَمـَة َالشِّهـامِ لـَهـُـمْ شـَـدا
يـا أيـُّـهــا الــْعـــاتــي صَـغـــارُكَ مــاثــِــلٌ
بـِالـْعـارِ صارَ عــَـلـَـيـْـكَ جــَـوْرُكَ عـائـِـدا
وَالضَّيـْمُ مُـنـْـقــَـلــِـبٌ عـَـلـَـيـْـكَ لــَهــيـبـُهُ
أإلى الـْفـَلاحِ سَـبـيـلُ مَـنْ غـَـبَـنــُوا هـَـدى
وَخـِـتـامُ عــَـهــْــدِ الـْـمُــسـتــَـبــِـدِّ مُــرَوِّعٌ
كــَمْ مـِـنْ عــَـتـِـيٍّ مـُـنـْـتــَهـاهُ لــَـنــا بــَـدا
يـا مـَـنْ بـِأغـــْـرابٍ يـُـعـــَـزِّزُ طــَـيـْــشــَـهُ
قــَـدْ بـِـنـْـتَ حـَـقــّاً في الـْحـَـماقــَةِ رائــِـدا
مـَـكــْـنــُونُ حــُـمــْـقــِـكَ لـِلأنـامِ أبـَـنـْـتــَـهُ
وَعــَـلـى مــَـداهُ غـــَـدا غــَـبــاؤكَ زائــِــدا
ما صُـنـْتَ مَـنـْزِلــَة َالـْحـِـجـا فـَأضَـعــْـتــَهُ
صِـرْتَ الـرَّزانــَة َ وَالـْـمـَـهــابــَة َ فـاقــِـدا
وَيـَـبــيـنُ مـِـنــْـكَ تــَـنــاقـــُـضٌ وَبــَـذاءَة ٌ
وَهـُـراؤكَ الــْـمَـعــْهـُـودُ مَـسْـخـَـرَة ًغــَـدا
وَإرادَة ُ الأحـــْــرارِ لــَـسـْـتَ تــَـهـــُــزُّهــا
وَبـِعــَـزْمـِـهـِـمْ يـُـمـْـسـي نـِـظـامُـكَ بائــِـدا
بـِالـْـبـَطـْـشِ وَالتـَّـقـْـتـيـلِ كـُـنـْتَ مـفاخـِـراً
فــَـبــَـدَوْتَ فـي أهــْـوالِ وَيـْـلـِـكَ مـائــِـــدا
الــْحــَــقُّ حــَـيٌّ وَالـْـبـَـــواطــِــلُ زُهـــَّــقٌ
زَهــَـقَ الــَّـذي كـانَ الـزَّواهــِــقَ رافـــِــدا
وَلـَظى الأُباةِ كـَوى الطــُّـغاة َ وَحَـشْـدَهـُـمْ
فــيـهـِـمْ بـَـدا وَقــْـدُ الـْـبـَـواسـِـلِ مُـوقــَـدا
لــَمْ يـَلــْقَ مَـنْ لـَـقـِيَ الثــُّبــُورَ مُـناصـِـراً
أيَـكــُونُ ناصـِـرُ ذي الـْـفـَـظـائـِـعِ راشــِـدا
قـــَـدْ مــالَ عــَـنــْـهُ وَمـَـلــَّـهُ حـُـلــَـفـــاؤهُ
عـَنْ نـَصْـرِهِ أضْحى الـْـمُحـالــِـفُ قاعــِـدا
يـَغــْـشـاهُ رُعــْـبٌ لـَـمْ يُـطـِـقــْهُ جـَـنـانــُـهُ
وَيَـظــَـلُّ مِـنْ فــَـرْطِ الـْـمَخـاوِفِ ساهــِـدا
والـْفـَجـْرُ مَهـْما اللـَّيـْـلُ عـَـسْـعـَـسَ بازِغ ٌ
وَالـنــُّــورُ يـَـبـْـقـى بَـعــْـدَ ذلـِـكَ سـائــِــدا
سـِـفــْـرُ الـْـكــَـرامـَـةِ بـِالـدِّمـاءِ يُـسَــطــَّـرُ
وَإلى الـْجَـلالِ مَنِ اسْتـَضاءَ بـِهِ اهـْـتـَــدى
وَاللهَ نــَـسـْـألُ أنْ يـُــديــــــمَ أمـــانــَــنــــا
وَيُـديــمَ لـِلـْـوَطـَـنِ الـْغـَـضَـنـْـفــَـرَ قـائــِـدا

العنوان : الهاشمية ــ محافظة عجلون ــ المملكة الأردنية الهاشمية

البريد الإلكتروني a.baniata@yahoo.com

نائل أبو محمد 06-04-2011 07:00 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
السبت 3 رجب 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

طالب عوض الله 06-04-2011 09:12 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 

العالم، بدون إسرائيل، أكثر أمنا


\

د. أكرم حجازي

12/5/2011
لو تأملنا قليلا عينة من كبرى الصراعات العربية والفلسطينية، البينية والدولية، لتبين لنا أن ثمنا باهظا تم دفعه في كل مرة لطي صفحة صراع ما. فالقطيعة التاريخية ما بين سوريا والعراق (1978) لم تتوقف إلا بعد غزو العراق، واحتلاله، وتمزيقه شر ممزق، وإخراجه من أية فاعلية فيما أسمي بالصراع العربي الإسرائيلي. وكذا الصراع الليبي مع الغرب. فلم ينته إلا بالخضوع التام للأطروحة الأمريكية، وتفكيك البرنامج النووي ودفع عشرات المليارات من الدولارات تعويضا عن تفجير طائرة Pan American فوق بلدة لوكوربي في اسكتلندا (1988). والصراع الفلسطيني الأردني، أواخر ستينات القرن العشرين، انتهى بإبعاد الثورة الفلسطينية عن الساحة الأردنية نحو ساحة صغيرة (1971). والصراع الفلسطيني مع سوريا (1983) لم يتم تجاوزه إلا بإخضاع الطرف الفلسطيني ودفعه نحو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود قبل التوقيع على اتفاق أوسلو (1994). فهل يعقل أن يتم تصفية الصراع الفلسطيني – الفلسطيني بلا ثمن؟

ظل ملف المصالحة الفلسطينية يراوح مكانه طويلا بسبب ما اعتبرته حركة حماس تباينا فيما بين مضمون الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حركة فتح والنص المطلوب منها توقيعه. وللوهلة الأولى فإن توقيع اتفاق المصالحة أخيرا في مصر ما بعد الثورة قد يعني زوال الاعتراضات على النص القديم. لكن العبارات اللافتة التي فاه بها خالد مشعل، خلال كلمته التي ألقاها في حفل التوقيع الثورة (4/5/2011)، كانت تعبر عما هو أبعد كثيرا من مجرد تجاوز نقاط الخلاف على الورقة القديمة.

يقول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: « إننا مستعدون لدفع أي ثمن من أجل المصالحة ومعركتنا الوحيدة هي مع إسرائيل ... نريد الاستعجال منذ هذه اللحظة الصعبة لتحقيق المصالحة لكي نتفرغ لمشروعنا الوطني وترتيب بيتنا الداخلي في إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ... ونريد أن تكون لنا قيادة واحدة ومرجعية واحدة لأننا شعب واحد ... نريد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الضفة الغربية وقطاع غزة بدون مستوطنين وبدون التنازل عن شبر واحد وبدون التنازل عن حق العودة».

الثابت أن إسرائيل التي دأبت، خاصة مع تولي أرييل شارون رئاسة حكومتها، على ترديد العبارة الشهيرة: « لا يوجد شريك فلسطيني للسلام »؛ ترجمت العبارة واقعيا عبر تصفية كل الرموز الفلسطينية العسكرية والسياسية والأمنية وحتى الاجتماعية. والثابت أيضا، لدى كل مراقب وخبير بالشأن الفلسطيني، أن السلطة الفلسطينية، التي يديرها فعليا الجنرال الأمريكي كيت دايتون، باتت، في سلوكها وسياساتها وأدائها وقراراتها، رهينة بامتياز للمطالب الإسرائيلية والأمريكية والمصرية. وبالتالي فكيف يمكن لسلطة هي أعجز من أن تتخذ قرارا ولو بمستوى الإفراج عن معتقل زج به، شبهةً، الجنرال دايتون في السجن!!! أن توقع اتفاق مصالحة؟

ذات السؤال الأخير ينطبق على مصر، ما بعد الثور، لاسيما وأن السلطة القائمة فيها ليست حتى سلطة دستورية، ولا هي بقادرة، حتى اليوم، على استعادة هيبة الدولة التي تخشى شرطتها النزول إلى الشوارع وحماية العامة من حشود البلطجية الذين صاروا كقطاع الطرق في وسط المدن والأحياء؟

وذات السؤال أيضا ينطبق على حركة حماس. فما الذي يجعلها متعجلة ومستعدة « لدفع أي ثمن من أجل المصالحة»؟ وما هو هذا الثمن الذي لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال محصورا فقط بنقاط الاختلاف السابقة على المصالحة؟

المؤكد أن حالة الثورة العربية الراهنة تبعث على القلق لدى إسرائيل وكل القوى المحلية والعربية والدولية. فأي تغير جوهري في الحالة العربية سيعني تغيرا مماثلا في سمات وخصائص النظام الدولي الذي جرى تشييده على أنقاض الخلافة الإسلامية ووحدة العالم الإسلامي، وفي القلب منه العالم العربي. وعليه فإن ما يجب ملاحظته والتوقف عنده مليا أن هذا النظام لا يمكن له أن يستمر إذا ما حصل العرب على قدر من الحرية، لاسيما وأن مبدأ الحرية للعرب يتناقض بنيويا مع وجود إسرائيل واستمرارها، مثلما يتناقض وجودها مع الشريعة الإسلامية.

