بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

021

الأنبياء

آية رقم 033

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

صدق الله العظيم

 

قال تعالى:{وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون }[الأنبياء 33] لماذا تقدم الليل على النهار في الأولى ليتأخر القمر على الشمس في الثانية .. ولو أجرينا الآية مجرى المقابلة لكانت " خلق الليل والنهار والقمر والشمس باعتبار القمر تابع لليل والشمس للنهار .. ؟؟؟

ج . الحق سبحانه قال{خلق}وكلمة خلق تتشعب هنا لعدة شعب فمنها متعلق بالغاية ..أي غاية الخلق ..والله يقول{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}فلما كانت غاية الخلق هي العبادة تقدم الليل على النهار باعتبار قرب العبد من الله عند الليل ويقابلها انـشغال العبد بالنهار..أما تقديم الشمس على القمر فكلمة{خلق}تحمل معنى ضرورة الخلق إذ أن ضرورة الـشمس للحياة أكـثر مـن ضرورة القمر..فتقدم الليل لمناسبة الغاية وتقدمت الشمس لمناسبة الضرورة..

 

السباحة في الفضاء
 

كلما تعمقنا أكثر في أسرار الكون كلما اكتشفنا دقة تعابير القرآن، وأنه يأتي بالكلمة الأنسب دائماً، لنقرأ هذه المقالة ونسبح الله خالق هذا الكون العظيم... في بدايات القرن العشرين بدأ عصر جديد من عصور العلم بعد اكتشاف بنية الذرة واكتشاف الكثير من الأسرار حول الكون الذي نعيش فيه. وبدأت انتقادات جديدة توجّه للقرآن الكريم من قبل بعض المستشرقين وزعموا أن القرآن ليس دقيقاً من الناحية العلمية. ومن الأشياء التي أذكرها قولهم إن القرآن قد أخطأ في التعبير عن دوران الأجسام في الكون عندما قال: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. وقالوا وقتها إن كلمة (يَسْبَحُونَ) غير دقيقة علمياً لأن الكواكب والنجوم لا تسبح إنما تدور في الفراغ، والسباحة تكون في وسط مادي مثل الماء. ومع بدايات القرن الحادي والعشرين ظهرت حقيقة جديدة هي "البناء الكوني Cosmic Building" وأدرك العلماء وجود لبنات بناء في الكون، فكل مجموعة من المجرات تشكل لبنة بناء وهكذا فالكون كله بناء محكم.

تبين للعلماء أن الكون مليء بالمادة والطاقة، إذن لا وجود للفراغ أبداً وبالتالي فإن جميع الأجسام الكونية مثل الأرض والكواكب تسبح في هذه وسط مليء بالمادة والطاقة و المنتشرة في الكون ولكن بكثافة منخفضة، وهذه الحقيقة لم يدركها الإنسان إلا قبل سنوات قليلة.

تبيّن أيضاً للعلماء أن ما يسمونه بالفضاء لا وجود له حقيقة، لأن الفراغ غير موجود في الكون على الإطلاق، إنما كل جزء من أجزاء الكون مهما كان صغيراً فإنه مشغول بالطاقة والمادة معاً، ولذلك الحقيقة التي ظهرت حديثاً هي أن الكواكب والنجوم والمجرات لا تدور في فراغ أو فضاء، غنما تسبح في وسط مادي وطاقوي معاً. ولذلك فإن تعبير القرآن بكلمة (يَسْبَحُونَ) دقيق جداً من الناحية العلمية، بل إن علماء الغرب اليوم لو عُرضت عليهم هذه الكلمة لأخذوا بها واعتبروها أفضل من كلمة "يدور" التي يستخدمونها خطأً. ولو عُرضت عليهم كلمة (بناء) التي وردت في القرآن في قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [غافر: 64]، أيضاً لأخذوا بها لأنها تعبر تماماً عن حقيقة الكون، بينما كلمة "فضاء" لا تعبر عن شيء! ثم إن كلمة "يدور" التي نجدها في مقالاتهم غير صحيحة على الإطلاق، لأن حركة الشمس والقمر والأرض والنجوم والكواكب والمجرات والغبار والغاز الكوني... جميعها تتحرك حركة اهتزازية مركبة أشبه ما يكون بجسم يطفوا على سطح الماء وتحركه الأمواج حركة تعرجية. فالأرض مثلاً تدور حول الشمس، ولكنها تدور مع الشمس حول مركز المجرة، وتدور مع المجرة حول مركز لتجمع المجرات، وتكون محصلة هذه الحركات الثلاث حركة اهتزازية تعرجية وكأنها تسبح على موجة صعوداً وهبوطاً، ومن هنا نجد أن القرآن لا يستخدم كلمة "تدور" بل كلمة "يسبحون" لأنها تعبر عن طبيعة الحركة لهذه الأجسام. ولكي نزداد يقيناً بهذه الحقيقة نلجأ إلى أقوال رواد الفضاء الذين خرجوا خارج نطاق الجاذبية الأرضية، ماذا شعروا وهو في الفضاء؟! إن كل من صعد إلى الفضاء يؤكد أنه كان يحس وكأنه يطفوا على سطح الماء!! ولذلك نجد العلماء في وكالة ناسا الأمريكية يقولون بالحرف الواحد: "Astronauts feel like they are floating when they are in space". وهذا يعني أن "رواد الفضاء يشعرون وكأنهم يعومون عندما يكونوا في الفضاء".

