بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

016

النحل

آية رقم 069

ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

صدق الله العظيم

 

نتائج مذهلة لعلاج قروح السكري بالعسل
 

إعداد فراس نور الحق

مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

كل يوم تطالعنا الصحف والمجلات والمواقع العلمية عن نتائج مذهلة للعلاج بالعسل ولقد لفت انتباهي خبر نشرته شبكة CNN الأخبارية عن نتائج مذهلة للعسل في علاج قروح مرض السكري وإليكم الخبر كما ورد :

(ويسكنسون، الولايات المتحدة (CNN)-- ثمة دراسة طبية أمريكية توصلت إلى نتيجة مفادها إمكانية معالجة القروح السكرية بالعسل، بالتالي إنقاذ أطراف المصابين بالسكري من البتر.

فقد أجرت الباحثة جينيفر إيدي، من كلية الطب والصحة العامة في جامعة ويسكنسون الأمريكية، اختباراً يهدف إلى التشجيع على استعمال العلاج بالعسل على نطاق واسع، وذلك بعد أن نجحت في مساعدة نحو 12 من مرضاها على تجنب بتر أرجلهم.

وأوضحت الباحثة إيدي، أن العسل يقتل الجراثيم لأنه يحتوي على مادة الأسيد، ويمنع الجرثومة من تعزيز مقاومتها للمضادات الحيوية.

ويتمثل العلاج بوضع طبقة كثيفة من العسل على التقرحات، بعد إزالة اللحم المتآكل والجراثيم.

وأكدت أنها لجأت الى العلاج بالعسل، بعدما فشلت كل العلاجات الأخرى، مشددة على أهمية هذا الأسلوب، علماً أنه يتم إجراء عملية بتر كل 30 ثانية في العالم، بحسب موقع الدليل الطبي العالمي.

وبينت أنه تم إيقاف اعطاء المرضى بالسكري جميع المضادات الحيوية، عندما تقرر البدء باستخدام العسل كعلاج للقروح، وحينها بدأت جراحهم تلتئم بسرعة.

وتأمل إيدي في إستكمال انجاز هذا البحث ونشر نتائجه في مدة أقصاها عام 2009) أنهى.

وقفة تأمل :

لقد أخبر القرآن الكريم في كتابه العزيز قبل أكثر من 1400سنة أن الله جعل في العسل شفاء

قال الله تعالى في كتابه العزيز:(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة النحل.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن كان في شيء من أدويتكم - أو: يكون في شيء من أدويتكم - خير، ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي)) متفق عليه.

ورد في الحديث أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه، فقال: ((اسقه عسلاً)) . ثم أتاه الثانية، فقال: ((اسقه عسلاً)) . ثم أتاه الثالثة فقال: ((اسقه عسلاً)) . ثم أتاه فقال: قد فعلت؟ فقال: ((صدق الله، وكذب بطن أخيك، اسقه عسلاً)) . فسقاه فبرأ. <5386> .أخرجه مسلم في السلام، باب: التداوي بسقي العسل، رقم: 2217.

المصدر: موقع CNN  بعنوان هل يعُتمد العسل لمعالجة قروح المصابين بالسكري عالمياً؟

  http://arabic.cnn.com/2008/scitech/6/18/honey.sugar/index.html

 

 

عالج نفسك بالعسل
 

أحبتي في الله! كلنا سمع وقرأ عن منافع العسل والقوة الشفائية التي أودعها الله في هذه المادة العجيبة، ولكن قلما يفكر أحدنا أن يعالج نفسه بالعسل بشكل كامل. وسبب ذلك أننا لم نطلع على ما كشفه علماء الغرب من طاقة شفائية عجيبة يتميز بها العسل عن أي مادة أخرى في العالم.

ولذلك سوف اسرد لكم بعض وآخر ما وصل إليه الباحثون في مجال الشفاء بالعسل، ونصيحتي المتواضعة: لا تترك بيتك يخلو من العسل، ولو بكمية قليلة، لأن الفوائد التي سنراها عظيمة ومذهلة. ولكن ينبغي أن نشير إلى أن قدماء المصريين ومنذ خمسة آلاف عام استخدموا العسل في علاج الجروح، وأدركوا شيئاً من خصائصه الطبية.

وعندما جاء الإسلام أكد على أهمية العسل حتى إن كلمة (شفاء) وردت في القرآن أربع مرات ثلاثة منها مع القرآن ومرة مع العسل، يقول تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. وقد يقول قائل: مادام القدماء أدركوا أهمية العسل قبل نزول القرآن، فأين الإعجاز؟ وأقول إن القرآن أكد كل ما هو صحيح، وأبعد وصحح كل ما هو خاطئ، وهذا إعجاز بحد ذاته!

والدليل على ذلك أنه لم ترد في القرآن آية واحدة أثبت العلم خطأها، كذلك هناك الكثير من الخرافات السائدة زمن نزول القرآن، فلو كان القرآن من تأليف بشر إذاً لامتزج بخرافات عصره، ولكن عندما نجده دائماً يأتي بالحق فهذا دليل على أنه حق من عند الله تعالى.

والآن لنتأمل بعض الاكتشافات الجديدة حول هذه المادة التي سخرها الله لنا:

وجد الدكتور Molan أن جميع أنواع العسل تتميز بوجود مضادات للجراثيم من النوع القوي، ويقول: إنك لا تجد أي مادة في العالم تشبه العسل في خواصها المطهرة. حيث يفرز النحل مادة hydrogen peroxide بواسطة أنزيمات خاصة، وهذه المادة معروفة بخصائصها المعقمة.

كما أثبت هذا الباحث بعد تجارب استمرت عشرين عاماً أن العسل له طاقة كبيرة في علاج الإمساك المزمن، وبدون أية آثار جانبية. ويقول إن أدواتي الطبية التي أحملها معي في حقيبة العلاج هي مجرد ضمادات وعسل! ويقوم الدكتور Molan بعلاج الكثير من الأمراض بالعسل فقط دون أي شيء آخر! ويقول:

"إن للعسل تأثيراً مذهلاً في علاج الحروق والتقيح، ويمكن تطبيقه مباشرة على الحروق فيعمل على ترميم الجلد وقتل البكتريا المؤذية، بل يزيل آثار الحروق فتجد العضو المحروق بعد العلاج بالعسل عاد كما كان دون آثار أو ندوب"

هناك تقارب كبير بين النحل وبين البشر، ويؤكد علماء النفس أن الإنسان بطبيعته يميل للمواد الطبيعية في علاج مرضه، ولذلك تجد الإنسان وكأنه قد فُطر على تقبُّل العسل وغيره من المواد الطبيعية أكثر من الأدوية الكيميائية.

بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور Glenys Round اختصاصي أمراض السرطان شيئاً غريباً في العسل! فقد لاحظ أن للعسل تأثيراً مدهشاً في علاج السرطان. ويقول إننا نستعمل العسل في علاج سرطان الجلد حيث يخترق الجلد ويعالج هذه السرطان بشكل تعجز عنه أفضل الأدوية.

كذلك يؤكد أن كل الأدوية وقفت عاجزة أمام علاج القروح ولكننهم تمكنوا أخيراً من شفائها بالعسل. والشيء الذي يؤكده جميع المرضى الذين تمت معالجتهم بالعسل أنهم يحسون بسعادة أثناء العلاج، فلا آثار جانبية، ولا ألم..

لقد حيرت بعض أنواع الجراثيم باحثي الولايات المتحدة الأمريكية ولم يجدوا لها علاجاً، ولكنهم اليوم يحاولون استخلاص المضادات الحيوية الموجودة في العسل لتعقيم المشافي حيث يؤكدون أنها من أفضل المضادات الحيوية!

كما يؤكد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بليون دولار سنوياً على علاج الجروح والحروق، ولو تم الاعتماد على العسل لوفّروا نسبة كبيرة من الأموال. إذاً العسل يوفر المال أيضاً.

كما وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائية في علاج قروح المعدة والتهابات الحنجرة. ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة لتدعم بقاءها وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتتها ويضعفها، مما يساعد الجسم على القضاء عليها. وقد قام العلماء مؤخراً باكتشاف مادة في العسل تمنع التأكسد وبالتالي تفيد في علاج الكولسترول.

يحوي العسل "المعلومات" التي انتقلت من النحل إلى هذا العسل أثناء إنتاجه، هذه المعلومات موجودة في رحيق الأزهار حيث تتفاعل داخل بطون النحل وتعدَّل ويزداد مفعولها لتكون جاهزة للاستفادة منها، وهنا يكمن سر الشفاء بالعسل. فالله تعالى زود كل نحلة ببرامج موجودة في خلايا دماغها ولذلك هي تقوم بخطة مرسومة لها مسبقاً وهو ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) [النحل: 68]. فهو إذاً طريق مرسوم ووحي من الله بأسلوب نجهله نحن البشر!

ولذلك يعجب العلماء من الطاقة الخفية الموجودة في العسل والتي تستطيع شفاء الأمراض المستعصية، ويتساءلون: كيف يحدث الشفاء؟ ما هو الشيء الذي يقوم به العسل داخل خلايا جسدنا فنجد أن السرطان يتوقف بشكل مفاجئ، ونجد أن الكثير من البكتريا يتوقف نموها في الجسم، ونجد أن الجهاز المناعي ينشط ويصبح أكثر فاعلية.... ما الذي يحدث؟ لا أحد لديه الإجابة.

ولكننا بقليل من التأمل في هذا القرآن وتحديداً في قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69]، سوف نجد أن الله تعالى أودع في هذا العسل قوة شفائية من كلامه عز وجل من كلمة (وَأَوْحَى)، فلذلك من الضروري أن نقرأ على العسل قبل أن نتناوله سواء للعلاج أو للغذاء.

على الرغم من الأعداد الكبيرة من النحل والتي تساهم في صناعة قالب العسل، إلا أننا لا نجد أي تصادم أو خلل في عملها، ويعجب العلماء من دقة التنظيم، وأين تعلموا هذه المبادئ، وكيف يتمكن النحل من أداء كل هذه المهام ببراعة دون أن يخضع للتدريب، فالنحلة منذ ولادتها "مبرمجة" لتقوم بهذا العمل: ألا يشهد ذلك على قدرة الخالق عز وجل؟

يحتوي العسل على فيتامين (ب1) الذي يفيد في التهاب الأعصاب وتنميل الأطراف. كما يحتوي العسل على الفيتامين (ب2) المفيد لعلاج قرحة الفم وتشقق الشفاه والتهاب العين. كما يحتوي العسل على عدد من المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمغنزيوم والحديد والنحاس والفوسفور والكبريت وهذه المجوعة تساعد على تهدئة الحالة النفسية لدى المريض المصاب باضطرابات نفسية.

والعسل له حضور مهم جداً عند الأطفال الرضع ووقايتهم من فقر الدم والكساح ولعلاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، ولكن يجب أن يتناولوا كميات صغيرة منه بالنسبة للأطفال دون العام.. كما أن مضغ القليل من شمع العسل مع العسل الصافي يساعد على علاج الزكام والتهاب الحلق والسعال، ولشفاء الجيوب الأنفية وحساسية الأنف. كما يستفاد من العسل في معالجة الإرهاق العضلي والتشنجات العضلية. كذلك يفيد العسل في علاج أمراض الكبد وحالات التسم.

تربي النحلة أولادها بعناية فائقة، وبنفس الوقت تقوم بإنتاج العسل، ويقول العلماء إن النحل يمتلك في دماغه برنامجاً معقداً لا يمكن للمصادفة أ، تصنع مثل هذا البرنامج الذي يتفوق على البشر في بعض مزاياه، فالنحلة مربية ماهرة تعتني بالبيض ثم تقدم لليرقات الغذاء والحماية والرعاية حتى تكبر وتنمو، وسبحان الله! على الرغم من كل هذه الآيات نجد من ينكر وجود الله تعالى!