إذن؛ لا يمكن للعرب أن تستقر مطالبهم بالحرية في إطار النظام الدولي كما حصل بالنسبة لشعوب دول أوروبا الشرقية مع انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينات القرن العشرين. ولو كان الأمر كذلك لما تصاعد سقف المطالب تباعا. فالثورات العربية انطلقت من شعارات بسيطة لم تتجاوز الاحتجاج على لحظة ظلم. لكنها مع الوقت طرحت مطالب تدرجت من التشغيل والتنمية والعدالة إلى أن أطاح شعار الكرامة بواحد من أعتى أجهزة الأمن والقمع العربية. ومع انطلاقة الثورة المصرية ارتفع الشعار التاريخي الشهير « الشعب يريد إسقاط النظام»، ثم شعار « الشعب يريد محاكمة النظام». وكلها شعارات يفرزها ويغذيها المخزون التاريخي من الظلم والاستعباد التاريخيين.

ومع أن الحدث الثوري لم يتبلور بعد إلا أنه، رغم الانتكاسات، ما زال حدثا متفجرا في أكثر من بلد عربي، ومستمرا بكل الشدة التي يحتاجها .. بل أن مفاعيله بادية للعيان، ولو أنها بطيئة، فيما يتصل بمراقبة فلول الأنظمة المتوارية، سواء عبر استمرار الاحتجاجات، أو عبر الملاحقات القانونية للرموز البائدة، أو عبر البحث عن الثروات المنهوبة.

هذه الحالة تشبه بالضبط مرحلة نزع القشرة التي تختصر الوقت وتمكِّن الشعوب من معاينة ما يحتويه اللب من كوارث وفواجع على كل مستوى. وسيكون من المستحيل إخفاء الحقائق لاحقا عن الشعوب كلما تفجرت الاحتجاجات في بلد ما أو سقط نظام هنا أو هناك. وهذا بلا شك سيعني أن الشوارع ستظل مشتعلة إلى أمد غير منظور، وأن المحتجين لن يتواروا عن الأنظار حتى لو اضطروا إلى رفع شعارات من نوع: «عالجنة رايحين شهداء بالملايين »، كما يحصل لأول مرة في الثورة السورية. والسؤال: ما الذي سيمنع الشارع العربي من رفع شعار: « الشعب يريد إزالة إسرائيل»؟ ومن هي القوة القادرة على ردع الشارع حينذاك؟

لا أحد يستطيع منع الشارع، ولا أحد يستطيع ردعه أبدا. لذا، وبخلاف عربدة إسرائيل الظاهرية، أو ردود فعلها تجاه المصالحة، فالأكيد أن ورقة تسوية القضية الفلسطينية، وليس المصالحة فقط، هي الأثمن بالنسبة لها باعتبارها خط الدفاع الأخير عنها، إذا ما اعترضت حركة الشارع وجودها في لحظات قادمة لا محالة. وفي هذا السياق، بالضبط، تأتي المصالحة التي تبدو استثمارا، متعجلا كالعادة، لقوى براغماتية دائما تأتي مطالبها أقل من مطالب حركة الشارع المتفجرة. وإذا تعمقنا أكثر، وبغض النظر عن القراءات العاطفية والسطحية للمصالحة، وكأنها الإنجاز الأعظم للأمة، فالمصالحة أشبه ما تكون بصفقة سياسية تعبر عن احتياج إسرائيلي وعربي وإقليمي ودولي. صفقة تراءت للقوى الفلسطينية، التي طالما سعت إليها دون جدوى، كما لو أنها ثمرة ناضجة سقطت بين يديها دون عناء!!! هذا هو الثمن الذي يجري دفعه لإنجاح المصالحة، وهو الذي، به يجري، قطع الطريق على حركة الشارع بحيث يبدو الفلسطينيين واليهود، مقدمون على التصالح والتعايش فيما بينهما!!! فماذا سيقول الشارع حينها؟

لكن الثابت أن النظام الدولي القائم منذ مائة عام، بصيغة سايكس – بيكو ما كان له أن يستمر دون وجود إسرائيل في قلب منطقة حيوية قادرة على تغيير مسار التاريخ باستمرار. وما كان له أن يستمر وسط أي بصيص من الحرية والشعور بالأمن والأمان والقدرة على الفعل .. وما كان له أن يستمر لولا نظم الطغيان والاستعباد .. وما كان له أن يوجد أو يستمر لو كان العرب أو المسلمون شركاء في بنائه.

إسرائيل هي الباروميتر الذي تقيس به الولايات المتحدة والغرب قوة النظام الدولي القائم حاليا ومدى تماسكه واستمراريته. ولو لم تكن إسرائيل في قلب المنطقة لما تدخلت الولايات المتحدة في الثورات العربية أو في العراق أو في عموم المنطقة وكدست فيها أفتك أنواع الأسلحة، بهدف وحيد هو حماية أمن إسرائيل كصمام أمان وعنوان للهيمنة والسيطرة المطلقة والثابتة على المنطقة. وعليه فإنْ كان ضعف إسرائيل أو قوتها يعكس، بلا مواربة، قوة النظام الدولي الراهن أو ضعفه، فمن الطبيعي أن يكون كل تهديد لإسرائيل هدفا للاعتراض عاجلا أم آجلا، وبأية صورة ممكنة.

هذه المعادلة قائمة إلى أن تتخلص الشعوب العربية من رؤوس الطغيان والاستبداد فيها، وتبدأ بإزالة ركام الظلم والفساد، ومعاينة رأس المال المتبقي. بعدها ستدرك أنها لم تحصل على حريتها، ولا هي تخلصت من الهيمنة والتبعية، ولا هي سيدة نفسها وقرارها، ولا هي صاحبة الحق في تقرير مصيرها .. حينها، فقط، ستكتشف أن العالم بلا إسرائيل سيكون، قطعا، أكثر أمنا من بقائها .. وآنذاك، فقط أيضا، سيبدأ العمل.


من: راضي

طالب عوض الله 06-04-2011 09:34 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
التاريخ الهجري 24 من جمادى الثانية 1432
رقم الإصدار: ح.ت.ل 26/32
التاريخ الميلادي 2011/05/27م



نص المؤتمر الصحافي لرئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية لبنان أحمد القصص
رداً على الشبهات الموجهة إلى انتفاضة أهل سوريا وتحرك حزب التحرير لنصرتها


لقد كثرت التعليقات والمواقف التي بلغ بعضٌ منها حدَّ التصعيد السياسي والإعلامي حول انتفاضة أهلنا في سوريا، وأثيرت حولها الشكوكُ والشبهات، كما أثيرت شبهات حول تحرك حزب التحرير لنصرة أهل سوريا، لذلك دعوناكم إلى هذا المؤتمر، لإعطاء رأينا بوضوح في هذه المسائل ورد الشبهات التي أثيرت حول تحركنا، كما لإخباركم أيضاً بتحركنا المقبل في هذا الصدد. والبداية مع توضيح طبيعة تحرك حزب التحرير والرد على الشبهات التي أثيرت حوله.

