بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة من المسجد الأقصى المبارك

 أُلقيت هذه الخطبه يوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 6/3/1429هـ وفق 14/3/2008م. وقد ألقاها الشيخ يوسف أبو سنينه. غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين آمين آمين

 

الخطبة الأولى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي بلطفه تصلحُ الأُعمال، وبكرمه وجوده تُدْرَكُ الآمال، وعلى وَفْق مشيئته تتصرف الأفعال، وبإرادته تتغير الأحوال، وإليه المصير والمرجع والمآل، سبحانه هو الباقي بلا زوال، المنزهُ عن الحلول والانتقال، عالم الغيب ِوالشهادةِ الكبيرُ المتعال، ذو العرش والمعارج والطَول والإكرام والجلال، نحمدُهُ على ما أَسبغ من الإنعام والإفضال، وَمَنَّ به من الإحسان والنوال، حمداً لا توازيه الجبال، ملءَ السماواتِ والأَرض ِ وعلى كل حال، ونشهد أَنْ لا إِله إلا الله، المتفردُ بالعز والعظمة والكبرياء، العالِمُ قبل وجود المعلومات، والباقي بعد فناء الموجودات، المبتدئُ بالنعم قبل استحقاقها، والمتكفلُ للبرية بأَرزاقها قبل خلقها، ونشهد أَنَّ سيَّدنا ونبيّنا محمداً رسول الله ، ذو الشرف الباذخ، والعِلم الراسِخ، والفضل الشامخ، والجَمال والكمال، صلى الله عليه وعلى الملائكة المقربين، والأَنبياء والمرسلين، وعِترتهمُ الطيبين، وعلى آل سيدنا محمدٍ وصحبه خير صحب وآل، وعلى تابيعهم بإحسان، وجميع الأولياء والأَبدال، وعفا عن المقصرين من أمته أُولي الكسل والمَلاَل، وحشرنا في زمرته، متمسكين بشريعته، مقتدين بسُنته، متعظين بما ضرب من الأَمثال، مزدحمين تحت لوائه، في جملة أوليائه، يومَ لا بيعَ فيه ولا خِلال.

 

أما بعد، عباد الله:

 

عصمنا الله واياكم من غلبة الأهواء ومشاحنة الآراء، واعاذنا وإياكم من نصرة الخطأ وشماتة الأعداء، وأجارنا وإياكم من غِيَّر الزمان، وزخاريف الشيطان، فقد كَثُرَ المغترون، وتباهي الزائغون، وفجر الجاهلون، وكفر الكافرون، فأصبحنا وقد أصابنا ما أصاب الأممَ قبلنا، وحلَّ الذي حذرنا منه نبُينا صلي الله عليه وسلم، من الفرقة والأختلاف، وترك الجماعة والإتلاف، وواقع اكثرنا الذي عنه نهينا، وترك الجَمهوَُر منا ما به أَمُرنا، فخلعت لبسة الإسلام ونُزعت حُلية الإيمان، فعبدت الأهواء، واستعملت الأراء، وقامت سوق الفتنة، وانتشرت أعلامها، وظهرت الردة وانكشف قناعها، وقدحت زناد الزندقة فاضطرمت نيرانها، وعظمت البلية، واشتدت الرزية، وشُهر سيفُ الأنتقام، وأشتد البلاء، بعد أنْ كان الأَمر هينا، والحد لينا،كان أمرُ الأُمةِ مجتمعاً، والقلوب متآلفة، والأئمة عادلة، والسلطان قاهراً، والحق ظاهراً، فانقلبت الأعيان، وأنعكس الزمان، وأنفرد كل قوم بما لديهم، ونعق إبليس بأوليائهِ نعقةً فاستجابوا له من كل ناحية، وأَقبلوا نحوه مسرعين من كل قاصية، وشمتت بنا أهل الأَديان السالفة، والمذاهبُ المخالفة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومِا ذاك إلا عقوبة أصابت القومَ عند تركهم أمرَ الله ، وَصَدًفهِم عن الحق وميلهم إلى الباطل، وإيثارهم أهوءَهم، ولله عز وجلَّ عقوباتٌ في خلقه، عند ترك أمره، ومخالفة رسله، قال جل وعلى "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (هود11 – 102).