عندما يكون الإنسان في الفضاء يحسّ وكأنه يطفو على سطح الماء، وهذا الإحساس حقيق وليس وهمي، لأن الإنسان خارج الأرض لا يكون في فراغ بل في وسط مادي ولكن بكثافة منخفضة، ولذلك فإن تعبير "السباحة في الفضاء" تعبير صحيح، وقد استخدمه القرآن في قوله تعالى (كل في فلك يسبحون)

ومن هنا ندرك لماذا يستخدم القرآن هذا التعبير الدقيق يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33]. وندرك أيضاً أنه كلما تطور العلم وتعرفنا أكثر إلى الحقائق اليقينية في الكون كلما أدركنا أن كلمات القرآن هي الأدق وهي الأصح من الناحية العلمية، وليس كما يدعي بعض المشككين أن القرآن يناقض بعضه بعضاً أو أن كلماته غير دقيقة. سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.

 

ــــــــــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

 www.kaheel7.com

المراجع

 1- Walking in Space, www.nasa.gov

 2-http://map.gsfc.nasa.gov/m_uni/uni_101firstobj.html 3http://www.kva.se/KVA_Root/files/newspics/DOC_2005217592_1296017045_popcrafoord05eng.asp

 4- http://web.cecs.pdx.edu/~mmw/Free%20Float.JPG

 

 

هل الكون يدور؟
 

بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

يحاول العلماء اليوم طرح فكرة جديدة يتساءلون من خلالها: إذا كان كل شيء في الكون يدور، فهل الكون نفسه يدور؟ في هذه المقالة نحاول استنباط معجزة جديدة من كتاب الله تعالى في الحديث عن دوران الكون بجميع أجزائه...

تساؤلات محيرة

إذا كان الله تعالى قد خلق كل شيء في هذا الكون ثم أكد لنا في كتابه أن كل شيء يدور في فلك محدد، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)[الأنبياء: 33]. ولكن السؤال: كيف يمكن أن يدور الليل والنهار؟

هذا سؤال طرحته منذ سنوات ولكنني لم أجد إجابة علمية إلا أنني أعتقد بأن كلام الله هو الحق، وأن القرآن هو كتاب الحقائق العلمية، وبما أن الله تعالى يقول بأن الليل يسبح في فلك محدد فهذا كلام حقيقي لا ريب فيه.

ولكن قبل أيام قرأت مقالة يقول مؤلفها أن العالم Pawel Mazur  من جامعة كارولينا (1)، قد طرح نفس السؤال: إذا كان كل شيء يدور فهل يدور الزمان والمكان؟

ولكنه طبعاً لم يعرف الإجابة عن هذا السؤال، وليت علماء الغرب يقرأون القرآن ليجدوا الحقيقة المطلقة تتجلى في آياته العظيمة. فقد قرر القرآن أن الليل والنهار يسبَحان في فلك محدد (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَوالليل والنهار طبعاً يحملان إشارة إلى الزمان والمكان، ولكن كيف ذلك؟

إشارات فلكية

إن تعاقب الليل والنهار يعني مرور زمن ما خلال هذا التعاقب، وهذه الإشارة الأولى إلى الزمن.

أما الإشارة الثانية فنجدها في كلمة (الليل) إذ أن الليل هو الظلام، وقد يُظن للوهلة الأولى أن الليل هو مجرد ظلام، ولكن الحقيقة أن هذا الظلام يحتاج لمكان حتى يملأه، إذن لا وجود لليل من دون مكان، وهنا نجد الإشارة الثانية إلى المكان.

باختصار تريد الآية أن تقول لنا إن الليل والنهار أي المكان والزمان يدوران، وكذلك الشمس والقمر وفيهما إشارة إلى الطاقة والمادة! وقد تعجب أخي القارئ من هذا الاستنباط، ولكنني أطمئنك أنه صحيح، إذ أن الشمس والقمر ليسا هما المخلوقان الوحيدان اللذان يدوران ويسبَحان، بل كل ذرة وكل مجرة تدور أيضاً.

