قوله تعالى: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ [الْجَاهِلُونَ] قَالُوا سَلامًا قال الحسن في
تفسيرها: لا يجهلون على أحد وإن جهل [عليهم حلموا] وهذه الآية محكمة عند الجمهور،
وقد زعم قوم: أن المراد بها أنهم يقولون للكفار، ليس بيننا وبينكم غير السلام، وليس
المراد السلام الذي هو التحية، وإنما المراد بالسلام التسلم، أي: تسلما منكم
ومتاركة لكم، كما يقول براءة "منك" أي لا أ"لتبس" بشيء من أمرك [ثم نسخت بآية]
السيف، وهذا باطل، لأن اسم الجاهل يعم المشرك وغيره، فإذا خاطبهم مشرك، قالوا:
السداد والصواب في الرد عليه. وحسن "المحاورة" في الخطاب لا ينافي القتال. فلا وجه
للنسخ.