 

عباد الله:

 

ألم يأمرنا لحق جلَّ وعلا بالوَحْدة؟ فلماذا إذاً هذه الفرقة؟ لماذا لا نكون أمة واحدة، تحت راية واحدة، نرفع راية الإسلام خفاقة في كل مكان، أمتنا اليوم ضعيفة، وأسباب ضعفها بائنة لكل إنسان، فأصبحنا نهرول وراء كل ناعق، تارة إلى الشرق وتارة إلى الغرب، ونحن أمة لها تاريخ وحضارة نحن أمة صنعنا حضارة قوية، قادت العالمَ لأجيالٍ وأجيال، والعدو قبل الصديقِ يعترف بذلك، ولكننا اليوم ابتعدنا، وسرنا وراء الشهوات والملذات، إرتكبنا المعاصي والآثام، وكثير منا لا يندم على ذلك، أَصبحنا لا نحترم بعضنا، (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون 23 – 53)، المقاهي وأماكن اللهو مليئةً بالناس، والمساجد خاويةٌ على عروشها تشكو إلى الله فراق الأَهل والأحباب، وإِذا ما جاء الناس لأَداء الصلوات والعبادات في المساجد، وبخاصة في مسجدنا المقدس والذي على التقوى تأسس يجدون الأبواب مغلقة، لماذا هذا الفساد؟ لماذا تمنعون الناس من الوقوف بين يدى الله؟ ألا تَدَّعون أنكم أصحاب دين؟ وَمَنْ هذه دعواه لماذا يحول بين الناس وبين الإله الواحد الأحد؟

 

عباد الله:

 

أحوالُنا اليومَ مزريةٌ، أَعداؤنا علينا ونحن على أنفسنا، الشيطان يَزين لنا في كل مكان، ونحن على أثره في كل ناحية، فسادٌ في الأَسرهَ وكثرة المشاكل الزوجية، نساءٌ كاسياتٌ عاريات، اللباسُ مزركشٌ ومُزَخرف، وبعيد كل البعد عن الأسلام، اللباس الضيق في الجامعات، والمدارس والمعاهد والكليات، في الشوارع والأماكن العامة والخاصة، والواجب على النساء الاحتشامَ والأستحياءَ من الله تبارك وتعالى حق الحياء، نساء يفرون من بيوتهم ولا يعلم مكان وجودهم إلا الله، يذهبون لأماكن ألفساد والإفساد، شبابنا يتسكعون وطلابنا لا يدرسون، وشيوخنا تائهون، وعلماء الأمةِ يجاهدون ويحارَبون، لماذا يُحارَبُ علماءُ اللأُمة؟ لماذا يُلاحقون في كل مكان؟ ألأ فهم موحدون؟ ألأ فهم لا يُمارون؟ ألأفهم لا ينافقون؟ إنهم يريدون علماءَ يلبسون لباس السوء، لا يريدون علماءَ عاملين صادقين، لا يُريدون  كلمة الحق، ولا يريدون نصرة هذا الدين، لماذا تفرقت الأُمة شيعاً وأحزاباُ؟ لماذا ابتعدو عن الأسلام وتمسكو بكراسي الحكم والرئاسة؟ لماذا تركنا نهج المصطفى عليه الصلاةِ والسلام وأتباع سنتة الرشيده؟ والحمد لله أَيها المؤمنون تذكرو دائما أن الخير باقٍ في هذه الأمة وقد هيئ الله لها مَنْ يَرفعُ رايتها ويُعلي كلمتها، اسمعو يا عباد الله ماذا قال خليفةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضى الله عنه: (لست تاركاٌ شيئاٌ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به وإني لأخشى إن ْ تركتُ شيئاً من أمره أن أَزيع، هذا هو الأسلام وتلك القواعدُ السليمة من غير تحريف وتزييف وتصحيف ولا زيادة ولا نقصان.

 

عباد الله:

 

الصديق الأكبر يتخوف ُ على نفسه الزيغ إنْ هو خالف شيئاً من أمر نبينا صلى الله عليه وسلم، فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزؤن بنبيهم وبأوامره، ويتباهون بمخالفته، ويسخرون بسنته. نسأل الله عصمةً من الزلل، ونجاةً من سوء العمل.

 

عباد الله:

 

تذكروا قول الحق جلّ وعلا: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) (غافر 40 – 39)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما لي وللدنيا، إنما مثلي ومثلُ الدنيا كمثل راكب قام في ظل شجرة، ثم راح وتركها). ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه قال: (اعبروها ولا تعمروَها).

 

عبد الله:

 

قيل لمحمدً بن واسع رضي الله عنه : كيف أصبحت؟ قال: (ما ظنك برجل يرتحل كل يومً مرحلة إلى الآخرة). فالتوبةَ التوبةَ يا عباد الله إلى متى الركونُ إلى الدنيا؟ إلى متى هذا التسويف؟ إن الله يبسط يده بالليل ليتوبَ مُسيءَ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوبَ مُسيءَ الليل، حتى تطلع الشمسُ من مغربها. قال اهل العلم: فإذا طلعت الشمسُ من مغربها، طُبع على القلوب بما فيها، وترتفع ُ الحفظةُ الأَعمال وتُؤمرُ الملائكةُ ألا يكتبوا عملاً. فاتقو الله  عبد الله وتزودوا فإتَّ خير الزاد التقوى واتقون ِيا اولي الألباب.