فالشمس فيها إشارة إلى الطاقة، لأنها مصدر للطاقة، والقمر فيه إشارة للمادة لأنه جسم بارد لا يصدر الطاقة بل يعكسها.

إذن في آية واحدة هنالك أربع إشارات:

المكان: من خلال كلمة (الليل).

الزمان: من خلال عبارة (الليل والنهار).

الطاقة: من خلال كلمة (الشمس).

المادة: من خلال كلمة (القمر).

 

بما أن كل شيء في هذا الكون يدور فلا بد أن يكون الكون نفسه يدور أيضاً

إذن الآية شملت العناصر الأربعة للكون: المكان والزمان والطاقة والمادة. ويمكن القول إن عناصر الكون تدور إذن الكون يدور، وهذا إحساس موجود عند العلماء اليوم، ولكن القرآن أكده بقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)[الأنبياء: 33].

لماذا هذا الترتيب؟

هنالك أمر لفت انتباهي في هذه الآية وهو لماذا جاء ترتيب الكلمات في هذه الآية على التسلسل الآتي:

الليل – النهار – الشمس – القمر.

ولكن عندما تأملت آيات القرآن وجدتُ أن هذا الترتيب جاء في معظم الآيات التي تتحدث عن الليل والنهار والشمس والقمر، وبعد رحلة من البحث وجدتُ بأن هذا الترتيب له حكمة ولم يأت عبثاً.

1- الليل فيه إشارة إلى الظلام وقد وجدتُ بأن النسبة العظمى من الكون هي ظلام دامس. بل إن العلماء اكتشفوا أن 95 % من الكون هو مادة مظلمة!

2- النهار فيه إشارة إلى النور والضياء ونسبة النور أقل بكثير من نسبة الليل في الكون، وهذه حقائق علمية لا ريب فيها (2).

3- الشمس وهي نجم من بلايين النجوم في مجرتنا، ونسبة النجوم في الكون أقل من نسبة الضوء الذي تبثه من حيث الحجم، لأن الشمس تبث الضوء إلى مئات الملايين من الكيلو مترات.

4- القمر وفيه إشارة إلى الأجسام الباردة في الكون وهذه الأجسام هي الأقل من حيث الحجم.

إذن رتب الله تعالى ذكر هذه المخلوقات في الآية بما يتناسب مع الحجم الذي تشغله في الكون. وهذا الترتيب المحكم لم يكن لبشر علم به زمن نزول القرآن.

ترتيب عددي مذهل!

عندما تأمليت هذه الكلمات الأربع: الليل والنهار والشمس والقمر، وجدت بأن كل كلمة منها تتكر في القرآن بعدد محدد من المرات كما يلي:

(الليل):تكرر في القرآن 92 مرة.

(النهار):تكرر في القرآن 57 مرة.

(الشمس):تكرر في القرآن 33 مرة.

(القمر):تكرر في القرآن 27 مرة.

وتأمل معي أخي القارئ كيف جاء ترتيب هذه الكلمات في الآية بما يتناسب مع تكرار كل منها الأكبر فالأصغر: 92 – 57 – 33 – 27 .

إذن ترتيب الكلمات جاء بما يتناسب مع حجمها في الكون ومع حجم تكرارها في القرآن!!! فسبحان الذي أحاظ بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً.

المادة المظلمة تملأ الكون، ونسبة الجزء المضيء من الكون أقل بكثير، أما الجزء الذي تشغله النجوم (الشموس) أقل بكثر، ثم تأتي الأجسام الباردة في الكون وهي الأقل من حيث الحجم. وهذا التسلسل يتناسب مع ترتيب كلمات الآية (الليل، النهار، الشمس، القمر).

 

والسؤال أخي القارئ: ألا تظن بأن القرآن قد تحدث عن كل شيء؟ إذن فاقرأ قوله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) [الإسراء: 12].


للتواصل والتعارف

المهندس عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com

 

[1] Is space-time actually a superfluid?, New Scientist, 09 June 2006.

[2] E Papantonopoulos, The Physics of the Early Universe, Springer,2005.

 

 

خاصية النظام بين الكون والقرآن
 

لواء مهندس / أحمد عبد الوهاب علي

مستشار هيئة الأمم المتحدة(سابقاً)

نبدأ الحديث عن النظام الكوني والنظام القرآني بتعريف ما هية النظام فنقول: هو مجموعة القوانين التي تربط العلاقات بين أجزاء ومكونات شتى فتجعلها وحدة مستقرة، ترى على هيئة منظومة متكاملة.

النظام الكوني

نتعرف على النظام الكوني من خلال بعض القواعد والقوانين السائدة في بناء الكون وفي عمل مكوناته وجميعها من المعلومات التي يتلقاها طلبة التعليم العام.

