مدينة القدس
تتركز مدينة القدس العربية حول ثلاثة شوارع رئيسية هي شارع نابلس وشارع صلاح الدين وشارع السلطان سليمان، ويقع فيها كثير من الأماكن الدينية والتجارية المهمة مثل: مغارة سليمان التي تمتد لمسافة 200 متر تحت سور المدينة بين باب العمود، وباب الزاهرة أو الساهرة، ومقابلها خارج الأسوار الموقع الذي يعتقد انه كان محجرا للملك سليمان، وهو اليوم محطة باصات لمنطقة شرقي القدس، أما حديقة القبر ودير القديس فتقعان مباشرة خارج سور المدينة على شارع نابلس، الذي يمتد شمالا نحو كنيسة القديس جورج، وتعرف القبور التي في حديقة الكنيسة باسم قبور الملوك أو قبور السلاطين، وتعود إلى القرن الأول بعد الميلاد.
متحف روكفلر أو متحف فلسطين الأثرى
يقع هذا المتحف الجميل والهام مقابل باب الزاهرة، وقد بني 1927م بتبرع من جون د.روكفلر الابن ويحتوي المتحف على عدد من الكنوز الأثرية التي جمعت بفضل سنوات عده من الحفريات في الأراضي المقدسة. المواد المعروضة فيها مرتبة تبعا للزمن، وهي تعود بالزوار إلى اكثر من 2000 سنة من الآن وصولا إلى القرن الثامن عشر الميلادي. ومن ضمن المعروضات الأكثر إثارة في المتحف مجموعة من المجوهرات التي يعود تاريخها إلى العام 1700 ق.م. وحتى 700م، ومجموعة من العملات التي تعود إلى العام 500ق.م حتى 1600م، ومجموعة من مصابيح الزيت من العصر البرونزي المبكر حتى الفترة الإسلامية، وألواح خشبية من القرن السابع والثامن تعود للمسجد الأقصى، وزخرفات منحوتة ورسوم جصية من الفترة نفسها تعود لقصر هشام في أريحا. ويحتاج المرء إلى ساعتين على الأقل لمشاهدة كل هذه المعارض. ويحتوي المتحف أيضا على مكتبة خاصةفي علم الآثار، وهي واحدة من افضل المكتبات المتخصصة في القدس ، وليس هناك رسوم دخول إلى المكتبة ولكن الدخول إلى المتحف يحتاج إلى دفع رسوم تعادل حوالي أربعة دولارات.
وادي قدرون
مدينة القدس محاطة من ثلاث جهات بأودية عميقة وواسعة هي وادي هنيوم، ووادي قدرون أو وادي القيامة، الذي يفصل المدينة عن جبل الزيتون، في الجهة الشرقية من وادي قدرون مجموعة من المقابر، من بين أهم واجمل قبورها القبر المعروف بطنطور فرعون بقبته التي تشبه رأس القنينة، ويعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقبر زكريا بقبته التي تشبه الهرم، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وقبر بنت فرعون بقبته المكعبة من القرن التاسع أو السابع قبل الميلاد......
جبل الزيتون
يطل على المدينة القديمة من الشرق، وهو الجبل الذي كان يسوع المسيح يصعد له بشكل دائم للتأمل والصلاة، يرتفع الجبل حوالي مائة متر فوق المدينة القديمة، ويمكن للزوار الاستمتاع بمنظر رائع لمدينة القدس القديمة وقبة الصخرة من نقطة على سفحه الغربي، ليس بعيدا عن مستشفى المقاصد الإسلامية، أكبر وأهم المستشفيات العربية في القدس والمناطق الفلسطينية. يرتبط جبل الزيتون بكثير من الأحداث المتعلقة بحياة السيد المسيح، الأمر الذي يفسر وجود العديد من الكنائس عليه. فكنيسة "أبانا" بنيت على الموقع الذي علم فيه يسوع تلاميذه صلاة "أبانا الذي في السماء". والصلاة المكتوبة على جدران الكنيسة ب(62) لغة مختلفة، أما كنيسة الصعود فتقع على راس الجبل، ولا تبعد كثيرا عن كنيسةأبانا. ومن هنا صعد يسوع إلى السماء بعد أن بارك تلاميذه، وكنيسة دومينوس فليفت تقع عند بداية المنحدر باتجاه وادي قدرون. بنيت هذه الكنيسة سنة 1890م تخليد الحادثة بكاء المسيح على القدس وقد صممت على شكل مزار يشبه قطرة الدمع رمزا لبكاء المسيح على مدينة القدس، أما كنيسة القديسة مريم المجدلية الارثوذكسية الروسية فتقع اسفل الجبل. بناها القيصر الروسي