 

عباد الله:

 

توجهوا الي الله تعالى ، توجهوا اليه بالرهبة والرغبة، توجهوا اليه بالأبتهال والدعاء والأناية فلعل الله أن يُخفف آلآمنا فادعوا الله وأنتم موقنون بالأجابه فيا فوز المستغفرين استغفروا الله .

الخطبة الثانية

الحمد لله، أهلُ الحمدِ ووليهُ، المنان، الجواد، الذي ثوابه جزل، وعطاؤه فضل، وأياديه متتابعة، ونعماؤه سابغة، وإحسانه متواتر، وحكمه عدل، وقوله فصل، حصر الأشياء في قدرته، وأحاط بها علمُه، ونفذت فيها مشيئُه، ونشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُ العالمين، وأرحمُ الراحمين، الذي تعرَّف إلى خلقه بصفاته وأسمائه، وتحبب إليهم بإحسانه وآلائه. ونشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسولُه الذي ختم به النبين، وأرسله رحمةً للعالمين، وبعثه بالحنفية السمحة، والدين المهيمين على كل دين، فوضع به الآصار والأغلال وأغنى بشريعته عن طرق المكر والأحتيال، وفتح لمن أعتصم بها طريقاً واضحاً ومنهجاً، وجعل لمن تَمَّسك بها من كل ما ضاق خرجا ومخرجاً. فعند رسول ِالله صلى الله عليه وسلم السعةُ والرحمة، وعند غيره الشدةُ والنِقمة، فما جاءَه مكروبٌ إلا وجد عنده تفريج الكُربة، ولا لهفانَ إلا وجد عنده إغاثة لهفته. اللهم صلّ وسلم وبارك وأَنعم على عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

 

أما بعد، عباد الله:

 

اعملو لدينكم كما تعملون لدنياكم فالكيس مَنْ دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

 

أيها المسلمون:

 

موضوعان أساسيان يجب علينا الحديثَ فيهما: أولاً الإستهزاء بالإسلام، وثانياً قضيتنا الفلسطينية.

 

ففي ذروة تداعياتِ الأَحداثِ المؤلمة، والتطورات المتصاعدة، والتي تسود عالمنا الأَسلاميَّ بعَامةٍ، وشعبنَا الفلسطينيَّ الصابر المحاصرَ المحتسبَ بخاصة، وأَرضنا المقدسةَ المهددةَ بالمصادرِة والتهويد، وعين الحاقدين المتربصين على المسجد الأقصى المبارك. تأبى الدولُ الغربيةُ الحاقدُة إلا أَنْ تواصل حربها المسعورةَ ضدَ الإسلام والمسلمين عقيدة ودستوراً ورسولاً، ضمن منظومةٍ وخطةٍ مبرمجةٍ من العداء الساخر، والمكر الحاقد، والحقِد الدفين، وفي تآمر رهيبِ من القوى العالميةِ ضد أُمتنا تحت ما يسمونه الإرهاب. ويظهر هذا الحقدُ من خلال توجيه الأذى لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، او عرض الأفلام التي تتضمن تمزيق القرآن الكريم، أو إقامه الندوات الفضائيه، والتي كان آخرها على لسان إمرأة تنفث سمومَ الكراهيةِ لديننا الحنيف، إنها اشد وقاحة من حَّمالةِ الحطب والتي في جيدها حبل من مسد، أعلموا أيها المسلمون أنِّ نار الحقد لا تخبوا، فذلك هو ديدنهم، وهذا هو منهجهم، والواجب علينا يا عباد الله أن نتمسك بديننا وأن نتبع سبيلَ ومنهجَ رسولنا صلى الله عليه وسلم.

 

 

ايها المسلمون:

 

إِنَّ معاول الهدم ونزع العقيدة من عقول وأَفئدة المسلمين لن تتوقفَ لقوله تعالى (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة2 – 217)، لأن أعداء الأمةِ لا يريدون النظر إلى قضايانا من منظورٍ عقديّ إيمانيّ، بل يُريدون تمزيق الأُمةِ وقضاياها المصيرية، تحت الشعارات القومية والإقليمية، والنعرات الحزبية والطائفية والفِئَويةِ حتى في صفوف البلد الواحد. وحال أُمتِنا وللأسف يشهد على ذلك، فها هي البوارج الأمريكية تمخر في مياه الخليج بالترحاب متوجهة إلى الشواطئ اللبنانية، متزامنةً مع انعقاد مؤتمر القمة العربيّ، لتقول: (تذكروا دائماً قوة أمريكا، تذكروا المصالح الأمريكية)، إنهم يستعرضون قوتهم العسكرية استعداداً لدق ناقوس الحرب. وأمُتنا في صراع ٍ داخليّ، لا يُوحدها شيئ، هذا الصراع الذي أعطى للطرف الآخرِ التغلغلَ في صفوفنا وزرع بذور الفتنة والشقاق والخصام والخلاف فيما بيننا.