ونبدأ بالذرة.

الذرة نظام شمسي:

يعتبر تركيب ذرة أي عنصر محاكاة لنموذج المنظومة الشمسية، فكما أن الشمس تعتبر نواة مركزية تسبح حولها الكواكب في أفلاك محددة، فكذلك الذرة بها نواة مركزية موجبة الشحنة تسبح حولها الكترونات سالبة الشحنة في مستويات طاقة ـ أو سماوات ـ محددة لا يزيد عددها عن سبع. وتشترك جميع العناصر في هذا النموذج ـ أو الموديل ـ مع فارق رئيسي بين عنصر وآخر يتمثل في اختلاف عدد الوحدات الأولية التي تكون الذرة وهي : البروتونات والإلكترونات والنيوترونات.

الجدول الدوري للعناصر:

تختلف الخواص الطبيعة والكيميائية للعناصر المختلفة بناء على ما تحتويه ذراتها من الوحدات الأولية. ولقد وضع ذرات العناصر ـ بدءا من أخفها وهو الهيدروجين فصاعداً ـ في جدول دوري حسب أعدادها الذرية ولكن في مجموعات رئيسية ودورات أفقية تكرر خواصها. وقد وجد أن عدد هذه الدورات سبع أيضاً.

كما وجد أن الخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر العالم المادي تتدرج وفق نظام محكم، بحيث أصبح من الممكن معرفة تلك الخواص لأي عنصر بمعرفة وضعه في الجدول الدوري للعناصر .

وعندما قام مندليلف عام بعمل جدول دوري للعناصر  المعروفة آنذاك وعددها 75 عنصراً ـ حسب أوزانها الذرية ـ فإنه أبقى على عدد من الأماكن الفارغة لعناصر توقع وجودها . وفي عام 1871تنبأ بموجود عنصر يقع في العمود الرأسي من الدورة الرابعة، بين السليكون والزنك، قال أنه رمادي اللون ويعطي أكسيداً أبيضاً عند احتراقه في الهواء كما أعطى أرقاماً لوزنه الذري ودرجة غليانه، وبعد ذلك بخمسة عشر عاماً تم اكتشاف هذا العنصر الذي أصبح يعرف باسم الجرمانيوم.

المركبات الكيميائية:

تتحد ذرتان أو أكثر اتحاداً كيميائياً لتكون جزيئاً، فقد تتحد ذرة هيدروجين بأخرى من بنات جنسها لتكون جزئ الهيدروجين، وقد تتحد ذرة هيدروجين بأخرى من غير بنات جنسها مثل ذرة كلور فتكون جزئ كلوريد الهيدروجين وهو غاز، وحن تتحد ذرة الكلور ( وهو غاز سام) مع ذرة الصوديوم (وهو جسم حارق) يتكون منهما جزئ كلوريد الصوديوم المعروف باسم ملح الطعام أو مصلح الطعام، وحين تتحد ذرتا هيدروجين (وهو غاز محترق) بذرة أوكسجين (وهو غاز حارق) يتكون منها جزئ الماء الذي يستخدم في إطفاء الحريق، حريق النار وحريق العطش.

وتتحد ألوف الذرات من عناصر الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين والفوسفور وغيرها لتكون الجزئ العملاق المعروف اخصاراً : د ن أ  وهو الذي يهيمن على كل عمليات الحياة في الخلية، إذ تتخلق منه البروتينات والأنزيمات والهرمونات..

لقد وجد أن جميع المركبات الكيميائية تتم بنسب وزنية ثابتة، ويجري التعبير عن هذه الخاصية بما يعرف باسم : قانون النسب الثابتة، وقانون النسب المتضاعفة، وصيغ قوانين تخليق الكربوهيدرات وغيرها في النبات الأخضر بنسب وزنية ثابتة.

والحق يقول في القرآن العظيم : " والأرض مددناها والقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " ذلك أن النبات الأخضر هو أساس الحياة والعامل الضروري لاستمرارها، وهو غذاء الكائنات الحية بطريق مباشر أو غير مباشر، كما أنه المصدر الرئيسي لإنتاج الأوكسجين اللازم لتنفس الأحياء.

الشمس والقمر بحسبان:

حين نتطلع بأنظارنا إلى السماء ونسبرها بعقولنا وتصوراتنا نجد نظاماً يحكم أجرامها المختلفة وكمثال يوجد قانون بود الذي يعطي مواقع كواكب المجموعة الشمسية.

وكما كان انتظام خواص العناصر في الجدول الدوري سبباً في التنبؤ بوجود عنصر الجرمانيوم ثم اكتشافه فيما بعد، فكذلك كانت معرفتنا بقانون بود سبباً في اكتشاف الكوكب أورانوس عام 1781، وكذلك اكتشاف حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.