الاسكندر الثالث في 1888م، بقبابها الذهبية السبعة الجميلة ذات الشكل البصلي من اجمل الكنائس في القدس. وهناك كنيسة مريم العذراء في وادي قدرون، وهي المكان الذي يعد وفقا للتقاليد المسيحية الموقع الذي صعدت منه روح مريم العذراء إلى السماء. بنى الصليبيون هذه الكنيسة في القرن الثاني عشر للميلاد مكان كنيسة بيزنطية وجدت قبلها، ويعد المسلمون أيضاً هذا المكان مقدساً، ويأتون للتعبد فيه، مقابل جبل الزيتون من الشمال يقف جبل سكوبس، وعلى قمته يقف مستشفى الأوغستا فكتوريا (المطلع)، وهو بناء جميل شيده الألمان، ويمكن من خلفه مشاهدة أجزاء من برية القدس، وعلى السفح الشمالي والغربي للجبل يمكن رؤية الحرم الشرقي للجامعة العبرية، ومستشفى هداسا التابع له، وقد (احتلت إسرائيل هذه المنطقةفي العام 1948) وكانوا قبل احتلالهم للمدينة عام 1967 يصلون إلى هنا في قوافل تحمل علم الصليب الأحمر. وعند أقدام الجبل يقع فندق الحياة ريجنسي، أحد أكبر الفنادق في القدس.
الجثمانية
بنيت هذه الكنيسة فوق صخرة الآلام التي يعتقد أن المسيح صلى وبكى عليها قبل أن يعتقله الجنود الرومان. وهي أيضاً المكان الذي اختبأ يسوع وتلاميذه في حديقتها قبل اعتقاله وأخذه إلى القدس. ويعود تاريخ الكنيسة الأولى في الموقع إلى الفترة البيزنطية، عام 389 بعد الميلاد، دمر الفرس الكنيسة أثناء غزوهم لفلسطين عام 614م، ولكن الصليبيين أعادوا بناءها في القرن الثاني عشر. وبنيت الكنيسة الحالية التي تعتبر من أجمل الكنائس في الأراضي المقدسةعام 1924م، وقد أسهمت ستة عشرة دولة بتمويل بنائها ولذلك صارت تعرف باسم "كنيسة كل الأمم". وتضم حديقتها ثماني أشجار زيتون من الفترة الرومانية.
بركة ونفق سلوان
تقع البركة والنفق مباشرة خارج أسوار المدينة القديمة من الشرق في قرية سلوان المجاورة، ومن المحتمل أن بانيها هو حزقيا، ملك القدس أثناء الغزو الآشوري لفلسطين في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد. بني النفق المعروف أيضاً بنفق حزقيا والمنحوت في الصخر لضمان تدفق مياه عين سلوان "عين جيحون" وهي المصدر الرئيس للمياه في مدينة القدس، وحمايته من الغزاة الآشوريين. تقع البركة عند آخر النفق جنوبي المدينة، وكانت تستعمل خزاناً احتياطياً لمياه عين جيحون الآتية لها عبرالنفق وتعد البركة مقدسة لدى المسيحيين أيضاً لأن يسوع بعث الرجل الأعمى ليغسل الطين عن عينيه بمياهها فاستعاد بصره (يوحنا 9)
كنيسة القديس بطرس
بنيت هذه الكنيسة على الموقع الذي حدثت فيه محاكمة يسوع الأولى في بيت عظيم الأحبار قيافة. حيث يقول العهد الجديد إن يسوع اعتقل في بستان الجثمانية، ثم اقتيد إلى مكان يطل على وادي قدرون، وهنا أنكر القديس بطرس يسوع ثلاث مرات وبكى على الجهة اليسرى من الكنيسة. هناك مجموعة من الأدراج يعتقد أن تاريخها يعود إلى زمن المسيح.
كنيسة العيزرية
تقع هذه الكنيسة في قرية العيزرية، 4 كم شرقي القدس على الطريق إلى أريحا، الاسم الحالي للقرية مشتق من الاسم اليوناني الأصلي "لازاروس". وتشتهر الكنيسة بكونها المكان الذي أعاد فيه يسوع الحياة لرجل من بين الأموات (يوحنا 11: 1-44). ويعود تاريخ بناء الكنيسة الحالية إلى خمسينات هذا القرن وقد بنتها كنيسة الروم الكاثوليك على أنقاض كنيسة سابقة تعود للفترة الصليبية، وكانت تلك بدورها قد حلت محل كنيسة سابقة تعود للفترة الصليبية، وكانت تلك بدورها قد حلت محل كنيسة أقدم عهداً تعود إلى القرن الرابع الميلادي، لقد تم تحويل الكنيسة إلى مسجد بعد طرد الصليبيين من القدس، ولكنها حولت مرة أخرى في القرن السابع عشر إلى كنيسة، الكنيسة المجاورة ذات القبة الزرقاء تابعة للروم الأرثوذكس.
جبل المكبر
يطل هذا الجبل على مدينة القدس من الجنوب ويطلق عليه البعض جبل صهيون ويضم بعضاً من أهم المواقع الدينية، بما فيها قبر الملك داود أو "النبي داود"، هذا القبر مقدس لدى المسلمين والمسيحيين واليهود…، والكنيسة التي على الجبل مقامة في المكان الذي تناول فيه يسوع عشاءه الأخير في الفصح مع تلاميذه، والمكان الذي توفيت فيه مريم العذراء بحسب التقاليد المسيحية، أقام الصليبيون كنيسة على قمة الجبل في سنة 1100 بعد الميلاد وسموها كنيسة القديسة مريم. دمرت الكنيسة عام 1219. حول الأتراك المكان إلى مسجد في القرن السادس عشر، وبقي الأمر كذلك حتى سنة 1898 عندما منحه سلاطين الأتراك للقيصر الألماني ولهلم الثالث الذي أعطاه بدوره للآباء البندكتيين الذين أعادوا بناء الكنيسة عام 1910. تعرف الكنيسة اليوم بكنيسة الصعود "الدورمشن" وهي البناء الأكثر بروزاً على جبل "المكبر" سقفها مزين برسم جميل من الفسيفساء لمريم العذراء والطفل يسوع وفي القبو تمثال حجري لمريم العذراء وهي نائمة على فراش الموت.
عين كارم
تقع هذه القرية الفلسطينية الجميلة عند المدخل الغربي لمدينة القدس، على الشارع المؤدي إلى مدينة يافا وتل أبيب، كنائسها الجميلة تخلد ذكري ميلاد القديس يوحنا المعمدان والأماكن التي عاش فيها هو ووالداه. لقد تم طرد سكان هذه القرية من الفلسطينيين خلال حرب 1948 مثلهم مثل سكان 400 قرية في منطقة القدس والمناطق الأخرى، ويقوم على أراضيها اليوم مستشفى هداسا عين كارم، أهم وأفضل مستشفى في مدينة القدس، ومازال بالإمكان اليوم رؤية بقايا قرية عين كارم الفلسطينية وقرى فلسطينية أخرى مثل ديرياسين، والمالحة، ولفتا…. الخ حول مدينة القدس، ولكن زيارتها بالنسبة للفلسطينيين والعرب قد تكون صعبة، وهي شاهد حي على الأحداث الأكثر دموية والأكثر مرارة في تاريخ هذا البلد العريق على يد الاحتلال الإسرائيلي.
سور مدينة القدس
يحيط مدينة القدس سور جميل، من أجمل ما يكون، شيد السور الحالي لمدينة القدس على يد السلطان العثماني المعروف بسليمان القانوني (1566-1520م). هذا السور هو في الحقيقة سلسلة من الأسوار الكثيرة التي بنيت حول المدينة ودمرت مرات عديدة. فتح السلطان سليمان ستة أبواب في أسوار المدينة وأطلق عليها أسماء محددة تختلف عما يطلق عليها اليوم، الأسماء المستخدمة حالية هي: باب الساهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب الملك داود، باب الخليل، الباب الجديد، باب العامود.
أحياء مدينة القدس
تقسم مدينة القدس المسورة إلى أربعة أحياء، أكبرها وأنشطها وأكثرها كثافة سكانية هو الحي الإسلامي الذي تبلغ مساحتهاكثر من 76 دونما. أما الأحياء الثلاثة الأخرى: الحي المسيحي، والحي اليهودي والحي الأرمني فهي أصغر كثيرا.
الحي الإسلامي
يقع الحي الإسلامي من المدينة في الجهة الشرقية منها، ويمتد من باب العمود إلى الحرم الشريف ويطل على وادي قدرون. يكتظ الحي بالأبنية ذات الطابع الإسلامي، ومن أهمها مسجد قبة الصخرة المشرفة ذات القبة الذهبية الساحرة، والمسجد القبلي الأقصى ذو القبة الرصاصية، تعد قبة الصخرة المشرفة جوهرة القدس، ويعدها البعض واحدة من عجائب الدنيا السبع. بناها الخليفة العربي الأموي عبد الملك بن مروان، بين عامي 688-691م، وبقيت على الشكل نفسه حتى اليوم، وبنيت القبة فوق الصخرة التي صعد منه االنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء أثناء معجزة الإسراء والمعراج. لهذا السبب تعد القدس ثالث اقدس مدينة لدى المسلمين بعد مكة والمدينة ومسجدها الأقصى المبني بين عامي 705-707م بعد الميلاد؛ ويعد ثالث أهم مسجد لدى المسلمين في العالم، وأول قبلة لهم في صلاتهم، ويعرف هذان المسجدان معا مع باقي الساحات والمصاطب والبوائك باسم المسجد الأقصى المبارك، وهو أولى القبلتين وثاني مسجد بني على الأرضن وثالث مسجد تشد له الرحال، وهو أرض المحشر والنشر، وهو أرض الرباط الباقية ليوم الدين. تضم مدينة القدس أكثر من ثلاثين مسجدا آخر داخل أسوارها، أهمها المسجد العمري الذي يقع مقابل كنيسة القيامة في الحي المسيحي بني هذا المسجد السلطان الأفضل ابن صلاح الدين سنة 1193م تخليدا لذكرى صلاة الخليفة عمر على مدخل الكنيسة سنة (638م). أما المصلي المرواني الذي يطلق عليه البعض خطأ اسم إسطبلات سليمان فهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى نفسه. ويستخدم المسجد اليوم من قبل المسلمين للصلاة خاصة في أيام الجمعة وفي شهر رمضان، حيث يزيد عدد المصلين الوافدين إلى الأقصى في أيام الجمعة في رمضان عن نصف مليون، ويؤمونه من مختلف المناطق الفلسطينية. ويمثل هذا المسجد شكلا آخر لفن العمارة الإسلامية من الفترة الأموية.
الحي اليهودي
يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة المسورة، ويتم الدخول إليه من باب المغاربة، منذ أن احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967م واخذ هذا الحي يكبر ويتسع بسرعة على حساب الأحياء الأخرى..... ويفصله عن المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية حائط البراق الذي هو جزء من السور الغربي للأقصى، ويبلغ طول المساحة المكشوفة منه 48 مترا تقريبا، وارتفاعه 17 مترا، وطول بعض حجارته 5 أمتار، وهو وقف إسلامي، يعود بناؤه إلى فترات تاريخية مختلفة، ولا آثار فيه لما يسمى بالحائط الخارجي للهيكل الأول أو الثاني الذي دمر سنة 70م، وأمامه رصيف أبعاده 36×3.5م، وهو ضمن أوقاف السادة المغاربة وهذا الحائط بالرغم من إسلاميته وكونه وقفا إسلاميا إلا أن اليهود (يدعون انه) الحائط الخارجي للهيكل الثاني (ويسمونه حائط المبكى)، وقد منع اليهود من دخول القدس منذعام 70 ميلادي، إلا انهم زاروها خفية وبشكل فردي ومتفرق، وكانوا يقفون على جبل الزيتون لالقاء نظرة على هيكلهم المهدم (المزعوم) بعد أن منعوا من دخول بيت المقدس كليا. وفي ظل التسامح الإسلامي دخل اليهود بيت المقدس بالرغم من طلب البطريرك صفرونيوس عدم دخولهم المدينة كما جاء في العهدة العمرية، وكانوا يبكون عند الصخرةالمشرفة. وبعد بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة اخذوا يبكون عند حائط البراق دون تحديد لأي جهة من الحائط، ويقومون بالصلاة عنده وزيارته، أن زيارة الحائط والصلاة الفردية بجانبه كانت مستمرة في ظل التسامح الإسلامي مع أصحاب الديانات الأخرى، وكثيرا ما ادعى اليهود أشياء لم تكن لهم، تسامح لهم بها المسلمون، وسمح المسلمون لهم بزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية والدخول إليها شرط الاحتشام والالتزام بقواعد الآداب العامة، وأشار بعض الرحالة والمؤرخين اليهود إلى مثل هذه الزيارات في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين ....، وقد رجحت بعض المراجع أن مثل هذه الصلاة أقيمت تقريبا بين منتصف القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي وحتى منتصف القرن الذي يليه، وارتبط ذلك بعاملين الأول: تهجير اليهود من الأندلس، الثاني: تدهور الوضع المالي للدولة العثمانية وقيامهم بالاستدانة من اليهود مع العلم أن صلاتهم حتى عام 926هـ /1519م كانت عند السور الشرقي للحرم قرب بوابة الرحمة. وكانت صلاة اليهود، وبكاؤهم أمام حائط البراق دون إحضار أية أدوات معهم، واستمر ذلك في ظل تسامح المسلمين. ويتكون الحائط من عدة طبقات منالحجارة: الطبقات السفلى من الحائط والمبنية من حجارة هيرودية ضخمة، هي القسم المتبقي من أساسات معبد هيرودوس من القرن الأول قبل الميلاد. أما الادعاء بانهذه الحجارة هي جزء من هيكل سليمان، فهو ادعاء غير صحيح إطلاقا. والطبقات العليا من الحائط جديدة، أضافها السيد مونتفيوري في أواسط القرن التاسع عشرالميلادي. الدخول إلى حائط البراق مجاني، ولكن هناك مراقبة أمنية مشددة على الزوار غير اليهود، وخاصة العرب منهم، ويمكن في الحي اليهودي رؤية الشارع الرئيسي لمدينة ايليا كابيتولينا الرومانية من عهد هادريان (الكاردو) وأربعة كنس يهودية ت متجديدها حديثا، وعدة متاحف أثرية.....الخ.
حي الأرمن
هو اصغر أحياء المدينة المقدسة، ويحتل الجهة الجنوبية الغربية من المدينة،
واهم أبنيته كاتدرائية الأرمن وما يعرف بقلعة أو برج الملك داوود بمآذنها
وأبراجها الجميلة، ويمثل حي الأرمن مدينة داخل مدينة، فهو يحتوي على مدارس
ومكتبات ومعاهد تعليمية وكنائس، وأيضا أحياء سكنية خاصة بالطائفة الأرمنية
وكلها منتظمة حول كاتدرائية القديس يعقوب الارثوذكسية من القرن الثاني عشر
الميلادي، ويعتقد بان الجزء الأكبر من هذا الحي وخصوصا الجزء الواقع جنوبي
القلعة وكذلك منطقة القلعة نفسها كانت في يوم من الأيام قصرا للملك
هيرودوس. والحجارة الضخمة في اسفل البرج هي اقدم جزء منه، ويقال أنها كانت
جزءا من جدران القصر. تعرف القلعة اليوم
باسم برج داود، ويبدو أن البيزنطيين هم أول من أطلقوا عليها هذه التسمية،
تحكي القلعة والبرج تاريخ القدس، فالحكام الرومان لفلسطين من القرن الأول
بعد الميلاد الذين عاشوا في قيسارية كانوا يستخدمون القصر كمكان لاقامتهم
في القدس. وفي الفترة الصليبية اصبح القصر مقرآ لاقامة ملك القدس الصليبي،
وفي القرن الرابع عشر أضاف المماليك تحصينات القاعة التي ما زالت قائمة حتى
اليوم. أما المدخل التذكاري ومنصة المدافع فقد شيدها السلطان
العثماني سليمان، والمئذنة أيضا بناها الأتراك عام 1655م.
تحتوي القلعة اليوم على متحف المدينة الذي
يحكي تاريخ مدينة القدس وتقدم فيه عروض مصورة على شاشات متعددة بالإضافة
إلى برامج صوتية وضوئية يمكن رؤيتها طوال ساعات النهار. ويمكن
الوصول إلى المتحف من باب الخليل، وهناك رسوم دخول إلى المتحف في حدود
أربعة دولارات.
المدينة الجديدة
تحيط الضواحي العربية للقدس بالمدينة القديمة من الشمال والشرق والجنوب وتسمى بجملتها القدس الشرقية أو القدس العربية، والجزء الغربي من المدينة يعرف بالقدس اليهودية أو الإسرائيلية، أما المستوطنات الإسرائيلية التي تحيط اليوم بالمدينة من الشمال والشرق كالسوار في المعصم، فقد بنيت كلها بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام1967م، وهي بشكل عام مجمعات سكنية حديثة تشبه القلاع، وتفتقر إلى أي لمسة جمالية أو أهمية دينية أو تاريخية، ولذلك فإنها غير مشوقة للسائحين، إلا إذا كانوا مهتمين بالوضع السياسي الراهن في البلاد. أما داخل مدينة القدس وضواحيها القديمة، شرقا وغربا، فان هناك عددا كبيرا من المواقع الدينية والتاريخية الهامة، والكثير من المتاحف التاريخية والفنية الجميلة.