أمراض يشفيها العسل

- يمكن علاج الأرق وقلة النوم شرب كأس ماء مذاب فيه ملعقة من العسل قبل النوم، فقد وجد بعض الباحثين تأثيراً مهدئاً لشراب العسل.

- يمكن استعمال العسل لعلاج تشقق الشفاه، وعلاج الجلد المتجعد، أي لتجميل وتنشيط الجلد المترهل.

- ملعقة عسل كل يوم قد تقيك من نوبة قلبية قاتلة، هذا ما يؤكده الباحثون من خلال الدراسات الجديدة على العسل، حيث لاحظوا أنه يساهم في تنظيم عمل القلب.

- وفي بحث حديث جداً نصح وجد الأطباء أن تناول ملعقة من العسل كل يوم يعالج السعال المزمن، بشكل أفضل من الأدوية الكيميائية المعروفة.

- بحث آخر وجد أنه حيث تعجز الأدوية الكيميائية عن علاج الربو والتهابات الرئتين والمجاري التنفسية، فإن العسل أثبت قدرته الكبيرة على الشفاء!

- لعلاج التوتر النفسي والتهاب الأعصاب والاضطرابات المختلفة في أنظمة عمل الجسد، فإن العسل له طاقة عجيبة في تنظيم وتخفيف هذه الاضطرابات وتهديء الحالة النفسية.

- لعلاج التهابات اللثة وتسوس الأسنان، فقد أثبتت بعض التجارب الشعبية أن تدليك اللثة بالعسل يقوي اللثة الضعيفة وينشط حركة الدم ويقتل البكتريا المؤذية في الفم.

- لعلاج الضعف الجنسي وأمراض العقم، فقد أثبتت بعض التجارب أن للعسل مفعول في تنشيط وتنظيم الحالة الجنسية لدى الرجل والمرأة على حد سواء، كذلك هناك بعض الأبحاث بينت الدور المهم للعسل في علاج العقم.

- إذا كنتَ تعاني من حساسية ما فعليك بتناول القليل من شراب العسل وذلك بعد قراءة القرآن عليه بصوت مسموع وبخشوع وتأمل، وبعد فترة يمكن أن تصل إلى ثلاثة أشهر سوف تجد أن الحساسية التي عجز الطب عن علاجها سوف تخف كثيراً بإذن الله تعالى.

في كتاب الله نجد أن المادة الغذائية الوحيدة التي وصفها الله تعالى بأن فيها شفاء للناس هي العسل. يقول عز وجل: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) [النحل: 69]. وإذا تتبعنا الاكتشافات الحديثة نجد أن العسل يستخدم حديثاً في علاج الحروق والجروح المتقيحة وعلاج أمراض الجلد والحفاظ على صفاء ونقاء البشرة وعلاج الكلف والنمش. كذلك يفيد العسل في منع تساقط الشعر وعلاج تلف هذا الشعر. بالإضافة إلى فائدته في التهابات الأمعاء وكثير من أنواع السرطان.

الإعجاز في القرآن والسنة

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رجلاً جاء إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلاً.فسقاه ثم جاء فقال: إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلاً، فقـال: لقد سقيته فلـم يزده إلا استطلاقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله وكذب بطن أخيك) فسقاه فبرأ. يقرر هذا الحديث الشريف فائدة العسل في علاج أمراض الجهاز الهضمي.

إن كلمة (الاستطلاق) الواردة في نص الحديث الشريف هي ما نسميه اليوم بالإسهال. وقد ثبت بالتجارب أن العسل يقتل الجراثيم على مختلف أنواعها لاسيما التي تستوطن الجهاز الهضمي، لذلك له أثر فعال في علاج الإسهال كما يساعد على علاج قرحة المعدة والتئام هذه القرحة خلال فترة قصيرة. وكذلك يعالج الإمساك! وهذا من المفعول المزدوج للعسل، لأن العسل ببساطة يقوم بتنظيم حركة الأمعاء بل ويؤثر على خلايا هذه الأمعاء بما يحويه من "معلومات" أودعها الله بداخله.

وأخيراً نتذكر قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي) [رواه البخاري]. وعن ابن مسعود رصي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالشفائين العسل والقرآن) [رواه ابن ماجه في سننه]. ولا ننسى قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].

وأنصح يا أحبتي أن نلجأ إلى الشفاء بالعسل والقرآن وهذا ما نصحنا به النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه، فنكون بذلك قد أخذنا أسباب الشفاء. وقد وجدتُ بالتجربة أننا عندما نقرأ على العسل المذاب بالماء (شراب العسل) سورة الفاتحة سبع مرات وقوله تعالى (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) سبع مرات أيضاً فإن هذا الشراب سيتأثر بتلاوة القرآن وتزداد فاعليته بإذن الله ويصبح أكثر قدرة على الشفاء، والله أعلم.

ــــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com

 

1- Harnessing honey's healing power, www.bbc.co.uk, 8 June 2004.

2- Doctors turning sweet on healing with honey, www.cnn.com, March 8, 2000.

3- Healing Honey: The Sweet Evidence Revealed, www.sciencedaily.com, Apr. 7, 2006.

4- The Evidence Supporting the Use of Honey as a Wound Dressing, The International Journal of Lower Extremity Wounds.

5- Honey, Wikipedia.

6- The evidence for honey promoting wound healing, The University of Waikato.

7- Zumla A, Lulat A. Honey - a remedy rediscovered. J R Soc Med 1989.

8- Wood B, Rademaker M, Molan PC. Manuka honey, a low cost leg ulcer dressing. N Z Med J 1997.

9- Articles About Healing Properties of Honey, www.HoneyO.com

 

 

العسل .. دواء شافي
 
 قال تعالى : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:67،68)

 

الإعجاز العلمي :

1.  ذكر القرآن أنه يخرج من بطون النحل شراب مختلف ألوانه ومن المتعارف عليه أن للعسل أربعة ألوان وقد أثبت العلم أن اختلاف كل من تركيب التربة والمراعي التي يسلكها النحل يؤثر تأثيراً كبيراً في لون العسل، فالعسل الناتج من رحيق أزهار القطن ـ مثلاًـ يكون قاتماً، بخلاف عسل أزهار البرسيم الذي يكون فاتح اللون، وعسل شجر التفاح ذي اللون الأصفر الباهت، وعسل التوت الأسود ذي اللون الأبيض كالماء، وعسل أزهار النعناع العطري ذي اللون العنبري، وغير ذلك .

2.    ذكر القرآن أن فيه أي العسل شفاء للناظرين :

و حتى نبين ذلك يجب أولاً أن نذكر التركيب الكيماوي للعسل :

 

التركيب الكيماوي للعسل :

ومهما يكن من أمر اختلاف لون العسل .. فانه بجميع ألوانه يحتوي على المركبات التالية :

1 ـ الغلوكوز ( سكر العنب ) : و هو يوجد بنسبة 75%و السكر الأساسي الرئيسي الذي تسمح جدران الأمعاء بمروره إلى الدم .. على عكس بقية الأنواع من السكاكر ـ و خاصة السكر الأبيض المعروف علمياً بسكر القصب ـ التي تتطلب من جهاز الهضم إجراء عمليات متعددة ، من التفاعلات الكيماوية ، و الاستقلابات الأساسية ، حتى تتم عملية تحويلها إلى سكاكر بسيطة أحادي كالغليكوز ـ يمكن الدم امتصاصها من خلال جدر الأمعاء .

هذا و إن سكر ( الغليكوز ) الذي في العسل .. بالإضافة إلى كونه سهل الامتصاص .. فإنه سهل الادخار

ذلك أنه يتجه بعد الامتصاص إلى الكبد مباشرة فيتحول إلى غلوكوجين ، يتم ادخاره فيه لحين الحاجة .. فإذا ما دعت الضرورة لاستخدامه .. يعاد إلى أصله ( غلوكوز) يسير مع الدم ، ليستخدم كقوة محركة في العضلات .

و من الملاحظ أن القيمة الحرارية للعسل مرتفعة جداً ، لاحتوائه على الغلوكوز .. و قد ثبت أن كيلوغراماً واحداً من العسل يعطي 3150حريرة .

2 ـ بعض الأحماض العضوية بنسبة 0,08 % ثمانية إلى عشرة آلاف .

3 ـ كمية قليلة من البروتينيات .

4 ـ عدد لا بأس به من الخمائر الضرورية لتنشيط تفاعلات الاستقلال في الجسم ، و تمثيل الغذاء ..و نستطيع أن نتبين الأهمية الكبرى لهذه الخمائر التي توجد في العسل إذا ما عرفنا و وظائفها المبينة فينا يلي :

أ . خميرة ( الأميلاز ) : و هي التي تحول النشاء الذي في الخبز و مختلف المواد النشوية ، إلى سكر عنب ( غلوكوز ) .

ب . خميرة ( الأنفزتاز) : و هي التي تحول سكر القصب ( السكر العادي ) إلى سكاكر أحادية ( غلوكوز وفراكتوز) يمكن امتصاصها في الجسم.

جـ .خميرتا ( الكاتالاز ) و ( البيروكسيداز ) : الضروريتان في عمليات الأكسدة و الإرجاع التي في الجسم .

د . خميرة ( الليباز) : الخاصة بهضم الدسم و المواد الشحمية .

5 . أملاح  معدنية بنسبة 0.018 % و على الرغم من ضآلة آلة نسبتها ، فإن لها أهمية كبرى ، بحيث تجعل العسل غذاء ذا تفاعل قلوي .. مقاوماً للحموضة .. له أهمية كبرى في معالجة أمراض الجهاز الهضمي المترافقة بزيادة كبيرة في الحموضة و القرحة .

و من أهم العناصر المعدنية التي في العسل : البوتاسيوم و الكبريت و الكالسيوم و الصوديوم و الفوسفور و المنغزيوم و الحديد والمنغنيز ... و كلها عناصر معدنية ضرورية لعملية بناء أنسجة الجسم الإنساني و تركيبها .

6 . كميات قليلة من الفيتامينات لها وظائف حيوية ( فيزيولوجية ) مهمة ، نفصلها على الشكل التالي :

 أ ـ فيتامين ب1  وهو وجود بنسبة 0,15% ملغ / لكل كيلو غرام  من العسل وله دور أساسي في عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم ، و لا سيما بالنسبة للجملة العصبية .

ب ـ فيتامين ب 2  : و يوجد بنسبة 1.5 نلغ / كغ .. و هي النسبة نفسها التي يوجد بها في لحم الدجاج ..

و هو يدخل في تركيب الخمائر المختلفة التي تفرزها الغدد في الجسم .

جـ . فيتامين ب3 : بنسبة 2 ملغ / كغ ... و هو فيتامين مضاد لالتهابات الجد .

د ـ فيتامين ب5 : بنسبة 1 ملغ / كغ .

هـ ـ فيتامين بث : المضاد النزيف .

و ـ فيتامين حـ  : بنسبة 50 ملغ / كغ .. وهو من مناعة الجسم و مقاومته للأمراض .

7 ـ حبيبات غروية وزيوت طيارة ، تعطيه رائحة وطعماً خاصاً .

8 ـ مواد ملونة تعطيه لونه الجميل .