- روجت صحف ووسائل إعلامية سورية وأخرى محلية متواطئة معها كلاماً سخيفاً حول تحرك حزب التحرير، مفاده أن تحركه اندرج ضمن توجه بعض التيارات السياسية اللبنانية المتصارعة ومَن وراءها من القوى الإقليمية. وعليه نقول بوضوح وحسم: إن تحركنا لا يمت بصلة إلى برنامج أيٍّ من القوى المحلية أو الإقليمية، وإن حزباً سياسياً إسلامياً عالمياً وضع نصب عينيه تغيير واقع الأمة الإسلامية أرقى وأنقى من أن تندرج أعماله ومواقفه ضمن أطر تنظيمات صغيرة الحجم والأهداف، ولا سيما تلك العلمانية منها. ولقد رأى العالم كله أن أعمال الحزب لنصرة أهل الشام كانت أوسع من أن توضع في أطر التيارات المحلية، فقد نظم الحزب هذه المظاهرات في المسجد الأقصى والأردن وتركيا وإندونيسيا وبريطانيا ولبنان... فكيف يمكن وضع هكذا تحرك في إطار محلي ضيق؟!. هذا عدا عن المظاهرات التي خرجنا فيها من قبل دعماً للثورات السابقة من تونس إلى مصر إلى ليبيا وغيرها... وأهم من ذلك كله أننا ننطلق من خلفية تختلف كلياً عن منطلقاتهم؛ فبينما ينطلقون من منطلقات قطرية وفئوية وارتباطات إقليمية، ننطلق نحن من انتمائنا للأمة الإسلامية وما يمليه علينا واجب الأخوّة الذي فرضه الله علينا. ولم نتناقض مع أنفسنا في دعم ثورات والطعن بأخرى، إذ هي انتفاضة أمة واحدة تعاني مصاباً واحداً وألماً مشترَكاً، وفي مقدمته تغييب هوية الأمة واغتصاب سلطانها وامتهان كرامتها وحكمها بالحديد والنار.
- منذ سنة 2005 وحتى وقت قريب تنافس الفريقان المتصارعان في حشد الناس في مظاهرات سمّوها "مليونية"، كما تنافسوا في اعتصامات عملاقة في وسط بيروت تمادى بها الزمان شهورا طويلة، وعطلت مصالح الناس وأسواقهم، وتخللها احتكاكات أمنية سقط ضحيتها قتلى وجرحى، وارتفع فيها السباب والشتائم من أكبر الشخصيات السياسية. أما حين دعا حزب التحرير إلى مظاهرة سلمية في ساعة من نهار، وفي يوم تعطيل رسمي -وهو المعروف بانضباط أنشطته وأعماله وسلميتها- ثارت في وجهه عاصفة من الإنذارات بتهديد السلم الأهلي واحتمال اندلاع فتنة طائفية، وطارت دعاوى حرية الرأي والتعبير فجأة في الهواء، وتواطأ الفريقان المتصارعان علينا، ومُنع الناس بالإرهاب الرسمي والإعلامي وقوة السلاح من الوصول إلى المظاهرة! فأي دجل هذا الذي تلبس فيه سياسيو لبنان؟!
- ومع تحرك الحزب الأخير لنصرة أهل سوريا عادت أصوات العونيين وحلفائهم تنعق من جديد بالتحريض على الحزب لحظره تحت ذريعة أن أفكاره تخالف الدستور وميثاق العيش المشترك لأنه يعلن ولاءه للأمة الإسلامية، وهذا يتعارض مع الولاء للوطن، أي للكيان الذي أنشأته فرنسا. عجيب أمركم! ألا ترون أنكم تقتحمون الخطوط الحمراء أيها "الأذكياء"؟! هل رأيتم مسلماً متمسكاً بدينه -بمن فيهم بعض حلفائكم- يتنكر لولائه للإسلام، وقرآنه الذي يتلونه ليل نهار يقول: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}؟! ثم ألا يعلن حلفاؤكم ليل نهار ولاءهم للولي الفقيه وراء حدودكم اللبنانية؟! وهل مناداة حلفائكم الآخرين بالأمة العربية الواحدة أو بسوريا الكبرى أو دعوتكم إلى تقسيم لبنان إلى فدراليات طائفية... هل هذه كلها تتوافق مع الدستور اللبناني؟! ألا ترون أيها "العباقرة" أنكم غرقتم في النفاق والدجل السياسيين إلى آذانكم؟! فيا أيها الساسة الهجناء، إن دستوركم الذي تعبثون به وتتنافسون في تأويل نصوصه ولَيِّ أذرعه ليل نهار، ينص على حرية الرأي والكلمة وحرية الاعتقاد ولا يشترط في تكوين الجمعيات أياً من الشروط التي تخترعونها، فانسجموا مع ادعائكم باحترام الدستور. أما نحن فمنسجمون كلياً مع أنفسنا، إذ لا نتكلم إلا بما يرضي ربنا ونلتزم كتابه وتوجيهات نبيّه. ومن سوء حظكم أن التزامنا هذا ليس في دستوركم ما يدينه، وإن تناقضت مواده بعضها مع بعض وحِرتم في تفسيرها، وشتان بين كتاب أنزله الله تعالى وكتب أمْلتها أهواء البشر والطوائف.
لقد قلت يا سعادة النائب عون: إنه إن سقط النظام في سوريا فسيحصل للمسيحيين هناك ما حصل لهم في العراق! أي فطنة هذه جعلتك تساوي بين مختلفين؟! أليس ما جرى لنصارى العراق وسائر أهله -وأكثرهم من المسلمين- جرى تحت حراب الاحتلال الأمريكي الذي سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل؟! أليس النظام الإيراني الذي يؤازر معك النظام البعثي القمعي في سوريا هو الذي تواطأ مع المحتل وأوعز لأتباعه بمؤازرته وتباهى رئيسه السابق بأنه لولا تعاونه لما تمكن الأميركيون من احتلال العراق، حتى وصل حال ذلك البلد إلى ما وصل إليه؟! ألا يجدر بك أن تكون منسجماً مع نفسك؟! ثم ألا يحسن بك أن تعرف حدَّك فتقف عنده وتحتفظ ببعض اللياقة، وتكفَّ عن تصنيف المسلمين بين أبطال وخونة، وبين مقاومين وإرهابيين؟! أي فطنة هذه التي تدفعك إلى معاداة السواد الأعظم من الناس الذين تعيش بينهم؟! وأي ذكاء هذا الذي يدفعك إلى المراهنة على أنظمة بائدة ستُجتث من فوق الأرض ما لها من قرار؟! وأي وفاء هذا الذي يدفعك إلى إعلان الحرب على أمة حفظت دماءكم ورعت شؤونكم ودافعت عن وجودكم مئات السنين؟! أهكذا يفكر العقلاء يا سعادة النائب؟! أليس هذا النظام الذي تحتمي به وتنافح عنه وتعادينا من أجله هو النظام الذي شن عليك حرباً دموية وقصف قصرك بالطيران وشردك سنين طوالاً خارج أرضك وأهلك؟! أليس هو الذي لاحق أتباعك واعتقلهم وسجنهم وعذبهم طيلة تلك الأيام؟! وهل تراه يعامل شعبه الآن بأرحم مما عاملك به؟!
وبالمقابل ماذا رأيت منا غير الكلمة الفكرية والسياسية والخطاب العقلاني حتى تقول يا سعادة النائب عون إن حزب التحرير هدد المسيحيين في وجودهم في مظاهرته الشهر الماضي؟! لماذا الافتراء ونحن الذين طالما كررنا أن النصارى الذين يعيشون معنا بسلام ووئام هم جزء من مجتمعنا ودولتنا التي نسعى لإقامتها، لهم ما لنا من الإنصاف وعليهم ما علينا من الانتصاف؟! في السنة الماضية قالت كنيستك في مؤتمر "السينودس" إن نسبة النصارى تراجعت في القرن الأخير في الشرق الأوسط من نسبة عشرين في المائة إلى خمسة في المائة. فمن الذي حفظ العشرين في المائة قروناً من الزمان؟! أليست الدولة الإسلامية؟! وفي عهد من تدنت نسبتهم إلى الخمسة في المائة في القرن الأخير؟ أليس عهد الأنظمة العلمانية المتطرفة التي تدافع عنها وتدعو لها بطول العمر والبقاء ولو على حساب كرامات الناس من جيرانك وأصهارك الذين عاش أجدادك معهم بسلام ووئام. وحتى حين مال بعض الولاة إلى الجور عليكم كما جاروا علينا، أليس أمثال الإمام الأوزاعي الذي لا زلتم تحفظون صنيعه حتى يومكم هذا هم الذين ردعوهم ونافحوا عنكم؟! ألا ترون أيها الأذكياء أننا السلالة الحضارية والثقافية والتشريعية لأمثال هذا الإمام العظيم وأقرانه من الفقهاء؟!
- لقد طلع علينا البعض بمعزوفة جديدة مفادها أن ما يجري في سوريا شأن داخلي، وطارت فجأة في الهواء شعاراتُ الأمة العربية الواحدة والشعب الواحد في دولتين والتضامن العربي... والعجيب أن هذا الكلام جاء مباشرة بعد مهرجان ضخم لدعم الثورات في المنطقة العربية، ولا زالت فضائياتهم مستمرةً حتى اللحظة في دعم انتقائي لهذه الثورات. وحين وصل الأمر إلى سوريا صارت أحداثها شأنا داخلياً؟ ثم كيف تكون نصرة شعب مظلوم بالكلمة والتظاهر السلمي تدخلاً في الشؤون الداخلية، ولا يكون دعم النظام القمعي واتهام ثورة شعب بالعمالة وإهانة إرادته تدخلاً فيها؟! ألم تتورطوا أيها السادة بما تنعتون به الغرب من الكيل بمكيالين؟! بلى قد فعلتموها والله!
فيا من تعلنون ولاءكم للأمة وقضاياها ليل نهار: إن ما يجري في سوريا كما في أي قطر إسلامي آخر ليس شأناً داخلياً، بل هو شأن المسلمين جميعاً، لأن المسلمين أمة واحدة، فقد قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنهم أمة من دون الناس»، وقال: «المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم». وفي هذا السياق، كثر الحديث على تسليم أشخاص لاجئين من سوريا إلى لبنان، أو احتجاز بعضهم بذرائع واهية مثل دخول الخلسة وما شابه ذلك. وسواء أحصلت هذه الممارسات من قبل أجهزة رسمية أم من خلال ممارسات غير رسمية، فإن هذه الأعمال تعد اعتداء وجرماً كبيراً بحق أي إنسان هارب من خطر القتل والتعذيب. ومن حقنا أن نسأل عن ملابسات تسليم الجنود الثلاثة: هل مَثلَ هؤلاء الجنود أمام جهة قضائية مختصة لتعرف منهم شخصياً طبيعة دخولهم إلى لبنان، وما إذا كانوا يخشون العودة ويرغبون في البقاء داخل الأراضي اللبنانية؟ أم اتخذ القرار نيابة عنهم دون استشارتهم وأخذ رأيهم؟!

- لقد وجه البعض إساءةً إلى أهل سوريا من الصعب أن يغفروها له في يوم من الأيام، إذ على الرغم مما يراه القاصي والداني من المجازر والتنكيل والاعتقالات التي طالت الآلاف منهم، يقرر نيابة عنهم أنهم ملتفون حول نظامهم، بل يدعوهم إلى الحفاظ عليه والالتفاف حوله!
عجيب أمركم والله! لماذا كانت ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين شريفة، ولا تفريق فيها بين آل بن علي وآل القذافي وآل مبارك وآل صالح وآل خليفة... ثم حين أتى الدور على أهل سوريا لينعتقوا من الاستعباد بات هناك فرقٌ بين هؤلاء وبين آل الأسد؟! ولماذا أصبح أهل سوريا في نظركم لا يستحقون الحياة والتخلص من الاستعباد؟ هل هم دون مستوى سائر إخوانهم الذين ثاروا من قبلهم؟! ثم أمعنتم في اتهامهم بأن العمالة والولاء للغرب هو الذي يحركهم، فلماذا لم تقولوا هذا الكلام في الثورات التي سبقت؟! أليست هذه إهانةً لا تغتفر لأهل سوريا؟! هل رأيتم أهل سوريا رفعوا رايات الدول الكبرى كما فعل بعض المنحرفين أو الجهال في أماكن أخرى؟! هل رأيتموهم يهتفون بحياة زعيم أوروبي أو أمريكي؟! أهكذا بكل سهولة تستفزون شعباً بكامله، بل أمة ينتمي إليها هذا الشعب، من أجل حلفكم مع نظام فاسد بائد عما قريب؟!
- يتهمون المنتفضين بأنهم طائفيون وبأنهم يرددون هتافات طائفية قالوا إنها سُمعت في بعض المظاهرات، وأن الثورة بالتالي تهدد سوريا بالتقسيم الطائفي. نحن سمعنا هتافات كثيرة وقرأنا يافطات أكثر في المظاهرات تدعو إلى التحام أهل سوريا بجميع أطيافهم في وجه إجرام النظام وتحذر من الفتنة الطائفية، ولم نسمع بالهتافات الطائفية إلا من خلال الفضائيات التي أصيبت بمرض الإدمان على التحالف مع النظام السوري. فمن الذي يروج للطائفية إذن؟! أليست الفضائيات التي تركز على الظواهر الشاذة وتكررها وتروج لها وتغض الطرف عن الحقيقة الأوسع، وهي علو همة أهل سوريا وبسالتهم ووعيهم؟! وهل يجب أن يخضع أكثر من عشرين مليون إنسان لأسرة حاكمة تريد أن تضع طائفة في مواجهة سائر الناس لحماية عرشها، حتى لا يتهموا بالطائفية؟! أليس جديراً بمن تورط في شبهة تحالف الأقليات أن يسكت ويكفَّ عن استفزاز مشاعر أهل الشام وسائر الأمة حتى لا يساهم في دفع الأمور باتجاه الفتنة الطائفية؟!
إن التحذير من تقسيم سوريا، وكذلك من خطر التدخل الدولي، يجب أن يوجَّه إلى النظام السوري، فهو الذي سيكون مسؤولاً وحده عن ذلك إن حصل لا سمح الله، برفضه إعادة الحكم إلى أهله، وهم عموم أهل سوريا. إذ لم يطوّب أحد ولا شرع ولا قانون ولا عرف ولا منطق أرضَ سوريا لأسرة من الأسر تتعامل مع البلاد والعباد وكأنها مزرعة للحاكم وحاشيته وأقاربه. فالسلطان للأمة لا لأحد من الناس ولا لأسرة من الأسر ولا لحزب من الأحزاب.
ومع ذلك فنحن من جهتنا نتوجه إلى أهل سوريا بالنصيحة بأنه قد تعمد بعض القوى الدولية والإقليمية، وكذلك النظام الحاكم حين يوقن بالهزيمة، إلى العمل على تقسيم سوريا إلى دويلات ذات طابع طائفي أو قومي عِرقيّ. وهذا من أعظم الأخطار التي يمكن أن تحدق بالثورة المباركة في سوريا. لذلك نهيب بكم أن تنبذوا كل العصبيات العرقية والقومية والطائفية والقبلية، وتذكروا دائماً أن المؤمنين أبناء أمة واحدة ألّف الله تعالى بينها برابط الإيمان، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} ، وتذكروا أيضاً أن غير المسلمين في سوريا هم جزء من الحياة العامة التي نظمها الإسلام وأحسن بناءها، وأن الإسلام أوجب على المسلمين العدل والإنصاف والبر مع كل الناس. قال تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، فالحذر الحذر من الوقوع في حبائل الطائفية التي تؤدي إلى سفك الدم لمجرد الاختلاف في الدين أو المذهب.
كما عليكم أن تحذروا الانجرافَ إلى المطالبة بالتدخل الأجنبي أو الدولي، فهذا محذور حرمه الله تعالى عليكم كلَّ التحريم إذ قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} وقال سبحانه: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}.
- يسوّغون مؤازرتهم النظام القمعيَّ ضد أهل سوريا بدعوى أن هذا النظام هو نظام ممانعة ومقاومة وأن سقوط النظام سيؤدي إلى النيل من المقاومة، وكأنهم يقولون لأكثر من عشرين مليون إنسان: إن ضريبة استمرار المقاومة أن تداس كرامتكم بالتراب وأن تعيشوا عبيداً عند أسرة مالكة! فهل هذه أحدث فلسفة للمقاومة: أعطونا شعباً ذليلاً مستعبداً نعطِكم مقاومة ناجحة؟!
أيها المقاومون الشرفاء: حيث يتحكم نظام "الممانعة"، بل المخادعة، بسلاح المقاومة تُجهض المقاومة وتُحوَّل إلى ورقة مساومة، وتصبح المقاومة موسمية، فها قد مضى عليها خمس سنوات لم تتمكن من إطلاق رصاصة على العدو لأن نظام الممانعة خذلها وأجهض انتصارها. ونظرة خاطفة إلى أفغانستان، حيث لا نظام ممانعة يتحكم بالبندقية، ترينا كيف تتزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة يومياً، لا موسمياً، ويحار المحتلون كيف يرتبون انسحابهم في أقرب وقت ممكن.
وفي كل الأحوال، فإن أكذوبة الممانعة لم تعد تنطلي على أحد من العقلاء. فلطالما صرح رأس هذا النظام بأن خياره الإستراتيجي هو السلام مع (إسرائيل)، وأن المقاومة هي رد على التعنت الإسرائيلي في عملية المفاوضات، فهل هناك أفصح من هذا الكلام في اتخاذ المقاومة ورقةَ ضغطٍ في مفاوضات الصلح مع يهود؟! ثم ها هو أحد أركان النظام قد قطع قول كل خطيب، إذ صرح بأن أمن إسرائيل هو من أمن نظامهم، فكفى مكابرة، إذ لم تعد هذه الدعاوى تنطلي على أحد من أولي النُّهى.
فيا حلفاء النظام السوري في لبنان: ليس من الشرف ولا العقل ولا السياسة في شيء أن تعلنوا العداء لشعب يسعى إلى الانعتاق من الذل وحكم الطغيان، بل لأمة قررت أن تحيا من جديد، دفاعاً عن نظام لا شرعية له، استعبد شعبه وسامه سوء العذاب. وإن كنتم تبحثون عن ركن تأوون إليه، فأمتكم خير ركن أويتم إليه، وهي الأوفق والأخلص لكم. أما التمسك بوهم "تحالف الأقليات" فهو الضلال السياسي بعينه. فعودوا إلى رشدكم وصوابكم وصالحوا أمتكم بدل الرهان على نظام بائد مهما طال عمره. ولكم في الأنظمة التي يتوالى انهيارها عبرة لمن يعتبر.
- والكلمة الأخيرة نتوجه بها إلى الأبطال المنتفضين في سوريا:
تحاول التيارات العلمانية، بدعم من القوى الغربية، ركوب الثورات في المنطقة واستغلال نقمة الناس على الأنظمة الدكتاتورية لتسوق الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية. وفي هذا ما فيه من الوقوع في حبائل الدول الاستعمارية وعملائها في الداخل. لذلك فإننا نهيب بكم أن تنتفضوا على علمانية النظام، تماماً كما انتفضتم على طغيانه وجوره. فبلادكم عقر دار الإسلام، وعاصمتكم هي عاصمة الخلافة لحوالي قرن من الزمان، وهي معقل السلطان الصالح نور الدين محمود ومحرر بيت المقدس الناصر صلاح الدين الأيوبي. فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، بل استبدلوا بالنظام الفاسد نظاماً إسلامياً راشداً يرعى شؤون الناس بالشرع الإسلامي دونما تمييز في الرعاية بين مسلم وغير مسلم أو بين عربي وكردي أو بين مذهب ومذهب. وفاجئوا العالم بإقامة نموذج سياسي مختلف كل الاختلاف عن المسوخ السياسية القائمة في العالم الإسلامي، فيمكن لشامنا أن تكون مرتكزاً لدولة عظيمة تحيي حضارة الإسلام وتشكل نواة لجمع شمل الأمة تحت راية خليفة واحد، نقاتل من ورائه ونتقي به الأعداء ونقطع معه دابر كيان يهود والنفوذ الغربي من ورائه.
وتذكروا دائماً أنكم أنتم من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم:
«صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده»"،
«عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ»،
«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَامِنَا»،
«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة»"،
«يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ».