انتظام الحركة في السماء:

وكما أن هناك انتظاماً للمواقع في السماء إذا " كل في فلك يسبحون "، فهناك أيضاً انتظام للحركة في السماء حسبما تبينه قوانين كبلر لحركة كواكب المجموعة الشمسية.

هذا النظام الكوني البديع :

حقاً إن الكون هو كتاب الله المحسوس .. المفتوح دائماً للشهود .. وهو كتاب من سماته الرئيسية:

النظام وانضباط العلاقات حسب قوانين رياضية تعبر عنها الأعداد والإحصائيات ..

ومن سماته التدرج والتكرار: تدرج في البناء، ثم تكراره .. وتدرج في الصور والخواص ثم تكرارها، ومن سماته السبح والطواف..

وأخيراً هو الإبداع الذي تنطق به روعة الخلق والاختراع.

سنن الله في بناء الذرات

  

 

النظام الشمسي

النظامي الذري

 

سنن الله في تخليق المركبات الكيميائية

قانون التركيب بنسب ثابتة: Law of Constant Composition

كل مركب كيماوي (كالماء مثلاً ) مهما اختلفت طرق تحضيره، فإنه يتكون من نفس عناصر (الهيدروجين والأكسجين) متحدة مع بعضها اتحاداً كيميائياً بنسبة وزنية ثابتة (16:2، أي 8:1) .

قانون النسب المتضاعفة : Law of Mulltiple Proportion

إذا اتحد عنصران (الكربون والأوكسجين مثلاً) ونتج عن اتحادهما أكثر من مركب كيماوي (أول أكسيد الكربون : ك أ ، والثاني أكسيد الكربون: ك أ 2 فإن كتلة أحد العنصرين (الأوكسجين مثلا) التي تتحدد بكتلة معينة من العنصر الآخر (الكربون) تكوّن فيما بينها تناسباً عددياً بسيطاً.

ذلك أن : نسبة وزن الكربون إلى الأوكسجين في أول أكسيد الكربون هي 4:3 ونسبة وزن الكربون إلى الأكسجين في ثاني أكسيد الكربون هي 8:3 وعلى ذلك تكون النسبة بين وزني الأكسجين اللذين اتحداً بوزن ثابت من الكربون (3 وحدات وزنية ) هي 8:4 أي 2:1.

تخليق الكربوهيدات  في النبات بنسب وزنية ثابتة :

تتكون هذه الكربوهيدات وفق قوانين ثابتة حسب صيغ عامة من أهمها:

يتكون بموجبها:

أ سكريات أحادية :

 

 

سكر جولوكوز (سكر العنب )

تركيبها C6H2NO6

سكر فركتوز(سكر الفواكه)

 

ب ـ سكريات (سكر القصب)

سكروز (سكر القصب)

 

تركيبها C12H22O11

 

بالتوز(سكر الشعير)

لاكتوز (سكر اللبن)

 

جـ ـ سكريات عديدة

نتيجة لتكاثف أكثر من 10 وحدات من السكريات الأحادية حسب : n(C6H12O5)

مثل النشا والسليلوز

 

النظام القرآني

من المعلوم أن القرآن لم ينزل سورة إلا قليلا، أغلبه من السورة القصيرة، لكنه نزل متفرقاً في مجموعات من الآيات التي تختلف طولاً وعدداً، ولقد كان الوحي ينزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أهله أو بين صحابته، بالليل أو بالنهار، وهي على راحلته في الطريق أو وهو مقيم بأحد الأماكن في مكة أو المدينة وما حولهما.

ومن المعلوم كذلك أن عملية جمع الآيات ـ أو التأليف بينها ـ لتكون سورة قائمة بذاتها، قد تمت بأمر رسول الله وتحت إشرافه، فلقد قال زيد بن ثابت كبير كتاب الوحي : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف من الرقاع، وكان الرسول يقول لكتاب الوحي: ضعوا هذه الآية أو الآيات بين آية كذا وكذا من سورة كذا.

حتى إذا اكتمل نزول القرآن، نجد أن السور تضم آيات مدنية نزلت بعدها بسنتين.. كما أن السورة تضم آيات مكية نزلت قبلها بسنين.. كما أن هناك سوراً نزلت جميعاً في الفترة الملكية، وسوراً أخرى نزلت في الفترة المدنية..

لقد نزلت آيات القرآن متفرقات، تتحدث في كل شيء.. في خلق السموات والأرض، وخلق الإنسان.. وفي العقيدة والشريعة والمعاملات والعبادات ..

