قوله تعالى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ [فَمَا] أَنْتَ بِمَلُومٍ زعم قوم: أنها منسوخة، ثم
اختلفوا في ناسخها: فقال بعضهم: آية السيف وقال بعضهم: إن ناسخها وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ "وهذا" قد يخيل أن معنى قوله فَتَوَلَّ
عَنْهُمْ أعرض عن كلامهم، فلا تكلمهم، وفي هذا بعد فلو قال: هذا إن المعنى أعرض عن
قتالهم صلح نسخها بآية السيف، ويحتمل أن يكون معنى الآية أعرض عن [مجادلتهم] فقد
أوضحت لهم الحجج، وهذا لا ينافي قتالهم.