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
http://www.pal-tahrir.info/hizb-glob...-14-29-45.html

طالب عوض الله 06-06-2011 09:02 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 

الأمريكان والغرب وثورات الشعوب العربية



والتشكيك فيها ومن هم المشككون؟؟؟ولماذا؟؟؟

بقلم: محمد اسعد بيوض التميمي
ما أن اندلعت الثورات في عالمنا العربي والتشكيك فيها واتهامها بشتى التهم من عدة جهات لا يتوقف,وبداية من الثورة التونسية ومرورا بالثورة المصرية والليبية واليمنية والسورية.
وكانت بداية هذا التشكيك والاتهام صادر عن هذه الأنظمة ومن لف لفها وعمل لحسابها,حيث قام هؤلاء باتهام هذه الثورات بوقوف جهات خارجية ومؤامرات دولية وورائها والأمريكان واليهود,وبأنها تدار من(واشنطن وتل أبيب)وكأن هذه الأنظمة هي أنظمة شريفة ومخلصة وتعبر عن ضمير ووجدان الشعوب العربية وتمثلها,وكأن هذه الأنظمة من صناعة الأمة وجاءت بإرادتها وباختيارها وبعلم مسبق منها,ولم تأتي بغفلة من الزمن وفي ليل بهيم وبمؤامرات دولية وبانقلابات من صناعة الأمريكان واليهود,للقيام بمهمة حماية الكيان اليهودي والمصالح الأمريكية في المنطقة بواسطة البطش والقمع ومصادرة حرية هذه الشعوب وسحق إنسانيتها وإفقادها الإحساس بكرامتها.
فعندما أرادت هذه الشعوب التخلص من هذه الأنظمة وهذا الواقع الرديء الذي صنعته والإنعتاق من العبودية والقهر والظلم والضنك الذي تعيشه في ظل هذه الأنظمة غير الشرعية والقمعية والوحشية,والمطالبة بالحرية كبقية شعوب الأرض أصبحت ثورات هذه الشعوب(محل تشكيك واتهام وتشويه)فصارت هذه الشعوب خائنة وعميلة ومأجورة ومتآمرة,فمقياس الشرف والإخلاص والصدق والأمانة والانتماء والولاء للوطن عند هذه الأنظمة هو مدى القبول بالأمر الواقع التي تفرضه هذه الأنظمة, ومدى الخضوع والخنوع والركوع والنفاق والتزلف لهؤلاء الذين سلطوا على رقاب الأمة من قبل أعداء الأمة والصمت على جرائمهم وعدم فتح الفم حتى ولو عند طبيب الآسنان إلا بإذن مسبق.
فوا لله ثم والله ثم والله إن هذه الأنظمة ما هي إلا الوجه الآخر(للاستعمار والكيان اليهودي)والقناع الذي يتخفون ورائه وهم اشد عداوة للأمة,فماذا جنت الشعوب العربية من هذه الأنظمة إلا الهزائم والسخائم والكوارث والخزي والعار والذل والهوان والفقر والجوع والتخلف والمرض والرعب والذعر والخوف,فلم تبقى موبقة من الموبقات إلا وارتكبوها,فحرموا على الشعوب حتى التنفس.
ولقد كشفت هذه الثورات حقيقة مذهلة عن هذه الأنظمة المتهالكة وهي بأنها تعتمد اعتمادا أساسيا في تثبيت تسلطها على الشعوب على( الطبقات الساقطة والسفلى في المجتمع من الحثالات وعلى أصحاب الأسبقيات والمشردين واللصوص والمجرمين والخارجين على القانون)وجميع هؤلاء يتقاضون رواتب عليا من هذه الأنظمة وهذه النوعية من الناس تسمى في كل بلد اسم خاص بها .
ففي مصر عرفت هذه الفئات (بالبلطجية)فالنظام المصري المخلوع كان يُجند حوالي نصف مليون من هؤلاء والذين خاضوا ضد الشعب المصري(معركة الجمل).
وفي سوريا(بالشبيحة)وهم الآن يقومون بقتل الشعب السوري والفساد في الأرض وترويع الناس,وفي ليبيا(المرتزقة) وقد قاموا بتدمير المدن الليبية بالصواريخ والراجمات وخطف الشباب وتعذيبهم وقتلهم واغتصاب النساء,وفي اليمن(بلاطجة) حيث يقومون بالهجوم على المسيرات الثائرة وقتل المدنين وقنصهم وقصفهم بالمدفعية,وفي تونس(كلوشارات)وهي كلمة أصلها فرنسي ومعناها المتشرد وقام هؤلاء بقنص المتظاهرين .
فمن خلال استقراءنا للواقع وجدنا أن الذين يُشككون ويتهمون الثورات الشعبية في العالم العربي هُم عدة أنواع.
فمنهم رؤوس الأنظمة وأزلامهم وأتباعهم وعملاء أجهزتهم الأمنية والمرتزقة من الكتاب والصحفيين والمُحللين السياسيين ودعاة الثقافة الذين هم من صناعة هذه الأنظمة,فهؤلاء بهذا التشكيك إنما يدافعون عن أنفسهم وعن مكتسباتهم وعن جرائمهم,وهؤلاء( لا ولاء ولا انتماء لهم إلا لأنفسهم ولجيوبهم)وما أن يسقط النظام تجدهم قد غيروا جلودهم وانقلبوا على أسيادهم الذين ألقى بهم الشعب في مزبلة التاريخ وأعلنوا انحيازهم للشعب,وهذا ما حصل في مصر فهؤلاء يجب أن يكون مصرهم مصير أسيادهم .
ففي الثورة التونسية سمعنا رأس النظام شين العابدين وأزلامه وهم يتهمون الثوار الأحرار شباب تونس الثائر الغاضب عليه وعلى عائلتهوعلى زوجته الفاسدة وعلى حزبه بأنهم مجموعة من اللصوص والملثمين وقطاع الطرق والوجوه الغريبة والمندسين والمخربين.
وأما في الثورة المصرية لقد كنا نسمع ونشاهد على القنوات الفضائية أثناء الثورة المصرية التشكيك في ثوار الكنانة واتهامهم بأبشع التهم من قبل المنافقين والخسيسين والساقطين من كل نوع في مصر وخصوصا(القوادين والبطرونات والمومسات)من الذين يُسمون أنفسهم (الفنانين والفنانات وكتاب وصحفيين)والذين ما هم على رأي الشعب العراقي إلا(اقحاب)فهذه الفئة الساقطة من الناس التي عملت في ظل عهد اللامبارك ومن سبقوه على تعهير الشعب المصري والشعوب العربية,وأساءت إساءة بالغة إلى رجال ونساء الشعب المصري العظيم,وعملت على تخريبه فكريا وثقافيا,حتى أن نظام مبارك وجميع الأنظمة جعلتهم القدوة والمثل للشباب ورموز الأمة الفكرية والثقافية والحضارية,فمن منا لم يسمع ويشاهد هذه الفئة الحقيرة الساقطة(التي كان يتوهم النظام المخلوع أن لها شعبية عند الشعب المصري,فأراد أن يستغل هذا الوهم للتشكيك في الثورة واتهامها بأحقر التهم)وهي تتصدر الإعلام الرسمي المصري وغير الرسمي أثناء الثورة,وتتنافس على كيل التهم الباطلة والساذجة للثوار الشرفاء الأحرار الذين يطالبون بحريتهم وإسقاط الفرعون الطاغية الذي اهلك الزرع والضرع في مصر واتهامهم بأنهم حفنة(من المرتزقة ومن الخونة والعملاء من غير المصرين) وكانوا يقسمون أغلظ الأيمان على ذلك,و بأنه لا يوجد في ميدان التحرير مصري واحد وأن جميع المعتصمين هم من الأجانب وغير المصرين,وبأن كل واحد فيهم يقبض الآلاف من اليورو,وتأتيهم وجبات الكنتاكي الساخنة,وبأنهم يمارسون الجنس والشذوذ علنا,وما إلى ذلك من افتراءات ساذجة وغبية وتدل على الغباء المفرط لأصحاب هذه الافتراءات,وكأن الشعب المصري الحر الآبي لا يمكن أن يثور على الظلم,حتى أن البعض من هؤلاء طالب بسحق الثوار بالدبابات وبالمدافع والرشاشات,وبعد أن سقط النظام المجرم في مصر صاروا يتنصلون من افتراءاتهم ومن تشكيكا تهم واتهاماتهم للثوار,ولكن الشعب المصري حكم عليهم بالخزي والعار إلى الأبد.