وفي مشاكل الحرب ومطالب السلام.. وفي مختلف العقائد ومقارنة الأديان..

وفي علوم التاريخ والاجتماع والفلك والفيزياء والكيمياء والتشريح .. وفي البعث والنشور..

إن ذلك معلوم عن آيات القرآن تنزيلاً وجمعاً ومحتوى، فإذا وجدنا بعد ذلك أن اكتمال الآيات ، ثم اكتمال السور في المصحف ـ خلال تلك المدة الطويلة التي بلغت نحو 23 عاماً واقترنت بذلك الصراع الرهيب بين المسلمين والكفار ـ قد جاء وفق " نظام " لادركنا على الفور أننا أمام معجزة محسوسة لكل من يطلب المزيد من معجزات القرآن.

لقد بحث العلماء الأقدمون في النظام القرآني من مختلف أوجهه وصنفوا فيه كتباً منها: " نظم الدرر" للبقاعي و" البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن " لأبي جعفر ابن الزبير. وكتاب السيوطي " تناسق الدرر في تناسب السور" وقد سموا تلك الدراسات باسم علم المناسبات. ولقد قال الفخر الرازي في ذلك:

" من تأمل في لطائف نظم السور وبديع ترتيبها، علم أن القرآن، كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه، فهو أيضاً معجز بسبب ترتيب ونظم آياته.

إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منتبهين لهذه الأسرار" .

دراسة النظام القرآن ـ إذن ـ هي بلغة شيوخنا الأقدمين تعني باختصار : لطائف القرآن.

مثاني الأسماء الحسنى :

تنتهي كثير من آيات القرآن الكريم بذكر اثنين من أسماء الله الحسنى مثل : " والله غفور رحيم " .. " والله غني حليم ". وبعض هذه المثاني يوجد في صيغة تبادلية مثل : " وهو الرحيم الغفور" إذ يتبادل الصدران ـ الرحمة والمغفرة ـ موقعيهما تقديماً وتأخيراً، بينما توجد مثاني على غير هذه التبادلية .

ولقد وجد أن المثاني من الأسماء الحسنى تأتي في القرآن حسب نظام ثابت لا يعرف الحيود وهو أنه : لا تجتمع صيغتان تبادليتان في سورة واحدة رغم تعلقهما بذات المصدرين.

مثال:
تواتر مثاني الأسماء الحسنى ذات الصيغتين المتبادلتين عبر سور القرآن العظيم :

أمثلة:

أولاً المصدران : الحكمة والعلم

الصيغة الأولى: حكيم عليم

سورة الأنعام[83،128،139]  سورة الحجر[25]، سورة النمل[6]، سورة الزخرف[84]، سورة الذاريات[30]

الصيغة الثانية : عليم حكيم

سورة البقرة[32]، سورة النساء[11ـ17ـ24ـ26ـ92ـ104ـ111ـ170]، سورة التوبة[15ـ28ـ60ـ97ـ106ـ110]،سورة يوسف[6ـ83ـ100]،سورة الحج[52] سورة النور[18ـ58ـ59] سورة الأحزاب[1]، سورة الفتح[4]، سورة الحجرات[8]، سورة الممتحنة[10]، سورة التحريم[2] سورة الإنسان[30].

 

قاعدة عامة :

لا تجتمع الصيغتان في سورة واحدة رغم تعلقهما بذات المصدرين.

ثانياً : المصدران : الرحمة والمغفرة

الصيغة الأولى: رحيم غفور

الصيغة الثانية: غفور رحيم

سور الصيغة الأولى:

جاءت هذه الصيغة مرة واحدة، في سورة سبأ، الآية رقم 2

سورة الصيغة الثانية :

جاءت هذه الصيغة 71 مرة في 31 سورة ـ ليس من بينها سورة سبأ ـ وهذه السور هي : البقرة ـ آل عمران ـ النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال، التوبة، يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، النحل، النور، الفرقان، النمل، القصص، الأحزاب، الزمر، فصلت، الشورى، الأحقاف، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الممتحنة، التغابن، التحريم، المزمل.

ثالثاً: المصدران : المغفرة والحلم:

الصيغة الأولى: غفور حليم

الصيغة الثانية: حليم غفور

سورة الصيغة الثانية:

جاءت هذه الصيغة في 3 سور هي : البقرة (225، 235) ـ آل عمران (155) ـ المائدة (101).

سورة الصيغة الثانية:

جاء هذه الصيغة في سورتين هما: الإسراء (44) ـ فاطر (41).

القاعدة العامة:

لا تجتمع الصيغتان المتبادلتان لمثاني الأسماء الحسنى في سورة واحدة .