 

* * *

 

الشفاء في العسل :

 بعد أن تعرفنا على التركيب الكيماوي للعسل ، و أهمية مركباته للإنسان .. نستطيع أن نخوض في خواصه العلاجية ، مع شيء من الإيجاز، مع شيء من الإيجاز و التبسيط ، ويمكننا أن نجمل ذلك في الملاحظات التالية :

 أولاً ـ إن أهم خواص العسل أنه وسط غير صالح لنمو البكتيريات الجرثومية و الفطريات ... لذلك فهو قاتل للجراثيم ، مبيد لها أينما وجد ...

على عكس ما شاع في الولايات المتحدة منذ ثلاثين سنة من أن العسل ينقل الجراثيم ، كما ينقلها الحليب بالتلوث .

و لقد قام طبيب الجراثيم ( ساكيت ) باختبار اثر العسل على الجراثيم ، بالتجربة العلمية .. فزرع جراثيم مختلفة الأمراض في العسل الصافي .. و أخذ يترقب النتائج ..

و كانت دهشته عظيمة .. عندما رأى أن أنواعاً من هذه الجراثيم قد ماتت خلال بضع ساعات .. في حين أن أشدها قوة لم تستطع البقاء حية خلال بضعة أيام !

لقد ماتت طفيليات الزحار ( الديزيتريا) بعد عشر ساعات من زرعها في العسل .. و ماتت جراثيم حمى الأمعاء ( التيفوئيد ) بعد أربع و عشرين ساعة .. أما جراثيم الالتهاب الرئوي .. فقد ماتت في اليوم الرابع .. و هكذا لم تجد الجراثيم في العسل غلا قاتلاً و مبيداً لها !!

 كما أن الحفريات التي أجريت في منطقة الجزة بمصر .. دلت على وجود إناء ، فيه عسل ، داخل الهرم ، مضى عليه ما ينوف على ثلاثة آلاف وثلاثمائة عام ..  و على الرغم من مرور هذه المدة الطويلة جداً ، فقد ظل العسل محتفظاً ، لم يتطرق إليه الفساد ... بل إنه ظل محتفظاً بخواصه ، لم يتطرق إليه الفساد .. بل إنه ظل محتفظاً حتى بالرائحة المميزة للعسل !!

ثانياً ـ إن العسل الذي يتألف بصورة رئيسة من الغلوكوز( سكر العنب ) يمكن استعماله في كل الاستطبابات المبنية على الخواص العلاجية للغليوكز .. كأمراض الدورة الدموية، و زيادة التوتر و النزيف المعوي ، وقروح المعدة ، و بعض أمراض المعي في الأطفال ، و أمراض معدية مختلفة مثل التيفوس و الحمى القرمزية و الحصبة و غيرها .. بالإضافة إلى أنه علاج ناجح للتسمم بأنواعه .

هذا .. و إن الغلوكوز المدخر في الكبد ( الغلوكوجين ) ليس ذخيرة للطاقة فحسب .. بل إن وجود المستمر ، في خلايا الكبد ، و بنسبة ثابتة تقريباً ، يشير إلى دوره في تحسين و بناء الأنسجة و التمثيل الغذائي .

و لقد استعمل الغليكوز حديثاً ، و على نطاق واسع ، ليزيد من معاونة الكبد للتسمم .

 

ثالثاً ــ في علاج فقر الدم :

 يحتوي العسل على عامل فعال جداً له تأثير كبير على الخضاب الدموي ( الهيموغلوبين ) ولقد جرت دراسات حول هذا الأمر في بعض المصحات السويسرية أكدت التأثير الفعال على خضاب الدم حيث ازدادت قوام الخضاب في الدم من 57% إلى 80%في الأسبوع الأول أي بعد أسبوع واحد من المعالجة بالعسل . كما لوحظت زيادة في وزن الأطفال الذين يتناولون العسل الزيادة في الأطفال الذين لا يعطون عسلاًَ . 

رابعاً ــ العسل في شفاء الجروح :

لقد ثبت لدكتور ( كرينتسكي ) أن العسل يسرع في شفاء الجروح .. و علل ذلك المادة التي تنشط نمو الخلايا وانقسامها ( الطبيعي ) .. الأمر الذي يسرع في شفاء الجروح .

و لقد دلت الإحصائيات التي أجريت في عام 1946 على نجاعة  العسل في شفاء الجروح .. ذلك أن الدكتور : ( س . سميرنوف)  الأستاذ في معهد تومسك الطبي .. استعمل العسل في علاج الجروح المتسببة عن الإصابة بالرصاص في 75 حالة .. فتوصل إلى أن العسل ينشط نمو الأنسجة لدى الجرحى الذين لا تلتئم جروحهم إلا ببطء .

و في ألمانيا يعالج الدكتور ( كرونيتز ) و غيره آلاف الجروح بالعسل و بنجاح، مع عدم الاهتمام بتطهير مسبق، و الجروح المعالجة بهذه الطريقة تمتاز بغزارة افرازاتها إذ ينطرح منها القيح و الجراثيم .

و ينصح الدكتور (بولمان) باستعمال العسل كمضاد جراحي للجروح المفتوحة ... و يعرب عن رضاه التام عن النتائج الطيبة التي توصل إليها في هذا الصدد لأنه لم تحدث التصاقات أو تمزيق أنسجة أو أي تأثير عام ضار ..

خامساً ــ العسل علاج لجهاز التنفس :

استعمل العسل لمعالجة أمراض الجزء العلوي من جهاز التنفس ..و لا سيما  ـ التهاب الغشاء المخاطي و تقشره ، و كذلك تقشر الحبال الصوتية .

و تتم المعالجة باستنشاق محلول العسل بالماء الدافئ بنسبة 10%خلال 5 دقائق .

و قد بين الدكتور ( كيزلستين ) أنه من بين 20 حالة عولجت باستنشاق محلول العسل ... فشلت حالتان فقط .. في حين أن الطرق العلاجية الأخرى فشلت فيها جميعاً .. و هي نسبة علية في النجاح كما ترى ..

و لقد كان لقدرة العسل المطهر و احتوائه على الزيوت الطيارة أثر كبير في أن يلجأ معمل ماك     (mak  ) الألماني إلى إضافة العسل إلى المستحضرات بشكل ملموس .

هذا و يستعمل العسل ممزوجاً بأغذية و عقاقير أخرى كعلاج للزكام .. و قد وجد أن التحسن السريع يحدث باستعمال العسل ممزوجاً بعصير الليمون بنسبة نصف ليمونه في 100غ من العسل .

سادساً ــ العسل وأمراض الرئة :

استعمل ابن سينا العسل لعلاج السل في أطواره الأولى .. كما أن الدكتور ( ن. يورش ) أستاذ الطب في معهد كييف يرى أن العسل يساعد العضوية في كفاحها ضد الإنتانات الرئوية كالسل و خراجات الرئة و التهابات القصبات و غيرها .. و على الرغم من أن البيانات الكثيرة للعلماء تشهد بالنتائج المدهشة للعسل ، في علاج السل .. فإنه لا يوجد دليل على وجود خواص مضادة للسل في العسل .. و لكن من المؤكد أن العسل يزيد من مقاومة الجسم عموماً .. الأمر الذي يساعد على التحكم في العدوى .

سابعاً ــ العسل و أمراض القلب :

عضلة القلب .. التي لا تفتأ باستمرار على حفظ دوران الدم ، و بالتالي تعمل على سلامة الحياة .. لا بد لها من غذاء يقوم بأودها .

و قد تبين أن العسل ، لوفرة ما فيه من ( غلوكوز) ، يقوم بهذا الدور ... و من  هنا وجب إدخال العسل في الطعام اليومي لمرض القلب .

ثامناً ــ العسل و أمراض المعدة و الأمعاء :

إن المنطق الأساسي لاستعمال العسل كعلاج لكافة أمراض المعدة و الأمعاء المترافقة بزيادة في الحموضة، هو كون العسل ، غذاء ذا تفاعل قلوي .. يعمل على تعديل الحموضة الزائدة .ففي معالجة قروح المعدة و الأمعاء .. ينصح بأخذ العسل قبل الطعام بساعتين أو بعده بثلاث ساعات ..

و قد تبين أن العسل يقضي على آلام القرح الشديدة ، و على حموضة الجوف ، و القيء .. و يزيد من نسبة( هيموغلوبين) الدم عند المصابين بقرح المعدة و الاثنى عشري .

و لقد أثبتت التجربة اختفاء الحموضة بعد العلاج بشراب العسل .كما أظهر الكشف بأشعة رونتجن      ( التصوير  الشعاعي ) اختفاء التجويف القرحي في جدار المعدة ، لدى عشرة مصابين بالقرحة من أصل أربعة عشر مريضاً .. و ذلك بعد معالجتهم بشراب العسل ، لمدة أربعة أسابيع .. و هي نسبة ، في الشفاء ،عالية معتبرة .

تاسعاً ــ العسل لأمراض الكبد :

إن كافة الحوادث الاستقلالبية تقع في الكبد تقريباً .. الأمر الذي يدل على الأهمية القصوى لهذا العضو الفعال ..

 و قد ثبت بالتجربة .. أن ( الغلوكوز ) الذي هو المادة الرئيسية المكونة للعسل ، يقوم بعمليتين اثنتين :

1 . ينشط عملية التمثيل الغذائي في الكبد .

2 . ينشط الكبد لتكوين الترياق المضاد للبكتريا .. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مقاومة الجسم للعدوى .

كما أنه تبين أن العسل أهمية كبيرة في معالجة التهاب الكبد و الآلام الناتجة عن حصوات الطرق الصفراوية .

عاشراً ــ العسل و أمراض الجهاز العصبي :

إن هذه الخاصة نابعة أيضاً ، من التأثير المسكن للغلوكوز في حالات الصداع ، و الأرق ، و الهيجان العصبي .. و لقد لاحظ الأطباء الذين يستعملون العسل في علاج الأمراض العصبية ، قدرته العالية على إعطاء المفعول المرجو .

حادي عشر ــ العسل للأمراض الجلد و الأرتيكاريا ( الحكة ) :

نشر الباحثون العاملون في عيادة الأمراض الجلدية ، سنة 1945 ، في المعهد الطبي الثاني ، في موسكو .. مقالة عن النجاح في علاج سبعة و عشرين مريضاً ، من المصابين بالدمامل و الخراجات ... ثم شفاؤهم بواسطة استعمال أدهان كمراهم .

 و لا يخفى ما للادهان بالعسل ، من أثر في تغذية الجلد ، و إكسابه نضارة و نعومة .

ثاني عشر ــ العسل لأمراض العين :

استعمل الأطباء ، في الماضي ، العسل .. كدواء ممتاز لمعالجة التهاب العيون .. و اليوم .. و بعد أن اكتشف أنواع كثيرة من العقاقير و المضادات الحيوية ، لم يفقد العسل أهميته .. فقد دلت الإحصائيات على جودة  العسل في شفاء التهاب الجفون و الملتحمة ، و تقرح القرنية ، و أمراض عينية أخرى .

و من أكثر المتحمسين الاستطباب بمراهم العسل ، الأساتذة الجامعيون في منطقة( أوديسا) في الاتحاد السوفيتي ، و خصوصاً ،الأستاذ الجامعي ( فيشر ) و الدكتور  ( ميخائيلوف ) .. حتى إن تطبيب أمراض العين بمراهم العسل انتشر في منطقة        ( أوديسا ) كلها .

و قد كتب الدكتور( ع . ك . أوساولكو) مقالاً ضمنه مشاهدته و تجاربه في استعمال العسل لأمراض العين ، و قد أوجز النتائج التي توصل إليها بالنقاط التالية ك

1 ـ يبدي العسل بدون شك تأثيراً ممتازاً على سير مختلف آفات القرنية الالتهابية ، فكل الحالات المعندة على العلاج العادية و التي طبقنا فيها المرهم ذا السواغ العسلي تحسنت بسرعة غريبة . كما أن عدداً من حادثات التهاب القرنية على اختلاف منشئه ، أدى تطبيق العسل صرفاً فيها إلى نتائج طبية .

 2 ــ يمكننا أن ننصح باستعمال العسل باستعمال العسل كسواغ من أجل تحضير معظم المراهم العينية باعتبار أن للعسل نفسه تأثيرات ممتازة على سير جميع آفات القرنية .

3 ــ من المؤكد أن ما توصلنا إليه من نتائج يدعوا المؤسسات الصحية كافة و التي تتعاطى طب العيون أن تفتح الباب على مصراعيه لتطبيق العسل على نطاق واسع في معالجة أمراض العيون .

ثالث عشر ــ العسل و مرض السكري:

نشر الدكتور ( دافيدرف ) الروسي عام 1915 خلاصة لأبحاثه في استعمال العسل لمرض السكر ..فبين ما خلاصته أن استعمال العسل لمرض السكر مفيد جداً في الحالات التالية :

1 . كنوع من الحلوى ليس منها ضرر.

2 . كمادة غذائية تضاف إلى نظام المريض الغذائي .. إذ أن تناول العسل ، لا يسعر بعده ، بأي رغبة في تناول أي نوع من الحلوى المحرمة عليه .. و هذا عامل مهم في الوقاية .

3 . كمادة مانعة لوجود مادة ( الأسيتون ) الخطرة في الدم .. إذ أن ظهور   ( الأسيتون ) في الدم يحتم استعمال السكريات ، و أتباع نظام أكثر حرية في الغذاء ، على الرغم من مضارها للمريض .. و ذلك للحيلولة دون استمرار وجوده .. و العسل باعتباره مادة سكرية يعمل على الحؤول دون وجوده .

4 . كمادة سكرية .. لا تزيد ، بل على العكس تنقص من إخراج سكر العنب و اطراحه .... و قد تم تفسير ذلك عملياً بعد أن تم اكتشاف ( هرمون ) مشابه ( للأنسولين ) في تركيب العسل الكيميائي .

هذا و قد بين الدكتور ( لوكهيد ) .. الذي كان يعمل في قسم الخمائر بأوتاوا ، عاصمة كندا ، أن بعض الخمائر المقاومة للسكر ، و غير الممرضة للإنسان.. تظل تعيش في العسل .

رابع عشر ــ العسل و اضطرابات طرح البول :

يرى الدكتور ( ريمي شوفان ) أن الفركتوز ( سكر الفواكه ) الذي يحتوي العسل على نسبة عالية منه ـ يسهل الإفراز البولي أكثر من الغلوكوز ( سكر العنب ) ، و أن  العسل أفضل من الاثنين معاً ، لما فيه من أحماض عضوية و زيوت طيارة و صباغات نباتية تحمل خواص فيتامينية .

و لئن كثر الجدل حول العامل الفعال الموجود في العسل الذي يؤدي إلى توسيع الأوعية الكلوية و زيادة الإفرازات الكلوي ( الإدرار ) ، إلا أن تأثيره الملحوظ لم ينكره أحد منهم ، حتى إن الدكتور ( ساك ) بين أن إعطاء مئة غرام ثم خمسين غراماً من العسل يومياً أدى إلى تحسين ملموس ، وزوال كل من التعكر البولي و الجراثيم العضوية .

 

خامس عشر ــ العسل و الأرق و أمراض الجهاز العصبي :

لقد أثبتت المشاهدات السريرية الخواص الدوائية للعسل قي معالجة أمراض الجهاز العصبي فقد بين البروفيسور ( ك . بوغوليبوف) و ( ف . كيسيليفا) نجاح المعالجة بالعسل لمريضين مصابين بداء الرقص ( و هو عبارة عن تقلصات عضلية لا إرادية تؤدي إلى حركات عفوية في الأطراف ) ففي فترة امتدت ثلاث أسابيع أوقفت خلالها كافة المعالجات الأخرى حصل كل من المريضين على نتائج باهرة  .. لقد استعادا نومهما الطبيعي وزال الصداع و نقص التهيج و الضعف العام .

سادس عشر : العسل و مرض السرطان :

لقد ثبت لدى العلماء المتخصصين أن مرض السرطان معدوم بين مربي النحل المداومين على العمل بين النحل و لكنهم حاروا في تفسير هذه الزاهرة ..

 فمال بعضهم إلى الاعتقاد بأن هذه المناعة ضد مرض السرطان ، لدى مربي النحل .. كردها إلى سم النحل .. الذي يدخل مجرى الدم ، باستمرار ـ نتيجة لما يصابون به من لسع النحل أثناء عملهم .

و مال آخرون إلى الاعتقاد بان هذه المناعة هي نتيجة لما يتناوله مربو النحل من العسل المحتوي على كمية قليلة من الغذاء الملكي ، ذي الفعلية العجيبة ، و كمية أخرى من حبوب اللقاح .

و لقد مال كثير من العلماء إلى الرأي الثاني .. خصوصً بعد ما تم اكتشافه من أن نحل العسل ، يفرز بعض العناصر الكيماوية على حبوب اللقاح ، تمنح انقسام خلاياها .. و ذلك تمهيداً لاختزانها في العيون السداسية إن هذه المواد الكيماوية الغريبة ، التي تحد من انقسام حبوب اللقاح ، و التي يتناولها الإنسان بكميات قليلة جداً مع العسل .. لربما لها أثر كبير في الحد من النمو غير الطبيعي لخلايا جسم الإنسان .. و بالتالي منع الإصابة بمرض السرطان .

و على كل حال .. ما زالت الفكرة مجرد شواهد و ملاحظات .. لم يبت العلم فيها بشيء .. شأنها في ذلك شأن الكثير من الملاحظات التي لم يبت فيها .. و لا يزال مرض السرطان لغزاً يحير الأطباء .. و يجهد الدارسين ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌.

سابع عشر : العسل و الأمراض النسائية :

إقياء الحامل وحالات الغثيان التي تصاب بها أمور أرقت الأطباء ..

لقد أجهدهم إيجاد الدواء المناسب ، حتى أن الطب النفسي قد خاض غمار تطبيب هذه الحالات ، على الرغم من عدم جدواه في ذلك بسب طول مدة المعالجة و غلاء كلفة المادة .

و لقد توصل حديثاً بعض العلماء إلى استعمال حقن وريدية تحتوي عل 40% من محلول العسل ـ الصافي كان لها أثر فعال في الشفاء، هذا و قد تبين أن إدخال العسل في الراتب الغذائي للمرأة الحامل يؤدي دوراً كبيراً في مساعدتها أثناء فترة الحمل .

ثامن عشر ـ العسـل غـذاء مثـالــي :

إن العسل غذاء مثالي لجسم الإنسان ، يقيه الكثير من المتاعب ، التي تجلبها له الأغذية الاصطناعية الأخرى ..

و إن القيمة الغذائية للعسل تكمن في خاصتين اثنتين متوفرتين فيه : 1 . إن العسل غذاء ذو تفاعل قلوي .. يفيد في تطرية و تنعيم جهاز الهضم .. و تعديل شيء من الحموضة الناتجة عن الأغذية الأخرى .

2 . إن العسل يحوي على مضادات البكتريا ( الجراثيم ) .. فهو بذلك يحمس الأسنان من نقص الكالسيوم ،و بالتالي يحول دون النخر .. على نقيض السكاكر الأخرى ، التي تحلل بقاياها بواسطة البكتريا .. الأمر الذي يؤدي إلى تكوين أحماض ، منها اللبن ، الذي يمتص الكالسيوم من الأسنان تدريجياً .. فيحدث النخر فيها .

تاسع عشر ــ العسل غذاء جيد للأطفال و الناشئين :

يعمل على تغذية الطفل و لقد جرب الأثر الفعال للعسل على الأطفال في بعض المصحات السويسرية حيث جرى تقسيم الأطفال إلى ثلاث فئات : قدم للفئة الأولى نظام غذائي اعتيادي و قدم للفئة الثانية النظام السابق نفسه مضافاً إليه العسل و قدم للفئة الثالثة النظام الغذائي نفسه للفئة الأولى مع إضافة أدوية مختلفة عوضاً عن العسل لزيادة الشهية أو لرفع نسبة الخضاب فأعطت الفئة الثانية التي أعطيت عسلاً أحسن النتائج بالنسبة للحالة العامة ، و أعلى زيادة في الوزن و أعلى نسبة لخضاب الدم و يرى الدتور ( زايس ) أن المواد الفعالة في العسل التي تؤثر على قوام الخضاب هي ما يحويه العسل من مواد معدنية كالحديد و النحاس و المنغنيز .

المصدر :

 نقلاً عن كتاب النحلة تسبح الله  تأليف الدكتور محمد حسن الحمصي   

 

[1] سورة النحل آية 69

[2] أخرجه ابن ماجة في المستدرك عن ابن مسعود  

[3]  الجامع الصغير للسيوطي 9010

[4] فتح الباري كتاب الأشربة

[5] سنن الترمذي 2164

 

 

سبق علمى لعلماء مصريين فى التوصل إلى ميكانيكية تأثير عسل النحل الجبلى على القلب والأوعية الدموية
 

د. ميران خليل رخا

صورة لخلية نحل بري

فسيولوجيا القلب و الأوعية الدموية

 mirankhalil@hotmail.com

عسل النحل فى القرآن الكريم:

قال تعالى فى كتابه العزيز:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾-”سورة النحل (من الآية 68-69)“.

لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في كتابه الكريم أيَّما تكريم، وبلغ هذا التكريم منتهاه حين خصص الله عز وجل سورة من سور القرآن الكريم عُرفت باسم سورة النحل.وقارئ سورة النحل يجدها تبسط للعقل والقلب معاً أنواراً باهرة من المعرفة والحكمة الإلهية.ففي كل أية من آياتها دليل واضح على نعمة وأخرى من نعم الله التي لا تُعد ولا تحصى.

وإذا تفكرنا فى هذه الآيات الكريمة فسنجد أن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو هل هناك فائدة من الترتيب في أن الله عز و جل أمر النحل ببناء بيوتها أولاً في الجبال ثم الشجر ثم العرائش التي يصنعها الناس؟ وبطريقةٍ أخرى ماذا يوحي لنا هذا الترتيب وعلى ماذا يدل؟ فلابد أن يكون لكل حرف من حروف القرآن الكريم حكمة ومعنى، ولترتيب الأحرف والآيات معانى وحكم، علمناها أو لم نعلمها.و عموماً عملية ترتيب اتخاذ بيوت النحل هى حكمة ربانية كبيرة.لذا فإني أحاول مجتهده أن أتفهم معكم الحكمة من هذا الترتيب القرآني لهذه الأماكن التي يسكنها النحل.فأقول وبالله التوفيق:قدَّم الله عز و جل الجبال على الشجر، والشجر على البيوت التي يصنعها الناس للنحل، للتنبيه على تفاوت درجات العسل الذي يخرج منها باختلاف سكنها.فأفضل أنواع العسل:العسل الجبلي، ثم عسل المزارع الطبيعية البعيدة عن تواجد الناس، ثم عسل النحل المربَّي في أماكن أعدت له، حيث قد لا يتوفر له الغذاء في كل أوقات السنة، نظراً لكثرته بسبب التربية، مما يضطر أصحاب النحل إلى وضع السكر والغذاء للنحل، فلا يكون عسله حينئذٍ في درجة العسل المتولِّد من الأزهار والثمار، وقد ثبت ذلك علمياً.وللتنبيه أيضاً على قدرة الله تعالى على تذليل الطرق والصعاب لهذه الحشرة الضعيفة، فإنها تعيش في الجبال الأصعب مناخاً، كما تعيش في وسط الأشجار، وفيما يُعد لها من المساكن الخاصة بها، أو في البيوت التي تتخذها وسط بيوت الناس.وقد تكون هناك حكماً أخرى، الله يعلمها وسيكشف العلم لنا ما في القرآن الكريم من أسرار.