ونفس الدور تقوم به هذه الفئة الساقطة الآن في سوريا,حيث يتصدرون الإعلام السوري,وهم يتنافسون على كيل أقذر وأحقر التهم للشعب السوري الحر الآبي الثائر المنتفض الذي يريد حريته,فالثورات العربية كشفت حقيقة هذه الفئات الساقطة والدور التخريبي الخطير الذي يقومون به,وما هم إلا أدوات نجسة في أيدي الأنظمة,مثلهم مثل الشبيحة والبلطجية والمرتزقة والكلوشارات,وكما الشعب المصري سيحكم الشعب السوري على هذه الفئات الساقطة بعد انتصار الثورة عما قريب بإذن الله .
وفي الثورة اليمنية لقد سمعنا الجاهل الغبي الرئيس اليمني وهو يتهم الثورة اليمنية المظفرة بالخيانة والعمالة وبأن الذي يديرها غرفة عمليات موجودة في(تل أبيب وواشنطن)مما أغضب سيدته أمريكا عليه فاضطر أن يعتذر لأمريكا بمنتهى الذلة والصغار.
وفي الثورة الليبية لقد سمعنا الجرذ القذافي وهو يتهم الشعب الليبي الثائر في وجهه بالخيانة والعمالة,وبأنهم مجموعات من المرتزقة ومن الجرذان والحشرات,ومن الذين يأخذون حبوب هلوسة ومخدرة التي كان ينشرها بين الشعب الليبي حتى لا يستيقظ على واقعه المرير الذي جعله القذافي أمرُ من الحنظل فيبقى يغط في نوم عميق فلا يثور عليه ولكن الله أبطل كيده وسحره,فهل الذي يُهلوس ويتخدر يثور؟؟طبعا لا يمكن هذا,وعندما لم ينطلي هذا الافتراء والدجل والكذب على الشعب الليبي والعالم صار يتهم الثوار بأنهم من القاعدة من اجل تحريض الغرب على الشعب الليبي.
وفي الثورة السورية المضطرمة نيرانها سمعنا الاتهامات التي أطلقها النظام السوري المتهاوي على الشعب السوري المنتفض الثائر الحر الآبي بأنهم مجموعة من العصابات والمجرمين والمسلحين والارهابين والمندسين والمرتزقة والمأجورين,وفي بداية الثورة اتهم الشعب الفلسطيني بأنه الذي يقف ورائها,ومن ثم اتهم الحريري بأنه يقف ورائها وفريق 14 آذار,ومن ثم اتهم السلفيين والإخوان ومن ثم(أمريكا والكيان اليهودي) وان هذه الثورة هدفها القضاء على نظام المقاومة والممانعة وما إلى ذلك من ترهات أصبحت مكشوفة وممجوجة,فأي مقاومة هذه التي لم نراها إلا وهي تقاوم ثورة الشعب السوري المطالبة بالحرية وتذبحه وتقتله بطريقة تقشعر لها الأبدان ولا يمكن أن يقوم بها من كان ينتمي للبشرية أو الإنسانية ولا يمكن إلا أن يكون من اشد الناس عداوة للشعب السوري,فهل ينتمي للبشرية أو الإنسانية من يقتلع أظافر أيدي وأرجل أطفال في عمر الورود من البنات والأولاد ويقطع أيديهم وأرجلهم وأعضائهم التناسلية وقنصهم بين عيونهم وفقأ عيونهم وسلخ جلودهم وجرم لحمهم عن عظمهم وتهشيم جماجمهم وهرس أجسادهم بالدبابات والمصفحات وبمنتهى القسوة والوحشية,فمن منا لم يرى صورة الطفل البريء حمزة الخطيب التي هزت العالم لبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحقه وصورة المقابر الجماعية التي دفن فيها ابناء الشعب السوري وهم أحياء,فلماذا لم نرى هذه الدبابات وهي تقتحم الجولان لتحريرها بدلا من اقتحام المدن السورية الشماء,إن هذا النظام المتوحش تفوق في وحشيته على وحوش الغابة وعلى جميع سفاحي البشرية عبر التاريخ.
وأي ممانعة هذه التي لم نراها إلا وهي تمنع الغذاء والدواء وإسعاف الجرحى والماء والكهرباء والاتصالات والآذان والصلاة عن الشعب السوري في حماة وحمص واللاذقية وفي جميع المحافظات السورية المنتفضة ؟؟
وهناك نوعية من المشككين بهذه الثورات تنتمي إلى المشايخ والعلماء وما يسمى برجال الدين الرسمين أو علماء السلاطين التابعين لهذه الأنظمة الذي يفتون بغير ما انزل الله ويفصلون الفتوى على مقاس الحكام الظالمين والقتلة المجرمين ويتسابقون على كسب ودهم ورضاهم من اجل الفوز بلعاعة من لعاع الدنيا يتقيأ بها لهم الحكام فيتسابقون على الفوز بها ولعقها,فهؤلاء أصلا لا ثقة للشعوب بهم وليس لهم أي احترام عندهم بل أصبحوا مضرب المثل عند الشعوب بالنفاق والدجل والخسة والوضاعة والحقارة فهم يشترون بآيات الله ثمنا قليلا
(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)] البقرة :79 [
فهذه النوعية من الناس اشد خطرا على الأمة ومصيرها من فئة الفنانين والفنانات, بل إن فئة الساقطين من الفنانين والفنانات والقوادين اشرف منهم,فهذه الفئة لا تتستر بالدين,أما هذه الفئة(المشايخ والعلماء)فهي تتستر بالدين,فيفتون بأن هذه الثورات فتنة وخروج على ولاة الأمر ودعوة إلى الفوضى ومن يمشي فيها أو يدعو لها فهو في النار,فهم يعتبرون الثوار خوارج,ولقد سمعنا هذه الفتاوى من هذه الفئة بداية من الثورة التونسية ومرورا بالثورة المصرية والثورة الليبية والثورة اليمنية والثورة السورية,
فمن قال أصلا أن من يفتي بمثل هذه الفتاوى هو من المسلمين؟؟
فأنا لا ادري كيف هؤلاء يحكمون أم لهم كتاب فيه يدرسون ؟؟؟
(مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ*أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ*إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ*أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ) ] القلم:36-40 [
فهل هؤلاء الحكام تنطبق عليهم الصفات الشرعية لولي الأمر الذي لا يجوز الخروج عليه ؟؟
وهل يوجد بيعة شرعية بين هؤلاء الحكام والأمة؟؟؟؟ أم اغتصبوا الحكم اغتصابا بدعم من الكفار؟؟