نظرية السيوطي في تواصل السور :

يقول السيوطي : " قد ظهر لي بحمد الله وجوها من هذه المناسبات أحدهما: أن القاعدة التي استقر بها القرآن: أن كل سورة تفصيل لإجمال ما قبلها وشرح له وإطناب لإيجازه. وقد استقر معنى ذلك في غالب سور القرآن، طويلها وقصيرها، وسورة البقرة قد اشتملت على تفصيل جميع مجملات الفاتحة".

وفي ضربه للأمثلة على صحة نظريته يقول السيوطي في سورة " المؤمنون " : " وجه اتصال بسورة الحج " : أنه لما ختمها بقوله: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، وكان ذلك مجملاً، فصله في فاتحة السورة، فذكر خصال الخير التي من فعلها فقد أفلح، فقال : (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانكم فإنهم غير ملومين )(1ـ 6)الآيات.

ولما ذكر في أول الحج قوله : (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلاً يعلم من بعد علم شيئاً وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج )(الآية 5).... زاده هنا بيان في قوله :( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ..)(المؤمنون : 12،13). فكل جملة أوجزت هناك في القصد أطنب فيها هنا. " .

جدول توضيحي

الحج

المؤمنون

النور

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

 

 

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11} وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}

 

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ)

(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء

فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

)وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ

فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)

(وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ)

(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)

 

ترتيب سور المسبحات :

جاء وضع هذه السورة في المصحف وفق نظام يتفق والمنطق اللغوي، حيث جاءت سورة الإسراء التي تستفتح بالمصدر وهو : سبحان ـ ثم جاءت بعد ذلك السور التي تستفتح بالفعل الماضي : سبحَّ ـ وهي الحديد والحشر والصف. ثم السورتان اللتان تستفتحان بالفعل المضارع ـ يُسبحِّ ـ وهما : الجمعة والتغابن. وأخيراً السورة التي تستفتح بفعل الأمر ـ سبحَّ ـ وهي سورة الأعلى .

مثال:

المصدر

الماضي

المضارع

الأمر

الإسراء(17)

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)

الحديد(57)

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

الجمعة(62)

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (

 

الأعلى(87)

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى

 

الحشر(59)

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(

التغابن(64)

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

 

 

الصف(61)

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

 

 

 

نظرية وحدة السورة :

لوحظ أن كل سورة من سور القرآن تتميز باستخدام ألفاظ أو تعبيرات خاصة بها وهذه وإن كان من الطبيعي أن توجد في غيرها من السور، إلا أنها تغلبت في واحدة من سور القرآن على ما عداها، بل لوحظ أن بعض تلك الألفاظ قد اختصت بها سورة ما، ولم تتكرر في غيرها من سور القرآن على الإطلاق.

ويمكن تلخيص نظرية وحدة السورة كالآتي :

1.    كما أن لكل سورة أركان أو روابط وقوائم فهكذا السورة. وتتمثل روابط السورة في كلمة أو تعبير يتكرر ذكره فيها إما بنفس اللفظ أو بلفظ مستخرج منه.

2.    للسورة رباط رئيسي يتردد ذكره فيها أكثر من غيرها من سور القرآن. ويوجد هذا الرابط في مطلع السورة ويهدي إلى الموضع الرئيسي الذي تتحدث عنه السورة.

3.    يتردد الرباط الرئيسي من مطلعها إلى نهايتها، حيث تشتمل آيات الختام على صدى لهذا الرابط.

4.    تنطبق هذه النظرية على السور الطوال كثير العدد من الآيات.

مثال: الوحدة الموضوعية في سورة البقرة

الآية : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).

الرابط الرئيسي: للمتقين.

تردد الرابط الرئيسي ومشتقاته : 37.

آيات الرابط الرئيسي ومشتقاته:

2ـ21ـ24ـ48ـ63ـ66ـ103ـ123ـ177ـ179ـ180ـ183ـ187ـ189ـ189ـ194ـ

194ـ196ـ197ـ197ـ201ـ203ـ203ـ206ـ612ـ223ـ

224ـ231ـ233ـ237ـ241ـ278ـ281ـ282ـ282ـ283

الموضوع الرئيسي : التقوى

المحتوى الرئيس للسورة

أولاً : أركان الإسلام الخمسة :

الشهادة (163، 119) الصلاة والزكاة (110) صوم رمضان (183) حج البيت (196).

ثانياً:قصة خلق آدم بأركانها الأساسية: خليفة في ارض الله (30).

تكريمه مرتبط بما آتاه الله من العلم (31) سعادته مرتبطة باتباع هدي الله (38) خطيئته الأولى غفرها الله (37).

ثالثاً : العناصر الرئيسية للتقوى تتمثل في إيمان بالله وعمل صالح كما في آية البر (117).

وتطبيق كافة عناصر الشريعة : التي ذكرها السيوطي تلخيصاً في قوله :

" الطهارة والصلاة والزكاة والاعتكاف وأنواع الصدقات والبر والبيع والإجارة والميراث والوصية والدين والنكاح والطلاق والخلع والرجعة والعدة والرضاع والقصاص والدّية والشهادة والربا والخمر والميسر والعتق.

رابعاً : فرض الجهاد للدفاع عن الإسلام والمسلمين (216 ـ 190ـ 244).

 

التوازن بين أخطر المؤثرات في وجود البشر:

دلت الإحصائيات على وجود توازن بأخطر المؤثرات في الوجود البشري، ويتمثل ذلك في تساوي تردد تلك المؤثرات في القرآن وهي :

الحياة والموت ـ الدنيا والآخرة ـ الملائكة والشياطين ـ النفع والفساد.

ولا شكل أن هذه هي المؤثرات التي تتحكم في حياة البشر في هذه الدنيا، وتؤثر على مصائرهم الأبدية في الآخرة. ويجب التنبيه إلى أن استخدام المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم يحتاج إلى عناية خاصة فليست كل لفظة تتعلق بأي من هذه المؤثرات تؤخذ أعدادها كما هي، ومن أمثلة ذلك:

لا يدخل في حساب كلمة " الدنيا " ما جاء في الآيات: ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى )(الأنفال : 42).

(إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب)(الصافات : 6).

كذلك لا يدخل في حساب كلمة الآخرة ما جاء في سورة الأسراء خاصاً بإفساد بني إسرائيل مرتين: " فإذا جاء وعد الآخرة " .

وكذلك لا يدخل في حساب كلمة " الحياة " ومشتقاتها ما جاء في صيغة الفعل " يستحي" عندما يكون مصدره الحياء مثل : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ )[سورة البقرة: 62].

 (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَايَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ )[الأحزاب:53].

ولكن يدخل في الحساب الفعل يستحي الذي مصدره الحياة ، مثل : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[سورة القصص:4].

مثال:

بدأت أخطر عملية في الكون بخلق السماوات والأرض.

وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة 7 مرات، فقال في أول ذكر لهذه الحقيقة.
قال تعالى:(
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ)[سورة ق:38].

ثم قال مثل ذلك ـ وفق ترتيب النزول ـ في السور التالية :

الأعراف : 54، الفرقان : 59، يونس : 3، هود : 7، السجدة : 4، الحديد: 4.

لقد كان هذا إجمالاً، بدأ القرآن في تفصيله فبين أن السماوات قد انتظمت في 7 طبقات. وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة 7 مرات، فقال:

(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )[سورة فصلت:12].

وقال مثال ذلك في السور التالية:

الإسراء: 44، نوح: 15، المؤمنون: 86، الملك: 3، البقرة:87، الطلاق:12.

ولقد بدأت أخطر معركة في حياة البشرية ومصيرها، ولا تزال أبد الدهر ـ بتمرد إبليس على الأمر الإلهي بالسجود لآدم ـ وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة 7 مرات أوجزها في آية واحدة، مثل قول الحق:

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً)[سورة البقرة:34).

ولقد ذكر القرآن تفصيلاً لذلك في السور التالية :

الأعراف : 11،25 ـ طه : 116،124ـ الإسراء: 61، 65ـ الحجر: 26، 44ـ البقرة: 30،39.

المسبعات :

ذكرت هذه 7 مرات في القرآن كله وهي :

خلق السماوات والأرض في ستة أيام.

السماوات سبع .

تمرد إبليس على الأمر الإلهي بالسجود لآدم وما أعقب ذلك من معركة أبدية بين الشيطان وبني آدم.

انتظام مخططات الحروف المتقطعة التي تبدأ بها بعض سور القرآن منسوبة إلى تكرار كل منها في القرآن كله.

سورة النمل محور توازن:

ويظهر ذلك من اعتبارين:

1.    مجموعات السور التي نزلت متلاحقة ورتبت في الصحف متلاحقة. وهذه 9 مجموعات تأتي مجموعة الطواسيم في منتصفها، ثم تأتي سورة النمل في منتصف هذه المجموعة.

2.    حساب خط منتصف آيات القرآن، حيث يقع هذا الخط في الخمس الأخير من سورة الشعراء. ولما كانت السورة تعتبر وحدة قائمة بذاتها كان النصف الثاني لآيات القرآن يبدأ بسورة النمل التي بها بسملة إجبارية (الآية 30). وكأنها تناظر البسملة الأولى التي هي جزء من سورة الفاتحة التي تأتي على رأس النصف الأول من آيات القرآن العظيم.

 

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

التاريخ الهجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم

24 رجب 1429

2008/07/27