وقال تعالى واصفاً ما أعدَّه لعباده المتقين في جنة الخلد:﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾-”سورة محمد (الآية 15)“.

أي صفة الجنة التي وعد الله بها عباده الأبرار وأعدَّها للمتقين الأخيار أن فيها أنهار جاريات من ماءٍ غير متغير الرائحة، وأنهار جاريات من حليبٍ في غاية البياض والحلاوة والدسامة لم يحمض بطول المقام ولم يفسد كما تفسد ألبان الدنيا، وأنهار جاريات من خمرٍ لذيذة الطعم يلتذّ بها الشاربون لأن الخمر كريهة الطعم في الدنيا لا يلتذ بها إِلاَّ فاسد المزاج وأما خمر الجنة فهي طيبة الطعم والرائحة يشربها أهل الجنة لمجرد الإلتذاذ، وأنهار جاريات من عسل في غاية الصفاء وحسن اللون والريح لم يخالطه الشمع أو حبوب اللقاح أو فضلات النحل، ولهم في الجنة أنواعٌ متعددة من جميع أصناف الفواكه والثمار و في ذكر الثمرات بعد المشروب إشارة إِلى أنَّ مأكول أهل الجنة للَّذَّة لا للحاجة، ولهم فوق ذلك النعيم الحسن نعيمٌ روحي وهو المغفرة من الله مع الرحمة والرضوان، وفي الجنة تُرفع عنهم التكاليف فيما يأكلونه ويشربونه بخلاف الدنيا فإِن مأكولها ومشروبها يترتب عليه الحساب والعقاب ونعيم الآخرة لا حساب عليه ولا عقاب فيه.

وفى حقيقة الأمر إذا نظرنا إلى الآية الكريمة بمنظور أكثر عمقاً وحاولنا معاً أن نتفهم ما تشير إليه الآية الكريمة من معانى ضمنية، فسنجد المكانة الرفيعة لعسل النحل تتجلى فى أروع صورها.حيث نجد أن حصر أنهار الجنة فى الماء واللبن والخمر والعسل إنما يدل بشكلٍ مباشر على المنزلة السامية لعسل النحل.فإذا نظرنا إلى أهمية الماء، فسنجد أنه كما قال ربُ العزة جل شأنه فى سورة الأنبياء:﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾، أى أن الماء هو سر الحياة على الأرض.وكذلك إذا نظرنا إلى أهمية اللبن، فسنجد أن الله تبارك وتعالى جعله أول طعام يتغذَّى عليه بنى البشر فى الحياة الدنيا، ولقد أثبت العلم الحديث أن اللبن هو الوحيد من بين الأغذية الذي يحتوي فعلاً على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، ومن ثمَّ يمكن أن يعتمد عليه الطفل إعتماداً كلياً لمدة عامين كاملين.أما بالنسبة للخمر، فيجب أن نقف أولاً عند الفرق الكبير بين خمر الدنيا وخمر الجنة، حيث أن المنافع التي فى خمر الدنيا كما يزعُم شاربوها هى ما يجدونه من اللذة عند شربها وحصول النشوة، وهي منافع قليلة بالقياس إلى المضار الكبيرة من ذهاب الدين والعقل والخصومات والعداوات والصحة والمال.بينما جعل الله عز وجل خمر الجنة جزاءً للمتقين الذين امتثلوا لأوامره فى الدنيا و حرَّموا خمر الدنيا على أنفسهم، فقيَّدها الله تعالى فى الجنة بأنها لذة للشاربين.أما بالنسبة للعسل، فهو معروف بقيمته الغذائية العالية وفوائده الوقائية والعلاجية لكثير من الأمراض، والذي يكفيه من الفخر أن وصفه ربُ العزة في قرآنه العظيم بأنه:﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾.

وبذلك تكون أنهار الجنة قد جمعت بين الماء الذى هو سر الحياة و من ثمَّ الخلود فى الجنة بإذن الله، واللبن كوجبة غذائية متوازنة و متكاملة العناصر الغذائية، والخمر بما فيه من لذة للشاربين كأحد دلالات النعيم المقيم فى الجنة، والعسل كوقاية وحماية من الأمراض و من ثمَّ لا سقيم ولا عليل فى جنة الخلد، والله سبحانه وتعالى أعلم.

عسل النحل فى السنة النبوية:

وردت فى السنة النبوية الشريفة عدة أحاديث تذكر فوائد العسل وتحدد أهميته فى العلاج :

فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« عليكم بالشفاءين:القرآن والعسل » رواه ابن ماجة والحاكم فى صحيحه.

وعنه صلى الله عليه وسلم قال:« تداووا بالقرﺁن والعسل ».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم:« من أراد الحفظ، فليأكل العسل».

وعن الرضا عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إنَّ الله عز وجل جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبياً».

وعن الفردوس، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من شرب العسل، في كل شهر مرة، يريد ما جاء به القرآن، عوفي من سبع وسبعين داء».

وقد جاء في سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:« من لعق العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء».

وقال صلى الله عليه وسلم:« نعم الشراب العسل، يرعى القلب، ويُذهب برد الصدر».

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال:« العسل شفاء، يطرد الريح والحمَّى».

وعن أبي سعيد الخدري عليه السلام قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:« إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اسقه عسلاً، فسقاه ثم جاءه فقال:إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال:ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة.فقال:اسقه عسلاً.فقال:لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسل فسقاه فبرئ» رواه البخارى و مسلم.

وعن ابن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« الشفاء في ثلاثة، شربة عسل وشرطة محجم وكية بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي» رواه البخارى.

وعن جابر بن عبد الله عليه السلام قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:« إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي».

وفي شعب البيهقي عن مجاهد قال:صاحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مكة إلى المدينة، فما سمعته يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث:« إن مثل المؤمن كمثل النحلة، إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع، وكذلك النحلة كل شأنها منافع».

وعن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيب».

وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً، ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد».

وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« المؤمن كالنحلة، وقعت فأكلت طيباً، ثم سقطت ولم تكسر ولم تفسد».

وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره».

وروى مسلم في صحيحه أن عائشة رضى الله عنها قالت:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل.

أول رسالة دكتوراة تتناول تأثير عسل النحل الجبلى على القلب و الأوعية الدموية:

رغم ما ناله عسل النحل من إهتمام الباحثين فى شتى المجالات وعلى مر العصور، ورغم ما أثبتته الأبحاث العلمية المختلفة من الخصائص الوقائية والعلاجية لعسل النحل للعديد من الأمراض، إلا أنه لكان من الغريب بل ومن اللافت للإنتباه أن تخلوا هذه الأبحاث من دراسات متعمقة تبحث فى تأثيرعسل النحل على القلب والأوعية الدموية.

ومن هنا جاءت فكرة تناول هذه الدراسة فى رسالة الدكتوراة التى تقدمت بها إلى كلية العلوم بجامعة قناة السويس للحصول على درجة الدكتوراة فى فلسفة العلوم تحت عنوان:« تأثيرعسل النحل الجبلى الطبيعى على الفسيولوجية المرضية للجهاز القلبى الوعائى ».وتشكَّلت لجنة الإشراف على الرسالة من الأستاذة الدكتورة / زهور إبراهيم نبيل، وكذلك الأستاذة الدكتورة / عايدة أحمد حسين أساتذة فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية بذات الكلية.كما تشكَّلت لجنة الحُكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور/ فتحى عبد الحميد مقلدى أستاذ القلب والأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة قناة السويس، وكذلك الأستاذ الدكتور/ أحمد رفعت محمود أستاذ فسيولوجيا الجهاز العصبى بكلية العلوم بجامعة عين شمس.

 

وتناولت الدراسة تأثيرعسل نحل جبلى طبيعى على الفسيولوجية المرضية للقلب والأوعية الدموية وكذلك محاولة الوصول إلى ميكانيكية هذا التأثير.وجدير بالذكر أنه قد تم الحصول على عينة العسل الجبلى من منطقة محمية سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر.كذلك تُعتبر هذه الدراسة محاولة لإستخدام عسل النحل الجبلى للمساهمة فى علاج بعض حالات الخلل فى وظائف القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى محاولة منع أو تقليل الأعراض الجانبية لبعض العقاقير على الجهاز القلبى الوعائى.كما تم أيضاً إجراء تحليل بيوكيميائى لعينة من عسل النحل الجبلى لمعرفة تركيبه ولمحاولة إيجاد العلاقة بين مكوناته وميكانيكية تأثيره على القلب والأوعية الدموية.وعلى ضوء معرفة التركيب البيوكيميائى لعسل النحل الجبلى يمكن إقتراح التطبيقات العملية لهذا المنتج الطبيعى.وبالفعل قد تم الحصول على النتائج التالية:

أولا: تأثير عسل النحل الجبلى على القلوب المفصولة:

• تمثلت تأثيرات عسل النحل الجبلى (0،5 جرام/مل) على رسم القلب الكهربى لقلوب الضفادع المفصولة فى حدوث نقص فى معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص سرعة التوصيل الأذينى البطينى، كما تسبب عسل النحل الجبلى فى زيادة قوة إنقباض عضلة القلب.

• لم يستطع الأتروبين أو النيكوتين إزالة النقص فى معدل ضربات القلب الناتج عن عسل النحل الجبلى والمصحوب بنقص سرعة التوصيل الأذينى البطينى، بينما أزال الفيراباميل الزيادة الكبيرة فى قوة إنقباض عضلة القلب والناتجة أيضاً عن عسل النحل الجبلي.

 

• وتسبب غمر قلوب الضفادع المفصولة بتركيزات مختلفة من الأدرينالين (10، 50، 100، 200، 300 نانوجرام/مل) فى إحداث حالات مختلفة من الشذوذ الوظيفى لعضلة القلب، وتم ذلك بغرض إحداث السمية القلبية الناتجة عن المركبات الكاتيكولامينية.ولكن تقريباً نجح عسل النحل الجبلى (0،5 جرام/مل) فى إزالة جميع حالات الشذوذ الوظيفى لعضلة القلب والناتجة عن الأدرينالين.

ثانياً:تأثير عسل النحل الجبلى على الجرذان المخدرة:

 

صورة لأحد فئران التجارب

 

• تم تسجيل نقص فى معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص سرعة التوصيل الأذينى البطينى لقلوب الجرذان المخدرة بمادة اليوريثان نتيجة حقنها بعسل النحل الجبلى (5 جرام/كجم) داخل الغشاء البريتونى ولمدة ساعة.بينما لوحظ حدوث نقص غير معنوى فى قوة إنقباض عضلة القلب بالإضافة إلى زيادة غير معنوية أيضاً فى قوة إنبساط عضلة القلب.

• تسببت المعالجة الحادة بعسل النحل الجبلى (5 جرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) أيضاً فى حدوث هبوط فى ضغط الدم الوريدى للجرذان المخدرة، والذى تم إتخاذه كمؤشر لتأثيرعسل النحل الجبلى على النشاط الحركى للأوعية الدموية لحيوانات التجارب الكاملة.

• و فى الجرذان المخدرة أيضاً تسببت المعالجة الحادة بجرعة واحدة من الأدرينالين (100 ميكروجرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) فى حدوث نقص معنوى فى معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص غير معنوى فى سرعة التوصيل الأذينى البطينى لقلوب الجرذان.كما لوحظ أيضاً حدوث زيادة تدريجية وكبيرة فى قوة إنقباض عضلة القلب بالإضافة إلى زيادة غير معنوية فى قوة إنبساط عضلة القلب.

• كما تسببت المعالجة الحادة بالأدرينالين (100 ميكروجرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) أيضاً فى حدوث إرتفاع فى ضغط الدم الوريدى للجرذان المخدرة والذى تم إتخاذه كمؤشر لتأثير النشاط الأدرينيرجى الزائد على النشاط الحركى للأوعية الدموية لحيوانات التجارب الكاملة.

• كذلك نجحت المعالجة بعسل النحل الجبلى (5 جرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) قبل الحقن بالأدرينالين فى حماية الجرذان المخدرة من التغيرات السابق ذكرها لكل من رسم القلب الكهربى وضغط الدم الوريدى والناتجة عن الأدرينالين، بينما نجح عسل النحل الجبلى فى الإحتفاظ بقدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة إنقباض عضلة القلب.

• كما نجحت أيضاً المعالجة بعسل النحل الجبلى (5 جرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتونى) بعد الحقن بالأدرينالين فى تحسين القياسات القلبية الكهربية بالإضافة إلى الخلل الوظيفى فى النشاط الحركى للأوعية الدموية للجرذان المخدرة والناتج عن الأدرينالين، وفى نفس الوقت نجح عسل النحل الجبلى أيضاً فى الحفاظ على الزيادة الحادثة فى قوة إنقباض عضلة القلب والناتجة عن الأدرينالين

ثالثاً:التركيب البيوكيميائى لعسل النحل الجبلى:

• أوضح التحليل البيوكيميائى لعينة من عسل النحل الجبلى أن نسب المكونات الموجودة به تتوافق مع كل من المقاييس الأوروبية وكذلك المقاييس العالمية لتصدير أعسال النحل، والمتمثلة فى:محتوى عسل النحل من الفركتوز والجلوكوز معاً (٫07 50٪)، وكذلك محتوى العسل من السكروز (٫68 7٪)، بالإضافة إلى الحموضة الكلية للعسل (38±2٫83مل مكافىء/كيلو جرام عسل)، ونشاط إنزيم الدياستيز (17±٠٫81 وحدة)في عينة العسل، وقيمة الأس الهيدروجينى (3٫5± ٠٫٠8).

• كما أوضح التحليل البيوكيميائى أن السكريات الموجودة بعسل النحل الجبلى تتكون أساساً من الفركتوز(٫28 27٪) والجلوكوز (٫79 22٪)، بجانب بعض السكريات الأخرى مثل:السكروز (٫68 7٪) والمالتوز ((٫95 2٪) والميليزيتوز (٫46 2٪) والتورانوز (٫97 ٠٪)، ولم يثبت وجود الأيزومالتوز فى العينة، وأيضاً كانت كمية سكر الميليزيتوز الكبيرة نسبياً (٫46 2 ٪) دلالة على وجود عسل الندوة العسلية.

• كذلك أوضح التحليل البيوكيميائى أن عسل النحل الجبلى يُعتبر غنياً بكميات كبيرة من الأملاح المعدنية.بعض هذه العناصر يوجد بكميات وفيره مثل:الكالسيوم (0٫042٪) والبوتاسيوم (0٫039٪) والكلورين (0٫036٪) والصوديوم (0٫014٪)  والحديد (0٫012٪) والمغنيسيوم (0٫010٪)، وأيضاً يحتوى عسل النحل الجبلى على النحاس ولكن بكمية ليست وفيره (0٫002٪)، بينما لم يثبت وجود المنجنيز أوالنيكل فى العينة.كذلك عكست قيمة الأس الهيدروجينى (3٫5± ٠٫٠8) الحموضة الشديدة لعسل النحل الجبلى.
 

• وأوضح التحليل البيوكيميائى أيضاً أن السعة الكلية لمضادات الأكسدة بعسل النحل الجبلى تمثل حوالى  ٫31 19٪، كذلك يمثل كل من الجلوتاثيون و حمض الأسكوربيك حوالي0٫09٪، 0٫01٪  من المكونات الكلية لعسل النحل الجبلى على التوالى، كما سجل إنزيم السوبر أكسيد ديسميوتيز نشاطاً واضحاً بما يعادل  296٫5  وحدة/جرام عسل، بينما سجل إنزيم الكاتاليز نشاطاً أقل بما يعادل 4٫2  وحدة/جرام عسل.
 

رابعاً:ميكانيكية تأثيرعسل النحل الجبلى على القلب و الأوعية الدموية:

• وعلى ضوء ماتم الحصول عليه من نتائج يتضح أن تأثير عسل النحل الجبلى الطبيعى على وظائف القلب ربما يرجع إلى تأثيره المباشر على العضلة القلبية، و كذلك يُمكن إستنتاج أن العناصر المعدنية الموجودة بعسل النحل الجبلى الطبيعى تلعب دوراً أساسياً فى تأثيراته على النشاط الفسيولوجي لعضلة القلب.
 

• ومما سبق ذكره يمكن إعتبار عسل النحل الجبلى الطبيعى كمادة طبيعية ذات نشاط قلبى وقائى و خصائص علاجية مذهلة ضد حالات عديدة قد تؤدى إلى سوء الأداء الوظيفى لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، و خاصة ًالناتجة عن النشاط الأدرينيرجى الزائد.

• وبالتالى يمكن إرجاع كل من الخصائص الوقائية وكذلك العلاجية لعسل النحل الجبلى الطبيعى إلى عاملين رئيسيين:العامل الأول مباشر- عن طريق المحتوى الكبير من السعة الكلية لمضادات الأكسدة، وكذلك الثروة الكبيرة من كل من مضادات الأكسدة غيرالإنزيمية مثل الجلوتاثيون وحمض الأسكوربيك، والإنزيمية مثل السوبر أكسيد ديسميوتيز والكاتاليز، والتى تُعتبر أساسية لميكانيكيات الدفاع عن الجهاز القلبى الوعائى، بالإضافة إلى الكميات الواضحة من العناصر المعدنية وتحديداًً المغنيسيوم والصوديوم والكلورين.العامل الثانى غير مباشر- عن طريق تحسين إفراز أكسيد النيتريك من خلال تأثير حمض الأسكوربيك.

خامساً:أهم التوصيات التى أوصت بها الدراسة:

• يمكن إعتبار عسل النحل الجبلى الطبيعى كمادة طبيعية ذات نشاط قلبى وقائى ضد حالات عديدة قد تؤدى إلى سوء الأداء الوظيفى لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، و خاصة ً الناتجة عن النشاط الأدرينيرجى الزائد.باعتبارعسل النحل الجبلى الطبيعى مادة غذائية غنية بمضادات الأكسدة، والتى تُعتبر أساسية لميكانيكيات الدفاع عن الجهاز القلبى الوعائى.

• من الممكن إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى للمساهمة فى علاج حالات عديدة من الخلل الوظيفى لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، والناتجة عن زيادة إفراز الأدرينالين كهرمون داخلى وكأحد النواقل العصبية الهامة داخل الجسم، والذى قد يُشكل تهديدا ًخفيا ً فى حالة النشاط الزائد للجهاز العصبى الثمبثاوى، والناتج عن الضغوط العصبية والعاطفية المختلفة، والتى أصبحت سمة من سمات هذا العصر.

• يمكن الإستعانة بعسل النحل الجبلى الطبيعى كعلاج تكميلى بجانب الأدرينالين، والمستخدم كمُنشط لعضلة القلب فى حالات فشل القلب الإحتقانى، برغم ما أثبتته الأبحاث العلمية الحديثة من أعراض جانبية خطيرة لهذا العقار، والتى نجح عسل النحل الجبلى الطبيعى فى إزالتها مع الإحتفاظ بقدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة إنقباض عضلة القلب، خاصة ً وأن عسل النحل الجبلى الطبيعى تسبب فى حدوث هبوط فى ضغط الدم الوريدي، والذى بدوره يؤدى إلى تقليل الإحتقان فى الجهاز الوريدى والذى ترجع إليه تسمية الحالة بفشل القلب الإحتقانى.

• من الضرورى بحث إمكانية إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى وحده كمُنشط لعضلة القلب فى حالات فشل القلب الإحتقانى.حيث تسبب إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى على القلوب المفصولة فى زيادة قوة إنقباض عضلة القلب.كما تسبب فى تحسين قدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة إنقباض عضلة القلب فى القلوب المفصولة أيضاً.

• من الممكن إستخدام عسل النحل الجبلى الطبيعى فى السيطرة على بعض حالات الخلل الوظيفى لعضلة القلب مثل الخفقان والزيادة فى معدل سرعة ضربات عضلة القلب وإرتفاع ضغط الدم، والناتجة عن حدوث بعض الأورام فى الغدة الكظرية، والتى بدورها تؤدى إلى زيادة فى إفراز هرمون الأدرينالين و بالتالى إلى أعراض النشاط الأدرينيرجى الزائد.

• ننصح مرضى ضغط الدم المنخفض و المصابين بالنقص فى معدل سرعة ضربات عضلة القلب بالتعامل بحذر شديد جداً مع عسل النحل الجبلى الطبيعى كمادة غذائية، وعمل كافة الفحوصات الطبية اللازمة أولاً قبل تناوله كغذاء، والرجوع فى ذلك الأمر إلى إستشارة السادة الأطباء المعالجين.

سادساً:الأبحاث العلمية التى تم نشرها محلياً وعالمياً :

بعد أن تأكدنا تماماً بما لا يدع مجالاً للشك من أن ما حصلنا عليه من نتائج من خلال الدراسة التى تم تناولها فى رسالة الدكتوراة يُعد بمثابة سبق علمى، وهذا شرف لا ندَّعيه و فضلٌ من الله عز و جل لا ننكره، ولمزيد من التوثيق العلمى قمنا بنشر سلسلة من الأبحاث العلمية المتكاملة والتى تناولت تأثيرعسل النحل الجبلى الطبيعى على القلب والأوعية الدموية بشكل متعمق فى عدد من المجلات الطبية المتخصصة محلياً وعالمياً.

وكان هناك إجماع من جانبى ومن جانب أساتذتي، الأستاذة الدكتورة / زهور إبراهيم نبيل وكذلك الأستاذة الدكتورة / عايدة أحمد حسين أساتذة فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، أن يتم طرح هذا الموضوع وتتم مناقشته علمياً أولاً فى إحدى المحافل العلمية فى بلدنا الغالية مصر لنحفظ بذلك حقها فى هذا السبق العلمي. وبالفعل تمت مناقشة هذا الموضوع من خلال المؤتمر الدولى السنوى لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث، تحت رعاية السيد الأستاذ الدكتور/ هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث.

ومن هذا المنطلق قمنا بنشر أول بحث علمى يتناول تأثير عسل النحل الجبلى الطبيعى على القلب والأوعية الدموية فى المجلة الطبية المصرية والتابعة أيضاً لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث، تحت عنوان:« تأثيرعسل النحل الجبلى الطبيعى على نشاط العضلة القلبية” فكرة عن ميكانيكية التأثير“- دراسة خارج الجسم ».

وبعد ذلك بدأنا فى نشر الأبحاث فى المجلات العلمية الدولية، فقمنا بنشر بحث آخر فى مجلة العلوم الطبية، وهى مجلة طبية عالمية باكستانية، تحت عنوان:« تأثيرعسل النحل الجبلى المضاد للشذوذ الوظيفى لعضلة القلب الناتج عن السمية القلبية المحدثة بالمركبات الكاتيكولامينية ».

ومؤخراً قمنا بنشر بحث علمى آخر فى مجلة أمريكية متخصصة فى مجال التغذية العلاجية وهى مجلة الغذاء الطبى التابعة لجامعة كاليفورنيا، تحت عنوان:« التأثيرات القلبية والوعائية النشطة لعسل النحل الجبلى الطبيعى والمضادة لسوء الأداء الوظيفى لعضلة القلب الناتج عن النشاط الأدرينيرجى الزائد ».ويكفينا فخراً أن جاء فى تقرير لجنة التحكيم الخاصة بالمجلة بأنه من المُتوقع أن يصبح هذا البحث العلمى نموذجاً جيداً لبحث علمى رائد فى مجال تأثير عسل النحل الجبلى الطبيعى على القلب والأوعية الدموية، و أن اللجنة تتوقع أيضاً أن يتم نشر سلسلة من الأبحاث العلمية المُكملة لهذا الموضوع الهام.

الخاتمة :

وأخيراً وليس بآخر أحب أن أؤكد على أن أى سبق لدراسة علمية فى مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة إنما يرجع الفضل فيه إلى ما أوصانا به نبى الرحمة و خير مُعلم للبشرية أجمع والذى لا ينطق عن الهوى بقوله صلى الله عليه و سلم:« تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً، كتاب الله و سنتى ».
 

رغم الحملة الشرسة التى بدأ يتعرض لها علماء المسلمين والباحثون فى مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة من قِبل بعض المعارضين، بحُجة أنه لا يجب إقحام العلم على الدين، متناسون بذلك أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان.ومن وجهة نظرى المتواضعة أن ذلك يعنى أن المقصود هنا بالزمان هو أن القرآن الكريم صالح لكل العصور، أما المقصود بالمكان فقد يكون هو أن القرآن الكريم صالح ليس للمحافل الدينية فقط وإنما للمحافل العلمية أيضاً، وهذا ما أكدته أبحاث الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم على مر العصور، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ومن هذا المنطلق فأنا أدعو علماء المسلمين فى شتى المجالات العلمية المختلفة أن يأخذوا على عاتقهم نُصرة الدين الإسلامى من خلال إبراز مواطن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة.وأن يُعزز ذلك بنشر أبحاثهم العلمية فى هذا المجال فى المجلات العلمية العالمية والمتخصصة، حتى تكون بمثابة دعوة للدين الإسلامى الحنيف، وحتى يكون علماء المسلمين بحق ورثة للأنبياء مصداقاً لقوله صلى الله عليه و سلم:« إن العلماء ورثة الأنبياء ».وفقنا الله وإياكم لنُصرة الدين الإسلامى ورفع لوائه عالياً، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

يمكن التعقيب على المقالة ومراسلة المؤلفة على الإيميل التالي

mirankhalil@hotmail.com

المراجع العلمية
 

1. Rakha M.K., Hussein A.A. and Nabil Z.I. (2003): Influence Of Natural Wild Honey On The Cardiac Muscle Activity “An Approach To Mechanism Of Action”- In Vitro Study. Egyptian Medical Journal of National Research Center, 2: 15-34 (Egypt).

2. Hussein A.A., Rakha M.K. and Nabil Z.I. (2003): Anti-Arrhythmic Effect Of Wild Honey Against Catecholamines Cardiotoxicity. Journal of Medical Sciences, 3(2): 127-136 (Pakistan).

3. Rakha M.K. (2005): Influence Of Natural Wild Honey On The Cardiovascular Pathophysiology. Ph.D. Thesis, Zoology Department, Faculty of Science, Suez Canal University, Ismailia (Egypt).
 

4. Rakha M.K., Nabil Z.I. and Hussein A.A. (2008): Cardioactive And Vasoactive Effects Of Natural Wild Honey Against Cardiac Malperformance Induced By Hyper-Adrenergic Activity. Journal of Medicinal Food, In Press (United States).
 

 

 

نتائج مذهلة للعلاج بالعسل
 

نشرت شبكة (CNN) الإخبارية تقريراً عن نتائج مذهلة للعلاج بالعسل أحببنا إيراده كما هو للفائدة:

شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أكدت دراسة طبية حديثة أن العلاج التقليدي بمنح الأطفال المصابين بالسعال ملعقة من العسل يترك بالفعل الأثر المتوخى منه ويساعدهم على النوم دون مصاعب، وذلك بمعدلات تفوق بصورة واضحة الأدوية المركبة الحديثة.

واثبت التجربة التي اعتمدت على تقارير قدمها الآباء عن حالة أولادهم الصحية أن العسل ترك نتائج أفضل بكثير من سائر العلاجات، وذلك بفعل قدرته على خلق طبقة واقية ومهدئة فوق حناجر الأطفال الحساسة جراء الالتهابات مما يخفف من سعالهم.

وعلق الدكتور إيان بول، وهو الطبيب الذي ترأس الدراسة في جامعة بنسلفانيا، على خلاصة البحث ممازحاً، "ستعتمد الكثير من العائلات على نتائج هذه الدراسة، وسيقرون بأن الجدات كنّ على حق."

وتأتي هذه الدراسة في وقت تحذر فيه الأوساط الطبية من الآثار الجانية لعقاقير أنفلونزا وسعال الأطفال على من هم دون سن السادسة، وقد بادرت، في هذا السياق، بعض دوائر الصحة الأمريكية والغربية إلى سحب عدد من تلك الأدوية من الأسواق.

وأكد عدد من أطباء الأطفال الذين اطلعوا على الدراسة أنهم سيقومون بتقديم هذه المعلومات لأولياء الأمور الراغبين في منح أطفالهم علاجات بديلة، مع تحذيرهم بعدم تقديم العسل للأطفال الذين لم يبلغوا عامهم الأول بعد بسبب إمكانية تسببه بالتسمم في حالات نادرة.

وشملت الدراسة 105 أطفال مصابين بالتهاب الحنجرة، وقد تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات منحت إحداها العسل، فيما منحت أخرى عقاراً بطعم العسل يحتوي مادة "دكستروميثوروفان،" فيما تسلمت المجموعة الثالثة دواء وهمياً، وفقاً لأسوشيتد برس.

وأوضحت الاستمارات التي تم جمعها بعد انتهاء التجربة أن الأطفال الذين تناولوا العسل أظهروا أفضل النتائج بما يتعلق بالسعال خلال النوم.

يذكر أن الدراسة التي ستنشر في إحدى الدوريات العلمية الأمريكية الشهر الجاري ممولة من "المجلس القومي للعسل" التابع بدوره لوزارة الزراعة الأمريكية.

صدق الله سبحانه وتعالى لما قال في كتابه العزيز:(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل : 68 ، 69].

ويقول صلى الله عليه وسلم :( الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار و أنهى أمتي عن الكي) أخرجه البخاري في صحيحه.

المصدر: شبكة CNN الإخبارية 12/4/2007.

http://arabic.cnn.com/2007/scitech/12/4/honey.coughs/index.html

 

 

العسل وأمراض العين
 

د. محمد السقا عيد

ماجستير وأخصائي جراحة العيون

عضو الجمعية الرمدية المصرية

تعتبر النصوص القرآنية والأحاديث التي وردت في شأن العسل من أوائل النصوص التي جزمت بالفوائد المطلقة وبالخواص العلاجية الثابتة لهذا المادة القيمة. يقول الحق تبارك وتعالى (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) (سورة النحل آية) (68 ، 69) .

ويقول في موضع آخر يصف أنهار الجنة والتي وعد الله بها المتقون:

( مثل الجنة التي وعد المتقون، فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهارٌ من لبن لم يتغير طعمه وأنهارٌ من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى)( سورة محمد آية 15 ).

ويقول المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه في حديث ما معناه: (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن) (رياض الصالحين – زاد المعاد لابن القيم).

هذه بعض مصابيح الهداية الربانية التي وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة قد أقرت هذه الحقيقة وأعلنتها على الملأ منذ ما يقرب من ألف وأربعمائة عام.

والآن تعال معي عزيزي القارئ – لكي أطلعك على اجتهادات العلماء واكتشافاتهم لما يحمله ( عسل النحل ) من قيمة غذائية وفوائد صحية.

مكونات العسل :

أكتشف العلماء الآن ما يقرب من سبعين مادة يحتوى عليها العسل من أهمها:

- سكر الفواكه " فركتوز " (Fructose)بنسبة (40%)، وسكر العنب "جلوكوز" (Glucose)بنسبة (30%)، وسكر القصب بنسبة (40%) يحتوى عسل النحل على بعض الخمائر التي تساعد في عمليات الهضم المختلفة … مثل: خميرة الشعرية "Amylase"  … التي تحول النشا إلى سكر .

- خميرة الكاتلاز "  " Catalase والليباز " Lipase " .

- يحتوى عسل النحل على أنواع كثيرة من البروتأهمها:لأحماض الأمينية والعضوية، وكذلك يحتوى على مجموعة من الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب1)، ( ب2 )، ( ب3 ).

- يحتوى العسل على نسبة من الأملاح المعدنية أهمها : أملاح الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد والكلور والكبريت.

- ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر أن العسل يحتوى على مواد مضادة لنمو الجراثيم، كما أكد ذلك فريق من الباحثين.

وإذا سردنا جميع محتويات العسل فسيطول بنا المقام ، ولكن هذه بعض المكونات الهامة التي أكتشفها العلماء .

إذن فالعسل مادة عظيمة التركيب وشديدة التعقيد مازال العلماء يكتشفون أسرارها يوما بعد يوم . وقد ثبت أن عسل النحل ليس نوعاً واحداً بل مئات الأنواع تختلف باختلاف المكان الذي يؤخذ منه العسل.

قال ابن جريح: قال الزهيرى : " عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ " . وأجوده أصفاه وأبيضه وألينه حدة وأصدقه حلاوة ، وما يؤخذ من الجبال والشجر فهو أفضل على ما يؤخذ من الخلايا وهو بحسب مراعى نحله[1] 

وعسل النحل غذاء عظيم ولن يكون مضرا أو ساما في أي وقت وذلك لأنه لو فرض أن تغذى النحل على نبات سام نجد أن النحل يموت ولن يصنع عسلاً. لذلك دائماً فإن عسل النحل هو الغذاء الصحي الخالي من أي أضرار.

مميزات العسل: [2]

مقاومته للفساد مدة طويلة تصل إلى سنين عدة بشرط أن يُحفظ بعيداً عن الرطوبة.

مضاد للعفونة ومبيد للجراثيم … حيث أن الفطريات لا تنمو عليه لاحتوائه على مواد مثبطة لنمو الجراثيم، وكذلك لارتفاع تركيز السكر فيه، والتي تصل إلى 80% من تركيز العسل مما يذكرنا بأن التمر الذي يحوى نسبة عالية من السكاكر لا تنمو فيه الجراثيم أيضاً.

يحفظ الأنسجة لمدة طويلة، وهذا ما دعا العلماء لأن يستخدموا العسل في أحدث المجالات التطبيقية الطبية … ألا وهى حفظ الأنسجة والأعضاء الحية لمدة طويلة وهى معقمة دون أن تتأثر حيوية هذه الأعضاء ووظائفها.

وقد وجد بالتجارب التي جرت على العسل في هذا المجال المعطيات التالية:

لمحلول عسل النحل الطازج ( 50% ) و ( 25% ) تأثير مبيد للجراثيم المكورة والجراثيم العضوية بشكل واضح.

الأنسجة التي أخذت ضمن شروط التعقيم وحفظت في محلول ملح عسلي (50%) بقيت عقيمة وصالحة لمدة طويلة.