فانا لا ادري هل الإسلام جاء ليقيم العدل في الأرض أم ليقيم الظلم ويدافع عنه ؟؟
وهل جاء ليُحرر الناس من العبودية والظلم أم ليستعبدهم ويصادر حريتهم ويسحق إنسانيتهم ؟؟
وهل جاء ليمنع قتلهم بغير حق أم جاء ليقتلهم كما يفعل هؤلاء الحكام ؟؟
وعن أية خوارج تتحدثون أيها المنافقون؟؟
هل هؤلاء الثوار خرجوا على الخلفاء الراشدين الذين يحكمون بما انزل الله وتنطبق عليهم الصفات الشرعية لولاة الأمر,أم على حكام لا يعرفون كيف يتوضئون ولا كيف يصلون ولا يحسنون نطق بسم الله الرحمن الرحيم؟؟؟
بل قاموا بمنع ذكر الله في المساجد وسعوا في خرابها وقاموا بتدميرها,
ألم يأتيكم ما كان يفعله مبارك وشين العابدين والقذافي في مساجد الله؟؟
وألم يأتيكم نبأ تدمير مساجد درعا ومنع الصلاة فيها والآذان؟؟
ففعل هؤلاء في مساجد الله ما لم يفعله التتار ولا المغول ولا اليهود!!
إنهم تفوقوا عليهم أجمعين بعدائهم للأمة ودينها,وألم يأتيكم يا علماء السوء قول الله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ] البقرة:114[
فهل كان زوال شين العابدين واللامبارك اللعين فتنة والخروج على النظام الطائفي الرهيب في سوريا والخروج على القذافي مدعي الألوهية والخروج على علي صالح الجاهل في اليمن خروج على ولاة الأمر ؟؟؟
( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) ]النساء : 140 [
( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ] المائدة:51 [
وهل هناك فتنة اشد خطرا على الأمة من فتنة هؤلاء الحكام الذين يوالون الكفار جهارا نهارا ويحاربون الله ورسوله ويعيثون في الأرض الفساد ويطاردون ويقتلون كل من يدعو إلى حكم الله في الأرض,وفتنتكم يا من تحرفون دين الله لمصلحة الحكام؟؟وألا تعلمون أيها المشايخ يا علماء الظالمين يا دعاة جهنم بأن هؤلاء الذين تجادلون عنهم في الحياة الدنيا سيتخلون عنكم في الآخرة
(وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار*قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد*وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب*قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال(]غافر:47-50 [
إن هؤلاء ولاة أموركم انتم يا مشايخ وعلماء السلاطين أيها المرتزقة,اللهم أحشركم معهم في جهنم وساءت مصيرا .
وهناك نوعية من المشككين بهذه الثورات, وهم الجهلة الذين يرددون ما يسمعون دون أن يعوا ما يسمعون, فهم انعكاس لما يسمعون وهؤلاء لا خطر منهم.
وهناك نوعية من المشككين الذين ينسبون كل حدث في الدنيا إلى المؤامرة,وان المؤامرة هي التي تتحكم بالأحداث,ومن هذا المنطلق في تفسير الأحداث يعتبرون الثورات في العالم العربي ما هي إلا مؤامرة,وهؤلاء عندما كانت الشعوب تغط في نوم عميق كأصحاب الكهف كانوا يشتمون الشعوب ويلمونها على استكانتها,وعندما ثارت هذه الشعوب واستيقظت صارت الشعوب متهمة ومتآمرة وتنفذ مؤامرة أمريكية غربية,وهؤلاء من المثبطين الذين يثبطون الأمة ويعملون باستمرار على إحباطها.
أما لماذا وقوف أمريكا والغرب إلى جانب الثورات؟؟؟
ومن استقرائنا للواقع فهو من باب ان هذه الأنظمة في العالم العربي أصبح حالها كالرجل المريض مرض خطير بالسرطان وأصبح في مرحلة النزاع والموت والسقوط في أية لحظة ولا يرجى لها شفاء,فهي أنظمة قد صدئت وتيبست عروقها وتسرطنت وانفضح أمرها وحتى ورقة التوت سقطت عن عوراتها,وأصبحت غير قادرة على خدمة أسيادها كما يجب,فأصبح الرهان عليها من قبل أمريكا والغرب كالرهان على حصان عجوز متهالك لا يقدر على المسير فكيف بالسباق,فوجد الغرب و أمريكا من مصلحتهم استباق الأمور بالوقوف إلى جانب الحصان الرابح الذي هو في كامل عنفوانه ولياقته,وهذا الحصان هو الشعوب العربية التي جمحت وانفلتت من عقالها,ويممت وجهها باتجاه الحرية والكرامة وهي تهتف(الموت ولا المذلة,وعلى الجنة رايحين شهداء بالملاين)وان الوقوف في وجهها سيعرض أمنهم القومي لمزيد من المخاطر والتهديدات إذا ما سقطت هذه الثورات بيد الحركات الإسلاميةمماسيظهر نوع من( التطرف والإرهاب)ستكون معه القاعدة لعب أطفال,فانفجار الشعوب بهذا الشكل الكبير والمفاجئ في وجه أعتى وابطش وأجرم أنظمة حكم في التاريخ رسخ لدى الأمريكان والغرب هذه القناعة,فإذا كل أساليب البطش والقمع والقتل والتعذيب التي استخدمت ضد هذه الشعوب وجميع وسائل بث الرعب والخوف والذعر في نفوسها لم تفلح في منع هذا ثوران البركان أو إخماد حممه,فأي محاولة لمساندة إخماد هذه الحمم المنبعثة في العالم العربي من قبل أمريكا والغرب يعني تفجير براكين عظيمة على مستوى العالم,فالبركان وصل إلى درجة من الغليان جعل من المستحيل إخماد حممه أو الوقوف في وجهها لأنها ستجرف كل من يحاول ذلك,فكان لا بد من العمل على احتوائها,لذلك سارعت أمريكا وأوروبا إلى كسب ود هذه الشعوب لتفريغ الاحتقان والغضب الموجود في داخلها نتيجة دعمهم الطويل لهذه الأنظمة ,فتخلوا عن هذه الأنظمة ووقفوا إلى جانب الثورات المندلعة ضد عملائهم لعلهم يستطيعون أن يجيروها لصالحهم,وهذا ما جعل زعماء هذه الأنظمة يصابون بالذهول والصدمة والمفاجأة الكبرى من هذا الموقف غير المتوقع من الثورات العربية,وجعلها تستغيث(بالغرب وبالكيان اليهودي) ويذكرونهم وينصحونهم بأنه لا يوجد ولن يوجد أفضل منا لكم ولخدمتكم والحفاظ على مصالحكم,وبان زوالنا والتخلي عنا يعني بان الشعوب ستمتلك إرادتها مما سيعرض(أمنكم ومصالحكم وامن الكيان اليهودي إلى الخطر الداهم,حتى أن المخلوع مبارك اتصل بالرئيس الأمريكي أوباما يستنجد به فرد عليه أوباما بإغلاق التلفون بوجهه)
وهذا يوضح حقيقة ولاة الأمور هؤلاء,وحقيقة هذه الأنظمة,وبان ما يسمى بالممانعة والصمود والتصدي كذب وخداع وتضليل لم ينطلي إلا على الجهلة والتفه من الناس ويُردده المرتزقة.
وإننا نقول لجميع المشككين بهذه الثورات أن الشعوب العربية تخلصت من ثقافة الرعب والخوف والذعر وهدمت خط الدفاع الأول للأنظمة واقتحمته بكل جرأة واقتدار وإزالته من الوجود,وعليكم أن تعلموا أن(الذي يحصل ما هو إلا أمر رباني ليس للبشر فيه إرادة تفا جئت به أمريكا والغرب كما تفاجأ فيه الجميع بما فيهم الشعوب العربية صناع الثورات).
فالله سبحانه وتعالى بعث هذه الشعوب من مرقدها لتتساءل بينها إلى متى سنبقى على هذا الحال؟؟
وإلى متى سنبقى نعيش في هذا الواقع السيئ الرديء؟؟
وإلى متى سنبقى بدون حرية وفاقدين لإنسانيتنا؟؟
والى متى سنبقى نسام سوء العذاب على أيديهم وعلى أيدي ذرا ريهم وزبانيتهم؟؟
والى متى سيبقون يتحكمون بمصيرنا ومصير أوطاننا وينهبون ثرواتنا ؟؟
والى متى سنبقى في مؤخرة الأمم والشعوب ونقتات على فتاتهم وعالة عليهم ونحن نمتلك أضخم مخزون من الثروات والمقدرات؟؟
فنحن أغنى الأمم فلماذا نحن أفقرها؟؟
ولماذا جميع الأمم والشعوب تتقدم ونحن نتأخر؟؟
فكان الجواب هو(الانبعاث البركاني في وجه الحكام والثورة عليهم لنتمكن من احتلال المكان اللائق بنا تحت الشمس).
وإننا نقول لهذه الأنظمة ولجميع من لف لفهم ودار في فلكهم وسبح بحمدهم وأفتى لهم بغير ما انزل الله
(إن ما كان من القدر لا يبطله البشر,فالأمور لن ترجع إلى الوراء بإذن الله ).
وإن عجلة التاريخ قد دارت من جديد بأمر ربها معلنة عن نهاية مرحلة من تاريخنا(دخلنا فيها نفق طويلا مظلما كانت حياتنا فيها سوداء مظلمة ثقيلة جعلت الولدان منا شيبة وصرنا خلا لها أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ)ولتعلن بدء مرحلة جديدة من التاريخ ولن يستطيع احد أن يوقفها مهما حاول أو مهما امتلك من قوة,فالأمة بدأت تخرج من النفق المظلم ولن تعود إليه أبداً,وان صفحة الخزي والعار والذل والهوان والاستكانة التي سطرتها هذه الأنظمة المتهاوية المتهالكة التي سقطت والآيلة للسقوط قد بدأت تطوى والى الآبد,وفتحت صفحة الحرية والعزة والكرامة التي تسطرها الشعوب العربية بثوراتها المظفرة.
(وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) ] الأنفال: 63 [
والسلام على صناع المجد والحرية والعزة والكرامة في كل مكان والخزي والعار لأعداء الشعوب.


محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية

دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة

فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها


ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقاب اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم

From: mohamad khilafah muslim1924@gmail.com

طالب عوض الله 06-06-2011 09:14 AM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
مقاومٌ بالثرثرة

مقاومٌ بالثرثرة
ممانعٌ بالثرثرة
له لسانُ مُدَّعٍ..
يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة
يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة
مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ
لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ
لم يطلقِ النّار على العدوِ
لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ
صحا من نومهِ
و صاحَ في رجالهِ..
مؤامرة !
مؤامرة !
و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ
و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..
مَجزرةْ

مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ
استقال مِن عيادةِ العيونِ
كي يعملَ في " عيادةِ الرئاسة "
فشرَّحَ الشّعبَ..
و باعَ لحمهُ وعظمهُ
و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ
عذراً لكمْ..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ
في نوبةِ الحراسةْ
عذراً..
فإنْ كنتُ أنا " الدكتورَ " في الدِّراسةْ
فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ..
و القاتلُ بالوراثةْ !

دكتورنا " الفهمانْ "
يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْ
مَنْ قالَ : " لا " مِنْ شعبهِ
في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ
يرحمهُ الرحمنْ
بلادهُ سجنٌ..
و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ
أو أنَّهُ سجَّانْ
بلادهُ مقبرةٌ..
أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ
لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ
حزناً على الإنسانْ
أحاكمٌ لدولةٍ..
مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ
أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟

لا تبكِ يا سوريّةْ
لا تعلني الحدادَ
فوقَ جسدِ الضحيَّة
لا تلثمي الجرحَ
و لا تنتزعي الشّظيّةْ
القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ
ستحسمُ القضيّةْ

قفي على رجليكِ يا ميسونَ..
يا بنتَ بني أميّةْ
قفي كسنديانةٍ..
في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية
قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..
تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ
و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ
حريّة
و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ
حريّةْ

احمد مطر








والله من وراء القصد

طالب عوض الله 06-06-2011 02:44 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 


السبت 02 رجب 1432 هـ 04/06/2011 م رقم الإصدار: 1432 هـ / 36
طاغية الشام يغازل الغربَ بقراراته
غيرَ عابئٍ بما يسفك من دماء على يد زبانيته



إن المرسوم التشريعي رقم /61/ لعام 2011م والذي أصدره طاغية الشام بشار ما هو إلا مغازلة واسترضاء لأمريكا وأوروبا بأن الإصلاحات تسير على الأرض وبأنه قادر على السيطرة! إن صدور هذا القرار الهزيل يؤكد على أن نظامه يخرج بالأنفاس الأخيرة ويبحث عن قشة تنجيه! وهذه نتيجة تصاعد حدة المظاهرات الشعبية المطالبة بسقوطه هو وحزبه وذلك بعد أن زجوا الجيش والأجهزة الأمنية في حرب مع الناس وقتل المتظاهرين وترويع الآمنين واعتقال الآلاف...
يدجّل بمرسوم يصدره باليد اليسرى.. واليمنى قطعها الله، تعتقل وتقتل وتسفك الدم الطاهر الزكي في كل أنحاء سورية!! يدجّل بمرسوم يصدره باليد اليسرى.. ودباباته تقصف في حمص والرستن وتلبيسة في وقت إعلان هذا المرسوم!!
ومن كذبه ودجله على الناس أنّ نصَّ العفو يشمل الموقوفين المنتمين لتيارات سياسية! ولكن لم يفهم منه حتى الآن العفو الشامل! فكأنه يريد العفو عن أجهزته الأمنية وما يُعرف بالشبّيحة حتى لا يقعوا تحت المساءلة القانونية! وكيف لمرسوم أن يصدر وما زالت الأحكام القاسية الإرهابية الإجرامية نافذةً ضد حزب التحرير وغيره من أبناء الحركات الإسلامية؟ الشيء الواضح هو أنه يريد حماية كل من قام بالقتل والنهب والسلب من أفراد أجهزته الأمنية والعسكرية، إنهم ثلة زعران امتهنوا الكذب والتمثيل... فرفع قانون الطوارئ عندهم نتج عنه زيادة في القتل والبطش والتنكيل بالناس... ولا ندري ماذا سينتج عن هذا المرسوم؟!
إن بشار ونظامه ينازعان على سرير الموت، وخروج الروح قاب قوسين أو أدنى! وها هو يلجأ للمكر والخديعة والكذب بعد أن يئس من استخدام الحلول الدموية لعل ذلك يطيل من عمره السريري!
أيها الأهل في سورية... إن بشار ونظامه يترنّحان، فشدّوا الهمة والعزيمة، ولا تلتفتوا ولا تصغوا لما يصدر من مراسيم وخطابات! وإن كل قطرة دم يسفكها هذا السفاح وزبانيته هي مسمار يُدقّ في نعش نظامه المنهار البائد إن شاء الله...
قضيتنا ليست إسقاط نظام بشار وحزبه فقط! إن قضيتنا المصيرية نحن المسلمين الذين نشهد لله بالوحدانية ولرسوله بالنبوة هي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة... الخلافة التي سيُقام بها الدين وسيعمُّ بها العدلُ أرجاء المعمورة، الخلافة التي ستقتص من بشار ونظامه ومن كل الطغاة.
أيها الأهل في سورية... لا يخدعنّكم هذا النظام بمؤتمرات الحوار التي يسعون لتفعيلها من أجل أن يبقى في الحكم، ويجهض هذه الثورة المباركة، والتي نرجو الله السميع القدير أن تمهد طريق إقامة دولة الخلافة فتكون أرضُ الشام هي نقطةَ ارتكازها ومنطلقاً يغيّر وجه الأرض...
إن خروجكم وتظاهركم وإصراركم على رفض المرسوم بالكلية هو رد واضح لبشار مفاده أن حيَّلكَ لا تنطلي علينا.
يا أهلنا في سورية... لا خلاص إلا بالإسلام وفقط بالإسلام ولا شيء غير الإسلام...
وإنكم قد استفتحتم هذه الثورة المباركة بسور الفاتحة (الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين). فكما أننا نقصد الله بالعبادة كذلك نقصده بالاستعانة في كل أمورنا، فلن نقصد الاستعانة بأمريكا ولا بأوروبا ولا بالمنظمات الإنسانية، ولن نقع بأخطاء إخوتنا في ليبيا! وسنصرّ على سلميّة الثورة حتى يأذن الله لأهل النصرة في جيشنا بالقيام بواجبهم تجاه دينهم وأمتهم...
كم كان هتافكم قوياً حين قلتم: يا سورية لا تخافي ... الأسد قبل القذافي
ونداؤنا متواصل لعلماء المسلمين في سورية وفعالياتها وتجارها وزعماء العشائر: لاتخذلوا أهلكم! فإن الله سائلكم عن أماناتكم... نُصرتكم للمظلوم هي نصرة لكم... والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين..
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير

المكتب الإعلامي المركزي
عنوان المراسلة وعنوان الزيارة
المزرعة - صندوق بريد 14 - 5010
كولومبيا سنتر - بلوك ب الطابق الثاني
بيروت لبنان تلفون: 009611307594
جوال: 0096171724043
بريد إلكتروني: media@hizb-ut-tahrir.info




__._,_.___

طالب عوض الله 06-06-2011 05:38 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
حزب التحرير: الرابع من حزيران تاريخ نكسة يتحول إلى توافق وطني



في لقاء بثه موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير مع عضو المكتب، الدكتور ماهر الجعبري، انتقد حزب التحرير بشدة التوافقالوطني على قبول حل الدولتين لدى التنظيمات الفلسطينية التي اعتبر أنها تغازل الأنظمة العربية وتنسج العلاقات الدولية على هذا الأساس. وقال أنها "تتوافق مع دولة الممانعة في سوريا، التي حددت خط الرابع من حزيران كأساس للمفاوضات غير المباشرة ومن ثم المباشرة، حسب النقاط التي حددتها للعراب التركي منذ سنوات"، حسب تعبيره.

وانتقد الجعبري قبول خط الرابع من حزيران "كحدود للدولة الفلسطينية الموهومة التي يطلبونها"، وهو ما اعتبره تحويلا لتاريخ النكسة واحتلال القدس وبقية فلسطين على أيدي عصابات يهودية إلى معلم من معالم الطرح الوطني لهذه التنظيمات.
وأضاف: "إن ما طرحته قيادة حماس في لقاء القاهرة من إعطاء الرئيس الفلسطيني فرصة لمدة سنة للسير في نهج المفاوضات يمثل في المعنى السياسي التوكيل لقيادة منظمة التحرير الفسلطينية للسير في هذا النهج"، وخصوصا بعد تأكيد المكتب السياسي لحركة حماس قبل يومين على تصريحاتهم في القاهرة.
وقال الجعبري، "إن ما حصل في القاهرة هو اتفاق أو توافق سياسي سمي مصالحة" وأشار إلى أن هنالك فرقا بين المصالحة لحقن الدماء وبين الاتفاق السياسي. واعتبر ذلك التقاءً للخطين على قبول نهج المفاوضات، والذي يمثل حسب رأيه "كبيرة سياسية تضاف إلى سجل الكبائر التي مارستها وانتهكتها التنظيمات الفلسطينية بحق القضية الفلسطينية عندما انتزعتها من حضن الأمة واحتكرت حق الحديث والعمل فيما يخدم هذه القضية تحت منطق حق تقرير المصير".
وفيما دعا إلى التوافق على الكفاح، أكّد الدكتور الجعبري رفض حزب التحرير القاطع للعقلية التي سيطرت على التنظيمات الفلسطينية المستندة إلى ما أسماه "منطق سايكس بيكو وتجزئة قضايا الأمة".

ودعا كافة الواعين والنخب في هذه التنظيمات إلى ممارسة المحاسبة السياسية تجاه هذه التنظيمات والقيادات، من اجل أن تعاد الأمور إلى نصابها. وأكّد أن لا أحد من القيادات أو التنظيمات فوق الأحكام الشرعية وفوق ثوابت الأمة وفوق حقائقها المبدئية.
4/6/2011
www.pal-tahrir.info

نائل أبو محمد 06-06-2011 07:33 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الاثنين 5 رجب 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقريباً سأعمل يا سيد طالب عوض

نائل أبو محمد 06-06-2011 07:37 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الاثنين 5 رجب 1432


سأعمل إن شاء الله على بدء صفحة جديدة من هذه المجموعة
تحت نفس العنوان تحمل عبارة الجزء الثاني .

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

نائل أبو محمد 06-06-2011 09:19 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الاثنين 5 رجب 1432
تم بحمد الله عمل الجزء الثاني وهذا هو الرابط :

http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=12366

نائل أبو محمد 08-10-2011 11:06 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الأربعاء 11 رمضان 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

نائل أبو محمد 10-23-2011 05:53 PM

رد: مجموعة طالب عوض الله *
 
الأحد 26 ذو القعدة 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.