بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

012

يوسف

آية رقم 030

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

صدق الله العظيم

 

الســـؤال:

لماذا قال تعالى:﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ ﴾، لم يقل: ( وقالت نسوة ) ؟ وما بيان وجهه في العربية ؟

الجــواب:

أولاً- النسوة: اسم جمع، لا واحد له من لفظه، ويقال في جمع: المرأة . كما يقال: القوم في جمع: المرء .. ومثله في ذلك: النساء، والنسوان . والفرق بينه، وبينهما: أن النسوة جمع قلَّة . والنساء جمع كثرة . والألف والنون في النسوان للمبالغة في الكثرة .

ثانيًا- يجوز في العربية تذكير الفعل وتأنيثه في الحالات الآتية:

1- إن يكون الفاعل المسند إليه ذلك الفعل جمع تكسير لمذكر، أو مؤنث ؛ كقولك: قام رجال، وقامت رجال . وجاءت الفواطم، وجاء الفواطم .. والأفضل التذكير مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث، إلا أن يفصل بينهما بفاصل فحينئذ يكون التأنيث أفضل.

2- أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقيًا مفصولاً بينه، وبين فعله بفاصل، غير ( إلا ) ؛ كقولك: حضرت المجلس امرأة، وحضر المجلس امرأة .. والتأنيث أفصح . فإن كان الفاصل ( إلا)، وجب تذكير الفعل ؛ كقولك: ما قام إلا فاطمةُ .

3- أن يكون الفاعل مؤنثًا مجازيًا ظاهرًا . أي: ليس بضمير ؛ كقولك: طلعت الشمس، وطلع الشمس .. والتأنيث أفصح .

4- أن يكون الفاعل مؤنثًا ظاهرًا، والفعل ( نعم )، أو ( بئس )، أو ( ساء ) التي للذَّمِّ ؛ كقولك: نعمت هند، ونعم هند . وبئست هند، وبئس هند . وساءت هند، وساء هند .. والتذكير في ذلك كله أجود .

5- أن يكون الفاعل ضميراً منفصلاً لمؤنث ؛ كقولك: إنما قامَ هي، وإنما قامت هي . والأحسن ترك التأنيث .

6- أن يكون الفاعل مذكرًا مجموعًا بالألف والتاء ؛ كقولك: قام الطلحات، وقامت الطلحات .. والتذكير أحسن .

7- أن يكون الفاعل ضميرًا يعود إلى جمع تكسير لمذكر عاقل ؛ كقولك: الرجال جاءوا، والرجال جاءت .. والتذكير بضمير الجمع العاقل أفصح .

8- أن يكون الفاعل ملحقًا بجمع المذكر السالم ؛ كقولك: قام بنو فلان، وقامت بنو فلان . ومن الثاني قوله تعالى:﴿ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ (يونس: 90) .

9- أن يكون الفاعل اسم جنس جمعيًّ، أو اسم جمع . فالأول كقولك: قال، وقالت العرب، أو الروم، أو الفُرْس، أو التُّرك . وأورق الشجر، وأورقت الشجر .. والثاني كقولك: جاء، وجاءت النسوة، أو النساء، أو القوم، أو الرهط، أو الإبل .

وعلى الثاني جاء قوله تعالى:﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ (يوسف: 30) .. فإن تقدم الفاعل على الفعل، وجب تأنيث الفعل ؛ كما في قوله تعالى:﴿ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ (يوسف: 50) .

إعــداد الأسـتـاذ

 محمد إسماعيل عتوك

m_ismael@aloola.sy

يمكن الإطلاع على موقع التالي:

http://www.bayan7.com/bayan888 /index.php

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

التاريخ الهجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم

24 رجب 1429

2008/07/27