 وبما أن العسل يحتوى على قائمة متنوعة من الأملاح المعدنية والأحماض العضوية والخمائر والفيتامينات وكلها مواد لازمة للحياة، فمن الواضح إذن أهميته كعامل مساعد في الوقاية والعلاج من بعض الأمراض [3].

عسل النحل غذاء كامل:

ولاختبار مدى تكامل عسل النحل كغذاء ... قام عالم يدعى "هايداك"

بالتجربة الآتية :

عاش العالم ثلاثة أشهر يعتمد فقط على غذاء واحد عبارة عن مزيج من العسل واللبن بنسبة ثلاثة ملاعق من العسل لكل كيلو من اللبن، وكانت النتيجة أن احتفظ بوزنه العادي ونشاطه المعتاد، وكان الشيء الوحيد في التجربة أنه في الأيام الأخيرة ظهرت عليه أعراض نقص فيتامين (ج) الذي عوضه بإضافة البرتقال إلى الطعام.

الاستشفاء بالعسل :

كما ذكرنا في المقدمة فإن الأثر الشافي للعسل هو مدلول الآية الصريح حيث يقول الحق تبارك وتعالى (...فيه شفاء للناس ) النحل  – آية (69) .

وقد يذهل الإنسان عندما يستطلع تأثير هذا الدواء الإلهي العجيب في معالجة الكثير من الأمراض المختلفة بعض الأمراض التي لم يستطع الطب إلى يومنا هذا أن يجد لها علاجاً فعالاً كالتهابات الأنف الضمورية والقرح الواسعة في الجلد.

ولعل أهم ما يميز العسل كدواء عن باقي الأدوية هو انعدام تأثيراته الجانبية على الأجهزة المختلفة بل على العكس تماماً فهو يحسن الحالة العامة لجميع أنسجة الجسم وهذا ما يساعد أكثر على الشفاء.

ولعل من يؤيد ذلك مانشرته مجلة " منار الإسلام " الظبيانية في عددها الرابع – إصدار ربيع الآخر 1406 " تحت باب " حصاد الشهر " من انبهار العلماء حينما عجزت جميع المضادات الحيوية عن أن تشفى جرح سيدة مريضة بالسكر استمرت في العلاج ستة أسابيع، وبعد أن أعيتهم الحيل استخدموا عسل النحل موضعيا على الجرح في محاولة يائسة كآخر محاولة لبتر ساقها، ولكن المفاجأة التي أذهلتهم هي أن العسل قضى تماما على مستعمرات البكتريا وساعد على نمو أنسجة حية حول الجرح. [4]

العسل وأمراض العيون :

استخدم العسل قديماً وحديثاً في معالجة أمراض العين وأعطى نتائج جيدة ومشجعة في هذا المجال، وأثبتت التجارب فائدة العسل في معالجة:

التهاب حواف الأجفان والتهاب القرنية وتقرحاتها.

وكذلك في حروق العين المختلفة وذلك باستخدام مزيج من العسل ومرهم البوسيد أو العسل وزيت السمك.

استخدم العسل قديماً وحديثاً في معالجة أمراض العين وأعطى نتائج جيدة ومشجعة في هذا المجال

-   ولهذا ينصح أكثر العلماء باستخدام العسل في المراهم العينية المضادة للالتهابات وذلك لما يملكه من تأثير واقي من الإنتان ومن فعل مغذى ومعمر للنسيج وذلك في منطقة القرنية.

-    ولعل أحدث ما نشر في مجال الاستشفاء بالعسل من الأمراض العينية هو ما كتبه الباحثان " ماكسيكو " و " بالوتينا " عن معالجة قصر البصر بالعسل مع نتائج جيدة بتوقف تطور قصر البصر وتحسن قوته.[5]

عسل النحل قطرة للعين

تحت هذا العنوان كتبت " جريدة الأهرام القاهرية " الصادرة بتاريخ 22/4/1995 تقول: أكدت نتائج الأبحاث المشتركة التي قام بها فريق من أطباء العيون والباحثين بكليتى الطب – جامعة المنصورة – والجامعة الكاثوليكية ببلجيكا عن دور عسل النحل النقي كعلاج فعال لكل أنواع الالتهابات البكتيرية والفيروسية التي تصيب قرنية وملتحمة العين بنسبة شفاء تجاوزت 90% من الحالات مستوياً في ذلك مع أفضل أنواع القطرات الطبية المستخدمة.

وقد جاءت هذه النتائج كما يقول الدكتور / محمد عمارة – أستاذ العيون بطب المنصورة ورئيس جامعتها السابق والمشرف على الفريق البحثي – بعد سلسلة مطولة من التجارب العملية والمعملية التي استمرت أكثر من خمس سنوات على حيوانات التجارب والمرضى.

ولكي يتم اختبار قدرة العسل الشفائية وتأكيدها مقارنة بكفاءة القطرات المستخدمة في أنحاء الألم، تم إحداث إصابات مفتعلة بعيون الحيوانات واستخدام قطرة عسل النحل الصافي بمعدل ثلاث مرات ولمدة خمسة أيام.

إن عسل النحل يفيد بمثابة مضاد حيوي مبرمج على أداء دوره بصورة إلهية فريدة لا تستطيع أعتى المضادات الحيوية في العالم أن ترقي إلى مرتبته، حيث يقتل البكتريا النافعة.

عند اختبار تأثير عسل النحل على مجموعة من المرضى المصابين بقرحة فيروسية نشطة بالقرنية من بين المرضى المترددين على العيادة الخارجية بقسم العيون بمستشفى المنصورة الجامعي، أكدت النتائج تحقيق الشفاء الكامل لحوالي 60% من المرضى بعد عشرة أيام من العلاج بعسل النحل منفرداً إلى جانب شفاء 20% أخرى بعد إضافة أحد المراهم المعروفة كعلاج مساعد للعسل بواقع مرة واحدة مساء كل يوم.

كما لوحظ أن عسل النحل الناتج من زهر الموالح كان يتفوق على عسل النحل الناتج من زهر البرسيم في علاج فيروس الهربس .

ويفسر الدكتور محمد عمارة بسبب وجود أحماض أمينية وإنزيم الإنهبين، وكثيراً من الفيتامينات والأملاح المعدنية النادرة والمواد الأخرى اللازمة لبناء الجسم وتقوية جهازه المناعي بالإضافة إلى سكر الفركتوز الذي لا يحتاج إلى الأنسولين لإحراقه الكامل إلى جانب العديد من السكريات الأخرى السريعة لتوليد الطاقة.

العسل والبشرة : [6]

والجديد في مزايا العسل يتمثل في استخدامه في علاج البشرة، واليوم يُضاف العسل إلى الأعشاب البرية والتراب البركاني لعلاج كلف البشرة والبقع السوداء الناتجة عن حروق الشمس.. كما يزيل النمش وكلف الحمل والخشونة في الكوعين، ويستخدم على شكل قناع يبدأ من أسفل العنق صعوداً إلى الوجه، ولا يضر أن يوضع حول العينين باعتباره مادة طبيعية مع الاسترخاء الكامل.

ويستخدم العسل أيضاً في علاج البشرة المجعدة مخلوطاً مع غذاء الملكات حيث يمنحها المرونة والحيوية، ويساعد على تكوين مخزونها الغذائي الحيوي والكولاجين..

كما  يزيل ترهل البشرة وتعبها ويعطى الجلد رونقاً لأنه ينشط الدورة الدموية، وبذلك تتخلص البشرة من فضلاتها وتتقبل الدم الحامل للعناصر الضرورية لبنائها فتصبح ذات مقاومة عالية لظروف البيئة الخارجية غير الملائمة.

نعود إلى الآية الكريمة :( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه، فيه شفاء للناس )النحل آية (69)

نجد أنها لم تحدد كيف يكون الاستشفاء بالعسل ؟

 هل باستخدامه كدهان...؟ أم في والممكنة يؤكل...؟    أم غير ذلك من الصور المحتملة والممكنة ....؟

 وهذا إيماءً إلى أن استخدامات هذا الغذاء الشمولي ستكون بوسائل شتى.

والذي يحدث الآن أنه يستعمل كدهان؛ ويعطى بالفم؛ وبالحقن؛ ويقطر في العين؛ وبوسائل أخرى ...

خاتمــــة :

وإذا تتبعنا باقي أجهزة الجسم لوجدنا أن للعسل تأثير فعال في علاج أمراضها كأمراض القلب وأوعيته الدموية، وكذلك أمراض الكلى وفقر الدم وغيرها من الأمراض الأخرى.

وفى ختام الحديث عن هذا الدواء السحري يجب أن نشير إلى أن المعالجة بالعسل يجب أن تتم تحت إشراف وتقدير الطبيب المعالج وإلا فقد لا تؤدى إلى النتيجة المرجوة.

وبهذا العرض السريع نلمس التطبيق الواسع لهذا المركب العجيب الذي وكل الله على إعداده حشرة صغيرة في حجمها.. كبيرة في نظامها وإتقانها والتزامها وجدها وجهادها المستمر الدائب.

وتمضى الأبحاث بغزارة على العسل لتوقف الإنسان أمام قدرة الله تعالى، والكل مازال يشعر أنه مازال في هذا المركب العجيب الكثير والكثير من الأسرار.......

  هذه نقطة واحدة من هذا المعين الزاخر الذي لا ينضب ومازال العلم يقف أمامها عاجزاً عن اكتشافاتها إلى أن تتجدد على مدار الأيام.

وصدق الله العظيم إذ يقول:

( فيه شفاء للناس )  النحل (69)

( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإسراء (58)

التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي :

Dr_mohamed_60@hotmail.com

 

مصادر يمكن الرجوع إليها


أولاً: الكتب

1- مع الطب في القرآن د. عبد الحميد دياب ، و د. أحمد قرقور.

2- عسل النحل شفاء نزل به الوحي – الدار السعودية للنشر ، د. عبد الكريم نجيب الخطيب.

3- زاد المعاذ في سيرة خير العباد لابن قيم الجوزية.

4- علي هامش الطب النبوي في علاج مرضى الجهاز الهضمي أ.د. على مؤنس.

5- معجزات الشفاء (الحبة السوداء - والعسل والثوم – البصل) لأبي الفداء محمد عزت من عارف.

ثانياً: المجلات و الجرائد

- مجلة "منار الإسلام" الظبيانية العددهـ،ابع، إصدار ربيع الأخر 1406 هـ.

- مجلة الأزهر "المصرية" عدد رجب 1408 هـ ، مارس 1988م.

- مجلة "منار الإسلام" الظبيانية العدد الخامس – جمادي الأولى 1404هـ.

- جريدة "الأهرام" المصرية -العدد الأسبوعي الصادر بتاريخ 22/4/1995.

 [1] راجع كتاب " على هامش الطب النبوى فى علاج مرضى الجهاز الهضمى " للأستاذ

الدكتور / على مؤنس .

 [2] راجع كتاب " على هامش الطب النبوي في علاج مرضي الجهاز الهضمي " للأستاذ

الدكتور / على مؤنس .

 [3] لمعرفة المزيد من هذه المميزات راجع كتاب " زاد المعاد فى سيرة خير العباد " لابن القيم .

 [4] راجع مجلة " منار الإسلام " العدد الرابع – ربيع الآخر 1406 هـ .

(1)     نقلاً عن " مجلة الأزهر " القاهرية ، عدد رجب 1408 هـ ، 6 مارس 1988 . 

 [6] انظر مجلة " زهرة الخليج " الظبيانية  العدد (703) سبتمبر 1991 .

مصدر الصور : الموسوعة الحرة http://en.wikipedia.org

 

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

هجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز في الكائنات الحية

23 شعبان 1429

2008/08/24

الإعجاز الطبي والدوائي في القرآن الكريم

12 شعبان 1429

2008/08/13