 

عباد الله:

 

إنهم يتفاخرون بما يُسمونه حُرمة الرأي وحرمة التعبير، وإذا ما تَمَّ الردُ عليهم قالوا: هذا هو الإرهاب، بأية مقاييس، وبأَية معاييرَ وموازين، تقاس وتوزن الامور؟

 

عباد الله:

 

إنَّ غياب الحسَّ الإيمانيّ من قلوب بعض المسلمين، وتخاذل القيادات عن الدفاع عن الأمة وعدم اتخاذ الإجرائات الرادعة والحاسمة ضد مَن يُسيئ لديننا قد أعطى الفرصة تلو الفرصةِ لأولئكَ الحاقدين في التهجم على الإسلام وأتباعه.

 

أَيها المسلمون:

 

القضية الثانية: الوضع الفلسطيني، فإسرائيل تستغل حالة الأنقسام، والوهن العربيّ، وغياب الدور الإسلامي الفاعل، لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى تهويد مدينتنا المقدسة وذلك عن طريق الأستيطان، وتغيير المعالم. أنها سياسة تثبيت الأَمر الواقع، والحصار الخافق، ومواصلة مصادرة الأراضي، وحرمان المسلمين من البناء، ومن هنا نتوجه برسالة من علياء هذا المنبر الشريف لزعماء الأُمة وقياداتها أن يتقوا الله بأرضنا المباركة وبأهلنا في فلسطين المسلمة أن تتقوا الله في مسجدنا المقدس فكفانا ما حل بنا .

 

عباد الله:

 

يقول رسولنا صلي الله علية وسلم: (الدين النصيحة)، فمن لم ينصح لله تعالى، وللأئمة وللعامة كان ناقص الدين. وأنت أيها المسلم لو دُعيتَ: (يا ناقص الدين) لغضبت، فبالله عليك قل لي: متى نصحت لهؤلاء؟ وأذا حضرت مجالسهم تزين لهم الباطل ولعلك تجرءهم على الظلم، فمن أجل ذلك سقطتَ من أَعينهم ومن أعين المؤمنين الصالحين. فبالله عليك مرة ثانية قل لي: متى يُفلحُ من كان يسرُّه ما يضره؟ ومتى يُفلح مَن لا يُراقب مولاه؟ ومتى يُفلح من دنا رحيله؟ وانقرض جيلة؟ وساء فعلُه وقَيله؟ فما شاء الله كان وإنا لنرجوا صلاح أهل الزمان ولا ندعوا الدعاء لعل الله أن يلطف بنا ويصلحنا.

 

أيها المسلمون:

 

أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على الأرض مجدداً، أقيموا أحكام الله تعالى تعود لكم الحرية والكرامة والهيبة، ويومها يفرح المؤمنون بنصر الله تعالى، أنصرو الله ينصركم ويثبت أَقدامكم.

الدعاء

جعلنا الله وإياكم بكتاب الله عاملين، وبسنتة نبينا صلى الله علية وسلم متمسكين، وللأئمة الخلفاء الراشدين المهديين متبعين، ولآثار سلفنا وعلمائنا مقتفين، ويهدي شيوخنا الصالحين رحمةُ الله عليهم أجمعين مهتدين،

اللهم إجعلنا من التوابين، وإجعلنا من المتطهرين، اللهم طهر قلوبنا من النفاق والشقاق ومن الغش والكبر ومن الحقد والحسد، ومن الرياء وسفك الدماء.

اللهم كما سترت ظواهرنا من العيوب والجروح والأمراض فاستر بواطننا يا أرحم الراحمين.

اللهم لا تفضحنا يوم القيامة يوم نأتيك حُفاة عراة يا رب العالمين.

اللهم أرحم شهداءَنا وأطلق سراح أسرانا وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا كريم.

اللهم إنا ندعوك دعاء من أشتدت فاقته وضعفت قوته، وقلت حيلته، أكشف كروبنا،ألطف بنا، يا عالم السر والنجوى،

يا بديع السماوات والأرض، يا امال الخائفين، حرر اقصانا يا رب العالمين.

إلهنا ومولانا لا تردنا عن جنابك ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونَّ من الخاسرين.

اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.

 

عباد الله:

إنَّ الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغيّ يعظكم لعلكم تذكرون.

فأذكر الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون.